مصطفى عبد العظيم (دبي)
تتميز معارض إكسبو الدولية بكونها منصات لاستعراض و المشروعات والابتكارات الملهمة التي تفضي إلى تحسينات حقيقية في حياة الأفراد في أنحاء العالم، لهذا تحظى نسخة برنامج إكسبو 2020 دبي لأفضل الممارسات العالمية، بتأييد واسع من المكتب الدولي للمعارض، كونها تأتي في الوقت المناسب لتجاوز تبعات كوفيد-19، وتجمع سلسلة من الحلول المبتكرة والشاملة والتحويلية التي تواجه ما تفرضه الجائحة من تحديات جديدة، بما يمكن مواجهة هذه التحديات والتغلب عليها معا.ومنذ سبتمبر 2020، استقطبت دعوة إكسبو لتقديم مقترحات لمشاريع ابتكارية ترتبط بالجائحة العالمية مشاركات من 318 مشروعاً في 78 دولة، غطت مجالات تركيز خمسة، وهي الرقمنة والتعليم وتنمية المهارات والصحة والعافية والمياه والصرف الصحي والنظافة وحماية سبل العيش.واختار إكسبو 2020 دبي مؤخر خمسة مشروعات جديدة للانضمام إلى برنامجه لأفضل الممارسات العالمية، في أعقاب دعوة أطلقها البرنامج لتقديم حلول قصيرة الأجل وأخرى طويلة الأمد للتحديات الناجمة عن تأثير جائحة كوفيد-19، مما رفع عدد حلول أفضل الممارسات إلى 50 حلا، كلها عبارة عن ابتكارات بسيطة وفعالة تنفَّذ محليا لتعالج مجموعة من التحديات العالمية الكبرى، بما فيها تلك الواردة في أجندة التنمية المستدامة، الأجندة التي تضم 17 هدفاً عالمياً مصمماً لتحقيق السلام والازدهار للناس وكوكب الأرض.
الابتكارات الجديدةوشملت المشروعات الجديدة جهازاً قابلاً للارتداء يُصدر إنذاراً للمحافظة على مسافة التباعد الاجتماعي، وبرنامجاً أردنياً يعين المجتمعات الضعيفة على بناء شركات عبر الإنترنت أثناء الإغلاق المفروض بسبب الجائحة، واختراع منخفض التقنية لغسل اليدين بصورة آمنة في المناطق الريفية في غانا، إلى جانب برنامجاً بتقديم الرعاية الصحية الأساسية باستخدام تطبيقات ذكية غير متصلة بالإنترنت في المجتمعات النائية ومقاطع فيديو تفاعلية للمساعدة في إبقاء الأطفال نشيطين وسعداء في منازلهم.
منزلي ملعبيأمام المشروع الثاني فهو مشروع«مي كاسا، مي كانتشا» لشركة فوتبولماس التشيلية، حيث تسعى سلسلة مقاطع الفيديو المعنونة»مي كاسا، مي كانتشا«(منزلي ملعبي) إلى تحفيز التعلّم والنشاط البدني بين الأطفال والمراهقين، الذين تتراوح أعمارهم بين 6 أعوام و14 عاما، وباتت المساحة المتوفرة لنشاطاتهم أصغر. وتولّد السلسلة نشاطات روتينية، حيث ترفع مستوى الوعي في ضوء تحسين الصحة العقلية والبدنية في المنزل دون الحاجة إلى معدات رياضية.
المسافة الآمنةويأتي في مقدمة المشروعات الخمسة المضافة حديثا إلى برنامج إكسبو 2020 لأفضل الممارسات العالمية، مشروع «المسافة الآمنة»سيف ديستانس«، الذي طورته شركة»لوبوس«البلجيكية، خلال جائحة كوفيد-19، باستخدام الإنذارات الصوتية والضوئية والاهتزازية للتحذير في حال تجاوز مسافة التباعد الاجتماعي، وهو عبارة عن جهاز صغير وخفيف ومحمول يقيس المسافة إلى أجهزة«سيف ديستانس» الأخرى بصورة لحظية لضمان تباعد الأشخاص بصورة كافية. وتعمل هذه التقنية القابلة للارتداء، مرتديها، بمجرد تجاوز مسافة التباعد الاجتماعي، بواسطة إنذارات صوتية وضوئية واهتزازية. وهي تستطيع أيضاً المساعدة في التتبّع والتعقّب لمرضى كوفيد-19.
