عرفت الحجامة، في السنوات القليلة الماضية، إقبالا متزايدا من قبل المرضى والأصحاء على حد سواء. وتصاعدت وتيرة الإقبال على هذا النوع من التدخلات العلاجية والوقائية بعدما ظهرت آثار إجراء الحجامة على أجساد مجموعة من الرياضيين الأمريكيين الذين شاركوا في الألعاب الأولمبية التي أقيمت سنة 2016 بريو دي جانيرو بالبرازيل.
من ناحية أخرى، ساهم انتشار المراكز المختصة في الطب الصيني بالمغرب في تقريب هذه الخدمات من الراغبين في الاستفادة منها، خاصة بعدما لجأ المختصون في المجال إلى استعمال أدوات طبية ذات الاستعمال الوحيد وتوفير قدر كبير من النظافة لإجراء الحجامة في ظروف صحية تختلف مستوياتها من عيادة إلى أخرى زمن مركز إلى آخر.
وبحلول جائحة كورونا بالمغرب، أثيرت نقاشات وتساؤلات حول مدى قدرة الحجامة على علاج المصابين من كوفيد 19؟ وهل إجراؤها في الظروف الراهنة يشكل خطرا على صحة وسلامة الأفراد؟ وهل يمكن للمصابين بالفيروس، والمتعافين منه، والملقحين بحقنة واحدة، والمطعّمين بحقنتيْن، الخضوع لحصص الحجامة دون أي ضرر؟
الحجامة.. والإصابة بكوفيد 19
محمد كريمح، مختص في إجراء الحجامة والطب الصيني، أوضح، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أنه “منذ رفع الحجر الصحي إلى حدود الساعة عرفت الحجامة إقبالا ملحوظا، خاصة بعدما تطرق بعض أخصائيي التغذية لأهمية الحجامة في الظروف الراهنة، وأشاروا إلى دورها ومساهمتها في تقوية المناعة”.
وأضاف المتحدث ذاته أن “مجال الحجامة يعرف تطورا دائما منذ القدم ولا يزال على ذلك المنوال إلى اليوم، إلا أنه مع ظهور جائحة كورونا اضطر المختصون في إجراء الحجامة إلى الرفع من مستوى الوقاية والوسائل المستعملة ولوازم العمل، إضافة إلى تطوير أساليب الحجامة المتعلقة بالجهاز التنفسي وتقوية المناعة”.
وعن إمكانية إجراء الحجامة للمصابين بكوفيد 19، أكد كريمح أنه “يفضل ألا يحتجم الشخص المصاب، خصوصا إذا كانت تظهر عليه أعراض المرض؛ لكن في بعض الحالات تستعمل أنواع علاجية أخرى من الطب الصيني، كالحجامة المائية التي تفيد في خفض حرارة الجسم، فيما تساهم الفوطة النارية والموكسا في علاج السعال”.
وبالنسبة إلى الأشخاص الملقحين ضد فيروس كورونا، أفاد المختص في إجراء الحجامة والطب الصيني بأن “الحجامة لا تشكل أي خطر على صحتهم؛ بل على العكس من ذلك، إذ إن بعض الأشخاص احتجموا عند أخذ الجرعة الأولى والجرعة الثانية، ومنهم من أجرى الحجامة في يوم التطعيم نفسه، حيث يقصد البعض مراكز الحجامة مباشرة بعد تلقي الجرعة”.
علاقة الحجامة بالعلاج من كورونا
وشدد كريمح على أن “الحجامة ليست علاجا لكورونا؛ لكنها تساعد في التعافي منه. ولذلك، من الأفيَد جدا إدراجها ضمن البرتوكول العلاجي للمصبين بالفيروس، وتوجيه الناس إلى إجرائها لما لها من فوائد على صحة الإنسان وتقوية مناعته، شريطة أن تتم من طرف مختص أو معالج مكوّن ومتمرس، مع اتخاذ كل الاحتياطات اللازمة”.
ووجه المختص في إجراء الحجامة نصائح إلى المتعافين من كوفيد 19 بالقول: “أنصح الأشخاص الذين تماثلوا للشفاء من الفيروس بإجراء الحجامة، لأنها تساعدهم على التخلص من مخلفات كورونا، وتحديدا مظاهر التعب والعياء وبعض آلام الصدر التي تلازم بعض الأشخاص بعد التعافي التام من الفيروس”.
وعن ظروف إجراء الحجامة في الظرفية الراهنة، أفاد المتحدث بأن المختصين يحرصون على إجراءات التعقيم وارتداء الكمامة الواقية واعتماد التباعد بين الأشخاص، مع أخذ الطاقة الاستيعابية للمركز بعين الاعتبار، ويبقى من الأفضل ألا يتجاوز عدد الموجودين بقاعة الانتظار فردين اثنين.