أثر علمي ومهني للمشروع على أبناء المنطقة ونسبة العاملين السعوديين فيه بلغت 76 في المائة

  • Time:Mar 10
  • Written : smartwearsonline
  • Category:ملابس ذكية

كتبت - أسماء الحمد:

على مسافة تُقدر بثلاثمائة وثلاثين كيلو متراً من مدينة جدة، وباتجاه جنوب شرق المدينة المنورة، وعبر طريق تحده سهوب وجبال ذات ارتفاع متوسط من جانبيه يظهر منجم جبل صايد، المشروع المشترك بين شركة التعدين العربية السعودية (معادن) والشركة الكندية باريك للذهب (باريك) بنسبة 50 في المائة لكل منها.

يشعُ المكان المحيط بالمنجم بعبق الماضي مثلما يشعُ بصناعة التعدين. وفي سعينا لإيقاظ ذاكرة هذا المكان، وإرجاع ماضٍ منه إلى حيّز الحاضر، تحدثنا إلى المؤرخ منصور بن مروي، أحد أهالي منطقة (العمق) في محافظة المهد بالمدينة المنورة، الذي أكد لنا أن اسم جبل صايد قديم، وهو عبارة عن عدة جبال متقاربة وتُسمى صايد الأحمر وصايد الأسمر.

ويستذكر بن مروي الخطأ الذي وقعت فيه شركات التنقيب سابقاً؛ تلك الشركات التي ضلت طريقها للوصول إلى هذا الجبل، لأنها اعتمدت على التسمية الأجنبية للجبل. يقول في هذا الصدد: «اسم جبل صايد، يُذكرنا بمواقف مع شركات كانت تأتي للبحث والتنقيب في الموقع، فيسأل خبراؤها، بلكنتهم الخاصة، عن جبل (سعيد)، فلا يتلقون للإجابة على أسئلتهم سوى استغراب أهالي المكان؛ كون ما يعرفونه هو جبل (صايد) وليس (سعيد)، فيغادر هؤلاء الخبراء والحيرة تتملكهم وتتملكنا، إلى أن انجلت هذه الحيرة بعد اكتشاف كتابة اسم الجبل، في سجلات أمريكية قديمة، خطأ من (صايد) إلى (سعيد).

جبل من معادن

بإشراف من المديرية العامة للثروة المعدنية شهد الجبل والمناطق المحيطة به تاريخياً مجيء بعثات جيولوجية أجنبية قامت بالبحث والتنقيب والاكتشاف، الأمر الذي جعل هذه المنطقة محل اهتمام خاص. كما صُنفت المنطقة باعتبارها من أهم مناطق المملكة وفرة في معدن الكالكوبيريت، مما شجع شركات كشركة (يو إس إيه) الأمريكية، و(سيريم) الفرنسية، لطلب رخصة عمل أصدرتها، في حينه، المؤسسة العامة للبترول والمعادن (بترومين).

ومن ناحية أخرى شهدت المنطقة، في بعض الأعوام، توقف أعمال البحث نتيجة انخفاض أسعار النحاس، إلا أن عودته للارتفاع جعلها مجدداً تحت أنظار شركات مختصة بهذا المجال حتى يومنا هذا. ومن المهم الإشارة هنا إلى أن نسبة محتوى النحاس في هذه المنطقة تمثل نسبة تركيز 2.5 في المائة مع وجود بعض المعادن الأخرى بنسب تركيز متفاوتة مثل الذهب والفضة والزنك. وتأخذ هذه المعادن شكل عروق ممتدة في باطن الأرض.

بدء التشغيل التجاري للمنجم

في شهر يوليو من عام 2016 أعلنت شركة (معادن) بدء التشغيل التجاري للمنجم. وذكرت الشركة في حينه أن متوسط الطاقة الإنتاجية السنوية للمنجم يقدر بأكثر من 300 ألف طن من معدن النحاس، بينما يُقدر العمر الافتراضي للمنجم بنحو 16 سنة. أما احتياطي المنجم فقدر بنحو 2.598 مليون طن من معدن النحاس. ويتيح مشروع منجم جبل صايد، بطبيعة الحال، نقل المعرفة والتقنية المتخصصة بتعدين النحاس إلى المملكة. وقد نجح المشروع في عام 2017 في زيادة نسبة إنتاج الخام عن الهدف المعتمد بنسبة 22 في المائة لتبلغ 1.632.958 طن متري. وبلغت حصة معادن في إيرادات مركزات النحاس للسنة الأولى كاملة 868 مليون ريال، حيث بلغت مبيعات شركة معادن باريك 35.530 طن متري من معدن النحاس بمتوسط سعر 6.517 ألف دولار للطن، وساعدت هذه الزيادة في الإنتاج وتحسن أسعار النحاس وأداء معادن المالي.

