بعث صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد ببرقية تعزية إلى أسرة المغفور له بإذن الله تعالى د.صالح محمد العجيري، هذا نصها: الإخوة الأفاضل أسرة المغفور له بإذن الله تعالى د.صالح محمد العجيري السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،تلقينا ببالغ التأثر نبأ وفاة أحد رجالات الوطن الأوفياء المغفور له بإذن الله تعالى العالم د.صالح محمد العجيري.وإذ نعرب للأسرة الكريمة عن أحر التعازي وصادق المواساة بهذا المصاب الجلل، لنستذكر بالتقدير مناقب العالم الفقيد وأعماله الجليلة وإسهاماته المقدرة في خدمة وطنه خلال مسيرته الحافلة بالعطاء في المجال التربوي والرياضيات وعلم الفلك والأهلة، حيث نهل من علمه الوافي العديد من رجالات الكويت إذ كان، رحمه الله، قامة علمية شامخة يشار إليها بالبنان على الصعيدين المحلي والخارجي، وتجسد ذلك بالاحتفاء به وتكريمه مرارا وحصوله على العديد من الجوائز عرفانا بعطائه الكبير.ومن إسهاماته البارزة إصداره «تقويم العجيري» بشكل متواصل على مدى عشرات السنين والذي كان معتمدا وموثوقا من قبل مختلف الجهات، مؤكدين أن هذه الإسهامات النيرة ستكون نبراسا ملهما للأجيال وستظل خالدة في وجدان الجميع.سائلين المولى تعالى أن يجزي الفقيد خير الجزاء على ما قدمه ويجعله في ميزان حسناته وأن يتغمده بواسع رحمته ومغفرته ويسكنه فسيح جناته وأن يلهمكم جميعا جميل الصبر وحسن العزاء.إنا لله وإنا إليه راجعون.كذلك، بعث سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد ببرقية تعزية إلى أسرة المغفور له بإذن الله تعالى د.صالح محمد العجيري، هذا نصها: الأفاضل عائلة المرحوم د.صالح محمد العجيري، رحمه الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،، بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره، تلقينا نبأ وفاة المغفور له بإذن الله تعالى المرحوم د.صالح محمد العجيري رحمه الله وطيب ثراه.وإذ نعرب لكم عن صادق التعازي والمواساة لفقد أحد رجالات الكويت الأوفياء، فإننا نستذكر مناقب الفقيد ومآثره وما قدمه للوطن العزيز وأبنائه من خدمات جليلة ستظل شاهدة على إخلاصه وحبه للكويت، سائلين الله تعالى أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته ويلهمكم الصبر والسلوان.إنا لله وإنا إليه راجعون.وعظم الله أجركم،كما بعث سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ صباح الخالد ببرقية تعزية مماثلة.
أكدوا أنه كان ركناً أساسياً في حياتنا ككويتيين لما قدمه وبذله في مجال الفلك والتقويم
وزراء: بصمات الراحل العلمية تبقى راسخة في أذهان الجميع
نعى عدد من الوزراء فقيد الكويت د.صالح العجيري الذي وافته المنية ظهر أمس بعد مسيرة طويلة حافلة بالتميز والعطاء والإنجاز.فقد قدم نائب رئيس الوزراء وزير النفط وزير الكهرباء والماء والطاقة المتجددة د.محمد الفارس واجب العزاء بفقيد الكويت عبر حسابه على تويتر قائلا: «فقدت الكويت عالمها وباحثها الجليل العم صالح العجيري والذي تعلمت منه الكثير في علم الفلك.. اللهم اجزه عنا خير الجزاء وارحمه برحمتك وأكرم نزله ووسع مدخله واجعل قبره روضة من رياض الجنة وألهم أهله الصبر والسلوان».من جانبها، قالت وزيرة الدولة لشؤون البلدية وزيرة الدولة لشؤون الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات د.رنا الفارس على حسابها في تويتر: «ببالغ الألم والحزن ننعي هامة من هامات الكويت والعالم العربي، مضيفة: نعزي انفسنا وذويه واقرباءه وكل من احب العالم الجليل الفلكي العم صالح محمد العجيري «رحمه الله»، وإنا لله وإنا إليه راجعون».في السياق نفسه، نعى وزير التربية وزير التعليم العالي والبحث العلمي د.علي المضف والأسرة التربوية المغفور له بإذن الله تعالى الفلكي د.صالح العجيري.واستذكر المضف نجاحات وانجازات د.العجيري الذي يعتبر رمزا من رموز العطاء والعلم، حيث كان من المهتمين بالتعليم والعلم، وتخرجت على يده أجيال ناجحة ذات بصمات تربوية تعليمية مساهمة في رفعة شأن الكويت، مشيرا الى ان بصماته العلمية والتعليمية تبقى راسخة في اذهان الجميع وعلم ينتفع به الأجيال القادمة.وتقدم د.المضف بخالص العزاء والمواساة لأسرة الفقيد، داعيا المولى عز وجل أن يتغمده بالرحمة والمغفرة وجنات النعيم، وأن يلهم أهله الصبر والسلوان، وإنا لله وانا اليه راجعون.من جانبه، نعى وزير الإعلام والثقافة د.حمد روح الدين فقيد الكويت والوطن العربي العالم الفلكي الكبير د.صالح العجيري، وقال في تصريح خاص لـ «كونا» إن د.العجيري كان ركنا أساسيا في حياتنا ككويتيين لما قدمه وبذله في مجال الفلك والتقويم «فلا يكاد يخلو بيت في الكويت من ذكره ووجوده الذي أثرى به مسيرته على مدى عقود طويلة».وأضاف «أتقدم باسمي ونيابة عن زملائي في كافة قطاعات وزارة الإعلام والقطاعات التابعة لها بأحر التعازي لصاحب السمو الأمير وسمو ولي العهد وللشعب الكويتي بمصابهم الجلل، سائلا الله عز وجل أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ومغفرته وأن يسكنه فسيح جناته».وأكد روح الدين أن الراحل العجيري أفنى حياته معلما ومفكرا وعالما في مجال الفلك وعلومه، فقد قدم رحمه الله الكثير للكويت وأهلها فمنذ أن بدأ حياته معلما في مدارس الكويت كانت بوادر نبوغه وعطائه تنبثق من خلال ما يقدمه لأبناء الكويت آنذاك.وبين أن عطاء العجيري استمر حتى صار علامة فارقة في مجال الفلك وارتبط أهل الكويت به ارتباطا وثيقا، فكان رحمه الله فضلا عن علمه ومعرفته الفلكية أحد الشخصيات الكويتية التي يجمع عليها أهل الكويت حبا واحتراما وتقديرا لما تمتع به من خلق رفيع وعلم رصين وتدين سمح احتوى به أهل الكويت جميعا.وأفاد بأن د.العجيري رحمه الله ضرب مثالا عظيما للعطاء الذي لا يتوقف بحد العمر أو الصحة، فقد قدم حتى آخر يوم في حياته علمه ووقته وجهده للكويت وأهلها، فلم ينفك عن عمله الذي استمر فيه لسنوات تناهز الثمانين سنة، وهذه رسالة يبعثها الفقيد للأجيال القادمة في معنى العطاء للوطن وللشعب قائلا: «ستشتاقك الكويت التي لطالما أعطيتها من علمك ووقتك وجهدك يا دكتور صالح».
محافظ العاصمة: رائد لعلم الفلك
رفع محافظ العاصمة الشيخ طلال الخالد إلى مقام صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد والى سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد وإلى الشعب الكويتي والى أسرة الراحل أحر التعازي والمواساة بقامة من قامات الكويت العم د.صالح العجيري الذي قدم حياته وسخّر علمه للكويت وأبنائها فكان ذلك العالم الجليل رائدا في علم الفلك ليس في الكويت فحسب وإنما في المنطقة برمتها. وقال الخالد: «إن ثرى الكويت الطاهر يحتضن اليوم العم صالح العجيري أحد القامات الكويتية وصانع علم الفلك الذي أثرى الساحة الكويتية بغزارة علمه فقدم وأوفى للكويت وبمثلهم تُبنى الأوطان وتزدهر».
