بيروت- “القدس العربي”:
بعد ساعات على خبر تكليف مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي فادي عقيقي فرع التحقيق في مخابرات الجيش اللبناني الاستماع إلى إفادة رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في أحداث الطيونة، لفت توقيت إعادة نشر البطريركية المارونية على حسابها على “تويتر” ما ورد في عظة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الأحد الفائت وقوله “إننا نرفض أن نعود إلى الاتهامات الاعتباطية والتجييش الطائفي، ونرفض أن نعود إلى اختلاق الملفات ضد هذا الفريق أو ذاك، أو اختيار أناس أكباش محرقة وإحلال الانتقام مكان العدالة”.
وأعقب التغريدة استقبال البطريرك الراعي قائد الجيش العماد جوزف عون حيث كان عرض لآخر التطورات الأمنية في البلاد ولأوضاع المؤسسة العسكرية. وقد أثنى الراعي “على دور الجيش والقوى الأمنية في ضبط الأمن والحؤول دون الفلتان الأمني في الشارع الأمر الذي يهدد أمن كل البلاد وسلامة كل المواطنين”.
ورأت أوساط سياسية “أن مثال القضاء هو قضاة يرون بعينين اثنين”، وتوجهت بالسؤال إلى القيمين على المحكمة العسكرية “هل سيتم استدعاء الذين أطلقوا النار والآر بي جي أمام عدسات الكاميرا والذين انتشرت وجوههم على مواقع التواصل الاجتماعي؟.
وغرد رئيس “لقاء سيدة الجبل” النائب السابق فارس سعيد بالقول “ستجبرونا على العودة إلى الدفاع عن القوات لأن لبنان لا يحتمل صيفاً وشتاء على سطح واحد”، وأضاف “استدعاء سمير جعجع إلى التحقيق خطأ كبير، واستدعاء من أمر بسير تظاهرة مسلحة في اتجاه أحياء سكنية أي الرئيس بري والسيد نصر الله واجب قبل استدعاء جعجع”.
وسُجل موقف جديد لجعجع من موضوع استدعائه إذ غرد عبر حسابه على “تويتر”: “أنا كرئيس حزب لبناني شرعي تحت القانون. ولكن لتستقيم العدالة، على القضاء أن يتعاطى مع كل الأطراف في البلد على أساس أنهم تحت القانون. يظهر أن الطرف الأساسي في أحداث عين الرمانة يعتبر نفسه فوق القانون، وللأسف يجاريه القضاء العسكري حتى الآن بهذا الاعتقاد”.
وترافق موقف جعجع مع سلسلة تغريدات لنواب قواتيين حذروا من اللعب بالنار كما فعل النائب وهبه قاطيشا الذي قال “سقط النظام الأمني مع خروج جيش الاحتلال وكل محاولة لإحيائه هي فاشلة حتما وتأخذ لبنان إلى المجهول: لا تلعبوا بالنار”.
وأكد النائب عماد واكيم “أن اللبنانيين لم يناضلوا سنوات طوال ويقدموا الشهداء كمقاومة لبنانية ومواطنين ورؤساء جمهورية وحكومة وسياسيين ورجال دين وإعلاميين، ليتخلصوا من النظام الأمني السوري حتى يعاود حزب الله محاولة فرض نظام مماثل”، وأضاف “كفوا عن محاولات العزل والاستهداف بتركيب الملفات والاستقواء على اللبنانيين، ما بتقطع”.
وكان جعجع اشترط الاستماع أولاً إلى الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في هذه الأحداث قبل الاستماع إلى إفادته، في وقت قارن البعض بين خطاب نصر الله وإطلالة جعجع التلفزيونية، فرأوا أن نصر الله كان عنيفاً وخالياً من المنطق والبراهين بخلاف جعجع الذي كان واقعياً وهادئاً وخالياً من التهديد من دون أن يرفع إصبعه قبل أن يختتم المقابلة ببسمة ساخرة رداً على دعوة نصر الله القوات إلى أن “يقعدوا عاقلين ويتأدبوا”.
وفي موقف هو الأول لقيادي في “تيار المستقبل” من موضوع المعركة الناشئة بين نصر الله وجعجع واتهام الأخير بالغدر بالرئيس سعد الحريري قال النائب السابق مصطفى علوش “حول كلام نصر الله التحريضي في خطابه الأخير: من غدر برفيق الحريري وسمى القتلة قديسين لا يحق له اتهام أي شخص بالغدر”.
وكان بث قناة MTV قُطع في خلال مقابلة جعجع عن مناطق الضاحية الجنوبية وبعض القرى الشيعية البقاع والهرمل والجنوب الأمر الذي رأى فيه ناشطون “عيباً”، وعلقوا “فإما لا يثق حزب الله بحججه التي يسوقها للناس وإما يخاف من أن تنال حجج الخصم من قناعات جمهوره وفي الحالين هذا دليل ضعف”.
ورأت جمعية “إعلاميون من أجل الحرية” في قطع الإرسال من قبل من سمتهم “قوى الأمر الواقع” انتهاكا للحرية الإعلامية، و”يمثل أسلوبا عقيما لم يعد مجديا استعماله، في عصر الإعلام المعولم والمتعدد”. واستغربت الجمعية “صمت الجهات الرسمية المزمن على هذه الانتهاكات”، مؤكدة على “أن حرية الإعلام هي قيمة أساسية من قيم الحريات العامة التي نتمسك بها بوجه لغة القمع والتدجين”.
وكان مناصرو حزب الله أطلقوا هاشتاغ موجهاً ضد جعجع حمل عنوان #صار الوقت_ترجع_عالسجن، وأطلق مناصرو القوات هاشتاغ مضاداً حمل عنوان #بتهددنا_بتوحدنا، وتصدر العنوانان التراند على “تويتر”.