حلّق معرض دبي للطيران 2019 خلال أول يومين من انطلاقه بصفقات قياسية معلنة تجاوزت 131.1 مليار درهم، أبرزها توقيع «طيران الإمارات» طلبية مؤكدة لشراء 50 طائرة A350-900 XWB بقيمة 16 مليار دولار (58.7 مليار درهم).
وكانت هناك اتفاقية أخرى مؤكدة وقعتها شركة «العربية للطيران» تستهدف شراء 120 طائرة من شركة «إيرباص»، بقيمة 14 مليار دولار (51.5 مليار درهم)، وطلبية ثالثة وقعتها شركة «صن إكسبرس» التركية لشراء 10 طائرات بوينغ ماكس 8 بقيمة 1.2 مليار دولار (4.4 مليارات درهم).
واشتملت الصفقات خلال اليومين الأولين للمعرض على صفقات عسكرية متنوعة بقيمة 7.62 مليارات درهم، تشمل شراء رادارات وعقود مساندة فنية وتركيب معدات وتوفير قطع غيار لطائرات استطلاع وتقديم خدمات الإسناد وشراء مظلات تدريب وخدمات صيانة.
أيضا من بين الصفقات التي أعلن عنها توقيع «إمبراير» وشركة «سياف» المصرية لتأجير الطائرات والمعدات صفقة لشراء ثلاث طائرات من طراز E190 بقيمة 161.4 مليون دولار (592.3 مليون درهم)، وتوقيع شركة Air Peace النيجيرية عقداً لشراء 3 طائرات إمبراير E195-E2 بقيمة 212.6 مليون دولار (780.2 مليون درهم)، وإعلان شركة «بوينغ» عن بيع طائرتين من طراز 787 دريملانر لخطوط بيمان بنغلاديش الجوية بقيمة 585 مليون دولار (2.14 مليار درهم).
كما وقعت «سند لتقنيات الطيران» اتفاقية جديدة مع جنرال إلكتريك بقيمة 500 مليون درهم بدايةً من 2020، وذلك لتوفير خدمات صيانة لمحركات محركات «ليب».
ووقّع مجلس التوازن الاقتصادي «توازن» اتفاقاً مع «شركة روسيا للهليكوبتر»، لضخ استثمارات مشتركة تصل قيمتها إلى 400 مليون دولار (1.47 مليار درهم)، بهدف تزويدها بحلول بحثية وتقنية تنافسية.
وأعلنت شركة جلوبال أيرواسبيس لوجيستكس «جال» المزود الإقليمي للحلول المتكاملة لدعم الطائرات للعملاء العسكريين والمدنيين، ومقرها أبوظبي، عن فوزها بعقد لتقديم دعم شامل لصيانة أسطول قيادة الطيران المشترك الإماراتية بقيمة 3.5 مليارات درهم.
طلبية إيرباص
أعلنت «طيران الإمارات» عن طلبية مؤكدة لشراء 50 طائرة A350-900 XWB بقيمة 16 مليار دولار (58.7 مليار درهم)، وذلك في اليوم الثاني لمعرض دبي للطيران 2019. ومن المتوقع أن تبدأ الناقلة الوطنية تسلم هذه الطائرات، التي ستعمل بمحركات رولز رويس XWB، اعتباراً من مايو 2023.
ويشارف محرك XWB من رولز رويس على إتمام خمسة أعوام في الخدمة، وهو يُعد أكثر محركات الطيران الكبيرة كفاءة في العالم، وقد سجل إلى الآن أكثر من 5 ملايين ساعة طيران في الخدمة مع 29 شركة عبر 130 وجهة مختلفة حول العالم، وقد حقق موثوقية فعلية بنسبة 99.9%.
ووقع سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، الرئيس الأعلى الرئيس التنفيذي لطيران الإمارات والمجموعة، على الصفقة مع غيليوم فاوري الرئيس التنفيذي لإيرباص. وتحل اتفاقية الشراء هذه محل اتفاقية نوايا وقعت في فبراير الماضي، حيث أعلنت «طيران الإمارات» حينها عن عزمها شراء 30 طائرة A350 و40 طائرة A330.
مراجعة شاملة
وقال سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم: يسرنا أن نوقع طلبية مؤكدة لشراء 50 طائرة من طراز A350 XWB.. لقد اتخذنا هذا القرار بعد إجراء مراجعة شاملة لمختلف خيارات الطائرات وخطط أسطولنا، ذلك أن استراتيجية طيران الإمارات على المدى الطويل تقوم على الاستثمار في الطائرات الحديثة والكفؤة، ونحن على ثقة تامة من أداء طائرة A350 XWB، التي ستمنحنا إلى جانب طائراتنا A380 و777، مرونة تشغيلية إضافية من حيث السعة والمدى وتنوع مقصورات الركاب، ما يعزز نموذج عملنا لتوفير خدمات نقل جوي تتسم بالكفاءة والراحة من وإلى مركزنا في دبي وعبره.