وتمكن مصنع إنتاج مركزات النحاس في المشروع من إكمال سنته الأولى الكاملة من العمليات التجارية في 2017.

بنية تحتية للمنطقة

مع تنامي عمليات التنقيب في هذا الجبل وما حوله، حظيت المنطقة المحيطة به ببنية تحتية وخدمية، سبقها وصول التيار الكهربائي، ثمّ توالت بقية الخدمات التي استفاد منها أهالي المنطقة القريبة من المشروع. على سبيل المثال يقول نائب المدير العام عبيد الله الحربي في هذا الصدد: «أسهم المنجم في إيصال خدمة الإنترنت والاتصالات، فأضحت هذه الخدمة منتشرة في المنطقة المحيطة بالمشروع، إضافة إلى حدوث تطور ملحوظ وفي مختلف المجالات طال المناطق والأسواق القريبة منه، فمن ينظر إلى هذه المنطقة اليوم يجدها بالفعل مختلفة عن الماضي بفعل ما أضافه هذه المشروع الحيوي إليها من إمكانات وحركة تجارية واجتماعية أثّرت وما زالت تؤثر في حياة سكانها».

وأضاف الحربي قائلاً: «نتوقع، بمشيئة الله، مزيداً من النمو في المنطقة خاصة وأن قطاع التعدين يولي التنمية الاقتصادية والاجتماعية في مناطق مشاريع التعدين اهتمامه الكبير؛ باعتبار أن هذا هو الهدف الرئيس لاستراتيجيته ومبادراته المختلفة».

المشروع وجهة للتوظيف

منذ فتح مشروع منجم جبل صايد أبوابه للتوظيف وهو يجتذب نسبة عالية من المواطنين من مختلف المناطق، حيث بلغت نسبة العاملين السعوديين في هذا المشروع إلى الآن 76 في المائة. ويوضح مدير الموارد البشرية بالمشروع الأستاذ محمد حلبي، أن هناك استقطاباً من المشروع لطلاب هندسة التعدين، ولخريجي قسم الجيولوجيا، كما أننا نسعى الآن إلى إدخال نظام جديد يختص بعمليات وحدات الفلترة، ويجري حالياً تدريب شباب سعوديين للعمل على هذا النظام. كما أن لدى المشروع، من ناحية أخرى، خطة لتوظيف حاملي الشهادات الجامعية أصحاب التخصصات الهندسية مثل مهندس ميكانيكا/ صخور، ومهندس تعدين، وإداري تخطيط وصيانة منشآت، ومهندس كهرباء ضغط عال، كما تم اختيار عدد من أبناء المحافظة للدراسة في المعهد السعودي التقني للتعدين.

أثر إيجابي.. علمي ومهني

تاريخياً امتهن أهالي العمق والقرى القريبة من منجم جبل صائد الرعي والزراعة والتجارة، ومع تنامي العمل في المنجم، تغيرت بعض أنماط العمل في هذه المنطقة، خاصة بعد إن التحق عدد من أبنائها بالعمل في المشروع. وأثناء زيارتنا لموقع المنجم تحدث لنا عدد من المهنيين الشباب عن الأثر الإيجابي الذي خلفّه المنجم في مسيرتهم العلمية والمهنية. من بين هؤلاء الشاب نشمي بن صالح العبدلي، وهو من أهالي منطقة العمق والتحق بالمنجم عام 2012 ، فبعد حصوله على الشهادة الجامعية تخصص لغة إنجليزية من جامعة طيبة عرف أن المشروع يُعنى بمجالٍ طالما قرأ وسمع عنه وهو التعدين. يقول نشمي: «كانت النسب العالية من التوظيف تتم خارج المنطقة وبعيداً عن أهالينا، لكن وجود مشروع المنجم أسهم في تبديد هذا الهاجس، حيث أصبح مقر العمل الذي تكسب منه رزقك بالقرب من مكان ولادتك ونشأتك، وهذه نعمة عظيمة نحمد الله عليها ونشكر قيادتنا الرشيدة على توفيرها».

