نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" مقالا لخبير التكنولوجيا لدى الصحيفة برايان إكس تشين يقدم فيه استعراضا لساعة "أبل" الذكية الأخيرة.ويبدأ تشين مقاله، الذي ترجمته "عربي21"، بالحديث عن الخضوع لعملية تخطيط للقلب في جامعة كاليفورنيا، حيث ألصق له الطبيب 10 أقطاب كهربائية موصولة بجهاز، ثم قام بطباعة تخطيط القلب على ورقة، مشيرا إلى أن تخطيط القلب هذا هو إحدى الوظائف التي تقوم بها ساعة "أبل" الجديدة، التي نزلت إلى الأسواق يوم الجمعة الماضي.ويقول الكاتب إنه أراد الخضوع لهذا الفحص ليصبح لديه فهم أفضل لهذه الوظيفة في ساعة "أبل" الجديدة، التي ستعمل مع برنامج لتخطيط القلب سيتم طرحه بعد أن يحظى بموافقة وزارة الغذاء والأدوية، التي يتوقع الحصول عليها هذا العام. ويشير تشين إلى أن التخطيط الذي ستوفره ساعة "أبل" لن يكون بالشمول الذي يوفره التخطيط التقليدي، حيث يشمل التخطيط التقليدي عدة أجزاء من الجسم، لكن التخطيط الذي ستحصل عليه من الساعة سيكون من زاوية واحدة، وهو ما يكفي للحصول على معلومات عن عدم انتظام دقات القلب، لكن ليس لتشخيص نوبة قلبية.
ويجد الكاتب أنه "مع هذا فإن ساعة (أبل) تعد إحدى أهم الأدوات التي تلبس في اليد لهذا العام، فيمكن للأشخاص الذين يعانون من مشكلات في القلب استخدام برمجية تخطيط القلب؛ للحصول على التخطيط في أي وقت يشعرون بأن هناك مشكلة ما، ويمكنهم إرسال النتيجة مباشرة إلى الطبيب، وهو ما يفتح الباب أمام نقاش الخطوات اللاحقة، مثل زيارة الطبيب أو تغيير العلاج".
ويلفت تشين إلى أن "هذه الميزة لن تكون مهمة بالنسبة لأي شخص لا يعاني من مرض القلب، فيقول الدكتور إيثان ويس، الذي قام بإجراء تخطيط القلب لي: (لا أنصح بها لمعظم الناس إلا كونها ابتداعا جديدا)، لكنه أضاف أن الآثار المترتبة على ذلك لأبحاث القلب ستكون عميقة، (فهناك الكثير مما لا نعرفه)، موضحا أن عملية التخطيط التي تأخذ 90 ثانية في عيادة الطبيب ستتحول إلى حصول الأطباء على قصاصات صغيرة (من المعلومات)".
وينوه الكاتب إلى أن "هذه الساعة تطورت من أداة لمتابعة تمارين اللياقة، ما يجعلها أكثر أهمية على المدى الطويل، فشركة (أبل) هي التي تحدد المعيار للمنافسين، وهذا قد يشجع الشركات الأخرى على إنتاج أدوات تلبس في اليد وتجمع المعلومات عن الظروف الصحية للشخص".ويقول تشين: "جربت الساعة لمدة أسبوع، ووجدت أنها أفضل بكثير من سابقتها، وأول ما يلاحظه الشخص هو ارتفاع سعرها، وزيادة حجمها، ومساحة شاشتها، فالسعر يبدأ بـ399 دولارا مقارنة بـ329 دولارا سابقا، والحجمان هما 40 و44 ملم من 38 و42 ملم، وفي الوقت الذي أصبح فيه جسم الساعة أطول وأعرض قليلا، فإنها أصبحت أرق من سابقتها، ولا تبدو الساعة التي هي بحجم 40 ملم أكبر بكثير من سابقتها، التي كانت بحجم 38 ملم".
ويبين الكاتب أن زيادة حجم الشاشة يساعد على شغل تلك المساحة من البرمجيات، وظهور كل شيء، بما في ذلك النصوص بوضوح أكبر.
ويفيد تشين بأن "من المميزات التي قد لا تبدو واضحة لأول وهلة سرعة الساعة، حيث ذكرت شركة (أبل) أنها أسرع بمرتين من الجيل السابق، وتظهر تلك السرعة جلية عند استخدام المساعد الصوتي (سري)، فبمجرد رفع الساعة نحو فمي فإنه كان بإمكاني توجيه الأوامر الصوتية، مثل (ابدأ ساعة التوقيت لمدة 20 دقيقة)، وتجاوبت الساعة مع الأمر دون تأخير يذكر، وتعد إمكانية تشغيل المساعد الصوتي دون استخدام اليدين ميزة جديدة لنظام التشغيل الجديد (ووتش أو أس 5)، وهذا في نظري هو كيف يجب أن تستخدم الساعات، دون الحاجة للضغط على مفاتيح".
