في الأسبوع الماضي تحدثت عن أكبر مصنع للدارات الإلكترونية، الذي تنوي شركة إنتل بناءه في ولاية أوهايو الأمريكية، واليوم أود السير في الاتجاه المعاكس والحديث عن أصغر مصنع للدارات الإلكترونية يديره شاب أمريكي يبلغ من العمر 22 عاماً اسمه سام زيلوف، المصنع يقع في مرآب منزل العائلة، وهذا لا يختلف عن قصص تأسيس عدة شركات تقنية أمريكية بدأت في مرآب المنزل.
الأسهم الأمريكية تغلق على ارتفاع في ختام تعاملات الأربعاء 2 فبرايرمحمد الخولي3 فبراير 202212 ألف شركة مقاولات جديدة في الإماراتسامح الليثي3 فبراير 2022في أغسطس من العام الماضي طرح سام مقطع فيديو في يوتيوب يعرض دارة إلكترونية صنعها بنفسه، وتحتوي على 1200 ترانزيستور، وهذا إنجاز كبير لفرد واحد، لأن صناعة الدارات الإلكترونية صعبة وتتطلب معدات متقدمة وفهم لعملية الصنع من البداية وحتى النهاية، ولم تكن هذه الدارة الأولى التي يصنعها سام إذ صنع أول واحدة في 2018 وكانت تحوي 6 ترانزيستورات فقط.
لصنع دارة إلكترونية كان على سام تعلم الكثير في مجال الفيزياء والكيمياء والبصريات والإلكترونيات، عملية الصنع تتطلب معرفة في مجالات مختلفة لتحقيق دقة عالية وتصميم يمكن استخدامه عملياً، واحتاج سام لأدوات متقدمة لفعل ذلك، وقد اشترى أدوات قديمة لصنع الدارات الإلكترونية استخدمت في السبعينات والثمانينات من القرن الماضي ووجدها في موقع مزادات معروف.
سام حصل على تشجيع ودعم من والديه، لكن بحذر لأنهم يعرفون صعوبة المشروع، أحد أصدقاء أبيه يعمل مهندساً لصنع دارات إلكترونية لـ40 عاماً وقد ذكر أن ما يحاول سام فعله مستحيل، وتلقى سام رسائل إلكترونية تكرر نفس الفكرة، لكن سام فكر بأن بدايات تصنيع الدارات كانت بسيطة ولا شيء يمنع من محاكاة تجارب الماضي وقد ينجح، وأثبت خطأ من قال بأن الأمر مستحيل.
دارات سام لا تفعل الكثير حالياً إذ يمكنها تضخيم إشارات إلكترونية، لذلك يسعى إلى صنع أول معالج وجعل معالج إنتل 4004 هدفه، حالياً يعمل سام على صنع دارة قادرة على إنجاز عملية الجمع فقط، بالتدريج سيتمكن من إنجاز أول معالج صنع في المنزل.
ما يفعله سام يعطي الكثيرين فكرة عما يمكن فعله بمعدات قديمة وإرادة وشيء من تجاهل ما يقوله الآخرون، وسام نفسه وجد إلهامه من مهندسة أمريكية صنعت ترانزيستور دقيق في منزلها، وبأدوات منزلية وهذا يشمل صنع كرستال السيليكون الذي تستخدمه الدارات الإلكترونية في الأجهزة الحديثة.
هذا أحد آثار الإنترنت الإيجابية، نشر المعرفة والعلم لكل من يريد وتبسيط الوصول للأدوات اللازمة لتحقيق أي شيء.