«إن الجهاد في سبيل الله يجب أن يكون جوهر استراتيجيتنا العسكرية، وعلينا أن نسعى وراء نهضة حضارية شاملة في جميع مظاهرها، وفي كل بلد عربي ومسلم، مستفيدين من العبر التي اكتسبناها من الأحداث التاريخية الماضية في معالجة قضايانا المصيرية وخاصة أن منطقتنا هي الجناح الشرقي للأمة العربية، وذلك يتطلب منا اليقظة الدائمة للحفاظ على أمن واستقرار المنطقة لأن أمنها كل لا يتجزأ».
بهذه الكلمات المعبرة جسد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى القائد الأعلى لقوة دفاع البحرين، في كتاب جلالته «الضوء الأول» العقيدة التي قامت عليها قوة دفاع البحرين التي تعتبر حصن المملكة المنيع وأحد المقومات الرئيسية التي ترتكز عليها الدولة البحرينية الحديثة.
تقرير: أحمد عبدالحميد
ومع حلول الذكرى الخمسين لانضمام مملكة البحرين إلى الأمم المتحدة كدولة كاملة العضوية، نلقي الضوء على مسيرة قوة دفاع البحرين الأبية، ولا تزال ذكرى الخامس من فبراير من كل عام شامخة تثير في نفوس العسكريين الشجن والتي شهدت انطلاق أول ضوء لهذه القوة الأبية بتخرج الدفعة الأولى من مجنديها في 5 فبراير سنة 1969م، لتصبح هذه المناسبة العزيزة مصدر فخر واعتزاز لأبناء هذا الوطن الغالي في العهد الزاهر لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى القائد الأعلى حفظه الله ورعاه، باني هذا الصرح، بدعم وجهود المشارك الأول في بنائها وتأسيسها صاحب المعالي المشير الركن الشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة القائد العام لقوة دفاع البحرين.
بفضل التوجيهات الملكية السديدة لحضرة صاحب الجلالة الملك المفدى القائد الأعلى -حفظه الله ورعاه-، فإن قوة دفاع البحرين منذ تأسيسها في عام 1968م في عهد المغفور له بإذن الله تعالى سمو الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة طيب الله ثراه، وهي تعمل بشكل دائم ومستمر على إنجاز المهام الملقاة على عاتقها بكل كفاءة واقتدار بكل حرفية واتقان، وتحملت مسؤوليات مهمة في مختلف الظروف مما مكنها من أن تشق طريقاً راسخاً في هذا الشأن مع إشادة العديد من الدول الشقيقة والصديقة من مختلف دول العالم، وغدت قوة دفاع رمزاً للفداء والعطاء وعلامة مضيئة ومشرقة في الوطن، وأضحت مصدر عزة وفخر لكل من يقطن على هذه الأرض الطيبة.
الوفاء عنوان التأسيس
ويعود تاريخ إنشاء قوة دفاع البحرين الى شهر أغسطس من عام 1968، وكانت تسمى آنذاك (الحرس الوطني) ثم تغير اسمها في 23 سبتمبر من عام 1968 الى قوة دفاع البحرين، وقد ظهرت أولى طلائع الوحدات العسكرية العاملة فيها في الخامس من فبراير من عام 1969 وفقا للخطة المقررة التي تم العمل بمقتضاها لتكفل كل عوامل التقدم بخطوات جريئة على أسس علمية، وقواعد ثابتة لتأسيس قوة عسكرية مسلحة تقوم بالدفاع عن حدود الوطن وسلامة أراضيه، ثم صدر المرسوم بقانون رقم 23 لسنة 1979 بإصدار قانون خدمة الأفراد، وفي الخامس من فبراير من عام 1979 تم الاحتفال بتخريج دفعة المجندين الأولى.
ولأن الوفاء إحدى القيم الأساسية التي بني على أساسها هذا الصرح الشامخ، قال حضرة صاحب الجلالة الملك المفدى في تصريح له في السادس من فبراير 2018: «إننا نستذكر بكل إكبار وإجلال في هذه المناسبة الوطنية واضع اللبِنة الأولى لهذا الصرح الشامخ، وباني أركانه، والد الجميع قائد مسيرتنا الحديثة، صاحب العظمة الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة طيب الله ثراه، كإحدى ثمار عهده الميمون من إنجازات في شتى الميادين شكلت نقلة حضارية في تطور مملكة البحرين».
لحظات التأسيس
تأسست قوة دفاع البحرين عام 1968م، معلنة بداية انطلاقة حضارية بارزة في تاريخ البحرين المعاصر، آخذة على عاتقها مهمة حماية إنجازاتها العظيمة، وحفظ نهضتها الشاملة. لقد أشرقت شمس قوة دفاع البحرين، وبلغت شأناً عظيماً في مجدها وعزها، وسارت بخطى حثيثة وثابتة نحو مدراج الرقي والازدهار، وتحقق لها من المنجزات العسكرية ما جعلها في مصاف الجيوش المتقدمة.
جلالة الملك المفدى القائد الأعلى.. واضـــع اللبنـات الأولى في صـرح المجـــد
وبإشراف مباشر، ورعاية كريمة من حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى القائد الأعلى بُنيت اللبنات الأساسية لهذا الصرح الدفاعي الشامخ، وترسخت دعائمه، وعلت أركانه، مما مكنه من أداء واجبه، والقيام بمهامه العظيمة المتمثلة في الدفاع عن الوطن والحفاظ على استقراره ومكتسباته ومنجزاته الحضارية والتنموية، فحققت هذه المؤسسة أهدافها، وكانت دائماً الحصن المنيع والدرع الواقية للوطن والمواطن.