ويقول الكاتب: "لفحص إمكانيات الساعة في متابعة أنشطة اللياقة قمت بارتدائها، واخترت تمرين المشي، فمشيت 7.7 ميل في باسيفيكا في كاليفورنيا، وتابعت بدقة لمراقبة الساعة للمسافة ولدقات القلب، وخلال تمرين المشي كنت أتساءل عن تقدمي على الطريق، وكم ميلا بقي على نهاية الطريق، وعن ما إذا كنت على الطريق الصحيح أم أنني ضللت، وكانت الساعة تخبرني كم مشيت كلما مشيت 0.1 ميل، وعندما وصلت إلى نهاية الطريق سجلت الساعة أنني مشيت 7.7 ميل، وهو طول الطريق الذي اخترته بدقة عالية".
ويضيف تشين: "كنت خلال الصعود القوي أنظر إلى الساعة لأفحص سرعة دقات قلبي، ففي الساعات السابقة كان هناك تأخر في الوقت قبل ظهور تغير سرعة دقات القلب، لكن في الساعة الجديدة كان يظهر التغير في سرعة دقات القلب مباشرة تقريبا".
ويقدم الكاتب نصيحة قائلا: "مع أن ساعة (أبل)، السلسلة الرابعة ذات تكنولوجيا متقدمة وخطوة على طريق التوصل إلى حاسوب يلبس على اليد، إلا أنني لا أنصح بها للأشخاص الذين يريدون شراء ساعة ذكية للمرة الأولى، والسبب ببساطة هو أن 399 دولارا مبلغ كبيرة لدفعه لساعة، لكن لحسن الحظ فإن (أبل) تبيع الساعات من السلسلة الثالثة بحوالي 279 دولارا، فهذا وقت جيد لشراء الساعة القديمة".
ويقول تشين: "لن أحدث إلى السلسلة الرابعة من ساعة (أبل) الحديثة؛ لأن التطويرات لن تظهر مهمة، لكن إن اشتريت ساعة (أبل) عام 2015 وأحببتها فستشعر بأن الساعة الجديدة تحسين جيد، فالساعات الأولى لم تكن بالجودة ذاتها، وكانت البطارية لا تعيش طويلا، كما أنه لم يعد تحديث نظام التشغيل لتلك الساعات".ويتساءل الكاتب قائلا: "هل عليك أن تحصل على الساعة إذا كنت حريصا على صحتك؟ لم أتمكن من فحص خاصية تخطيط القلب في الساعة؛ لأن البرنامج الذي يفعل ذلك ليس متوفرا بعد، أما بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من مشكلات في القلب فأظن أنه من الحكمة أن ينتظروا إطلاق (أبل) لبرنامج تخطيط القلب في وقت لاحق هذا العام؛ للتأكد من أنه يعمل بشكل جيد".
ويرى تشين أنه "من المهم ألا تعد الساعة جهازا شاملا لمراقبة الصحة، فمن المسائل التي أشار إليها الدكتور ويز أنه مثلا لو نبهت الساعة إلى وجود عدم انتظام في دقات القلب لدى شخص يافع مثلا، فإن تلك المعلومة لن تكون مفيدة؛ لأن الحالة لن تسبب مشكلة في سن الشباب، لكنها ستتسبب بكثير من القلق".
ويشير الكاتب إلى أن "هناك فئة عمرية ستكون مهتمة أكثر بالساعة لأسباب صحية، وهي فئة كبار السن، فبالإضافة إلى المجس الإلكتروني لعمل القلب فإن بإمكان الساعة الجديدة أن تعرف إذا ما وقع لابسها وقعة قوية، وهذه الميزة يتم تشغيلها بشكل أوتوماتيكي لكل شخص بلغ سن الـ65 عاما (بالاعتماد على تاريخ الميلاد الذي أدخل في الساعة)، وستقوم الساعة بالاتصال بسيارة الإسعاف، وكذلك أي رقم كان الشخص أدخله للاتصال به في حالة الطوارئ، إن بقي الشخص دون حركة لمدة دقيقة بعد الوقوع".
ويختم تشين مقاله قائلا: "حاولت جاهدا أن أتسبب بتشغيل المجس الذي يعمل لدى سقوط الشخص، فقمت بإلقاء نفسي عدة مرات في البيت على فرشة، أو على الأريكة، لكن لم أنجح، وذهبت إلى نادي التسلق وتسلقت أكثر من جدار، وألقيت بنفسي لعل المجس يعمل لكنه لم يعمل، لكن هذا ليس بالضرورة أمرا سيئا، فشركة (أبل) قامت بالعمل مع الناس الذين يعيشون في مؤسسات، ويعانون من مشكلات في الحركة، والذين هم معرضون لسقطات؛ لجمع البيانات اللازمة التي تتعلق بالسقطات الحقيقية، ليس السقطات الكاذبة التي قمت بها".
لقراءة النص الأصلي اضغط هنا