اليوم العالمي للصحة النفسية: قصة أقدم مستشفى للأمراض النفسية في العالم

  • Time:Dec 05
  • Written : smartwearsonline
  • Category:Article

A Decrease font size.A Reset font size.A Increase font size.

في العاشر من أكتوبر/تشرين الأول من كل عام، تحتفي منظمة الصحة العالمية باليوم العالمي للصحة النفسية، وتتخذ هذه المناسبة فرصة للتوعية بأهمية الحفاظ على الصحة النفسية.

ويقول موقع الأمم المتحدة إن نحو مليار شخص في جميع أنحاء العالم يعانون من شكل من أشكال الاضطرابات العقلية، فكل 40 ثانية يموت شخص ما بسبب الانتحار. وقد أصبح من المُسلم به الآن أن الاكتئاب هو السبب الرئيسي للمرض والإعاقة، في أوساط الأطفال والمراهقين.

المراهقة والمرض النفسي

وتقول منظمة الصحة العالمية إن فترة المراهقة والسنوات الأولى من سن الرشد هما مرحلتان عمريتان يطرأ فيهما العديد من التغييرات على حياة الفرد، من قبيل تغيير المدرسة وترك المنزل واستهلال الدراسة في الجامعة أو مزاولة عمل جديد>

وهي أوقات مثيرة بالنسبة إلى الكثيرين، ولكنها يمكن أن تكون أيضا أوقاتا عصيبة يشوبها التوتر والتوجّس. ويمكن أن تسفر هذه المشاعر عن الإصابة باعتلال نفسي.

وأوضحت المنظمة أن الفرد يمكن أن يعاني من ضغوط إضافية ناجمة عن التوسّع في استخدام التكنولوجيات الإلكترونية، إضافة إلى أن هناك العديد من المراهقين الذين يعيشون في مناطق متضرّرة بالطوارئ الإنسانية، مثل النزاعات والكوارث الطبيعية والأوبئة، ويتعرّض الشباب، تحديدا، الذين يعيشون في هذه الحالات للإصابة باضطرابات واعتلالات نفسية.

وكشفت إحصاءات صحية رسمية في بريطانيا أن نحو واحدة من كل أربع مراهقات في إنجلترا تعاني من مشكلات المرض النفسي، وتمثل الاضطرابات العاطفية والكآبة والقلق الظواهر الأكثر شيوعا من بين هذه المشكلات.

وأظهر تقرير لهيئة الصحة الوطنية في بريطانيا ( NHS) أن نسبة تعرض الشابات بعمر 17 إلى 19 سنة لهذه المشكلات، كانت ضعف تعرض الشباب في العمر نفسه لها، مع وجود نسبة 23.9 في المئة من الاضطرابات النفسية لدى الشابات.وأظهر تقرير لهيئة الصحة الوطنية في بريطانيا ( NHS) أن نسبة تعرض الشابات بعمر 17 إلى 19 سنة لهذه المشكلات، كانت ضعف تعرض الشباب في العمر نفسه لها، مع وجود نسبة 23.9 في المئة من الاضطرابات النفسية لدى الشابات.

وتبدو هذه المشكلات أقل شيوعا في الفئات العمرية الأصغر، لكنها رغم ذلك تشهد زيادة بطيئة.

وتصبح النسبة لدى الأطفال من سن 5 إلى 15، واحد من كل تسعة يعاني من اضطرابات، أي أنها ارتفعت عن نسبة واحد إلى عشرة التي كانت عليها في المسح الذي أجري قبل 13 عاما.

وجاءت هذه النتائج بناء على مسح شمل أكثر 9000 من الشابات والشباب.

وأشارت الدكتورة النفسية، برنادكا دوبيكا، من “رويال كوليج” إلى أن أرقام الفتيات الشابات اللواتي يعانين من هذه المشكلات “مقلقة”.

تكشف مراجعة جهاز الإحصاء الصحي الرقمي عن أن الأطفال بعمر 11 إلى 19 عاما الذين يعانون من مشكلات الصحة النفسية هم الأكثر استخداما لوسائل التواصل الاجتماعي.