ويصف نشمي السنوات الثماني التي عمل خلالها كضابط سلامة في مشروع جبل صايد بأنها كانت ممتازة أكسبته ثقافة وخبرة في مجال السلامة والحماية من الحريق وإدارة المخاطر في المنجم، والتي تأصلت، كما يقول، في ثقافته وممارساته، وانعكست بالتالي على حياته اليومية والأسرية، لا سيما وأنه هو المشرف على إتباع إجراءات الوقاية والسلامة وكل ما يختص بالتعامل مع الحالات الطارئة كالإنقاذ والإسعاف والاستجابة الفورية للحدث، وتهيئة ومراقبة اشتراطات السلامة التي تعتمدها الجهات المعنية.

الموازنة بين العمل والالتزامات الاجتماعية

أثر علمي ومهني للمشروع على أبناء المنطقة ونسبة العاملين السعوديين فيه بلغت 76 في المائة

المجتمع المحيط بالمنجم مجتمع ثري بعاداته وتقاليده، ومن بين هذه العادات الالتزامات الاجتماعية، ويحدثنا، في هذا الصدد، المهندس الميكانيكي الشاب تركي الشاطري، خريج جامعة حائل، الذي يعمل على إصلاح وصيانة المعدات بالمشروع بكافة أنواعها قائلاً: «كنا نواجه إحراجات عدة بسبب طبيعة أوقات العمل التي تنقسم إلى نوعين – وللموظف حرية اختيار إحداها – فإما عمل ست ساعات لستة أيام متتالية وتتمتع بإجازة نهاية الأسبوع، أو أن تعمل اثنتي عشرة ساعة ولمدة أسبوعين متتاليين يعقُبها إجازة لأسبوع كامل، فتتقاطع هذه الأوقات أحيانا مع مناسبات اجتماعية يلزمنا اجتماعياً حضورها، لكن العمل يستوجب الانضباط الذي يتطور داخلك شيئاً فشيئاً، ومع الوقت أصبحت الأمور تسير بشكل مرن وأصبح المجتمع يُقدر ظروف عملنا ويلتمس لنا العذر».

زيادة التعامل التجاري

يمتد مشروع جبل صايد على مساحة ستة عشر ألف كيلو متر مربع، ويحيط به من قرب ومن بعد عدة قرى وهجر منها: «العمق» بمسافة 10 كيلو مترات باتجاه الشمال، و»مهد الذهب» بمسافة 45 كيلو مترا باتجاه الجنوب، والحناكية التي تقع على مسافة 110 كيلو مترات. وهناك، أيضاً، مناطق أخرى إلى جنوب المشروع كالسويرقية والصعبية والضميرية. وقد أدى تقارب وتعدد هذه المناطق والقرى، مع وجود مشروع منجم جبل صايد وغيره من المناجم، إلى تنشيط التبادل التجاري وحركة البيع والشراء، وزيادة حركة العمل، وكذلك عودة بعض الأهالي إلى المنطقة للعمل بالوظائف المتاحة في المشروع.

ومن جهته يقول رجل سبعيني من أهل منطقة العمق هو الشيخ صالح بن عسيكر الشاطري: «إن أهالي المناطق المحيطة بمنجم جبل صايد يتعاملون، أيضاً، مع سوق المهد. وقد أسهم وجود المنجم في تحقيق منفعة أخرى للسوق تبلورت في زيادة حركة النشاط التجاري فيه».

ويشير الشاطري إلى أن سوق المهد عُرف بنشاطه منذ عهد الملك عبدالعزيز، طيب الله ثراه، وتزايد هذا النشاط شيئاً فشيئاً إلى المرحلة الحالية التي تشهد بشكل عام تغيراً نوعياً في الحركة التجارية هناك.

