أطلقت منصة "نتفليكس"، سلسلة وثائقية في 1 سبتمبر الجاري، إحياء لذكرى هجمات 11 سبتمبر، تتكون من 5 حلقات، مدة كل حلقة ساعة كاملة، بعنوان "نقطة تحول: 11 سبتمبر والحرب على الإرهاب".
يحتوي الفيلم على العديد من التسجيلات والصور التي تعرض للجمهور لأول مرة، بالرغم من مرور 20 عاما على هجمات 11 سبتمبر، حيث تكون هذه اللقطات والتسجيلات شريطا زمنيا لما حدث في يوم 11 سبتمبر بالتفصيل.
وفيما يلي، نعرض تفاصيل ما قيل داخل طائرات هجمات 11 سبتمبر الأربعة، واللحظات الأخيرة قبل اصطدامها بالأهداف، بحسب ما جاء في تسجيلات فيلم "نتفليكس".
تبدأ أحداث الفيلم الساعة 8 صباحا، يوم 11 سبتمبر عام 2001، في صورة من الأرشيف لمطار لوغان الدولي ببوسطن في ذلك الوقت، حيث نسمع أصوات المراقبة الجوية تحاول الاتصال بطائرة باسم، أمريكان 11، لكنها لا تجيب.
كرر ضابط المراقبة الجوية النداء على الطائرة الأمريكية، أمريكان 11، لكن لم يجب أحد، ثم تداخلت الأصوات "لماذا الطائرة تتجه يمينا؟ لم أقل لها ذلك".
يستمر الفيلم في عرض اللحظات التي ساد فيها التوتر والقلق، وتصعّد خلالها كل شيء بسرعة، ففي تمام الساعة 8:13 صباحا، ردت إحدى مضيفات الطائرة أمريكان 11 مؤكدة، أنه تم طعن أحد الأشخاص بالدرجة الأولى، وأنها تعتقد أن الطائرة يتم اختطافها.
قامت المضيفة المبلغة عن اختطاف الطائرة، بالتعريف عن نفسها خلال التسجيلات، قائلة إن اسمها "بيتي أونج"، وأن رتبتها هي رقم 3 في الطائرة، حيث طعنت المضيفة رقم 1 والمراقبة أيضا، وامتلأت الطائرة برائحة غريبة، لا تجعل أحدا قادرا على التنفس، بحسب قولها.
أكدت بيتي -خلال التسجيلات- أنهم لا يستطيعون الوصول إلى قمرة قيادة الطائرة؛ لأنهم لا يستطيعون فتح الباب، لإغلاقه من قبل المختطفين من الداخل، كما أوضحت أنهم حاولوا الاتصال بطبيب لمساعدة الأشخاص الذين تم طعنهم، لكن لم يجب عليهم أحد، ثم انقطع الاتصال فجأة.
في الساعة 8:21 صباحا، نسمع تسجيلات جديدة من المراقبة الجوية بمطار بوسطن، وهي تبلغ الطواريء باختطاف الطائرة أمريكان 11، وطعن كل ركابها وطاقم عملها أيضا من قبل المختطفين.
أكد خط الطواريء وقتها أنهم يتابعون الطائرة المخطوفة، معلنين أن الخاطف أطفأ جهاز الإرسال حتى لا يستطيع أحد تحديد مكانه، لذلك قالت الطواريء إنهم لا يعلمون مكانه، لكنهم منعوا أي طائرة من التواجد في السماء في حدود هذه المنطقة وما حولها لعدم الاصطدام به، وكان كل ظن الطوارئ في ذلك الوقت، هو أن الخاطفين سيقومون بالهبوط في أحد الأماكن، وأن الضرر الوحيد هو أنهم لا يعلمون أين سيهبطون بالطائرة.
في تمام الساعة 8:24 صباحا، ظهر أخيرا صوت مختطف الطائرة أمريكان 11، محمد عطا، في التسجيلات، وهو يعطي تعليماته لركاب الطائرة قائلا: "لدينا بعض الطائرات، ابقوا هادئين وسنكون بخير، سنعود إلى المطار، لا أحد يتحرك وسيكون كل شيء على ما يرام، إن حاولتم القيام بأي حركات، فستؤذون أنفسكم والطائرة، ابقوا هادئين".
في الساعة 8:37 صباحا، أعاد ضابط المراقبة ببوسطن الإبلاغ عن الطائرة المخطوفة، مؤكدا أن الطائرة تتجه إلى نيويورك، وأنهم أصبحوا بحاجة إلى مطاردتهم بطائرة أخرى، فرد خط الطواريء بذعر، "هل هذا حقيقي أم تدريب؟"، فردت المراقبة "إنه حقيقي".