ويقضي ثلثهم أكثر من أربع ساعات في اليوم على منصات هذه الوسائل.

أما أولئك الذين لا يعانون من مشكلات الصحة النفسية فكانوا أقل، بنسبة 2 إلى 3 مرات، في قضاء مثل هذا الوقت في وسائل التواصل الاجتماعي.

وكان الشباب الذين يعانون من مشكلات الصحة النفسية أكثر عرضة للقول إن عدد “علامات الاعجاب” التي يحصلون عليها في وسائل التواصل تؤثر عليهم، وأكثر عرضة لمقارنة أنفسهم مع الآخرين في وسائل التواصل الاجتماعي.

ويعرج التقرير أيضا على مشكلات التنمر التي يتعرضون لها في الفضاء الإلكتروني (السايبري).

وعلى الرغم من أن ذلك يشير إلى أنه يمكن أن يكون لوسائل التواصل الاجتماعي أثر سلبي، إلا أنه لا يثبت أنها الملامة في ذلك.

فالأشخاص الذين يعانون من المشكلات النفسية قد يكون أكثر احتمالا لأن يجدوا أنفسهم فيها، بدلا من إلقاء اللوم عليها في التسبب في مشاكلهم من البداية، بل حتى يمكنهم استخدام هذه الوسائل للبحث عن العون والمساعدة.

وأضافت أن مشكلات: الهواجس بشأن شكل الجسد وإجهاد الامتحانات والتأثير السلبي لوسائل التواصل الاجتماعي قد تؤثر جميعا بشكل غير متناسب على الفتيات، في الوقت نفسه يمكن لهن أن يَكنّ أكثر عرضة لأن يصبحن ضحايا لإساءة المعاملة والاعتداءات الجنسية.

ويثير هذا الموضوع العديد من الأسئلة من بينها.. ما هو أقدم مستشفى لعلاج الأمراض النفسية عرفه العالم؟

إذا توجهت بهذا السؤال إلى محرك البحث العملاق غوغل أو موقع خدمة الصحة الوطنية في بريطانيا فستأتيك الإجابة.. بأنه مستشفى بيثلم الملكي خارج العاصمة البريطانية لندن.

لكن تقول دائرة المعارف البريطانية إنه تم إنشاء أقدم مستشفيات الأمراض العقلية في العالم العربي، في بغداد والقاهرة ودمشق.

وكان المرضى النفسيون والعقليون في العالم العربي يتلقون العلاج في البيمارستانات، وكان أول بيمارستان قام في العالم الإسلامي في مدينة دمشق، بأمر من الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك عام 707 ميلادية.

وفي بلاد الشام أيضا كان هناك البيمارستان النوري الكبير في دمشق، الذي أقامه الملك العادل نور الدين بن محمود زنكي نحو عام 1154.

وفي العراق كان هناك بيمارستان الرشيد، وبيمارستان المقتدري، وبيمارستان الموصل، إلا أن أشهرها كان البيمارستان العضدي، الذي أنشأه عضد الدولة بن بويه عام 978 في بغداد.

وفي مصر كان هناك البيمارستان العتيق الذي أنشأه أحمد بن طولون سنة 872 ميلادية في الفسطاط، والبيمارستان المنصوري ويسمى أيضا بيمارستان قلاوون، والذي أمر ببنائه الملك المنصور قلاوون الصالحي.

ومن أبرز الأسماء التي كانت قد برزت في هذا المجال أبو بكر محمد الرازي، أكبر أطباء العرب والمسلمين في العصور الوسطى، والذي قدم وصفا تفصيليا للمرض النفسي، وأبو علي الحسين بن عبد الله بن الحسن بن علي بن سينا أول الفلاسفة القدماء الذين ربطوا وظائف الإحساسات والخيال والذاكرة بشروطها الفسيولوجية، وكذلك جبرائيل بن بختشيوع وأوحد الزمان وغيرهم.