وبدأ جلالته في وضع اللبنات الأولى لقوة دفاع البحرين، وأشرف على وضع الخطط لانخراط أبناء الوطن في سلك العسكرية، ووضع البرامج لتدريبهم داخل البلاد وخارجها، وتوفير الأسلحة، والمعدات، والتجهيزات، والمباني الإدارية، ومباني التدريب، والإشراف المباشر على تنفيذ هذه الخطط والبرامج؛ لتحقيق الأهداف السامية والعظيمة التي جند سموه نفسه لإنجازها.
كما تابع جلالته تأسيس أول وحدة عسكرية هي مركز التدريب لقوة الدفاع الملكي، وأشرف على استقبال أول دفعة مجندين، وشهد مع سمو الأمير الراحل وكبار المسؤولين في الدولة حفل تخريجها؛ ليتوالى بعد ذلك استقبال دفعات المجندين، وتخريجهم، وتشكيل وحدات، وأسلحة قوة دفاع البحرين.
ورغبة من جلالته في تنمية دراساته العسكرية التحق في الحادي والعشرين من يونيو 1971م بكلية القيادة والأركان في فورث ليفنويرث بولاية كنساس بالولايات المتحدة الأمريكية، وكان أثناء فراغه في ليفنويرث يتلقى مقرراً في المراسلات الخارجية في الكلية الصناعية للقوات المسلحة في واشنطن، حيث نال شهادة الدبلوم الوطنية في الإدارة العسكرية، وذلك في الحادي والثلاثين من مايو 1972م.
وفي التاسع من شهر يونيو من العام التالي تخرج بدرجة شرف في القيادة ورئاسة الأركان.
كما حصل في السادس والعشرين من يونيو 1972م على شهادة الشرف العسكرية من الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك تقديراً لما أنجزه في الشؤون العسكرية منذ عام 1968م، ونتيجة لذلك تم وضع اسمه من ضمن الأسماء المدرجة في لوحة الشرف للضباط في الكلية.
وظل متبوّئا منصب القائد العام لقوة دفاع البحرين منذ الشروع في تأسيسها، وتولى منصب رئيس دائرة الدفاع، وأصبح عضوا في مجلس الدولة الذي تأسس في التاسع عشر من يناير1970م، ثم أصبح وزيراً للدفاع حين تشكل مجلس الوزراء في الخامس عشر من أغسطس 1971م، واستمر في هذا المنصب حتى الحادي والثلاثين من مارس 1988م، ثم قائداً أعلى لقوة دفاع البحرين في السادس من مارس 1999م.
دفعــة المجنديـن الأولى
وما إن أعلن فتح باب التجنيد حتى تدفق سيل كبير من أبناء الوطن على لجنة التجنيد بمركز تدريب قوة الدفاع الملكي، يحدوهم الأمل في الانخراط في أشرف مهنة، وتقديم أول تضحية للوطن.
وفي الثامن والعشرين من أكتوبر عام 1968م، بدأت التدريبات الفعلية للدفعة الأولى من المجندين، وقد كان الحماس والرغبة يفوح عبيرهما من قبل المجندين لإتقان التدريبات العسكرية.
وكان الخامس من فبراير 1969م موعداً لتخريج الدفعة الأولى، حيث جرى احتفال كبير برعاية المغفور له صاحب السمو الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة أمير البلاد الراحل -طيب الله ثراه-.. وبحق كان هذا اليوم تاريخياً لا يمكن أن ينسى، وقد كانت أهازيج الفرح والغبطة والسرور قد ارتسمت على وجوه المواطنين وهم يرون أبناءهم وإخوانهم في العرض العسكري يسيرون بخطواتهم العسكرية القوية رافعي الرؤوس بكل فخر واعتزاز وهمم. وقد خاطب المغفور له صاحب السمو الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة أمير البلاد الراحل -طيب الله ثراه- الخريجين في هذه المناسبة: «إننا ننظر إليكم اليوم بعين الإعجاب والفخر؛ لتكونوا مثالاً لإخوة لكم، وإننا نرجو المزيد لخير هذا الوطن على أيديكم الفتية، وخبرتكم المتينة؛ لتكونوا بحق الدرع الحصين، والسند المتين لوطنكم وأمتكم». وتخليداً لهذه المناسبة الجليلة فقد صدرت الإرادة السامية باعتبار يوم الخامس من فبراير عام 1969م عيداً لقوة دفاع البحرين. وهكذا توالى تخريج العديد من الدفعات المدربة من الرجال إلى يومنا هذا.
القائد العام .. العضيد
لقد شهد المشير الركن الشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة القائد العام لقوة دفاع البحرين جميع مراحل تأسيس وتطوير قوة دفاع البحرين، فقد كان القائد الذي عاصر بداية انطلاقتها الرائدة، القائمة على التخطيط السليم المدروس، وساهم بكل تفان وإخلاص في عملية البناء وتحقيق إنجازاتها العظيمة، حتى وصلت إلى هذا المستوى.
