قوة دفاع البحرين.. ضوء تلألأ في سماء المملكة

  • Time:Aug 24
  • Written : smartwearsonline
  • Category:Article

‮«‬إن‭ ‬الجهاد‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬الله‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬جوهر‭ ‬استراتيجيتنا‭ ‬العسكرية،‭ ‬وعلينا‭ ‬أن‭ ‬نسعى‭ ‬وراء‭ ‬نهضة‭ ‬حضارية‭ ‬شاملة‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬مظاهرها،‭ ‬وفي‭ ‬كل‭ ‬بلد‭ ‬عربي‭ ‬ومسلم،‭ ‬مستفيدين‭ ‬من‭ ‬العبر‭ ‬التي‭ ‬اكتسبناها‭ ‬من‭ ‬الأحداث‭ ‬التاريخية‭ ‬الماضية‭ ‬في‭ ‬معالجة‭ ‬قضايانا‭ ‬المصيرية‭ ‬وخاصة‭ ‬أن‭ ‬منطقتنا‭ ‬هي‭ ‬الجناح‭ ‬الشرقي‭ ‬للأمة‭ ‬العربية،‭ ‬وذلك‭ ‬يتطلب‭ ‬منا‭ ‬اليقظة‭ ‬الدائمة‭ ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬أمن‭ ‬واستقرار‭ ‬المنطقة‭ ‬لأن‭ ‬أمنها‭ ‬كل‭ ‬لا‭ ‬يتجزأ‮»‬‭.‬

بهذه‭ ‬الكلمات‭ ‬المعبرة‭ ‬جسد‭ ‬حضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬عاهل‭ ‬البلاد‭ ‬المفدى‭ ‬القائد‭ ‬الأعلى‭ ‬لقوة‭ ‬دفاع‭ ‬البحرين،‭ ‬في‭ ‬كتاب‭ ‬جلالته‭ ‬‮«‬الضوء‭ ‬الأول‮»‬‭ ‬العقيدة‭ ‬التي‭ ‬قامت‭ ‬عليها‭ ‬قوة‭ ‬دفاع‭ ‬البحرين‭ ‬التي‭ ‬تعتبر‭ ‬حصن‭ ‬المملكة‭ ‬المنيع‭ ‬وأحد‭ ‬المقومات‭ ‬الرئيسية‭ ‬التي‭ ‬ترتكز‭ ‬عليها‭ ‬الدولة‭ ‬البحرينية‭ ‬الحديثة‭.‬


تقرير‭: ‬أحمد‭ ‬عبدالحميد

ومع‭ ‬حلول‭ ‬الذكرى‭ ‬الخمسين‭ ‬لانضمام‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬إلى‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬كدولة‭ ‬كاملة‭ ‬العضوية،‭ ‬نلقي‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬مسيرة‭ ‬قوة‭ ‬دفاع‭ ‬البحرين‭ ‬الأبية،‭ ‬ولا‭ ‬تزال‭ ‬ذكرى‭ ‬الخامس‭ ‬من‭ ‬فبراير‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬عام‭ ‬شامخة‭ ‬تثير‭ ‬في‭ ‬نفوس‭ ‬العسكريين‭ ‬الشجن‭ ‬والتي‭ ‬شهدت‭ ‬انطلاق‭ ‬أول‭ ‬ضوء‭ ‬لهذه‭ ‬القوة‭ ‬الأبية‭ ‬بتخرج‭ ‬الدفعة‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬مجنديها‭ ‬في‭ ‬5‭ ‬فبراير‭ ‬سنة‭ ‬1969م،‭ ‬لتصبح‭ ‬هذه‭ ‬المناسبة‭ ‬العزيزة‭ ‬مصدر‭ ‬فخر‭ ‬واعتزاز‭ ‬لأبناء‭ ‬هذا‭ ‬الوطن‭ ‬الغالي‭ ‬في‭ ‬العهد‭ ‬الزاهر‭ ‬لحضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬عاهل‭ ‬البلاد‭ ‬المفدى‭ ‬القائد‭ ‬الأعلى‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه،‭ ‬باني‭ ‬هذا‭ ‬الصرح،‭ ‬بدعم‭ ‬وجهود‭ ‬المشارك‭ ‬الأول‭ ‬في‭ ‬بنائها‭ ‬وتأسيسها‭ ‬صاحب‭ ‬المعالي‭ ‬المشير‭ ‬الركن‭ ‬الشيخ‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬أحمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬القائد‭ ‬العام‭ ‬لقوة‭ ‬دفاع‭ ‬البحرين‭.‬

بفضل‭ ‬التوجيهات‭ ‬الملكية‭ ‬السديدة‭ ‬لحضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬المفدى‭ ‬القائد‭ ‬الأعلى‭ -‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه‭-‬،‭ ‬فإن‭ ‬قوة‭ ‬دفاع‭ ‬البحرين‭ ‬منذ‭ ‬تأسيسها‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1968م‭ ‬في‭ ‬عهد‭ ‬المغفور‭ ‬له‭ ‬بإذن‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬سمو‭ ‬الشيخ‭ ‬عيسى‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬طيب‭ ‬الله‭ ‬ثراه،‭ ‬وهي‭ ‬تعمل‭ ‬بشكل‭ ‬دائم‭ ‬ومستمر‭ ‬على‭ ‬إنجاز‭ ‬المهام‭ ‬الملقاة‭ ‬على‭ ‬عاتقها‭ ‬بكل‭ ‬كفاءة‭ ‬واقتدار‭ ‬بكل‭ ‬حرفية‭ ‬واتقان،‭ ‬وتحملت‭ ‬مسؤوليات‭ ‬مهمة‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬الظروف‭ ‬مما‭ ‬مكنها‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬تشق‭ ‬طريقاً‭ ‬راسخاً‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الشأن‭ ‬مع‭ ‬إشادة‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬الشقيقة‭ ‬والصديقة‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬دول‭ ‬العالم،‭ ‬وغدت‭ ‬قوة‭ ‬دفاع‭ ‬رمزاً‭ ‬للفداء‭ ‬والعطاء‭ ‬وعلامة‭ ‬مضيئة‭ ‬ومشرقة‭ ‬في‭ ‬الوطن،‭ ‬وأضحت‭ ‬مصدر‭ ‬عزة‭ ‬وفخر‭ ‬لكل‭ ‬من‭ ‬يقطن‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الأرض‭ ‬الطيبة‭.‬

الوفاء‭ ‬عنوان‭ ‬التأسيس

ويعود‭ ‬تاريخ‭ ‬إنشاء‭ ‬قوة‭ ‬دفاع‭ ‬البحرين‭ ‬الى‭ ‬شهر‭ ‬أغسطس‭ ‬من‭ ‬عام‭ ‬1968،‭ ‬وكانت‭ ‬تسمى‭ ‬آنذاك‭ (‬الحرس‭ ‬الوطني‭) ‬ثم‭ ‬تغير‭ ‬اسمها‭ ‬في‭ ‬23‭ ‬سبتمبر‭ ‬من‭ ‬عام‭ ‬1968‭ ‬الى‭ ‬قوة‭ ‬دفاع‭ ‬البحرين،‭ ‬وقد‭ ‬ظهرت‭ ‬أولى‭ ‬طلائع‭ ‬الوحدات‭ ‬العسكرية‭ ‬العاملة‭ ‬فيها‭ ‬في‭ ‬الخامس‭ ‬من‭ ‬فبراير‭ ‬من‭ ‬عام‭ ‬1969‭ ‬وفقا‭ ‬للخطة‭ ‬المقررة‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬العمل‭ ‬بمقتضاها‭ ‬لتكفل‭ ‬كل‭ ‬عوامل‭ ‬التقدم‭ ‬بخطوات‭ ‬جريئة‭ ‬على‭ ‬أسس‭ ‬علمية،‭ ‬وقواعد‭ ‬ثابتة‭ ‬لتأسيس‭ ‬قوة‭ ‬عسكرية‭ ‬مسلحة‭ ‬تقوم‭ ‬بالدفاع‭ ‬عن‭ ‬حدود‭ ‬الوطن‭ ‬وسلامة‭ ‬أراضيه،‭ ‬ثم‭ ‬صدر‭ ‬المرسوم‭ ‬بقانون‭ ‬رقم‭ ‬23‭ ‬لسنة‭ ‬1979‭ ‬بإصدار‭ ‬قانون‭ ‬خدمة‭ ‬الأفراد،‭ ‬وفي‭ ‬الخامس‭ ‬من‭ ‬فبراير‭ ‬من‭ ‬عام‭ ‬1979‭ ‬تم‭ ‬الاحتفال‭ ‬بتخريج‭ ‬دفعة‭ ‬المجندين‭ ‬الأولى‭.‬

ولأن‭ ‬الوفاء‭ ‬إحدى‭ ‬القيم‭ ‬الأساسية‭ ‬التي‭ ‬بني‭ ‬على‭ ‬أساسها‭ ‬هذا‭ ‬الصرح‭ ‬الشامخ،‭ ‬قال‭ ‬حضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬المفدى‭ ‬في‭ ‬تصريح‭ ‬له‭ ‬في‭ ‬السادس‭ ‬من‭ ‬فبراير‭ ‬2018‭: ‬‮«‬إننا‭ ‬نستذكر‭ ‬بكل‭ ‬إكبار‭ ‬وإجلال‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المناسبة‭ ‬الوطنية‭ ‬واضع‭ ‬اللبِنة‭ ‬الأولى‭ ‬لهذا‭ ‬الصرح‭ ‬الشامخ،‭ ‬وباني‭ ‬أركانه،‭ ‬والد‭ ‬الجميع‭ ‬قائد‭ ‬مسيرتنا‭ ‬الحديثة،‭ ‬صاحب‭ ‬العظمة‭ ‬الشيخ‭ ‬عيسى‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬طيب‭ ‬الله‭ ‬ثراه،‭ ‬كإحدى‭ ‬ثمار‭ ‬عهده‭ ‬الميمون‭ ‬من‭ ‬إنجازات‭ ‬في‭ ‬شتى‭ ‬الميادين‭ ‬شكلت‭ ‬نقلة‭ ‬حضارية‭ ‬في‭ ‬تطور‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‮»‬‭.‬

لحظات‭ ‬التأسيس

تأسست‭ ‬قوة‭ ‬دفاع‭ ‬البحرين‭ ‬عام‭ ‬1968م،‭ ‬معلنة‭ ‬بداية‭ ‬انطلاقة‭ ‬حضارية‭ ‬بارزة‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬البحرين‭ ‬المعاصر،‭ ‬آخذة‭ ‬على‭ ‬عاتقها‭ ‬مهمة‭ ‬حماية‭ ‬إنجازاتها‭ ‬العظيمة،‭ ‬وحفظ‭ ‬نهضتها‭ ‬الشاملة‭. ‬لقد‭ ‬أشرقت‭ ‬شمس‭ ‬قوة‭ ‬دفاع‭ ‬البحرين،‭ ‬وبلغت‭ ‬شأناً‭ ‬عظيماً‭ ‬في‭ ‬مجدها‭ ‬وعزها،‭ ‬وسارت‭ ‬بخطى‭ ‬حثيثة‭ ‬وثابتة‭ ‬نحو‭ ‬مدراج‭ ‬الرقي‭ ‬والازدهار،‭ ‬وتحقق‭ ‬لها‭ ‬من‭ ‬المنجزات‭ ‬العسكرية‭ ‬ما‭ ‬جعلها‭ ‬في‭ ‬مصاف‭ ‬الجيوش‭ ‬المتقدمة‭.‬

جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المفدى‭ ‬القائد‭ ‬الأعلى‭.. ‬واضـــع‭ ‬اللبنـات‭ ‬الأولى‭ ‬في‭ ‬صـرح‭ ‬المجـــد

