تُواصل “حركة مجتمع السلم”، أكبر حزب إسلامي بالجزائر، تدعيم المواقف الانفصالية لجبهة “البوليساريو” بخصوص التطورات الأخيرة التي شهدها المعبر الحدودي “الكركرات”، إذ استقبل رئيسها، عبد الرزاق مقري، بحر الأسبوع الجاري، أحد المسؤولين لدى الجبهة بالجزائر.
ووفقَ منشور إعلامي لحركة “حمس” بمواقع التواصل الاجتماعي، فقد سلطت المحادثات الثنائية الضوء على الأوضاع السياسية والأحداث الأخيرة التي عرفتها المنطقة، في إشارة إلى العملية الأمنية التي قام بها الجيش المغربي، إذ أكد رئيس الحزب الإسلامي مساندته المطلقة لمطلب “تقرير المصير” الذي تطالب به الجبهة.
وسبق أن دعّمت الحركة الإسلامية المواقف الانفصالية لجبهة “البوليساريو” مباشرة بعد تأمين القوات المسلحة الملكية معبر “الكركرات”، الذي أغلقته مجموعات صحراوية لأكثر من ثلاثة أسابيع، داعية إلى فرض “التهدئة” في المنطقة، من خلال إنفاذ ما تصفه بـ”استفتاء تقرير المصير”.
وتأتي هذه المواقف بعد انتقاد الحزب الإسلامي للمملكة المغربية عام 2017، متهما إياها بتهريب المخدرات، وهو ما عبّر عنه زعيم التنظيم بالقول: “الخطر الذي يأتي للجزائر من المغرب لا يتعلق بالمخدرات فقط”، ثم أضاف: “هناك تحالف فرنسي ـ مغربي ـ خليجي ستكون الجزائر من أكبر ضحاياه”.
وبالنسبة إلى إدريس الكنبوري، الباحث المغربي في الحركات الإسلامية، فإن “موقف حركة مجتمع السلم طبيعي، لأن الحزب يصطف مع النظام الجزائري؛ وهو أمر مفهوم في السياق الحالي، فكونُه حزباً إسلامي لا يعني أنه غير وطني، لأن أي حزب إسلامي ليس فوق الحدود الجغرافية أو السيادة أو الدستور الوطني”.
وأكد الكنبوري، في حديث مع جريدة هسبريس الإلكترونية، أن “حركة مجتمع السلم عبارة عن حزب وطني تابع للنظام الجزائري”، مردفا: “نعرف خصوصية النظام العسكري بالجزائر، لاسيما في ما يتعلق بموضوع الصحراء الحساس للغاية، فلا يمكن لأي طرف جزائري أن يعلن موقفا معارضا أو مخالفا للنظام المركزي”.
وشدد الباحث المغربي على أن “موضوع الصحراء خط أحمر في الجزائر، ويشكل خطرا بالنسبة إلى الحزب، لأنه سيتم حلّه، وسيذهب بسببه الناس إلى السجن؛ وهي طبيعة النظام العسكري”، مستدركا: “لا ننتظر من الحزب أن يكون مع الأطروحة المغربية، ولكن ننتظر أن يكون موقفه وسطياً”.
ويرى المتحدث ذاته أن موقف الحزب المذكور “يفترض أن يراعي حسن الجوار بين البلدين، ويتعامل وفق الأطروحة الإسلامية، من خلال الدعوة إلى حل أخوي وديني وإسلامي للنزاعات القائمة، وذلك بفتح الحدود، واستحضار الأخوة بين الشعبين، وهو الأمر المطلوب من الأحزاب الإسلامية الجزائرية والأحزاب القومية بصفة عامة”، وفق تعبيره.