فبتاريخ 19 ديسمبر 1968م أنهى المشير الركـــن الشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة دراسته العسكرية الأولى (ساندهيرست) برتبة ملازم. تسلم المشير الركن الشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة القائد العام لقوة دفاع البحرين (الملازم آنذاك) قيادة سرية المجندين ومسؤولية التدريبات النهائية والإشراف على تخريج الدفعة الأولى، وكان قائداً لطابور التخريج. بتاريخ 10 نوفمبر 1969م تم تعيين الملازم أول الشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة قائداً لسرية المشاة الأولى.
في 5 فبراير 1970م عُين المشير الركن الشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة قائداً لكتيبة المشاة الآلية الأولى، وكان برتبة نقيب.
وبتاريخ 27 أكتوبر 1972م تخرج في كلية القيادة والأركان (كمبرلي) بالمملكة المتحدة بدرجة الماجستير في العلوم العسكرية، وحصل على لقب رائد ركن.
وفي 6 نوفمبــر 1973م أصدر حضــرة صاحب الجــلالة الملك حمد بن عيســى آل خليفة عاهل البلاد المفدى القائد الأعلى (القائد العام آنذاك) أوامره بتعيينه قائداً لمجموعة القتال الأولى وكان برتبة رائد ركن.
وفي 19 يناير عام 1974م صدر الأمر الأميري رقم (1) لسنة 1974م بتعيينه رئيساً لهيئة أركان قوة الدفاع وكان برتبة مقدم ركن.
وبتاريخ 12 يوليو 1975م صدرت إرادة صاحب السمو أمير البلاد الراحل الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة -طيب الله ثراه- بترفيعه إلى رتبة عقيد ركن.
وبتاريخ 12 يوليو 1979م صدرت إرادة صاحب السمو الأمير الراحل الشيخ -طيب الله ثراه- بترفيــع العقيد الركـــن الشيخ خليفـة بن أحمـد آل خليفة رئيس هيئة الأركان آنذاك إلى رتبة عميد ركن.
وبتاريخ 4 فبراير 1986م صدر الأمر السامي لصاحب السمو أمير البلاد الراحل -طيب الله ثراه- بترفيـــــع العميد الركـــن الشيخ خليفــــة بن أحمد آل خليفة (رئيس هيئة الأركان آنذاك) إلى رتبة لواء ركن.
وبتاريخ 31 مارس 1988م صدر المرسوم الأميري رقم (1) لسنة 1988 بتعين اللواء الركن الشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة وزيراً للدفاع، ثم صدر المرسوم الأميري رقم (5) لسنة 1988 بتعين اللواء الركن الشيخ خليفـــة بن أحمد آل خليفة وزيراً للدفاع نائباً للقائد العام لقوة الدفاع.
وبتاريخ 4 فبراير 1993م صدر الأمر السامي لصاحب السمو أمير البلاد الراحل -طيب الله ثراه- بترفيــع اللـــواء الركـــن الشيخ خليفـــة بن أحمــد آل خليفة (وزير الدفاع نائب القائد العام آنذاك) إلى رتبة فريق ركن.
وبتاريخ 4 فبراير 2001م صدر الأمر السامي لحضرة صاحب الجلالـة الملك حمد بن عيسـى آل خليفة ملك البلاد المفدى القائد الأعلى (أمير البلاد آنذاك) أمر أميـري رقم «9» لسنة 2001م بترقيــة الفريق الركن الشيخ خليفـــة بن أحمد آل خليفة (وزير الدفاع نائب القائد العام آنذاك) إلى رتبة فريق أول ركن.
وبتاريخ 6 يناير 2008م صدر الأمر الملكي رقم (2) لسنة 2008م بتعيين الفريق أول ركن الشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة قائداً عاماً لقوة دفاع البحرين.
وبتاريخ 8 فبراير 2011م أصدر حضرة صاحب الجلالة الملك المفدى القائد الأعلى أمراً ملكياً بترقية الفريق أول ركن الشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة القائد العام لقوة دفاع البحرين إلى رتبة مشير ركن.
تشكيل وحدات وأسلحة قوة دفاع البحرين
بدأ التشكيل الطبيعي لوحدات قوة الدفاع بالقوات البرية، وبعد اكتمالها جاء دور القوات الجوية ثم القوات البحرية، وهكذا اكتملت الحلقة بتأسيس الأسلحة الرئيسية، وكان تطور التشكيلات يسير جنباً إلى جنب منذ تلك الفترة حتى الآن مع إدخال الأسلحة الحديثة والمتطورة لمختلف القوات إلى أن دخلت إلى الخدمة منظومة الأسلحة الحديثة والمتقدمة.
وتشكل القوات البرية بأسلحتها وآلياتها المختلفة منظومة متكاملة في أداء واجباتها، وتنفيذ ما يوكل إليها من مهام باقتدار وفعالية.
سعت قوة الدفاع منذ تأسيسها الى تشكيل نواة القوة البرية وأولتها عناية فائقة في الإعداد والتدريب والتسليح والتجهيز، ووضعتها ضمن برامج الخطط التطويرية المستمرة التي تحرص قوة الدفاع من خلالها على الوصول بكل وحداتها إلى المستوى اللائق، الذي يساير روح العصر الحديث، ونظرياته العسكرية، وأسلحته الدقيقة المتقدمة.
ونظراً إلى أهمية سلاح الجو في المعركة الحديثة، ودوره المحوري الذي لا غنى لأي قوة مسلحة عنه، فقد أمر حضرة صاحب الجلالة الملك المفدى القائد الأعلى بتشكيل سلاح الجو الملكي البحريني في الثامن من مايو 1976م.