وبإشراف‭ ‬مباشر،‭ ‬ورعاية‭ ‬كريمة‭ ‬من‭ ‬حضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬عاهل‭ ‬البلاد‭ ‬المفدى‭ ‬القائد‭ ‬الأعلى‭ ‬بُنيت‭ ‬اللبنات‭ ‬الأساسية‭ ‬لهذا‭ ‬الصرح‭ ‬الدفاعي‭ ‬الشامخ،‭ ‬وترسخت‭ ‬دعائمه،‭ ‬وعلت‭ ‬أركانه،‭ ‬مما‭ ‬مكنه‭ ‬من‭ ‬أداء‭ ‬واجبه،‭ ‬والقيام‭ ‬بمهامه‭ ‬العظيمة‭ ‬المتمثلة‭ ‬في‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬الوطن‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬استقراره‭ ‬ومكتسباته‭ ‬ومنجزاته‭ ‬الحضارية‭ ‬والتنموية،‭ ‬فحققت‭ ‬هذه‭ ‬المؤسسة‭ ‬أهدافها،‭ ‬وكانت‭ ‬دائماً‭ ‬الحصن‭ ‬المنيع‭ ‬والدرع‭ ‬الواقية‭ ‬للوطن‭ ‬والمواطن‭.‬

وبدأ‭ ‬جلالته‭ ‬في‭ ‬وضع‭ ‬اللبنات‭ ‬الأولى‭ ‬لقوة‭ ‬دفاع‭ ‬البحرين،‭ ‬وأشرف‭ ‬على‭ ‬وضع‭ ‬الخطط‭ ‬لانخراط‭ ‬أبناء‭ ‬الوطن‭ ‬في‭ ‬سلك‭ ‬العسكرية،‭ ‬ووضع‭ ‬البرامج‭ ‬لتدريبهم‭ ‬داخل‭ ‬البلاد‭ ‬وخارجها،‭ ‬وتوفير‭ ‬الأسلحة،‭ ‬والمعدات،‭ ‬والتجهيزات،‭ ‬والمباني‭ ‬الإدارية،‭ ‬ومباني‭ ‬التدريب،‭ ‬والإشراف‭ ‬المباشر‭ ‬على‭ ‬تنفيذ‭ ‬هذه‭ ‬الخطط‭ ‬والبرامج؛‭ ‬لتحقيق‭ ‬الأهداف‭ ‬السامية‭ ‬والعظيمة‭ ‬التي‭ ‬جند‭ ‬سموه‭ ‬نفسه‭ ‬لإنجازها‭.‬

كما‭ ‬تابع‭ ‬جلالته‭ ‬تأسيس‭ ‬أول‭ ‬وحدة‭ ‬عسكرية‭ ‬هي‭ ‬مركز‭ ‬التدريب‭ ‬لقوة‭ ‬الدفاع‭ ‬الملكي،‭ ‬وأشرف‭ ‬على‭ ‬استقبال‭ ‬أول‭ ‬دفعة‭ ‬مجندين،‭ ‬وشهد‭ ‬مع‭ ‬سمو‭ ‬الأمير‭ ‬الراحل‭ ‬وكبار‭ ‬المسؤولين‭ ‬في‭ ‬الدولة‭ ‬حفل‭ ‬تخريجها؛‭ ‬ليتوالى‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬استقبال‭ ‬دفعات‭ ‬المجندين،‭ ‬وتخريجهم،‭ ‬وتشكيل‭ ‬وحدات،‭ ‬وأسلحة‭ ‬قوة‭ ‬دفاع‭ ‬البحرين‭.‬

ورغبة‭ ‬من‭ ‬جلالته‭ ‬في‭ ‬تنمية‭ ‬دراساته‭ ‬العسكرية‭ ‬التحق‭ ‬في‭ ‬الحادي‭ ‬والعشرين‭ ‬من‭ ‬يونيو‭ ‬1971م‭ ‬بكلية‭ ‬القيادة‭ ‬والأركان‭ ‬في‭ ‬فورث‭ ‬ليفنويرث‭ ‬بولاية‭ ‬كنساس‭ ‬بالولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية،‭ ‬وكان‭ ‬أثناء‭ ‬فراغه‭ ‬في‭ ‬ليفنويرث‭ ‬يتلقى‭ ‬مقرراً‭ ‬في‭ ‬المراسلات‭ ‬الخارجية‭ ‬في‭ ‬الكلية‭ ‬الصناعية‭ ‬للقوات‭ ‬المسلحة‭ ‬في‭ ‬واشنطن،‭ ‬حيث‭ ‬نال‭ ‬شهادة‭ ‬الدبلوم‭ ‬الوطنية‭ ‬في‭ ‬الإدارة‭ ‬العسكرية،‭ ‬وذلك‭ ‬في‭ ‬الحادي‭ ‬والثلاثين‭ ‬من‭ ‬مايو‭ ‬1972م‭.‬

وفي‭ ‬التاسع‭ ‬من‭ ‬شهر‭ ‬يونيو‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬التالي‭ ‬تخرج‭ ‬بدرجة‭ ‬شرف‭ ‬في‭ ‬القيادة‭ ‬ورئاسة‭ ‬الأركان‭.‬

كما‭ ‬حصل‭ ‬في‭ ‬السادس‭ ‬والعشرين‭ ‬من‭ ‬يونيو‭ ‬1972م‭ ‬على‭ ‬شهادة‭ ‬الشرف‭ ‬العسكرية‭ ‬من‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية،‭ ‬وذلك‭ ‬تقديراً‭ ‬لما‭ ‬أنجزه‭ ‬في‭ ‬الشؤون‭ ‬العسكرية‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬1968م،‭ ‬ونتيجة‭ ‬لذلك‭ ‬تم‭ ‬وضع‭ ‬اسمه‭ ‬من‭ ‬ضمن‭ ‬الأسماء‭ ‬المدرجة‭ ‬في‭ ‬لوحة‭ ‬الشرف‭ ‬للضباط‭ ‬في‭ ‬الكلية‭.‬

‮ ‬وظل‭ ‬متبوّئا‭ ‬منصب‭ ‬القائد‭ ‬العام‭ ‬لقوة‭ ‬دفاع‭ ‬البحرين‭ ‬منذ‭ ‬الشروع‭ ‬في‭ ‬تأسيسها،‭ ‬وتولى‭ ‬منصب‭ ‬رئيس‭ ‬دائرة‭ ‬الدفاع،‭ ‬وأصبح‭ ‬عضوا‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬الدولة‭ ‬الذي‭ ‬تأسس‭ ‬في‭ ‬التاسع‭ ‬عشر‭ ‬من‭ ‬يناير1970م،‭ ‬ثم‭ ‬أصبح‭ ‬وزيراً‭ ‬للدفاع‭ ‬حين‭ ‬تشكل‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬في‭ ‬الخامس‭ ‬عشر‭ ‬من‭ ‬أغسطس‭ ‬1971م،‭ ‬واستمر‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المنصب‭ ‬حتى‭ ‬الحادي‭ ‬والثلاثين‭ ‬من‭ ‬مارس‭ ‬1988م،‭ ‬ثم‭ ‬قائداً‭ ‬أعلى‭ ‬لقوة‭ ‬دفاع‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬السادس‭ ‬من‭ ‬مارس‭ ‬1999م‭.‬

‮ ‬دفعــة‭ ‬المجنديـن‭ ‬الأولى‭ ‬

وما‭ ‬إن‭ ‬أعلن‭ ‬فتح‭ ‬باب‭ ‬التجنيد‭ ‬حتى‭ ‬تدفق‭ ‬سيل‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬أبناء‭ ‬الوطن‭ ‬على‭ ‬لجنة‭ ‬التجنيد‭ ‬بمركز‭ ‬تدريب‭ ‬قوة‭ ‬الدفاع‭ ‬الملكي،‭ ‬يحدوهم‭ ‬الأمل‭ ‬في‭ ‬الانخراط‭ ‬في‭ ‬أشرف‭ ‬مهنة،‭ ‬وتقديم‭ ‬أول‭ ‬تضحية‭ ‬للوطن‭.‬

وفي‭ ‬الثامن‭ ‬والعشرين‭ ‬من‭ ‬أكتوبر‭ ‬عام‭ ‬1968م،‭ ‬بدأت‭ ‬التدريبات‭ ‬الفعلية‭ ‬للدفعة‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬المجندين،‭ ‬وقد‭ ‬كان‭ ‬الحماس‭ ‬والرغبة‭ ‬يفوح‭ ‬عبيرهما‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬المجندين‭ ‬لإتقان‭ ‬التدريبات‭ ‬العسكرية‭.‬

وكان‭ ‬الخامس‭ ‬من‭ ‬فبراير‭ ‬1969م‭ ‬موعداً‭ ‬لتخريج‭ ‬الدفعة‭ ‬الأولى،‭ ‬حيث‭ ‬جرى‭ ‬احتفال‭ ‬كبير‭ ‬برعاية‭ ‬المغفور‭ ‬له‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الشيخ‭ ‬عيسى‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬أمير‭ ‬البلاد‭ ‬الراحل‭ -‬طيب‭ ‬الله‭ ‬ثراه‭-.. ‬وبحق‭ ‬كان‭ ‬هذا‭ ‬اليوم‭ ‬تاريخياً‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬ينسى،‭ ‬وقد‭ ‬كانت‭ ‬أهازيج‭ ‬الفرح‭ ‬والغبطة‭ ‬والسرور‭ ‬قد‭ ‬ارتسمت‭ ‬على‭ ‬وجوه‭ ‬المواطنين‭ ‬وهم‭ ‬يرون‭ ‬أبناءهم‭ ‬وإخوانهم‭ ‬في‭ ‬العرض‭ ‬العسكري‭ ‬يسيرون‭ ‬بخطواتهم‭ ‬العسكرية‭ ‬القوية‭ ‬رافعي‭ ‬الرؤوس‭ ‬بكل‭ ‬فخر‭ ‬واعتزاز‭ ‬وهمم‭. ‬وقد‭ ‬خاطب‭ ‬المغفور‭ ‬له‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الشيخ‭ ‬عيسى‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬أمير‭ ‬البلاد‭ ‬الراحل‭ -‬طيب‭ ‬الله‭ ‬ثراه‭- ‬الخريجين‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المناسبة‭: ‬‮«‬إننا‭ ‬ننظر‭ ‬إليكم‭ ‬اليوم‭ ‬بعين‭ ‬الإعجاب‭ ‬والفخر؛‭ ‬لتكونوا‭ ‬مثالاً‭ ‬لإخوة‭ ‬لكم،‭ ‬وإننا‭ ‬نرجو‭ ‬المزيد‭ ‬لخير‭ ‬هذا‭ ‬الوطن‭ ‬على‭ ‬أيديكم‭ ‬الفتية،‭ ‬وخبرتكم‭ ‬المتينة؛‭ ‬لتكونوا‭ ‬بحق‭ ‬الدرع‭ ‬الحصين،‭ ‬والسند‭ ‬المتين‭ ‬لوطنكم‭ ‬وأمتكم‮»‬‭. ‬وتخليداً‭ ‬لهذه‭ ‬المناسبة‭ ‬الجليلة‭ ‬فقد‭ ‬صدرت‭ ‬الإرادة‭ ‬السامية‭ ‬باعتبار‭ ‬يوم‭ ‬الخامس‭ ‬من‭ ‬فبراير‭ ‬عام‭ ‬1969م‭ ‬عيداً‭ ‬لقوة‭ ‬دفاع‭ ‬البحرين‭. ‬وهكذا‭ ‬توالى‭ ‬تخريج‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الدفعات‭ ‬المدربة‭ ‬من‭ ‬الرجال‭ ‬إلى‭ ‬يومنا‭ ‬هذا‭.‬

‮ ‬القائد‭ ‬العام‭ .. ‬العضيد‭ ‬

لقد‭ ‬شهد‭ ‬المشير‭ ‬الركن‭ ‬الشيخ‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬أحمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬القائد‭ ‬العام‭ ‬لقوة‭ ‬دفاع‭ ‬البحرين‭ ‬جميع‭ ‬مراحل‭ ‬تأسيس‭ ‬وتطوير‭ ‬قوة‭ ‬دفاع‭ ‬البحرين،‭ ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬القائد‭ ‬الذي‭ ‬عاصر‭ ‬بداية‭ ‬انطلاقتها‭ ‬الرائدة،‭ ‬القائمة‭ ‬على‭ ‬التخطيط‭ ‬السليم‭ ‬المدروس،‭ ‬وساهم‭ ‬بكل‭ ‬تفان‭ ‬وإخلاص‭ ‬في‭ ‬عملية‭ ‬البناء‭ ‬وتحقيق‭ ‬إنجازاتها‭ ‬العظيمة،‭ ‬حتى‭ ‬وصلت‭ ‬إلى‭ ‬هذا‭ ‬المستوى‭.‬