محافظ حولي: إسهامات أثرت العلم في الكويت
نعى محافظ حولي علي الأصفر الفلكي د.صالح العجيري الذي انتقل إلى جوار ربه أمس عن عمر ناهز الـ 101 عام. وقال إن العم د.صالح العجيري يعد أيقونة في علم الفلك على مستوى الوطن العربي حيث قدم الكثير من الإسهامات والإجازات العلمية والمؤلفات التي أثرت العلم في الكويت بشكل خاص.
«المعلمين»: سبق زمانه بالعلم والمعرفة في مجال الفلك
عبدالعزيز الفضلينعت جمعية المعلمين وباسم جموع المعلمين والمعلمات وأهل الميدان، فقيد الكويت الراحل العلامة الفلكي الكبير د.صالح العجيري الذي وافته المنية أمس بعد مسيرة تاريخية حافلة بالعطاء في خدمة وطنه الكويت والعالمين العربي والإسلامي والعالم بأسره، وخدمة المتخصصين والباحثين وطلبة العلم والهواة في مجال علم الفلك والرياضيات، وقدم من خلالها الكثير من الإنجازات والإضافات والأعمال العلمية في الفلك وعلومه من خلال أبحاثه العلمية والكتب والمؤلفات والندوات والمحاضرات والبرامج التي قدمها في المراكز العلمية المتخصصة والأندية والمؤسسات التعليمية والأكاديمية وال بفعاليات مختلفة في المؤتمرات العلمية المحلية والعربية والإسلامية والإقليمية والدولية، وله الكثير من المؤلفات التي تتناول موضوعات الرياضيات والفلك، فيما اعتمدت الكويت رسميا التقويم الميلادي والهجري السنوي الذي يعده والمسمى على اسمه (تقويم العجيري) لجميع المعاملات الحكومية.وأضافت: للفقيد الراحل مشوار طويل في دراسة علم الفلك امتد من صغره حتى أنه سبق زمانه بالعلم والمعرفة في هذا المجال، فنافس مدرسيه بالعلوم الحسابية، خلال التحاقه في المدرسة المباركية في العام 1937 فيما انتسب إلى مدرسة عبدالرحمن بن حجي مؤسس علم الفلك في الكويت ودرس على يديه وتعلم من عدد من المراجع التاريخية، واستكمل دراسته الجامعية في القاهرة، حيث حصل شهادة علمية تفيد بتخصصه في علم الفلك من الاتحاد الفلكي المصري عام 1952 واستمر في القاهرة في طلب علم الفلك من خلال البحث والاطلاع والرصد والاستكشاف ومراسلة المراصد العلمية والمؤسسات العلمية الفلكية المتخصصة وزار الكثير من دول العالم، كما شارك في كثير من المؤتمرات الفلكية العربية والدولية.وأوضحت ان للفقيد الراحل علاقته الوطيدة بجمعية المعلمين وبالميدان التربوي، فسبق للجمعية ولمدارس الكويت أن استضافته في الكثير من الملتقيات التربوية خاصة المعنية بعلم الرياضيات والفلك، وكان له ارتباطه وحضوره إلى الجمعية في مناسبات عديدة برفقة شقيقه الراحل عبدالله محمد صالح العجيري، أحد رجال الرعيل الأول من المعلمين الكويتيين، وأحد رواد ديوانية الرواد في الجمعية سابقا، والذي وافته المنية في أغسطس الماضي عن عمر ناهز 94 عاما.وأكدت جمعية المعلمين أن سجل العطاء الكبير والحافل للفقيد الراحل، سيبقى مثلا أعلى محفوظا وراسخا في سجل الكبار وقدوة محتذاه للأجيال، سائلة المولى عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته، ويسكنه فسيح جناته.
عملاق الفلك.. بقلم: الخبير الفلكي عادل يوسف المرزوق
فوجئت وتوقف تفكيري برهة وعجز لساني عن إيجاد الكلمات المناسبة عندما وصلني خبر وفاة عملاق علم الفلك في العالم العربي استاذنا الكبير المرحوم بإذن الله د.صالح محمد العجيري.ولما أتاني نعيه، رحمة الله عليك يا أبا محمد، غابت المعلومة التي كان يبعثها لنا مصحوبة بالابتسامة والضحكة فكان يربط العلم بابتسامة يسهل وصولها للمتلقي. لقد عرفت د.صالح العجيري منذ أن وعيت على هذه الدنيا، وأنا أراه وأرى والده العم محمد العجيري، رحمة الله عليهم جميعا، قامة فلكية كبيرة فنحن مهما علونا وكبرنا لن نصل إلى ما وصل إليه «العجيري»، فهو الأستاذ والمعلم، فقد كان أول من بدأ في تسجيل الأمور والحوادث الفلكية، وألّف الكثير من الكتب بل وحتى الأمور التاريخية التي تتعلق بتاريخ الكويت، وعندما بدأ بالكتابة عن الفلك في بداية الأربعينيات لم تكن في ذلك الوقت الكمبيوترات موجودة، وقدم حساباته الفلكية بأسلوب دقيق وصحيح ولاتزال تستخدم حساباته الفلكية في مواقيت حركات الشمس والقمر والنجوم.مهما درسنا ونهلنا من الفلك فلن نصل إلى المستوى الذي وصل إليه المرحوم بإذن الله العجيري، فأذكر عندما ذهبت إليه في بيته في منطقة الروضة وقدمت له أسماء الفترات الفلكية بحسب التقويم الكويتي القديم وكتبت حسب تقويم العجيري، قال لي: شيل كلمة حسب تقويم العجيري فهذا شغلك، فقلت: بس أنا أخذت هذه الفترات من حسابك وليش أنكر هذا الشيء؟ فقال: إذن زيد عليها فقرة حسب منظومة راشد الخلاوي، فقال: تعرف انك سبقتني بشغلة ما سويتها؟ فقلت: ما هذه الشغلة؟ فقال: أنت وضعت الفترات الفلكية في جدول وهذا الأمر لم اعمله وأنت تكون بذلك سبقتني فقلت بس أنا أخذت هذه الأمور الفلكية منك أستاذ، فرد علي وهو يضحك: «كم من تلميذ تفوق على أستاذه» فرددت عليه: استغفر الله العظيم.. العين ما تعلى على الحاجب. وقدمت له مذكرة عن الفترات الفلكية بكل توضيح وتفسير ومرفق معها مذكرة أخرى في حساب الدرور أو الحساب البحري أو حسب ما تسمى بحساب النيروز الهندي، فقال: أنا أخذت بعض المعلومات عن هذا الحساب من النواخذة الذين كانوا يأتون إلى ديوانيتكم، فقلت له: هذه المذكرات ارغب في ان تتفضل وتراجعها، وبعد كم يوم اتصل بي وقال: ممتازة.. تعال اخذ مذكراتك، فقلت: هذه أنا مقدمها لك حتى تكون عندك تشكر مني على ذلك. وأذكر عندما تقابلت معه، رحمة الله عليه، عند مدخل المستشفى الأميري وكان بصحبتي ابني عبدالوهاب، فقدمته له، وقلت له هذا ولدك عبدالوهاب، فقال لي: سميته على أبيك عبدالوهاب ـ يقصد جدي أبو والدتي عبدالوهاب الداود المرزوق ـ فقلت له: اي نعم، فالتفت إلى عبدالوهاب وقال له: أبوك عبدالوهاب سبق عصره، وهو أول رجل كويتي يحلق لحيته وشواربه، وقال: أول مرة أشوف «الأوتي» (جهاز كوي الملابس) شفته في بيت المرزوق لما كنت صغير أروح العب عندهم.
رحمك الله يا أبا محمد رحمة واسعة..(إنا لله وإنا إليه راجعون).
