طبيب لـ"العين الإخبارية": مرضى الجيوب الأنفية أكثر عرضة للإصابة بكورونا

  • زمن:Feb 02
  • مكتوبة : smartwearsonline
  • فئة:ملابس ذكية

"العين الإخبارية" أجرت حوارا مع استشاري جراحات الأنف والأذن والحنجرة للتعرف على أسباب الإصابة بالجيوب الأنفية وكيفية الوقاية منها.

آلاف يعانون من مشاكل الجيوب الأنفية التي تظهر بوضوح مع تغير فصول السنة أو التقلبات المناخية خاصة المصحوبة بأتربة وغبار، وتتجلى أبرز أعراضها لدى كثيرين في صعوبة التنفس وانسداد الأنف وصداع شديد.

"العين الإخبارية" أجرت حوارا مع الطبيب عماد عبدالله، استشاري جراحات ومناظير وتجميل الأنف والأذن والحنجرة في مصر، للتعرف على أسباب الإصابة بالجيوب الأنفية وكيفية الوقاية منها.

وحذر عبدالله من خطورة إصابة مرضى الجيوب الأنفية بفيروس "كوفيد-19" باعتبارهم الأكثر عرضة لذلك نتيجة وجود مشاكل في الجهاز التنفسي لديهم، ووضح طرق التعامل مع الكمامة واستخدام الكحول بطرق لا تفاقم الحساسية لديهم. وإلى نص الحوار :


هل الجيوب الأنفية مرض؟

الجيوب الأنفية ليست مرضا بل هي أمر طبيعي لا بد من وجوده لدى أي إنسان، وهي عبارة عن فراغات هوائية توجد حول الأنف والعينين تحديدا، ويوجد منها جيبان خارج الأنف وأسفل العين يطلق عليهما "الجيوب الوجنية" وآخران فوق العين أسفل المخ يطلق عليهما "الجيوب الجبهية"، وآخران وراء الأنف والعين يطلق عليهما "الجيوب الوتدية"، وفي النهاية هناك مجموعة جيوب صغيرة يطلق عليها "الجيوب الغربايلة" وتوجد بين الأنف والعين.

من يعاني من عدم وجود جيب أو أكثر فإنه يعاني من عيب خلقي لكنه لا يتطلب تدخلا طبيا إلا في حالة وجود مشكلة صحية.

ما وظيفة الجيوب الأنفية؟

الجيوب الأنفية تلعب أدوارا مهمة يفقدها من يعاني من مشاكل، أولها وظيفة جمالية إذ تمنح للوجه الشكل الجمالي الذي يبدو عليه، ومن دونها يأخذ شكلا مسطحا، الثاني وظيفة ضبط درجة حرارة الهواء ليلائم درجة حرارة الجسم، والثالثة رنة الصوت ومن دونها يصبح مكتوما.

ما أبرز أسباب مشاكل الجيوب الأنفية؟

الجيوب الأنفية قد تلتهب نتيحة مسببات متنوعة بينها الحساسية أو سوء تهوية الأنف نتيجة كسر في الحاجز الأنفي أو انعواجه، أو بسبب عيب خلقي في الجيوب أو الأنف، أيضا نتيجة مشاكل في الأسنان باعتبار أن الجيوب تقع فوقها وتؤثر وتتأثر بها.

طبيب لـ

وأخيرا نتيجة التغيرات الجوية واستنشاق أتربة أو دخان أو روائح ومواد كيماوية وكل ما من شأنه تهييج الأغشية المبطنة للأنف. لكن أبرز مشكلتين قد تظهر هي الحساسية والتهاب الجيوب الأنفية العادي والمزمن.

ما الفرق بين حساسية الجيوب الأنفية والالتهاب العادي أو المزمن؟

الحساسية هي رد فعل مبالغ فيه لمؤثر طبيعي، وتحدث عند تورم الأغشية المخاطية المبطنة للأنف نتيجة أي عرض مهيج مثل الدخان والأتربة والروائح وما إلى ذلك، وتحدث نتيجة عوامل وراثية وبيئية وتشريحية، ومن أعراضها عدم القدرة على التنفس نتيجة انغلاق فتحتي الأنف، فضلا عن العطس والصداع المستمر.

أما الالتهاب فيحدث نتيجة إصابة الغشاء المحيط بالجيوب الأنفية بعدوى بكتيرية تكاثرت بعد تراكمها نتيجة انسداد ممرات التفريغ، وتتشابه أعراضه مع الحساسية ويصعب التفريق دون اللجوء لمتخصص.

وكيف يفرق المختصون بين أعراضهما؟

النوعان يشتركان في عدد من الأعراض منها كتمة الأنف والإفراز، سواء أمامي أو خلفي، وأخيرا الصداع، لكن في حالة الحساسية غالبا يكون الانسداد متبادل بين الفتحتين وسريع خلال اليوم، كل ساعتين مثلا، والإفرازات مائية شفافة، والصداع يميزه علامتنا الأولى صداع يتقلب بين الشدة والهدوء والثانية يزيد عند الانحناء لأسفل.