فبتاريخ‭ ‬19‭ ‬ديسمبر‭ ‬1968م‭ ‬أنهى‭ ‬المشير‭ ‬الركـــن‭ ‬الشيخ‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬أحمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬دراسته‭ ‬العسكرية‭ ‬الأولى‭ (‬ساندهيرست‭) ‬برتبة‭ ‬ملازم‭. ‬تسلم‭ ‬المشير‭ ‬الركن‭ ‬الشيخ‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬أحمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬القائد‭ ‬العام‭ ‬لقوة‭ ‬دفاع‭ ‬البحرين‭ (‬الملازم‭ ‬آنذاك‭) ‬قيادة‭ ‬سرية‭ ‬المجندين‭ ‬ومسؤولية‭ ‬التدريبات‭ ‬النهائية‭ ‬والإشراف‭ ‬على‭ ‬تخريج‭ ‬الدفعة‭ ‬الأولى،‭ ‬وكان‭ ‬قائداً‭ ‬لطابور‭ ‬التخريج‭. ‬بتاريخ‭ ‬10‭ ‬نوفمبر‭ ‬1969م‭ ‬تم‭ ‬تعيين‭ ‬الملازم‭ ‬أول‭ ‬الشيخ‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬أحمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬قائداً‭ ‬لسرية‭ ‬المشاة‭ ‬الأولى‭.‬

في‭ ‬5‭ ‬فبراير‭ ‬1970م‭ ‬عُين‭ ‬المشير‭ ‬الركن‭ ‬الشيخ‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬أحمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬قائداً‭ ‬لكتيبة‭ ‬المشاة‭ ‬الآلية‭ ‬الأولى،‭ ‬وكان‭ ‬برتبة‭ ‬نقيب‭.‬

وبتاريخ‭ ‬27‭ ‬أكتوبر‭ ‬1972م‭ ‬تخرج‭ ‬في‭ ‬كلية‭ ‬القيادة‭ ‬والأركان‭ (‬كمبرلي‭) ‬بالمملكة‭ ‬المتحدة‭ ‬بدرجة‭ ‬الماجستير‭ ‬في‭ ‬العلوم‭ ‬العسكرية،‭ ‬وحصل‭ ‬على‭ ‬لقب‭ ‬رائد‭ ‬ركن‭.‬

وفي‭ ‬6‭ ‬نوفمبــر‭ ‬1973م‭ ‬أصدر‭ ‬حضــرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجــلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيســى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬عاهل‭ ‬البلاد‭ ‬المفدى‭ ‬القائد‭ ‬الأعلى‭ (‬القائد‭ ‬العام‭ ‬آنذاك‭) ‬أوامره‭ ‬بتعيينه‭ ‬قائداً‭ ‬لمجموعة‭ ‬القتال‭ ‬الأولى‭ ‬وكان‭ ‬برتبة‭ ‬رائد‭ ‬ركن‭.‬

وفي‭ ‬19‭ ‬يناير‭ ‬عام‭ ‬1974م‭ ‬صدر‭ ‬الأمر‭ ‬الأميري‭ ‬رقم‭ (‬1‭) ‬لسنة‭ ‬1974م‭ ‬بتعيينه‭ ‬رئيساً‭ ‬لهيئة‭ ‬أركان‭ ‬قوة‭ ‬الدفاع‭ ‬وكان‭ ‬برتبة‭ ‬مقدم‭ ‬ركن‭.‬

وبتاريخ‭ ‬12‭ ‬يوليو‭ ‬1975م‭ ‬صدرت‭ ‬إرادة‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬أمير‭ ‬البلاد‭ ‬الراحل‭ ‬الشيخ‭ ‬عيسى‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ -‬طيب‭ ‬الله‭ ‬ثراه‭- ‬بترفيعه‭ ‬إلى‭ ‬رتبة‭ ‬عقيد‭ ‬ركن‭.‬

وبتاريخ‭ ‬12‭ ‬يوليو‭ ‬1979م‭ ‬صدرت‭ ‬إرادة‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الأمير‭ ‬الراحل‭ ‬الشيخ‭ -‬طيب‭ ‬الله‭ ‬ثراه‭- ‬بترفيــع‭ ‬العقيد‭ ‬الركـــن‭ ‬الشيخ‭ ‬خليفـة‭ ‬بن‭ ‬أحمـد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬رئيس‭ ‬هيئة‭ ‬الأركان‭ ‬آنذاك‭ ‬إلى‭ ‬رتبة‭ ‬عميد‭ ‬ركن‭.‬

وبتاريخ‭ ‬4‭ ‬فبراير‭ ‬1986م‭ ‬صدر‭ ‬الأمر‭ ‬السامي‭ ‬لصاحب‭ ‬السمو‭ ‬أمير‭ ‬البلاد‭ ‬الراحل‭ -‬طيب‭ ‬الله‭ ‬ثراه‭- ‬بترفيـــــع‭ ‬العميد‭ ‬الركـــن‭ ‬الشيخ‭ ‬خليفــــة‭ ‬بن‭ ‬أحمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ (‬رئيس‭ ‬هيئة‭ ‬الأركان‭ ‬آنذاك‭) ‬إلى‭ ‬رتبة‭ ‬لواء‭ ‬ركن‭.‬

وبتاريخ‭ ‬31‭ ‬مارس‭ ‬1988م‭ ‬صدر‭ ‬المرسوم‭ ‬الأميري‭ ‬رقم‭ (‬1‭) ‬لسنة‭ ‬1988‭ ‬بتعين‭ ‬اللواء‭ ‬الركن‭ ‬الشيخ‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬أحمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬وزيراً‭ ‬للدفاع،‭ ‬ثم‭ ‬صدر‭ ‬المرسوم‭ ‬الأميري‭ ‬رقم‭ (‬5‭) ‬لسنة‭ ‬1988‭ ‬بتعين‭ ‬اللواء‭ ‬الركن‭ ‬الشيخ‭ ‬خليفـــة‭ ‬بن‭ ‬أحمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬وزيراً‭ ‬للدفاع‭ ‬نائباً‭ ‬للقائد‭ ‬العام‭ ‬لقوة‭ ‬الدفاع‭.‬

وبتاريخ‭ ‬4‭ ‬فبراير‭ ‬1993م‭ ‬صدر‭ ‬الأمر‭ ‬السامي‭ ‬لصاحب‭ ‬السمو‭ ‬أمير‭ ‬البلاد‭ ‬الراحل‭ -‬طيب‭ ‬الله‭ ‬ثراه‭- ‬بترفيــع‭ ‬اللـــواء‭ ‬الركـــن‭ ‬الشيخ‭ ‬خليفـــة‭ ‬بن‭ ‬أحمــد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ (‬وزير‭ ‬الدفاع‭ ‬نائب‭ ‬القائد‭ ‬العام‭ ‬آنذاك‭) ‬إلى‭ ‬رتبة‭ ‬فريق‭ ‬ركن‭.‬

وبتاريخ‭ ‬4‭ ‬فبراير‭ ‬2001م‭ ‬صدر‭ ‬الأمر‭ ‬السامي‭ ‬لحضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالـة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسـى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ملك‭ ‬البلاد‭ ‬المفدى‭ ‬القائد‭ ‬الأعلى‭ (‬أمير‭ ‬البلاد‭ ‬آنذاك‭) ‬أمر‭ ‬أميـري‭ ‬رقم‭ ‬‮«‬9‮»‬‭ ‬لسنة‭ ‬2001م‭ ‬بترقيــة‭ ‬الفريق‭ ‬الركن‭ ‬الشيخ‭ ‬خليفـــة‭ ‬بن‭ ‬أحمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ (‬وزير‭ ‬الدفاع‭ ‬نائب‭ ‬القائد‭ ‬العام‭ ‬آنذاك‭) ‬إلى‭ ‬رتبة‭ ‬فريق‭ ‬أول‭ ‬ركن‭.‬

وبتاريخ‭ ‬6‭ ‬يناير‭ ‬2008م‭ ‬صدر‭ ‬الأمر‭ ‬الملكي‭ ‬رقم‭ (‬2‭) ‬لسنة‭ ‬2008م‭ ‬بتعيين‭ ‬الفريق‭ ‬أول‭ ‬ركن‭ ‬الشيخ‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬أحمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬قائداً‭ ‬عاماً‭ ‬لقوة‭ ‬دفاع‭ ‬البحرين‭.‬

وبتاريخ‭ ‬8‭ ‬فبراير‭ ‬2011م‭ ‬أصدر‭ ‬حضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬المفدى‭ ‬القائد‭ ‬الأعلى‭ ‬أمراً‭ ‬ملكياً‭ ‬بترقية‭ ‬الفريق‭ ‬أول‭ ‬ركن‭ ‬الشيخ‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬أحمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬القائد‭ ‬العام‭ ‬لقوة‭ ‬دفاع‭ ‬البحرين‭ ‬إلى‭ ‬رتبة‭ ‬مشير‭ ‬ركن‭.‬

‮ ‬تشكيل‭ ‬وحدات‭ ‬وأسلحة‭ ‬قوة‭ ‬دفاع‭ ‬البحرين

بدأ‭ ‬التشكيل‭ ‬الطبيعي‭ ‬لوحدات‭ ‬قوة‭ ‬الدفاع‭ ‬بالقوات‭ ‬البرية،‭ ‬وبعد‭ ‬اكتمالها‭ ‬جاء‭ ‬دور‭ ‬القوات‭ ‬الجوية‭ ‬ثم‭ ‬القوات‭ ‬البحرية،‭ ‬وهكذا‭ ‬اكتملت‭ ‬الحلقة‭ ‬بتأسيس‭ ‬الأسلحة‭ ‬الرئيسية،‭ ‬وكان‭ ‬تطور‭ ‬التشكيلات‭ ‬يسير‭ ‬جنباً‭ ‬إلى‭ ‬جنب‭ ‬منذ‭ ‬تلك‭ ‬الفترة‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬مع‭ ‬إدخال‭ ‬الأسلحة‭ ‬الحديثة‭ ‬والمتطورة‭ ‬لمختلف‭ ‬القوات‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬دخلت‭ ‬إلى‭ ‬الخدمة‭ ‬منظومة‭ ‬الأسلحة‭ ‬الحديثة‭ ‬والمتقدمة‭.‬

وتشكل‭ ‬القوات‭ ‬البرية‭ ‬بأسلحتها‭ ‬وآلياتها‭ ‬المختلفة‭ ‬منظومة‭ ‬متكاملة‭ ‬في‭ ‬أداء‭ ‬واجباتها،‭ ‬وتنفيذ‭ ‬ما‭ ‬يوكل‭ ‬إليها‭ ‬من‭ ‬مهام‭ ‬باقتدار‭ ‬وفعالية‭.‬

سعت‭ ‬قوة‭ ‬الدفاع‭ ‬منذ‭ ‬تأسيسها‭ ‬الى‭ ‬تشكيل‭ ‬نواة‭ ‬القوة‭ ‬البرية‭ ‬وأولتها‭ ‬عناية‭ ‬فائقة‭ ‬في‭ ‬الإعداد‭ ‬والتدريب‭ ‬والتسليح‭ ‬والتجهيز،‭ ‬ووضعتها‭ ‬ضمن‭ ‬برامج‭ ‬الخطط‭ ‬التطويرية‭ ‬المستمرة‭ ‬التي‭ ‬تحرص‭ ‬قوة‭ ‬الدفاع‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬على‭ ‬الوصول‭ ‬بكل‭ ‬وحداتها‭ ‬إلى‭ ‬المستوى‭ ‬اللائق،‭ ‬الذي‭ ‬يساير‭ ‬روح‭ ‬العصر‭ ‬الحديث،‭ ‬ونظرياته‭ ‬العسكرية،‭ ‬وأسلحته‭ ‬الدقيقة‭ ‬المتقدمة‭.‬

