كتبت : علا السنجري
التنمر هو السلوك الذي يهدف إلى إيذاء شخص ما، إما عاطفيا أو جسديا، قد يكون ذلك باستخدام الكلمات المنطوقة أو بالعنف الجسدي، لكنه في حلقة (سنة جديدة) من سلسلة (خارج السيطرة) ذات الحلقة الواحدة يتحول إلى جرائم قتلمن نوع خاص.
المتنمر قد يكون لديه قوة يستخدمها بلا حكمة أو بلا أخلاق ، أو قد يكون المتنمر شخصاً ضعيفا مثل ضحيته ويحتاج إلى دعم ومساعدة بالقدر نفسه .
حلقة (سنة جديدة) توضح هذا ، حيث تجتمع أربعة من صديقات الطفولة في منزل إحداهن احتفالاً بحلول السنة الجديدة ، لكن من اجتماعهن تبدأ ذكريات الماضي بمطاردتهن ، حيث تخطط (أسيل) لتجعل (ديما) تعترف بما فعلته في صديقتهم كنوز في الماضي وتسببت في انتحارها ، تخطط للانتقام منها ، وذلك من خلال تقييدها وتصوير فيديو لها كاعتراف بكل الأشياء السيئة التي فعلتها لتدمر حياتها المهنية ، ليتحوّل الاحتفال إلى تصفية حسابات .
ربما التنمر ليست القضية الوحيدة التي تناقشها حلقة (سنة جديدة) من سلسلة (خارج السيطرة) ، فهي أيضا تتناول تركيز المجتمع على وسائل التواصل الاجتماعي ومدى تأثيرها على التوازن النفسي لمتابعيها ، وفقدان الهوية والخصوصية.
نجد شخصية (ديما) مثالا على ذلك ، فهي (انفلورس أو بلوجر) ، تلك المهنة التى أوجدتها مواقع التواصل الاجتماعي ، فهي شخصية مؤثرة تقدم فيديوهات للمنتجات والأكل الصحي ومنتجات التجميل ولا تظهر الجانب المظلم من شخصيتها لأحد ، على الجانب الآخر (هاتون) صديقتهم ممتلئة الجسد تحلم أن تكون مثلها لديها قناة بالانترنت وتتابع كل ما تقدمه ، (ديما) هى نتاج ما يحدث عندما تكون الأنثى الخاطئة هى التي تلهم الآخرين . (أسيل) تعيش حياة غير مبهجة مليئة بالخسارة والمثابرة والبحث عن عمل بدلا من اختيار الطريق المريح الذي اختارته ديما.
(أريج) الصديقة التي اتفقت مع (أسيل) على الانتقام لما فعلته (ديما) من تنمربصديقتهم كنوز في الماضي مما أدي إلى موتها ، لكنها تظهر قليل من التعاطف والتراجع ، تصر (أسيل) على الانتقام .
المزيد من المشاركات
هشام العربي : وزيرة الثقافة وعدتني بدعم فرقة (أم كلثوم)
شوقي حجاب يهدي (شهريار النجوم) أغنية نادرة لـ (سمير غانم)
ثروت الخرباوي يكتب : السينما تبني إذا أردنا وتهدم إذا لم…
كل من الصديقات الأربعة لديهم أسرار تظهر مع تصاعد الأحداث ليجد المشاهد نفسه في سلسلة من التآمر والجرائم ، لتأتي نهاية غير متوقعة .
ففي النهاية تظهر (أسيل) في برنامج تتحدث فيه عن موهبتها بالتمثيل وفيلمها الأول ، متأثرة بوفاة ديما.
(سنة جديدة) بطولة نسائية لـ (يارا قاسم، هدير عبد الناصر، دارين البايض، في فؤاد)، وضيفة شرف الإعلامية مهيرة عبد العزيز ، ومن إخراج محمد وفا.
لحظات قصيرة من القيل والقال في بداية السنة الجديدة من حديث فتيات كانوا أصدقاء طفولة ، كل منهن تخفي بداخله الكثير ، فيبدأ الخوف وتسوء الأمور، مما يؤدي إلى الفوضىوالقتل ، بداية بطيئة جدا يتوقف التصوير على بعض العناصر في المنزل كطريقة لشد انتباه المشاهد أنها ستكون مهمة لاحقًا .
اللقطات السريعة لمشهد تعذيب (كنوز) ، استخدام منتجات التجميل النسائية كوسيلة للتعذيب لإثبات التنمر من الشكل ، استغرق بناء الرعب الحقيقي لقصة الصديقات وقتا طويلا في بداية الحلقة ، جاء الإخراج موفقا في المعارك التي دارت بين الفتيات .
كل من الممثلات الفتيات قدمن أدوراهن بإجادة ، هدير عبد الناصر لديها الكثير لتقدمه ، موهوبة ، يارا قاسم قدمت الوجه الهادئ والروح المملوءة انفعالات وتخبئ الكثير ، دارين البايض اتقنت دور المتنمرة والبلوجر التي لا تخسر بل تكسب حتى لو بالزيف والخداع أمام متابعيها ، و كذلك في فؤاد.
حلقة (سنة جديدة) مأخوذة من سلسلة المسلسل الأجنبي (في الظلام) ، إلا أن العمل الأجنبي يتشابه جدا مع فكرة الفيلم الأجنبي الذي يحمل عنوان (أعرف ما الذي فعلته الصيف الماضي) ، فكرة التنمر الذي يؤدي إلى القتل وتستر واشتراك باقي الأصدقاء في الأمر ، ليأتي من ينتقم منهم، وفي النهاية قدمت الممثلات الأربعة عملا دراميا مليئ بالشغف والإثارة بأداء يحسب لهن جميعا بإجادة من المخرج محمد وفا الذي تمكن من خلف الكاميرا في التحكم في أدائهن باحترافية عالية.