أما في الالتهاب، فالانسداد يغلق الأنف سواء فتحة أو الاثنتين، والإفرازات مخاطية تتنوع بين الأصفر والأخضر، والصداع يرتبط بالتعرض لمهيج سواء أتربة أو روائح وغيرهما.

متى تتطلب مشكلة الجيوب الأنفية التدخل الجراحي؟

مبدئيا هناك علاج لكل حالة من مشاكل الجيوب الأنفية، فمثلا الحساسية تستلزم تناول المصاب علاجا بوصف طبيب يستمر عليه دائما أو يحصل على ما يسمى بـ"العلاج المناعي" وهذا يقيه من الإصابة بالحساسية ثانية.

أما الالتهابات فتستلزم التهوية الجيدة عن طريق غسل الأنف باستمرار، وفي الحالات المزمنة يستمر المريض على نوع مضاد حيوي بوصف طبيب.

وبالتالي لا نلجأ للتدخل الجراحي إلا بعد فشل العلاج الدوائي في حل المشكلة، والتأكد من عدم وجود مشاكل متعلقة بتهوية الأنف أو عيوب في الحاجز الأنفي تسبب المشكلة.


هل يمكن الوقاية الدائمة من الإصابة بالجيوب الأنفية؟

نعم وهي أفضل من العلاج في الحالات المؤقتة، وتبدأ بالتشخيص الصحيح لمعرفة نوع الإصابة التي يعاني منها المريض لعلاج المشكلة من جذورها لأن علاج الالتهابات مختلف عن الفطريات والحساسية، وغالبا حالات العيوب الخلقية تستدعي التدخل الطبي. عامة العلاج الصحيح لحالات التهاب الجيوب الأنفية يقي المريض من التدخل الجراحي.

هل تسهم إجراءات الوقاية من كورونا في الحد من إصابات التهاب الجيوب الأنفية؟

مبدئيا من لديهم مشاكل التهاب أو حساسية الجيوب الأنفية غالبا هم الأكثر عرضة للإصابة بـ"كوفيد-19" نتيجة معاناتهم من مشاكل الجهازي التنفسي، وعليهم الحذر من استخدام الكحول وارتداء الكمامة لأنهما يضاعفان مشاكل حساسية الجيوب الأنفية، وهذا لا يعني عدم استخدامهما خاصة في ظل عدم وجود بدائل للتعامل مع تفشي كورونا.


كيف يمكن لمرضى حساسية الجيوب الأنفية استخدام الكحول والكمامة؟

الكمامة عليهم ارتداؤها في الأماكن المغلقة أو في حالة الزحام والاختلاط بالبشر، لكن في الأماكن الذات التهوية الجيدة والتي تطبق التباعد الاجتماعي أو الفارغة من البشر يمكن نزعها، وفي حالة استخدام الكحول يجب عدم وضع اليد على الوجه أو بجانب الأنف لمنع تهيجه.

هل نسبة من يعاني من الحساسية كبير؟

في آخر إحصائية نشرت قدر عدد من يعاني من حساسية الجيوب الأنفية بـ23% من البشر ومن المتوقع أن يصبح الرقم 33% بحلول عام 2030، بسبب التلوث الصناعي والتوغل في حياة المدن والنزوح من الأماكن ذات البيئة الخضراء، ما يضاعف حالات التعرض للمواد الكيمائية والأدخنة والروائح الناتجة عن العمليات الصناعية.


هل هناك مشاكل أخرى تصيب الجيوب الأنفية؟

نعم، هناك مشاكل أكبر من الحساسية والالتهابات منها لحميات الجيوب الأنفية والعيوب الخلقية، والأخير يعاني منه 50% من البشر، فضلا عن الأورام بنوعيها الحميدة والخبيثة لكن نسبة الإصابة بها ليست كبيرة، خاصة الأخيرة التي تسبب تآكل العظام وتضرب المخ، وأشهر الأورام في هذه المنطقة هو محدود الخباثة الذي حقق الطب نتائج جيدة في علاج حالاته.

ما علامات الإصابة بأورام الجيوب الأنفية؟

أبرز العلامات المهمة تضاعف الالتهاب وتدهور الحالة للأسوأ رغم الخضوع للعلاج وهذا عكس الالتهابات الحاد الذي يعالج في غضون 12 يوما، وتغير ملامح الوجه وورم الخد، ووجود رائحة سيئة تخرج من الأنف، وأيضا وجود مخاط مختلط بالدم.

وفي حالة وجود هذه العلامات لا بد من اللجوء لطبيب مختص لتحديد طبيعة المشكلة في ظل تشابه هذه الأعراض مع مضاعفات التهاب الجيوب الأنفية المزمن.