أصدر مسؤولو عمالات مدينة الدار البيضاء والدوائر الأمنية أوامر من أجل منع أنشطة خياطة النقاب والبرقع الأفغاني لفائدة النساء المنقبات، من لدن أصحاب محلات الخياطة بمجموع أحياء المدينة، في أفق المنع الرسمي لارتداء هذا الزي.
ولم يتأخر جواب الناشط السلفي عمر الحدوشي على هذا التحرك الذي تقوده وزارة الداخلية، إذ وصف من يقفون وراء هذه الخطوة بـ”السفهاء”، وفق تعبيره.
وقال الحدوشي، في بلاغ له بصفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك: “بلغنا أن السلطات، من أعوان المخزن والقواد، يمرون على المحلات التي تبيع لباس النساء؛ فيلقون إليهم أمراً بعدم بيع النقاب، وهذا عم في كل مدن المغرب، وهذا الأمر سيكون له ما بعده، ولعله سيكون بطن الأرض لنا خير من ظهرها، أين الحرية التي يتبجحون بها؟ اللهم لا تعاقبنا بما فعل السفهاء منا”.
وقال الناشط السلفي في صفحته: “حليمة تعود إلى عادتها القديمة: سيبدؤون بمحاربة النقابة، والدفاع عن التبان، ثم محاربة اللحية، ثم محاربة الصلاة، ثم ثم ثم ثم إلى أن..”، مضيفا: “تونس دولة علمانية، ولم تمنع النقاب بالطريقة بلغتنا للأسف نكون أو لا نكون، أين سنهاجر ونفر بديننا”.
وجاب مسؤولو الدوائر الترابية، معززين برجال الأمن وممثلي العمالات، صباح اليوم الاثنين، مجموعة من أسواق منطقة أنفا ودرب السلطان والبرنوصي وربطوا اتصالات مباشرة مع الحرفيين، الذين تم إخبارهم بالقرار الجديد لوزارة الداخلية الرامي إلى منعهم من نشاط خياطة اللباس الأفغاني وإلا تعرضوا لعقوبات يمكن أن تصل إلى غلق محلاتهم.
وقال مجموعة من الحرفيين إنهم وقّعوا تعهدا مكتوبا سلّموه إلى قياد الدوائر الترابية، يلتزمون من خلاله بتطبيق أوامر وزارة الداخلية، معتبرين أن الأمر لم يكن مفاجئا لهم بعدما علموا من زملاء لهم في مدن أخرى أنهم توصلوا بالتعليمات نفسها.
وأضاف الحرفيون الذين تحدثت إليهم هسبريس: “لقد تلقينا تعليمات للتخلص من هذا النوع من اللباس في أقل من 24 ساعة، وعدم تسويقه لأي جهة كانت، وهو ما سنقوم به حالا”.
وأكد مسؤول أمني في الدار البيضاء أن تعليمات وزارة الداخلية لا تهم العاصمة الاقتصادية فقط، بل إنها قرار يهم جميع التراب المغربي، مشيرا إلى أن هذه الخطوة تدخل في إطار محاربة كل أشكال التشدد.
وأوضح المسؤول أن تعليمات وزارة الداخلية لا تشمل الحجاب المغربي، الذي يعتمد على وضع النساء لحجاب يظهر ملامح الوجه بالكامل ويكتفي بتغطية الشعر والعنق على الطريقة الإسلامية المعتدلة.