إعادة إيطاليا القسرية للمھاجرين وملتمسي اللجوء القادمين على متن القوارب، معاملة ليبيا السيئة للمھاجرين وملتمسي اللجوء | HRW Human Rights Watch Human Rights Watch

  • زمن:May 19
  • مكتوبة : smartwearsonline
  • فئة:شرط

في 6مايو/أيار 2009،وللمرةالأولى فيفترة ما بعد الحربالعالميةالثانية،أمرت دولةأوروبية حرسالسواحللديها وسفنهاالبحريةبتوقيف وإعادةقارب مهاجرينقسراً إلىالمياه الدوليةدون مراجعة منأي نوع لمعرفةإن كان الركابمستحقينللحماية أوعرضة للخطربشكل خاص.والدولة التىقامتبأعتراضالقواربهي إيطاليا،والدولة التيتلقت المهاجرينالمُعادين هيليبيا. إذ سحبحرس السواحلوقوات حرسالأموال فيقواربالدورية الإيطاليةقواربالمهاجرين منالمياهالدولية دون حتىإجراء فحص لهالمعرفة إن كانبعض الركاب مناللاجئين أوإن كانوا مرضىأو مصابين، أوبينهم نساءحوامل أوأطفال لايرافقهمبالغون، أوضحايا إتجاربالبشر أوضحايا أي منأشكال العنفضد المرأة.وأنزلالإيطاليونالركاب المُتعبينفي ميناءطرابلس، حيثسارعت السلطاتالليبيةبالقبض عليهمواحتجازهم.

يتناولهذا التقريرمعاملةالمهاجرينوملتمسياللجوءواللاجئين فيليبيا من وجهةنظر من غادرواهذا البلدوأصبحوا الآنفي إيطاليا ومالطة.هؤلاء الناس،على العكس مننظرائهم الذينما زالوا فيليبيا، أحرارفي الحديث عنخبراتهم دونخشية منالمضايقة.وللتقريرهدفين. أولهماهو تحميلالسلطاتالليبيةالمسؤولية عنمعاملتهاالسيئةللمهاجرينواللاجئينوملتمسياللجوء. فهومن ثم يسعىلتحسين أوضاعالاحتجازالسيئة فيليبيا، ويسعىلتشجيع ليبياعلى إعدادإجراءاتللجوء تتفق معالمعايير الدوليةللاجئين.ثانياً، هذاالتقرير يسعىإلى تحميلالحكومةالإيطاليةوالاتحادالأوروبي وهيئةالرقابة علىالمهاجرينلدى الحدودالخارجيةللاتحاد(فرونتكس)التابعةللاتحاد الأوروبي،المسؤولية عنأي ضرر يلحقبالأشخاص الذينيُعادون إلىليبيا دونتقييملاحتياجاتالحمايةالخاصة بهم.من ثم فهويهدف أيضاًإلى إقناعمؤسساتالاتحادالأوروبيودولهالأعضاء بوقفإجراءإيطالياوفرونتكسلأعمال الإعادةالقسرية بحقالمهاجرينإلى ليبيا،حيث يتعرضونبصفة منهجيةللمعاملةوالعقوبةاللاإنسانيةوالمهينة،وحيث لا يجدمن يستحقون اللجوءالحمايةالفعالة.

ولمتتمكن هيومنرايتس ووتش منمقابلة أو رؤيةالأفرادالمُعادينإثر التدخلالإيطالي، لكنهذا التقريريستند إلىمقابلات مع 91مهاجراًوملتمس لجوءولاجئ فيإيطالياومالطة، وتمإجراء أغلبالمقابلات فيمايو/أيار 2009.وقد زارتهيومن رايتسووتش ليبيا فيأبريل/نيسان 2009لكن السلطاتالليبية لمتسمح لنابمقابلة أيشخص فيالأماكنالعامة أوالخاصة دونإذن صريح منالسلطات. كمالم تسمح لناالسلطاتبزيارة أي منمراكز احتجازالمهاجرينالعديدة فيليبيا، رغمطلباتنا المتكررةبذلك.

يتناولهذا التقريرأيضاًالعلاقةالوليدة بينإيطالياوليبيا، ومن عناصرهاالأساسيةالآن اتفاقعلى التعاونمن أجل وقفالتدفق غيرالمنتظملمواطنيبلدان الدولالثالثة عبرليبيا إلىإيطاليا.والنظامالإيطاليالخاصباعتراضقواربالمهاجرين جاءسريعاً فيأعقاباتفاقيةصداقة جديدةمع ليبيا."اتفاقيةالصداقةوالشراكةوالتعاون بين الجمهوريةالإيطاليةوالجماهيريةالعربيةالليبيةالشعبيةالاشتراكيةالعظمى" ("اتفاقالصداقة")،الموقعة في 30أغسطس/آب 2008.ويدعو اتفاقالصداقة إلى"تكثيف"التعاون في"مكافحةالإرهاب،والجريمةالمنظمة،والإتجار في المخدرات،والهجرة غيرالشرعية". وقداتفق الطرفانعلى تعزيزنظامالمراقبة علىالحدود علىجانب الحدودالبريةالليبية (50 فيالمائة تمويلإيطالي و50 فيالمائةمُنتظر أنيقدمها الاتحادالأوروبي)،وأن يتماستخدامشركات إيطاليةفي هذاالنشاط.

والنتيجةالملموسة الأولىلاتفاقالصداقة هذاكان نقلإيطاليا لثلاثةقوارب دوريةإلى الطرفالليبي في 14مايو/أيار 2009،على أن تشاركفي إدارتها –القوارب –السلطاتالليبيةوالإيطالية.وفي حفل الافتتاح،قال كوسيموداريغو قائدالحرس الماليالإيطالي إنالقوارب"سيتماستخدامها في دورياتمشتركة فيالمياهالإقليميةالليبيةوالمياهالدولية،بالتعاون مععمليات البحريةالإيطالية".وأضاف أن:"عناصر حرسالسواحلالليبيونسيتمركزونأيضاً في مركزقيادتنا علىجزيرةلامبادوزا،وسوف يشاركونفي دوريات علىمتن قواربنا".

وتخرقإيطاليا مبدأالقانونالدولي الخاصبعدم الإعادةالقسريةبتوقيفهالقوارب فيالمياهالدوليةوجرها لها معيدةإياها إلىليبيا دونمراجعة لركابالقوارب. وثمةاتفاقاتدولية عديدةتمنعالحكومات منإجراءالإعادةالقسرية (وهيإعادةالأفراد قسراًإلى حيث قدتتعرض حياتهمأو حريتهم للتهديدأو حيثيواجهون خطرالتعذيب).ومبدأ عدم الإعادةقسراً هوالتزام واجبفي القوانينالدوليةلحقوقالإنسان وفيالقانونالدولي للاجئين،وكذلك فيالقانونينالأوروبيوالإيطالي،ويحظر أيضاًعلى إيطالياإعادة الأفرادإلى أماكن قديواجهون فيهاالمعاملةاللاإنسانيةأو المهينة.

ولايوجد في ليبياقانون لجوء أوإجراءات للجوء.وبالنسبةللأفرادالساعينلالتماس اللجوءفي ليبيا، فلاتوجد آليةرسميةلالتماس الحماية.ولا تفرقالسلطات بيناللاجئينوملتمسياللجوءوغيرهم منالمهاجرين.وقال لـ هيومنرايتس ووتشالعميد محمدبشير الشيباني،مدير مكتبالمهاجرين فياللجنة الشعبيةالعامة للأمنالعام: "لايوجد لاجئون فيليبيا". وأضاف:"هناك أشخاصيتسللون إلىليبيا بشكلغير شرعي ولايمكن وصفهمبصفة لاجئين.وأي شخص يدخلالبلاد دونوثائق رسميةوتصريح يتمالقبض عليه".

وأثناءزيارتهالأولى إلىإيطاليا فييونيو/حزيران2009، قال الزعيمالليبي معمرالقذافي إنقضية ملتمسياللجوء هي"كذبةانتشرت". وقالأيضاً إنالأفارقة "يعيشونفي الصحراءوفي الغاباتولا هوية لهمبالمرة، ولاهوية سياسية.إنهم يشعرونبأن الشماللديه كلالثروة وكلالنقود،فيحاولون بلوغه.ملايين الناسينجذبون إلىأوروبا، ويحاولونبلوغها. هلنعتقد بحق أنملايين الناس ملتمسولجوء؟ إنهحقاً لأمرمضحك".

ولاترى هيومنرايتس ووتشبأن جميع أوأغلب المهاجرينفي ليبيا أوملتمسيالدخول إلىالاتحادالأوروبي عبرإيطاليا أومالطة،مستحقون لوضعاللاجئ، رغمأن معدلموافقةإيطالياومالطة علىالتماساللجوءبالتوالي هما49 و52.5 في المائة منإجمالي منيتقدمون بطلباللجوء منجميع الجنسياتعن عام 2008.ومنطقةتراباني فيصقلية، ومنهالامبادوسا،نقطة الدخوللأغلبالقوارب القادمةمن ليبيا،فيها نسبةموافقة علىاللجوء تبلغ 78في المائة منيناير/كانون الثانيحتى أغسطس/آب 2008.والكثيرون منمهاجري القواربفي واقع الأمريفدون من دولذات سجل حقوقيضعيف وفي بعضالحالاتتعاني تلكالدول من عنفمعمم يشملمناطق واسعة.وبعضهم لديهمبالفعل مزاعماحتياجلحماية دوليةتتمتعبالمصداقية.لكن باستثناءمن لديهممزاعم طلبلجوء محددة،فإن جميعالمهاجرينلهم حقوقإنسانية ويجبمعاملتهمبشكل يحفظكرامتهم، بمافي ذلك من ليسلديهم الحق فيدخول إيطالياأو مالطة أوليبيا أوالبقاء في أيمن هذه البلدان.

فيواقع الأمر،فإن القليل منالمهاجرينالذينقابلتهمهيومن رايتسووتش – ومنهمالكثير ممنالتمسوااللجوء فيإيطالياومالطة أو تمالإقراربصفتهمكلاجئين في هذهالبلدان –قالوا إنهمكانوايعتقدون فيإمكانيةالتماساللجوء فيليبيا أو أنللمفوضيةالسامية لشؤوناللاجئينتواجد هناك.

وباستثناءالأشخاصالذين تماحتجازهم فيمركز احتجازمسراتة والذييمكنللمفوضيةالساميةومنظمات المجتمعالمدنيالشريكة لهاأن تدخل إليه،فلا أحد منالمحتجزينالسابقينالذين تمت مقابلتهمأثناء إعدادهذا التقريرقالوا إنهم رأواأو قابلواالمفوضيةالساميةأثناء وجودهمفي أي منالسجون أومراكزالاحتجازالخاصة بالمهاجرينفي ليبيا.ونظراً لكبرعددالمحتجزين السابقينالذين قالواإنهم كانوايتعرضون للضربكلما تحدثواإلى الحراسلطلب أي شيء،فليس منالمدهش أنشخصاً واحداًأخبر هيومنرايتس ووتشبأنه طلبمقابلةالمفوضيةالسامية فيماكان محتجزاً.

وعلمتهيومن رايتسووتش أنه منذبدأ نفاذ سياسةالإعادةالإيطالية فيمايو/أيار 2009 –وما صاحبها منتدقيق مكثفلمعاملةالعائدين –ازدادت قدرةالمفوضيةالساميةومنظمات المجتمعالمدنيالشريكة لهاعلى مقابلةالأشخاصالمعادين،أكثر من ذيقبل. وقد بدأتالسلطات تزيدمن إتاحةمقابلةالمفوضيةالساميةللمحتجزين فيعام 2008 بعد أنأصبحت هنالكعلاقة رسميةبين المفوضيةومنظمة غير حكوميةليبية. وترحبهيومن رايتسووتش بزيادة إتاحةمقابلةالمفوضيةالسامية لـ 12مركز احتجازللمهاجرين،وكذلك زيادةاحترام السلطاتالليبيةلمواثيقوأشكال تدخلالمفوضية السامية.لكننا نلمحإلى أن ليبيالم تتقدم بضماناترسمية بشأنمعاملةالمُعادين أوبشأن إتاحةمقابلةالمفوضيةالسامية لهم،وأن ليبيا لمتضف الصفةالرسمية بعدعلى مذكرةتفاهم تخصتواجدالمفوضيةالساميةلشؤوناللاجئين فيليبيا، وهواتفاق متبع فيجميع أماكنتواجد المفوضيةالساميةتقريباً.

ورغمزيادة قدرتهاعلى مقابلةالعائدين إلى ليبيامن إيطاليا،فإن المفوضيةالسامية لشؤوناللاجئين في 14يوليو/تموز 2009أعربت عنقلقها الجديإزاء أنالسياسةالإيطالية"في ظل غيابضمانات الحمايةالملائمة،يمكن أن تحولبين الأفراد والتماساللجوءوتقويض منمبدأ عدمالإعادة قسراً".وورد تصريحالمفوضيةالسامية إثرمقابلة 82شخصاًأعادتهمالبحريةالإيطاليةإلى ليبيا في 1يوليو/تموز.والكثير منهمزعموا أن العاملينبالبحريةالإيطالية لميعرضوا عليهمالطعام وهم فيالبحر منذأربعة أيام،وصادروا ولميعيدوا إليهموثائقهمومتعلقاتهمالشخصية،واستخدمواالقوة فينقلهم إلىسفينة ليبية،مما أسفر عنعلاج ستةأشخاص من ركابالقارب فيالمستشفى.وعرفت هيومنرايتس ووتش منمصدر آخر أنالبحريةالإيطاليةاستخدمت هراواتالصعقبالكهرباءوالهراواتالمعدنية في إجبارالمهاجرينعلى النزول منعلى متن القارب،وأن بعضالركاباستلزمتحالتهم غرزاًجراحية فيرؤوسهم حتىقبل مغادرتهمللسفينة الإيطالية.

ورغمأن هيومنرايتس ووتش لمتتمكن منمقابلة أشخاصداخل ليبياأعادهمالإيطاليون فيربيع وصيف عام2009، فإننانعتقد أنه فيظل ظروفالاحتجازالراهنة فيليبيا – علىالأقل فيماتوصلنا إليهفي ظل شروطزيارة هيومنرايتس ووتش –أن المقابلاتالتي أجريتخارج ليبيا فيأوضاع تتمتعبالخصوصيةوالسرية،تقدم عرضاًأدق لظروفومعاملةالمهاجرين فيمراكز احتجازالمهاجرين فيليبيا، أكثرمن التقديراتالتيالتمسناهاداخل ليبيا.في واقع الأمرفإن آخر مرةزارت فيهاهيومن رايتسووتش ليبيا فيعام 2005، فإن أولمهاجر يلتقيهباحثونا فيالشارع تمالقبض عليهبعد ساعة.وهذا التقريرمن ثم يستندإلى مقابلاتمع المهاجرينأجريت فيمالطةوإيطاليا عماتعرضوا له في ليبيا،بما في ذلكالقبض عليهمإثر محاولات هروبفاشلةبالقوارب.والكثير منمزاعم المهاجرينبالمعاملةالسيئة في هذاالتقرير هي مزاعمجدية وحديثة.ونعتقد أن مثلهذه المزاعم علىصلة مباشرةبمسألة إن كانلإيطالياوالاتحادالأوروبيالسعيللتعاون معليبيا في منعتدفق مواطنيالدولالثالثة، بمافي ذلك من فيصفوفهم منلاجئينمحتملين، فيمنعهم من مغادرةليبيا أوإجبار الناسعلى العودةإلى ليبيا بعدأن نجحوا فيمغادرتها.

والإساءاتالأكثروقوعاً حسبزعم المهاجرينفي هذا التقرير،والأكثرجسامة فيالأغلب، تقعحين يدخلون(أو يحاولوندخول) ليبيا،وحين يُعادونإلى ليبيا بعدمحاولةمغادرة فاشلةعلى متن القارب،وحين يتمطردهم منليبيا.والإساءاتلدى الحدودالبرية تقع منكافة الجهات:شرقاً وغرباًوجنوباً.وكثيراً ما لايعرفالمهاجرون هويةأو نوعالسلطات التيترتكبالإساءات، إنكانوا منالجيش أوالشرطة. وفيحالات كثيرة،لا يعرفالمهاجرونالذينيسافرون عبرليبيا إن كانمن أساءواإليهم منالشرطة أومجرمين، لكنعادة مايعربون عناعتقادهم بأنالطرفين سواء،إذ أن كلمنهما يستغلالمهاجرينالضعفاءويسيئونإليهم.

وقدأبدىالمهاجرونجميعاًتقريباً لـهيومن رايتسووتشالاعتقاد بأنالمهربين علىصلات مقربةبالمسؤولينالليبيين.وطبقاً لرواياتالمهاجرين،فإن المهربينالذين ينظمونالمغادرة علىمتن القواربيكونونأحياناً علىصلة بالقواتالمسؤولة عنمنع الهجرةالبحرية غيرالشرعية.وسواء كانوامتورطين فيأعمال تهريبموسعة أم لا،فإن الشرطةعلى الطرقات،لا سيماالطرقاتالمؤدية إلى الحدود،وحراس الشرطةفي مراكزاحتجاز المهاجرين،يتكسبون بشكلمنهجيبالمطالبةبالرشاوىوقبولهاكمقابلللإفراج عنالمهاجرين. وفيحالةالمهاجرينالمحتجزين،يشمل هذاالترتيبللاتصالبالأقارب فيبلدانهمالأصلية وتحويلالأموالالمطلوبةللرشوة، كمايشمل هذاأحياناًترتيب الشرطةلاتصالاتبالمهربينللرحلة لمابعد إخلاءالسبيل.

والمهاجرونالذين تماحتجازهم طرفالسلطات الليبيةقالوا على طولالخط لـ هيومنرايتس ووتشإنهم عاشوا فيخوف أثناءالفترة التيقضوها رهنالاحتجاز.وقالوا أيضاًإنهم يخشونالسرقةوالضربوالابتزاز،ليس فقط علىأيديالمجرمينالعاديين، بل علىيد الشرطةأيضاً. وقالالكثيرونمنهم لـ هيومنرايتس ووتشإنهم حتىيخشونالأطفال في الطرقات،الذين عادة مايرمونهمبالحجارة.

وقالبعضالمهاجرين لـهيومن رايتسووتش إنهمكانوايختبئون طيلةتواجدهم فيطرابلس أو بنغازي.وفي بعضالحالات كانهذا لأنهممحتجزين علىيد مهربيهم.لكن في حالاتأخرى، كان خشيةالاعتقال أوالتعرضللهجوم علىالطرقات. وكمااتضح، لميكونوا آمنينفي الشوارعولا في البيوتالتي يختبئونفيها، بما أنالشرطة أو المجرميناعتادوا دخولمنازلالمهاجرين لمهاجمتهموابتزازهم،وفي بعضالحالات التيكانت الشرطةطرفاً فيها،للقبض عليهم.

والنساءالمهاجراتاللاتي يقطعنالرحلة عبرليبيا هن عرضةللخطر بشكلخاص من قبلالمهربينوالشرطة،الذينيستغلونالنساء في ظلالإفلات من العقاب.ورغم أن هيومنرايتس ووتش لمتتمكن من توثيقوقائع محددةبالاغتصابوالاعتداءالجنسي، فإنكلاً منالرجالوالنساءقالوا لـ هيومنرايتس ووتشإنهم كثيراًما رأواالنساء ينفصلنعن مجموعةالمهاجرينويعتقدون أنالنساءيُؤخذن إلىحيث يتمالاعتداءعليهن جنسياً.