رئيس وأعضاء مجلس الأمة يؤبّنون صالح العجيري: عالم جليل وفلكي كبير زخرت مسيرته بالتميز والعطاء
تقدم رئيس وأعضاء مجلس الأمة بخالص العزاء وصادق المواساة إلى الكويت وشعبها بوفاة القيمة والعالم الفلكي القدير العم صالح العجيري عن عمر يناهز الـ 102 عام، سائلين المولى عز وجل أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان.وفي البداية، بعث رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم ببرقية إلى أسرة المغفور له بإذن الله تعالى د.صالح محمد العجيري أعرب فيها عن خالص العزاء وصادق المواساة بوفاته.وقال الغانم في برقيته: «د.العجيري كان أحد رجالات الكويت الأفاضل فهو عالم جليل، وفلكي كبير، زخرت مسيرته بالتميز والعطاء الصادق والتفاني في خدمة الوطن».وأكد الغانم أن الراحل ترك إرثا علميا قيما في مجال الفلك يجب المحافظة عليه وجعله مرجعا للمهتمين والباحثين في هذا المجال، سائلا المولى جلت قدرته أن يرحم الفقيد وأن يلهم ذويه ومحبيه والشعب الكويتي جميل الصبر والسلوان.من جانبه، أبّن نائب رئيس مجلس الأمة أحمد الشحومي العالم الكبير د.صالح العجيري الذي انتقل الى رحمة الله تعالى امس الخميس.واستذكر الشحومي بالفخر والاعتزاز مآثر فقيد الكويت والعلم والعلماء والعالم أجمع، حيث إنه «يرحمه الله» يعد من أهم علماء الفلك في الكويت والمنطقة، وبفضله جاء تأسيس التقويم العجيري الشهير في الكويت والعالمين العربي والإسلامي.وأشار الشحومي إلى أن الفقيد الكبير أثرى الساحة العلمية وبذل مجهودا كبيرا في رفع مستوى علم الفلك، من خلال الكتب التي ألفها والمحاضرات والندوات التي قام بها والمؤتمرات التي شارك فيها، مطالبا بأهمية حفظ الجهات العلمية الحكومية والشعبية والعالمية لذكراه وإنجازاته وتعليمها للأجيال الحالية وإيصالها للقادمة.كما ثمن الشحومي مآثر الراحل التعليمية عندما اختارت دائرة المعارف آنذاك العجيري للعمل مدرسا في مدرسة الشرقية للبنين، مما أسهم في تأسيس وتطوير التعليم في البلاد وكذلك العودة بالعلم والنفع على أجيال متعاقبة من أبناء الكويت.وفي ختام تصريحه، تقدم الشحومي إلى عائلة العجيري الكرام وعموم الشعب الكويتي بوفاة القامة الكبيرة د.صالح العجيري، سائلا المولى عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته ويجزيه خير الجزاء عما قدمه للعالم من علم ومعرفة.من جانبه، قال النائب د.عبدالعزيز الصقعبي، قال الرسول ﷺ: «إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث:.. أو علم ينتفع به». وأضاف: «ودعت الكويت بكل حزن أحد رجالاتها المخلصين العالم الفلكي العم د.صالح العجيري».وتابع الصقعبي: «غفر الله له وأسكنه فسيح جناته ونفعنا بعلمه وفضله وألهم ذويه ومحبيه الصبر والسلوان، إنا لله وإنا إليه راجعون».بدوره، قال النائب أسامة المناور «إنا لله وإنا إليه راجعون، عظّم الله أجركم يا أهل الكويت بفقدان العالم العبقري العم صالح العجيري، ثلم في العلم ثلمة عظيمة يصعب سدها، رحمه الله وغفر له وتجاوز عنه».من ناحيته، قال النائب د.عبدالكريم الكندري: «فقدت الكويت عالمها الجليل، العم صالح العجيري، اللهم اجزه عنا خير الجزاء وارحمه برحمتك وأكرم نزله ووسع مدخله واجعل قبره روضة من رياض الجنة وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان».من جهته، قال النائب حمدان العازمي: «خالص العزاء وصادق المواساة لعائلة العجيري الكرام بوفاة العم الفاضل د.صالح العجيري، غفر الله له وأسكنه فسيح جناته، إنا لله وإنا إليه راجعون».وقال النائب حمود مبرك العازمي: فقدت الكويت قامة من قاماتها وعالما من علمائها، العم (صالح العجيري) عظم الله أجركم، ربي يرحمه ويغفر له، وقد ورث للبلاد والعباد علما ينتفع به، اللهم ارحم رجلا نفع الناس بعلمه.بدوره، قال النائب عبدالله المضف: فقدت الكويت أحد نفائسها الثمينة العالم الجليل صالح محمد العجيري، سنفتقدك يا عم صالح، وعزاؤنا أننا ننتمي لوطن كنت أنت أحد رجالاته ورواده.وقال النائب الصيفي الصيفي: إنه «بوفاة القامة العلمية والفلكية العم صالح العجيري خسرت الكويت أحد أبرز علمائها، رحم الله العجيري الذي عمل بجد واجتهاد من أجل وطنه، بمثل هؤلاء الرجال تبنى الأوطان».بدوره، قال النائب د.محمد الحويلة «رحم الله العالم الجليل الذي قضى 100 عام في خدمة العلم وطالبيه».وأضاف: «العم صالح العجيري كان أيقونة للفلك والعلم ومثالا للاجتهاد في طلب العلم وخدمته. رحمه الله رحمة واسعة وجزاه عنا خير الجزاء، ونسأل الله تعالى له الجنة ولأهله وذويه ومحبيه جميل الصبر والسلوان».من جهته، قال النائب د.حمد المطر «رحم الله فقيد الكويت وعالمها الجليل العم صالح العجيري بواسع رحمته.. سائلين الله عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته، وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان».من ناحيته، قال النائب د.عبدالله الطريجي: سقطت نجمة من سماء الكويت بوفاة العم صالح العجيري، والكويت فقدت عالما جليلا شهد له الجميع بعلمه وحكمته وثقافته. اللهم ارحمه رحمة واسعة وأبدله دارا خيرا من داره في أعالي الجنان».من ناحيته، أشار النائب علي القطان إلى أنه قد «فقدت الكويت أحد أبرز رجال العلم والبحث بعد مسيرة حافلة بالعطاء والإنجازات، نعزي أنفسنا ونعزي أسرة الفقيد برحيل العم صالح العجيري، سائلين الله أن يرحم فقيد الوطن».بدوره، قال النائب ثامر السويط:«إنه برحيل العم صالح العجيري تفقد الكويت علما ورمزا استثنائيا كرّس حياته للعلم والفلك وأحاطها بالتواضع والدماثة وحسن الخلق، فأكرمه الله بمحبة الناس وتقديرهم له في حياته، وحزنهم على رحيله وذكر مناقبه والترحم عليه ميتا، اللهم أكرم نزله ووسع مدخله».من جهته، قال النائب د.أحمد مطيع: «إنا لله وإنا إليه راجعون، فقدت الكويت والعالم العربي والإسلامي عالما جليلا فلكيا بارعا، العم العزيز المغفور له بإذن الله د.صالح العجيري».وأضاف مطيع: «أتقدم بخالص العزاء وصادق المواساة لعائلة العجيري الكرام، تغمده الله برحماته وأسكنه فسيح جناته وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان».وقال النائب خليل الصالح: «بمزيد من الأسي والحزن تلقينا نبأ رحيل المغفور له بإذن الله العالم الفلكي والمؤرخ الكبير العم د. صالح العجيري بعد مسيرة حافلة من الإنجازات والجهود الوطنية المخلصة، نسأل الله عز وجل أن يتغمده بخالص رحمته وواسع فضله وأن يلهم أهله والشعب الكويتي الصبر والسلوان».من جانبه، قال النائب م. أحمد الحمد «رحل عنا هذا الصرح صالح العجيري بعد قرن من العطاء والعلم والمعرفة والإخلاص والتفاني والوطنية والإنسانية، اسم كتب في سجل التاريخ أسأل الله أن يرحمه ويسكنه فسيح جناته ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان، إنا لله وإنا إليه راجعون».