ونظراً‭ ‬إلى‭ ‬أهمية‭ ‬سلاح‭ ‬الجو‭ ‬في‭ ‬المعركة‭ ‬الحديثة،‭ ‬ودوره‭ ‬المحوري‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬غنى‭ ‬لأي‭ ‬قوة‭ ‬مسلحة‭ ‬عنه،‭ ‬فقد‭ ‬أمر‭ ‬حضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬المفدى‭ ‬القائد‭ ‬الأعلى‭ ‬بتشكيل‭ ‬سلاح‭ ‬الجو‭ ‬الملكي‭ ‬البحريني‭ ‬في‭ ‬الثامن‭ ‬من‭ ‬مايو‭ ‬1976م‭.‬

وقد‭ ‬زود‭ ‬السلاح‭ ‬منذ‭ ‬التأسيس‭ ‬بأحدث‭ ‬المعدات‭ ‬والتجهيزات‭ ‬المتطورة،‭ ‬التي‭ ‬تديرها‭ ‬أطقم‭ ‬ماهرة‭ ‬عالية‭ ‬الكفاءة‭ ‬من‭ ‬أبناء‭ ‬الوطن‭ ‬المتميزين،‭ ‬الذين‭ ‬أثبتوا‭ ‬براعتهم‭ ‬الفائقة‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬المقاتلات‭ ‬الحديثة‭ ‬المتطورة،‭ ‬وصيانتها‭ ‬بالأجهزة‭ ‬الحساسة‭ ‬المعقدة‭.‬

وشارك‭ ‬سلاح‭ ‬الجو‭ ‬الملكي‭ ‬البحريني‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المهام‭ ‬والعمليات‭ ‬العسكرية،‭ ‬منها‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬معركة‭ ‬تحرير‭ ‬دولة‭ ‬الكويت‭ ‬الشقيقة‭ ‬والحرب‭ ‬ضد‭ ‬الإرهاب‭ ‬وعمليتا‭ ‬‮«‬عاصفة‭ ‬الحزم‮»‬‭ ‬وإعادة‭ ‬الأمل‭ ‬وغيرها‭.‬

لقد‭ ‬أثبتت‭ ‬الدراسات‭ ‬الأولية‭ ‬التي‭ ‬تمت‭ ‬مع‭ ‬بداية‭ ‬تشكيل‭ ‬قوة‭ ‬دفاع‭ ‬البحرين‭ ‬حتمية‭ ‬إيجاد‭ ‬سلاح‭ ‬بحري‭ ‬فعال،‭ ‬وعلى‭ ‬درجة‭ ‬عالية‭ ‬من‭ ‬الكفاءة‭ ‬والاقتدار،‭ ‬يؤدي‭ ‬واجبه‭ ‬على‭ ‬أكمل‭ ‬وجه؛‭ ‬للمحافظة‭ ‬على‭ ‬أمن‭ ‬وسلامة‭ ‬الوطن‭.‬

وكانت‭ ‬الخطوة‭ ‬الأولى‭ ‬هي‭ ‬إعداد‭ ‬الكوادر‭ ‬الوطنية‭ ‬المؤهلة‭ ‬من‭ ‬ضباط‭ ‬ومهندسين‭ ‬وإداريين‭ ‬وفنيين‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إرسال‭ ‬أول‭ ‬دفعة‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الكوادر‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1974م‭ ‬لدراسة‭ ‬مختلف‭ ‬التخصصات‭ ‬البحرية‭.‬

وقد‭ ‬دشنت‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬أول‭ ‬سفينة‭ ‬حربية‭ ‬لها‭ ‬في‭ ‬20‭ ‬مارس‭ ‬1979م،‭ ‬وهي‭ ‬سفينة‭ (‬الزبارة‭)‬،‭ ‬تلتها‭ ‬سفينة‭ (‬حوار‭) ‬في‭ ‬مارس‭ ‬1982م‭.‬

وفي‭ ‬5‭ ‬فبراير‭ ‬1983‭ ‬دشنت‭ ‬ثلاث‭ ‬سفن‭ ‬حربية‭ ‬هي‭ (‬الجارم‭ ‬،‭ ‬والجسرة،‭ ‬وعجيرة‭)‬،‭ ‬وبعدهم‭ ‬بعام‭ ‬دشنت‭ ‬السفينة‭ ‬الصاروخية‭ (‬أحمد‭ ‬الفاتح‭).‬

ودشنت‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬سنوات‭ ‬لاحقة‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬السفن‭ ‬الحربية،‭ ‬منها‭ (‬الجابري‭) ‬و‭(‬عبدالرحمن‭ ‬الفاضل‭) ‬و‭(‬المنامة‭) ‬و‭(‬المحرق‭) ‬و‭(‬الطويلة‭) ‬و‭(‬صبحا‭) ‬و‭(‬البديع‭ ) ‬و‭(‬دينار‭).‬

وشارك‭ ‬السلاح‭ ‬في‭ ‬مهام‭ ‬عملياتية‭ ‬وإنسانية‭ ‬حول‭ ‬العالم،‭ ‬كما‭ ‬تسلم‭ ‬مسؤولية‭ ‬قيادة‭ ‬قوة‭ ‬الواجب‭ ‬المشتركة‭ (‬152‭) ‬وهذا‭ ‬إنجاز‭ ‬تاريخي‭ ‬لمملكة‭ ‬البحرين‭ ‬كأول‭ ‬دولة‭ ‬عربية‭ ‬تحظى‭ ‬بتكليف‭ ‬قيادة‭ ‬قوة‭ ‬الواجب‭ ‬المشتركة‭ (‬152‭) ‬التابعة‭ ‬لقوات‭ ‬التحالف‭ ‬الدولي‭ ‬تحت‭ ‬مظلة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬العاملة‭ ‬في‭ ‬وسط‭ ‬وجنوب‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭.‬

‮ ‬التدريب‭.. ‬والتمارين

لقد‭ ‬روعي‭ ‬عند‭ ‬تشكيل‭ ‬قوة‭ ‬الدفاع‭ ‬أن‭ ‬تنسجم‭ ‬خطط‭ ‬وبرامج‭ ‬ومراحل‭ ‬التدريب‭ ‬فيها‭ ‬مع‭ ‬الاعتبارات‭ ‬الواقعية‭ ‬والحقيقية‭ ‬التي‭ ‬يواجهها‭ ‬الفرد‭ ‬في‭ ‬حياته‭ ‬العسكرية‭ ‬في‭ ‬أوقات‭ ‬السلم‭ ‬والحرب،‭ ‬وفي‭ ‬شتى‭ ‬الظروف‭ ‬الزمانية‭ ‬والمكانية‭.‬

فكان‭ ‬الاهتمام‭ ‬بالإنسان‭ ‬وتنمية‭ ‬قدراته‭ ‬هو‭ ‬محور‭ ‬اهتمامات‭ ‬القيادة‭ ‬العامة،‭ ‬والعمود‭ ‬الفقري‭ ‬لسياسة‭ ‬التدريب‭ ‬في‭ ‬قوة‭ ‬الدفاع‭ ‬التي‭ ‬تركزت‭ ‬على‭ ‬تهيئة‭ ‬الضباط‭ ‬والأفراد،‭ ‬وإمدادهم‭ ‬بالعلوم‭ ‬والنظريات‭ ‬العسكرية،‭ ‬كل‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬اختصاصه،‭ ‬والتركيز‭ ‬على‭ ‬الجانب‭ ‬العملي‭ ‬واستيعاب‭ ‬طرق‭ ‬الاستعمال‭ ‬والصيانة‭ ‬لمختلف‭ ‬الأسلحة‭ ‬والمنظومات‭.‬

وتعدّ‭ ‬كلية‭ ‬عيسى‭ ‬العسكرية‭ ‬الملكية‭ ‬والكلية‭ ‬الملكية‭ ‬للقيادة‭ ‬والأركان‭ ‬والدفاع‭ ‬الوطني‭ ‬ومركز‭ ‬تدريب‭ ‬قوة‭ ‬الدفاع‭ ‬الملكي‭ ‬والمدارس‭ ‬والمعاهد‭ ‬الفنية‭ ‬صروحا‭ ‬تدريبية‭ ‬متميزة‭ ‬تدفقت‭ ‬خلالها‭ ‬أجيال‭ ‬متسلحة‭ ‬بالانضباط‭ ‬والعلم‭ ‬العسكري‭.‬

ومن‭ ‬هذا‭ ‬المنطلق‭ ‬كان‭ ‬الاهتمام‭ ‬بالتمارين‭ ‬القتالية‭ ‬الميدانية‭ ‬لمختلف‭ ‬وحدات‭ ‬قوة‭ ‬الدفاع‭ ‬وذلك‭ ‬لبناء‭ ‬الجندي‭ ‬المقاتل‭ ‬ذي‭ ‬الكفاءة‭ ‬العالية‭ ‬التي‭ ‬تؤهله‭ ‬لممارسة‭ ‬الأعمال‭ ‬القتالية‭ ‬الفعلية‭ ‬في‭ ‬ظروف‭ ‬العمليات‭ ‬الميدانية؛‭ ‬ولكي‭ ‬يستطيع‭ ‬أن‭ ‬يطبق‭ ‬ما‭ ‬نالهُ‭ ‬خلال‭ ‬التدريب‭ ‬وما‭ ‬أتقنه‭ ‬في‭ ‬الدراسة‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع‭.‬

واهتمت‭ ‬قوة‭ ‬الدفاع‭ ‬بالتدريبات‭ ‬المشتركة‭ ‬التي‭ ‬تقام‭ ‬سنوياً‭ ‬مع‭ ‬الأشقاء‭ ‬في‭ ‬جيوش‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي،‭ ‬وأعطتها‭ ‬جل‭ ‬اهتمامها،‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬التنسيق‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬التعاون‭ ‬المشترك‭ ‬بين‭ ‬هذه‭ ‬القوات‭ ‬الشقيقة،‭ ‬وتبادل‭ ‬الخبرات‭ ‬الميدانية،‭ ‬واكتساب‭ ‬المهارات‭ ‬التكتيكية،‭ ‬والارتقاء‭ ‬بمستوى‭ ‬الأداء‭ ‬القتالي،‭ ‬ورفع‭ ‬القدرات‭ ‬والإمكانيات‭ ‬بين‭ ‬القوات‭ ‬ال‭ ‬في‭ ‬الميدان‭.‬

‮ ‬المشاركات‭ ‬العملياتية‭ ‬لقوة‭ ‬دفاع‭ ‬البحرين

يثبت‭ ‬تاريخ‭ ‬مشاركات‭ ‬قوة‭ ‬دفاع‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الميادين‭ ‬وجبهات‭ ‬القتال‭ ‬أن‭ ‬قيادتها‭ ‬الشجاعة‭ ‬وجنودها‭ ‬البواسل‭ ‬كانوا‭ ‬على‭ ‬أهبة‭ ‬الاستعداد‭ ‬دوماً‭ ‬لأداء‭ ‬الواجب‭ ‬المقدس،‭ ‬وأنهم‭ ‬سيظلون‭ ‬العون‭ ‬والسند‭ ‬لأشقائهم‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي،‭ ‬وأحد‭ ‬أركان‭ ‬دعم‭ ‬حائط‭ ‬الصد‭ ‬العربي‭ ‬والدولي‭.‬

ويكشف‭ ‬المتتبع‭ ‬لتاريخ‭ ‬هذه‭ ‬المشاركات‭ ‬عن‭ ‬عدة‭ ‬حقائق‭ ‬مهمة،‭ ‬منها‭: ‬أنها‭ ‬تعود‭ ‬لعقود‭ ‬مضت،‭ ‬وقديمة‭ ‬قدم‭ ‬تاريخ‭ ‬إنشاء‭ ‬وتأسيس‭ ‬القوة‭ ‬ذاتها،‭ ‬كما‭ ‬أنها‭ ‬لم‭ ‬تقف‭ ‬عند‭ ‬الحدود‭ ‬الجغرافية‭ ‬لمنطقة‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬أو‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬والإسلامية‭ ‬التي‭ ‬ترتبط‭ ‬معها‭ ‬برباط‭ ‬الأخوة‭ ‬والمصير‭ ‬الواحد،‭ ‬وإنما‭ ‬تجاوزت‭ ‬متطلبات‭ ‬أداء‭ ‬الواجب‭ ‬الوطني‭ ‬ناحية‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬أجمع‭ ‬بما‭ ‬يفرضه‭ ‬الواقع‭ ‬الإنساني‭ ‬والتهديد‭ ‬المشترك‭.‬

