القاهرة ـ «القدس العربي»: استدعى الفنان الذين يقف على أبواب التسعين رشوان توفيق تعاطف الكثيرين، ووجد كتاب صحف يومي السبت والأحد 27 و28 نوفمبر/تشرين الثاني أنفسهم مضطرين لاقتفاء أثر دموعه، بعد أن كشف عن حجم المأساة التي يحياها، بسبب تردي العلاقة بينه وبين ابنته الصغرى وحفيده. في ما لاحق آخرون الملياردير نجيب ساويرس الذي تتفاقم أزمته، والتي ظن المقربون منه أنها على وشك التلاشي، فإذا بالأيام تكشف عن أن المحنة التي يواجهها الرجل أكبر من أن يواجهها بمفرده، فها هم الكتاب يضيقون الحصار عليه، وفي مقدمة هؤلاء كوكبة من كتاب الصحف القومية والمستقلة، ومن بينهم محمد الباز رئيس تحرير “الدستور” الذي اتهم ساويرس بنقل 4 مليارات دولار عبر شركة أنشأها في المملكة المتحدة بهدف التهرب من دفع الضرائب المستحقة عليه للخزانة المصرية، كما وجه له الكاتب اتهاما بأنه يخفي عن الأجهزة الأمنية أمر حمله جنسية دولة غرينادا بالمخالفة للقانون.. في المقابل أعلن رشوان توفيق أنه بعد عمله لاكثر من ستة عقود في الوسط الفني لا يملك سوى جهاز موبايل.. مؤكدا أنه يعيش أكبر مأساة في حياته، بسبب القضايا المرفوعة ضده من ابنته وزوجها وحفيده.وحول الأوضاع في حزب الوفد: قال فؤاد بدراوي، سكرتير عام الحزب، أن انعقاد المكتب التنفيذي والهيئة العليا، يأتي في إطار دراسة الوضع المالي للحزب، وكذلك النظر في ملف تشكيل اللجان في المحافظات. وحول أوضاع المفصولين من الحزب قال: “أغلقنا هذا الملف تماما ولن يعود للوفد أحد خطط لإسقاطه”. ومن أخبار التعليم: أكد مصدر مسؤول في المجلس الأعلى للجامعات، عدم تعطيل الدراسة، بسبب المتحور الجديد أو «أو ميكرون» مؤكدا أن الجامعات ملتزمة بالخريطة الزمنية، التي أقرها المجلس الأعلى للجامعات للفصل الدراسي الأول، لذا فإنه لا يوجد تأجيل أو تعطيل للدراسة، سواء في الجامعات أو المعاهد الحكومية والخاصة.ومن أخبار المحاكم: أجلت المحكمة الاقتصادية دعوى إدارة النادي الأهلي باتهام مرتضى منصور بالسب، ووجهت نيابة الشؤون المالية والتجارية في مكتب النائب العام، 4 اتهامات مختلفة لرئيس نادي الزمالك، ممثلة في سب وقذف محمود الخطيب، وعدد من أعضاء مجلس النادي علنا، وذلك في مقطع مصور في صفحته الرسمية في موقع فيسبوك. ومن الحوادث المؤلمة: شهدت قرية أبو المعاطي، التابعة لمركز ومدينة شبين القناطر، في محافظة القليوبية، واقعة مأساوية بعد أن لقي عروسان، مصرعهما ليلة زفافهما، وذلك لاستنشاقهما غاز أول أكسيد الكربون من سخان المياه أثناء استحمامهما، وجرى نقلهما للمستشفى، إلا أنه تبين وفاتهما. ومن الراحلين: أعلن الفنان أحمد بدير، وفاة شقيقه محمد بدير، داعيا الأصدقاء والمتابعين بالدعاء له.أيتها الأفعى
البداية هجوم أطلقته سناء السعيد في “الوفد” ضد المملكة المتحدة: عمدت بريطانيا، الأفعى الأم، اتخاذ قرار مؤخرا يتناغم مع تاريخها الأسود صنفت من خلاله حركة حماس بجناحيها السياسي والعسكري كمنظمة إرهابية. ولا غرابة، فقد جاء امتدادا لقرارها التاريخي المتمثل في وعد «بلفور» المشؤوم الذي منحت لإسرائيل من خلاله شرعية الوجود عبر اغتصاب الأرض الفلسطينية. ولعل أحد الأسباب التي دفعت وزيرة الداخلية البريطانية إلى اتخاذ هذا القرار هو صداقتها لإسرائيل، بالإضافة إلى أن حكومة بوريس جونسونحليفة لإسرائيل ومنحازة لها. غير أن هناك مَن ربط بين القرار البريطاني والمخاوف التي ساورت الحكومة البريطانية من أن تكون حركة حماس أداة إيرانية، ومن ثم تخيلت إمكانية