وأضاف سموه: تعكس هذه الصفقة ثقتنا بمستقبل قطاع الطيران في دولة الإمارات، كما تؤكد بقوة على استراتيجية دبي لتكون مركزاً عالمياً يربط بين المدن والمجتمعات والاقتصادات عبر قطاع طيران حديث عالمي المستوى.
محادثات
وأكد سموه أن المحادثات مع بوينغ بخصوص التأخر في الجدول الزمني لتسليم أول طائرة «777 إكس» لطيران الإمارات كانت إيجابية وشملت خطط شركة بوينغ لإعادة الطائرة 737 ماكس إلى الخدمة، والتي تشكل جزءاً من أسطول «فلاي دبي»، مشيراً إلى أن الاجتماع كان جيداً وسيتابع فريق العمل باقي التفاصيل للتوصل إلى نتائج ونأمل أن نعلن عن ذلك خلال معرض دبي للطيران.
وقال سموه في تصريحات صحفية خلال معرض دبي للطيران، إن التعويض جزء من حقوق الشركات عندما يكون هناك تعطل في الأعمال ويحق للجهة التي تضررت طلب ذلك التعويض، لكننا في «فلاي دبي» أو «طيران الإمارات» لا نبني سياستنا على أمور غير متوقعة، بل على عمليات الشغيل وتوليد الأرباح.
وقال سموه رداً على سؤال عما إذا كان بوسع فلاي دبي شراء طائرات إيرباص لتكون بديلاً لطائرات بوينغ: أتمنى لو كان سهلاً استبدال واحدة بالأخرى. دائماً ما تكون لدينا تلك الخيارات.
تعديل طلبية
وفي رده على سؤال حول سعي الناقلة لتعديل طلبية الـ 150 طائرة من طراز 777 إكس بعد تأخر جدول التسليم، أكد سموه أن جميع الخيارات مطروحة على الطاولة. وقال: نحاول تحديد الفترة الزمنية بالنسبة لعمليات تسليم الطائرة 777 إكس التي ستكون ضمن خيارات إحالة بعض طائرات 777 للتقاعد في أسطول الناقلة خلال الفترة المقبلة، مشيراً إلى أن الطاقة الاستيعابية لعمليات الناقلة لن تتقلص جراء بعض التأخيرات في تسليم طرز معينة من الطائرات.
وعن إعادة الطائرة 737 ماكس إلى الخدمة، قال سموه إن ذلك يتطلب مجموعة من الإجراءات حتى في حال الحصول على موافقة وكالة الطيران الفيدرالية الأمريكية، مشيراً الى أن الأمر يرتبط بموافقات هيئات دولية أخرى مثل الوكالة الأوروبية لسلامة الطيران، وأيضاً جهات محلية مثل الهيئة العامة للطيران المدني في الإمارات. وتساءل سموه فيما إذا كانت مختلف الجهات سترخص لعودة الطائرة للخدمة في نفس الوقت.
وأضاف: بالنسبة لفلاي دبي التي تشغل رحلاتها إلى أسواق المنطقة والأسواق الأوروبية، وبالتالي النظر في الموافقات الخاصة بهيئات هذه الأسواق بخصوص الطائرة أمر يجب النظر فيه، مشيراً إلى أن عودة الطائرة التي توقفت عن العمل منذ شهر مارس الماضي بحاجة إلى ترتيبات، والأمر لا يتعلق بتحديد التاريخ فقط.
ارتفاع المسافرين
وقال سموه إنه على الرغم من تراجع محدود في أعداد المسافرين مع طيران الإمارات خلال النصف الأول من السنة المالية الجارية، إلا أن نسبة المسافرين من الذين زاروا دبي ارتفع بنحو 7%، لافتاً إلى أن الناقلة تواصل تركيزها على تشجيع المسافرين لزيارة دبي باعتبارها وجهة سياحية بارزة على خارطة السياحة الدولية. وقال إن معدل الحجوزات على رحلات الناقلة للشهرين المقبلين أفضل مما كان متوقعاً.
وعن التراجع في أعداد المسافرين خلال النصف الأول.. قال سموه إن التراجع المحدود في أعداد الزوار يعود إلى إغلاق المدرج الجنوبي لمطار دبي لمدة 45 يوماً بغرض الترقية ورفع طاقته الاستيعابية، الأمر الذي تطلب إلغاء العديد من الرحلات الجوية جراء ذلك، بالإضافة إلى تقلص بعض العمليات المشتركة مع شركة فلاي دبي بسبب حظر أسطول طائرات 737 ماكس منذ شهر مارس الماضي.
وقال سموه إن الناقلة لم تصرف النظر عن الطائرة إيرباص إيه 330 والمناقشات ستكون مستمرة، مضيفاً أن الشركة لا تزال تجري مباحثات بخصوص الطائرة 787 دريملاينز من شركة بوينغ، لافتاً إلى أن طيران الإمارات تنوع أسطولها وفقاً لحاجتها وشبكة خطوطها الجوية.
