تُسجّل كل عام قرابة مليون و380 ألف إصابة جديدة بسرطان الثدي، كما تحدث 458 ألف وفاة بسببه، منها 269 ألفا في الدول النامية. أي إن معظم الوفيات تسجل بالدول الفقيرة والنامية، ويعزى ذلك إلى نقص الوعي بالمرض والكشف المتأخر عنه مما يقلل احتمال الشفاء ويرفع مخاطر الوفاة.
ويحدث سرطان الثدي عندما تبدأ بعض الخلايا فيه النمو غير الطبيعي نتيجة حدوث طفرة أو تغير بالمادة الوراثية، ثم تنتشر إلى بقية مناطق الثدي وإلى الغدد اللمفاوية، ومنها إلى أجزاء أخرى من الجسم. وعادة ما يبدأ سرطان الثدي في خلايا القنوات التي تنتج الحليب، كما قد يبدأ بالأنسجة الغدية في الثدي.
ولا تقتصر الإصابة بسرطان الثدي على سنّ محددة، بل تصاب به الفتيات الصغيرات أيضا. ولأن هناك العديد من الخرافات التي تحيط بهذا النوع من الأورام، فقد يختلط الأمر على النساء في اتباع احتياطات الوقاية والعلاج.
ويقول المركز الاتحادي الألماني للتوعية الصحية إن التشخيص المبكر يزيد فرص علاج سرطان الثدي، لذا يتعين على المرأة إجراء فحوص دورية بدءا من عمر 30 عاما.
وفي حين إن الكتل والانتفاخات تعدّ من أعراض سرطان الثدي الأكثر شيوعا، إلا أن هناك علامات أخرى محتملة لا بد عند ملاحظتها من زيارة الطبيب.
الدمامل
وفي تقريرها الذي نشرته مجلة "ريدرز دايجست" (Readers digest)، في نسختها الأسترالية، قالت الكاتبة ليزا ميلبراند إنه في منشور انتشر على نطاق واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، لم يظهر إلا عرضا واحدا لامرأة أصيبت بالسرطان، تمثل في بروز دمامل على حافتي ثدييها.
وعموما، من الممكن أن تتغاضى النساء عن هذه العلامة التي تدل على وجود ورم خلال الفحص الذاتي الشهري. وفي هذا السياق، أشارت اختصاصية الأورام الدكتورة أنيتا جونسون إلى أنه على الطبيب فحص أي دمامل أو انكماش يظهر على جلد الثدي.
تهيج الجلد
وأفادت الكاتبة بأن هناك العديد من الأسباب التي من شأنها أن تسهم في تهيج البشرة، على غرار ارتداء حمالة صدر غير مناسبة والإصابة بالطفح الحراري أو التهاب الجلد التماسي أو غيرها من مشاكل الجلد.
وفي حالات نادرة، يمكن أن يكون تهيج البشرة أحد أعراض سرطان الثدي. وفي هذا الصدد، صرّحت اختصاصية أمراض النساء جيسيكا شيبيرد قائلة إنه "لا بد من زيارة الطبيب عند ملاحظة احمرار غريب وتورم أو تهيج جلدي أو حكة أو طفح جلدي على الثديين لمدة أطول مما كان متوقعا".
إفرازات حلمة الثدي
وأضافت الكاتبة أنه لا ينبغي لك القلق بشأن إفرازات الثدي إذا ما كنت حاملا أو بصدد إرضاع طفلك، أما لدى بقية النساء، فعلى الطبيب فحص أنواع معينة من الإفرازات. وفي هذا الإطار، أفادت الدكتورة شيبيرد بأن "إفرازات الحلمة ذات اللون الأخضر أو الأصفر أو التي تخرج منها الدماء يمكن ان تكون من أعراض سرطان الثدي".
النمش
وأشارت الدكتورة جونسون إلى أن ظهور العلامات الداكنة والنمش على الجلد لا يعدّ مجرد علامة على ضرورة زيارة طبيب أمراض جلدية، وإنما يمكن أن يكون مؤشرا على وجود شكل نادر وأكثر عدوانية من سرطان الثدي يسمى بسرطان الثدي الالتهابي.
وأضافت جونسون أنه في حال ملاحظتك ظهور بقع جديدة من النمش، فلا بد من استشارة الطبيب، وتابعت جونسون حديثها قائلة إن "الإصابة بسرطان الثدي الالتهابي تعدّ نادرة. ومن ثم، فلا داعي للذعر".