رئيس البرلمان العربي: فقدنا رمزاً ونموذجاً ملهماً إنجازاته خدمت العرب والمسلمين
القاهرة ـ كونا: أعرب رئيس البرلمان العربي عادل العسومي أمس الخميس عن خالص التعازي والمواساة للكويت قيادة وحكومة وبرلمانا وشعبا في وفاة العالم الفلكي الكويتي صالح العجيري.وقال العسومي في تغريدة عبر حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي (تويتر) إنه برحيل العجيري «فقدنا رمزا ونموذجا ملهما قاد مسيرة علمية زاخرة بإنجازات خدمت العرب والمسلمين في مجال الرياضيات والفلك».
العجيري و«الأنباء»
علاقة مودة وتقدير جمعت بين العم صالح العجيري، رحمه الله، وجريدة «الأنباء» التي اختارها لتكون منبرا لقلمه، حيث بدأ كتابة المقالات على صفحاتها عام 2014 واستمر حتى نهايات عام 2020 عندما نشر مقاله الأخير في 8 ديسمبر بعنوان «كسوف كلي للشمس».وفي أبريل 2014 كرمته «الأنباء» في شخص رئيس تحريرها الزميل يوسف خالد المرزوق مع كوكبة من العلماء والخبراء في الفلك والأرصاد الجوية، وقال - رحمه الله- أثناء التكريم: أشكر جريدة «الأنباء» التي أسسها الأخ خالد يوسف المرزوق، رحمه الله، وسار من بعده أولاده، حفظهم الله، على دربه وخطاه في خدمة الكويت وشعبها.
ومضات
العالِم العجيري.. لطالما أمتعنا وأفادنا!.. بقلم: يوسف عبد الرحمن
[email protected]
ضجّت كل تلفونات الكويت وتناقلت بألم وحزن خبر وفاة العالم الكويتي د.صالح العجيري عن عمر يناهز الـ 102 عام، وسيدفن صباح اليوم الجمعة 10 رجب 1443هـ الموافق 11 فبراير 2022م في مقبرة الصليبخات وسط جمهرة ستحضر جنازته متجاوزة المنع والمقصور على الأهل فقط، لأن أهل الكويت جميعا هم أهله وأحبابه!كتبت في حياتي أكثر من مقال في العم الفلكي المرحوم بإذن الله صالح العجيري، وأتذكر في 25/3/2011 كتبت مقالا بعنوان «صالح العجيري.. ما لم يكتب عنه»، وذكرت قصة كيف بادر العم عبدالحميد الصانع، طيب الله ثراه ومثواه، وسعى جاهدا لطبع التقويم ورفع الأمر إلى الشيخ أحمد الجابر، رحمه الله، الذي أمر محمد عزت جعفر، رحمه الله، بإرساله إلى مصر للطباعة، وان العم عبدالرحمن جاسم الحجي، رحمه الله، أول من درَّس العم صالح العجيري علم الربع المجيب.وان العمين مساعد الصالح وعبدالعزيز العلي المطوع، رحمهما الله، دفع كل منهما 5 دنانير ودائرة المعارف 5 دنانير وأرسل التقويم إلى بغداد للطباعة، فقامت الحرب العالمية الثانية.يتمتع العم د.صالح العجيري بقدرات أهلته لاحتلال مكانته بين الناس، فلقد بدأ مسيرته الحياتية وعمره 12 عاما، وله من الإخوة أربعة أصبح مسؤولا عنهم وعن رعايتهم، فوالده كان موظفا في البلدية، ووظيفته اخذت كل وقته، وبالفعل تحمل مسؤولية اخواته صغيرا، وهذا ما صقله، ودرس في المدرسة المباركية، ولما انهى دراسته في العام 1943 التحق بمهنة التدريس، ثم انتقل إلى المدرسة الأحمدية، وتزوج مبكرا وهو لايزال طالبا في المرحلة الثانوية في العام 1941، ورزق بابنه البكر محمد الذي توفي مع والدته رحمهما الله في حريق منزل في أكتوبر 2003.برز في حياته الدراسية بالتمثيل، ولقي تشجيعا من الأوائل الكرام، رحمهم الله جميعا، كالأستاذ حمد الرجيب وعقاب الخطيب والأستاذ محمد النشمي، ثم اعتزل التمثيل في بداية الستينيات، وتقلد وظائف كثيرة بدأها في الدوائر الحكومية والأعمال الحرة.منذ صغره وعيونه كانت «مبحلقة» في السماء تراقب الأفلاك والنجوم والمجرات، وهذه الروحانيات جعلت كثيرا من أهالي المرضى يطلبون منه رقية مرضاهم، غير ان الثابت ان العم صالح العجيري أثبت لقومه انه طالب علم في علوم الفلك، وتفوق في هذا العلم وبرز على مستوى العالم الإسلامي كله.قدرات العم صالح العجيري كثيرة، منها على سبيل المثال لا الحصر قدرته على التنويم المغناطيسي وبروزه اللغوي أمام مدرسيه وسرعة بديهته.كان صالح العجيري في طفولته يخاف من الظواهر الطبيعية مثل هبوب الرياح والبرق والرعد، وصار أهله والمحيطون به يعلمونه ان هذه الظواهر قدرها الله لصالح البشر، وصار يتعرف عليها ويتفوق فيها من باب «اعرف عدوك»!حياة البادية أثرت كثيرا على حياة العم صالح العجيري، فلقد أرسله والده إلى البادية ليتعلم الفروسية والرماية، وليتعود الحياة الخشنة، فبهرته الصحراء والشمس والقمر والأجرام السماوية والأفلاك، وكان معروفا بحبه الشديد لإخواننا من قبيلة «الرشايدة» الكرام الذين أطلعوه على طريقتهم في الاستدلال على الجهات الأربع وأخذ منهم أول درس في علوم الفلك بعد ان عايشهم في الرمال الصحراوية.والمقال الثاني كتبته في 20/6/2019 بعنوان «تحية لراعي الرزنامة»، وذكرت في الزاوية مسيرة العم صالح العجيري وعلاقته برزنامته وكيف طبعها وما حصل فيها من تعثر.قابلته كثيرا في ديوان العم يوسف جاسم الحجي، رحمه الله.رحل عنا وعن الحياة الفانية العم د.صالح العجيري، صاحب الشخصية الفلكية واللغوية، وهو فخر الكويت وأجيالها.٭ ومضة: في 6/2/2016، كتبت مقالا عن «عشاق الفقع»، وذكرت فيه كيف ان العم د.صالح العجيري أطلق هذه النعمة التي تطل علينا عقب الوسم، وأقصد الفقع، فاكهة الصحراء.٭ آخر الكلام: وفي 7/9/2018 كتبت مقالا بعنوان «أنت هيه.. بلاع البيزة!»، وفي المقال ذكرت تفسير العم د.صالح العجيري لهذا القول، ويعرفه، رحمه الله: بلاع البيزة كان موجودا في العشرينيات والثلاثينيات من القرن الماضي، شاهدته في صغري وتعاملت معه، وهو عبارة عن رأس إنسان (تمثال) يضع فيه الطفل ما اعطي له في العيد (العيدية) وقدرها بيزة واحدة، يعادلها الآن الفلس، في فم التمثال فيخرج شرر من عينيه فيضحك الطفل من هذا المنظر الغريب الذي يشاهده، وما ان يهدأ فإنه يسأل صاحب التمثال: أين بيزتي؟ فيجيبه: خلاص، لقد بلعها بلاع البيزة!٭ زبدة الحچي: يا أهلنا في الكويت «عظم الله أجركم في عالمنا وأستاذنا د.محمد العجيري».. اللهم اغفر له وارحمه، وعافه واعف عنه، وأكرم نزله، ووسع مدخله، واغسله بالماء والثلج والبرد، واجعل قبره روضة من رياض الجنة، وارزقه سعادة في قبره موصولة بسعادة الجنة، اللهم ارفع درجته في المهديين، اللهم آمين.باسم اخواني في ديوانية السبت، نقدم العزاء إلى أخينا وصديقنا العزيز محمد العجيري، بوقصي، بوفاة عمه، ويشاركني في هذا العزاء له كل من اخواني: د.صالح حمدان ـ محمد المنصور ـ مؤيد القريني ـ عبدالواحد الداود ـ حسن الصايغ ـ د.عيسى محمد جاسم ـ عبدالستار ناجي ـ عبدالله الدغيشم ـ وراشد الرويشد.للاتصال للعزاء:ـ الرجال: 99774773 ـ 94100999.ـ النساء: 97962342 ـ 66092700.رحم الله العم د.صالح العجيري والذي لا يعوض أبدا، والمرجو ان يدعو له المواطنون والوافدون، فلطالما أمتعنا وأسعدنا بحلو حديثه وغزير علمه، وإنا لله وإنا إليه راجعون...في أمان الله.
