بملامحها الجريئة وحاجبيها المرفوعين اللذين رافقاها في جميع أعمالها الفنية وبدورها الشهير في مسرحية "ريا وسكينة" استطاعت الفنانة الراحلة "سميحة توفيق" أن تطبع بصمتها الفريدة على شاشات السينما في العصر الذهبي، حتى رحلت عن عالمنا في الثالث عشر من مايو من العام 2010م.
كما استطاعت فتاة السينما الشقية "سميحة" أن تستقطب وتجذب الأنظار إليها وبينما هي في أزهى عصور أنوثتها وجدت نفسها وقد طُلِب منها أن تنضم إلى "حرملك" الملك فاروق ولكنها لم تستجب وطلبت العون من معلمتها الفنانة الراحلة "تحية كاريوكا" التي سددت لها بعضًا من النصائح الذكية، والتي عرفت بها كيف تخرج من هذا المأزق.
موضوعات ذات صلة
وصرحت الفنانة الراحلة "سميحة توفيق" فى أخر حوار لها أنه فى إحدى الليالى التى ذهبت فيها مع الفنانة "تحية كاريوكا" لزيارة الملك فاروق لاحظت "تحية" أن عينا الملك فاروق تتفحصان جسم "سميحة" وبدأ يطيل النظر في وجهها وملامحها فوجهت لها تحية كلامها في الخفاء: لا بد أن تعودي لمنزلك يا سميحة.. وبالفعل خرجت الفنانة "سميحة توفيق" من مبنى الأوبرج عملًا بنصيحة صديقتها ومعلمتها "تحية كاريوكا" واستطاعت أن تنجو من أن تكون من حريم "الملك فاروق" وقتها. وأرجعت الفضل في ذلك أكثر من مرة إلى صديقتها وبوصلتها تحية كاريوكا.
ومع قيام ثورة يوليو رغبت سميحة في شريك للحياة، حتى تزوجت لفترة قصيرة من أحد الضباط، وأصدر في وجهها أو أوامره بأن طالبها بالابتعاد عن التمثيل فأطاعت أوامره في بداية زواجهما، لكنها بعد الانفصال عنه رجعت لثكنات الفن من جديد، حتى تزوجت من بعده الموسيقار المعروف "عطية شرارة".
وعلى الرغم من بداية "سميحة توفيق" بإرادة والدها أن يراها فتاة محتشمة ومحجبة في منأى عن حياة الفن هذه التي غرقت فيها ابنة عمتها الراقصة والممثلة الراحلة "نعيمة عاكف" لكن التمرد أصابها حنى أطلقت قدميها لأصولها الفنية لتدخل مجالالسينما رغم قرارات أبيها. وسرعان ما شقت "سميحة" طريقها بين النجوم الكبار لكن تأتى الرياح بما لا تشتهي السفن؛ لأن الأمراض داهمتها بسرعة وأعاقت مسيرتها التي لم يكتب لها الاستمرار.
عرض الصورة على التطبيق يوفر إلى 80% من استخدام الإنترنت
ومن الأمراض التي باغتت جسد الفنانة "سميحة" هو مرض تليف الكبد، ولم تجد الفنانة الجميلة من يقف بجوارها سوى معلمتها وداعمتها الفنانة "تحية كاريوكا" التي حملت على أكتافها مهام وتكاليف العلاج كافة، كما هاجمتها هشاشة العظام، لذلك عندما كانت تؤدي مشهدًا ترتدي فيه فستانًا مكشوفًا، كانت تظل تعاني بعدها لأسبوعين من آلام وأوجاع في عظامها.
وفي سنوات الفنانة سميحة توفيق الأخيرة لم تجد من يتحمل نفقات علاجها سوى صديقتها الفنانة الراحلة "شادية" التي ظلت ترسل لها مبلغًا من المال كل شهر حتى أعلن عن وفاتها في الحادي عشر من أغسطس لعام 2010م عن عمر عمر يقارب 82 عامًا وهبت قليلًا منه إلى الفن والسينما.