ولاتوجد حالاتموثقة على نحوواضح منذ عام 2004بشأن الإعادةالقسرية منطرف السلطاتالليبيةللمهاجرينإلى بلدانهمالأصلية، أوإلى أماكن قديتعرضون فيهاللإعادةالقسرية. وتنقلليبياالمهاجرينبالشاحنات منالمناطقالساحلية إلىحدودهاالبرية من أجلترحيلهم.والمهاجرونالقادمون منالقرنالأفريقي، منالصومالوإريتريا،يُعادونبالشاحنات إلىالكفرة فيالركنالجنوبيالشرقي منالأراضيالليبية لأجلترحيلهم إلىالسودان. لكنفي بعض الحالات،لا يُرحلون،بل وطبقاًلشهادات بعض المهاجرين،يتم تركهم فيالصحراء علىالأراضيالليبية.وعملاً هذايعني أن لاخيار أمام المهاجرينسوى أن يضعواأرواحهم فيأيدي المهربينمن جديد، وهممن أتوا بهممن الكفرة إلىبنغازي أوطرابلس فيالمقامالأول، وعادةما يتعرضونللإساءاتأثناء الطريق.

والكفرةهي أكثر مكانذكرهالمهاجرونعلى كونهمنطقة احتجاز –في ليبيا –أثناء حديثهممع هيومنرايتس ووتش،في إيطالياومالطة. لكن"الكفرة" ليسمجرد مركزاحتجاز واحد.فرغم أن هناكمركز احتجازللمهاجرين تديرهالحكومة فيالكفرة، إلاأن المهربينبدورهميديرون مراكزاحتجازهمالخاصة هناك.وأحياناً لايعرفالمهاجرون إنكانوا رهنالاحتجاز طرفالحكومة أوالمهربين، إذوصف بعضهممركز احتجازالحكومة بأنه"يبدو مثلمنزل أكثر منهسجن"، فيماوصفوا الحراسفي مراكزالاحتجازالخاصة بأنهميرتدون أحياناًأزياء عسكرية.وأغلبالمهاجرينيعتقدون فيتعاونالمهربين معالشرطة، وحسبفهمهم فإنالتفرقة بينمراكزالاحتجازالعامة والخاصةأمر صعب. وفيكلتاالحالتين،فإن المهاجرينيُحتجزونلأجل غيرمسمى،واتصالهم بسجّانيهمأقل القليل(وأغلبه لايزيد عن الضربوالصفع) ولايتم الإفراجعنهم إلى أنيدفعوا الرشاوى.ويخشونجميعاً أن يتمالإلقاء بهمفي الصحراء.

وقالبعضالمهاجرين لـهيومن رايتسووتش إنهمتعرضواللاحتجاز فيالكفرة عدةمرات. وتم احتجازهمحين قُبضعليهم لدىدخولهمليبيا، وكذلكلدى ترحيلهممنها. إلا أنفي الكثير منالأحيان لايتم تنفيذعمليات الترحيل.بل – حسبماقالالمهاجرون لـهيومن رايتسووتش – يسلمهممدراء سجنالكفرةللمهاجرين،الذين "يشتروهم"بسعر،ويحتجزوهم فيمراكز احتجازخاصة، ثم"يبيعوهم"بسعر أعلىبواسطة مطالبةأسرهم بنقودللإفراجعنهم، ثمنقلهم مجدداًإلى مدنساحلية.

كمايعرض هذاالتقريررواياتلمهاجرين فيأوضاع سيئةوممن تلقوامعاملة قاسيةفي مراكز احتجازأخرى خاصةبالمهاجرينفي شتى أنحاءليبيا. ورغمتغير الأسماءوالمواقع،فإن وصف أوضاعالاحتجازوالمعاملةمتشابه إلى حدكبير، ويتفقمع المعاييراللازمةللقول بوجودمعاملةلاإنسانيةومهينة.

وعلىليبيا أن تضعحداًللاحتجازالتعسفي للمهاجرينوأن تضمن أنظروفاحتجازهمتتفق مع المعاييرالدوليةالدنيا. ويجبأن تبذل الجهدفي حمايةالمهاجرينالمحتجزين،بحيث لا يتعرضواللإساءاتالبدنية،ومنهاالإساءات الجنسيةوالعنف ضدالمرأة، وأنتحاسبالسلطات عناصرالشرطةوغيرهم منالمسؤولين عنأية إساءات تقع،ومنهاالابتزازوالتعاون معالمهربين. وعلىليبيا أيضاًأن توقع علىاتفاقيةاللاجئينوبروتوكولهالعام 1967 وأنتصدق عليهما،وأن تتبنىقانوناًداخلياً بشأناللجوء يشمل الحظرالمطلق علىالإعادةالقسريةللأفراد. وعلىليبيا –بمساعدة منالمفوضيةالساميةلشؤون اللاجئين– أن تصيغإجراءات لجوءقانونيةوفعالة ونزيهة.ويجب أن تقرليبيا رسمياًبتواجدالمفوضية الساميةلشؤوناللاجئين وأنتدعم جهودهاالخاصةبتوفيرالحمايةالدولية للاجئينوملتمسياللجوءوغيرهم منالأشخاص المعنيينعلى الأراضيالليبية.وعليها أنتمنح المفوضيةحق الزيارةبلا إعاقةللأماكن التي يتماحتجاز غيرالمواطنينفيها.

وعلىإيطاليا أنتكف على الفورعن انتهاك التزاماتهابعدم الإعادةالقسرية، وأنتتوقف عنأعمالالتوقيفوالترحيل دونإجراءاتقانونية بحقمهاجري القوارب،إلى ليبيا.وعليها أن تكفعن التعاون معالسلطاتالليبية فيتوقيف وإعادةمواطني الدولالثالثةالذينيحاولونمغادرة ليبيا.ويجب إعادةتوجيهالتعاونالثنائيالأطراف إلىتعاون متعددالأطراف، لاسيما عبرالمفوضيةالساميةومكتب المفوضالسامي لحقوقالإنسان؛لضمان احترامالمعاييرالأساسيةلحقوق الإنسانالخاصةبمعاملةاللاجئينوملتمسي اللجوءوالمهاجرينفي ليبيا.

وعلىمؤسساتالاتحادالأوروبيودوله الأعضاءأن تطالبإيطاليابالالتزامبالمادة 3 من الاتفاقيةالأوروبيةلحقوقالإنسان،بعدم إعادةالمهاجرينإلى حيث يلقونالمعاملةاللاإنسانيةأو المهينة.وعليها – هذهالجهات –أيضاً أن تدعوالدولالأعضاءالأخرى إلىعدم الفي عملياتفرونتكس التيتؤدي إلى إعادةالمهاجرين فيخرق للمادة 3من الاتفاقية الأوروبيةلحقوقالإنسان. وعلىفرونتكس أنتضمن حظر خططعملياتهاللإعادةالقسرية علىوجه التحديد.

وعلىالاتحادالأوروبي –ومنه فرونتكسوالدولالأعضاء فيالاتحاد – عدماعتبار ليبياطرف شريك فيجهود السيطرةعلى الهجرة،حتى تصدقليبيا رسمياًعلى اتفاقية 1951للاجئينوبروتوكولهالعام 1967، وحتىبعد أنتتبناهما فيقانون محليوبعد الاعترافرسمياًبالمفوضيةالساميةلشؤون اللاجئين،وحتى تصبحمعاملتهاللاجئين وظروفمراكز احتجازالمهاجرينمتفقة معالمعاييرالدولية. علىالاتحادالأوروبي أنتتضمن الفقرةالخاصة بحقوقالإنسان فيالاتفاق الإطاريبين الاتحادالأوروبيوليبيا وأيةاتفاقات منبثقةعنه، أن تتضمنإشارة صريحةإلى حقوق ملتمسياللجوءوالمهاجرينكمطلب مبدئيلأي تعاون علىخطط السيطرةعلى تدفقالهجرة.

وعلىالدولالأعضاء فيالاتحادالأوروبي أن تردسريعاً وبشكلإيجابي علىطلباتالمفوضيةالسامية بإدخالاللاجئينالقادمين إلىليبيا، لكن ليسعلى الدولالأعضاء أوالاتحادالأوروبي نفسهاللجوء إلىأية مخططاتتؤدي إلىإعادة ملتمسياللجوء إلىليبيا فيأثناء النظرفي ملفاتهم،أو تحويلليبيا بأي شكلكان لمخزنللأشخاصملتمسياللجوء فيالاتحادالأوروبي.

إلىالحكومةالليبية

بشأنالانتهاكاتبحقالمهاجرين

عنتحسين أوضاعمراكز احتجازالمهاجرين

عنتوفيرالحمايةللاجئين

إلىالحكومةالإيطالية

إلىمؤسساتالاتحادالأوروبيودوله الأعضاء

إلىمجلس إدارةفرونتكس

إلىالمفوضيةالساميةللأممالمتحدةلشؤون اللاجئين

أجرتهيومن رايتسووتش أبحاثهذا التقريرفي ليبياالفترة من 22أبريل/نيسانإلى 30أبرل/نيسان 2009.وفي مالطة منذ30 أبريل/نيسانإلى 5 مايو/أيار2009، وفي صقليةمن 24أكتوبر/تشرينالأول إلى 30أكتوبر/تشرينالأول 2008، ومن 5مايو/أيار إلى13 مايو/أيار 2009،وفيلامبادوسا من13 مايو/أيار إلى15 مايو/أيار،وفي روما من 16مايو/أيار إلى21 مايو/أيار.وأجرينا 92مقابلة علىانفراد مع المهاجرينواللاجئينوملتمسياللجوء،ومنها 48مقابلة تمت فيمالطة، و43مقابلة فيإيطاليا،ومقابلة تليفونيةواحدة معليبيا. ولميُسمح لنابإجراءمقابلات معاللاجئينوالمهاجرينوملتمسي اللجوءفي ليبيا.

قابلتهيومن رايتسووتش 29إريترياً و23صومالياً، و13نيجيرياً و27 منجنسيات أخرى،منها غاناوالسودانوتونس والمغربوغامبياوجنسيات أخرى.وكان من تمتالمقابلاتمعهم عادة منالشباب،ورجال،وأغلبهميسافرونفرادى وليسضمن مجموعاتأسرية. أكبرمجموعة منالمهاجرين، 59شخصاً، كانوافي العشرينات.وهناك 13مراهقاً،ومنهم أربعةهم أطفال غيرمصحوبينببالغين تحتسن 18 عاماً. و13 شخصاًفيالثلاثينات،وستة فيالأربعينات،وواحد فيالخمسينات.

ستةفقط ممن أجريتمعهمالمقابلاتكُن من النساء،فالرجال همالنسبةالأكبر بوضوحفي صفوفالمهاجرينوملتمسياللجوء التيرأيناها، ومنهممن يشغلونمراكز الاحتجاز،وكانت النساءأكثر تردداًفي إجراءالمقابلات.وأجرت باحثةمن هيومنرايتس ووتشمقابلاتجماعية معأربع مجموعاتمن النساء،إحدىالمجموعات،وتمثل نساء منمختلف الجنسيات،كانت في مركزسافي بي فيمالطة، والثانيةهي مجموعة منالأسر تقيم فيمبنى للأسرة مركزهال فارالمفتوح فيمالطة،والثالثة هيامرأةنيجيرية فيمنزل آمن فيأغريغينتو،إيطاليا،والرابعة،مجموعة منالنساء فيمركز لملتمسياللجوء فيكالتانيستا،إيطاليا.

ورغمطلباتناالمتكررة قبلوأثناءزيارتنا، فلميُسمح لنابزيارة أي منمراكز احتجازالمهاجرين فيليبيا.وتمكنّا منزيارة كبارالمسؤولين فيوزارةالداخليةوالعدل،ومسؤولينمتوسطي الرتبةفي وزارةالخارجية. كماحظينا بفرصة مناقشةوضعالمهاجرينواللاجئينوملتمسي اللجوءمع المنظمةالدوليةللهجرة، ومعالمفوضالسامي للأممالمتحدةلشؤوناللاجئين، في ليبيا،وفي إيطالياأيضاً.

وأتيحلا في مالطةدخول جميعمراكزالاحتجاز التيتضمالمهاجرين،تاكانديا،الجديد والقديم،ومركز هال فارالمفتوح،ومأوى داريل ليدناللقُصر غيرالمصحوبينببالغين (وكانفارغاً وقتزيارتنا)،ومركز مرسىالمفتوح، ومركزسافي (بلوكبي، بلوك سي،مخزن 1 و2)،ومركز ليستر.وجميعالمقابلات فيمالطة تمت فيخصوصية تامة،ومنها ما تمفي مراكزالاحتجاز. وقداختارت هيومنرايتس ووتشموضوعاتالنقاش فيالمقابلاتالفردية فيأثناء أوقاتراحةالمحتجزين فيمراكزالاحتجاز ومراكزالإقامة،بسؤالالمهاجرينتعريف أنفسهم وما إذا كانواقد تعرضواللاحتجاز فيليبيا. بعضالخمسة عشرمهاجراًوملتمس لجوءالذين تمتمقابلتهمخارجالاحتجازومراكز الإقامةتم التوصلإليهمبمساعدةموفري خدمةاجتماعيةوقانونيةمحلية، لكنتمت مقابلتهمبدورهم في ظلخصوصية تامة.وفي مالطة،قابلنا العاملينوالحراس فيمراكزالاحتجاز. كماقابلنا ممثلينمن خدماتالجيزويتللاجئينوأطباء بلاحدود.

وفيإيطاليا،زرنا ثلاثةمراكزللاحتجاز والاستقبالفيكالتانيستا،ومركزيالاحتجاز والاستقبالفي تراباني،ومركزيالاحتجاز والاستقبالفي لامبادوسا.ورغم أنه قدسُمح لنابمقابلةالمحتجزينعلى انفراد فيلامبادوسا،فإن الوقتالمسموح بهللزيارة كانمحدوداً، منثم لم نتمكنمن مقابلة سوىأربعة أشخاص،وهو ما لم يكنكافياًللوصول إلىفهم ملائمللأوضاع هناك.وبسبب ضيقالوقت، فلمنتمكن منإجراءمقابلاتفردية في مركزاحتجاز تراباني،رغم أننا طفناالمنشأةوتحدثنا بشكلغير رسمي إلىالمحتجزين فيحضور الحراس،وتكلمنا معالإدارة. وفيروما، ورغمطلبات كتابيةقبل أسابيع منزيارتناوطلباتمتكررة حتىموعدالزيارة، فلمنتمكن منمقابلةمسؤولية من وزارةالداخلية أوالخارجية.

ومدةالمقابلات الفرديةتتراوح حول 45دقيقة،وبعضهااستغرق أكثرمن ساعة. وفيبعض الحالات،اختارت هيومنرايتس ووتشأشخاصلمقابلتهمفردياً رهنالاحتجاز وفيمراكزالاستقبال،من بين منأبدوا استعداداًللمقابلة بعدأن عرضنا بشكلجماعي طبيعةزيارتناعليهم. وفيأوقات أخرى،اختارت هيومنرايتس ووتشالمحتجزينعشوائياً لمقابلتهم.وخارج مراكزالاحتجاز،ساعد موفرو الخدماتالمحليون فيتعريفنابأشخاص يمكنمقابلتهم.

وفيجميعالحالات،قالت هيومنرايتس ووتش لجميعمن قابلتهمأنهم لنيستفيدوامنها بخدماتشخصية أومزايا مقابلشهاداتهم وأنالمقابلاتطوعية تماماًوتتمتعبالسرية. جميعأسماءالمهاجرينواللاجئينالذين تمتمقابلتهم لميتم الكشفعنها من أجلحمايتهموحماية أسرهم.الرمزالمستخدمللدلالة علىالأسماء فيهذا التقريرهو نظاماستخدام حرفثم رقم لكلمقابلة،الحرف يشيرإلى الشخصالذي أجرى المقابلةوالرقم يشيرإلى الشخصالذي أجريتمعه المقابلة.جميعالمقابلاتمسجلة لدىهيومن رايتسووتش.

المصطلحاتالمُختارة فيهذا التقريرللتعريفبالأشخاصالخاضعينلعمليةالهجرة وأيضاًمن يلجأونإليهمللمساعدة علىعملية الهجرة،هي مصطلحاتأبعد ما تكونعن كونهامُحايدة أوغير مثيرةللخلاف. فثمةبعضالمصطلحاتمثل، اللاجئ،تحمل معانىواضحة فيالقانونالدولي، لكنثمة مصطلحات أخرىلا تنطبق- أولا ينطبقتعريفها – معالواقع، إذيوصف في أغلبالأحوال تدفقالأفراد منمكان لمكانبأنه تدفق"مُختلط".

المهاجرون

فيمايخص هذاالتقرير، يصفمصطلح مهاجر طيفواسع منالأشخاص، هممن يسافرونداخل ليبياوعبرها وركابالقوارب ممنيسافرون بشكلغير قانوني فيالبحرالمتوسط.ومقصودبالمصطلح أنيكون شاملاًوليس محدداًمقتصراً علىفئة بعينها.بمعنى آخر،إطلاق لفظ مهاجرعلى أي شخص فيهذا التقريرلا يعنياستبعاداحتمال كونهملتمس لجوء أولاجئ. اللاجئ حسبتعريفه فياتفاقية عام 1951الخاصةبوضعية اللاجئين،هو الشخص وبسببخوف له مايبرره منالتعرضللاضطهاد بسببعرقه أو دينهأو جنسيته أوانتمائه إليفئة اجتماعيةمعينة أوآرائه السياسية،خارج بلدجنسيته، ولايستطيع، أو لايريد بسبب ذلكالخوف، أنيستظل بحمايةذلك البلد، أوكل شخص لايملك جنسيةويوجد خارجبلد إقامتهالمعتادةالسابقبنتيجة مثلتلك الأحداثولا يستطيع،أو لا يريدبسبب ذلكالخوف، أن يعودإلي ذلك البلد.[1]ملتمساللجوء هوالشخص الساعيللحماية، ومنثم فهو يحاولأن يُعترفبوضعه كلاجئأو أن يتقدمبطلب للحمايةعلى أية أسسأخرى.

ورغمأن القانونالدولييُعرِّف العمالالمهاجرين،فهو لا يُعرفالمهاجرينبصفتهم هذهدونما غيرهامن صفات.[2]وفي سياق هذاالتقرير،تعني كلمة مهاجرببساطة المعنىالأعموالأشمل الذييصف مواطنيدول العالم الثالثممن يدخلونإلى أو يسكنونفي أو يغادرونليبيا. ويشملالمجموعةالفرعية التيقوامهاملتمسياللجوءالساعينللحماية خارجليبيا (ليبيانفسها، حتىالآن، ليسفيها قانون لجوءولا تمنحاللجوء) وكذلكالمجموعةالفرعية الأصغرمن الأشخاصالذينيعتبرونلاجئين بالفعل،وهم كما يجبأن نتذكر،مجموعة منالأفرادينطبق عليهمتعريفاللاجئ، سواءتم الاعترافرسمياً بهمكذلك أم لايتم الاعتراف.

المهربون

القانونالدولي يُميزبين المتجرينفي البشر علىجانب والمهربينعلى الجانبالآخر. بروتوكولمنع ووقفومعاقبةالإتجار فيالبشر خاصةالنساءوالأطفال،يُعرفالإتجار في البشرعلى أنهاستقطاب ونقلوتحويلوالإبقاء علىأو استقبالالأشخاصبواسطة"التهديد بالقوةأو استخدامالقوة أو أيمن أشكالالإكراهالأخرى... أوإعطاء أو تلقيأموال أومزايا لكييوافق الشخصعلى أن يتحكمفيه شخص آخر،بغرض الاستغلال".[3]

علىالنقيض، فإنالبروتوكولضد تهريبالمهاجرينبراً أو بحراًأو جواً يُعرفتهريب المهاجرينعلى أنه حيازة"مزايا ماليةأو غيرها منالمزايا" منأجل المساعدةعلى الدخولغير القانونيلإحدىالبلدان.[4]إلا أنالتمييز بينالاثنين غيرواضح فيليبيا، وكذلكالتمييز بينالمجرمينالمتورطين فيالتهريب غيرالقانوني علىجانب، ورجالالشرطة المُكلفينبإنفاذالقانون علىجانب آخر.

