يجب حل الشرطة

  • Time:Sep 05
  • Written : smartwearsonline
  • Category:Article

A Decrease font size.A Reset font size.A Increase font size.

يجب حل الشرطة

هآرتس

عكيفا نوفيك

قبل عشر سنوات تم حل الشرطة المحلية في بلدة كمدان في نيوجيرسي. الرشوة والفساد وصلت إلى الذروة. الجريمة تفشت وفي كمدان قرروا تشكيل شرطة جديدة، “موجهة نحو المجتمع”، التي تمارس العنف والعقوبة كمخرج أخير وتجري حوار مع الطوائف في المدينة. في السنوات الأخيرة انخفضت الجريمة في كمدان بعشرات النسب المئوية. الممثل به واضح. شرطة إسرائيل هي قربة مثقوبة. لا حاجة إلى قياس سلسلة القضايا التي تثبت ذلك. ولكن هل كان هناك شيء ما – فشل، رشوة، فضيحة – يمكن أن يزعزع كل العتبات المقدسة الى درجة أنه يمكن أن يحدث تغيير كبير في الشرطة؟ البحث الذي نشرته “كلكليست” والذي كشف بأن الشرطة تستخدم برنامج التجسس بيغاسوس لشركة NSO من اجل اختراق هواتف مواطنين بدون أمر من المحكمة – بالاساس الاكاذيب في ردود الشخصيات الرفيعة في الجهاز على التحقيق – يمكن أن يكون هذا هو الدافع.كمدان هي بلدة صغيرة يبلغ عدد سكانها بين الرملة ورعنانا، لكنها يجب أن تكون نموذج لتغيير تدريجي يجب البدء به في شرطة إسرائيل – مركز تلو مركز، مدينة تلو اخرى.كبداية يمكن توزيع عمل الشرطة الى مجالين. محاربة الجريمة والحفاظ على النظام. مخالفات السير البسيطة داخل المدن، نزاعات بين الجيران، المخدرات الخفيفة – كل مخالفة عقوبتها غرامة لا يجب أن يتم تنفيذها من قبل رجال الشرطة. في المقابل، وحدات خاصة ستعالج الجرائم الجنسية. الاعضاء فيها يجب عليهم دراسة هذا المجال وأن يصبحوا ذوي خبرة فيه، مع التأكيد على المعاملة المناسبة للضحايا. بنفس الطريقة، الوحدات التي ستخصص لمكافحة منظمات الجريمة يجب عليها اكتساب خبرة في هذا المجال حسب نماذج عسكرية.كل ذلك يجب أن يرافقه اتفاقات تقاعد مسبقة، وإغلاق قسم التحقيقات مع رجال الشرطة، ورفع الراتب الأساسي وما شابه. هذه ليست أفكار اخترعتها، لقد اخذت من نماذج يتم تطبيقها في العالم.ليس هناك جدوى من انتظار أن تقوم الشرطة باصلاح نفسها. ليس هذا من طبيعة اجهزة كهذه. لذلك، لا أحد تأثر عندما لوح المفتش العام للشرطة باستخفاف بشهادات رجال الشرطة الذين كشفوا عن عمق العفن في الشرطة، في مشروع بخطة “الأنبوب” و”رجال شرطة ملثمون” (القناة 13). من يمكنهم مراقبة الشرطة ويفشلون في ذلك هم أعضاء الكنيست. قليل من التقارير عن التنصت السري التي يحصلون عليها من الشرطة مصاغة بصورة موجزة وعامة. القوانين التي يجب أن تضع كوابح امام الشرطة في كل ما يتعلق بالعقبات هي قوانين متحجرة وقديمة. في السنوات الاخيرة لا يوجد تقريبا تشريع في الكنيست يحاول الدفع قدما بالتكنولوجيا أو على الاقل بمتابعتها. هذا اعتبر في مرات كثيرة موضوع يساري.استخدام التكنولوجيا المتقدمة مهم أمام منظمات وعصابات الجريمة. ولكن يوجد فيه الكثير من المجالات الرمادية، وحول هذه تقريبا لا يجرى نقاش، واذا اجري يتم طرح فيه في مرات كثيرة ادعاء “أمن الدولة”، حتى عندما لا يكون هذا هو الوضع. على سبيل المثال، بالنسبة لقرار الحكومة الاستعانة بتعقبات الهواتف المحمولة للشباك لمكافحة أوميكرون. لولا حفنة من الوزراء (ايلي افيدار وجدعون ساعر ويفعات شاشا بيتون) لما كان هذا القرار الزائد ليلغى.في أساس نماذج الشرطة الجديدة يقف المبدأ الذي يسمى “اعادة تمويل الشرطة” – تقليص ميزانية الشرطة وتحويل الفرق للخدمات الاجتماعية. شرطة ستعالج فقط كبار المجرمين ربما ستكون مشوشة اقل في التفريق بينهم وبين المجرمين المتخيلين. هكذا هو الأمر في مظاهرات بلفور وهكذا هو الامر في عدد كبير من الصدامات مع الجمهور الاصولي، التي ينتج عنها افلام عنف قاسية، وهكذا امام كل مواطن في الدولة – الى أن يتم ترميم ثقة الجمهور بشرطة اسرائيل، التي هي في هذه الاثناء في وضع هبوط حر بدون مظلة.