ريتش 52أما المشروع الثالث فهو مشروع» ريتش52«لمؤسسة ريتش52، السنغافورية، الذي برز كاستجابة سرعية للمؤسسة لجائحة كورونا ويعني بتدريب العاملين في الصفوف الأمامية للصحة المجتمعية عن طريق منصة للتعلم الإلكتروني عبر الهاتف المحمول، فضلا عن تقديم الرعاية الصحية لسكان الأرياف باستخدام تطبيقات ذكية لا تتطلب الاتصال بالإنترنت ومنصات منخفضة التقنية، وهو ما ساهم في معالجة مشكلة إعطاء معلومات خاطئة، وتمكين أفراد المجتمعات من التحقق من أعراضهم بدقة. يستفيد من خدمات ريتش52 أكثر من ألف مجتمع ريفي في كل من الهند والفلبين وكمبوديا.
ستات بيوتأمام المشروع الرابع وهو مشروع ستات بيوت» و«ميكسي»، لشركة ستات بيوت، الأردنية، فقد برز كذلك كاستجابة لجائحة كورونا، من خلال العمل بشكل مباشر مع المجتمعات الضعيفة في الأردن، لا سيما النساء العاملات من منازلهن في ظل إجراءات الإغلاق.وأثناء الوباء، طوّر المشروع برنامج تدريب مهني لتدريب النساء على انتاج الملابس والسلع المصنوعة يدوياً، بما يساعدهن على دخول سوق العمل وتنمية أعمالهن عبر الإنترنت، وتوفير دخل إضافي لأسرهن.
ومن خلال هذا المشروع تكتسب المستخدِمات مهارات تمكّنهن من تسريع عملهن عبر الإنترنت من المنزل، وتمنحهن فرصة العمل لدى مصانع الملابس المحلية، وتجعلهن «صانعات» معتمدات في تطبيق «ميكسي»، وهو منصة التجارة الإلكترونية الشقيقة لستات بيوت.وحتى الآن، تضم «ميكسي» شبكة معتمدة فيها ما يزيد على 500 من «الصانعات» اللاتي يجهّزن مختلف الطلبات من منازلهن - بما يساعدهن على دخول سوق العمل وتنمية أعمالهن عبر الإنترنت وتوفير دخل إضافي لأسرهن.
ماجي باكيتأما المشروع الخامس فهو مشروع «ماجي باكيت» لمؤسسة بروجكت ماجي، التي تتخذ من دولة الإمارات العربية المتحدة مقراً لها، وهو اختراع آمن، منخفض التقنية والتكلفة، أنتجه أصحاب الهمم في غانا، لدعم ممارسات غسل اليدين الآمنة في المجتمعات الريفية في غانا.ودرّبت المؤسسة حتى الآن الآلاف من أصحاب الهمم على ممارسات تنظيف اليدين الصحيحة، ووزعت ألواح الصابون على مختلف مجتمعات ماجي في غانا. وإلى جانب حملة تنظيف اليدين هذه، ابتكرت المؤسسة «ماجي باكيت»، وهو مرفق شامل منخفض التكلفة، يسهل استنساخه، ويهدف لضمان ممارسات غسل اليدين الآمنة في المناطق الريفية بغانا.
أفضل الممارساتانطلق برنامج أفضل الممارسات العالمية في عام 2018 تحت شعار «خطوات صغيرة، قفزات كبيرة: حلول بسيطة لأثر مستدام»، وهو التزام بتكليف من المكتب الدولي للمعارض عام 2010 بأن تعمل جميع معارض إكسبو الدولية على إبراز حلول ملموسة يمكن محاكاتها وتكييفها وتوسيع نطاقها لإحداث أثر عالمي أكبر، بما يسلط الضوء على دور إكسبو الدولي بوصفه منصة مؤثرة لإلهام التغيير ودفع مسيرة التقدم البشري.وتُجسد توسعة برنامج أفضل الممارسات العالمية هدف إكسبو المتمثل في جمع العالم معا - بما يتماشى مع شعار «تواصل العقول وصنع المستقبل» – لدفع عجلة التغيير الإيجابي ودعم المشروعات القادمة من مختلف أنحاء العالم والتي تحتاجها المجتمعات الآن.