البقع الحمر أو الكدمات
وذكرت جونسون أن الأعراض الأخرى لسرطان الثدي الالتهابي يمكن أن تشمل ظهور بقع حمر أو علامات تشبه الكدمات على الجلد. واقترحت جونسون "الحصول على موعد مع الطبيب في حال انتشار هذه البقع الحمر وبقائها مدة تتجاوز أسبوعين إلى 3 أسابيع".
في المقابل، لا بد أن نضع في الاعتبار أن هذا النوع من السرطان يعدّ نادرا إذ من الممكن أن تكون العديد من أنواع البقع الحمر التي تظهر على جلدك، مثل أورام الأوعية الكرزية (Cherry hemangioma)، حميدة تماما.
حدوث تغيرات في حلمة الثدي
وأوردت الكاتبة أن شكل حلمات الثدي أو حجمها أو لونها لا يتغير إلا في حالة حدوث حمل. في المقابل، قالت الدكتورة شيبيرد "في حال لاحظت أي تغيرات في شكل حلمات الثدي، فعليك إجراء فحص لسرطان الثدي. ويمكن أن تشمل هذه التغيرات انكماشا أو انقباضا في الحلمة". من جانبها، صرحت الدكتورة جونسون بأن الشعور بالحكة وظهور القشور على حلمات الثدي قد يكون علامة على الإصابة بداء باجيت الذي يعدّ شكلا نادرا من سرطان الثدي.
وتابعت جونسون حديثها قائلة إن "هذا الداء من الممكن أن يظهر بشكل قشور على الحلمة أو طبقة جافة من الجلد سواء على الحلمة أو الجلد المحيط بها أو على كليهما، وربما يسبب وخزا أو شعورا بالحرقة. وفي الواقع، هناك العديد من الأسباب للشعور بالحكة بالإضافة إلى ظهور قشور على الثديين. لذلك، حاولي التحدث مع طبيبك عن المخاوف التي تراودك".
تغير في أنسجة البشرة
وبيّنت الكاتبة أن من الممكن أن تكون التغييرات التي تطرأ على جلد الثدي علامة على وجود خطب ما. وفي هذا السياق، قالت شيبيرد إن من الممكن أن يسبب "سرطان الثدي في بعض الأحيان تغييرا في نسيج الثدي. ويحدث احمرار الجلد وتظهر النتوءات بسبب التهاب أنسجة الثدي نتيجة وجود الخلايا السرطانية التي من شأنها أن تسد القنوات الليمفاوية الصغيرة داخل الثدي، فتتراكم السوائل".
التورم أو الآلام
يعدّ تورم الثدي أو الشعور بالآلام مسألة شائعة لدى المرأة خلال الدورة الشهرية، حتى إنه من الممكن أن يكون علامة على الحمل المبكر. ولهذا السبب، عادة ما تغفل النساء عن هذه العلامة باعتبارها من أعراض سرطان الثدي. ونصحت شيبيرد أنه "في حال بدا أحد الثديين متضخما أو منتفخا، فعليك فحص الثدي. أما في حال كان الورم عميقا، فمن الممكن ألا تشعري به. في المقابل، قد تعانين بعض التورم".
من جهتها، أفادت جونسون قائلة "من الممكن ألا تلاحظي وجود كتلة في الثدي، ولكن إذا شعرت بوجود ورم تحت الإبط، فربما يكون ذلك إشارة إلى وجود عقدة لمفاوية متضخمة. وفضلا عن ذلك، قد يكون الورم علامة على بداية انتشار سرطان الثدي. وعند إجراء الفحص الذاتي الشهري للثدي، عليك دائما التحقق من وجود عقد لمفاوية تحت الذراعين".
تغير في حجم الثدي أو شكله
وصرحت جونسون بأن حدوث زيادة في الوزن أو تغيرات في الدورة الشهرية والحمل أو الرضاعة الطبيعية من الممكن أن تؤثر في حجم ثدييك وشكلهما. ففي حال تغير شكل ثدييك تغيرا مفاجئا من دون سبب، فقد يكون ذلك علامة على الإصابة بالسرطان. لذلك، عليك تحديد موعد لزيارة طبيبك والقيام بالفحص. وأضافت جونسون أن "من الممكن أن يحدث ذلك قبل أسبوع من الحيض. لذلك، عليك الانتظار مدة أسبوع بعد انتهاء الحيض لمعرفة ما إذا كان الثدي سيعود إلى حجمه الطبيعي. في المقابل، إذا حدث هذا التغير في كلا الثديين، فمن المرجح ألا يكون ذلك بسبب سرطان الثدي".