أكد أن تقويمه مرجع علمي للتقاويم في العالم العربي والإسلامي
مركز «العجيري»: الراحل مؤسس علم الفلك بالكويت والمنطقة
نعى مركز العجيري العلمي رئيس مجلس إدارته ومؤسسه الفلكي د.صالح محمد العجيري الذي وافته المنية صباح أمس الخميس عن عمر يناهز 101 عام.وقال المركز، في بيان صحافي، إن الراحل يعد مؤسس علم الفلك في الكويت والمنطقة وله العديد من الاسهامات والإنجازات العلمية والمؤلفات التي أثرت المكتبات العلمية، ولعل أحد أبرز إنجازاته هو إصدار «تقويم العجيري» الذي يعد مرجعا علميا للتقاويم في العالم العربي والإسلامي.وتقدم المركز بخالص العزاء وصادق المواساة إلى الكويت وشعبها بوفاة الفقيد العجيري، سائلين المولى عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان.
صالح العجيري.. جذور ضاربة في أرض الكويت
فقدت الكويت العالِم الفلكي د.صالح العجيري أحد أبرز وأبرع علماء الفلك في الكويت والمنطقة عن عمر ناهز الـ ١٠٢ عام.ولد د.العجيري يوم كانت الحياة أبسط ما تكون، فلم تكن التكنولوجيا الحديثة قد ظهرت بعد، ولم تكن هناك كتب فلكية ولا مدارس، وبعد سنوات من ولادته أرسله والده للصحراء لتعلم الفروسية وعلوم الرجال، وكان في تلك الرحلة ضيفا على قبيلة الرشايدة، وهناك في الصحراء بدأ درسه الأول في علم الفلك، وكان دخوله الى هذا العالم ليس إلا من باب اعرف عدوك، لأنه كان يخاف من الريح ومن وميض البرق ومن الرعد ومن كل الظواهر الطبيعية، وهكذا رُبّ ضارة نافعة.لم يكن د.العجيري، رحمه الله، يوما إلا ابناً بارا للكويت بما قدم وأعطى، فاستحق الحب الكبير الذي حمله الكويتيون له، وتجسد ذلك بمئات الدروع والتكريمات التي كانت تزين مكتبه.لقد علمنا د.صالح العجيري، رحمه الله، الكثير، وأثرى ذاكرتنا بمساحات ثرية تاريخية وثقافية وفلكية وأدبية، فكان قامة شامخة وجذوراً ضاربة في ارض الكويت، حافظاً لتاريخها، وراوياً بارعا لأيامها الصعبة، أيام شظف العيش، فكان ـ رحمه الله ـ مرجعا متنقلا لتاريخ الديرة يلجأ إليه من كان تستعصي عليه اي معلومة في تاريخ وطننا.أنهى د.العجيري، رحمه الله، دراسته في مدرسة المباركية سنة 1943 والتحق بمهنة التدريس.عمل العجيري، رحمه الله، لعامين فقط بالتدريس، العام الأول بالمدرسة الشرقية والعام الثاني بالمدرسة الأحمدية ليترك بعدهما مهنة التدريس وينتقل الى العمل الحر كمحاسب ومكث بهذا العمل 11 سنة، والتحق بعد ذلك للعمل في دائرة أملاك الحكومة، ثم انتقل إلى دائرة الإسكان والشؤون الإدارية، ومنها إلى دائرة الشؤون الاجتماعية والعمل مسؤولا عن الإسكان، ثم إلى بنك الائتمان والادخار، وكان أول مسؤول وأول موظف في الوقت نفسه في قسم الادخار حتى تقاعد مراقب إدارة الادخار عام 1971.الخطوات الفلكية الأولىأما بدايته في الفلك فتعود الى صغره، فعندما كان في صغره وشبابه يخاف من الظواهر الطبيعية، يخاف من صوت الرعد ووميض البرق والرياح والظلام، ويخاف من كل ما هو طبيعي، ودخل علم الفلك من باب «اعرف عدوك» وما دام كان يخاف الظواهر الطبيعية بدأ يتتبعها ويدرسها، وقد أخذها في خطوتين،
الخطوة الأولى عندما أحس والده برغبته وتعلقه بالفلك أرسله إلى أحد معارفه وهو المرحوم نصرالله العبدالرحمن، وكان يقتني كتابا من تأليف الشيخ العيوفي، وهو من علماء الأحساء يحتوي على جداول الشهور والأوقات لتلك المنطقة بصورة مبسطة، وقد استوعب جميع ما به من معلومات، وبعد ذلك اطلع على نتيجة قديمة من وضع المرحومين محمد بن عيسى العصفور وحسين العسعوسي عام 1933 تتعلق بحساب المواقيت والنوروز فاستوعب وشرب المعلومات التي تحتويها، وبعد أن تملكته الملكة أصبح يصحح ما ورد في الكتابين من أخطاء.وكان الرشايدة أول من علموه علم الفلك، وعندما كان يذهب إلى البر معهم علموه الجهات الأربع، بالإضافة إلى مشاهدته النجوم والقمر والظواهر الطبيعية.سافر إلى عدد كبير من الدول العربية والأجنبية لحبه لعلم الفلك، وكانت أول دولة قصدها العجيري هي مصر وكان ذلك في عام 1945، وكان السبب في هذا حصوله على كتاب يسمى «الزيج المصري» الذي يبحث في حركات النجوم والكواكب والشمس والقمر، فتوجه د.العجيري، رحمه الله، إلى القاهرة وقصد جامعة الملك فؤاد الأول ودرس في مدرسة الآداب والعلوم (كلية الآداب وكلية العلوم حاليا) وخضع لاختبار إتمام الدراسة في هذه المدرسة في قسم الفلك ونجح بتفوق كبير في 10/2/1946.وبعد أن أتم د.العجيري، رحمه الله، دراسته في القاهرة توجه إلى مدينة المنصورة في شمال مصر واستكمل دراسته الفلكية حتى حصل على شهادة علمية فلكية تفيد بتخصصه في علم الفلك من الاتحاد الفلكي المصري في الأول من أكتوبر 1952، واستمر بالقاهرة في طلب علم الفلك من خلال البحث والاطلاع والرصد والاستكشاف ومراسلة المراصد العلمية والمؤسسات الفلكية المتخصصة، وزار كثيرا من دول العالم مثل الولايات المتحدة الأميركية وسورية ولبنان والأردن وفلسطين والسعودية والسودان وتونس والجزائر وسويسرا وألمانيا وفرنسا وتركيا والعراق وإيران، كما شارك في كثير من المؤتمرات الفلكية العربية والدولية.كان العجيري، رحمه الله، محبا للعمل بالتجارة، فما ان سنحت له الفرصة حتى قرر ترك مهنة التدريس والاتجاه للعمل التجاري وكان ذلك في عام 1943، فتلقى عرضا للعمل رئيسا لكتاب الحسابات من المرحوم ياسين السيد هاشم الغربللي للعمل في مكتب أخيه، وحاز العجيري ثقة صاحب العمل المرحوم أحمد السيد هاشم الغربللي.وفي يوم الأربعاء الأول من اكتوبر 1952 بمدينة المنصورة في مصر، انعقدت اللجنة الفلكية العليا للاتحاد الفلكي المصري العام، وقررت منح صالح العجيري، رحمه الله، الشهادة الفلكية العلمية الثانية تقديرا لأبحاثه العلمية والرياضية القيمة، كما قررت اللجنة ايضا اعتباره عضوا من اعضاء الاتحاد العاملين لترقية العلم ونشره في جميع الانحاء.كما منح درجة الدكتوراه الفخرية من جامعة الكويت عام 1981 وهي اول درجة للدكتوراه تمنحها جامعة الكويت في تاريخها.كما تم تكريمه، رحمه الله، على صعيد مجلس التعاون الخليجي ايضا في عام 1988 اثناء انعقاد القمة الخليجية لدول مجلس التعاون في مسقط عندما منح قلادة مجلس التعاون للعلوم، بالاضافة إلى العديد من التكريمات الاخرى التي كان آخرها تكريمه من مؤسسة الكويت للتقدم العلمي بجائزة الدولة التقديرية عام 2020.التمثيلطرق العجيري، رحمه الله، باب التمثيل في المسرح، وفي عام 1938 خاض هذه التجربة مع عمالقة المسرح الكويتي القديم الأوائل كالأستاذ حمد الرجيب وعقاب الخطيب ثم شكل مع الاستاذ محمد النشمي ثنائيا ناجحا في التمثيل، ثم اعتزل التمثيل في بداية الستينيات فطوى صفحة من حياته.وظائف