وبينماالثابت أنأغلب – إن لميكن كل –المهاجرينغير الموثقينيتعرضونللتهديد أواستخدام القوةمن قبل منيقومونبنقلهم، فليسمن الواضح إنكانوا بشكلعام يُكرهونبغرضالاستغلال،كما هوالتعريف فيبروتوكولالإتجار، مثلاستغلالهم فيأغراضالدعارة، أوغيرها من أشكالالاستغلالالجنسي أوالعمل الجبري.[5]وبما أنه منغير الواضح إنكان المجرمينالمتورطين فينقلالمهاجرين فيوعبر وخارجليبيا يفون بتعريفالمُتجرين،فإن هيومنرايتس ووتشسوف تستخدممصطلح مُهربللإشارة إلىهذه الفئة منالناس. ولدىالاقتباس عنلسانالمهاجرين،فسوف نستخدمالمصطلحاتالتياستخدموها أواستخدمهاالمترجمون الفوريون،رغم أنها قدلا تكون صحيحةمنهجياً.

نشرتهيومن رايتسووتش فيسبتمبر/أيلول2006 تقريراًبعنوان"ليبيا: وقفالتدفق –الانتهاكاتضد المهاجرينوطالبياللجوء واللاجئين".[6]وكان منالممكن إعطاء هذاالتقرير نفسالعنوان، لكنبإضافة واحدة:ضم اسمإيطاليا إلىليبيا.

ففي 6مايو/أيار 2009بدأت إيطاليامن جانبها فياعتراضالمهاجرينالقادمينإليها على متنالقوارب فيالبحرالمفتوحوإعادتهم دونإجراءاتقانونية إلىليبيا.[7]وبعد أسبوع،أعلنت ليبياوإيطاليا عنالبدء فيدوريات بحريةمشتركة فيالمياه الإقليميةالليبية، رغمأنه من غيرالواضح كيفيةعمل هذهالدوريات أوإن كيف بدأت.وفي 14 مايو/أيار2009 قال قائدقوات الحرسالماليالإيطالي،بمناسبة بدءهذهالدوريات،كوزيمو داريغو،[8]إن القوارب"سوف تُستخدمفي دورياتمشتركة فيالمياهالإقليميةالليبية وفيالمياهالدوليةبالتعاون مععملياتالبحرية الإيطالية".[9]وأضاف أن:"عناصر حرسالحدودالليبيون سوفيعملون أيضاًفي مركزقيادتنا علىجزيرة لامبادوسا،وسوف يشاركونفي الدورياتعلى متن سفننا".[10]ومن المقرر أنتستمر بعثةالدورياتالإيطاليةالليبيةالمشتركةلمدة ثلاثةأعواممبدئياً.[11]

وفيالأسبوعالأول بعد بدءالبرنامج،تمت إعادة نحو500 مهاجر علىمتن قوارب دونإجراءات قانونيةإلى ليبيا،مما أدى إلىتراجع كبير فيعدد القواربالتي تحاولقطع الرحلة منليبيا إلىإيطاليا.[12]وعلى مدارالأسابيعالثمانيةالتالية، تماعتراض وإعادة400 مهاجر فقط.[13]وتراجع معدلمهاجريالقوارب غيرالقانونيينالوافدين علىصقلية (ومنهالامبادوسا)وسردينيا،بنسبة 55 فيالمائة فيالشهور الستةالأولى من عام2009 مقارنةبالفترةنفسها فيالعام السابق.[14]مراكز احتجازالمهاجرين فيلامبادوسا –وهي جزيرةإيطاليةصغيرة قريبةمن الساحل الشماليللقارةالإفريقية –تُظهر هذابوضوح: فييناير/كانونالثاني 2009، كانتممتلئة بمايتجاوز طاقةاستيعابها،إذ تحمل 2000 شخص،وكانالمهاجرونينامون علىالأرض.[15]ولمدة وجيزةفي مطلعيونيو/حزيران،كانت مراكزاحتجازالمهاجرين فيلامبادوساخاوية تماماًمن المهاجرين.[16]

سببتراجع عددالمهاجرينالذينيحاولون عبورالبحرالمتوسط إلىدرجة كبيرةهكذا هو أمر يحتملالكثير منالتخمينات.قطعاً يُعدالطوق الأمنيالبحريالجديد رادعقوي في مواجهةالقادمين علىمتن القوارب،إذ لا طائل منوراء الخروجفي رحلة خطيرةفي البحر إلاإذا كان ثمةاحتمال فيالنجاح.[17]لكن التراجعفي عددالمُغادرينيعود أيضاً لتكثيفالسلطاتالليبية منجهودها لمنعالمغادرات.

مبادرةالقذافي لوقفتدفقالمهاجرين هيالشراكةالجديدة معإيطاليا. فبعدعقد من الزمانتقريباً منالمفاوضات، وقعتإيطالياوليبيا اتفاقالصداقةوالشراكةوالتعاون بينالجمهوريةالإيطاليةوالجماهيريةالعربية الليبيةالشعبيةالاشتراكيةالعظمى("اتفاقالصداقة") في 30أغسطس/آب 2008.[18]الفائدةمقابلالتعاونالليبي في وقفالتدفق للهجرةغير المشروعةيبدو أنهاستثمارإيطاليا فيليبيا: إذ تنصاتفاقيةالصداقة علىتقديم 5ملياراتدولار كتعويضعلى الإساءاتالمرتكبةأثناء الحُكمالإيطاليلليبيا (منذعام 1911 إلى 1943). سوفيتم استثمارالأموال منقبل إيطالياعلى مدار 25عاماً بمعدل 200مليون دولارسنوياً فيالبنيةالتحتية فيليبيا.[19]

ويدعواتفاقالشراكة إلى"تكثيف"التعاون في"مكافحةالإرهابوالجريمةالمنظمةوالإتجاربالمخدراتوالهجرة غيرالشرعية".[20]واتفقالطرفان علىتعزيز نظامالرقابة على الحدودمن جانبالحدودالبريةالليبية (50 فيالمائة تمويلليبي و50 فيالمائة منالاتحادالأوروبي)،واستخدامالشركاتالإيطالية فيهذا المسعى.[21]

ولدىكل من إيطالياوليبياالمحفزاتاللازمة لوقفتدفقالمهاجرينغير الشرعيين.فالأجانبيشكلون 10.5 فيالمائة منسكان ليبياالبالغ عددهم5.8 مليون نسمة.[22]و87 في المائةمن 536000 أجنبييقيمون فيليبيا عام 2004كانوا بلا أوراقإقامة رسمية.[23]ورغم أنه طيلةسنوات رحبالقذافيبالأفارقة القادمينمن جنوبالصحراء إلىليبيا تحت مسمىالتضامنالأفريقي،[24]فإن السلطاتالليبية فيالوقت الحاضرتنظر إلىالتدفقالبشريالقادم منالجنوب بصفتهتهديد. وقالوزيرالخارجيةالليبي موسىكوسا إن"المشكلةالحقيقية فيليبيا إزاءالهجرة غيرالشرعية" هيوجود حدودبطول 4000كيلومتر فيالجنوب "لايمكن السيطرةعليها".[25]

وقدارتفع عددالمهاجرينبالقوارببشكل غير شرعي،ممن وفدوا علىإيطاليا منشمال أفريقيا،من 19900 في عام 2007،إلى 36000 في عام 2008،بزيادة بمعدل89.4 في المائةتقريباً.[26]كما استقبلتإيطاليا 31164 طلبالتماس لجوءجديد في عام 2008،بزيادة بمعدل122 في المائة عنعدد 14053 طلبالتماس لجوءفي عام 2007.[27]وفي عام 2008، كانترتيبإيطالياالرابع من حيثالدول الأكثراستضافةللاجئين فيالعالم الصناعي،بعد الولاياتالمتحدة ثمكندا ثم فرنسا.[28]

استخدمرئيس الوزراءالإيطاليسيلفيو برلسكوني– ويستمدبعضاً منالدعمالسياسيلشخصه من الأحزابالمعاديةللهجرة –مسألةالمهاجرينغير الشرعيينلتحقيق مكاسبسياسية وللهجومعلى فكرة أنإيطاليامجتمع متعددالأعراقوالثقافات.[29]وقال: "أفكاراليسار تتمثلفي إيطاليامتعددةالأعراق. لكنليست هذهرؤيتنالإيطاليا".[30]وقالبرلسكوني: "لانريد أن تصبحإيطاليا متعددالأعراق أومتعددةالثقافات.إننا معتزون بثقافتناوتقاليدنا".[31]

حينأعلن رئيسالوزراءبرلسكوني أنهلا يوافق علىفكرة أنإيطاليا دولةمتعددةالأعراق ويجبألا تكونكذلك، أقرباستثناءوجود اللاجئينالمعرضينلخطرالاضطهاد. إلاأنه أوضح أنهيرى هذا مجرداستثناء نظريبعيدالاحتمال. وقال:"بالكاد لايوجد أحد علىمتن هذهالقوارب له حقاللجوء، كمايظهر منالإحصاءات.فلا توجد إلاحالاتاستثنائية".[32]

لكنفي واقعالأمر، فإن 75في المائة ممنوصلوا عن طريقالبحر إلىإيطالياتقدموا بطلبلجوء في عام 2008،ومُنح نحو 50 فيالمائة منهمحق اللجوء.[33]

وقالبرلسكوني أنحالات اللجوءالاستثنائيةتقتصر على منتلتزمإيطاليابموجبالقانون الدوليبعدم إعادتهم.والالتزامطبقاً لبرلسكوني"هو قبولالمواطنينالقادرين علىالتقدم بحقاللجوءالسياسيوالذين نضطرلقبولهم كماتنصالمعاهداتوالمواثيقالدولية فقط...من وضعواأقدامهم علىترابنا، أودخلوا مياهنا الإقليمية".[34]

قراءةبرلسكونيلالتزاماتإيطالياالقانونيةإزاء مبدأ عدمالإعادةالقسرية منحيث أنه –المبدأ – لاينطبق علىالسفنالحكوميةالإيطالية فيالبحارالمفتوحة، هيقراءة غيرسليمة. فاتفاقيةعام 1951 الخاصةباللاجئين،[35]وإيطاليادولة طرففيها،[36]تمنع الإعادةالقسرية، أيإعادةالأفراد "بأيشكل كان" إلىأماكن حياتهمأو حريتهمفيها مهددةبسببانتمائهمالعرقي أوالديني أو القوميأو العضوية فيمنظمةاجتماعيةماأو لما يبدونمن آراءسياسية.[37]فكرة أنإيطاليايمكنها إرسالقواتهاالبحرية وحرسالحدود إلىالبحار المفتوحةلإعادةلاجئينمحتملينجبرياً لهو ممايعارض منطوقاتفاقيةاللاجئين فيالصميم.فالغرض منهاهو حمايةاللاجئين منالإعادة إلىالاضطهاد،ومنطوقهايدعو الدولإلى عدم "إعادة"اللاجئين. ولاتميزالاتفاقية –أو هي حتىتتناول – منأين يأتياللاجئينالمُعادين،بل السؤال المهمهو: إلى أين.

يقولبرلسكوني بأنالتزامات عدمالإعادة القسريةلا تنطبق علىالبحارالمفتوحة.بينما مفوضيةالأممالمتحدةلشؤوناللاجئين،[38]ولجنتهاالتنفيذية،[39]ولجنة الدولالأمريكيةلحقوقالإنسان،[40]وكذلكالمعلقونالقانونيونوالمنظماتغير الحكومية،[41]قد انتهواجميعاً إلى أنالتزامات عدمالإعادة لاتقتصر علىالحدودالإقليميةللدولة، وأناتفاقيةاللاجئينتحظر الدول منإعادة اللاجئينإلى الاضطهادمن خارجأقاليم الدول.[42]

المفوضيةالساميةلشؤوناللاجئين،بالإضافة إلىجملة منالمصادرالقانونيةالأخرى، أوضحتأن مبدأ عدمالإعادةالقسريةينطبق حيثمامارست الدولةسيادتها أونفوذها، بمافي ذلك فيأعالي البحارأو في إقليمدولة أخرى. وفيمعرض تأسيسإطار دوليبشأن اعتراضملتمسي اللجوءواللاجئين،أعلنتالمفوضيةالسامية لشؤوناللاجئينبالأممالمتحدة أن:

بالنسبةللمفوضيةالساميةلشؤوناللاجئين،ليس عدمالإعادةالقسريةبالمبدأالمجرد. فبعدمقابلة 82 شخصاًأعادتهمالبحريةالإيطاليةجبراً إلى ليبيافي 1يوليو/تموز،أصدرتالمفوضيةبياناً أبدتفيه "عميققلقها" إزاءسياسةإيطاليا "فيغياب ضماناتملائمة،القادرة علىمنع قدرة الأفرادعلى التماساللجوءوتقويض مبدأعدم الإعادةالقسرية".[44]

وقالتالمفوضيةالساميةلشؤوناللاجئين إن المجموعةالمكونة من 82شخصاً كانمنهم 76 إريترياً،لكن البحريةالإيطالية لمتبذل الجهد للتعرفعلى جنسياتالأفراد أوأسباب فرارهممن بلدانهم.كما قالت المفوضيةإن المجموعةمن بينها تسعنساء وستة أطفالعلى الأقل.ورغم كونهم فيالبحر منذأربعة أيام،لم يعرضالإيطاليونعليهم الغذاءأثناءاعتراضهمطيلة 12 ساعة ثمإعادتهم. كماصادر المسؤولونالإيطاليونالمتعلقاتالشخصية الخاصةبالمهاجرين،ومنها النقودوالهواتف النقالةوجوازاتالسفروشهاداتاللجوء.[45]وتم احتجازجميعالمهاجرينلدى وصولهم.[46]

كماأفادتالمفوضيةالسامية أنهاجمعت "شهاداتمقلقة" بأنالإيطالييناستخدمواالقوة في نقلالمهاجرين منالسفينةالإيطاليةإلى السفينةالليبية،أسفرت عن علاجستة أفراد فيالمستشفى.[47]وقد عرفتهيومن رايتسووتش من مصدرآخر أن البحريةالإيطاليةاستخدمتهراواتكهربية صاعقةوعصي لإجبارالمهاجرينعلى النزول منالقارب، وأنبعض الرُكابأصيبوابكدمات فيرؤوسهم وتمتخييطها بغرسجراحية قبلالنزول من القاربالإيطالي حتى.[48]

التزامعدم الإعادةالقسرية لاينطبق فقط منمنطلق قانوناللاجئين، بل أيضاًقانون حقوقالإنسان،الذي يحظرإعادة الأفرادإلى أماكنيتعرضون فيهالخطر التعذيبأو المعاملةالقاسية أواللاإنسانيةأو المهينة(بما في ذلكخطر إعادتهمإلى دولة ثالثةيواجهون فيهاهذا الخطر).وهذا مذكوربوضوح فيالمادة 3 مناتفاقيةمناهضةالتعذيب.[49]وتبين منالفقهالقانونيالدولي أنالدول مطلوبمنها بموجبالمادة 3 منالاتفاقيةالأوروبيةلحقوقالإنسان،[50]والمادة 7.1 منالعهد الدوليالخاصبالحقوق المدنيةوالسياسية،وجوب احتراممبدأ عدم الإعادةالقسرية.[51]وفي عام 2004،أصدرت لجنةحقوقالإنسان،الجهةالمسؤولة عنمراقبة تنفيذالعهد الدوليالخاص بالحقوقالمدنيةوالسياسية،تعليقهاالعام رقم 31، لتوضيحأن المسؤوليةبموجب العهدتشمل أي موقفتمارس فيهالدولة الطرفسلطة فعلية:

كماأوضحتالمحكمةالأوروبيةلحقوقالإنسان أنالاتفاقيةالأوروبيةلحقوقالإنسان تنطبقعلى تصرفاتالدولة الطرففي المياهالدولية.[53]

لطالمارأى الاتحادالأوروبي فيليبيا دولة منبوذةيُعتبرالتعاون معهامستحيلاً. فيواقع الأمر،بين 1992وأكتوبر/تشرينالأول 2004، فرضتأوروباعقوباتاقتصاديةوحظر أسلحة علىليبيا. إلاأنه في اليومالذي رفع فيهالحظر، وافقمجلس الاتحادالأوروبي علىالتعاون معليبيا بشأنالهجرة.[54]وأرسلت بعثةتقنية إلىليبيا فينوفمبر/تشرينالثاني وديسمبر/كانونالأول 2004 "لفحصالترتيبلمكافحة الهجرةغير الشرعية".[55]

وفييونيو/حزيران2005 تبنى مجلسالعدلوالشؤون الداخليةالأوروبيقرار للمجلسعن التعاون معليبيا بشأنقضاياالهجرة،ويشمل تطبيق"تعاون منهجيعملياتي بينالأجهزةالوطنية المعنيةفيما يخصالحدودالبحرية"وإعدادعملياتمشتركة فيالبحر المتوسطتشمل النشرالمؤقت لسفنوطائرات دول الاتحادالأوروبي.[56]والإجراءاتالجديدةالمرتجلةشملت أيضاً إرسالمسؤولي اتصالمن الاتحادالأوروبي إلى المرافئالبحريةالليبيةومطار طرابلسلأغراضالاعتراض.[57]والتزمالاتحاد الأوروبيبتدريبالمسؤولينالليبيينفيما يخصالرقابة علىالهجرةو"الممارساتافضلى" لإبعادالمهاجرينغير الشرعيين.[58]

ووردفي استنتاجالمجلس أيضاًالدعوة إلى المناقشاتالاستكشافيةمع ليبيا منأجل "التصديللهجرة غيرالشرعية فيمجالات مثلالتدريبوتعزيز بناءالمؤسسات،وقضاياالتماساللجوء،والوعي العام بأخطارالهجرة غيرالشرعية".[59]

وضمنقائمةالمقترحاتلهذهالمناقشاتكيفيةالمساعدة فيإعادة ملتمسياللجوء الذينلم تُقبلطلباتهم "بعداتباعإجراءات لجوءمستقلة بمايتفق معالمعاييرالدولية"،وتكثيف التعاونوبناء القدرات"في إدارةالمهاجرينوحمايةاللاجئين" بالتعاونمع المفوضيةالساميةلشؤوناللاجئين.[60]

وفييوليو/تموز 2007،وقع كل منفريرو والدنرالمفوضالأوروبيالمسؤول عنالعلاقاتالخارجيةوسياسةالجوارالأوروبي، معوزير الشؤون الأوروبيةالليبي عبدالعاطيالعبيدي،مذكرة تفاهمتُركز علىالهجرة كمجالللمصلحة المشتركة.[61]وفي العامالتالي، بدأتالمفوضيةالأوروبيةوليبياالتفاوض علىاتفاق شامل –الاتفاقالإطاري بينالاتحادالأوروبي وليبيا– ودعى إلىالحوارالسياسيوالتعاون فيالسياسةالخارجيةوحقوقالإنسانوقضايا الأمنوالهجرة.