أن تقوم إيران بنقل تكنولوجيا الصواريخ الدقيقة والطائرات المسيرة الإيرانية إلى قطاع غزة، وبالتالي فإن أي حرب قد تنشب عندئذ بين إسرائيل وحماس ستشكل خطرا على الكيان الصهيونى. ولذا بادر الأصدقاء باتخاذ هذه القرارات تأمينا لإسرائيل من أي أخطار. بريطانيا بقرارها هذا تمارس الازدواجية وتخالف القوانين الدولية، وتدعم بذلك المعتدين على حساب الضحايا. إذ يتم التغاضى كلية عن إسرائيل، وعما ترتكبه من جرائم حرب في حق الشعب الفلسطيني، وهو ما يشكل تشويها للمواقف وقلبا للحقائق. لقد أكدت بريطانيا بقرارها الجديد ترسيخها لمبدأ المعايير المزدوجة، فبدلا من أن تبادر وتعتذر للفلسطينيين، وتعمل على تصحيح مواقفها إزاء ما ارتكبته من آثام ممثلة في الخطيئة التاريخية التي أقدمت عليها عبر وعد بلفور، وعبر الانتداب البريطاني الذي سلم الأرض الفلسطينية للحركة الصهيونية، عمدت إلى النقيض واستهدفت حركة المقاومة الفلسطينية. ولكيلا تكون وزيرة الداخلية البريطانية بمفردها في ساحة التنمر ضد المقاومة الفلسطينية، سارعت وزيرة الداخلية الأسترالية فاتخذت قرارا مماثلا ضد المقاومة اللبنانية، ففي 24 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، أعلنت تصنيف حزب الله بجناحيه السياسي والعسكري كمنظمة إرهابية تحت دعوى مواصلة الحزب للتهديد بشن هجمات إرهابية، وتقديم الدعم للمنظمات الإرهابية، بل تشكيله تهديدا حقيقيا وموثوقا به لأستراليا.
انسبوها لمينا
اقتراح مهم لأحمد عبد التواب في “الأهرام”: لدينا ملمح عام مهم جديد ظهر بوضوح بمجرد أن أتيحت له الفرصة، وهو انجذاب المصريين بشدة، خاصة الأجيال الشابة، إلى ماضي مصر العريق. وهي مسألة تستحق التوقف أمامها، بعد أن نضع جانبا آراء المنتقدين لحفل افتتاح طريق الكباش، بمثل قولهم إن الغالب عليه كان ترويج السياحة، وكذلك الآراء التي هاجمت قبلها حفل نقل مومياوات ملكات وملوك الفراعنة إلى متحف الحضارة، بحجة أن المركبات التي نقلتهم ليست مطابِقة للمركبات على الجداريات الفرعونية لأنه لم تستجب لهذه الآراء إلا أعداد محدودة، في حين كان لهذين الحفلين تأثير ضخم على الجانب الآخر، أو قُل على القاعدة الكبرى من المصريين، الذين أثاروا الدهشة من تجاوبهم حتى مع الصلاة والغناء بالمصرية القديمة، وكأنهم أفاقوا بفضل الحفلين إلى أن جانبا أصيلا في وجدانهم كان مستترا، أو مطمورا أو مقهورا، ولكنه الآن آخذ في التجلي، في المشاعر وفي الرغبة في معرفة مصر القديمة وتاريخ الأجداد. هذه المشاعر الجديدة ينبغي أن تؤيدها أمارات في الواقع تحترمها وتقدرها وتستجيب لها. كرر الكاتب اقتراحه بأن يُطلَق اسم الملك مينا على المدينة العملاقة الواعِدة، التي تُسمَّى مؤقتا «العاصمة الإدارية الجديدة» ليس فقط اعترافا بفضله في توحيد شطري مصر، الذي تأسس به أهم عناصر قوتها، وما كان يمكن دون وحدتها أن يكون لها جيش قوي، ولا أن تنطلق إبداعاتها في كل مجال. وأعرب الكاتب عن أسفه لأنك إذا بذلت جهدا لتجد اسم مينا في مصر الحديثة على مَعْلَم خارج المتاحف، فتكاد لا تجده إلا على فندق أسسته شركة أجنبية، لذا فإن إطلاق اسمه على المدينة العظيمة الجديدة ليس فقط تعبيرا عن الامتنان لشخصه والتقدير لإنجازه، ولكن أيضا، والأهم، لربط مصر الحديثة بماضيها العظيم، وبأصولها الأولى، وهي مهمة تستحق أن تتصدر بعد أن اكتفت حكومات بعد حكومات بمظاهر الاهتمام، ولم يتبين، إلا أخيرا، الاهتمام الرسمي الجاد بابتعاث ماضينا لإنارة حاضرنا ولهدي المسار إلى المستقبل.