تنقل العم صالح العجيري، رحمه الله، في وظائف كثيرة بدأها في الدوائر الحكومية وفي الاعمال الحرة غير ان كل هذه الوظائف لم تشغل عينيه لأن عينيه كانتا «متعلقتين بالسماء»، فالأفلاك والنجوم والمجرات تجبره على الا يستظل بالأسقف، ولعل طقوسه في متابعة النجوم جعلت الناس من حوله يربطون بين الفلك والروحانيات ويطلبون منه دائما رقية مرضاهم، ولم يكن يستجيب الا مرة في صغره فقد ارغمه احد «عتاة الفريج» على ان يعالج حصانه واضطر تحت التهديد لأن يستجيب لطلبه، فكانت النتيجة مثيرة للغاية وغير متوقعة، والقصة مشهورة ونشرت في المجلات واذيعت في المذياع، هذا ما جعل الناس يتوافدون على العم صالح العجيري، رحمه الله، طلبا للاستشفاء ظنا منهم انه يستخدم التنجيم ويستعين بالأرواح، وغاب عنهم انه تلقى من والده «عقيدة التوحيد» خالصة دون شوائب لأن والده محمد العجيري ـ رحمه الله ـ صاحب أول روضة أطفال في «جبلة» وتعلم فيها وجهاء البلد، وبمرور الوقت نسي الناس هذا الحادث وغيره ووعى «أهل الديرة» وأدركوا انهم امام طالب علم في علوم الفلك.سريع البديهةكان العم صالح العجيري، رحمه الله، سريع البديهة، لاسيما في الجوانب الفكاهية من الحياة، وله من الطرائف والظرف ما لا يعد ولا يحصى، وهو غالبا ما كان يُضحك حضوره سواء أكان متحدثا رئيسيا أو محاضرا أو مقدما.كان أمره عجيبا في طرح النكتة والتعليق عليها في كل المواقف، فكان مقنعا في حديثه، فإن سألته عن أي شيء فإنه يجيبك بكل أمانة إلا انه دائما يعطيك خيارات ليقنعك.المكتبة العربيةاستطاع العجيري أن يثبت أن البروج ثلاثة عشر فعليا، ووضع اثني عشر اصطلاحا من خلال كتابه «هل البروج ثلاثة عشر؟»، فقدم للمكتبة العربية العديد من الكتب والمؤلفات الفلكية والتي تزيد على 20 مؤلفا، وتضمنت جميع الجوانب العلمية لعلم الفلك والكثير من الأبحاث العلمية ذات الإضافات المتميزة في علم الفلك، وتميز العجيري، رحمه الله، بأسلوبه المميز في تبسيط علوم الفلك حتى يتسنى لجميع طالبي العلم الاستفادة من هذه الكتب المتميزة والتي تعد قاعدة عريضة لطالبي هذا العلم.صدر كتاب عن العجيري «ما لم يذكر عن حياة العجيري» سنة 1980 بمناسبة قيام مؤسسة الكويت للتقدم العلمي والنادي العلمي بتكريم عالمنا الجليل على مستوى الكويت. صدر الكتاب الثاني عن د.العجيري وهو «الجانب التربوي من حياة الدكتور صالح العجيري» سنة 1988 من تأليف الأستاذ محمد محمد أحمد عيسويمنه في المؤتمر التربوي الثامن عشر الذي نظمته جمعية المعلمين الكويتية.وكان، رحمه الله، يقول عن كتبه: كتبي مثل أولادي، أودعت فيها مجدي وعصارة تجاربي.مرصد العجيريوعن قصة مرصد العجيري، قال في احد لقاءاته الصحافية عام 2013: قصة انشاء المرصد تعود الى عام 1980، عندما اتصل بي أمين النادي العلمي، وقال لي: د.صالح، نريد ان نكرمك، فأجبته: لا حاجة الى ذلك، ولا اجد ما يوجب التكريم، وبعد عدة ايام عاود الاتصال بي قائلا: د.صالح الموضوع جدي جدا، وانت ستكرم على مستوى الدولة وليس على مستوى النادي العلمي فقط، أعد نفسك، وفي ديسمبر سنقيم الاحتفال، وألف لنا كتابا يشد الحضور في الحفل، وبالفعل، اعددت كتاب «كيف تحسب حوادث الكسوف والخسوف»، وحصل الاحتفال الذي حضرته شخصيات كبيرة من بينها الشيخ عبدالله الجابر وكل الوزراء وكبار الفلكيين العرب.وخلال الحفل، قدم لي الوزراء هدايا تذكارية، فمنهم من قدم لي «دلة» ومنهم من اعطاني ساعة، الا وزارة التربية والتعليم العالي التي عرفنا لاحقا ان الوزير فوجئ بعدم احضار مسؤولي الوزارة اي هدية، لكنهم أنقذوا الموقف بإعلانهم ان هدية الوزارة هي تكريم خاص في الوزارة للعجيري في عيد العلم في شهر فبراير، وجاء عيد العلم واستدعوني الى الجامعة، وفوجئت بحصولي على دكتوراه فخرية لم يحصل عليها قبلي اي كويتي، وخلال 12 سنة لاحقة لم يحصل احد على هذه الشهادة التي نالها بعد ذلك كل من مارغريت تاتشر وخافيير ديكويلار ثم جورج بوش الأب خلال زيارتهم للكويت، وبعد التكريم كتبت الصحافة: ان ما تم لم يكن تكريما، انما «شروكة»، والتكريم الحقيقي من خلال انشاء صرح علمي يفيد المواطنين، واقل الامور انشاء مرصد، ولقيت هذه الدعوة صدى مهما ودعما من سمو الأمير وسمو ولي العهد آنذاك ومن البنوك والشركات، ولما توافر المبلغ ظننا ان التلسكوب (المقراب) سلعة متوافرة، وانها تباع كما تباع علب الكبريت والحليب في الجمعية، ولاحقا اكتشفنا ان ذلك غير صحيح، وان الأمر صعب، ومن خلال البحث سمعنا عن فريق بجبال الألب في سويسرا وان هناك عالما وفريقه ينوون صنع تلسكوب متطور جدا، ويحتاجون الى ميزانية، وعندما علموا بأمرنا عرضوا علينا المساعدة وقالوا: لا نريد منكم ربحا، انما دعم مشروعنا لصناعة التلسكوب، وبالفعل دفعنا التكلفة واحضروا التقنية من فرنسا، وصبوا العدسة في اميركا، ثم تعطلت فصبوها مرة ثانية، وانا كنت اذهب الى سويسرا واعود منها لمتابعة المشروع.تقويم العجيريعندما كان صغيرا ويدرس في مدرسة والده لاحظ وجود لوحة على الحائط تنزع منها الأوراق يوميا، فراح يقلدها في البيت، وساعده والده على ذلك، وأشار عليه أن يذهب إلى النصرالله فأراه كتابا يعرف منه الأيام والشهور ومواقيت الصلاة اسمه «تقويم العيوني» لمؤلفه عبدالعزيز العيوني من الأحساء، وفي عام 1938 قام والده بأخذه إلى مساعد الصالح ومعه التقويم، فأبدى إعجابه به. فقام بأخذه إلى عبدالعزيز علي العبدالوهاب الذي كانت له علاقات تجارية في بغداد وطلب أن يطبع التقويم في بغداد لعدم وجود مطابع في الكويت، فطلبت المطبعة في بغداد عشرين دينارا عراقيا تبرع مساعد الصالح بخمسة دنانير وعبدالعزيز علي العبدالوهاب بخمسة دنانير وتبرعت دائرة المعارف بخمسة دنانير ولم يستطيعوا أن يحصلوا على الخمسة دنانير الباقية، وفي السنة التي تلتها قدم التقويم إلى الشيخ أحمد الجابر الصباح، فطلب من عزت جعفر أن يرسله إلى مصر للطبع، ولكن الحرب العالمية الثانية بدأت ولم يتم طبع التقويم.