وقد زود السلاح منذ التأسيس بأحدث المعدات والتجهيزات المتطورة، التي تديرها أطقم ماهرة عالية الكفاءة من أبناء الوطن المتميزين، الذين أثبتوا براعتهم الفائقة في التعامل مع المقاتلات الحديثة المتطورة، وصيانتها بالأجهزة الحساسة المعقدة.
وشارك سلاح الجو الملكي البحريني في العديد من المهام والعمليات العسكرية، منها على سبيل المثال معركة تحرير دولة الكويت الشقيقة والحرب ضد الإرهاب وعمليتا «عاصفة الحزم» وإعادة الأمل وغيرها.
لقد أثبتت الدراسات الأولية التي تمت مع بداية تشكيل قوة دفاع البحرين حتمية إيجاد سلاح بحري فعال، وعلى درجة عالية من الكفاءة والاقتدار، يؤدي واجبه على أكمل وجه؛ للمحافظة على أمن وسلامة الوطن.
وكانت الخطوة الأولى هي إعداد الكوادر الوطنية المؤهلة من ضباط ومهندسين وإداريين وفنيين من خلال إرسال أول دفعة من هذه الكوادر في عام 1974م لدراسة مختلف التخصصات البحرية.
وقد دشنت مملكة البحرين أول سفينة حربية لها في 20 مارس 1979م، وهي سفينة (الزبارة)، تلتها سفينة (حوار) في مارس 1982م.
وفي 5 فبراير 1983 دشنت ثلاث سفن حربية هي (الجارم ، والجسرة، وعجيرة)، وبعدهم بعام دشنت السفينة الصاروخية (أحمد الفاتح).
ودشنت بعد ذلك في سنوات لاحقة العديد من السفن الحربية، منها (الجابري) و(عبدالرحمن الفاضل) و(المنامة) و(المحرق) و(الطويلة) و(صبحا) و(البديع ) و(دينار).
وشارك السلاح في مهام عملياتية وإنسانية حول العالم، كما تسلم مسؤولية قيادة قوة الواجب المشتركة (152) وهذا إنجاز تاريخي لمملكة البحرين كأول دولة عربية تحظى بتكليف قيادة قوة الواجب المشتركة (152) التابعة لقوات التحالف الدولي تحت مظلة الأمم المتحدة العاملة في وسط وجنوب الخليج العربي.
التدريب.. والتمارين
لقد روعي عند تشكيل قوة الدفاع أن تنسجم خطط وبرامج ومراحل التدريب فيها مع الاعتبارات الواقعية والحقيقية التي يواجهها الفرد في حياته العسكرية في أوقات السلم والحرب، وفي شتى الظروف الزمانية والمكانية.
فكان الاهتمام بالإنسان وتنمية قدراته هو محور اهتمامات القيادة العامة، والعمود الفقري لسياسة التدريب في قوة الدفاع التي تركزت على تهيئة الضباط والأفراد، وإمدادهم بالعلوم والنظريات العسكرية، كل في مجال اختصاصه، والتركيز على الجانب العملي واستيعاب طرق الاستعمال والصيانة لمختلف الأسلحة والمنظومات.
وتعدّ كلية عيسى العسكرية الملكية والكلية الملكية للقيادة والأركان والدفاع الوطني ومركز تدريب قوة الدفاع الملكي والمدارس والمعاهد الفنية صروحا تدريبية متميزة تدفقت خلالها أجيال متسلحة بالانضباط والعلم العسكري.
ومن هذا المنطلق كان الاهتمام بالتمارين القتالية الميدانية لمختلف وحدات قوة الدفاع وذلك لبناء الجندي المقاتل ذي الكفاءة العالية التي تؤهله لممارسة الأعمال القتالية الفعلية في ظروف العمليات الميدانية؛ ولكي يستطيع أن يطبق ما نالهُ خلال التدريب وما أتقنه في الدراسة على أرض الواقع.
واهتمت قوة الدفاع بالتدريبات المشتركة التي تقام سنوياً مع الأشقاء في جيوش دول مجلس التعاون الخليجي، وأعطتها جل اهتمامها، وذلك من أجل التنسيق في إطار التعاون المشترك بين هذه القوات الشقيقة، وتبادل الخبرات الميدانية، واكتساب المهارات التكتيكية، والارتقاء بمستوى الأداء القتالي، ورفع القدرات والإمكانيات بين القوات ال في الميدان.
المشاركات العملياتية لقوة دفاع البحرين
يثبت تاريخ مشاركات قوة دفاع البحرين في العديد من الميادين وجبهات القتال أن قيادتها الشجاعة وجنودها البواسل كانوا على أهبة الاستعداد دوماً لأداء الواجب المقدس، وأنهم سيظلون العون والسند لأشقائهم في دول الخليج العربي، وأحد أركان دعم حائط الصد العربي والدولي.
ويكشف المتتبع لتاريخ هذه المشاركات عن عدة حقائق مهمة، منها: أنها تعود لعقود مضت، وقديمة قدم تاريخ إنشاء وتأسيس القوة ذاتها، كما أنها لم تقف عند الحدود الجغرافية لمنطقة الخليج العربي أو الدول العربية والإسلامية التي ترتبط معها برباط الأخوة والمصير الواحد، وإنما تجاوزت متطلبات أداء الواجب الوطني ناحية دول العالم أجمع بما يفرضه الواقع الإنساني والتهديد المشترك.