منهم لله
اهتم أحمد إبراهيم الشريف في “اليوم السابع” بمأساة الفنان رشوان توفيق مع بعض أفراد أسرته الذين خططوا للحجر عليه: أثار الفنان الكبير رشوان توفيق (89 عاما) العواطف الإنسانية بعدما تحدث عن أزمته مع ابنته الصغرى، واستشهد بمسرحية “عطيل” لشكسبير، لكن الملاحظ أن هناك أعمالا أدبية أكثر وضوحا في مسألة العلاقة الشائكة بين الآباء والأبناء: مسرحية “الملك لير” منشورة عام 1608، وهي واحدة من أيقونات المسرح العالمي، وتدور أحداث المسرحية في بريطانيا القديمة، حيث يقرر الملك لير التخلي عن ملكه وتقسيم مملكته على بناته الثلاث، كورديليا، ريجان، وجونريل، وتتمثل خطة لير في وهبه لأكبر مساحة من مملكته لابنته الأكثر حبا له وهي ابنته الصغرى كورديليا، إلا أن جونريل وريجان الفاسدتين والمخادعتين، تكذبان على والدهما بطريقة عاطفية ساخرة ومبالغ فيها، كورديليا ترفض الانخراط في لعبة لير، وترد ببساطة على أنها تحبه كابنته لا أقل ولا أكثر، ردها الباهت، على الرغم من صدقها، يغضب الملك لير ويجعله يتخلى عن ابنته كورديليا تماما، يحاول إيرل كنت، صديق لير العزيز، التحدث نيابة عن كورديليا والتدخل لمصالحة لير مع ابنته، ويتم نفيه من المملكة. المسرحية ليست قصة عقوق الأولاد وكفرهم وجحودهم وحماقة الآباء وخرقهم وغفلتهم الثقة في غير أهلها وحسب، وليست قصة الوحشية التي لا يدانيها في قسوتها قسوة، وقصة المبصر الأعمى والأعمى البصير أو العقل المجنون والمجنون العاقل وحسب، إنها تلك الأمور كلها وعشرات مثلها من المواضيع الأدبية التي يعالجها شكسبير دراميا في مسرحية تعتبر واحدة من أخصب تراجيدياته.
سلالة جديدة
جلال عارف في “الأخبار” يقول: رغم كل تحذيرات العلماء أصرت الدول الأكثر ثراء في العالم على سلوكها الخاطئ.. تصورت أنها يمكن أن تحصن نفسها ضد الوباء، وتترك الدول الفقيرة لمصيرها. لم تشأ أن تتصرف بمسؤولية تجاه تأكيد العلماء بأن مثل هذا الوضع سوف يؤدي حتما إلى مواجهة سلالات أكثر شراسة وفتكا من كورونا، وربما فيروسات أخطر بكثير. رغم تحذيرات العلماء مضت الدول الثرية في طريقها. استولت على 85% من مجموع اللقاحات التي تم إنتاجها. امتلكت أكثر من حاجتها بينما ظلت الدول الفقيرة ومحدودة الدخل تنتظر ما يأتيها من المعونة عن طريق الصحة العالمية. وظلت قارة مثل افريقيا تكافح لتصل بنسبة التلقيح إلى عشرة في المئة من مواطنيها، باستثناء دول قليلة مثل مصر، التي تمضي لتتجاوز تطعيم 40 مليونا من مواطنيها قبل نهاية العام. الآن يقف العالم في مواجهة ما حذر منه العلماء. السلالة الجديدة من كورونا القادمة من جنوب القارة تثير ما هو أكثر من القلق. المعلومات الأولية تقول إن السلالة الجديدة «أوميكرون» أكثر قدرة على الانتشار، وعلى مواجهة اللقاحات بصورة تمثل تحديا حقيقيا للعالم. أمامنا أيام لندرك بدقة حجم الخطر. وأمامنا جهود بدأت على الفور للمواجهة، ومحاولة حصار بؤر السلالة الجديدة وتشديد الاجراءات الاحترازية للوقاية، ثم تكثيف الجهد العلمي لزيادة فاعلية اللقاحات ضد السلالة الجديدة.. وسط هذا كله يعود الاقتراح الذي كانت الدول الثرية قد تهربت منه للتنازل المؤقت عن حقوق الملكية الفكرية للقاحات، وإتاحتها أمام دول العالم لإنتاج ما يلزمها تحت إشراف عالمي. الرئيس الأمريكي بايدن يؤكد أن التطورات الخاصة بالسلالة الجديدة تؤكد ضرورة المضي قدما في التنازل عن الحماية الفكرية بسرعة. لعلهم يدركون الآن ما أكده العلماء مرارا وتكرارا لا نجاة من الوباء إلا بتوفير الوقاية للجميع.