وفييوليو/تموز 2009،قال نائب رئيسالمفوضية الأوروبيةالمسؤول عنالعدلوالحرياتوالأمن، جاكباروت، إنالاتحادالأوروبيسيقدم حزمةبمبلغ 80 مليونيويور أثناءزيارتهالمقررة لليبيافيسبتمبر/أيلول2009، منها مبلغ 20مليون يورومخصصة لبناءمراكزاستضافة ملتمسياللجوء و60مليون يورولمشروعاتإدارة الهجرةعلى الجبهةالجنوبيةلليبيا.[62]وما زالالقذافي، حسبالتقارير،يُصر على مبلغ300 مليون يوروحزمة منالاتحادالأوروبي لمكافحةالهجرة غيرالشرعية فيليبيا.[63]ووقت كتابةهذا التقريركان الاتفاقالإطاريالأوروبي الليبيما زال قيدالتفاوض.[64]

تكليفآخرون بتنفيذسياساتالهجرةواللجوء الخاصةبالاتحادالأوروبي

في 27مايو/أيار 2009،بعد أن بدأتعملياتالبحرية الإيطاليةالليبيةالمشتركة،أرسل باروت خطاباًإلى رئيسالمجلسالأوروبييدعو فيه إلى منهجمزدوجللاتحادالأوروبي بشأناللجوءوالحمايةالإنسانية.على الجبهة الداخلية،حسبما اقترح،لابد من بذل"جهود طوعية"من الدولالأعضاءبالاتحادالأوروبي لـ "إعادةتوطينالأفرادالخاضعينللحماية الدولية".[65]واقترحبالنسبةللجبهةالخارجية:

وفيالوقت الذيتعرضت فيهإيطاليا للانتقاداتمن قبلالمفوضيةالساميةللاجئين،ومفوض حقوقالإنسانبالمجلسالأوروبي توماسهامبربرغ،[67]ومنظماتالمجتمعالمدني،ومنها هيومنرايتس ووتش،[68]بسبب خرقهاللقانونالدوليوالمعاييرالأوروبية،فلم تنتقددولة أوروبيةواحدة إيطالياعلناً.[69]ثم إن باروتأبدى القلقإزاء عملياتالإعادة،وقال إنها"ليست الحل"وأشار إلى أن"جهاتالإنقاذ،ومنها فرونتكس،يمكنهاالإنقاذ لكنلا يمكنها رفضإدخالالأفراد".[70]لكن طرحهالسياسييُعيد إلىالسطح مفهوممعيب بشكلعميق، وهوإبعاد عمليةالتعامل معاللاجئين إلىالاتحادالأوروبي، بدلاًمن إنفاذالمعاييرالقانونيةللجوء والإجراءاتالواجباتباعها علىالأراضيالأوروبيةعبر مخطط طوعيوتلقائي. وهوبلا شك نفس العرضالذي تمتداوله فيمناقشاتالاتحاد الأوروبي،ثم نُزعت منهمصداقيته،وهو يُعرض ويُبعدمنذ أكثر منعشرين عاماً.[71]

ولدىبداية حرب العراقعام 2003 عرض رئيسالوزراءالبريطاني تونيبلير فكرة"مراكزالتعاملالمتنقلة معاللاجئين" فيالدول خارجالاتحادالأوروبي، التيستعيد إليهادول الاتحادالأوروبيملتمسياللجوء ثمتفحصهمالمفوضيةالسامية لشؤوناللاجئينللنظر فيماإذا كانوامستحقين لوضعاللاجئ.[72]وفي قمةللاتحادالأوروبي فييونيو/حزيران2003 تمت الدعوةإلى أن تقومالمفوضيةالأوروبية خلالعام بإعدادإجراءات لـ"نظام أكثرنظاماًوسهولة فيالإدارةلتنظيم دخولالأفراد إلىالاتحادالأوروبي،ممن هم بحاجةللحماية الدولية".[73]وبعد عام،رفضتالمفوضيةإعدادإجراءاتللاتحادالأوروبيلتنظيم دخولملتمسياللجوء،لكنها روجتلفكرة برنامج إعادةتوطيناللاجئين فيالاتحادالأوروبي، فيإطار التعاونمع المفوضيةالسامية لشؤوناللاجئين.[74]وفي اجتماع فيأكتوبر/تشرينالأول 2004لوزراء الداخليةفي هولندا،انقسمالوزراء حولعرض بلير.[75]وفي شهرديسمبر/كانونالأول من نفسالعام، صوتتلجنةالبرلمانالأوروبيللحرياتالمدنيةوالعدلوالشؤونالداخلية علىرفض فكرة "إبعاد"مسؤولياتالاتحادالأوروبيالخاصة بملتمسياللجوء إلىأماكن أخرى.[76]وفي الوقتنفسه، لم تعرضأي من حكوماتشمال أفريقياالأرضاللازمةلمراكزاستقبالالاتحادالأوروبيالمزمعإنشاءها إذاكان القرار قدصدر. وبحلوليناير/كانونالثاني 2005، أقروزراءالداخليةللاتحادالأوروبي فياجتماع لوكسمبرغأن الفكرة قدماتت.[77]

المثيرللدهشة ليسالمفهومنفسه، بلتوقيت إرسالباروت الخطابفي لحظةتاريخية حينخرقت دولةأوروبية للمرةالأولى بشكلمباشرالتزاماتهابعدم الإعادةالقسرية،بموجب كل مناتفاقيةاللاجئين والاتفاقيةالأوروبيةلحقوقالإنسان، منبين اتفاقياتومواثيق أخرى.حتى عرض بليرلعام 2003 شملالمطالبةبألا يتعرضملتمسياللجوء في مخططهللمعاملةاللاإنسانيةأو المهينة.وكتب قائلاً:"كل من مراكزالتعامل معالحالات والقراراتالمتخذة يجبأن تتفق معهذا المطلب كشأنمشمولبالسياساتوأن تتفادىالطعن النافذفي المحاكم".عرض باروت فيأواخرمايو/أيار 2009جاء في مواجهةتقاريربالمعاملةاللاإنسانيةوالمهينة معالعائدين إلىليبيا.[78]

عرضباروت بإشراكالمفوضيةالسامية في"مخطط" للنظرفي قبول طلباتلجوء"المعادينإلى ليبيا"الذين "ربما"يُعرض عليهمإعادة التوطين،قبل بنظاماعتراضوإعادةإيطاليا بلا إجراءاتقانونية كأمرمسلم به. عرضهكان سيحل محلنظام اللجوءالأوروبيالحالي الذييفرض التزاماتعلى الدولالأعضاء فيالاتحادالأوروبي، فيإطار مخطططوعي قد أ, قدلا يعرض علىاللاجئينالمعترف بهممن قبلالمفوضيةالسامية في ليبيا،إعادةالتوطين فيأماكن أخرى منأوروبا.

النتيجةالحتمية لمثلهذا المخطط هيتخزيناللاجئين فيليبيا،وافتراض أنليبيا ستتسامحمع وجودهم.وسوف يُتركاللاجئين فيليبيا بانتظارأن يُعرضعليهم إعادةالتوطين في أوروبا،ثم يصبحونسكانمستوطنينمرفوض استيطانهم،لكن ما زالمعترف بهم منقبل المفوضيةالساميةللاتحادالأوروبي.

تتجسدهذه المشكلةفي الفجوةالقائمة بينعدد اللاجئينالذين أقرتالمفوضيةالساميةبحاجتهم إلىإعادة التوطين،وعدد الأماكنالتي تتيحهادول إعادة التوطين.في عام 2008 لمتُدخل دولإعادةالتوطين إليهاإلا نصفاللاجئينالذين أوصتالمفوضيةالساميةبإعادةتوطينهم. منبين 121000 لاجئعرضتالمفوضيةالساميةإعادةتوطينهم، لميُدخل إلا 66000فقط، وأدخلتمنهمالولايات المتحدةإليها 49000 ودولالاتحادالأوروبي 4500.[79]النقص يظهربوضوح فياللاجئينالمُعاد توطينهممن تركيا، حينأحالتالمفوضيةالسامية 7500 لاجئلإعادةالتوطين فيعام 2008، نصفهمتقريباً، 3800 همفقط منأُدخلوا. ولمتقبل دولالاتحادالأوروبي غير200 من هؤلاءاللاجئين.[80]

دورفرونتكس

فيأكتوبر/تشرينالأول 2004 تبنىالمجلسالأوروبيقراراًبتشكيل وكالةلتنسيق جهوددوله الأعضاءفي تعزيزالحدودالخارجيةللاتحاد الأوروبي.الوكالة، وهيفرونتكس،بدأت العمل فيأكتوبر/تشرينالأول 2005،وتوسعت بشكلمتواتر منذذلك التاريخ.[81]

فرونتكستعمل بنشاط منأجل وقف تدفقمهاجري القواربغير الشرعيينمن أفريقياإلى الاتحادالأوروبي،عبر تنسيقعملياتمشتركة لدولهاالأعضاء،وصادفتنجاحاً أوسعفي تقليص عدد الوافدينعلى إسبانياأكثر مما قلصتأعداد منيتوافدون منوسط البحرالمتوسط.وبدعم من فرونتكس،فإن عدد وفودالقوارب غيرالشرعية إلىجزر الكناري،وهي أراضيإسبانية علىالساحلالغربيلأفريقيا،تراجعت بنسبة74 في المائة منعام 2006 إلى عام 2008.[82]وفي الوقتنفسه، ففيإيطاليا،تزايدتالقوارب التيتفد على الشواطئبنسبة 64 فيالمائة من عام2006 إلى 2008.[83]ومن الصعبقياس وتقييمجميعالمتغيراتالتي أدتللتغير فيأنساق توافدقواربالمهاجرين غيرالشرعيين،لكن مقرر لجنةالهجرةواللاجئينوالسكانبمجلسالبرلمانالأوروبي، فيتعليقه علىالتحول منإسبانيا فيعام 2007، ألمحإلى "الزيادةفي الرقابةعلى البحر،بمساعدةفرونتكس... كانلها بلا شكالأثر، لاسيما أثناءفترات القيامبالعمليات".[84]

علىمشارف الساحلالأفريقي،إلى الشمالالغربي،استضافتفرونتكسمسؤولين منموريتانياوالسنغال علىمتن قواربالدولالأعضاء فيالاتحاد الأوروبي،ضمن العملية"هيرا"، التيأعادت 5969 مهاجراًإلى الساحلالأفريقي فيذلك العام.[85]وترى فرونتكسأن عملياتالإبعاد كانتمسؤوليةالمسؤولينالموريتانيينوالسنغاليينعلى متنالقوارب.[86]

وفيوسط البحرالمتوسط، حتىيونيو/حزيران2009، صادفتفرونتكسنجاحاً أقل فيحمل الدولالأوروبيةعلى التعاونمع بعضها البعض،دعك من دولالشمالالأفريقي. وفيعام 2008، ركزتالعملية"نوتيلوس"على تدفقالمهاجرينبين شمالأفريقياوإيطالياومالطة،لكنها لمتُبعد أحداًإلى شمالأفريقيا.وإخفاقهايُعزى إلى"الاختلاف فيالرأي حولالمسؤولية عنالمهاجرينالمُنقذين منالبحر".[87]وفي عام 2009،تأخرتالعمليةالتاليةلنوتيلوس بسببعدم اتفاقمالطةوإيطاليا علىالدولة المسؤولةعن استضافةالأشخاصالمُنقذين منالبحر.[88]

وفي18يونيو/حزيران2009، وللمرةالأولى فيتاريخها،أسفرت عمليةلفرونتكس عناعتراضوإعادةمهاجرين منوسط البحرالمتوسط إلى ليبيا.وشاركت طوافةبوما ألمانيةفي العمليةنوتيلوسالرابعة،المنسقة منقبل حرس الحدودالإيطالي، فياعتراض قاربيحمل 75مهاجراً علىمسافة 29 ميلاًجنوبلامبادوسا.وتناقلت التقاريرأن حرس الحدودالإيطالي سلمالمهاجرينإلى قاربدورية ليبي،قام الأخيربنقلهم إلىطرابلس حيثوحسبالتقارير"سُلموا إلى وحدةعسكريةليبية".[89]

نائبرئيسفرونتكس، غيلآرياسفرنانديز، علقمستحسناً ماحدث في تلكالعمليةوالمتعلق بهامن عمليات:"بناء على إحصاءاتنا،يمكننا أننقول أنالاتفاقات [بينليبياوإيطاليا]كانت ذات أثرإيجابي. وعلى المستوىالإنساني،فإن أرواح أقلتعرضت للخطر،بسبب تراجعحالات الخروجإلى البحر.لكن وكالتناليس لهاالقدرة علىالتأكد مناحترام الحقفي التماساللجوء وكذلكحقوق الإنسانالأخرى فيليبيا".[90]

وبغضالنظر عنالمشكلةالسابقةالقائلة بأن سياسةالإعادة ذاتأثر إيجابيدون معرفة ماإذا كانتستُنتهك حقوقالإنسانالخاصة بالمعادينأم لا، فإنآرياسفرنانديزيعبر عن العرضالمعيبالمتلخص في أنميزة إنسانيةمحتملة (منعخسارةالأرواح فيالبحر) تفوقاحترام حقوقالإنسان (الحقفي مغادرةالدولة والحقفي التماساللجوء).الإعلان العالميلحقوقالإنسان يكفلالحق لأي شخصفي مغادرة أيةدولة وكذلكالحق فيالتماساللجوء من الاضطهادفي دولة أخرى.[91]ويحق للأفراداختيارالمخاطرةبحياتهم في معرضممارستهم لحقوقهمالإنسانية.وكثيراً مايفعلون هذا،مع الأسف،لأنهم في بعضالحالاتيفرون من خطرأكبر منالمخاطر التيتنتظرهم. وقديعرض هذا حياةالفرد للخطر،لكن خياره يجبألا يُفسد منقبل حكومةتمنعه منمغادرةأراضيها، أومن قبل مهربيجبره علىركوب قارب.

وبغضالنظر عنالحقوق فيالمغادرةوالحق فيالتماساللجوء، فإنعلى الحكوماتواجب مطالبةجميع السفن التيتسير رافعةعلمها بأنتنقذ الأفرادالمعرضينللخطر فيالبحر.. من ثميتم الوفاءبمطلب إنسانيأساسي.[92]ويبقى للدولحقها بموجبالقانونالدولي في السيطرةعلى حدودها،بما في ذلكحدودهاالبحرية،بشرط مراعاةواجباتها بموجبالقانونالدولي، ومنهقانون اللجوءوالقانونالدولي لحقوقالإنسان.

رغمأن أعمالالاعتراضالمباشروالإعادة بلاإجراءاتقانونية الأولىكسياسةوممارسةللحكومةالإيطالية، قدبدأت فيمايو/أيار 2009،ذكر مهاجرونلـ هيومن رايتسووتش عملياتأخرى منالاعتراضوالإعادة بلاإجراءاتقانونية، علىيد البحريةوحرس الحدودمن مالطاوليبيا، يعودتاريخها لما قبلهذا التاريخمن عام 2009.

دانييل،إريتري يبلغمن العمر 26عاماً، قال لـهيومن رايتس ووتشكيف سحب حرسالحدودالمالطيونقاربه إلى قاربصيد ليبي نقلهإلى ليبيا فييوليو/تموز 2005. روايتهلا تكشف فحسبعن كيفيةتنفيذ عملياتالاعتراض قبلمايو/أيار 2009،بل أيضاً تكشفعن قسوةالمهربين،ومخاطرالرحلة، والمعاملةالسيئة طرفالسلطاتالليبية لدى العودة.ويبدأ بالقولبأن المهربيناستخدمواالقوة معهملوضعهم علىمتن القارب:

أيضاًأعاد قاربمالطي المدعوإزكيال، قسراً،وهو إريترييبلغ من العمر24 عاماً،أعاده إلىتونس فيأبريل/نيسان2006، والسلطاتالتونسية –بدورها –نقلته عبرالحدود إلىليبيا:

بعدأن ألقاهالتونسيونعلى الحدود،قبضت الشرطةالليبية علىإزكيال،وقاموا بضربه ضرباًمبرحاً،واستولوا علىنقوده،وتحفظوا عليهفي نقطة لشرطةالحدود لمدةشهرين.[95]

ويظهرمن الأدلةوالشهادات أنقوات حرس الحدودالليبيةتورطت أيضاًفي اعتراضوإعادة القوارب.إذ ظهرتالشرطة وقواتالأمنالليبية علىتسجيلاتفيديو وهيتعترضالقوارب غيرالشرعية فيالبحر،[96]وكذلك توقيفالقواربواعتقالالمهاجرين الذينيحاولونالفرار منالشواطئالليبية.[97]تسجيلالفيديوالأخير يشملأيضاً تغطيةلوقائع تنطويعلى القسوة،لما يبدو أنهإطلاق الشرطةالليبيةالنار من رشاشكلاشينكوفأيه كيه إم إسعلى مهاجرينأثناء محاولةتوقيفهم.[98]

وكديدنما يحدث معالمهاجرينحين توقفهمالشرطةوالسلطاتالعسكريةالليبية فيالمناطق الداخليةمن البلاد وفيمنطقةالحدود، فإن المهاجرينالموقوفين فيالبحر لايتمكنون عادةمن تعريفهيومن رايتسووتش بهويةالسلطات الليبيةالمسؤولة عناعتراضهم.باستور بول،نيجيري يبلغمن العمر 32عاماً، روىواقعة وقعت في20أكتوبر/تشرينالأول 2008:

إجراءالاعتراض فيالبحرالمتوسط يوصفعادة باسم"الإنقاذالبحري". فيعدة حالات هوبالفعل عملياتإنقاذ، وقامتالبحرية وحرسالحدود في كلمن إيطالياومالطةبإنقاذ آلافالأرواح، وكذلكفعلت سفنخاصة. لكنالقوارب غيرالمعرضةللخطر فيالبحر يتماعتراضهابدورها، وفي بعضالأحيان يتمتجاهلالقواربالمعرضة للخطرأو تُدفعبعيداً،طبقاًلرواياتالمهاجرين.

والإخفاقفي الإنقاذتأكد من أقوالالمسؤولينالإيطاليين.ففيأبريل/نيسان 2009اتهم وزير الداخليةالإيطاليروبرتوماروني مالطةبإرسالها 40ألف مهاجر إلىإيطاليالأنها أخفقت فيال فيإنقاذهم.[100]وبالفعل قالمهاجرون لـهيومن رايتسووتش إن قواربالبحرية المالطيةأوقفتالقواربالهائمة،وأعطتها الطعاموالوقود، ثمأشارت لها إلىاتجاه إيطالياثم اختفت.عبدي حسن،صومالي يبلغمن العمر 23 عاماًيتحدث عدةلغات، منهاالإنجليزية،وصف إلى أيمدى ذهبتالبحريةالمالطية كيتتفادىاصطحابه هووالركابالآخرين،وكيف أصروا علىإعادة تمويلقاربهم ثمدفعوهمبعيداً ناحيةإيطاليا:

بحلولاليوم الثانيلم يعد معناطعام أو شراب.في اليومالثالث منالرحلة لم يعدمعنا وقود،وفي اليومالرابع رحنانطفو على وجهالماء كمااتفق. حسبناأننا سنموت. عثرعلينا قاربصيد واتصلباللاسلكيبالبحريةالمالطية كيتسحبنا. فياليومالخامس، جاءت سفينةبحريةمالطية،لكنهم قالوالنا إنهم لنيصطحبونا.نقلواامرأتينحبلاوين إلىسفينتهم وأنامعهماللترجمة.أعطوا بقيةالناس في قاربناالطعاموالوقودوقالوا لهم أنيذهبوا إلىصقلية. ثمقالوا لي إنهملا يمكنهماصطحابي، بلالمرأتينفحسب، ثموضعوني علىمتن قارب صغيرسريع ونقلونيإلى قاربيللانضمامإليه. ثممضينا فيطريقنا إلىصقلية.[101]

بعدذلك تعرضقاربهم لأزمةأخرى، وفينهاية المطافأنقذهم قارببحرية مالطيوأعادهم إلى مالطة.قال عبدي حسنأنه تلقىمعاملة جيدةمن قبل البحريةالمالطية،رغم أن مكانالاحتجازالذي اصطحبوهإليه، وهومعسكر هيرمسفي مركزليستر، كانقذراًوقديماًومزدحماًلدرجة أنهاضطر للنومعلى الأرض. (تمإغلاقه قبلزيارة هيومن رايتسووتش بقليل).وقال: "بعد أناعتدت السجونالليبية، بدالي هذا المكانفردوساً، لكنفي الوقت نفسهكنت أشعر أنبعض حقوقيالمكفولة ليفي أوروبامُهدرة".[102]

تخفقبعض السفن فيالاستجابةبسرعة أوالتحركبالمرة،لإنقاذالمهاجرينالعالقين فيقوارب عاطلةفي البحرويبدو أنحياتهم فيخطر. عباسي،النيجيري البالغمن العمر 21عاماً، كانعلى متن قارب"زودياك"مطاطي فيأغسطس/آب 2008،حين سمع صوتفرقعة:

منالواضح أنقباطنة السفن –وهم أحياناًمن سكان الدولالأوروبيةالمعنية – يحكمونبأنفسهم علىدرجة شدة محنةالقوارب المستحقةللإنقاذ،فيتدخلون فيأحيان كثيرة أقلالتدخل لمنعالخسائر فيالأرواح، وفيالوقت نفسهلتفادي تحملمسؤوليةالمهاجرين بإنقاذهمفعلياً.وبعيداً عنواجب الدول فيضمان أن السفنالتي تسيرحاملةأعلامها تقومبالإنقاذ،فإنالاتفاقيةالدوليةلسلامةالأرواح فيالبحر تنصتحديداً على:"قائدالسفينة في البحرالذي يصبح فيموضع يؤهله منمن يد العون، لدىتلقيهلمعلومات منأي مصدر بوجودأشخاص في محنةداخل البحر،مُلزمبالتحركبأقصى سرعةلإنقاذ هؤلاءالأشخاص".[104]

وحينيتم إنقاذ قوارب،يقولالمهاجرونبأنالمُنقذينيتنافسون علىمن يلقيالمسؤوليةعلى الطرفالآخر أولاً.جوناس،إريتري يبلغمن العمر 39عاماً، كانعلى متن قاربيضم نحو 300راكب، وأمضىأربعة أيامبلا طعام أومياه، ثماقترب منهمقارب قامبإنقاذهم في 18أبريل/نيسان 2009:

تضيفهذه الشهاداتالكثير إلىسجل من الخزي،وقليلاً مانعرف عنه شيءلأن الأحداثها هنا تقع فيعرض البحارالمفتوحة،ولأن الغرقىلم يعد بإمكانهمالكلام. مثلهذه الأصواتارتفعت منالموتى تتكلمفي 21 مايو/أيار2007، عندما بدأقارب في منتصفالطريق بينليبيا ومالطةفي الغرق،وكان على متنه53 إريترياً.الركاب ممن كانمعهم هواتفقمر صناعياتصلوا في يأسبأقارب لهم فيإيطالياومالطة ولندنيتوسلون النجدة.صورت مروحيةعسكريةمالطيةالقارب الغارقذلك الصباح،لكن استغرقالأمر تسعساعات أخرىقبل أن تصلسفينة بحرية،وعندما وصلتكان القاربوكل من كانواعلى متنه قدغرقوا في أعماقالبحر.[106]

فيوقت لاحق منالشهر نفسه،راح قاربمهاجرين عاطليهيم على وجهالماء لمدةستة أيام،ومرت به عدةقوارب قبل أنيغرق. وصادفقارب صيد تونةمالطي الحطاموالغرقىالمتعلقينبه، لكنه لميقبل بقبولهمعلى ظهرالقارب. بدلاًمن هذا تُرك 27رجلاًأفريقياً متعلقينبشبكة قاربصيد التونةلمدة ثلاثة أياموثلاث ليالبينما ليبياومالطةوإيطاليا تتجادلفيما بينها عنالمسؤول عناستضافتهم. ثمأخيراًقبلتهم سفينةبحريةإيطالية.[107]

والخلافاتحول الطرفالمسؤول عنالتسبب في تأخيرالإنقاذوالضغوطوالأخطارالمُضافة تظهرفي الخلافاتعلى أعلىمستوى بينمالطةوإيطاليافيمن يتحملمسؤولية 140مهاجراًكانوا على متنناقلة تركيةتُدعى بينارإي، فيأبريل/نيسان 2009.الركاب منهمعلى الأقلامرأى حبلىواحدة وأطفالو22 شخصاًكانوا مرضىلدرجة لا يمكنمعها جلبهم معمجموعةالركابالأساسية التيوصلت صقليةوظلوا فيلامبادوسا.التقط قبطانسفينة بينارإي المهاجريناستجابة لإشارةإنقاذ وصلتهمنهم. قالتإيطاليا أنهبما أنالمهاجرين قدتم اعتراضهمفي عملية بحثوإنقاذ فيمنطقة بحثوإنقاذتديرهامالطة، فمن الواجبنقلهم إلىالأراضيالمالطية،ورفضت منحالإذنللسفينةبدخول المياهالإيطالية.وقالت مالطةأن القانونالدولي يطالببإنزال المهاجرينفي أقرب مرفأآمن، وهو فيهذه الحالة لامبادوسا،الإيطالية.وبعد أربعةأيام من المواجهاتوالاعتراضاتمن رئيسالمجلس الأوروبي،وافقتإيطالياأخيراً علىقبول المهاجرين.

إنوسينت،الشابالنيجيريالبالغ منالعمر 19 عاماً،تم إنقاذه علىيد سفينةبينار إي، وهاهنا لوحةرسمهاتعبيراً عنمحنته، وقاللـ هيومنرايتس ووتشكيف أن قاربهالزودياكالمطاطيالعاطلالمزدحمبالركاب تمتجاهله فيبادئ الأمر منقبل السفنالعابرة، ثمكيف اضطرالركابالمرضىللانتظارفيما تجادلتإيطالياومالطة على منيقبلالمهاجرينعلى أرضه.[108]

كانتمعنا مياهفقط، وليسالطعام، ولاسترات نجاة.تهنا في البحرونفدت المياهوالوقود. رحنانتصل بالناسكي ينقذونا.لوحنابقمصاننا للسفنالعابرة.بعضها مرت بنابلا توقف، وبعضهاالآخر أعطوناالطعاموالمياه، لكنلم ينقذونا.لم يكن معناوقود وراحتالموجات تحملناكما اتفق. راحالناس يبكون،وصلينا للربكي ينقذنا.ورأينادلفيناً يصيبالقارب وتسببفي تسربالمياه إلىالقارب. رحناننزح المياه منالقارب، ولميمت أحد،لكننا كنامرضى وراحالناس يفقدونوعيهم. بعدأربعة أيامجاءت سفينةتركية كبيرةوألقت لناحبلاً. تسلقناعلى متنالسفينةالكبيرة.أعطونا مياهللشرب، وأعطوناطعاماً، وإنلم يكنكافياً. قضيناثلاثة أيامأخرى على متنالقاربالتركي [كانتأربعة أيام فيواقع الأمر].[109]

إعادة إيطاليا القسرية للمھاجرين وملتمسي اللجوء القادمين على متن القوارب، معاملة ليبيا السيئة للمھاجرين وملتمسي اللجوء | HRW Human Rights Watch Human Rights Watch

وفيماأبدى إنوسينتشيئاً منالتقديرلإيطاليا،فإن الإيطاليينبغض النظر عنهذا مددوا منمعاناته لمدةأربعة أيامفيما راحوايتجادلون معمالطة من أجلتفادي قبولهعلى الأراضيالإيطالية.

هذهالخلافات بينمالطةوإيطالياتبرز نقطة ضعفكبرى في نظامالقوانينالبحريةالدولية. النتيجةالعمليةللخلاف هي أنالسفنالتجاريةالتي تنقذالمهاجرين فيخطر في منطقةالبحث والإنقاذالمسوؤلةعنها مالطةالقريبة من لامبادوسا،قد جاءتهاإشاراتمتعارضة حولأين تُنزلالناجين منالغرق.اتفاقية عام 2004الدولية عنالبحثوالإنقاذ فيالبحروالاتفاقية الدوليةلسلامةالأرواح فيالبحروتعديلاتها،يبدو أنهاتدعم الموقفالإيطالي، إذورد فيها أنالمسؤولية عنتوفير ملاذآمن تقع على عاتقالدولةالمسؤولة عنمنطقة البحثوالإنقاذالتي تم إنقاذالناجين منها.[110]كما أصدرتالمنظمةالبحريةالدوليةمشروع قرار عنالموضوع،وأوضحت أنه:إذا "لم يتسنالإنزال منالسفينة التيقامتبالإنقاذ

رسمإنوسنت هذهاللوحة التيتصور إنقاذه،على قطعة منالورق. إلىاليمين سفينةإ بينار، وكتبفي اللحة:"بارك الربالشعبالتركي".(C) 2009Bill Frelick/Human Rights Watch

علىوجه السرعةإلى مكان آخر،فإن الحكومةالمسؤولة عنمنطقة البحثوالإنقاذالمعنيةعليها بقبولإنزال الأشخاصالمُنقذين فيمكان آمن تحتسيطرتها".[111]إلا أن مالطةاعترضترسمياً علىتعديلات الاتفاقيتينأعلاه لعام 2004،وكذلك علىمشروع قرارالمنظمةالبحريةالدولية، ومنثم فهي ليست مُلزمةبها.[112]وتستمر مالطةفي القول بأنالإنزال يجبأن يقع فيأقرب مرفأ آمنمن موقعالإنقاذ، وهوفي حالة منطقةالبحثوالإنقاذالمالطية،وهو غالباًمرفأ فيإيطاليا.وقانوناً،فإن الدولتينفي موضع صحيح،لأن مالطةليست مضطرةللالتزامبتعديلات 2004علىالاتفاقيتينالبحريتينالتي تُلزمإيطاليا. وثمةحاجة للمزيدمن التعديلاتالقانونيةلتوفير منصة قانونيةمتسقة فيمايخص إنزالالناجين من الغرقفي عرض البحر.

لايوجد في ليبياقانون أو نظاملإجراءات التماساللجوء.[113]ورغم أن ليبيادولة طرف فياتفاقيةالمهاجرينلمنظمةالوحدة الأفريقيةلعام 1969، التيتفرض حقالتماساللجوء،[114]ورغم تبنيهاللميثاقالأفريقيلحقوق الإنسانوالشعوب،الذي ينص علىأن الناس"أحرار لدىاضطهادهم فيالتماساللجوءوالحصول عليهفي دول أخرى"،[115]فإنها لم تقمبعد بإعدادآلية رسميةلحمايةالأفرادالفارين منالاضطهاد.

العقيدمحمد بشيرالشباني،مدير مكتبالهجرة، قاللـ هيومنرايتس ووتش:"لا يوجدلاجئون فيليبيا. إنهمأشخاصيتسللون إلىالبلاد بصفة غيرشرعية ولايمكن وصفهمكلاجئين. وأيشخص يدخلالبلاد دونوثائق رسميةوتصريح يتم القبضعليه".[116]وحين سألتهيومن رايتسووتش الشبانيكيف يعرف أنلا أحد منهؤلاءالأشخاصتنطبق عليهمواصفاتاللاجئ، وماإذا كان ربمايوجد شخص أوأكثر من هؤلاءيستحق أن يكونلاجئاً، وكيفيمكنه التمييزبينهم، قال:"لم تصادفنيحالة كهذه منقبل قط".

جوابهمتسق مع مايبديه الزعيمالليبي معمرالقذافي عنهذه القضية،وهو ينكرتماماً وجودمهاجرين في ليبيا،أو أشخاصيمرون عبرليبيا إلىأوروبا يلتمسوناللجوء. ونعتالموضوعبرمته بأنه"كذبةوانتشرت".وأثناءزيارتهالأولىلإيطاليا في 11يونيو/حزيران2009، قال: "هلنعتقد حقاً أنملايين الناسملتمسي لجوء؟إنه حقاً لأمرمضحك". ونعتالمهاجرينالأفارقةبأنهم "يعيشونفي الصحراءوفي الغاباتولا هوية لهمبالمرة. دعكمن هويتهمالسياسية.إنهم يشعرونأن الشمال فيهكل الثروة وكلالنقودفيحاولون الوصولإليه".[117]

وقبلالتوجه إلىإيطاليا في يوليو/تموز2009، رد القذافيعلى سؤال عماإذا كان يتمإعادةالمهاجرينإلى ليبيا منإيطاليا وعماإذا كان منالممكن منحهؤلاء اللجوء.أجاب: "إنهاليست مسألةلجوء علىالإطلاق.فاللجوء يخصعدداًمحدوداً منالناس لأسبابسياسية، أوبعد حرب أوكارثة طبيعية.لكننا بصددموجاتمتلاحقة منالمهاجريننحو أوروبابسبب الفقرالذي يحكمقبضته علىأفريقيا".[118]

فيالواقع، فإنقلة منالمهاجرينالذين قابلتهمهيومن رايتسووتش، ومنهمكثيرونالتمسوااللجوء منذمقابلتهم فيإيطاليا أومالطة أو أعيدالاعتراف بهمكلاجئين فيهذه البلدان، أبدواأي اعتقادبأدنىإمكانيةلالتماس اللجوءفي ليبيا.باستثناءأشخاص تماحتجازهم في مركزاحتجازمسراتةالمتاحةزيارتهلمفوضيةاللاجئينوشريكاتها منالمنظمات غيرالحكومية،فإن لا أحد منالمحتجزينالذين تمت مقابلتهمأثناء إعدادهذا التقرير،قالوا إنهم رأواأو قابلوا أيممثلين منمفوضيةاللاجئين أثناءتواجدهم في أيمن السجونومراكزالاحتجاز الليبيةالكثيرة.ونظراً لعددالمحتجزين السابقينالهائل الذينقالوا إنهميتعرضون للضربإذا تحدثواإلى الحراسطلباً لأيشيء، فليس منالمدهش حقاًأن شخصاًواحداً قال لـهيومن رايتسووتش إنه طلبمقابلةالمفوضيةالساميةلشؤوناللاجئينأثناءاحتجازه.

وردفي الإعلانالدستوريالليبي لعام 1969أن "يُحظرتسليماللاجئينالسياسيينلحكوماتهم".[119]بالإضافة إلىأن القانونرقم 20 لسنة 1991 "عنتحسينالحريات" وردفيه أن"الجماهيريةتدعم المضطهدين...ولن تتخلى عناللاجئين وعنحمايتهم".[120]

وقالوزير العدلمصطفى عبدالجليل، مناللجنةالشعبيةالعامةللعدل، لـهيومن رايتسووتش إنبإمكانالأفرادالتقدم بطلباللجوء بعرضهملأوراقهم علىوزارةالخارجية،[121]لكن لم نعثرعلى أي قانونترد فيهإجراءات للجوء.العقيدالشباني قاللـ هيومنرايتس ووتش أن"هناك قانونلجوء جديدسيُعرض علىالمؤتمر الشعبيقريباً".[122]طلبت هيومنرايتس ووتشنسخاً منمشروع قانون اللجوءأثناءزيارتنا فيعام 2005،تحضيراً لإصدارتقرير وقفالتدفق في عام2006، لكنمجدداً، أثناءزيارتنا فيأبريل/نيسان 2009وفيما تلاهامن مراسلات معالحكومة تحضيراًلهذاالتقرير، لميصلنا بعدنسخة من مشروعالقانون.

ولمتوقع ليبياعلى اتفاقيةاللاجئينلعام 1951[123]ولابروتوكولهالعام 1967[124]لكن كلاً مناتفاقيةمناهضةالتعذيبواتفاقيةاللاجئينالأفريقية [125]تحظران إعادةالأفراد إلىدول قديواجهون فيهاخطر الاضطهادأو التعذيب.كما أن ليبيادولة طرف فيالعهد الدوليالخاصبالحقوقالمدنيةوالسياسية،[126]الذي في مادته13 يحظر الطردالقسري ويمنحالأجانب الحقفي إصدارقرارات فرديةبشأن إبعادهم/طردهم.لجنة حقوقالإنسان فسرتالمادة 7 منالعهد الدوليعلى نحو يحظرالإعادةالقسريةللأفراد إلىأماكنيتعرضون فيهالخطر التعذيبأو المعاملةأو العقوبةالقاسية أوالمهينة.[127]وبموجبالقانونالدوليالعرفي، فإنليبيا مُلزمةأيضاً بعدمإعادة أي شخصإلى أماكن يتعرضفيهاللاضطهاد أوحياته أوحريته للخطر.[128]

وزيرالعدل عبدالجليل ذكرضمنياًالاعتراف علىأرض الواقعبمبدأ عدمالإعادةالقسرية حينقال لـ هيومنرايتس ووتشإنليبيا لايمكنها ترحيلالإريتريينأوالصوماليين.[129]وفيما نرحببالتجميد غيرالرسميللترحيلات إلىالصومالوإريتريا،فلا بديلهنالك عن إعدادإجراءاتقانونيةللاعترافباللاجئين منأية جنسية ممنلا يمكنهمالعودة إلىأوطانهم.

يعودتواجد مكتبالمفوضيةالساميةلشؤون اللاجئينفي ليبيا إلىعام 1991، لكنالسنوات التاليةعلى هذاالتاريخ شهدتمرات عديدة لمتقم فيهاالحكومةالليبيةبالوفاءبالتزاماتهابموجب خطاباتمن المفوضية الساميةأصدرتها بشأنأشخاص أقرتفيهم بصفة اللاجئبموجبولايتها.[130]ورغم أنالعلاقاتبالمفوضيةتحسنت فيالأعوامالأخيرة، إلاأن ليبيا مازالت ترفضتوقيع مذكرةتفاهم معالمفوضية،وهو إجراءمتبع في أغلبالبلدان التيتقيم فيهاالمفوضيةمكاتب لها.وبما أن ليبيالا تميزرسمياً بيناللاجئينوملتمسياللجوء والمهاجرينغيرالشرعيين،فإنالمسؤولينالليبيين مازالوا لايقرونبشهاداتاللجوءالخاصة بالمفوضيةورسائلالشهادة التيتصدرها المفوضية.

وفييوليو/تموز 2008،وقعتالمفوضيةاتفاقاً مع منظمةغير حكوميةليبية، وهيالمنظمةالدوليةللسلاموالرعايةوالإنقاذ،ومع المركز الدوليلتنميةسياساتالهجرة (منظمةغير حكومية فيفيينا)، ومعالمجلسالإيطاليللاجئين.[131]

ومنذنشر تقريرناالأخير عنالمهاجرين وملتمسياللجوء فيليبيا، عندمالم تكن المفوضيةالساميةقادرة إلا علىزيارة مركزاحتجاز واحدللمهاجرين فيطرابلس، منحتالحكومة الليبيةللمفوضية حقزيارة سبعةمراكز لاحتجازالمهاجرين فيشتى أنحاءالبلاد.[132]إلا أن في وقتزيارة هيومنرايتس ووتشكانت أغلبحالات المفوضيةالخاصةبالمهاجرينواردة من مركزاحتجازمسراتة.[133]المسافةالبعيدةالمطلوبارتحالها منأجل زيارةمراكزالاحتجازالعديدة فيليبيا تجعل منالصعب علىالعاملين فيالمفوضيةزيارتها بشكلمنتظم، ومنهامعسكرمسراتة، الذييبعد 280كيلومتراً عنمكتبالمفوضية فيطرابلس. وبدأتالمفوضية فيإجراء تحديدوضعية اللاجئللإريتريينالمحتجزين فيمسراتة في عام2007، حين تماحتجاز نحو 400منهم لأول مرةفي ذلك السجن.وتدخلاتالمفوضية،ومنها إعادة التوطينفي دول ثالثةفي بعضالحالات،ساعدت علىتقليل تعدادنزلاء مسراتةإلى نحو 200 شخصبنهاية عام 2008.[134]

والمفوضيةالساميةقادرة علىتوفير المساعدةمن مكتبها فيطرابلس لنحو 3000لاجئ، ومنهامساعداتمالية وتدريبمهنيومساعداتطبية. ورغمعدم وجوداتفاق رسمي،فإن المفوضيةتتواصل بشكلمنتظم معالحكومةونجحت فيإطلاق سراح محتجزينمعهم شهاداتمن المفوضية،مما منع طردهممن البلاد. وفييوليو/تموز 2008،نجحتالمفوضية فيالتدخل في منعإعادة 230إريترياً.[135]وتقول إنها لمتوثق حالةإعادة قسريةفي ليبيا منذعام 2007.[136]

وفيعام 2009 كان مكتبالمفوضية فيطرابلس قوامه28 شخصاً منهم 12شخصاً مصرحلهم بإجراءعمليات تحديدوضع اللاجئ.ودون وجود سلطاتقانونيةملائمة، فإنسلطاتهممحدودة. وعلىالرغم من هذا،تستمرالمفوضية فيإجراء عملياتتحديد وضعاللاجئ لنحو 40إلى 50 ملتمسلجوء، فيالمتوسط،يذهبون إلىالمفوضية كلأسبوع، في عام2009.[137]

ورغمالقيودالمفروضة علىنشاطها، فحتى31 يوليو/تموز 2009،كانت المفوضيةفي طرابلس قدسجلت 8506 لاجئ،منهم 3635فلسطيني مقيممنذ فترةطويلة فيليبيا، و2653 منالعراق. البقيةهم 781 منالسودان، و697إريترياً، و144ليبيرياً، و245من جنسياتأخرى. وشهدتالمفوضيةنمواً بوتيرةثابتة فيملتمسياللجوء أثناءالسنواتالخمس الماضية(676 طلب لجوء تمتقديمها فيعام 2005، و1058 فيعام 2006، و2779 فيعام 2007، و4825 فيعام 2008، و2256 فيالشهور الستةالأولى من عام2009). وأثناء عام2008، أحالتالمفوضية 227 لاجئاًمن ليبيا إلىإعادةالتوطين. ومنهؤلاء 145 –أغلبهم منإريتريا – تمنقلهم إلى دولأخرى.[138]

وإثرإعادةإيطالياالمهاجرينإلى ليبيا في مايو/أيار2009، طلبتالمفوضية منالسلطات الإيطاليةوالمالطية"الاستمرارفي ضمان أنيُتاحللأشخاصالمنقذين فيالبحروالمحتاجين للحمايةالدولية،الأراضي الخاصةبالدولتينوإجراءاتالتماساللجوء".[139]وشددتالمفوضية علىأن "لا توجدضمانات بأن الأشخاصالمحتاجينللحمايةالدوليةسيجدونها فيليبيا".