مستشفى بيثلم الملكي

ولكن يظل مستشفى بيثلم الملكي بالقرب من العاصمة البريطانية لندن هو أقدم مستشفى مازال يعمل في هذا المجال حتى اليوم، بحسب موقع خدمة الصحة الوطنية في بريطانيا NHS ومحرك البحث العملاق غوغل.

فما هي قصة هذا المستشفى؟

عندما أعيد بناؤه في عام 1676، كان مستشفى بيثلم بلندن هو أكثر مصحات الأمراض العقلية فخامة في العالم من الخارج أما في الداخل فكان الأمر مختلفا تماما.

كان المستشفى معلما شهيرا في لندن، وكان السياح يزورونه جنبا إلى جنب مع كنيسة وستمنستر وحديقة الحيوانات.

وكان ذلك المستشفى مصدر إلهام لعدد لا يحصى من القصائد والمسرحيات والأعمال الفنية. وبدا المبنى الذي كان يضمه منذ عام 1676 فخما للغاية بحيث لم يُقارن بأي شيء آخر غير قصر فرساي.

كان هذا هو مستشفى بيثلم، المعروف أكثر باسمه المستعار (بيدلام).

ومنذ البداية تقريبا، كان بيثلم أكثر بكثير من مجرد مصحة للأمراض العقلية.

ويقول مايك جاي مؤلف كتاب “في هذا الطريق يقع الجنون”: “لقد كان بيثلم معلما بارزا في مدينة لندن، وأحد أوائل المستشفيات المتخصصة في الأمراض العقلية في العالم”.

وأضاف قائلا:”لقد أصبح هذا المستشفى الموطن الأصلي للجنون”.

طائفة دينية

ومثل العديد من المستشفيات القديمة، بدأ مستشفى بيثلم مع طائفة دينية حيث تأسس في عام 1247 كدير مكرس للقديسة مريم في بيت لحم.

وبحلول عام 1400، أصبح مستشفى من العصور الوسطى، ولم يكن ذلك يعني رعاية طبية بقدر ما يعني توفير “ملجأ للغرباء المحتاجين” أي أولئك الذين ليس لديهم مكان آخر يذهبون إليه فيتجهون إلى أبواب الدير.

وبمرور الوقت، بدأ مستشفى بثلم يتخصص في رعاية أولئك الذين لم يكونوا فقراء فحسب، ولكنهم أيضا غير قادرين على رعاية أنفسهم، وخاصة أولئك الذين يعتبرون “مجانين”.

وبحلول القرن السابع عشر، كان هذا المستشفى معروفا بما يكفي للظهور في العديد من الأعمال الدرامية والقصائد اليعقوبية.

وفي كثير من الأحيان، كما هو الحال في مسرحيتي شكسبير هاملت وماكبث، تم استخدامه كوسيلة لاستكشاف السؤال الشائع حول من هو المجنون، ومن هو العاقل ومن لديه القدرة على اتخاذ القرار.

ويُظهر الجزء الأخير من كوميديا “البغي النزيهة” لتوماس ديكر وتوماس ميدلتون عام 1604 تلك الشعرة بين “العقل” و “الجنون” والخوف من مدى سهولة الانزلاق من أحدهما إلى الآخر.

اليوم العالمي للصحة النفسية: قصة أقدم مستشفى للأمراض النفسية في العالم

وفي هذه الكوميديا، يقول عامل النظافة في المستشفى بمرح: “أنا أكنس غرف المجانين، وأحضر لهم القش، وأشتري سلاسل لربطهم، وقضبان لجلدهم. لقد كنت مجنونا هنا مرة واحدة ، لكنني أشكر الأب أنسيلم لقد ضربني فأعادني إلى رشدي مرة أخرى”.

وبعد إعادة بناء المستشفى، أصبح من الأسهل حتى التهكم على الانزلاق بين العقل والجنون بفضل هندسته المعمارية الفخمة.

أشبه بالقصر

عندما شيدت النسخة الثانية من المستشفى عام 1676، لم يكن مثل أي مستشفى شُيد من قبل.