طمعهم لا ينتهي
نتوجه بالمعارك نحو الأثرياء بصحبة السيد البابلي في “الجمهورية: بعض رجال الأعمال الذين يريدون احتكار وتوظيف كل المشروعات وأدوات الإنتاج وينتقدون أيحكومية رسمية لتظل الساحة حكرا عليهم لتحقيق الثروات والمتاجرة حتى بقوت الشعب. فبعض رجال الأعمال لا يريدون أن تقوم الدولة بتنفيذ المشروعات الوطنية العملاقة.. لا يريدونها في مشاريع إسكانية أو غذائية أو في طرق وجسور.. يريدون أن يكون الأمر لهم وقاصرا عليهم وحدهم.. يريدون أن يعود بنا الأمر إلى الوراء عندما كان تنفيذ إقامة وإنشاء كوبري واحد يستغرق سنوات وسنوات وميزانيات وميزانيات وعملات وعمولات.. ولا ينفذ في نهاية الأمر أو يتم التنفيذ دون مطابقة المواصفات.. ولأن بعض رجال الأعمال اعتادوا الفساد والدروب الملتوية للحصول على ما ليس لهم حق فيه.. ولأن الفساد لديهم قد تحول إلى منظومة وفكر خاص بهم، فإنهم الآن يحاولون خلط الأوراق وتزييف الحقائق لممارسة الضغوط على الدولة لكي يعود الأمر لهم والكلمة كلمتهم والقرار قرارهم.. والأرباح كلها لهم. ونقولها بكل الصدق وبكل اليقين ودون مجاملة أو نفاق.. لو أن التنمية في مصر ومشروعاتها القومية الضخمة كانت قد أسندت إلي رجال الأعمال طيلة السنوات السبع الماضية فإن شيئا من كل هذه الإنجازات التي نشهدها ما كان له أن يتحقق.. وكلنا في الدائرة نفسها التي اعتدنا من قبل أن ندور فيها. دائرة الأعذار والتبريرات واسطوانة الفشل والتقصير التي اعتدناها سابقا.
بما اقترفت يداه
يرى خالد محمد أحمد في “الشروق”، أن رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، من بين هؤلاء الحكام الذين يتحملون وزر الوصول ببلادهم إلى حافة الانهيار والتمزق، بفضل سياساته الخرقاء التي نثرت بذور الفرقة والضغينة والكراهية بين أبناء البلد الواحد، وكذلك احتكامه للسلاح وارتكابه للمجازر ضد مواطنيه المخالفين له في الرأي والتوجه، والمعارضين لاستبداده وتشبثه بالسلطة. نجم آبي أحمد صعد عندما تولى منصب رئيس الوزراء في إثيوبيا عام 2018، وبدأ عهده بسلسلة من القرارات والسياسات الإصلاحية، استطاع من خلالها خداع الكثيرين، سواء داخل بلاده أو في مختلف أنحاء العالم، عبر تصدير صورة مزيفة عن نفسه باعتباره زعيما مهموما بنشر المصالحة والسلام، حيث قام فور توليه مهام منصبه الجديد، بتوسيع هامش الحريات، وإطلاق سراح الكثير من المعتقلين السياسيين، وإسقاط صفة «إرهابية» عن حركات معارضة مسلحة، والترحيب بعودة قياداتها من المنفى. كذلك منح النساء في بلاده حقوقا لم يحصلن عليها من قبل، وأسند اليهن نصف الحقائب في حكومته، وفي عهده تولت امرأة منصب وزير الدفاع للمرة الأولى، كما اتخذ خطوات جدية نحو تحقيق المصالحة بين القوميات والشعوب في الأقاليم المختلفة في إثيوبيا. وتوصل أيضا إلى اتفاق سلام مع إريتريا، أنهى سنوات طويلة من الصراع بين البلدين، الأمر الذي لعب دورا مهما في حصوله على جائزة نوبل للسلام. لم يحافظ آبي أحمد على انطلاقته السياسية القوية وصورته كزعيم سياسي إصلاحي أكثر من عامين اثنين، حيث سقط سريعا في اختبار الديمقراطية، وكشف عن وجهه الحقيقي كديكتاتور افريقي جديد، بعد رفضه إجراء الانتخابات التي كانت مقررة في نهاية العام الماضي، بحجة عدم القدرة على تنظيمها بسبب وباء كورونا، وهو ما اعتبره زعماء المعارضة في إثيوبيا محاولة مكشوفة ومفضوحة من جانبه لإطالة أمد حكمه بشكل غير شرعي.