ضجت التسجيلات بعد ذلك بأصوات مختلطة من فنيين الدفاع الجوي، كانت تبين مدى خوف ومفاجأة الجميع، حيث احتوت التسجيلات على عبارات مثل "ماذا؟"، حقيقي؟، اختطاف حقيقي؟".
ظهر أول تسجيل للحدث من خلال الكاميرات، في تمام الساعة 8:46 صباحا، حيث نرى حذاء أحد الأشخاص وهو في الشارع، ويقف بجانب أصدقائه، لنسمع في الخلفية صوت طائرة مسرعة، ثم صوت انفجار، تساءل الناس "ما هذا الصوت؟ يبدو أنه صوت تحطم طائرة".
وجه الشخص الممسك بالكاميرا يده إلى مركز التجارة؛ لأنه كان يبحث عن مركز الصوت، ثم بدأ ينادي على ذويه للاقتراب منه، قائلا: "تعالوا إلى هنا، إنه مركز التجارة العالمي"، ثم ظهر الدخان على الشاشة وهو يتصاعد بشكل كثيف من البرج.
في تمام الساعة 8:48 صباحا، كان الحدث في جميع وسائل الإعلام الأمريكية، لكن اعتقدت وسائل الإعلام وقتها أن هذا حادث مأساوي، وقع نتيجة اصطدام طائرة بالخطأ بالبرج الشمالي لمركز التجارة العالمي، ولم يتعد الأمر أكثر من ذلك، حتى أن بعض شهود العيان من العاملين بالبرج قالوا خلال أحداث الفيلم، إنهم لم يتحركوا من مكاتبهم، فقد شعروا أن الموقف بسيط، ولم يدركوا خطورة الموقف إلا بعد الهجمة الثانية.
تم تصوير الهجمة الثانية من هجمات 11 سبتمبر على البرج الغربي من مركز التجارة العالمي بوضوح، حيث إن جميع الكاميرات كانت مسلطة على البرج بالفعل لتصوير ما حدث بعد الهجمة الأولى، ففي الساعة 9:03 صباحا، نرى طائرة يونايتد وهي تصطدم بالبرج الجنوبي، والتسجيلات توضح صوت الناس وهي تقول "يا إلهي، يا إلهي إنها طائرة أخرى، طائرة أخرى، يا إلهي إنه متعمد".
في تمام الساعة 9:28 دقيقة، ظهرت الطائرة يونايتد 93 في التسجيلات، حيث كان الطيار يصرخ لبرج المراقبة الجوي قائلا "اغيثونا"، ثم وجه الحديث للركاب أو الخاطفين -لم يكن ذلك واضحا- قائلا "اخرجوا من هنا، سنموت جميعا هنا".
بينما في الساعة 9:32 صباحا، ظهر صوت زياد جراح، خاطف الطائرة وهو يقول للركاب "اجلسوا وابقوا في أماكنكم، لدينا قنبلة على الطائرة".
تلى صوت الخاطف، عدة أصوات من ركاب الطائرة، حيث أبلغهم زياد بما حدث في البرجين، فشعروا بما هم مقبلين عليه، وأرادوا وداع أحبتهم، فظهر صوت "لورين كاتوزي" خلال التسجيلات، وهي تهاتف زوجها قائلة: "جاك، رد يا حبيبي، أواجه مشكلة على الطائرة، كنت فقط أريد أن أقول لك أنني أحبك".
كما ظهر صوت "سي سي روس"، راكبة أخرى، وهي تقول لزوجها: "أردت فقط أن أقول لك أنني أحبك، أرجوك قل للأطفال أنني أحبهم كثيرا، أنا آسفة، أتمنى أن أراكم مرة أخرى".
تحطمت هذه الطائرة في حقل بولاية بنسلفانيا في الساعة 10:03 صباحا، بعد أن قاوم الركاب الخاطفين وسيطروا عليهم، فبعدما علموا ما حدث للطائرات الأخرى، فضّلوا التضحية بأنفسهم عن إحداث ضرر كبير للآخرين، خاصة وأن إحدى السيدات على متن الطائرة، علمت أنه من المفترض أن تدمر الطائرة مبنى الكونجرس، الذي يعمل به قريبها، فكانت واحدة من الذين أسقطوا الطائرة، وماتت معها، وأنقذت قريبها.
وفيما يعرض لنا الفيلم تسجيلات ضحايا طائرة يونايتد 93، أوضح لنا أن هناك طائرة ثالثة نجحت في مسعاها، حيث ضربت طائرة نوع يونايتد أيضا في تمام الساعة الساعة 9:37 مبنى البنتاجون، مدمرة الواجهة الغربية لمبنى وزارة الدفاع الأمريكية العملاق الواقع خارج العاصمة واشنطن.