توسع مطارات دبي
وأكد سموه أن التوسع في مطارات دبي والعمل على رفع الطاقة الاستيعابية إلى نحو 120 مليون مسافر لن يؤثر ذلك على حركة التوسع في مطار آل مكتوم، لأن الذي يحدث في كل مطار والعمليات التوسعية في كل مطار ليس لها علاقة بالمطار الآخر.
وفي رده على سؤال حول الشراكة مع فلاي دبي وهل نهايتها الاندماج.. قال سموه إن المالك واحد والاندماج له صور وأشكال مختلفة وممكن التعاون في كثير من الأشياء دون الاندماج، وإذا كان هناك قرار بالاندماج يمكن اتخاذ القرار في يوم واحد، مشيراً إلى أنه لولا التأخر في مشكلة ماكس لكان التعاون أكبر بين طيران الإمارات وفلاي دبي.
وأشار سموه إلى أن أسطول فلاي دبي يضم 59 طائرة، منها 14 طائرة على الأرض وأكثر من 4 طائرات لم يتم استلامها، ولا شك أن ذلك سيؤثر على خطط الناقلة التوسعية. وأضاف أن التكامل مع فلاي دبي ليس شكلياً ويجب أن يكون عملياً، وإذا كانت بعض الخطوط تطلب أن تنتقل إلى المبنى 3 سيتم ذلك.
خيارات مفتوحة
وفيما يتعلق بخطط طيران الإمارات للتوسع على أساس الحرية الخامسة، قال سموه إن جميع الخيارات مفتوحة بالنسبة لنا للتوسع بالطريقة التي تناسبنا ومن ضمنها التوسع على أساس الحرية الخامسة، ونحن مهتمون كذلك بالتوسع على أساس الحرية الثالثة والرابعة، وعلى الرغم من إثارة حفيظة الكثير من الدول، إلا أن هذا النظام موجود في صناعة الطيران، ونحن نجحنا ويجب أن نعرف أن الإمارات اليوم قد أصبحت محطة للزوار من مختلف أنحاء العالم، سواء لزيارة الإمارات، أو كمحطة ترانزيت إلى الوجهات الأخرى.
وقال سموه إن الميزانية المخصصة لمبنى طيران الإمارات في إكسبو والخدمات التي يقدمها للزوار تزيد على 200 مليون درهم، مشيراً إلى أن التكلفة قد تتجاوز ذلك لأن هناك تكلفة ترويجية غير مباشرة.
وعن العروض والباقات التي ستقدمها الشركة لزوار إكسبو.. قال إن العروض الخاصة بإكسبو تبدأ في بداية العام المقبل، مشيراً إلى أنه بحكم وجود طيران الإمارات وفلاي دبي في دبي ستكون لها الحصة الأكبر من الزوار لكن ال لن تقتصر على هذه الناقلات، بل الجميع سيشارك، بما فيها طيران الاتحاد والشركات الأخرى لأن إحضار 25 مليون زائر لن يكون مقتصراً على طيران الإمارات فقط.
وعن النتائج المالية.. قال نتمنى أن تكون نتائج العام الجاري أحسن من العام الماضي. وعن مستقبل قطاع الطيران، قال سموه إن أداء قطاع الطيران مبشر وتأثيره الاقتصادي كبير، مشيراً إلى أنه خلال السنوات الثلاثين الماضية زاد عدد شراكاتنا وزاد التأثير الاقتصادي، وكان لنمو القطاع أثر إيجابي على نمو عدد الفنادق والحركة السياحية، ولو لم يكون لدينا شركات طيران بهذا المستوى لم لن نكون لنفوز بمعرض إكسبو دبي 2020.
تعزيز شراكة
قال غيليوم فاوري، الرئيس التنفيذي لإيرباص: ثقة طيران الإمارات بطائراتنا ذات الجسم العريض تشريف لنا وتعزيز لشراكتنا إلى مستوى أعلى. وسوف توفر طائرات A350 فوائد ومزايا اقتصادية وبيئية لأسطول الناقلة.
ونحن نتطلع قدماً لرؤية طائرات A350 وهي تحلق بألوان طيران الإمارات. وسوف تتيح طائرات A350 الجديدة لطيران الإمارات خدمة نطاق واسع من الأسواق الجديدة، ليس على مستوى المنطقة وحسب، بل على مستوى العالم وبرحلات يصل مداها إلى 15 ساعة طيران انطلاقاً من دبي. وتعتزم طيران الإمارات تجهيز هذه الطائرات بأحدث المنتجات، وتوفير عدة توزيعات للمقاعد بما في ذلك الدرجة السياحية الممتازة.
ويتكون أسطول طيران الإمارات بأكمله حالياً من طائرات حديثة ذات كفاءة عالية من طرازي إيرباص A380 وبوينغ 777. وتخدم الناقلة، انطلاقاً من مركزها في دبي، أكثر من 158 مدينة في القارات الست، وتوفر خدمات جوية وأرضية حائزة جوائز عالمية.
تابعوا البيان الاقتصادي عبر غوغل نيوز
طباعةEmailفيسبوك تويتر لينكدين Pin InterestWhats App