ولم تقتصر هذه المشاركات المتعددة على المعارك الميدانية وخدمات الإسناد اللوجيستي والمواجهات الحربية، حيث كانت قوة دفاع البحرين بمثابة رأس حربة متقدمة في العديد من المعارك التي استهدفت حماية الحدود للدول الشقيقة والصديقة، وإنما امتدت أدوارها إلى تأمين وصول المساعدات والاحتياجات إلى الدول التي بحاجة إليها، وتثبيت مقومات الاستقرار بها، ومؤازرتها في مواجهة أية تحديات أو مخاطر تعرضت أو ستتعرض لها، ناهيك بالطبع عن تثبيت أطر الشرعية والقانون، وال في مواجهة الخارجين وتدمير مواقعهم.
وسعت قوة دفاع البحرين منذ التأسيس إلى الحفاظ على أمن الوطن وحفظ مكتسباته. وخلال مسيرتها العسكرية المضيئة سطرت بشجاعة رجالها الأوفياء ملاحم بطولية محفورة في الذاكرة العسكرية، وساهمت على مستوى محلي وإقليمي ودولي في استتباب الأمن والرخاء عبر العديد من المهام العملياتية والمشاركات العسكرية منها:
حرب رمضان أكتوبر 1973
بدأت مشاركات قوة دفاع البحرين خلال حرب رمضان أكتوبر 1973م رغم أنها كانت مازالت حديثة التشكيل، حيث كلفت عناصر القوة آنذاك بواجبات إسناد قوات الدول العربية الشقيقة خلال هذه الحرب، حيث تم تشكيل مجموعة قتال شملت كتيبة المشاة الآلية الملكية 1 وعناصر الإسناد اللازمة.
وترصد العديد من الأدبيات دور هذه المجموعة المختارة من القوة التي كان يقودها الرائد خليفة بن أحمد آل خليفة (صاحب المعالي القائد العام للقوة حالياً المشير الركن الشيخ خليفة بن أحمد)، وكيف ساهمت هذه ال في تطوير عمليات التجميع والتدريب والاستعداد، ومستوى الوعي والروح المعنوية العالية التي اكتسبها الجنود المختارون، والتي فاقت في فائدتها وحجمها عمر هذه القوة، حيث طبقت الكتيبة ال مختلف التمارين التعبوية اللازمة استعدادا لأداء الواجب، حيث انتقلت أولاً إلى الأراضي السعودية ومنها إلى ساحة العمليات، لكن صدرت التعليمات بوقف إطلاق النار، وتقرر إيقاف التحرك.
حرب الناقلات (الحرب العراقية الإيرانية)
ونتيجة للأحداث التي مرت بالخليج في ثمانينيات القرن الماضي، وفي الوقت الذي بدأت فيه خبرات وجاهزية قوة دفاع البحرين في التبلور، ودورها الأمني في التزايد، ساهم سلاح البحرية الملكي في حماية ناقلات النفط أثناء الحرب العراقية الإيرانية من 1980م إلى 1988م، وذلك في الحملة الدولية لمكافحة الألغام التي كانت خلال الفترة من 1987م إلى 1988م.
ويلاحظ هنا أن سلاح البحرية الملكي البحريني قد بذل جهوداً كبيرة في مكافحة آثار الألغام في مياه الخليج وسلامة مرورها في المناطق التي تدخل ضمن اختصاص المملكة، وخاصة أن الألغام تسببت في وقوع 179 حادثة هجوم خلال عام 1987م و90 أخرى عام 1988م.
حرب تحرير دولة الكويت
ومع التطورات الإقليمية التي شهدها الخليج مطلع التسعينيات من القرن الماضي، تنامت مؤشرات القوة، وتنوع وتباين دورها بطبيعة المشاركات التالية، وخاصة إبان حرب تحرير دولة الكويت 1990م - 1991م، حيث شاركت القوة ضمن قوات درع الجزيرة المتواجدة في حفر الباطن بالسعودية، وكانت هذه القوات المكونة من الدول الـ6 في طليعة القوات البرية المدافعة عن الحدود الشمالية للسعودية.
والمعروف هنا أن القوات البرية البحرينية التي كان لها دورها البارز في هذه المهمة الوطنية المقدسة للدفاع عن إحدى دول مجلس التعاون الخليجي، شاركت بمجموعة قتال برية سميت قوة الواجب عيسى، وتألفت من 238 ضابطا وفردا. وساهم سلاح الجو الملكي بسرب الطائرات F-16 وسرب طائرات F-5 وقامت بـ303 طلعات عمليات و181 طلعة حماية جوية ومرافقة.
كما قامت الطائرات العمودية المقاتلة AB 212 بعدد 376 طلعة، وكان لقاعدة عيسى الجوية دور ملحوظ في الإعداد والمساهمة في المعارك الجوية، ومساندة قوات التحالف، وشارك سلاح البحرية بعدد 6 سفن صاروخية و4 سفن مدفعية وسفينتي نقل.
المساندة في أفغانستان 2005
في هذه الفترة ظهر على الساحة سلاح البحرية البحريني، وذلك عقب مساهماته الجبارة في حرب تحرير دولة الكويت، حيث برز دور الفرقاطة «صبحا» في الجهود الدولية والمساعي الإنسانية الرامية إلى تثبيت الاستقرار وإعادة إعمار أفغانستان في إبريل 2002م. كما شاركت القوات الخاصة الملكية مع القوات المساندة في أفغانستان عام 2005م، وذلك في إطار الجهود المبذولة لمكافحة الإرهاب التزاما منها بأهداف ومبادئ الأمم المتحدة واحترامها للقانون الدولي.