درس لمن يعتبر
لم يكتف رئيس الوزراء الإثيوبي كما أشار خالد محمد أحمد، برفضه فقط لإجراء الانتخابات، وإنما لجأ إلى إرسال قوات الجيش الفدرالي إلى إقليم تيغراي، للتخلص من السلطات المحلية المنبثقة عن الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي بعدما اتهمها بمهاجمة ثكنات للجيش في الإقليم، ما أدى إلى وقوع مجازر وعمليات تهجير واغتصاب، فضلا عن فرض حصار خانق على مواطني تيغراي، ما أدى إلى نقص حاد في المواد الغذائية والأدوية ولقاحات الأطفال والمعدات الطبية، وفقا للكثير من التقارير التي صدرت عن الأمم المتحدة، التي حذرت من تدهور شديد في الأوضاع الإنسانية في الإقليم الرافض لدموية آبي أحمد. تغير الحال فجأة، بعدما استجمع إقليم تيغراي قواه، ونظم صفوفه بالتعاون مع الكثير من الحركات الرافضة لسياسة الأرض المحروقة، التي يتبعها رئيس الوزراء الإثيوبي، وبدأوا في الزحف نحو أديس أبابا لإسقاط حكمه بقوة السلاح، ما دفعه إلى أن يصرخ قائلا: «إن البلاد تشهد لحظاتها الأخيرة وندعو لإنقاذها من الانهيار». تجاهل العالم صرخات آبي أحمد، ولم يقتنع بمحاولته الادعاء بأن بلاده تتعرض لمؤامرة خارجية، بعد أن ثبت بالدليل القاطع أن سياساته الدامية ضد أبناء وطنه وغروره واستبداده، السبب الرئيسي وراء انفراط عقد وحدة بلاده، واتجاهها نحو مستنقع الفوضى والانهيار والحرب الأهلية. قصة صعود وهبوط آبي أحمد، تعد درسا بليغا لكل حاكم يعتقد أنه الوحيد الذي يعرف مصلحة بلاده، وأنه يحملا تفويضا إلهيا مفتوحا يستحل به دماء معارضيه أو من يختلفون معه في الرأي والتوجه والسياسات. كذلك تعد درسا بليغا لكل حاكم يتلاعب بالدستور والقانون وفقا لمصالحه، وخدمة لاستبداده وتشبثه بالسلطة، عبر بث الفرقة والانقسام والكراهية والفتنة بين أبناء شعبه، واستخدام الآلة العسكرية لقمع المخالفين له في الرأي.
لا تفرحوا
تسود حالة من الارتياح لدى البعض، تظهر واضحة على السوشيال ميديا، كلما حققت جبهة تحرير شعب تيغراي تقدما على قوات الجيش الإثيوبي النظامي، و يعود ذلك إلى الظن بأن هزيمة آبي أحمد أو بقاء هذا الصراع مفتوحا يصب في صالح مصر حيال قضية سد النهضة، ولا يعلم السعيد حمدي في “المشهد” على أي أساس تم بناء ذلك التوقع.. وهل يعرف من يفرح لانتصار جبهة تحرير تيغراي من هم؟ أم أن ذلك على اعتبار عدو عدوي صديقي؟ فهناك جهل تام بهذه الجبهة التي يظنها كثيرون مجرد مجموعة بربرية أو مرتزقة مأجورة، والوضع ليس هكذا نهائيا. جبهة تحرير شعب تيغراي تأسست عام 1975 وكانت حزبا سياسيا يشارك في الحكم، وتم اتهامه بأنه منظمة إرهابية في عهد آبي أحمد ومن ثم تم إقصاؤه. الجبهة تحولت في غضون 16عاما من 1975 – 1991 إلى حركة مسلحة قوية، وحاربت الحكومة العسكرية حتى تمت هزيمتها وإزاحتها من الحكم، وعادت إلى الواجهة مرة أخرى، شريكا في الحكم ظاهريا، وإن كانت هي الحاكم الفعلي آنذاك، ورغم حالة النمو الاقتصادي التي تحققت إلا أن مظاهرات خرجت ضد الجبهة تقودها عرقيتا الأمهرة والأورومو بسبب حالات الفساد التي استشرت في البلاد، وأجبرت الاحتجاجات هايلي مريام ديسالين على الاستقالة في فبراير/شباط 2018. وقتها اختارت الجبهة الديمقراطية الثورية الشعبية آبي أحمد خلفا لديسالين، وهو من عرقية الأورومو، ويبدو أن الرجل لديه طموحات كبيرة للغاية، تتعدى فكرة الحكم الديمقراطي لفترات معينة ثم الرحيل بهدوء، وهو هنا يتسق مع أغلب الحالات في القارة السمراء التي يبدو أن هذا قدرها.