المسؤولية المجتمعية لمشروع المنجم

يولي مشروع منجم صايد اهتماماً كبيراً ببرامج المسؤولية المجتمعية التي ينفذها بالمنطقة. وللحديث عن مشروع المنجم التقينا مدير العلاقات العامة؛ صخر بن منور السحيمي، الذي اكتسب خبرة في هذا المجال أثناء عمله في مشروع المنجم منذ عام 2012. وقد أكد على ارتباط مشاريع التعدين ارتباطاً وثيقاً بالمسؤولية المجتمعية وتطبيق برامجها في كل مكان توجد فيه هذه المشاريع. وأشار إلى أن الاهتمام بالمسؤولية المجتمعية، والحفاظ على البيئة، موجود في كل شبر من المنطقة ضمن حدود المشروع وخارج نطاقه في الأماكن القريبة منه. وقال إن من برامج المسؤولية لمجتمعية التي ينفذها المشروع تشجيع وتهيئة وتنظيم كل ما يعود على أبناء المناطق القريبة والبعيدة بالفائدة. ويشمل ذلك النواحي الاقتصادية والتجارية مثل تحديد قائمة بالخدمات والسلع المتوافرة بأسواق محافظة المهد وشرائها من هذه الأسواق، والتعاقد، لحاجات المشروع، مع مقاولين محليين في مختلف الأعمال متى كان ذلك ممكناً. وفي المجال التعليمي وبالتعاون المعهد الصناعي الثانوي بالمحافظة يتم تدريب طلاب المعهد في مجال تخصصهم في المشروع. كما أن هناك دعماً مادياً للفعاليات التي تنظم في المنطقة، وكذلك تجهيز فصول للبنين والبنات في بعض مدارسها.

اهتمام بالغ بالبيئة

يولي المنجم اهتماماً بالغاً بالبيئة داخل وخارج نطاقه. وعن هذا الجانب تحدث إلينا مدير قسم البيئة المهندس أحمد رمضان متناولاً في البداية جهود القسم من إشراف ومتابعة ورصد للآثار البيئية على الموقع؛ عبر نظام متكامل يُعنى بجودة الهواء والمياه السطحية وخصائص جودة التربة. ويضيف رمضان، في هذا الصدور، قائلاً: «أنشأنا أربعا وعشرين بئراً نراقب ونرصد بشكل دوري جودة مياهها الجوفية ونقيس مدى تأثرها بعمليات التشغيل، إضافة إلى قياس جودة الهواء وكمية انبعاثات الغازات والأتربة العالقة، مع متابعة خصائص جودة المياه فيزيائياً وكيميائياً، علاوةً على متابعة جودة مياه الآبار خارج حدود المنجم ومدى تأثيره عليها، واتخاذ التدابير والاحتياطات اللازمة في هذا المجال».

ولا تتوقف مهام قسم البيئة على ما سبق، بل تخطته إلى وضع خطة مراقبة وتفتيش بيئي، بشكل دوري منتظم، ضمن النطاق الداخلي للمنجم يتغير بحسب أهمية المنطقة وقياس مدى التزام الجهات الداخلية والتشغيلية والمتعاقدين بالأنظمة والتشريعات البيئية، مع رفع تقرير ربع سنوي للجهات المختصة بالبيئة يشمل تقييم الحالة البيئية وجودتها، ومدى التزام المنجم بالمقاييس البيئية.

وأثناء التجول داخل المنجم شاهدنا شاحنات نقل محملةً بأكوام تشبه الأتربة والأحجار بعد عمليات استخلاص معدن النحاس منها، هي عبارة عن مخلفات كما يقول المهندس أحمد رمضان، الذي أوضح بأن هناك برنامجاً معتمداً من الإدارة العليا للمنجم للتعامل مع المخلفات حسب نوعها وخصائصها. أما ما يخص المخلفات القابلة للتدوير فقد تم تحديد المكان حيث يتم تجميعها ونقلها عبر مرادم هندسية إلى منطقة مخصصة حُددت مسبقاً موزعة بحسب نوع مواد المخلفات، على ألا تتجاوز مدة جمع هذه المخلفات والتخلص منها تسعين يوماً، مع الأخذ في الاعتبار وضع خطوات تهدف إلى تعزيز مفهوم البيئة المستدامة من خلال إعادة تدوير بعض المخلفات التعدينية وإعادة استغلالها. على سبيل المثال في عام 2016 تم ابتكار تقنية تدعيم باطن المنجم عبر إعادة استخدام المخلفات التعدينية بإضافة الأسمنت وبعض المواد الكيميائية وضخها مرة أخرى داخل أنفاق المنجم بهدف ملء الفجوات بعد تعدين الخام منها.

وحول المراجعة الدورية لتأهيل منطقة المشروع أفاد رمضان بأن هناك خطة يتم تحديثها بشكل سنوي متعلقة بإزالة جميع المرافق والمنشآت التشغيلية في حالة الإغلاق، سواءً عند انتهاء العمر الافتراضي للمنجم أو الإغلاق المفاجئ. وتعتمد هذه الخطة على إعادة تأهيل المنطقة التي تقوم عليها المنشأة وإرجاعها لسابق عهدها.