رحلة العمر
٭ من مواليد حي القبلة ـ الكويت.٭ التحق بالمدرسة الخاصة لتربية الأطفال عن طريق والده من 1925 الى 1930، وانتقل بعدها الى مدرسة ملا راشد ثم المدرسة المباركية عام 1938 فالمدرسة الشرقية.٭ مارس التمثيل المسرحي أثناء المرحلة الدراسية، وأول عمل مسرحي اشترك فيه هو مسرحية «الدفتر الامريكاني»، واعتزل المسرح والتمثيل سنة 1961.٭ اشتغل مدرسا في المدرسة المباركية، وعمل بعدها عند أحد التجار، ثم موظفا في دائرة املاك الحكومة، ثم في الاسكان ووزارة الشؤون وبنك التسليف.٭ بداياته الفلكية كانت عام 1934، وعمل اول تقويم (رزنامة) وكانت عبارة عن جداول مخطوطة توضح ايام الشهر العربي، واول محاولة لطبع التقويم جرت عام 1936.٭ تعلم الفلك على يد محمد جاب السيد من مصر، وكان له دور في تنمية قدراته على صعيد حساب المثلثات الفلكية، حيث حصل على دراسة منهجين في الفلك (ابتدائي وثانوي)، ثم تعرف الى د.عبدالحميد سماحة في مرصد حلوان.٭ منح شهادة الدكتوراه الفخرية من جامعة الكويت عام 1981، وكانت المرة الاولى في تاريخ الجامعة التي تمنح فيها هذه الشهادة.٭ افتتح سمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد، رحمه الله، مرصد العجيري رسميا في 15 ابريل 1986، وهو المرصد الذي حمل اسمه واتخذ من النادي العلمي مقرا له.٭ تم تكريمه من قبل النادي العلمي ومؤسسة الكويت للتقدم العلمي عام 1980 وحصل على قلادة مجلس التعاون الخليجي.٭ اصدر عددا من المؤلفات في علم الفلك والمواقيت والاجندات.
من أبحاثه
٭ المناخ والمواسم الزراعية في الكويت.٭ الخطوط والدوائر.٭ أهمية ميل الشمس.٭ مداخلات الزمن.٭ وسائل تعيين الجهات.٭ التواريخ قديما وحديثا.٭ التحقيق العلمي لموعد طلوع الفجر الصادق.٭ استخدام الحاسبات الفلكية في إثبات الرؤية الشرعية للهلال.٭ الجدولة الشاملة للمواقيت في شتى بقاع الأرض.٭ مذنب هالي حدث كوني وانعكاس إنساني.٭ رصد الكواكب والنجوم.
الحريص على التواصل
كثرة الدروع التذكارية والشهادات التقديرية التي كانت تزين منزل العم صالح العجيري، رحمه الله، هي حصاد هذا المشوار الطويل فلم يعرف عن العم صالح، رحمه الله، اعتذاره عن محاضرة أو ندوة، وكان يحرص دائما على التواصل مع جميع شرائح المجتمع لاسيما أبناؤه الطلبة الذين كما أحبهم قد أحبوه وبادلوه هذه المشاعر الصادقة بهذه الدروع
أغرب اتصال تلقاه
أغرب اتصال تلقاه عندما اتصل به رجل في ساعة متأخرة من الليل ليسأله عن كمية المطر التي تطفئ النار؟ العم صالح، رحمه الله، لم ينفعل وكل ما فعله هو إجابته عن السؤال لأنه تعود طوال حياته على ألا يغضب وأن يكون واسع الصدر.
أبرز مؤلفاته
٭ علم الميقات.٭ دروس فلكية للمبتدئين.٭ كيف تحسب حوادث الكسوف والخسوف.٭ التقويم الهجري وكيف يحسب تقويم القرون.٭ خارطة ألمع نجوم السماء.٭ مذنب هالي.٭ تقويم القرون لمقابلة التواريخ الهجرية والميلادية.٭ الاهتداء بالنجوم في الكويت.٭ المواقيت والقبلة.٭ قواعد وأمثلة.٭ التقاويم قديما وحديثا.٭ جدولة الوقت ودورة الهلال.
المرأة والرجل
المرأة عند العجيري، رحمه الله، لها مكانتها الكبيرة في المجتمع وعلى المرأة أن تهتم بتربية الأبناء التربية الصحيحة وأن تساهم في بناء الوطن من خلال موقعها. أما الرجل فقد كان يبذل جهدا كبيرا في الماضي للحصول على لقمة العيش والمطلوب من الرجال العمل والكدح من أجل لقمة العيش لا أن ينتظروا من يطعمهم. أما عن رسالة د.صالح العجيري (رحمه الله) للرجال كانت أن يهتموا ببيوتهم ويسامحوا وينبذوا كل الخلافات وأن يكونوا أزواجا صالحين وآباء مشفقين وأبناء بارين.
وصفة النجاح
وصفة النجاح عند العم صالح العجيري، رحمه الله، كالتالي: من أراد النجاح فعليه أن يبذل كل ما هو مطلوب لتحقيق ذلك وأن يكون منظما في حياته ولا يهاب الصعاب ولا يخشى الفشل ويواجه المعوقات ومن يتعب لا بد أن يصل ولا نجاح بغير بذل وعطاء.
الإصدارات السنوية
٭ تقويم العجيري.٭ مفكرة تقويم العجيري.٭ أجندة العجيري.٭ مذكرة الطاولة (تقويم المكتب).