وضعنا صعب
نبقى مع السعيد حمدي: ذلك الطموح الطائش جعل آبي يحاول إقصاء جبهة تحرير تيغراي نهائيا، والتخلص من رجالها في أجهزة الدولة من شرطة ومخابرات وجيش، حيث إنهم يتوغلون فيها، فقام بإبعاد البعض وملاحقة آخرين بتهم الفساد. هنا أدركت الجبهة عدم صفاء نوايا آبي أحمد، فانزوت في مناطقها الأصلية لتنظم صفوفها، وتقيم تحالفاتها حتى تطيح بآبي أحمد من السلطة، وهي تملك قوة عسكرية ليست بالقليلة قوامها 250 ألف جندي، وأسلحة كثيرة استولت عليها من الجيش الإثيوبي في منطقة تيغراي، وهي بالمناسبة منظمة تنظيما شديدا في كل الاتجاهات. بالعودة إلى ما يخصنا في هذا الملف وهو موضوع سد النهضة، يتضح أن الأمر مقلق وليس مطمئنا كما يرى البعض، لأن هذا السد الآن أمر واقع، وليس مجرد فكرة يمكن طيها أو العدول عنها، وهناك ملء قد تم بالفعل وأصبح بمثابة قنبلة مياه موقوتة، وذلك يجعل حدوث فوضى هناك شيئا مقلقا، إذ أن الأمر يجب أن يسير وفق أسس واتفاقات ملزمة صادرة من جهات يمكن محاسبتها دوليا، حتى في حالة سيطرة الجبهة على الحكم، لا نعلم كيف سيكون تصرفها، ومن يعتقد أنها قد تساوم في الأمر لمصالحها الشخصية على حساب الدولة، يستند إلى تقديرات ليست صحيحة نهائيا، وتصل إلى حد الخيال، لأن الحركة وطنية مخلصة لوطنها وشعبها، وليست مجرد مجموعة من المتمردين المرتزقة. وما يجب علينا فعله هو مراقبة الأمر عن كثب، والسير في الطريق التفاوضي مع النظام القائم، دون النظر لما يجري في الداخل الإثيوبي.
مرضى على الأرجح
عاد بنا فاروق جويدة في “الأهرام” للماضي: بعد نكسة 67، وأمام حالة الإحباط والانكسار التي سادت بين شباب مصر برزت ظواهر غريبة في المجتمع المصري.. كان أخطرها حالة من الانقسام بين المصريين وظهرت موجات من الفن الهابط وتراجعت للخلف موجات الفن الحقيقي ووجدنا أصواتا وفنونا تجتاح الشارع المصري وشجعت الدولة هذه الظواهر لإلهاء الشباب عن النكسة ـ الكارثة الحقيقية. وفي الوقت نفسه انتشرت ظواهر فكرية وسلوكية غريبة، وظهرت تيارات من التشدد الديني، وفي المقابل كانت هناك موجة من الإلحاد.. هناك من يعتقد أن النكسة غضب من الله وهناك من لم يجد جدوى في الحياة والأشياء والدين والبشر.. كان اليسار المصري قد وجدها فرصة لتصفية التيارات الدينية، وكانت الاتجاهات الدينية تراها فرصة لعودة الدين وتصفية فلول الإلحاد، التي اجتاحت الشباب.. كان صديقي الملحد يدخل معي في جدل حول قضايا دينية، وفي آخر الحوار يقول أقسم بالله العظيم.. وكنت أقول له إن في داخلك إنسانا مؤمنا وإنك تتباهى بفكرة الإلحاد، لأنها موضة المرحلة.. أقول هذا وأنا أسمع أحيانا على شاشات التلفزيون من تقول أو يقول: أنا ملحد والشيء المؤكد أنه جاهل بالدين وأكثر جهلا بالإلحاد.. هذا الانقسام بين من يتاجرون باسم الدين ومن يتباهون بالإلحاد، يعكس خللا فكريا وأمراضا نفسية. وكلاهما يحتاج للعلاج.. الخالق سبحانه وتعالى ليس في حاجة إلى هداية الملحدين وهو سبحانه ليس في حاجة لتشدد المدعين.. إن الله غنى عن العالمين.. ومن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر.. وما ربك بظلام للعبيد.. طافت في ذهني ذكريات من أيام حزينة عشتها في رحاب جامعة القاهرة.. وكنا منقسمين ما بين دين متشدد ويسار مغامر وعقول ترفض كل شيء.. والغريب أن الأيام تعيد نفسها والبشر يكررون خطاياهم وأخطاءهم وما أشبه الليلة بالبارحة.