لقد صممه روبرت هوك، مساح المدينة والفيلسوف الطبيعي ومساعد المهندس المعماري وعالم الرياضيات الشهير السير كريستوفر رين.

بلغ طول واجهة المستشفى 165 مترا مع أعمدة كورنثية وبرج يعلوه قبة، وكانت تلك الواجهة مستوحاة من قصر التويلري في باريس في عهد لويس الرابع عشر.

وقد أطل المستشفى على حدائق رسمية ومتنزهات تصطف على جانبيها الأشجار.

لقد كان الانطباع العام أن ذلك المستشفى أشبه بقصر الملك الفرنسي الفخم في فرساي عنه بمستشفى للأمراض العقلية.

وعلى حد تعبير أحد الكتاب”كان المبنى الوحيد الذي يشبه قصرا في لندن لسنوات عديدة”.

وقال جاي:”كان ذلك جزءا من محاولة إعادة إنشاء لندن كشيء عظيم وحديث، بدلا من المباني الخشبية القديمة التي تعود إلى العصور الوسطى، والتي كان هذا الجزء من لندن يتألف منها قبل الحريق، كما كان إحساسا بالفخر وعمل الخير، فهذا المستشفى سيجعل لندن مكانا أعظم وأفضل للجميع، وغالبا ما كان يطلق عليه قصر المجانين”.

وكان المستشفى الجديد، بالمعنى الحرفي للكلمة، يضع وجها جميلا لما اعتبره العديد من سكان لندن مشكلة فوضويّة بغيضة.

“الأكثر جنونا”

وكتب الكاتب الساخر توماس براون في عام 1699 يقول إن التصميم يجعلك تتساءل “من الأكثر جنونا؟ هل هم الأشخاص الذين أمروا ببناء هذا المستشفى أم أولئك الذين يسكنونه”.

وفي عام 1681، لاحظ حكام المدينة “العدد الكبير من الأشخاص الذين يأتون يوميا لرؤية المرضى”.

وذكر جوناثان أندروز وآخرون ذلك في كتاب تاريخ بيثلم، فلا جدال في أن المستشفى كان نقطة جذب شهيرة.

كما شجع المستشفى نفسه ذلك، حيث استفاد من تبرعات الزوار وكذلك من أي تبرعات خيرية لاحقة.

ومع ازدياد شهرة المستشفى تحول أيضا إلى أسلوب حياة، فبحلول القرن السابع عشر، كان يُطلق على المرضى من ذوي الحالات الصعبة اسم “مجانين بيثلم”.

وكان المتسولون يتظاهرون بالجنون، وذلك لتجنب إرسالهم إلى ورشة عمل أو إلى السجن، حيث نص قانون إغاثة الفقراء لعام 1601 أن الفقراء الذين لا يعملون يذهبون إلى ورش العمل أو حتى السجن.

ومن هنا لم يعد مستشفى بيثلم رمزا للـ “جنون” فقط بل للفوضى أيضا، بل وبات رمزا للندن نفسها.

في عام 1815 تم هدم مستشفى بيثلم الفخم ليختفي المبنى “الوحيد” الذي يشبه القصر في لندن، ويعمل هذا المستشفى اليوم في منشأة حديثة مع متحف مفتوح للجمهور.

المشاهير والمرض النفسي

لكن ماذا عن عملية التوعية بهذا المرض؟ في الواقع أنه عندما تحتفي منظمة الصحة العالمية باليوم العالمي للصحة النفسية تتخذ هذه المناسبة فرصة للتوعية بأهمية الحفاظ على الصحة النفسية.

وكان عدد من النجوم والمشاهير قد عملوا على نشر الوعي عن الصحة النفسية عن طريق مشاركتهم العالم تجربتهم في الاكتئاب وانعدام الثقة بأنفسهم.

ومن بين هؤلاء “ليدي غاغا” التي كانت منفتحة جدا عندما تحدثت عن تجربتها ومعاناتها مع الاكتئاب، الذي أصابها إثر تعرضها للاغتصاب، عندما كانت في الـ 19 من عمرها.