وفيماطلبتالمفوضية منالحكومةالإيطالية احتراممبدأ عدمالإعادةالقسرية، فقدسعت أيضاًلتوفيرالمساعداتالإنسانيةوالحد الأدنىمن الحمايةللمعادينوالمحتجزين فيليبيا. وبينمايو/أيارويوليو/تموز2009، فحصت المفوضية632 شخصاًعائدين منالقوارب،وانتهت إلى أن97 شخصاً منهميستحقونالحمايةالدولية.[140]وطلبتالمفوضية منالحكومةالإيطاليةإعادة إدخالالأشخاصالساعينللحماية الدوليةولتحديد صحةمزاعمهموفقاًللقانون الإيطالي.[141]

فيحالات كثيرةلا يعرفالمسافرونعبر ليبيا إنكان من يسيئونإليهم منالشرطة أومجرمين، لكنكثيراً مايبدوناعتقادهم بأنالفئتين علىصلة مقربةبأحدهماالآخر،ويتفقان علىاستغلالالمهاجرين الضعفاءوالإساءةإليهم. إدراكالمهاجرين للشرطةوالمهربينمشوب بفهمهمللسيطرة التييفرضهاالنظام علىالمجتمعالليبي بأسرهوعن سلوكالليبيين نحوالأجانب،والأفارقةجنوب الصحراءعلى وجهالتحديد.حبتوم، رجلإريتري يبلغ منالعمر 28عاماً، وصلإلى ليبيا فييونيو/حزيران2008، قال موضحاً:

والمهاجرونعلى طول الخطتقريباًقالوا لـ هيومنرايتس ووتشإنهم يعتقدونبأن المهربين علىصلات وثيقةببعضالمسؤولينالليبيين. وحسبشهاداتالمهاجرين،فإن المهربينالذين ينظمونعملية الخروجفي القواربتربطهمأحياناً صلاتبالسلطاتالمسؤولة عنمنع الهجرةالبحرية غيرالشرعية.توماس،الإريتري البالغمن العمر 24عاماً، كانضمن مجموعة من108 مهاجراًامتنعوا عنركوب قاربيبدو أنه غيرملائمللإبحار، فيأكتوبر/تشرينالأول 2006. وبعدبدءالمهاجرين فيمقاومةالمهربين، تدخلمسؤولوالبحرية، لكنوجهوا جهودهمنحو المهاجرينالذين رفضواركوب القارب،وليس نحوالمجرمينالليبيينالذين ينظمونرحلة بحريةتنطوي علىمخاطرةبالأرواح:

مجموعةتوماس حاولتالتفرق، لكنأغلبهم، ومنهمتوماس، تمالقبض عليهمواحتجازهم.توماس أجرىأربع محاولاتللخروج منليبيا على متنقارب. وتمالقبض عليهواحتجازه عدةمرات في عدةمراكزاحتجاز،وأُعيد إلىمنطقة حدوديةبغرض ترحيله.[144]خبرتهالموسعة معالمهربينوالأمنوالشرطة لمتدع لديه شكفي الصلات بينالطرفين:

وروىمهاجرونصوماليون لـهيومن رايتسووتش بشأنتورط السفارةالصومالية فيعمليات التهريب.عبدي حسن،صومالي يبلغمن العمر 23عاماً، قالإنه ذهب إلىالسفارةالصوماليةلدفع النقوداللازمةلرحلتهبالقارب إلىأوروبا، وإنه تمنقله مباشرةمن السفارةإلى جرابولي،وهي نقطةالنزول إلىالقارب:

الشرطةوالمهربون:الرشاويوالابتزازوالسرقة

سواءكانت الشرطةعلى الطرقاتمتورطة في عملياتتهريب موسعةأم لا – ولاسيما الطرقاتالمؤدية إلىالحدود –وكذلك حراسالأمن فيمراكز احتجازالمهاجرين،فهم جميعاًيتربحون بشكلمنهجي بواسطةالمطالبةبالرشاويوقبولها كثمنلإطلاق سراحالسجناءطرفهم.[147]وفي حالةمراكزالمهاجرين،يشمل الأمرترتيباتصالات بأسرالمحتجزين فيبلدانهمالأصليةوإجراءعمليات تحويلنقدية، ويشملالأمر فيأحيان كثيرةترتيب الشرطةلاتصالات بالمهربينللسفر بعدإخلاء السبيل.

آرون،إريتري يبلغمن العمر 36عاماً تماحتجازه فيسجن المطاربطرابلس فيعام 2007، قال إنالرشوة إما 500دولار نقداًأو نحو 800 دولارإذا كان تحويلمن الخارج.وبعد أن دفعالرشوة، قالآرون إنالشرطة في زيرسمي نقلته منالسجن في سيارةللشرطةوأنزلته فيشارع بطرابلس.فيما بعد رتبلمقابلة معرجل شرطةو"أعطاه نقودلإخلاء سبيلأصدقائه".وقال آرون:"إنها عملية دوارة.يخرجون الناسإلى المدينةويحصلون على النقود،ثم يستبدلونالسجناءبأفارقة آخرين".[148]

ونادراًما يؤديالمهربونخدماتهممقابل المبلغالمتفق عليهفي بدايةالرحلة. علىالنقيض، فإنمنهجهمالمتبع هوالمطالبةبنقود إضافيةفي وسطالرحلة، معاحتجازالمهاجرين ضدإرادتهمللحصول علىفدية وتهديدحياتهم.

حبتون،الرجلالإريتريالمذكورةأقواله أعلاه،سافر عبرالصحراءبرفقة مجموعةمن 95 شخصاً،ومنهم 19 شخصاًماتوا أثناءالرحلة. قالإن المهربيناحتجزوه رغمإرادته فيمنزل مغلق فيمسراتة – وليسمركز احتجاز –وهددوهبإعادته إلىمركز احتجازرسمي إذا هو لميدفع ومعهالمهاجرينالآخريننقوداً إضافية:

الرجالالذين حرسونافي المنزلكانوا يحملونالعصيوالسكاكين.طالبوا بأنترسل أسرنالنا النقود.الليبيون[المهربون]قالوا إذا لمندفع النقودفسوف يرسلوناإلى السجن.كانوا على صلةبالشرطة. وحينكانواينقلوننا منمدينة إلى أخرى،كانت الشرطةتصادفنافتتركنا نمر.كانوا يعرفونالمهربين.[149]

إريتريآخر – إيجي –دفع للمهربيننحو 700 دولارلنقله منالخرطوم إلىطرابلس.وبدلاً من هذانقلوه إلىالكفرة، حيثاحتجزوهبرفقة 78 شخصاًآخرين في حجرةمغلقة بمساحة10×20 متراً بلانوافذ، لمدةعشرة أيام،وطالبوهمبنقود إضافية:

قالإيجي إنالشرطةوالمهربينكانوا على صلةوثيقة:

محمود،تونسي يبلغ منالعمر 20عاماً، أمضىثلاثة أشهر فيمنزلللمهربين فيطرابلس، حيثكان محتجزاًضد إرادته فيأوضاع مزرية.يعتقد أنالمهربينالذين كانوايتحفظوا عليهعلى صلة بالشرطة:

غيدي،الصوماليالبالغ منالعمر 27عاماً، واجهمشكلات معالمهربين ماإن وطأتأقدامه أرض ليبيافيفبراير/شباط 2009.ذكر بالاسمرئيس عملية التهريبوقال إن عناصرمن الشرطةكانوا يعملونمعه. هددوهبالقتلواحتجزوه ضدإرادته التماساًللفدية:

لميقتصر الأمرعلى معاملةالمهربينللمهاجرينبقسوة فيأماكناحتجازهم لهمضد إرادتهم،بل أيضاًأسلوب نقلهمللمهاجرين هوفي العادةقاسي لدرجةجسيمة. تم نشرتسجيل فيديوعلى موقعصحيفة لاريبابليكاالإيطالية في26 يونيو/حزيران2009، فيه مشاهدصادمة، يبدوأنها لمجموعةكبيرة من المهاجرينيتم إخراجهممن حاويةأسطوانيةمغلقة تماماًعلى ظهر شاحنةتُستخدم عادةفي نقل السوائلمن قبيلالوقود.[154]

المهاجرونالذين يسكنونفي ليبيا أويسافرونعبرها قالوا لـهيومن رايتسووتش على طولالخط إنهميعيشون في خوفمن الاعتقالأو السرقة أوالضرب أو الابتزازعلى يد ضباطالشرطةوالمجرمين.كما قالواإنهم يخشونحالة الخوف منالأجانب في ليبياوالمعاملةالتمييزية فيأماكن العملوفي مشاربالحياةالأخرى، بمافي ذلك رميالأطفالللأحجارعليهم بشكلمتكرر. هذهالخبرات تجعلالمهاجرينحذرين منالسير فيالشوارع حتى.

قالمهاجرونكثيرون لـهيومن رايتسووتش إنهمكانوايختبئونتقريباً طوالفترة إقامتهم فيطرابلس أوبنغازي. وفيبعض الحالاتكان هذا بسبباحتجازهمكسجناء على يدالمهربين. لكنفي حالات أخرىكان بسببخشيتهمالتعرض للهجومعلى قارعةالطريق. وكمااتضح، فلميكونوا آمنينفي الطرقاتولا فيالمنازل التييختبئونفيها، بما أنرجال الشرطةوقطاع الطريقكانوا يدخلونمنازلالمهاجرينلمهاجمتهم وابتزازهم.

السرقةتجربة متكررةتعرض لهامهاجرونكثيرون، لاسيماالأفارقة منأفريقيا جنوبالصحراء، فيطرابلس ومدنأخرى، وكذلكإلقاءالأطفالالحجارةعليهم. إيما،الإريترية البالغةمن العمر 25عاماً، تحدثتعن تجاربها وإحساسهاالذي يشاركهافيه مهاجرونآخرون قابلتهمهيومن رايتسووتش:

ورغمأن جميعالمهاجرينمعرضين للخطرفي ليبيا، إلاأن مجموعاتمعينة منهمعرضة للضرر بشكلخاص.

الإساءاتبحق النساءالمهاجرات

النساءالمهاجراتاللاتي يقطعنالرحلة عبر ليبيامعرضات للخطربشكل خاص علىيد المهربينوالشرطة،الذين يسيئونإليهن في ظلالإفلات منالعقاب. لمتتمكن هيومنرايتس ووتش منتوثيق حالات محددةللاغتصاب أوالاعتداءالجنسي، لكنقال رجالونساء منالمهاجرين لـهيومن رايتسووتش إنهمكثيراً مارأواالمهربينوالشرطة يفصلونأو يحاولونفصل نساء عنمجموعةالمهاجرين.وقالوا لـهيومن رايتسووتش إنهميعتقدون أنالنساءيُبعدنللاعتداءعليهن جنسياً.وبالإضافةإلى الإساءاتالجنسية،فالنساء اللاتيقابلتهنهيومن رايتسووتش وصفنانتهاكاتأخرى، منهاالضرب وعدمتوفر المرافقالصحية الملائمةوالابتزاز.

وقدتقع الإساءاتالجنسيةللنساءالمهاجراتالمحتجزاتطرف الشرطة،وليس فقط علىيد المهربين.ماديها،الإريتريةالبالغة منالعمر 24عاماً، تماحتجازها فيمركزي احتجازالمهاجرين فيالفلاهومسراتة،وقالت لـهيومن رايتسووتش إنه رغمأن الرجال والنساءكانوامنفصلين فيالفلاه،فإنهم لم يكونوامنفصلين فيمسراتة. فيمسراتة، علىحد قولها:"جميع النساءتواجه مشكلاتمن الرطة. الشرطةتأتي ليلاًوتختارالنساءلانتهاكهن".[156]وطبقاًلمفوضية شؤوناللاجئين،فإن الرجال والنساءتم الفصلبينهم فيمسراتة منذعام 2007، ولمتظهر تقاريرعن وقائعاغتصاب منذذلك الحين.[157]

احتجزالمهربونناديفا،الصوماليةالبالغة منالعمر 19عاماً،للحصول علىفدية، وهذا طيلةعشرين يوماًفي الالكفرة.وصفت الحجرةالتي كانتتشاركها فيها25 امرأة أخرىعلى أنها ضيقةجداً وقذرةداخل مبنىمتهدم، وفيهامرحاض واحدتتشارك فيهجميع النساء.وقالت ناديفالـ هيومنرايتس ووتشكيف عاملها الحراسوزميلاتها منالمحتجزات:

أمينة،صومالية أخرىتبلغ من العمر19 عاماً وصديقةلناديفا،كانت معها فينفس المكان فيالالكفرة،ووصلت نفسالأحداث. كماتحدثت عن إساءةالمعاملةالبدنية،وليستالجنسية:

ورغمأن لا امرأةقابلتهاهيومن رايتسووتش قالتإنها تعرضتللاغتصاب،فإن رواياتبعض الرجال لاتدع مجالاًللشك فيمايحدث للنساءالمهاجرات فيليبيا. رجلصومالي يبلغمن العمر 20 عاماًأخبر هيومنرايتس ووتشبشأن "بيتخاص" خارجطرابلس يتماحتجازالمهاجرينفيه واغتصابالنساء:

دانييل،إريتري يبلغمن العمر 26عاماً، شهد علىسقوط فتاةضحيةللمهربين فيالالكفرة:

فيمابعد تم احتجازدانييل فيمنزلللمهربين فيطرابلس، حيثتعرضت النساءلاعتداءاتمماثلة:

لاتقتصر مشاكلالنساء المهاجراتعلى فتراتسفرهنواحتجازهنطرف المهربين،فمن يمضينوقتاً فيليبيا يواجهنمشكلات فيالشوارع وفيأماكن العملحيث يجعلهمعدم حيازتهنللإقامةالقانونيةعرضة للأخطار.إسكندر،الإريتريالبالغ منالعمر 40 عاماً،وهو الآن فيمالطة، تحدثإلى هيومنرايتس ووتش عنزوجته التي مازالت فيليبيا. اعترفتبها المفوضيةالساميةكلاجئة، حسبقوله، وإسكندرمعه وضعاللاجئ منالمفوضية منذمقابلته للمفوضيةفي ليبيا،لكنه غادرالبلاد قبل الحصولعلى نتيجةمقابلته.وتشيرمقابلته أيضاًإلى التكتمالذي يحيط بهالناس معاملةالنساءالمهاجرات فيليبيا قيدالاحتجاز:

الإساءاتبحق الأطفالغيرالمصحوبينببالغين

يبدوأن سلطاتالاحتجازالليبية لاتفرق بين البالغينوالأطفال غيرالمصحوبينببالغين. فعادةما تحتجزالأطفال غيرالمصحوبين فينفس أماكناحتجازالكبار، ممايعرضهم لخطرالإساءاتوالعنف.الأطفال غيرالمصحوبينببالغينمعرضين أيضاًلخطر من أشكالعنف أخرىأثناء رحلتهم.كوفي، طفل غيرمصحوبببالغين، هويتيم من غاناوكان يبلغ منالعمر 16 عاماًحين وصل إلىليبيا وأمضىفيها عاماً،في 2007. تحدث كوفيعن احتجازهوعن الضغطعليه للعملالجبري فيليبيا،وأخيراًإجباره علىركوب قاربنقله إلىأوروبا. وكماهو الحالدائماً، فإن الخطالفاصل بينسلطات الشرطةوالمهربين هو خطغائم غيرواضح:

جوناتان،الإريتريالبالغ منالعمر 18عاماً، سافرعبر ليبيا غيرمصحوباًبالبالغين،وأمضى شهرينفي سجن ليبينظامي برفقةالمجرمين،لأن مسراتة،مركز احتجاز المهاجرينالذي يُحتجزفيه عدد كبيرمن الإريتريين،كان ممتلئاً:

كانمسراتةممتلئاًفوضعوني فيسجن آخر برفقةالمجرمينوالمدمنين.كان الناسيتعاطونالمخدرات،الليبيون والتشاديونوالنيجيريون،ولا يميزونبين القاصروالبالغ. كانالسجن رهيباًوالشرطةالليبيةعنصرية. إذاعرفوا أننيمسيحي كانواليفعلوا بيأشياء سيئة،مثل ضربي. لمأخبرهم... لكنحين قبضواعلينا ضربواكالحيوانات.حاول أحد الرجالالفرار لأنالضرب كانبشعاً. ركضوصدمته سيارة،لم يتم فتحتحقيق، ولميُسأل أحد عنوفاته.[165]

الإساءاتالأكثروقوعاً،وعادة الأكثرجسامة، تقعلدى دخول (أومحاولة دخول)ليبيا، أو لدىمعاودة دخولليبيا بعدالإخفاق فيالخروجبالقارب، أولدى الطرد منالبلاد.الإساءات لدىالحدودالبرية تقععلى جميعالجهات، شرقاًوغرباًوجنوباً.وهويةالسلطات التيترتكب الإساءات– سواء شرطةأو جيش – غيرواضحة، كمايوجد عنصر قويمن الارتباطبين ضباطالأمنوالمهربينالمتورطين فينقل الأفراد.[166]عادة ما يقولالمهاجرونإنهم لاتواجههممشكلة في العبورإلى ليبيا،وإنهم رأواالسائقين والمهربينيتحدثون معالشرطة. إلاأنه إذا لميكن الثمنالمدفوعجيداً، تقعالمشكلات فيالغالب.