مركز العجيري العلمي.. رؤية مستقبلية لعلم الفلك في الكويت
صادف هذا الشهر وتحديدا في 7 فبراير الاحتفال بمناسبة مرور 70 عاما على انطلاق تقويم العجيري و88 عاما على المحاولة الأولى للفلكي د.صالح العجيري لإصداره، حيث حرص ـ رحمه الله ـ طوال تلك السنين على تطوير ومراجعة التقويم بصورة مستمرة، كما حرص على دعم الشباب وتأهيلهم ليكملوا المسيرة بروح جديدة تواكب العصر والتطور.وقد أوضح المدير العام لمركز العجيري العلمي يوسف جمال صالح العجيري أنه انطلقت فكرة مركز العجيري العلمي ليكون البيئة الحاضنة للإبداع الفلكي وتطوير هذا العلم والحفاظ على استمرار مسيرته، ومن خلال مهام المركز التي تشمل عمل الحسابات الفلكية وحساب المواقيت والأهلة وإصدار ونشر التقاويم وتقديم الاستشارات العلمية وتنظيم المؤتمرات ذات الصلة سيتحقق هذا الهدف.وذكر أن لكل الدول في العالم تقويمها الخاص المعتمد وفق الموقع الجغرافي الخاص بها ومنها الكويت التي يحظى هذا الامر برعاية سامية ودعم من الدولة ويتمثل هذا الدعم في التعاميم الخاصة وإصدارها من مجلس الوزراء ومنها اعتماد تقويم العجيري.وأضاف أن هذا الاعتماد بمنزلة ثقة حازها حساب د.صالح العجيري، رحمه الله، ولاتزال هذه الرعاية مستمرة وتوجت أخيرا بإشهار مركز العجيري العلمي للبحث والتطوير في مجال علوم الفلك والفضاء برئاسة سمو الشيخ ناصر المحمد وتشكيل مجلس الأمناء الذي يضم نخبة وطنية من المجتمع الكويتي لها اسهامات عديدة ونجاحات في شتى المجالات.وأكد المدير العام للمركز ان استمرار المحافظة على ارث علم الفلك في الكويت وتاريخه لن يتحقق الا من خلال المواكبة والتطور ومخاطبة العصر بلغته وان نصل تجارب وخبرات الماضي بالحاضر والمستقبل عبر تسخير التكنولوجيا الحديثة وتطبيقاتها لهذا العلم المهم، مبينا أنه تم وضع اللبنة الأولى نحو التطوير مع الإصدار الأول لتطبيق العجيري الالكتروني وهناك خطوات أخرى جديدة سترى النور قريبا.واشار الى أن المركز يعد أحد الصروح العلمية المميزة في الكويت والذي ينطلق نحو المستقبل عبر قاعدة علمية صلبة بناها د.صالح العجيري خلال السنوات الماضية.
الذكرى الأليمة
عام 2003 تعرض العم صالح العجيري، رحمه الله، لحادثة فقد على إثرها زوجته وولده. وعن تلك الذكرى الأليمة قال في أحد لقاءاته: بطبيعتي لست من الأشخاص الذين ينفعلون سريعا، ولكن بعد فترة من الصدمة أبدأ بالتأثر بل وأبدأ بالشعور بالحزن والبكاء وهذا الشعور طبيعي جدا، أما قصة تلك الحادثة فزوجتي كانت مصابة بالشلل وتنام على سرير طبي بينما أنام أنا على الأرض وأخدمها إذا احتاجت لذلك وفي يوم من الأيام وجدت الدخان يحاصر البيت وجاء ولدي ليساعدنا، أما أنا فذهبت لإبلاغ الخدم وكتب الله لي السلامة وتم نقلي إلى المستشفى والكل اعتقد بأنني فارقت الحياة ووقتها وعلى الرغم من هول الفاجعة إلا أنني رأيت من الذين حولي موقفا مشرفا لا أستطيع نسيانه فالكل يسأل والكل يدعو، وتعلمت من هذه الحادثة الكثير من الدروس، فالدنيا لا أمان لها ولكن ليس هناك أفضل من الاستسلام لقضاء الله وقدره والحمد لله على كل حال.
250 روبية
بعد عامين من العمل في التدريس انتقل إلى العمل عند التاجر علي قبازرد محاسبا ولمدة 3 سنوات ونصف سنة تقريبا، وكان رحمه الله يتقاضى راتبا قدره 250 روبية، وبعد ذلك انتقل عند التاجر أحمد الغربللي براتب 400 روبية وعمل لديه محاسبا لأن الدراسة في المدارس كانت أغلبها في الأشياء التي يحتاج اليها التاجر خصوصا المحاسبة واستمر في عمله محاسبا لأكثر من 10 سنوات وبعدها انتقل للعمل الحكومي في دائرة أملاك الحكومة، ثم انتقل إلى دائرة الإسكان والشؤون الإدارية، ومن ثم انتقل إلى دائرة الشؤون الاجتماعية والعمل مسؤولا عن الإسكان.
اللغة الإنجليزية
تعلم العم صالح العجيري الإنجليزية في المدرسة إلا أنه كان ضعيفا فيها حسب ما كان يذكر في لقاءاته غير أنه كان عندما يفتح كتابا في الفلك باللغة الإنجليزية يستطيع قراءته وفك الرموز الفلكية، فالعلم بنظره لا يتوقف عند حد وكان، رحمه الله، يحث دائما على تعلم اللغات والتبحر بها.
زملاء الدراسة
من زملائه خلال الدراسة سمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد «رحمهما الله»، الذي كان له معه ذكريات عديدة ومواقف كثيرة، إضافة إلى عبدالرزاق أمان ومحمود عبدالله إسحق وعبدالعزيز الغربللي وعبدالرحمن العبدالمغني وداود مساعد الصالح وعبد اللطيف أمان ويعقوب الحمد ومحمد الشيخ وعبدالله الخلف الدحيان وجاسم حمد الصقر، ومحمد عبدالمحسن الخرافي ومرزوق المرزوق وعبدالله المرزوق وسعدون السعدون وبرجس محمد البرجس وعبدالله الرشيد.
رسالته إلى شباب الكويت
كان، رحمه الله، يحرص دائما على نصح شباب الكويت بالعمل الصالح، وفي أحد لقاءاته الصحافية مع «الأنباء» وجه عبرها رسالة لشباب الكويت قائلا: رسالتي التي أوجهها لأبنائي وبناتي المواطنين وبكل حب أقول لهم عليكم أن تكونوا مثل آبائكم الذين عاشوا في كل الأحوال والظروف، وأن يكون ولاؤهم للكويت وأن يساهموا في بناء ونهضة الكويت في كل المجالات وألا يكون الوطن مصدر عيش فقط وأذكرهم بأن آباءهم وأجدادهم عاشوا في أصعب وأحلك الظروف حتى واجهوا أعواما كانت حافلة بالصعوبات مثل سنة الهدامة وسكة الغوص وغير ذلك من الأيام الصعبة ولكنهم ظلوا متماسكين مترابطين لذا أوصيهم بأن يكونوا متحابين متآخين ولا أقول لهم انني سمعت أو قرأت ولكنني أقول بنفسي ذات يوم ذهبت إلى بيت جيراننا وقلت لهم «أمي تبي عودين كبريت» حتى بأعواد الكبريت تآخينا.
طبيب أسنان
من الطرائف التي رواها العجيري، رحمه الله، في أحد لقاءاته الصحافية قائلا: في يوم من الأيام جاءني جدي لوالدتي وهو يحمل كراسا، وقال لي افتح هذا الكتاب وابحث لي عن علاج لألم الضرس وفتحت الكتاب ووجدت وصفة لعلاج الضرس وأصبحت أعالج الناس ولم يكن أحد يشتكي من ألم الأسنان إلا ويأتيني، وبعد مدة وجدت وصفة للتسهيل على المرأة المتعسرة في الولادة وأصبحت طبيبا لعسر الولادة وأنا عمري 14 عاما، والسبب أن المريض مثل الغريق يتعلق بأي قشة مهما كانت.
أبرز أساتذته
كان العم صالح العجيري، رحمه الله، يحتفظ بالجميل لأساتذته الذين كان يحترمهم ويعتز بكل من تعلم على ايديهم ويدعو لهم دائما بالرحمة وكان يذكر منهم: محمد بن شرف ووالده محمد صالح العجيري والملا مرشد محمد سليمان وأحمد شهاب الدين وجابر حسن حديد ومحمد نجم وعبداللطيف الصالح وفيصل الطاهر وإبراهيم عيد وكلهم رجال أفاضل تعلم منهم الكثير.
أول استجواب
من المواقف التي كان يحرص العجيري رحمه الله على ذكرها قوله: كنت يوما من الأيام طرفا من أطراف أول استجواب في تاريخ مجلس الأمة وكان مقدم الاستجواب هو النائب السابق محمد الرشيد، رحمه الله، وكان المستجوب عبدالله الروضان وزير الإسكان الأسبق وسبب مشاركتي أنني كنت مسؤولا عن الإسكان لكن المفارقة العجيبة أن الاستجواب لم يكن في مجلس الأمة بل كان في مكتب الوزير ولمدة أقل من ساعة انتهى على خير لأن الهدف لم يكن شخصيا وإنما كان للمصلحة العامة.