كما أنها كشفت في عام 2016، عن معاناتها من اضطراب ما بعد الصدمة أو (PTSD ) وهو اضطراب ناجم عن أحداث مرهقة جداً أو مخيفة أو مؤلمة في عام 2016، وقالت إنها “ما زالت تكافح هذا المرض كل يوم”.

وقررت غاغا التحدث لتظهر أمام العالم بأن النجوم والمشاهير أيضاً لديهم مشاكل صحية نفسية، لكن المهم في الأمر هو تشخيص الحالة ومعالجتها قبل أن يفتك بهم المرض.

كما كشف الأمير هاري دوق ساسكس، عن أنه ” كان يقترب في مناسبات عديدة من انهيار عصبي شديد “. وقال إنه كتم عواطفه لمدة 20 عاماً، منذ أن كان في الـ 12 من عمره، بعد صدمة وفاة والدته الأميرة ديانا في حادث عام 1997.

وقال إنه لولا حضوره جلسات معالجة مع مستشار نفسي وأخذ دورات الملاكمة، لكان على وشك التأثير والضغط على أشخاص آخرين.

وتم تشخيص الممثل ستيفن فراي، حيث تبين أنه يعاني من مرض “اضطراب ثنائي القطب” أو الهوس الاكتئابي، وهو أحد الاضطرابات النفسية التي تتميز بتناوب فترات من الكآبة مع فترات من الابتهاج بشكل غير الطبيعي، وتؤدي بالشخص إلى القيام بأعمال طائشة وغير مسؤولة وخارجة عن العادة.

وكان ستيفن فراي قد حاول الانتحار في الـ 17 من عمره، وأمضى حياته وهو يتعاطى المشروبات الكحولية والمخدرات في محاولة لإيقاف أصوات في رأسه على حد وصفه.

وعندما بلغ الـ 37 من العمر، قال معلقاً ” إنها المرة الأولى التي أجد فيها تفسيراً لحياتي التعيسة والبائسة”.

ومنذ أن صدر فيلمه الوثائقي في عام 2006 الذي يحكي عن حالة اكتئابه الشديد بعنوان ” The Secret Life of the Manic Depressive”، كان ذلك مصدراً قويا لإزالة وصمة العار التي تحيط بالصحة النفسية. ولقب فراي بـ “سيد العقل” وكادت لا تخلُ مناسبة إلا وتحدث فيها عن الصحة النفسية.

ثم أكد أنه تعافى رويدا رويدا، وأنشأ مع دوق ودوقة كامبريدج، الأمير ويليام وكيت، جمعية خيرية للصحة النفسية.

وكشفت المغنية نيكول شيرزينغر، عن أنها كانت تعاني من اضطراب في الأكل عندما كانت في سن المراهقة، وأثناء فترة وجودها مع فرقة “The Pussycat Dolls”.

وقالت نيكول بأن “الشره المرضي سرق كل سعادتها وذكرياتها وثقتها بنفسها”.

ويعد مرض الشره أو الإقبال على الطعام بكثرة، ومن ثم محاولة التخلص منه بأقصى سرعة خوفا من زيادة الوزن، شائعاً بين المراهقات أكثر من الفئات الأخرى.

وأشارت نيكول إنها عندما تحدثت عن تجربتها، ساعدت الكثيرين ممن يعانون من نفس المرض وشجعتهم على أن يكونوا فخورين بأنفسهم وشكلهم، وأن يحبوا أجسامهم بغض النظر عن أوزانهم، وألا يكونوا قساة على أنفسهم ومتقبلين لما هم عليه.

ولكن هناك من المشاهير في العالم العربي من ارتبط اسمه بالمرض النفسي لأسباب غير صحية.

ومن هؤلاء الفنان الكوميدي الشهير إسماعيل ياسين والشاعر الأديب نجيب سرور، وكانا من أشهر نزلاء مستشفى العباسية (مستشفى الأمراض النفسية في مصر).