وكان لهذه التجربة أثر مهم في اكتساب سلاح البحرية الوطني -والفرقاطة صبحا تحديداً- خبرة وتجربة البقاء في البحر فترة طويلة والتعامل والتعاون مع البحريات المتعددة الجنسيات بعد أن قضت شهراً كاملاً في بحر العرب.
يشار هنا إلى أن مهام الفرقاطة صبحا شملت مرافقة وحماية السفن المحملة بالمساعدات الإنسانية وتسهيل وصولها إلى مرافقها وعمليات البحث والإنقاذ والإخلاء لأي إصابات ضمن نطاق المسؤولية الموكلة إليها والتعاون مع القوات البحرية الأمريكية بتنفيذ رماية بالذخيرة الحية على أهداف سطحية وجوية محققة إصابات مباشرة ودقيقة أكدت المستوى الراقي والمتطور الذي يتمتع به طاقم السفينة.
الكويت مرة أخرى في عام 2003
وعقب ذلك، شاركت قوة دفاع البحرين في الدفاع عن دولة الكويت، حيث تحركت مجموعة القتال السابعة البحرينية في الكويت ضمن منظومة قوات درع الجزيرة من قواعدها في البحرين يوم 28 فبراير 2003م، وتولت القوة مهمة الدفاع عن القطاع الجنوبي الغربي للكويت، واستطاعت المجموعة عبر سلاح الجو الملكي حماية أجواء الكويت من أي اعتداء جوي وتغطية القوات الموجودة بالكويت، حيث كانت تقوم بحماية سماء الكويت ككل من خلال دوريتين يومياً، ووصل مجمل عدد الدوريات والطلعات 90 طلعة بلغت مدتها 215 ساعة.
وشارك سلاح البحرية بالفرقاطة صبحا والفريقطة أحمد الفاتح والفريقطة المحرق لتعزيز جهود القوة البحرية الكويتية وتأمين خطوط المواصلات للسفن التجارية، فضلاً عن تأمين حماية سفن المساعدات الإنسانية المتجهة إلى العراق، ومرافقة السفن في مياه الخليج حتى وصولها إلى الموانئ العراقية.
مكافحة القرصنة البحرية
في خليج عدن 2009
ومع تنامي الخبرات التي اكتسبتها الفرقاطة صبحا، شاركت في أكتوبر ونوفمبر 2009م مع قوة الواجب 151 المعنية بمكافحة القرصنة البحرية بخليج عدن. وكانت البحرين الدولة الوحيدة التي شاركت القوات المتعددة الجنسيات في عمليات هذه المهمة الدولية على المستويين الخليجي والعربي، وجاءت ضمن التعاون الدولي لجهود عمليات حفظ السلام ومكافحة القرصنة تحت مظلة الأمم المتحدة. وكذلك تولى سلاح البحرية الملكي البحريني في نوفمبر 2017م قيادة هذه القوة.
وتسلم سلاح البحرية البحرينية مسؤولية قيادة قوة الواجب المشتركة 152 التابعة لقوات التحالف الدولي تحت مظلة الأمم المتحدة العاملة في وسط وجنوب الخليج العربي مرتين، الأولى في مارس 2008م والثانية في يناير 2011م.
وتعدّ البحرية البحرينية أول سلاح يتسلم هذه المهمة في المنطقة على مستوى الأسلحة البحرية، وذلك للثقة التي بات يكتسبها، والدور القيادي لقوة دفاع البحرين وأفرع أسلحتها المختلفة.
هذا بالإضافة إلى ال في عمليات مكافحة الإرهاب في الخليج العربي منذ 2006م حتى يومنا هذا، والمعروف أن القوات ال في القوة 152 تتألف من 25 دولة حول العالم قاطبة، والهدف مكافحة الإرهاب، ووقف تهريب الأسلحة والمخدرات والجرائم البحرية.
عمليتا عاصفة الحزم وإعادة الأمل
لقد كان تأكيد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه دائما أن قوة دفاع البحرين ستستمر في أداء واجبها السامي مع الأشقاء، وذلك انطلاقا من إيمانها الراسخ بأهمية الدور الكبير الذي تقوم به المملكة في الأحداث الفارقة، وهو ما أثبته استشهاد 9 من أبناء المملكة أثناء قيامهم بتأدية الواجب ضمن القوات ال مع قوات التحالف العربي للدفاع عن الشرعية في اليمن في عمليتي عاصفة الحزم وإعادة الأمل 2015م.
يشار إلى أن البحرين شاركت بسرب مكون من 12 طائرة ضمن قوات التحالف العربي المشتركة بقيادة المملكة العربية السعودية، وكذلك شاركت بقوة من رجال البحرين في حماية أمن الحدود الجنوبية للمملكة العربية السعودية، كما شاركت الفرقاطة صبحا في تأمين طريق وصول المساعدات التي التزمت بها دول التحالف العربي في اطار عملية إعادة الأمل والاستقرار في اليمن وتأمين منطقة بحر العرب، وذلك بتأمين مسافة 250 ميلاً ضمن منطقة مهمة قوات التحالف العربي الممتدة من البحر الأحمر إلى بحر العرب في الحدود مع عمان.