ولم‭ ‬تقتصر‭ ‬هذه‭ ‬المشاركات‭ ‬المتعددة‭ ‬على‭ ‬المعارك‭ ‬الميدانية‭ ‬وخدمات‭ ‬الإسناد‭ ‬اللوجيستي‭ ‬والمواجهات‭ ‬الحربية،‭ ‬حيث‭ ‬كانت‭ ‬قوة‭ ‬دفاع‭ ‬البحرين‭ ‬بمثابة‭ ‬رأس‭ ‬حربة‭ ‬متقدمة‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المعارك‭ ‬التي‭ ‬استهدفت‭ ‬حماية‭ ‬الحدود‭ ‬للدول‭ ‬الشقيقة‭ ‬والصديقة،‭ ‬وإنما‭ ‬امتدت‭ ‬أدوارها‭ ‬إلى‭ ‬تأمين‭ ‬وصول‭ ‬المساعدات‭ ‬والاحتياجات‭ ‬إلى‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬بحاجة‭ ‬إليها،‭ ‬وتثبيت‭ ‬مقومات‭ ‬الاستقرار‭ ‬بها،‭ ‬ومؤازرتها‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬أية‭ ‬تحديات‭ ‬أو‭ ‬مخاطر‭ ‬تعرضت‭ ‬أو‭ ‬ستتعرض‭ ‬لها،‭ ‬ناهيك‭ ‬بالطبع‭ ‬عن‭ ‬تثبيت‭ ‬أطر‭ ‬الشرعية‭ ‬والقانون،‭ ‬وال‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬الخارجين‭ ‬وتدمير‭ ‬مواقعهم‭.‬

وسعت‭ ‬قوة‭ ‬دفاع‭ ‬البحرين‭ ‬منذ‭ ‬التأسيس‭ ‬إلى‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬أمن‭ ‬الوطن‭ ‬وحفظ‭ ‬مكتسباته‭. ‬وخلال‭ ‬مسيرتها‭ ‬العسكرية‭ ‬المضيئة‭ ‬سطرت‭ ‬بشجاعة‭ ‬رجالها‭ ‬الأوفياء‭ ‬ملاحم‭ ‬بطولية‭ ‬محفورة‭ ‬في‭ ‬الذاكرة‭ ‬العسكرية،‭ ‬وساهمت‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬محلي‭ ‬وإقليمي‭ ‬ودولي‭ ‬في‭ ‬استتباب‭ ‬الأمن‭ ‬والرخاء‭ ‬عبر‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المهام‭ ‬العملياتية‭ ‬والمشاركات‭ ‬العسكرية‭ ‬منها‭:‬

قوة دفاع البحرين.. ضوء تلألأ في سماء المملكة

حرب‭ ‬رمضان‭ ‬أكتوبر‭ ‬1973

بدأت‭ ‬مشاركات‭ ‬قوة‭ ‬دفاع‭ ‬البحرين‭ ‬خلال‭ ‬حرب‭ ‬رمضان‭ ‬أكتوبر‭ ‬1973م‭ ‬رغم‭ ‬أنها‭ ‬كانت‭ ‬مازالت‭ ‬حديثة‭ ‬التشكيل،‭ ‬حيث‭ ‬كلفت‭ ‬عناصر‭ ‬القوة‭ ‬آنذاك‭ ‬بواجبات‭ ‬إسناد‭ ‬قوات‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬الشقيقة‭ ‬خلال‭ ‬هذه‭ ‬الحرب،‭ ‬حيث‭ ‬تم‭ ‬تشكيل‭ ‬مجموعة‭ ‬قتال‭ ‬شملت‭ ‬كتيبة‭ ‬المشاة‭ ‬الآلية‭ ‬الملكية‭ ‬1‭ ‬وعناصر‭ ‬الإسناد‭ ‬اللازمة‭.‬

وترصد‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأدبيات‭ ‬دور‭ ‬هذه‭ ‬المجموعة‭ ‬المختارة‭ ‬من‭ ‬القوة‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬يقودها‭ ‬الرائد‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬أحمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ (‬صاحب‭ ‬المعالي‭ ‬القائد‭ ‬العام‭ ‬للقوة‭ ‬حالياً‭ ‬المشير‭ ‬الركن‭ ‬الشيخ‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬أحمد‭)‬،‭ ‬وكيف‭ ‬ساهمت‭ ‬هذه‭ ‬ال‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬عمليات‭ ‬التجميع‭ ‬والتدريب‭ ‬والاستعداد،‭ ‬ومستوى‭ ‬الوعي‭ ‬والروح‭ ‬المعنوية‭ ‬العالية‭ ‬التي‭ ‬اكتسبها‭ ‬الجنود‭ ‬المختارون،‭ ‬والتي‭ ‬فاقت‭ ‬في‭ ‬فائدتها‭ ‬وحجمها‭ ‬عمر‭ ‬هذه‭ ‬القوة،‭ ‬حيث‭ ‬طبقت‭ ‬الكتيبة‭ ‬ال‭ ‬مختلف‭ ‬التمارين‭ ‬التعبوية‭ ‬اللازمة‭ ‬استعدادا‭ ‬لأداء‭ ‬الواجب،‭ ‬حيث‭ ‬انتقلت‭ ‬أولاً‭ ‬إلى‭ ‬الأراضي‭ ‬السعودية‭ ‬ومنها‭ ‬إلى‭ ‬ساحة‭ ‬العمليات،‭ ‬لكن‭ ‬صدرت‭ ‬التعليمات‭ ‬بوقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار،‭ ‬وتقرر‭ ‬إيقاف‭ ‬التحرك‭.‬

‮ ‬

حرب‭ ‬الناقلات‭ (‬الحرب‭ ‬العراقية‭ ‬الإيرانية‭) ‬

ونتيجة‭ ‬للأحداث‭ ‬التي‭ ‬مرت‭ ‬بالخليج‭ ‬في‭ ‬ثمانينيات‭ ‬القرن‭ ‬الماضي،‭ ‬وفي‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬بدأت‭ ‬فيه‭ ‬خبرات‭ ‬وجاهزية‭ ‬قوة‭ ‬دفاع‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬التبلور،‭ ‬ودورها‭ ‬الأمني‭ ‬في‭ ‬التزايد،‭ ‬ساهم‭ ‬سلاح‭ ‬البحرية‭ ‬الملكي‭ ‬في‭ ‬حماية‭ ‬ناقلات‭ ‬النفط‭ ‬أثناء‭ ‬الحرب‭ ‬العراقية‭ ‬الإيرانية‭ ‬من‭ ‬1980م‭ ‬إلى‭ ‬1988م،‭ ‬وذلك‭ ‬في‭ ‬الحملة‭ ‬الدولية‭ ‬لمكافحة‭ ‬الألغام‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬من‭ ‬1987م‭ ‬إلى‭ ‬1988م‭.‬

ويلاحظ‭ ‬هنا‭ ‬أن‭ ‬سلاح‭ ‬البحرية‭ ‬الملكي‭ ‬البحريني‭ ‬قد‭ ‬بذل‭ ‬جهوداً‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬مكافحة‭ ‬آثار‭ ‬الألغام‭ ‬في‭ ‬مياه‭ ‬الخليج‭ ‬وسلامة‭ ‬مرورها‭ ‬في‭ ‬المناطق‭ ‬التي‭ ‬تدخل‭ ‬ضمن‭ ‬اختصاص‭ ‬المملكة،‭ ‬وخاصة‭ ‬أن‭ ‬الألغام‭ ‬تسببت‭ ‬في‭ ‬وقوع‭ ‬179‭ ‬حادثة‭ ‬هجوم‭ ‬خلال‭ ‬عام‭ ‬1987م‭ ‬و90‭ ‬أخرى‭ ‬عام‭ ‬1988م‭.‬

‮ ‬حرب‭ ‬تحرير‭ ‬دولة‭ ‬الكويت

ومع‭ ‬التطورات‭ ‬الإقليمية‭ ‬التي‭ ‬شهدها‭ ‬الخليج‭ ‬مطلع‭ ‬التسعينيات‭ ‬من‭ ‬القرن‭ ‬الماضي،‭ ‬تنامت‭ ‬مؤشرات‭ ‬‭ ‬القوة،‭ ‬وتنوع‭ ‬وتباين‭ ‬دورها‭ ‬بطبيعة‭ ‬المشاركات‭ ‬التالية،‭ ‬وخاصة‭ ‬إبان‭ ‬حرب‭ ‬تحرير‭ ‬دولة‭ ‬الكويت‭ ‬1990م‭ - ‬1991م،‭ ‬حيث‭ ‬شاركت‭ ‬القوة‭ ‬ضمن‭ ‬قوات‭ ‬درع‭ ‬الجزيرة‭ ‬المتواجدة‭ ‬في‭ ‬حفر‭ ‬الباطن‭ ‬بالسعودية،‭ ‬وكانت‭ ‬هذه‭ ‬القوات‭ ‬المكونة‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬الـ6‭ ‬في‭ ‬طليعة‭ ‬القوات‭ ‬البرية‭ ‬المدافعة‭ ‬عن‭ ‬الحدود‭ ‬الشمالية‭ ‬للسعودية‭.‬

والمعروف‭ ‬هنا‭ ‬أن‭ ‬القوات‭ ‬البرية‭ ‬البحرينية‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬لها‭ ‬دورها‭ ‬البارز‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المهمة‭ ‬الوطنية‭ ‬المقدسة‭ ‬للدفاع‭ ‬عن‭ ‬إحدى‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي،‭ ‬شاركت‭ ‬بمجموعة‭ ‬قتال‭ ‬برية‭ ‬سميت‭ ‬قوة‭ ‬الواجب‭ ‬عيسى،‭ ‬وتألفت‭ ‬من‭ ‬238‭ ‬ضابطا‭ ‬وفردا‭. ‬وساهم‭ ‬سلاح‭ ‬الجو‭ ‬الملكي‭ ‬بسرب‭ ‬الطائرات‭ ‬F-16‭ ‬وسرب‭ ‬طائرات‭ ‬F-5‭ ‬وقامت‭ ‬بـ303‭ ‬طلعات‭ ‬عمليات‭ ‬و181‭ ‬طلعة‭ ‬حماية‭ ‬جوية‭ ‬ومرافقة‭.‬

كما‭ ‬قامت‭ ‬الطائرات‭ ‬العمودية‭ ‬المقاتلة‭ ‬AB‭ ‬212‭ ‬بعدد‭ ‬376‭ ‬طلعة،‭ ‬وكان‭ ‬لقاعدة‭ ‬عيسى‭ ‬الجوية‭ ‬دور‭ ‬ملحوظ‭ ‬في‭ ‬الإعداد‭ ‬والمساهمة‭ ‬في‭ ‬المعارك‭ ‬الجوية،‭ ‬ومساندة‭ ‬قوات‭ ‬التحالف،‭ ‬وشارك‭ ‬سلاح‭ ‬البحرية‭ ‬بعدد‭ ‬6‭ ‬سفن‭ ‬صاروخية‭ ‬و4‭ ‬سفن‭ ‬مدفعية‭ ‬وسفينتي‭ ‬نقل‭.‬