فقد دخل إسماعيل ياسين المستشفى بسبب نكتة “مرة كان في واحد مجنون زي حضرتك”، جملة قالها ياسين للملك فاروق، فثار غضب الملك ورد غاضبا “أنت بتقول إيه يا مجنون؟” فما كان من إسماعيل ياسين إلا التظاهر بالإغماء كي يخرج من ارتباكه وحرجه.

فاروق لم يفوّت الأمر وأرسل طبيبه الخاص كي يعاين إسماعيل ياسين، وعندما حضر الطبيب اكتشف حالة الارتباك التي يعانيها وحاول إخراجه من الورطة بتقرير يكتبه للملك عن حالته العصبية السيئة التي جعلته يفقد وعيه مؤقتا.

وبعدها قرر فاروق إرسال إسماعيل إلى مستشفى الأمراض العقلية، لتلقى العلاج هناك وبالفعل مكث إسماعيل بالمستشفى لمدة 10 أيام، وتلقى العلاج على نفقته الخاصة.

وفي عام 1971 تفاقمت المواجهة بين نجيب سرور والحكومة المصرية، بعد عرض مسرحية “الذباب الأزرق” التي تناقش عملية التصفية التي تعرضت لها المقاومة الفلسطينية على يد الجيش الأردني، والمعروفة بأحداث “أيلول الأسود”، فتدخلت الاستخبارات الأردنية لدى السلطات المصرية لإيقافها.

وانتهت المواجهات بطرد سرور من عمله وعزله عن الحياة الثقافية في مصر، كما تعرضت أعماله للاغتيال الأدبي، وتم تهميش اسمه ومساهماته في المجالات الثقافية، فاتجه إلى كتابة قصائد انتقد سياسة حكومة أنور السادات التي اتهمها بقمع الحريات العامة وحرية التعبير والتسلط على المثقفين والتنكيل بالمواطنين.

فتم تلفيق التهم المختلفة له وإدخاله إلى مستشفى الأمراض العقلية في العباسية، والتي مكث فيها إلى أن وافته المنية عام 1978 بعد أن أصابه الخذلان واليأس فقال: “أنا عارف أني هموت في عمر الورد.. وساعتها هيقولو لا قبله ولا بعده، وبطانة بتقول ياعيني مات في عمر الورد.. وعصابة بتقول خلصنا منه مين بعده”.

كورونا والمرض النفسي

وفي ظل وباء فيروس كورونا الذي مازال العالم يعيشه حتى الآن، حذر أطباء وعلماء نفسيون من آثار “عميقة” للوباء على الصحة النفسية في الوقت الحاضر ومستقبلا.

ودعا هؤلاء الباحثون إلى استغلال الهواتف الذكية في القيام بمراقبة آنية لحال الصحة النفسية لفئات مجتمعية بعينها، لا سيما الأطفال والعاملين في الخطوط الأمامية في قطاع الصحة.

وقد حدد الباحثون 8 فئات قد تتأثر بالوباء أكثر من غيرها من فئات المجتمع وخاصة في حالات الإغلاق التي تنشأ عن الوباء وهذه الفئات هي:

– الأطفال، وصغار السن، والعائلات (إغلاق المدارس، العنف الأسري، لا وجبات مدرسية مجانية)

– المسنون ومَن يعانون مشكلات صحية (العزل، الوحدة، الفقد)

– الذين يعانون مشكلات في الصحة النفسية (التوقف عن العلاج وحدوث انتكاسات)

– الصفوف الأمامية من الطواقم الطبية (مخاوف من العدوى، والتوتر بسبب العمل)

– الذي يعانون صعوبات في التعلم (تغير في الروتين والدعم)

– أصحاب الدخول المتدنية (الوظيفة وعدم الأمان الاقتصادي)

– السجناء، والمشردون، واللاجئون (النبذ الاجتماعي)

– المجتمع بشكل عام قد يستشعر زيادة في فروق المستويات الصحية، وقد يشهد إقبالا على استخدام بنوك الطعام

حقائق عن المرض النفسي، بحسب منظمة الصحة العالمية

الوسومbbc الصحة النفسية