وتبرز التقارير أن حجم المساعدات التي قامت الفرقاطة صبحا بإيصالها إلى اليمن بلغت 910 أطنان من المساعدات الغذائية والإنسانية والدوائية، وقد زار عاهل البلاد المفدى القائد الأعلى قوة مملكة البحرين ال ضمن قوات التحالف العربي في مايو 2015م واطلع على خط الطيران بقاعدة الملك فهد الجوية بالطائف، كما قام صاحب المعالي القائد العام لقوة دفاع البحرين في يناير 2016م بزيارة تفقدية لقوة الواجب التابعة للقوة في منطقة جازان وقاعدة الملك فهد الجوية بالطائف.
الحرب على الإرهاب (داعش) 2014
ولسلاح الجو الملكي البحريني دوره الكبير، ففي سبتمبر 2014م شارك نسور القوات الجوية الوطنية القوات الصديقة والحليفة والشقيقة بدول مجلس التعاون الخليجي في ضرب وتدمير عدد من المواقع والأهداف المنتخبة للجماعات والتنظيمات الإرهابية ضمن الجهد الدولي المتعلق بحماية الأمن الإقليمي والسلام الدولي.
وكذلك، شاركت مجموعة من طائرات سلاح الجو الملكي في الجهود الدولية للقضاء على الإرهاب في فبراير 2015 بالأردن، وأثبت الطيارون البحرينيون ما يتمتعون به من كفاءة واحترافية ودقة وروح معنوية عالية تعكس بجلاء مدى جاهزية رجال قوة دفاع البحرين.
ال في عمليات
الإغاثة الإنسانية الدولية..
لقوة دفاع البحرين العديد من المشاركات والإسهامات الإغاثية والإنسانية والعلاجية، ومن أبرزها:
- في عام 2011، شاركت الكتيبة الطبية الميدانية بكفاءة عالية في مهمة إنسانية تحت مظلة الأمم المتحدة ضمن حملة الوعد المستمر في «هاييتي» التي تعد مقصداً لمنظمات الإغاثة الدولية في أعقاب زلزال 12 يناير لعام 2010م.
- بقيادة سمو اللواء الركن الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة مستشار الأمن الوطني قائد الحرس الملكي، قامت مملكة البحرين بتوفير المساندة الإنسانية لجمهورية النيبال الديمقراطية الاتحادية الصديقة حيث وصلت إلى العاصمة النيبالية «كاتمندو» طائرة الشحن الإغاثية البحرينية وعلى متنها 30 طناً من المواد الطبية والإغاثية والغذائية في الخامس من مايو لعام 2015.
الخدمات الاجتماعية بقوة دفاع البحرين
أولت قوة دفاع البحرين اهتماما بالغا للعنصر البشري الذي يعتبر بمثابة الثروة الحقيقية التي يعول عليها في بناء المستقبل، فهو الهدف الأساسي في استراتيجية كل مؤسسة عسكرية.
ومنذ تأسيسها، بادرت قوة الدفاع إلى تقديم الحوافز والخدمات الاجتماعية المتعددة التي ساهمت في توطيد علاقة الفرد بالمؤسسة العسكرية ووفرت له سبل العيش الهانئ والحياة الكريمة.
كما درجت قوة دفاع البحرين على تنظيم وتسيير بعثات الحج تقديراً ومساهمة منها لرجالها الأوفياء، حيث يؤدي أفراد البعثة مناسك هذه الفريضة العظيمة على نفقة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى القائد الأعلى. وتعود أولى بعثات الحج الى عام 1975م، وهي مستمرة سنوياً حتى يومنا هذا.
وعلى الصعيد العالمي، تبوأت المملكة مكانة مرموقة بفضل تنظيمها لمعرض ومؤتمر البحرين الدولي للدفاع 2017م، وهو أحد أهم المعارض العسكرية في منطقة الشرق الأوسط لما يمثله من فرصة كبيرة لتبادل الأفكار والآراء والتشاور حول المستجدات الأمنية الراهنة على الساحة بين الخبراء العسكريين.
ولم تغفل قوة دفاع البحرين يوماً عن أبنائها الشهداء سواء داخل أرض الوطن أو خارجه. فهؤلاء الشهداء -رحمهم الله- نالوا النصيب الأكبر من الاهتمام والرعاية التي بلغت أعلى المراتب لأسرهم وأبنائهم.
ومن هذا المنطلق جاء تأسيس صندوق الشهداء، وذلك بأمر ملكي تقديراً من لدن حضرة صاحب الجلالة الملك المفدى القائد الأعلى للتضحيات التي يقدمها أبناء مملكة البحرين في الدفاع عن الأرض والحق، ويحظى الصندوق برعاية أبوية ومتابعة شخصية من جلالته لشؤون أسر الشهداء حيث عكس هذا الاهتمام حجم التقدير والمكانة للشهداء وأسرهم.
الإنجـازات الطبية
دونت قوة دفاع البحرين اليوم إنجازاتها وتطوراتها العظيمة في جميع المجالات العسكرية والمدنية والتي بدورها ساهمت في تطوير منظومة الخدمات الطبية وفق أحدث ما توصل إليه الطب والعلم الحديث.