‮ ‬

المساندة‭ ‬في‭ ‬أفغانستان‭ ‬2005

في‭ ‬هذه‭ ‬الفترة‭ ‬ظهر‭ ‬على‭ ‬الساحة‭ ‬سلاح‭ ‬البحرية‭ ‬البحريني،‭ ‬وذلك‭ ‬عقب‭ ‬مساهماته‭ ‬الجبارة‭ ‬في‭ ‬حرب‭ ‬تحرير‭ ‬دولة‭ ‬الكويت،‭ ‬حيث‭ ‬برز‭ ‬دور‭ ‬الفرقاطة‭ ‬‮«‬صبحا‮»‬‭ ‬في‭ ‬الجهود‭ ‬الدولية‭ ‬والمساعي‭ ‬الإنسانية‭ ‬الرامية‭ ‬إلى‭ ‬تثبيت‭ ‬الاستقرار‭ ‬وإعادة‭ ‬إعمار‭ ‬أفغانستان‭ ‬في‭ ‬إبريل‭ ‬2002م‭. ‬كما‭ ‬شاركت‭ ‬القوات‭ ‬الخاصة‭ ‬الملكية‭ ‬مع‭ ‬القوات‭ ‬المساندة‭ ‬في‭ ‬أفغانستان‭ ‬عام‭ ‬2005م،‭ ‬وذلك‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬الجهود‭ ‬المبذولة‭ ‬لمكافحة‭ ‬الإرهاب‭ ‬التزاما‭ ‬منها‭ ‬بأهداف‭ ‬ومبادئ‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬واحترامها‭ ‬للقانون‭ ‬الدولي‭.‬

وكان‭ ‬لهذه‭ ‬التجربة‭ ‬أثر‭ ‬مهم‭ ‬في‭ ‬اكتساب‭ ‬سلاح‭ ‬البحرية‭ ‬الوطني‭ -‬والفرقاطة‭ ‬صبحا‭ ‬تحديداً‭- ‬خبرة‭ ‬وتجربة‭ ‬البقاء‭ ‬في‭ ‬البحر‭ ‬فترة‭ ‬طويلة‭ ‬والتعامل‭ ‬والتعاون‭ ‬مع‭ ‬البحريات‭ ‬المتعددة‭ ‬الجنسيات‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬قضت‭ ‬شهراً‭ ‬كاملاً‭ ‬في‭ ‬بحر‭ ‬العرب‭.‬

يشار‭ ‬هنا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬مهام‭ ‬الفرقاطة‭ ‬صبحا‭ ‬شملت‭ ‬مرافقة‭ ‬وحماية‭ ‬السفن‭ ‬المحملة‭ ‬بالمساعدات‭ ‬الإنسانية‭ ‬وتسهيل‭ ‬وصولها‭ ‬إلى‭ ‬مرافقها‭ ‬وعمليات‭ ‬البحث‭ ‬والإنقاذ‭ ‬والإخلاء‭ ‬لأي‭ ‬إصابات‭ ‬ضمن‭ ‬نطاق‭ ‬المسؤولية‭ ‬الموكلة‭ ‬إليها‭ ‬والتعاون‭ ‬مع‭ ‬القوات‭ ‬البحرية‭ ‬الأمريكية‭ ‬بتنفيذ‭ ‬رماية‭ ‬بالذخيرة‭ ‬الحية‭ ‬على‭ ‬أهداف‭ ‬سطحية‭ ‬وجوية‭ ‬محققة‭ ‬إصابات‭ ‬مباشرة‭ ‬ودقيقة‭ ‬أكدت‭ ‬المستوى‭ ‬الراقي‭ ‬والمتطور‭ ‬الذي‭ ‬يتمتع‭ ‬به‭ ‬طاقم‭ ‬السفينة‭.‬

‮ ‬

الكويت‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2003

وعقب‭ ‬ذلك،‭ ‬شاركت‭ ‬قوة‭ ‬دفاع‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬دولة‭ ‬الكويت،‭ ‬حيث‭ ‬تحركت‭ ‬مجموعة‭ ‬القتال‭ ‬السابعة‭ ‬البحرينية‭ ‬في‭ ‬الكويت‭ ‬ضمن‭ ‬منظومة‭ ‬قوات‭ ‬درع‭ ‬الجزيرة‭ ‬من‭ ‬قواعدها‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬يوم‭ ‬28‭ ‬فبراير‭ ‬2003م،‭ ‬وتولت‭ ‬القوة‭ ‬مهمة‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬القطاع‭ ‬الجنوبي‭ ‬الغربي‭ ‬للكويت،‭ ‬واستطاعت‭ ‬المجموعة‭ ‬عبر‭ ‬سلاح‭ ‬الجو‭ ‬الملكي‭ ‬حماية‭ ‬أجواء‭ ‬الكويت‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬اعتداء‭ ‬جوي‭ ‬وتغطية‭ ‬القوات‭ ‬الموجودة‭ ‬بالكويت،‭ ‬حيث‭ ‬كانت‭ ‬تقوم‭ ‬بحماية‭ ‬سماء‭ ‬الكويت‭ ‬ككل‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬دوريتين‭ ‬يومياً،‭ ‬ووصل‭ ‬مجمل‭ ‬عدد‭ ‬الدوريات‭ ‬والطلعات‭ ‬90‭ ‬طلعة‭ ‬بلغت‭ ‬مدتها‭ ‬215‭ ‬ساعة‭.‬

وشارك‭ ‬سلاح‭ ‬البحرية‭ ‬بالفرقاطة‭ ‬صبحا‭ ‬والفريقطة‭ ‬أحمد‭ ‬الفاتح‭ ‬والفريقطة‭ ‬المحرق‭ ‬لتعزيز‭ ‬جهود‭ ‬القوة‭ ‬البحرية‭ ‬الكويتية‭ ‬وتأمين‭ ‬خطوط‭ ‬المواصلات‭ ‬للسفن‭ ‬التجارية،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬تأمين‭ ‬حماية‭ ‬سفن‭ ‬المساعدات‭ ‬الإنسانية‭ ‬المتجهة‭ ‬إلى‭ ‬العراق،‭ ‬ومرافقة‭ ‬السفن‭ ‬في‭ ‬مياه‭ ‬الخليج‭ ‬حتى‭ ‬وصولها‭ ‬إلى‭ ‬الموانئ‭ ‬العراقية‭.‬

‮ ‬

مكافحة‭ ‬القرصنة‭ ‬البحرية‭ ‬

في‭ ‬خليج‭ ‬عدن‭ ‬2009

ومع‭ ‬تنامي‭ ‬الخبرات‭ ‬التي‭ ‬اكتسبتها‭ ‬الفرقاطة‭ ‬صبحا،‭ ‬شاركت‭ ‬في‭ ‬أكتوبر‭ ‬ونوفمبر‭ ‬2009م‭ ‬مع‭ ‬قوة‭ ‬الواجب‭ ‬151‭ ‬المعنية‭ ‬بمكافحة‭ ‬القرصنة‭ ‬البحرية‭ ‬بخليج‭ ‬عدن‭. ‬وكانت‭ ‬البحرين‭ ‬الدولة‭ ‬الوحيدة‭ ‬التي‭ ‬شاركت‭ ‬القوات‭ ‬المتعددة‭ ‬الجنسيات‭ ‬في‭ ‬عمليات‭ ‬هذه‭ ‬المهمة‭ ‬الدولية‭ ‬على‭ ‬المستويين‭ ‬الخليجي‭ ‬والعربي،‭ ‬وجاءت‭ ‬ضمن‭ ‬التعاون‭ ‬الدولي‭ ‬لجهود‭ ‬عمليات‭ ‬حفظ‭ ‬السلام‭ ‬ومكافحة‭ ‬القرصنة‭ ‬تحت‭ ‬مظلة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭. ‬وكذلك‭ ‬تولى‭ ‬سلاح‭ ‬البحرية‭ ‬الملكي‭ ‬البحريني‭ ‬في‭ ‬نوفمبر‭ ‬2017م‭ ‬قيادة‭ ‬هذه‭ ‬القوة‭.‬

وتسلم‭ ‬سلاح‭ ‬البحرية‭ ‬البحرينية‭ ‬مسؤولية‭ ‬قيادة‭ ‬قوة‭ ‬الواجب‭ ‬المشتركة‭ ‬152‭ ‬التابعة‭ ‬لقوات‭ ‬التحالف‭ ‬الدولي‭ ‬تحت‭ ‬مظلة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬العاملة‭ ‬في‭ ‬وسط‭ ‬وجنوب‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬مرتين،‭ ‬الأولى‭ ‬في‭ ‬مارس‭ ‬2008م‭ ‬والثانية‭ ‬في‭ ‬يناير‭ ‬2011م‭.‬

وتعدّ‭ ‬البحرية‭ ‬البحرينية‭ ‬أول‭ ‬سلاح‭ ‬يتسلم‭ ‬هذه‭ ‬المهمة‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الأسلحة‭ ‬البحرية،‭ ‬وذلك‭ ‬للثقة‭ ‬التي‭ ‬بات‭ ‬يكتسبها،‭ ‬والدور‭ ‬القيادي‭ ‬لقوة‭ ‬دفاع‭ ‬البحرين‭ ‬وأفرع‭ ‬أسلحتها‭ ‬المختلفة‭.‬

هذا‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬ال‭ ‬في‭ ‬عمليات‭ ‬مكافحة‭ ‬الإرهاب‭ ‬في‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬منذ‭ ‬2006م‭ ‬حتى‭ ‬يومنا‭ ‬هذا،‭ ‬والمعروف‭ ‬أن‭ ‬القوات‭ ‬ال‭ ‬في‭ ‬القوة‭ ‬152‭ ‬تتألف‭ ‬من‭ ‬25‭ ‬دولة‭ ‬حول‭ ‬العالم‭ ‬قاطبة،‭ ‬والهدف‭ ‬مكافحة‭ ‬الإرهاب،‭ ‬ووقف‭ ‬تهريب‭ ‬الأسلحة‭ ‬والمخدرات‭ ‬والجرائم‭ ‬البحرية‭.‬

‮ ‬

عمليتا‭ ‬عاصفة‭ ‬الحزم‭ ‬وإعادة‭ ‬الأمل‭ ‬

لقد‭ ‬كان‭ ‬تأكيد‭ ‬حضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬عاهل‭ ‬البلاد‭ ‬المفدى‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه‭ ‬دائما‭ ‬أن‭ ‬قوة‭ ‬دفاع‭ ‬البحرين‭ ‬ستستمر‭ ‬في‭ ‬أداء‭ ‬واجبها‭ ‬السامي‭ ‬مع‭ ‬الأشقاء،‭ ‬وذلك‭ ‬انطلاقا‭ ‬من‭ ‬إيمانها‭ ‬الراسخ‭ ‬بأهمية‭ ‬الدور‭ ‬الكبير‭ ‬الذي‭ ‬تقوم‭ ‬به‭ ‬المملكة‭ ‬في‭ ‬الأحداث‭ ‬الفارقة،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬أثبته‭ ‬استشهاد‭ ‬9‭ ‬من‭ ‬أبناء‭ ‬المملكة‭ ‬أثناء‭ ‬قيامهم‭ ‬بتأدية‭ ‬الواجب‭ ‬ضمن‭ ‬القوات‭ ‬ال‭ ‬مع‭ ‬قوات‭ ‬التحالف‭ ‬العربي‭ ‬للدفاع‭ ‬عن‭ ‬الشرعية‭ ‬في‭ ‬اليمن‭ ‬في‭ ‬عمليتي‭ ‬عاصفة‭ ‬الحزم‭ ‬وإعادة‭ ‬الأمل‭ ‬2015م‭.‬

يشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬البحرين‭ ‬شاركت‭ ‬بسرب‭ ‬مكون‭ ‬من‭ ‬12‭ ‬طائرة‭ ‬ضمن‭ ‬قوات‭ ‬التحالف‭ ‬العربي‭ ‬المشتركة‭ ‬بقيادة‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية،‭ ‬وكذلك‭ ‬شاركت‭ ‬بقوة‭ ‬من‭ ‬رجال‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬حماية‭ ‬أمن‭ ‬الحدود‭ ‬الجنوبية‭ ‬للمملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية،‭ ‬كما‭ ‬شاركت‭ ‬الفرقاطة‭ ‬صبحا‭ ‬في‭ ‬تأمين‭ ‬طريق‭ ‬وصول‭ ‬المساعدات‭ ‬التي‭ ‬التزمت‭ ‬بها‭ ‬دول‭ ‬التحالف‭ ‬العربي‭ ‬في‭ ‬اطار‭ ‬عملية‭ ‬إعادة‭ ‬الأمل‭ ‬والاستقرار‭ ‬في‭ ‬اليمن‭ ‬وتأمين‭ ‬منطقة‭ ‬بحر‭ ‬العرب،‭ ‬وذلك‭ ‬بتأمين‭ ‬مسافة‭ ‬250‭ ‬ميلاً‭ ‬ضمن‭ ‬منطقة‭ ‬مهمة‭ ‬قوات‭ ‬التحالف‭ ‬العربي‭ ‬الممتدة‭ ‬من‭ ‬البحر‭ ‬الأحمر‭ ‬إلى‭ ‬بحر‭ ‬العرب‭ ‬في‭ ‬الحدود‭ ‬مع‭ ‬عمان‭.‬