فيبعض الحالاتتقع المشكلاتعلى الحدودبسبب تخليالمهربين عنالمهاجرين،فلا يتفاوضأحد في هذهالحالة علىمرورهم ودفعالرشوة للمسؤولينالمعنيين.فيثاوي،إريتري يبلغ منالعمر 30 عاماًأمضى عاماًونصف العامكسجين سياسيفي إريتريا،دخل ليبيا فيعام 2007 ضمن مجموعةمختلطةقوامها 59شخصاً، منالصومالوإريترياوالسودان.أخفق التعاملبين المهربينالسودانيينعلى جانبوالليبيينعلى جانب فيالصحراء،فتركالمهربونالليبيون المجموعةعالقة فيالصحراء لمدة3 أيامتقريباً، وأثناءتلك الفترةمات ستةأشخاص. ثمنقلهم سائقشاحنة إلىالالكفرة فيسيارته:

وفيماأفاد بعض الأشخاصمثل فيثاوي،بأن الشرطةوالجنود ضربوهموسرقوهم فيمناطقحدودية، فإنآخرين، مثلتوماس،إريتري يبلغمن العمر 24عاماً، قال إنالمهربينكانوا أهمالجناة في هذهالأنواع منالإساءاتبالقرب منالحدود. تركهمهربوه فيالصحراء بعدإدخاله ليبيافي يوليو/تموز2006. أمضى الأيامالـ 21 السابقةفي عبورالصحراء منالخرطوم. وبعدأن دفع نقوداًإضافية،احتجزهمالمهربونخارجالالكفرة حيثطالبوهم بنقودإضافيةوهددوهمبالقتل:

آخرونرأوا جثثالمهاجرينالذين خلفوهمفي الصحراء.ماديها،امرأةإريترية تبلغمن العمر 24عاماً، تركهاالمهربون فيالصحراء،وشاهدت ما حدثلآخرين تمالتخلي عنهم:

الإساءاتفي المنطقةالحدوديةالغربية الليبية

يصفأشخاص من غربأفريقيامشكلاتمشابهة تواجههملدى دخولليبيا منالجهةالجنوبيةالغربية. وقالمهاجرون إنشرطة الحدودأطلقت النارعليهم.إنوسنت،النيجيريالبالغ منالعمر 19 عاماً قال:"أوقفتناالشرطة لدىالحدودالليبية. قمنابالهرب،جرينا، لكنهمأطلقوا عليناالرصاص".[170]

وفيحالات أخرىسرقت شرطةالحدود المهاجرينبشكل مباشر،في سلوك شديدالشبه بالمجرمين.أباسي،النيجيريالبالغ منالعمر 19 عاماً،وصف مواجهتهالأولى معالشرطةالليبية بعدرحلة استغرقتعشرة أيامقطعوا فيهاالصحراءللوصول إلىليبيا منالغرب:

فيالواقع، يبدوأن ثمة فروقضئيلة بينالشرطةواللصوص.صامويل،النيجيريالبالغ منالعمر 21عاماً، قال لـهيومن رايتسووتش إنمدنيين سرقوهوكذلكالشرطة، لدىدوله ليبيا منتومو فيديسمبر/كانونالأول 2007:

إيمانويل،رجل توجولييبلغ من العمر34 عاماً، واجهسلسلة منالمشكلات منالمدنيينوالمسؤولينلدى وصوله إلىالحدودالغربيةلليبيا:

جو-ون،نيجيري يبلغمن العمر 21عاماً دخلليبيا منالنيجر في عام2007. تم القبضعليه وأمضىثلاثة أشهر فيمركز احتجازفي غرب ليبيا.قابلته هيومنرايتس ووتش فيالمعسكر ج منمركز احتجاز سافيفي مالطة. قال:"كان سجناًكهذا، لكنهأسوأ"، وأضاف:

المياهوالطعامسيئان للغاية.يضطر خمسة أشخاصللأكل من طبقواحد. كانوايضربونا كليوم. كانوايأتونويتممونعليناويعاقبونا.كانوا يُخرجوناواحداً وراءالأخرويضربونابالعصيويركلونابالأقدام.[174]

كويسي،الغانيالبالغ منالعمر 28عاماً، دخل ليبيافي عام 2007 منالجنوبالغربي. تمالقبض عليه فيصبحة ومكث فيالسجن لمدةشهرين:

أحياناًما يدخلالمهاجرونليبيا، علىغير رغبةمنهم، حينتلقيهمالسلطاتالتونسية لدى الحدودمع ليبيا فيالشمالالغربي.التونسيوننقلواإزكييل،إريتري يبلغمن العمر 24عاماً، إلىالحدودالليبية فيأبريل/نيسان 2006وألقوه داخلليبيا،وتركوه ومعهأجرة سيارةأجرة كي يتسنىله الاختفاءفي ليبيا.لكنه لميحالفه الحظ:

بالرغممن أن ممارسةإلقاءالمهاجرين فيمنطقة الحدوديبدو أنهاممارسةمألوفة، فلاتوجد حالاتموثقة بوضوحمنذ عام 2007لإعادةلاجئين أوملتمسي لجوءقسراً إلىبلدانهمالأصلية، أوإلى أماكنيتعرضون فيهاللإعادةالقسرية.[177]ولكن حظتهيومن رايتسووتش بفرصةمقابلة لاجئيناثنين، هماميلي وآرون،قامت السلطاتالليبية بإعادتهماقسراً إلىإريتريا فيعام 2004. وبعدها قامابالفرار منإريتريا مرةأخرى، وعاداإلى ليبيا،وهذه المرةنجحا فيمغادرة ليبياوالوصول إلىمالطة، حيثيعيشان الآن.ذكرت هيومن رايتسووتش حقائقالإعادةالقسرية فيتقريرهاالصادر في 2006بعنوان وقفالتدفق، لكنبالطبع لمتتمكن منمقابلةالعائدين فيذلك الحين،وكانوامحبوسين لدىوصولهم إلىإريتريا. ومازالالإريتريونيتعرضونللإعادة القسريةمن بلدان أخرىفي المنطقة.[178]

بدأتمشكلةالإعادةالقسرية في 21مايو/أيار 2004، حينغرق القاربالذي كان علىمتنه ميليوآرون أمامالساحلالليبي. سبعةمن رفاقهماغرقوا. البقيةتم القبضعليها علىالساحلبالقرب من قريةخمس.

قالميلي لـ هيومنرايتس ووتش ماحدث حين أعيدإلى الشاطئالليبي (آرونروى علىانفراد القصةنفسها). وهيقصة من الضربالمستمر منذالقبض عليهملدى وصولهمالشاطئ حتى إقلاعطائرتهم إلىإريتريا بعدشهرين، ولدى الوصوليتم سجنهم علىيد حكومتهم:

أرسلتليبيا طائرةترحيل أخرىعلى متنها 75 إريترياًفي أغسطس/آب 2004،لكن الركاباختطفوا الطائرةفي طريقهاونزلوا فيالخرطوم، حيثاعترفتالمفوضيةالساميةبستين شخصاًمنهم كلاجئين.[180]بعد تلكالواقعة لانعرف بإرسالليبيا طائراتترحيل أخرىإلى إريتريا،رغم أن محاولةوقعت لإرسالطائرة فييوليو/تموز 2008لإعادة 230إريترياً.[181]وتمكنتمفوضيةاللاجئين من مقابلةالسلطات داخلليبيا ومنعتترحيلهم.[182]

مازال بعضالإريتريينيعتقدون أنليبيا ما زالتترسلالإريتريينإلى إريتريا.غابرييل، إريترييبلغ من العمر28 عاماً أمضىشهراً في ليبياعام 2008، كانمقتنعاً أنهإذا تم القبضعليه فسوفيُعادلمواجهةالاضطهاد فيإريتريا:

وفيالأعوام من 2003إلى 2006، رحلتليبيا نحو 200ألف شخص إلىدولهمالأصلية.[184]وفيما كانأغلب هؤلاء منالمهاجرينالاقتصاديينالذين دخلواالبلاد بشكلغير شرعي، فإنبعضهم ملتمسيلجوء ولاجئينيواجهون خطرالاضطهاد أوالمعاملةالسيئة لدى العودةلبلادهم.

وتقولالحكومةالليبية بأنأغلب الأشخاصالتي تعيدهميعودون إلىبلادهم برضا،[185]لكن في ظلظروفالاحتجازالموصوفة فيهذا التقرير،فإن غيابالبدائل،وغيابإجراءات الترحيلالشفافة، فإنالخط بينالإعادة الطوعيةوالقسرية غيرواضح.

الإلقاءفي الصحراء

تضعالسلطاتالليبية فيالمنطقةالساحلية المهاجرين(خاصة منالقرنالأفريقي) فيشاحنات وتعيدهمإلى الالكفرةبزعم ترحيلهمعبر الحدودالبرية معالسودان، لكنعادة ما لايتم الترحيلالفعلي، بليُتركونببساطة فيالصحراء الليبية.ربما هذا لأنحرس الحدودالسودانيينغير مستعدينلقبولهم (لايأتيالمهاجرون من السودانفحسب، بل منالصومالوإريترياوأماكن أخرى).وبدلاً منإعادتهم، حسبشهادات المهاجرين،يُتركون فيالصحراء علىالأراضي الليبية.وعملاً، يعنيهذا أن لاخيار أمامالمهاجرينسوى وضعحياتهم فيأيديالمهربينثانية، الذينيعيدوهم منالكفرة إلىبنغازي أو طرابلس.

رحلاتالشاحنةنفسها خطيرةللغايةومهينة. قالالمهاجرون لـهيومن رايتسووتش كيفكانوا يتزاحمونفي أعدادكبيرة داخلسيارات مغلقة لاهواء فيهاتقريباً.كانوا يبقونواقفين لمدةيومين، ولايُسمح لهمبالتبول أوالتبرز.دانييل،إريتري يبلغمن العمر 26عاماً ذكرناما قاله عنرحلته فيالقارب الذياعترضته السلطاتالمالطيةوتحدث عنخبراته فيمسراتة،[186]وتحدث أيضاًعما حدث لهبعد أن خرج منمسراتة. بدأتبرحلةبالشاحنةمؤلمةللغاية، إلىمركز احتجازفي الكفرةوبعدها أمرمدير المعسكربرميهم فيالصحراءليواجهواالموت:

"الترحيل"إلى الالكفرةيأتي عادة إثرمحاولاتالخروجبالقاربالفاشلةوالاعتقال ثمالحبس فيالسجونالشمالية.ورغم أنالسلطات تنقلالمهاجرينإلى الالكفرةبغرض طردهمعبر الحدودالبرية إلىمصر أوالسودان، ففيواقع الأمر لاتقوم السلطاتفي الالكفرةفي بعضالأحيانبنقلهم عبرالحدود، بلتتركهم فيالصحراء علىمشارف الالكفرةوتعقدالصفقات معالمهربينالذين يأخذوهملبدء العمليةمن جديد.توماس،إريتري يبلغمن العمر 24عاماً،وذُكرتأقوالهأعلاه، أعيدإلى الالكفرةبعد محاولةقارب فاشلة وبعدشهرين في سجنالجوازات فيطرابلس:

قالمحتجزونسابقون منمختلف مراكزاحتجاز المهاجرينفي ليبيا لـهيومن رايتسووتش إن أوضاعالاحتجازسيئة. مراكزالاحتجازمزدحمة وقذرة،والطعام غيرمناسبوالرعايةالصحية لا وجودلها تقريباً.ولا يوجد أياتصالبالسلطات ولايمكن حتىالطعن فيالاحتجاز فيالمحكمة، فلافائدة من هذا.والاتصالبالمحامينقليل أو غيرموجود،والمعلوماتعن أسباب ومدةالاحتجاز شبهمعدومة.والمعاملة منالحراستتراوح بينالإهمال إلىالقسوة،والفسادمستشري.

ولاحد هنالكللمدة التييمكن للسلطاتأن تحتجز فيهاالمهاجرينغير الشرعيينإدارياً بغرضالترتيبلترحيلهم حسبالزعم، حتىإذا لم يكنهنالك رؤيةممكنة لتفعيلطردهم. وقالمصدر دبلوماسيفي ليبيا لـهيومن رايتسووتش إن المهاجرينيمكناحتجازهم "منبضعة أسابيعإلى عشرينعاماً".[189]وقال إن قرارإخلاء السبيليستندبالأساس إلىدرجة ازدحامالسجون وأنالناس يُفرجعنهم عندماتصبح مراكزالاحتجازممتلئة لاتكفي لاستضافةالمزيد.

وليبيادولة طرف فيالعهد الدوليالخاصبالحقوقالمدنية والسياسية،والمادة 9 منهالتي تنص علىألا يتعرض أحدللاعتقال أوالاحتجازالتعسفي أويُحرم منحريتهباستثناء فيحالة توفر أسسوبما يتفق معالإجراءاتالتي ينظمهاالقانون.ويعتبر الاحتجازمتعسفاً إذالم يصرح بهالقانون أوطبقاًللقانون. كمايصبح متعسفاًلو كان عشوائياًأو غير مصحوببإجراءاتللمراجعةالقانونية.[190]

ولميتم تعريفالاحتجازالتعسفي فقطمن واقع القانون،بل هو ما يشملأيضاً عناصرإجحاف وعدمالقابليةللتنبؤبمساره. وبسببظاهرة الاحتجازلأجل غير مسمىبحقالمهاجرين وملتمسياللجوءالآخذة فيالتزايد، فإنالفريقالعاملبالأممالمتحدةالمعنيبالاحتجازالتعسفي قدوضع معاييرلتحديد متىيكون الحرمانمن الحريةللمهاجرينوملتمسياللجوء متعسفاً.المبدأ رقمثلاثة يفرض أنالمهاجر أو ملتمساللجوءالموضوع رهنالاحتجاز"يجب أن يمثل فوراًأمام قاضي أوسلطة أخرى".والمبدأ رقم سبعةيطالب بأن"يكون الحدالأقصىللاحتجاز محدداًبموجبالقانون ولايمكن أن تكونالوصاية في أيحال منالأحوال غيرمحدودة أولمدة مطولةبشكل مفرط".[191]

وتوجدمراكز احتجازوسجون كثيرةتؤوي المهاجرينفي ليبيا.[192]فيما يليروايات عنمراكزالاحتجازالأكثر ذكراًعلى لسانالمحتجزينالسابقينالذين أصبحواالآن في مالطةوإيطاليا.

الالكفرة

الالكفرة،وتقع في أبعدنقطة إلىالجنوب الشرقيفي ليبيا،كانت أكثرمكان ذكرهالمهاجرونالمحتجزون فيليبيا لـهيومن رايتسووتش، ممنقابلتهم في مالطةوإيطاليا. وهومكان يتماحتجاز الناسفيه لدى دخولالبلاد وكذلكمن هم على وشكترحيلهم عبرالحدودالبرية معالسودان ومصر.لكن "الالكفرة"ليست مركزاحتجاز واحد.رغم أن هناك مركزاحتجاز تديرهالحكومة فيالالكفرة،فإن للمهربينأيضاً مراكزالاحتجازالخاصة بهم.أحياناً لايعرفالمهاجرون منيحتجزهم، بعضهموصف مركزتديرهالحكومة علىأنه "يبدو كمنزلأكثر منهسجناً".[193]آخرون وصفواالحراس فيمراكزالاحتجازالخاصة علىأنهم يرتدونثياباًعسكريةأحياناً. أغلبالمهاجرينيرونالمهربينوالشرطة على صلةوثيقة، من ثمفحسب فهمهم لاتمييز هنالكبين مراكزالاحتجازالخاصةوالعامة. وفيكليهما يتماحتجازالمهاجرينلأجل غيرمسمى، ولايتواصلون إلافيما ندر معسجانيهم (أغلبالتواصل يأخذشكل الضرب)ولا يتمالإفراج عنهمإلى أن يدفعواالرشاوى. ويخشىالجميعإلقاءهم فيالصحراء.

ورغمأن هذا الجزءمن التقريريركز علىالالكفرة،فهذه الرواياتيجب أن تُقرأعلى أنهالقطات من رحلةطويلة متصلةمؤلمة. وصفالإساءات فيالالكفرة يجبألا يُقرأبمعزل عن باقيرحلة المشاق والإساءات،بل كجزء منها.كما يجب ذكرأن بعض المهاجرينقالوا لـهيومن رايتسووتش إنهماعتقلوا فيالالكفرة عدةمرات، لدىدخول ليبياوكذلك أثناءالترحيل، رغمأنه، وعلىالأقلبالنسبة لمنقابلتهمهيومن رايتسووتش، لم يتمتنفيذ عملياتالترحيل حتىالنهاية. بليتم إخراجالمهاجرين منسجن الالكفرة –إلى أيديالمهربينمباشرة الذينيحتجزوهم، ويطالبونبنقود إضافيةمن أسرهم، ثمينقلوهمثانية إلىالمدنالساحلية.

مركزاحتجازالالكفرة

موقعمركزالاحتجازالرسمي فيالالكفرة يثيرالمخاوف بينالمهاجرين،من الترحيل أوالتخلي عنهمفي الصحراء.مركزالاحتجازعبارة عن فناءمركزي وستحجرات احتجازكبيرة، كلمنها قادرةعلى تحمل 100 شخصأو أكثر. بناءعلى عددالأشخاصالمحتجزين،فإن بعضالحجرات فيبعض الأحيانتكون خاوية،حتى رغم أنهذا قد يؤديإلى ازدحام لاضرورة له فيالحجراتالمشغولة.المكان محاطبجدران عاليةفي أعلاهاثقوب للهواء،كي لا يرىالمحتجزون مافي الخارج. لا يوجدطبيب أو ممرضةفي المركز.الجميعينامون علىالأرض سواءعلى حشايامشتركة أو بلاحشايا بالمرة.في الأغلب،يُسمح للناسبالخروج مرةفي اليوم حينيجري الحراسإحصاءالسجناء. ورغمأن هذه فرصةلاستنشاقالهواءالنقي، فهو أيضاًالوقت الذييتم فيه أغلبالضرب.

غيدي،صومالي يبلغمن العمر 29عاماً، وصفالفترة التيقضاها في مركزاحتجازالالكفرة فيأبريل/نيسان 2008:

أبدول،صومالي يبلغمن العمر 22عاماً غادر الصومالفي عام 2006 بسببالعنفالسياسي،أمضى شهرين فيالالكفرة فيمارس/آذاروأبريل/نيسان2008 حيث أقام فيحجرة بلانوافذ مع 45شخصاً آخرين.يقدر أبدول أنمركز احتجازالالكفرة كانيضم نحو 300 شخص. وقالإن المركز تحتسلطة الشرطةفي الالكفرة. وقالإنه لم يكنفيها أبداً مايكفي من طعاموأن ستة أشخاصكانوايتشاركون فيحفنة من الأرز.وقال إنه كانيشارك في حشيةقذرة علىالأرض معآخرين. كماشارك أبدول 45شخصاً آخرينالمرحاض فينفس الحجرةالتي يأكلونفيها وينامون."كان قذراًللغايةورائحةالمرحاض تتسربإلى حيث نأكل".وكان ضمنمجموعة منأسرة واحدة،وأحدهم كانتامرأة:

كماقال أبدول إنهرأى الحراس فيالالكفرة يضعونعصا معدنيةساخنة في أذنمحتجز أمسكوابه وهو يحاولالفرار."سخنواالمعدنللغاية ثم أذابواأذنه".

إسكندر،الأثيوبيالبالغ منالعمر 40عاماً، قالإنه تعرضللاعتقال علىيد الشرطةالليبية وأرسلوهلمدة شهر فيمركزالالكفرة حيثقال إن الضربكان مألوفاً:

عبديحسن، صومالييبلغ من العمر23 عاماً، تم القبضعليه في 22يناير/كانونالثاني 2008، ماإن دخل بلدةالالكفرة،وأمضى الشهورالثلاثةالتالية فيمركز احتجاز الالكفرة.وصف مستوىالضربوالإساءات"الطبيعي"قائلاً:

مراكزالاحتجاز الخاصةفي الالكفرة

رغمأن بعضالمباني التيتم احتجازالمهاجرينفيها رغمإرادتهم واضحأنها مملوكةلمهربينمدنيينليبيين، ففيحالات كثيرةتصرف المهربونكأنهم الشرطةأو الجيش، بمافي ذلك التباهيبما يثبتالانتماءللسلطات أواستخدام معداتتبدو رسمية،كي يشعر المهاجرونبأن المهربينعلى صلةبالسلطات.

وبينالمهاجرينتُعرف مراكزالاحتجازالخاصة بعدةأسماء:"المشروع"،"المزرعة"،"مكان الـ[تمحجب الاسم]".وفي بعضالأماكن يتمالتحفظ علىالناس فيحجرات مغلقة،وفي أماكنأخرى تكونالمساحاتإنشاءات فيالصحراء ينامفيها المحتجزونفي العراء.