البحث عن حل
كيف نواجه تلك السموم الفنية ونحن نرفض منعها بقرار رسمي؟ لا حل يراه أحمد الخميسي ممكنا في “الدستور” سوى إعلاء شأن الأعمال الفنية الجيدة، وتشجيع عشرات أو مئات المواهب الشابة الحقيقية، ودعمها، لكي تتوافر لنا عملة جيدة تطرد العملة الرديئة، هذا لأنه لا شيء يستطيع مواجهة التدهور والانحطاط الفني سوى فن آخر عظيم يخاطب عقول وأرواح الناس. والحق أن ظاهرة مطربى المهرجانات ليست جديدة في تاريخ الغناء المصري، وظاهرة التيار التجاري الذي يلعب على الغرائز ليست حديثة، فقد شهد تاريخ الأغنية المصرية منذ نشأتها وجود ذلك التيار وانتشاره، ولم يحد من وجوده سوى تدفق تيار آخر من الفن الحقيقي. الحل ليس بمنع حمو بيكا وكزبرة وشطة وحنجورة، الحل أن نوفر الظروف في التعليم وفي أجهزة الإعلام لكي تتفتح عشرات ومئات المواهب الموسيقية والغنائية وتتولى الرد الفني على ذلك الهبوط المريع.. في النهاية يبقى سؤال أخير: إذا كان هاني شاكر يهاجم حمو بيكا وزملاءه بشدة بسبب رداءة الكلمات، فهل من حقنا أن نتأمل كلمات أغاني هانى شاكر مثل «لو سمحتوا.. يمشى يتمخطر براحته»؟ ولنا أن نفكر أن كلمات معظم الأغاني المهذبة فارغة من أي شعور أو فكرة، وأنها في واقع الأمر الوجه الآخر لما يقدمه حمو بيكا وحنجورة، لأنك حين تحول الفن إلى فراغ عقلي وروحي فإنك تقتله، وتدمره، كما تقتله وتدمره بالبذاءة والجلافة، ويصبح الفن ضحية في الحالتين: مرة بكلمات لا تعني شيئا، تعكس الخواء، ومرة بكلمات بذيئة تعكس الجوع الضاري إلى التحرش.
أحلم براحتك
يرى حمدي رزق في “المصري اليوم” أن من حقنا أن نحلم بأول رائد فضاء مصري، الحلم بات قريبا، حلمنا بوكالة فضاء مصرية وحدث، حلمنا بأول قمر صناعي مصري ويحدث الآن، (عام 2023) موعد إطلاق أول قمر صناعي مصري إلى الفضاء، القمر سيتم تجميعه داخل مركز تجميع واختبار مكونات الأقمار الصناعية في وكالة الفضاء الوطنية، ويحمل اسم «مصر سات 2A». إطلاق القمر الصناعي المصري قفزة في الفضاء، عشقنا القمر أرضيّا وتغنينا بضيائه، وتسمعنا أخبار ارتياد الفضاء قعودا مذهولين، محسورين، نتحسر على أيامنا الضائعة، ونغني حزانَى: «ما تسرسبيش يا سنينّا من بين إيدينا». معلوم أن ما لا يُدرك كله لا يُترك كله، ومهمتنا اللحاق بالعالم أرضيّا وفضائيّا، حديث الأولويات يصح هنا، ووكالة الفضاء الوطنية أولوية أولى، ومركز تجميع واختبار الأقمار الصناعية، أحد أهم المشروعات الضخمة التي تنفذها وكالة الفضاء المصرية بمنحة من الصين، داخل المدينة الفضائية التي ستُقام على مساحة 124 فدانا بالقرب من العاصمة الإدارية الجديدة، العاصمة الإدارية تستوعب الأحلام المؤجَّلة، مدينة الأحلام كما يصفون. مصر تدخل عصر الاتصالات بالأقمار الصناعية، مصر تتواصل فضائيّا، وفى هذا منافع شتى. البرنامج الفضائي المصري يقطع أشواطا، يعوض عقودا من القعود، يقينا هذا عقد تحقيق الأحلام المؤجَّلة، أحلامنا دوما كبيرة، ولكن إرادتنا كانت مهيضة، الإرادة تحقق الأحلام. القمر «مصر سات 2A» ليس نهاية المطاف، فمصر تدخل بوكالتها الفضائية عالم الفضاء الفسيح، بقاعدة صناعية نجحت في تصنيع برامج في أقمار تجريبية ذهبت بعيدا إلى الفضاء في مهام وطنية، وقاعدة بشرية فريدة، الفريق الوطني يتضاعف أعداد خبرائه وعلمائه.