وتبرز‭ ‬التقارير‭ ‬أن‭ ‬حجم‭ ‬المساعدات‭ ‬التي‭ ‬قامت‭ ‬الفرقاطة‭ ‬صبحا‭ ‬بإيصالها‭ ‬إلى‭ ‬اليمن‭ ‬بلغت‭ ‬910‭ ‬أطنان‭ ‬من‭ ‬المساعدات‭ ‬الغذائية‭ ‬والإنسانية‭ ‬والدوائية،‭ ‬وقد‭ ‬زار‭ ‬عاهل‭ ‬البلاد‭ ‬المفدى‭ ‬القائد‭ ‬الأعلى‭ ‬قوة‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬ال‭ ‬ضمن‭ ‬قوات‭ ‬التحالف‭ ‬العربي‭ ‬في‭ ‬مايو‭ ‬2015م‭ ‬واطلع‭ ‬على‭ ‬خط‭ ‬الطيران‭ ‬بقاعدة‭ ‬الملك‭ ‬فهد‭ ‬الجوية‭ ‬بالطائف،‭ ‬كما‭ ‬قام‭ ‬صاحب‭ ‬المعالي‭ ‬القائد‭ ‬العام‭ ‬لقوة‭ ‬دفاع‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬يناير‭ ‬2016م‭ ‬بزيارة‭ ‬تفقدية‭ ‬لقوة‭ ‬الواجب‭ ‬التابعة‭ ‬للقوة‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬جازان‭ ‬وقاعدة‭ ‬الملك‭ ‬فهد‭ ‬الجوية‭ ‬بالطائف‭.‬

‮ ‬

الحرب‭ ‬على‭ ‬الإرهاب‭ (‬داعش‭) ‬2014

ولسلاح‭ ‬الجو‭ ‬الملكي‭ ‬البحريني‭ ‬دوره‭ ‬الكبير،‭ ‬ففي‭ ‬سبتمبر‭ ‬2014م‭ ‬شارك‭ ‬نسور‭ ‬القوات‭ ‬الجوية‭ ‬الوطنية‭ ‬القوات‭ ‬الصديقة‭ ‬والحليفة‭ ‬والشقيقة‭ ‬بدول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي‭ ‬في‭ ‬ضرب‭ ‬وتدمير‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المواقع‭ ‬والأهداف‭ ‬المنتخبة‭ ‬للجماعات‭ ‬والتنظيمات‭ ‬الإرهابية‭ ‬ضمن‭ ‬الجهد‭ ‬الدولي‭ ‬المتعلق‭ ‬بحماية‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬والسلام‭ ‬الدولي‭.‬

وكذلك،‭ ‬شاركت‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬طائرات‭ ‬سلاح‭ ‬الجو‭ ‬الملكي‭ ‬في‭ ‬الجهود‭ ‬الدولية‭ ‬للقضاء‭ ‬على‭ ‬الإرهاب‭ ‬في‭ ‬فبراير‭ ‬2015‭ ‬بالأردن،‭ ‬وأثبت‭ ‬الطيارون‭ ‬البحرينيون‭ ‬ما‭ ‬يتمتعون‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬كفاءة‭ ‬واحترافية‭ ‬ودقة‭ ‬وروح‭ ‬معنوية‭ ‬عالية‭ ‬تعكس‭ ‬بجلاء‭ ‬مدى‭ ‬جاهزية‭ ‬رجال‭ ‬قوة‭ ‬دفاع‭ ‬البحرين‭.‬

‮ ‬

ال‭ ‬في‭ ‬عمليات

‭ ‬الإغاثة‭ ‬الإنسانية‭ ‬الدولية‭..‬

لقوة‭ ‬دفاع‭ ‬البحرين‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المشاركات‭ ‬والإسهامات‭ ‬الإغاثية‭ ‬والإنسانية‭ ‬والعلاجية،‭ ‬ومن‭ ‬أبرزها‭:‬

‭- ‬في‭ ‬عام‭ ‬2011،‭ ‬شاركت‭ ‬الكتيبة‭ ‬الطبية‭ ‬الميدانية‭ ‬بكفاءة‭ ‬عالية‭ ‬في‭ ‬مهمة‭ ‬إنسانية‭ ‬تحت‭ ‬مظلة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬ضمن‭ ‬حملة‭ ‬الوعد‭ ‬المستمر‭ ‬في‭ ‬‮«‬هاييتي‮»‬‭ ‬التي‭ ‬تعد‭ ‬مقصداً‭ ‬لمنظمات‭ ‬الإغاثة‭ ‬الدولية‭ ‬في‭ ‬أعقاب‭ ‬زلزال‭ ‬12‭ ‬يناير‭ ‬لعام‭ ‬2010م‭.‬

‭- ‬بقيادة‭ ‬سمو‭ ‬اللواء‭ ‬الركن‭ ‬الشيخ‭ ‬ناصر‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬مستشار‭ ‬الأمن‭ ‬الوطني‭ ‬قائد‭ ‬الحرس‭ ‬الملكي،‭ ‬قامت‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬بتوفير‭ ‬المساندة‭ ‬الإنسانية‭ ‬لجمهورية‭ ‬النيبال‭ ‬الديمقراطية‭ ‬الاتحادية‭ ‬الصديقة‭ ‬حيث‭ ‬وصلت‭ ‬إلى‭ ‬العاصمة‭ ‬النيبالية‭ ‬‮«‬كاتمندو‮»‬‭ ‬طائرة‭ ‬الشحن‭ ‬الإغاثية‭ ‬البحرينية‭ ‬وعلى‭ ‬متنها‭ ‬30‭ ‬طناً‭ ‬من‭ ‬المواد‭ ‬الطبية‭ ‬والإغاثية‭ ‬والغذائية‭ ‬في‭ ‬الخامس‭ ‬من‭ ‬مايو‭ ‬لعام‭ ‬2015‭.‬

‮ ‬الخدمات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬بقوة‭ ‬دفاع‭ ‬البحرين

أولت‭ ‬قوة‭ ‬دفاع‭ ‬البحرين‭ ‬اهتماما‭ ‬بالغا‭ ‬للعنصر‭ ‬البشري‭ ‬الذي‭ ‬يعتبر‭ ‬بمثابة‭ ‬الثروة‭ ‬الحقيقية‭ ‬التي‭ ‬يعول‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬المستقبل،‭ ‬فهو‭ ‬الهدف‭ ‬الأساسي‭ ‬في‭ ‬استراتيجية‭ ‬كل‭ ‬مؤسسة‭ ‬عسكرية‭.‬

ومنذ‭ ‬تأسيسها،‭ ‬بادرت‭ ‬قوة‭ ‬الدفاع‭ ‬إلى‭ ‬تقديم‭ ‬الحوافز‭ ‬والخدمات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬المتعددة‭ ‬التي‭ ‬ساهمت‭ ‬في‭ ‬توطيد‭ ‬علاقة‭ ‬الفرد‭ ‬بالمؤسسة‭ ‬العسكرية‭ ‬ووفرت‭ ‬له‭ ‬سبل‭ ‬العيش‭ ‬الهانئ‭ ‬والحياة‭ ‬الكريمة‭.‬

كما‭ ‬درجت‭ ‬قوة‭ ‬دفاع‭ ‬البحرين‭ ‬على‭ ‬تنظيم‭ ‬وتسيير‭ ‬بعثات‭ ‬الحج‭ ‬تقديراً‭ ‬ومساهمة‭ ‬منها‭ ‬لرجالها‭ ‬الأوفياء،‭ ‬حيث‭ ‬يؤدي‭ ‬أفراد‭ ‬البعثة‭ ‬مناسك‭ ‬هذه‭ ‬الفريضة‭ ‬العظيمة‭ ‬على‭ ‬نفقة‭ ‬حضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬عاهل‭ ‬البلاد‭ ‬المفدى‭ ‬القائد‭ ‬الأعلى‭. ‬وتعود‭ ‬أولى‭ ‬بعثات‭ ‬الحج‭ ‬الى‭ ‬عام‭ ‬1975م،‭ ‬وهي‭ ‬مستمرة‭ ‬سنوياً‭ ‬حتى‭ ‬يومنا‭ ‬هذا‭.‬

وعلى‭ ‬الصعيد‭ ‬العالمي،‭ ‬تبوأت‭ ‬المملكة‭ ‬مكانة‭ ‬مرموقة‭ ‬بفضل‭ ‬تنظيمها‭ ‬لمعرض‭ ‬ومؤتمر‭ ‬البحرين‭ ‬الدولي‭ ‬للدفاع‭ ‬2017م،‭ ‬وهو‭ ‬أحد‭ ‬أهم‭ ‬المعارض‭ ‬العسكرية‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬لما‭ ‬يمثله‭ ‬من‭ ‬فرصة‭ ‬كبيرة‭ ‬لتبادل‭ ‬الأفكار‭ ‬والآراء‭ ‬والتشاور‭ ‬حول‭ ‬المستجدات‭ ‬الأمنية‭ ‬الراهنة‭ ‬على‭ ‬الساحة‭ ‬بين‭ ‬الخبراء‭ ‬العسكريين‭.‬

ولم‭ ‬تغفل‭ ‬قوة‭ ‬دفاع‭ ‬البحرين‭ ‬يوماً‭ ‬عن‭ ‬أبنائها‭ ‬الشهداء‭ ‬سواء‭ ‬داخل‭ ‬أرض‭ ‬الوطن‭ ‬أو‭ ‬خارجه‭. ‬فهؤلاء‭ ‬الشهداء‭ -‬رحمهم‭ ‬الله‭- ‬نالوا‭ ‬النصيب‭ ‬الأكبر‭ ‬من‭ ‬الاهتمام‭ ‬والرعاية‭ ‬التي‭ ‬بلغت‭ ‬أعلى‭ ‬المراتب‭ ‬لأسرهم‭ ‬وأبنائهم‭.‬

ومن‭ ‬هذا‭ ‬المنطلق‭ ‬جاء‭ ‬تأسيس‭ ‬صندوق‭ ‬الشهداء،‭ ‬وذلك‭ ‬بأمر‭ ‬ملكي‭ ‬تقديراً‭ ‬من‭ ‬لدن‭ ‬حضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬المفدى‭ ‬القائد‭ ‬الأعلى‭ ‬للتضحيات‭ ‬التي‭ ‬يقدمها‭ ‬أبناء‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬الأرض‭ ‬والحق،‭ ‬ويحظى‭ ‬الصندوق‭ ‬برعاية‭ ‬أبوية‭ ‬ومتابعة‭ ‬شخصية‭ ‬من‭ ‬جلالته‭ ‬لشؤون‭ ‬أسر‭ ‬الشهداء‭ ‬حيث‭ ‬عكس‭ ‬هذا‭ ‬الاهتمام‭ ‬حجم‭ ‬التقدير‭ ‬والمكانة‭ ‬للشهداء‭ ‬وأسرهم‭.‬

‮ ‬

الإنجـازات‭ ‬الطبية‭ ‬

دونت‭ ‬قوة‭ ‬دفاع‭ ‬البحرين‭ ‬اليوم‭ ‬إنجازاتها‭ ‬وتطوراتها‭ ‬العظيمة‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬المجالات‭ ‬العسكرية‭ ‬والمدنية‭ ‬والتي‭ ‬بدورها‭ ‬ساهمت‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬منظومة‭ ‬الخدمات‭ ‬الطبية‭ ‬وفق‭ ‬أحدث‭ ‬ما‭ ‬توصل‭ ‬إليه‭ ‬الطب‭ ‬والعلم‭ ‬الحديث‭.‬