الخوفالذي زرعتهمراكز احتجازالالكفرة لا يعودفقط إلىالأوضاعوالمعاملةالسيئة، بل أيضاًلأن مصيرالمهاجرين فييد آسريهمتماماً،والجميعيخشونالإلقاء فيالصحراء للموت.بيريهو،إريتري يبلغمن العمر 32عاماً، وصف كيفبعد 18 يوماًعبر فيهاالصحراء معمجموعة من 65شخصاً، تمحبسهم في منزلفي الالكفرةلمدةأسبوعين، حيثطالب المهربونالمحتجزينبأن ترسلإليهم أسرهمالنقود:

مراكزاحتجازالمهاجرين فيمنطقة طرابلس

قالمهاجرون لـهيومن رايتسووتش أنهمتعرضواللاحتجاز فيمراكز احتجازفي طرابلسوحولها،لكنهم لايعرفون فيالعادة أسماءأو مواقع الأماكنالتييُحتجزونفيها،أحياناً لمدة شهور.ولأن أحدمراكزالاحتجازالأكثراستخداماً،وهو الفلاح،قد أغلق، فليسمن الأكيد أنالمهاجرينيصفون نفسالمكان فيحديثهم. إلاأن وصف أوضاعالاحتجازوالمعاملةمطلوبالتوثيق حتىإذا لم يتسنالتثبت بدقةمن الأماكن.

زولا،إريتري يبلغمن العمر 28عاماً قابلتههيومن رايتسووتش في روما،أمضى ثلاثةأشهر في سجنفي طرابلس،عام 2006. ولا يعرفأو يذكر اسمالمكان، لكنهتذكره كمايلي:

كانمزدحماًللغاية، ولافراغ فيهلأحد. أصبناجميعاًبأمراضجلدية، ولمنتمكن منالاغتسال أوتوخي النظافة.كان الجوحاراً للغاية.مجرد بعضالنوافذالصغيرةبالقرب من سقفالحجرة، ولاهواء يدخلإلينا،وكانوا لايسمحون لناأحياناًبالخروج.[199]

إرمي،إريتري يبلغمن العمر 25عاماً، وصفبالمثلالأوضاعالمزدحمة فيمركز احتجازفي طرابلس فيعام 2006، لكنهتحدث أيضاً عنقسوة الحراس:

لميقل الحراسلنا شيئاً.الاتصالالوحيد الذييتم كان ساعةإحصاءنا مرةيومياً. إذاقلت أي شيءيضربونكبهراوةالشرطةالسوداء.رأيتهميضربون الكثيرمن الناس. لميكن الضربلمجرد زحزحةالناس، بل كانلإيلامهم.كسروا الأذرعوأصابوا الأشخاص،وكان هذاطبيعياً.العنف ضدالنساء كانمألوفاًأيضاً. هددوابأخذ النساءإلى حجرة أخرىلممارسةالجنس معهن.وكنا نخشى جميعاًنقلنا إلىالالكفرة.فررت بعد أولأسبوع. أحدأقرب أصدقائيانكسر ساقهوهو يتسلقالجدار. نقلواالعديد منأصدقائي إلىالالكفرة لنقلهمإلى الحدودبين السودانوليبيا.[200]

المطار

يوجدمركز احتجازجديد فيالطويشةبالقرب منمطار طرابلس،ويبدو الآنأنه أكبر مركزاحتجازللمهاجرين فيليبيا، وفيهفي أي يوم نحو 900شخص، بعضهمفيه منذعامين، حتىرغم أنه يفترضفيه كونه مركزاحتجازلفترات قصيرة.نادراً مايُسمحللمحتجزينبالخروج منحجراتهم التيبلا نوافذعالية السقف،وحين يخرجون منالحجرات يكونهذا لدخولفناء صغيرة لايطل علىالخارجباستثناءسقفه المفتوحوالسماء منفوقه. منالمدهش أنالطويشة فيهحديقة جيدةخارج جدرانه،ولا يمكنللمحتجزينرؤيتها أبداً.الطويشةيستخدم فيالغالبللمهاجرين الذينيخضعونلعمليةالترحيل جواًمن ليبيا، وهوالأسلوب الذييُرحل به أغلبالناس.

لمتتمكن هيومنرايتس ووتش منمقابلة أيمحتجزينسابقين منالالطويشة،ربما بسببجدته النسبيةأو لأن أغلبالناسالمحتجزينهناك يُعادونإلى أوطانهم.لكننا قابلناآرون، إريترييبلغ من العمر36 عاماً، وقالإنه ظل فيمركز الاحتجازبالمطار لمدةشهر في عام 2007،رغم أنه لم يكنمتأكداً إنكان مركزاحتجازقانوني أم لا:

مركزاحتجازالجوازات

أمان،إريتري يبلغمن العمر 26عاماً، وصفمركزالجوازات فيطرابلس علىأنه سجن:

توماس،الإريتريالمقتبسأعلاه، تماحتجازه فيالجوازاتلمدة شهرينلدى نهاية عام2006:

كنافي حجرة واحدةمع 160 شخصاًآخرين، كلهمفي نفسالحجرة. كأننافي مرأبانتظارسيارات وثقوبصغيرة هيالنوافذ فيأعلى الجدران.كنا نتبول فيالزجاجاتالبلاستيكيةونلقيها إلىالخارج في المساء.كان مسموحاًلنا باستخدامالمرحاض مرةواحدة يومياً.الكثير منالناس أصيبوابمشاكل فيالجلد. ولايوجد صابون.وكانوايعطونا الماءفي دورقلنشرب. الكثيرمنا عانوا منمشاكل فيالمعدة. وكنتنتوسل للحراسكي يأخذوا المرضىإلى المرحاض.

كانالحراس قساة،ومدمنين. كنانراقبهم يدخنونالحشيش كليوم. وكانوايمزحون: أينالمسيحيونالذين لايصومون؟ [كنافي رمضان].يمكن أن ترىكيف يتحدثوامعنا عن كيفلا يحبونالمسيحيين.

ذاتمرة كنا نغني,جاء الحراسوقالوا: منيصدر هذهالجلبة؟ قالآخرون:المسيحيون.أخرجوا ستةمنّا وضربونا.ضربونا علىأخمص أقدامنابعصا خشبية.ضربواالقدمين 5 إلى 10دقائق. وضعحارسان عارضةخشبية تحتأقدامنا،وأوثقواالقدمين إلىالعارضة. نسقطعلى ظهرناويضربونأقدامنا. فعلواهذا معنا نحنالستة. يضربونعلى الأقدام فحسب،ويعرفون أنبعد الضرب لايمكنك أن تسير،لكن يجعلونانجري فيالفناء بعدالضرب. ويحدثهذا في منتصفالليل.

مديرالمعسكر لايكون موجوداًعندما يحدث هذا،لكن جميعالحراسيعرفون بمايحدث.

أنابحال جيدةالآن. لا توجدأضرارمستديمة، لكنالسجن كانقاسياً للغايةعليّ. إنه يصلإليك في هويتكومن تكون. يرونكأقل منهموتشعر بأنكأقل منهمبدنياً وروحياً.[203]

مراكزالاحتجاز علىالساحلالشماليالغربي الليبي(خارج طرابلس)

الزاوية

الزاويةبلدة تقع إلىالجنوبالغربي منطرابلس، وفيهاأحد أكبرمراكز احتجازالمهاجرين فيليبيا.ويستخدم عادةلاحتجازمهاجرينالقوارب الذينأخفقتمحاولاتهموأعيدوا إلىليبيا، ومنهمأغلب النساءاللاتي تماعتراضهن منذتفعيل سياسةالإعادةالإيطالية فيمايو/أيار 2009.الزاويةمعروف بأنهقذر ومزدحمللغاية. الرواياتالتي وردتهيومن رايتسووتش منه تصفحجرات المركزعلى أنها 8×8متر وفي كلحجرة نحو 150 رجلاًفي أي وقت.حجرات النساءليست مزدحمةببساطة لأنهنأقل عدداً فينفس المساحةالمذكورة.

أبدول،الصوماليالبالغ منالعمر 22 عاماًالمذكورةأقواله في وصفشهرين في الالكفرة،تم اعتقالهونقله إلىالزاوية بعد أوتم اعتراضقاربه من قبلالبحريةالليبية. قال:"ليس سجناًجيداً. مثلالالكفرة،قذر للغاية.تديره الشرطةوليس الجيش".وقال أبدولإنه قام برشوةحارس للهروبمن الزاوية.[204]

أبيدان،الغانيالبالغ منالعمر 27عاماً، وتم احتجازهفي الزاويةثلاثة أشهر،قال إنه تعرضللضرب كل صباحعشر جلداتأثناء إحصاءالسجناء.وأخيراًأفرجوا عنهبعد دفعه 200دولار رشوة.[205]

إنوسنت،النيجيريالبالغ منالعمر 19عاماً، تعرضللاحتجاز فيالزاوية فيعام 2007. وقال إنهمركز ترحيل،لكن بالنسبةإليه لا يعنيالترحيلبالضرورةالعودةلنيجيريا، بلقد يعني الموتفي الصحراء:

مسراتة

مسراتةمركز احتجازعلى الساحلعلى مسافة 200 كيلومترشرقي طرابلس،وأصبح فيالسنوات الأخيرةفعلياً مركزمتخصصللاجئينوملتمسي اللجوءالإريتريينوغيرهم ممنتهتم بهمالمفوضيةالساميةلشؤوناللاجئين.ويضم عادة 600إلى 700 شخص،بعضهم لمدةعامين إلىثلاثة أعوام.

وبسببتدخلالمفوضيةالسامية فيمسراتة وتواجدالمنظمات غيرالحكوميةالشريكة لهاالتي توفرالخدماتهناك، يُعتبرمسراتة أفضلمركز احتجازللمهاجرين فيليبيا، وهومفتوح نسبياًللصحفيينوالمنظماتغير الحكومية.إلا أنالمهاجرينقالوا لـهيومن رايتسووتش إنهميتعرضونللضربالمتكرر فيمسراتة. أحياناًيبدأ الضربلدى الوصول.وبعد الوصولمتعبين عطشىوخائفين،يحييهمالحراسالليبيون والشرطة،بالضرب بلامبالاة،وأحياناًبقسوة واضحة.وطبقاًللمفوضية،فإن مثلعمليات الضربوالإساءاتهذه توقفت فيعام 2007 مع حضورالمفوضيةومنظماتالمجتمعالمدنيالشريكة.[207]

دانيييل،الإريتريالبالغ منالعمر 26 عاماًالمقتبس فيماسبق عناعتراضهوإعادته منقبل حرسالحدودالمالطيين فييوليو/تموز 2005،[208]تعرض للضربلدى عودته إلىطرابلس، ودخلمع أشخاصآخرين إلىشاحنة مغلقة،ونقلوه إلىمسراتة. ويكملقصته قائلاً:

دانييلقال إن بعضالناسالمحتجزين فيمسراتةموجودين منذتسعة أشهر.أمان، 26 عاماًمن إريتريا،أمضى شهراً فيمسراتة بعد أنعاد قاربهالمعطل الذيكان يقل 172شخصاً إلىليبيا، في 21مايو/أيار 2004، تحدثكيف كان الضربأكثر أيامالجمعة حينيكون الراسمسترخينويتعاطونالمخدرات:

تمنقل آخرون إلىمسراتة بعدالقبض عليهمعلى الطريقبين الالكفرةوالساحل.جوناس، إريترييبلغ من العمر39 عاماً، تمالقبض عليهبعد وصوله إلىليبيا بقليل،في 12أكتوبر/تشرينالأول 2008:

بعضالمحتجزينالسابقينذكروا وجودالمفوضيةالساميةلشؤوناللاجئين فيمسراتة، لكن تحدثواعن الإساءاتالتي استمرتفي المكان رغمالإشرافالدولي الأوسعفي هذا المركزعنه في مراكزأخرى. تيام،إريتري يبلغمن العمر 28عاماً أمضىعشرة أشهر في مسراتةصيف 2007. قال إنالجميع هناكإريتريين وأنالمفوضيةالسامية تأتيكل شهرينوتُخرج بعضاللاجئين،لكن لا يجعلههذا يشعر بالأمانإزاء الحراس:

ورغمأن المفوضيةالساميةومنظماتهاالشريكة قدأسست مؤخراًعيادة صحية فيمسراتة فيها ثلاثةأطباء كامليالدوام، فإنالمحتجزين السابقينقالوا إنالرعايةالصحية لاتتوفر حتىبالنسبةللمحتجزينالمرضىأمراضاً شديدة،حتى عام 2007.ماديها،إريترية تبلغمن العمر 24عاماً، وصفتغياب الرعايةالصحية الملائمة:

ورغمأن مسراتةمفتوح أكثرعلى العالمالخارجي، من مراكزاحتجازالمهاجرينالأخرى فيليبيا، فإنزياراتمنظماتالمجتمعالمدنيوالصحفيينللمكان كشفتعن موجة منالتهديداتوالترهيب.الصحفيالإيطاليجابرييل ديلغراندى ورومانهيرزوغ،الصحفيالتلفزيونيالألماني، سُمحلهما بزيارةمسراتة في 20نوفمبر/تشرينالثاني 2008، لكنلم يُسمح لهمبمقابلةالمحتجزينعلى انفراد.مدير السجن،العقيد عليأبو عود، كانعلى مقربةمنهما يستمعإلى شكاوىالمحتجزينحتى لم يعدقادراً علىالاحتمال.وكتب ديلغراندى قائلاً:

زوارة

منالخارج يبدومركززوارةكمنزل وليسمركز احتجاز،لكن من الداخلترى الأبوابمحصنة ومغلقة.المحتجزونينامون علىالأرض. قالمحتجزونسابقون إنهمكانوا يحصلونعلى الطعاموالماء ولاأكثر من ذلك.وهو أحدالأماكن التييعود إليهامهاجرو القواربالمعادون منإيطاليا، منذمايو/أيار 2009.

عبديكريم، صومالييبلغ من العمر21 عاماً، كانعلى متن قارباعترضتهالبحريةالليبية في مارس/آذار2008. أعادوه إلىليبيا ثم إلىمركز زوارة،حيث أمضىالشهورالثلاثةالتالية:

عبديكريم قال إنالحراس قالواللمحتجزين إن بإمكانهمدفع مقابلللخروج. ودفع 700دولار لينالحريته.

زليتان

بعضالمهاجرينالذين أخفقوافي محاولاتالمغادرة علىمتن القواربيُؤخذون إلىمركز احتجازفي زليتان،وهي مدينة ساحليةشرقي طرابلس.محمد حسن،صومالي يبلغ منالعمر 27 عاماًمصاب بكدماتفي صدرهوساقيه، تحدثإلى هيومنرايتس ووتشبشأن ما تعرضله مؤخراً فيمركز احتجاززليتان بعدإخفاق قاربهفي الوصول:

العديدمن المهاجرينالذيناعترضهمالإيطاليونفي البحروأعادوهم إلىليبيا نُقلواأيضاً إلىجرابولي.

عبديحسن، صومالييبلغ من العمر23 عاماً، كانعلى متن قاربغرق وأنقذهقارب خاص نقلهإلى زليتان.ولدى الوصولقبض عليهالجنودووضعوه برفقة25 شخصاً آخرينفي سيارةمغلقة،ونقلوهم إلىما وصفه باسم"سجن حرسسواحل"زليتان. وهناكتم احتجازه معالركاب الـ 25في حجرة 10×10أمتار،وفيها، حسبقوله: "لعبمعنا الجنودالليبيونبضربناوإساءةمعاملتنا"،وتم احتجازهفي الحجرةلمدة شهر.

تمالإفراج عنعبدي حسن منزليتان في 7يوليو/تموز 2008.ووصف إطلاقسراحه بقوله:

سابراثا

مركزمهاجرين آخرحيث أفادالمهاجرونبوقوع معاملةمسيئة منالحراس هومركز مهاجرينسابراثاالواقع علىالساحل، غربيطرابلس، في وسطالطريق إلىزوارة. توماس،الإريتريالبالغ منالعمر 24عاماً، قال لـهيومن رايتسووتش عن تعذيبهعلى يد الحراسهناك في يونيو/حزيران2007 كعقاب علىمحاولةالفرار:

قنفودة

قنفودةهو مركزاحتجازللمهاجرينعلى مشارفبنغازي، وحتىكتابة هذهالسطور يحمل 450سجيناً،أغلبهم منالصومالوإريتريا. بعضالمحتجزين في قنفودةمنذ خمسةأعوام، طبقاًلرواياتالمهاجرين. المهاجرونيصفون المكانعلى أنه يبدوكالسجن. عبديحسن،الصوماليالمقتبسةأقواله في وصفمركز احتجازالالكفرة، تماحتجازه في قنفودةلمدة ست’اشهر. وعلىالنقيض منأغلب مراكز الاحتجازالتي يكونالاتصال فيهابين الحراس والمحتجزينفي حدهالأدنى، ففي قنفودة،طبقاً لعبديحسن، يتماستجواب(وضرب) كل محتجزعلى حدة:

أبوكار،الصوماليالبالغ منالعمر 25عاماً، فيمركز قنفودةمنذ أكثر منعام، وهذا وقتمقابلة هيومنرايتس ووتشله. وكان فيحجرة برفقة 70صومالياًآخرين. قال:"يتركناالحراسمحبوسين هنا.إنهم يهينوناويضربوناوإذا تحدثتإليهميعاقبوك أشدالعقاب. إنهميؤلمونابالكهرباء".[220]قال أبوكار لـهيومن رايتسووتش ما حدثفي واقعة في 10أغسطس/آب 2009:

غطى"فويس أوفأميريكا" هذاالحادث، بمافي ذلك إنكارالسفيرالليبي فيالصومال وقوععملية هروب منالسجن أو مقتلأي أحد.[222]وأفادت مصادرصحفيةصوماليةإطلاق النارعلى عشرينمحتجزاًومقتلهم.[223]

أجرىبحوث هذاالتقريروكتبه بيلفريليك، مديربرنامجسياساتاللاجئين فيهيومن رايتس ووتش.كما أجرىأبحاثالتقريروراجعه هبهمُرايف،الباحثة في قسمالشرق الأوسطوشمالأفريقيا. ساعدفي البحوثالميدانيةالباحثانليزلي ليفكووبن رولانس،من قسمأفريقيا.ساعدت فيالبحوثالقانونيةوالمراجعةهيلين بوتشر.راجع التقريرآيان ليفن،مدير مكتبالبرامج.كلايفبالدوين الاستشاريالقانونيالرئيسي أجرىالمراجعة القانونية.وأدلىبتعليقاتمفيدةللتقرير كل منسارة لياويتسن،المديرةالتنفيذيةلقسم الشرقالأوسط وشمالأفريقيا، وبنوارد، نائبمدير قسمأوروبا وآسياالوسطى، وجودسوندرلاند،الباحثة فيقسم أوروباوآسياالوسطى، ولايزلغرينهولتزمديرة قسمحقوق المرأة،وسيمون ترولرمن قسم حقوقالطفل،وليفكو من قسمأفريقيا، وكذلكممثلين عنالمفوضيةالساميةلشؤون اللاجئينوالمنظماتغير الحكوميةفي كل من ليبياوإيطالياومالطة. ساعدفي المراجعةفاليريكيركباتريكمن قسماللاجئين.ساعد في إنتاجالتقريرغرايس شوي منمكتب البرامج.وتم توفيرخدمات مراجعةفوريةميدانية منقبل عادل محمدأحمد ومحمدإسماعيل فيمالطة،ومانفرد بيرغمانومايكلغيبريغيرغيفي إيطاليا.وساعد تينوكامارداالمتدرب بقسمالشرق الأوسطوشمالأفريقيا فيإجراء بحوثإضافيةوعمليات ترجمة.وساعدت جاناريارك فيالبحوثالقانونية.

تشكرهيومن رايتسووتش من قدمواالخدمات القانونيةوالاجتماعيةفي ليبياوإيطاليا ومالطة،لا سيماالعاملين فيمؤسسةالقذافي وخدماتالجيسويتللاجئينوأطباء بلاحدود ومجلساللاجئينالإيطاليومنظمةأنقذواالأطفالوالمنظمةالدوليةللهجرةوالمفوضالسامي للأممالمتحدةلشؤوناللاجئين. كمانبدي عميقالامتنان للحكومتينالإيطاليةوالمالطيةعلى منحهمالنا حقالاطلاع علىمراكز احتجازالمهاجرين فيمالطة وصقليةولامبادوسا.