نهايتها فقر
شرف كبير على حد رأي محمد أمين في “المصري اليوم” أن يتذكر اتحاد الإذاعات العربية، عصام الأمير، رئيس اتحاد الإذاعة والتلفزيون السابق، حيث جرى تكريمه، ومع ذلك فهو يشعر بالألم والعتاب على مصر التي لم تتذكره ولم تكرمه ولم تصرف له مكافأة نهاية الخدمة بعد 35 سنة.. مصر لم تكرمه بينما اتحاد الإذاعات العربية يكرمه على مجمل مشواره.. مع أنه كان يدير الاتحاد في مصر في ظروف قاسية جدا وصعبة للغاية. السؤال: لماذا تجاهلوه وعاملوه بهذه الطريقة، ولم يدبروا له مكانا يعمل فيه مع أنه لا يملك غير راتبه، وقطعوا عنه مكافأة نهاية الخدمة دون مبرر؟ ولماذا عاملوه بكل هذا النكران؟ يقول «في نفسي بعض من عتاب وألم، أني لم أحظ بمثل هذا التكريم في بلدي».. وينهى كلمته المؤثرة على صفحته الشخصية قائلا «خالص المحبة لبلدي رغم كل شيء». لماذا نعامل الناس هكذا، بعد أن يفرغوا من مهامم الرسمية؟ كان في الإمكان الاحتفاء بالمغادرين لمناصبهم بحفلة شاي وشهادة لا تكلف شيئا.. وبالإمكان تدبير وظيفة يعيش منها في مجال عمله.. وهو خبير على قدر كبير من الأهمية.. كان يمكن أن يكون مستشارا للاتحاد.. أليست الدولة قادرة على ذلك، من الذين ساعدوه بجهود شخصية؟ هل يليق أن يتسول المسؤولون بعد انتهاء الخدمة؟ لقد أوجعتني كلمة عصام الأمير جدا.. كان فيها من الصدق والألم ما يحرك الجبال، ويكشف عن جحود ونكران كبيرين تجاه الموظف العام «السابق».. لقد شعر «الأمير» أنه لو أرسل صرخته لأي صحيفة فلن تنشرها، أين الذين كانوا ينشرون له كل كلمة، وهو في موقع المسؤولية؟ أين الأصدقاء من الصحافيين وأين الفضائيات التي لم تجر معه حوارا؟ هل كان مغضوبا عليه مثلا؟ ولماذا الانتقام منه في لقمة عيشه؟
فاكهة الدنيا
من أبرز المدافعين عن المرأة طارق عباس في “المصري اليوم”: المرأة كنز لا يبحث عنه إلا أهل الجمال والحنان والرحمة، وموسيقى تحلو لعشاق النغم، عطاؤها جزء من طبيعتها وسلوكها وفطرتها، هي للأسرة العماد، وللمجتمع الوقود، وللدولة أقصر طريق إلى التنمية والازدهار، هي المُحفِّز للبحث عن النجاح وبلوغ أعلى مراتب التقدم والترقي. يرى فيها الرجل السوِي «الأنيس والمُعين والرفيق» في رحلة العمر. مادام أحبها فقد أحب نفسه وحياته وانتصر على ضعفه وانكساره، وانطلق يبذل كل ما بوسعه كي يثبت لها أنه جدير بها. وكثيرون من عظماء الرجال كانت نساؤهم أعظم منهم، بموقفهن ومعرفتهن بما عليهن من واجبات قبل ما لهن من حقوق، وبالإضافة إلى كونهن يحملن ويلدن ويُرضِعن ويربين ويسهرن على راحة أسرهن وتماسك بيوتهن، فإنهن أيضا يتعلمن ويتثقفن ويعملن ويفزن بالمناصب ويشاركن في صناعة القرار وإدارة شؤون البلاد، ومع كل ذلك – ورغم أننا في القرن الحادى والعشرين – فلا تزال المرأة دون ما يليق بمستواها ومستوى دورها، لا تزال تعيش في عالم رسّخ الأعراف الاجتماعية الظالمة وفرض قوالب نمطية تجعل من المرأة كائنا من المستوى الثاني وربما الثالث، وورقة مساومة في ساحات الصراع والتسويات وتحقيق المكاسب الوهمية المُغلَّفة بالإذلال والغبن والقمع، ومثل هذه الانتهاكات الصادمة المؤلمة ستؤثر حتما في صحة المرأة النفسية والجسدية والإنجابية، وتفرض عليها أفكارا ومبادئ تجعلها معتقلة في ذاتها ومجتمعها، لا تملك ولا تحكم ولا تتحكم، ولا تُبدي رأيا، معتقلة في دوامة عنف لا تهدأ من البيت إلى المدرسة إلى الجامعة إلى العمل، وتجعلها الحلقة الأضعف المنتهَكة حقوقها وخصوصياتها، المُعرَّضة دوما لأقصى مظاهر العنف وأبشعها بكل أشكالها في المجتمعات كافة وكل الدول تقريبا، على اختلاف لغاتها وثقافاتها ودياناتها ودساتيرها وقوانينها، وقد أكدت منظمة الأمم المتحدة، في أحد تقاريرها، شيوع العنف ضد المرأة بشكل متزايد، فثلث نساء العالم يعانين العنف، وللأسف الشديد تبقى النتيجة دائما شعارات.. فعاليات.. خطابات.. توصيات.. بينما يبقى العنف ضد المرأة على حاله.