وقدمت‭ ‬قوة‭ ‬دفاع‭ ‬البحرين‭ ‬إسهامات‭ ‬جليلة‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا‭ (‬كوفيد‭ ‬19‭) ‬ضمن‭ ‬الحملة‭ ‬الوطنية‭ ‬لمكافحة‭ ‬الفيروس‭ ‬الذي‭ ‬يتعرض‭ ‬له‭ ‬العالم‭ ‬بأسره،‭ ‬إذ‭ ‬تمكنت‭ ‬المؤسسة‭ ‬العسكرية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬وحداتها‭ ‬ومديرياتها‭ ‬من‭ ‬تسخير‭ ‬طاقاتها‭ ‬البشرية‭ (‬من‭ ‬ضباط‭ ‬وأفراد‭ ‬وأخصائيين‭) ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إنشاء‭ ‬وتجهيز‭ ‬البنى‭ ‬التحتية‭ ‬واستيراد‭ ‬المعدات‭ ‬الإضافية‭ ‬للخدمات‭ ‬الصحية‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬المملكة‭ ‬بالسرعة‭ ‬القصوى،‭ ‬كما‭ ‬قامت‭ ‬بتوفير‭ ‬آليات‭ ‬لتزويد‭ ‬واستيراد‭ ‬المعدات‭ ‬والمستلزمات‭ ‬الطبية‭ ‬وإدارتها،‭ ‬ما‭ ‬أسهم‭ ‬في‭ ‬الحد‭ ‬من‭ ‬تفاقم‭ ‬هذه‭ ‬الأزمة‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الوطني‭. ‬كما‭ ‬أسهمت‭ ‬الخدمات‭ ‬الطبية‭ ‬الملكية‭ ‬التابعة‭ ‬لقوة‭ ‬دفاع‭ ‬البحرين‭ ‬بكوادرها‭ ‬الطبية‭ ‬المتخصصة‭ (‬من‭ ‬أطباء‭ ‬ومساعديهم‭) ‬في‭ ‬وضع‭ ‬خريطة‭ ‬طريق‭ ‬لعمل‭ ‬المرافق‭ ‬الصحية‭ ‬في‭ ‬الدولة،‭ ‬وتزويدهم‭ ‬بطاقم‭ ‬طبي‭ ‬وفقًا‭ ‬لمرئيات‭ ‬الفريق‭ ‬الوطني‭ ‬لمكافحة‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا‭.‬

وتم‭ ‬تحويل‭ ‬مواقف‭ ‬سيارات‭ ‬المستشفى‭ ‬العسكري‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬قياسي‭ ‬إلى‭ ‬وحدة‭ ‬عناية‭ ‬مركزة‭ ‬ميدانية‭ ‬وفق‭ ‬أعلى‭ ‬المعايير‭ ‬والشروط‭ ‬والمستويات‭ ‬لتقديم‭ ‬الرعاية‭ ‬الصحية‭ ‬اللازمة‭ ‬وتوفير‭ ‬الخدمات‭ ‬العلاجية‭ ‬المطلوبة‭ ‬بشكل‭ ‬مبهر‭ ‬ولافت‭.‬

القضاء‭ ‬العسكري

منذ‭ ‬تأسيس‭ ‬قوة‭ ‬دفاع‭ ‬البحرين،‭ ‬حظي‭ ‬القضاء‭ ‬باهتمام‭ ‬ملحوظ‭ ‬وعناية‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬القائد‭ ‬العام‭ ‬لقوة‭ ‬دفاع‭ ‬البحرين،‭ ‬حيث‭ ‬أنيط‭ ‬بالقضاء‭ ‬العسكري‭ ‬الاختصاص‭ ‬القانوني‭ ‬والقضائي‭ ‬منذ‭ ‬صدور‭ ‬قانون‭ ‬الأحكام‭ ‬العسكرية‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1968م،‭ ‬والذي‭ ‬تحددت‭ ‬خلاله‭ ‬اختصاصات‭ ‬النيابة‭ ‬العسكرية‭ ‬والمحاكم‭ ‬العسكرية،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬الاختصاصات‭ ‬الفنية‭ ‬في‭ ‬الأقسام‭ ‬الأخرى‭.‬

‮ ‬محكمة‭ ‬التمييز‭ ‬العسكرية

يعتبر‭ ‬إنشاء‭ ‬محكمة‭ ‬التمييز‭ ‬العسكرية‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬الإنجازات‭ ‬التي‭ ‬اضطلع‭ ‬بها‭ ‬القضاء‭ ‬العسكري،‭ ‬وانعقدت‭ ‬أولى‭ ‬جلسات‭ ‬المحكمة‭ ‬بتاريخ‭ ‬12‭ ‬ديسمبر‭ ‬2011م‭ ‬للنظر‭ ‬في‭ ‬الطعون‭ ‬المقدمة‭ ‬بشأن‭ ‬أحد‭ ‬الأحكام‭ ‬الصادرة‭ ‬من‭ ‬محكمة‭ ‬الاستئناف‭ ‬العسكرية‭ ‬العليا،‭ ‬وتعدّ‭ ‬هذه‭ ‬المحكمة‭ ‬أعلى‭ ‬درجات‭ ‬التقاضي‭ ‬أمام‭ ‬المحاكم‭ ‬ومن‭ ‬أهم‭ ‬الضمانات‭ ‬للمتهمين،‭ ‬وهي‭ ‬تختص‭ ‬بنظر‭ ‬الطعون‭ ‬المقدمة‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬النيابة‭ ‬العسكرية،‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬المحكوم‭ ‬عليهم‭ ‬في‭ ‬الأحكام‭ ‬النهائية‭ ‬الصادرة‭ ‬من‭ ‬محكمة‭ ‬الاستئناف‭ ‬العسكرية‭ ‬العليا،‭ ‬أو‭ ‬المحكمة‭ ‬العسكرية‭ ‬الكبرى‭ ‬بصفتها‭ ‬الاستئنافية،‭ ‬كما‭ ‬تفصل‭ ‬في‭ ‬طلبات‭ ‬إعادة‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬الأحكام‭ ‬النهائية‭ ‬الصادرة‭ ‬بالعقوبة‭ ‬في‭ ‬مواد‭ ‬الجنايات‭ ‬والجنح،‭ ‬وتبتّ‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬تنازع‭ ‬الاختصاص‭ ‬بين‭ ‬المحاكم‭ ‬العسكرية،‭ ‬علماً‭ ‬بأن‭ ‬كل‭ ‬الإجراءات‭ ‬والمواعيد‭ ‬الخاصة‭ ‬بمحكمة‭ ‬التمييز‭ ‬العسكرية‭ ‬يتبع‭ ‬بشأنها‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬مقرر‭ ‬في‭ ‬قانون‭ ‬محكمة‭ ‬التمييز‭ ‬المدنية‭ ‬الصادر‭ ‬بالمرسوم‭ ‬بقانون‭ ‬رقم‭ (‬8‭) ‬لسنة‭ ‬1989م‭.‬

برنامج‭ ‬القضاء‭ ‬العسكري‭ ‬الإلكتروني

تم‭ ‬إعداد‭ ‬برنامج‭ ‬إلكتروني‭ ‬للقضاء‭ ‬العسكري،‭ ‬وقد‭ ‬دخل‭ ‬مرحلة‭ ‬التطبيق‭ ‬في‭ ‬مستهل‭ ‬عام‭ ‬2010م‭ ‬حيث‭ ‬تضمن‭ ‬هذا‭ ‬البرنامج‭ ‬إدخال‭ ‬كافة‭ ‬الأعمال‭ ‬الخاصة‭ ‬بالنيابة‭ ‬العسكرية‭ ‬والمحاكم‭ ‬العسكرية‭ ‬والشؤون‭ ‬القانونية‭ ‬في‭ ‬القضاء‭ ‬العسكري‭ ‬في‭ ‬أجهزة‭ ‬الحاسب‭ ‬الآلي‭.‬

تطوير‭ ‬المنظومة‭ ‬القانونية

ساهم‭ ‬القضاء‭ ‬العسكري‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬حضوره‭ ‬برئاسة‭ ‬رئيس‭ ‬القضاء‭ ‬العسكري‭ ‬جلسات‭ ‬مجلسي‭ ‬النواب‭ ‬والشورى‭ ‬ولجانهم‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬المنظومة‭ ‬القانونية‭ ‬المتعلقة‭ ‬بقوة‭ ‬دفاع‭ ‬البحرين‭ ‬بصفة‭ ‬عامة‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬مناقشة‭ ‬وصياغة‭ ‬القوانين‭ ‬والاقتراحات‭ ‬برغبة‭ ‬المتعلقة‭ ‬بتحسين‭ ‬الظروف‭ ‬المعيشية‭ ‬لمنتسبي‭ ‬قوة‭ ‬دفاع‭ ‬البحرين‭ ‬والمتقاعدين‭ ‬والميزانية‭ ‬العامة‭ ‬للدولة‭ ‬وضم‭ ‬الخدمة‭ ‬وكل‭ ‬ما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالشأن‭ ‬العام‭ ‬وله‭ ‬علاقة‭ ‬بقوة‭ ‬الدفاع‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬يحكمه‭ ‬الدستور‭ ‬وقوانين‭ ‬المملكة‭.‬

الدورات‭ ‬التدريبية

من‭ ‬أهم‭ ‬إنجازات‭ ‬القضاء‭ ‬العسكري‭ ‬في‭ ‬المجال‭ ‬الأكاديمي‭ ‬والتدريبي‭ ‬كذلك‭ ‬استضافة‭ ‬القضاء‭ ‬العسكري‭ ‬لعدد‭ ‬من‭ ‬الوفود‭ ‬الخليجية‭ ‬والعربية‭ ‬المتخصصة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬القانون،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬عقد‭ ‬دورات‭ ‬قضائية‭ ‬تأسيسية‭ ‬لمنتسبي‭ ‬الهيئات‭ ‬القضائية‭ ‬العسكرية‭ ‬للدول‭ ‬الشقيقة‭.‬

المرأة‭ ‬العسكرية

تحظى‭ ‬المرأة‭ ‬العسكرية‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬بدعم‭ ‬متواصل‭ ‬واهتمام‭ ‬بالغ،‭ ‬فمنذ‭ ‬الضوء‭ ‬الأول‭ ‬لتأسيس‭ ‬حصن‭ ‬الوطن‭ ‬المنيع‭ ‬‮«‬قوة‭ ‬دفاع‭ ‬البحرين‮»‬،‭ ‬والمرأة‭ ‬تسهم‭ ‬بكل‭ ‬ما‭ ‬تملك‭ ‬من‭ ‬طاقة‭ ‬وجهد‭ ‬في‭ ‬دفع‭ ‬مسيرة‭ ‬العمل‭ ‬العسكري‭ ‬والإداري‭ ‬والفني‭ ‬بمختلف‭ ‬أسلحة‭ ‬ووحدات‭ ‬قوة‭ ‬دفاع‭ ‬البحرين،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬اعتاده‭ ‬الجميع‭ ‬من‭ ‬عطاء‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬خلال‭ ‬مسيرتها‭ ‬الزاهرة‭ ‬بالإنجازات‭ ‬الممتدة‭ ‬لعقود‭ ‬طويلة‭ ‬ماضية،‭ ‬حيث‭ ‬تعمل‭ ‬المرأة‭ ‬العسكرية‭ ‬بقوة‭ ‬دفاع‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المواقع،‭ ‬وتنفذ‭ ‬مهامها‭ ‬وأعمالها‭ ‬بمقدرة‭ ‬كبيرة‭ ‬واحتراف‭ ‬عال،‭ ‬وحظيت‭ ‬بكافة‭ ‬حقوقها‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬تكافؤ‭ ‬الفرص،‭ ‬واعتلت‭ ‬مناصب‭ ‬قيادية‭ ‬وإدارية‭.‬