وقدمت قوة دفاع البحرين إسهامات جليلة في مواجهة فيروس كورونا (كوفيد 19) ضمن الحملة الوطنية لمكافحة الفيروس الذي يتعرض له العالم بأسره، إذ تمكنت المؤسسة العسكرية من خلال وحداتها ومديرياتها من تسخير طاقاتها البشرية (من ضباط وأفراد وأخصائيين) من خلال إنشاء وتجهيز البنى التحتية واستيراد المعدات الإضافية للخدمات الصحية في جميع أنحاء المملكة بالسرعة القصوى، كما قامت بتوفير آليات لتزويد واستيراد المعدات والمستلزمات الطبية وإدارتها، ما أسهم في الحد من تفاقم هذه الأزمة على المستوى الوطني. كما أسهمت الخدمات الطبية الملكية التابعة لقوة دفاع البحرين بكوادرها الطبية المتخصصة (من أطباء ومساعديهم) في وضع خريطة طريق لعمل المرافق الصحية في الدولة، وتزويدهم بطاقم طبي وفقًا لمرئيات الفريق الوطني لمكافحة فيروس كورونا.
وتم تحويل مواقف سيارات المستشفى العسكري في وقت قياسي إلى وحدة عناية مركزة ميدانية وفق أعلى المعايير والشروط والمستويات لتقديم الرعاية الصحية اللازمة وتوفير الخدمات العلاجية المطلوبة بشكل مبهر ولافت.
القضاء العسكري
منذ تأسيس قوة دفاع البحرين، حظي القضاء باهتمام ملحوظ وعناية كبيرة من قبل القائد العام لقوة دفاع البحرين، حيث أنيط بالقضاء العسكري الاختصاص القانوني والقضائي منذ صدور قانون الأحكام العسكرية في عام 1968م، والذي تحددت خلاله اختصاصات النيابة العسكرية والمحاكم العسكرية، بالإضافة إلى الاختصاصات الفنية في الأقسام الأخرى.
محكمة التمييز العسكرية
يعتبر إنشاء محكمة التمييز العسكرية من أهم الإنجازات التي اضطلع بها القضاء العسكري، وانعقدت أولى جلسات المحكمة بتاريخ 12 ديسمبر 2011م للنظر في الطعون المقدمة بشأن أحد الأحكام الصادرة من محكمة الاستئناف العسكرية العليا، وتعدّ هذه المحكمة أعلى درجات التقاضي أمام المحاكم ومن أهم الضمانات للمتهمين، وهي تختص بنظر الطعون المقدمة سواء من النيابة العسكرية، أو من المحكوم عليهم في الأحكام النهائية الصادرة من محكمة الاستئناف العسكرية العليا، أو المحكمة العسكرية الكبرى بصفتها الاستئنافية، كما تفصل في طلبات إعادة النظر في الأحكام النهائية الصادرة بالعقوبة في مواد الجنايات والجنح، وتبتّ في حالة تنازع الاختصاص بين المحاكم العسكرية، علماً بأن كل الإجراءات والمواعيد الخاصة بمحكمة التمييز العسكرية يتبع بشأنها ما هو مقرر في قانون محكمة التمييز المدنية الصادر بالمرسوم بقانون رقم (8) لسنة 1989م.
برنامج القضاء العسكري الإلكتروني
تم إعداد برنامج إلكتروني للقضاء العسكري، وقد دخل مرحلة التطبيق في مستهل عام 2010م حيث تضمن هذا البرنامج إدخال كافة الأعمال الخاصة بالنيابة العسكرية والمحاكم العسكرية والشؤون القانونية في القضاء العسكري في أجهزة الحاسب الآلي.
تطوير المنظومة القانونية
ساهم القضاء العسكري من خلال حضوره برئاسة رئيس القضاء العسكري جلسات مجلسي النواب والشورى ولجانهم في تطوير المنظومة القانونية المتعلقة بقوة دفاع البحرين بصفة عامة بالإضافة إلى مناقشة وصياغة القوانين والاقتراحات برغبة المتعلقة بتحسين الظروف المعيشية لمنتسبي قوة دفاع البحرين والمتقاعدين والميزانية العامة للدولة وضم الخدمة وكل ما يتعلق بالشأن العام وله علاقة بقوة الدفاع في إطار يحكمه الدستور وقوانين المملكة.
الدورات التدريبية
من أهم إنجازات القضاء العسكري في المجال الأكاديمي والتدريبي كذلك استضافة القضاء العسكري لعدد من الوفود الخليجية والعربية المتخصصة في مجال القانون، بالإضافة إلى عقد دورات قضائية تأسيسية لمنتسبي الهيئات القضائية العسكرية للدول الشقيقة.
المرأة العسكرية
تحظى المرأة العسكرية في مملكة البحرين بدعم متواصل واهتمام بالغ، فمنذ الضوء الأول لتأسيس حصن الوطن المنيع «قوة دفاع البحرين»، والمرأة تسهم بكل ما تملك من طاقة وجهد في دفع مسيرة العمل العسكري والإداري والفني بمختلف أسلحة ووحدات قوة دفاع البحرين، وهذا ما اعتاده الجميع من عطاء المرأة البحرينية خلال مسيرتها الزاهرة بالإنجازات الممتدة لعقود طويلة ماضية، حيث تعمل المرأة العسكرية بقوة دفاع البحرين في العديد من المواقع، وتنفذ مهامها وأعمالها بمقدرة كبيرة واحتراف عال، وحظيت بكافة حقوقها في ظل تكافؤ الفرص، واعتلت مناصب قيادية وإدارية.