المياه المعالجة للمنجم

يجلب منجم جبل صايد المياه التي يحتاجها للإنتاج من محطة معالجة مياه الصرف الصحي في المدينة المنورة عبر ناقلات مخصصة تتبع أحد المتعهدين المحليين. ويجري حالياً البحث للاستفادة من المياه المعالجة في محطة معالجة مياه الصرف الصحي بمدينة المهد. وسبق للمشروع ممثلا بقسم البيئة إبرام اتفاقية مع جامعة الملك عبد العزيز بجدة عام 2015 للقيام بدراسة متخصصة تهتم بالمياه السطحية ومجاري الأودية والقيعان وتوقعات كمية هطول الأمطار خلال المائة سنة المقبلة.

وفي عام 2019 نُفذت دراسة متخصصة بمعرفة مكامن وخصائص المياه الجوفية ومدى تأثرها بعمليات التشغيل والإنتاج، ومعرفة خصائص التربة ومدى تأثيرها في جودة المياه الجوفية وذوبانها في المياه وتغيير خصائصها الكيميائية والفيزيائية، ليتوج قسم البيئة في شهر نوفمبر من عام 2020 بشهادة الأيزو 14001 للإدارة البيئية.

ومن جهة أخرى شجعت العناية بالبيئة والمحافظة عليها سكان المناطق القريبة من المشروع على التنزه في بيئة نظيفة ومناسبة، مع مراقبة منع الصيد في كامل مناطق المشروع وخارجه مما أسهم في وجود حياة برية ثرية وجميلة.

الأمن والسلامة أولاً

تبدأ إجراءات السلامة في مشروع منجم جبل صايد من مقر السكن، حيث يتعين على القاطنين اعتماد وضعية الوقوف الموحدة والمعتمدة لمركبات الشركة الخفيفة، وعدم السماح نهائياً باتخاذ وضعيات وقوف أخرى يمكن أن تتسبب بحوادث أو تعيق عمليات الحركة والإخلاء وخطط الطوارئ.

ويشرح مشرف الإنقاذ والإطفاء أحمد السحيمي، هذه الطريقة، بأنها طريقة وقوف متأهبةً للانطلاق دون عائق في حالة الطوارئ لا سمح الله. كما توجد، في حالة الطوارئ، مناطق تجمع ثابتة داخل مقر السكن والمصنع وبالقرب من المنجم. وتشمل إجراءات السلامة في المنجم ضرورة أن تكون الملابس ذات أكمام طويلة مع سُترة عاكسة، وارتداء الخوذة مع حذاء السلامة المخصص لطبيعة العمل في المنجم. كما أنه من غير المسموح السهو أو نسيان لبس نظارة الحماية.

وبالنسبة لزوار المشروع فإن الزائر يعطى بطاقة تسبق وقت حضوره إلى مقر المنجم بفترة مناسبة. وتتضمن هذه البطاقة التعهد باتباع إجراءات الأمن والسلامة والتقيّد التام بها. كما تتضمن تعليمات شاملة لإجراءات الأمن والسلامة ما قبل الخطر وما بعد وقوعه، وتوضح، هذه البطاقة، أيضاً، كيفية تطبيق كل إجراء من قبل العاملين بالمنجم أو الزوار. والجدير بالذكر أن قسم السلامة حصل على شهادة الأيزو 2018:45001

وختاماً...

فإن منجم جبل صايد مكان مشع بالأمل ومليء بالدهشة. تلك الدهشة التي تولد أسئلة أجوبتها حاضرة في هذا المكان التعديني الصناعي الطموح الذي يفتح آفاقاً واسعة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية في المنطقة؛ كما هي حال باقي مشاريع التعدين في مناطق المملكة الأخرى. هو مشروع ضمن حزمة مشاريع تعدينية كبرى تحقق رؤية المملكة 2030 التي انبثقت منها الإستراتيجية الشاملة للتعدين والصناعات التعدينية. تلك الإستراتيجية التي نفذت العديد من مبادراتها في فترة زمنية وجيزة لا تتجاوز ثلاث سنوات. ومع إطلاق العديد من مبادرات هذه الإستراتيجية فإن مشاريع التعدين، المؤثرة في الفعل الاقتصادي والاجتماعي، قادمة لتسهم في تنمية المناطق التي ستوجد بها هذه المشاريع وتطوير حياة سكانها.