ساعات من الرعب النووي عاشتها كافة دول العالم بعد الإعلان عن حريق في محطة زابوريجيا النووية الأوكرانية التي تعتبر أكبر محطة للطاقة في أوروبا كلها.
وبعد تداول صور ومقاطع فيديو للحادث بدأ الحديث عن مستوى الإشعاع النووي في المنطقة فيما أعلنت الولايات المتحدة والوكالة الدولية للطاقة رفع جاهزية فرق الحوادث النووية ووضعها قيد الاستعداد فماذا حدث؟
إعلان السلطات الأوكرانية
السلطات الأوكرانية كشفت عن سقوط صاروخ روسي ما تسبب في اشتعال النيران في أكبر محطة نووية في أوروبا وقالت الإدارة العسكرية الإقليمية في بيان إن هناك أضرارًا لحقت بمقصورة المفاعل رقم 1 في مصنع زابوريجيا في مدينة إنرهودار، لكنها لا تؤثر على سلامة وحدة الطاقة.
وأضافت أن القوات الروسية سيطرت على المحطة وأن العاملين في العمليات يضمنون سلامتها، وأن مستويات الإشعاع في المنطقة لم تكن خطيرة.
بداية الهجوم
وجاء قصف المحطة في الوقت الذي ضغط فيه الجيش الروسي على هجومه على مدينة أوكرانية حيوية منتجة للطاقة وكسب الأرض في محاولته لعزل البلاد عن البحر.
وأظهرت كاميرا أمنية تم بثها مباشرًا ومرتبطة من الصفحة الرئيسية لمحطة زابوريجيا ما بدا أنه مركبات مصفحة تدخل ساحة انتظار المنشأة وتسلط الأضواء الكاشفة على المبنى حيث تم تركيب كاميرا.
في وقت سابق، قال المتحدث باسم المحطة النووية أندري توز للتلفزيون الأوكراني إن القذائف كانت تسقط مباشرة على المنشأة وأضرمت النيران في أحد مفاعلاتها الستة، وقال إن المفاعل قيد التجديد ولا يعمل لكن بداخله وقود نووي.
قياس نسبة الإشعاع النووي
وقالت الإدارة العسكرية الإقليمية في زابوريجيا إن القياسات التي تم إجراؤها في الساعة 7 صباحًا الجمعة، أظهرت أن مستويات الإشعاع في المنطقة “تظل دون تغيير ولا تعرض حياة وصحة السكان للخطر”
المعدات الأساسية آمنة
وقالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إن الحريق لم يؤثر على المعدات الأساسية وأن المنظم النووي الأوكراني لم يبلغ عن أي تغيير في مستويات الإشعاع. ووافقت الجمعية النووية الأميركية على ذلك، قائلة إن مستويات الإشعاع الأخيرة ظلت ضمن مستويات الخلفية الطبيعية.
وبحسب وكالة أنباء رويترز، فإن محطة توليد الكهرباء تعمل بجزء بسيط من قدرتها فيما الوحدة 1 “في حالة انقطاع” وتم فصل الوحدتين 2 و3 عن الشبكة، ويجري تبريد المنشأة النووية أما الوحدة 4 “تعمل بقدرة 690 ميغاوات”. والوحدتان 5 و6 “يجري تبريدهما”.
ليلة الرعب النووي
وجدد الهجوم المخاوف من أن الغزو قد يدمر أحد المفاعلات النووية الأوكرانية البالغ عددها 15 ويطلق حالة طوارئ أخرى مثل حادث تشيرنوبيل عام 1986، وهو أسوأ كارثة نووية في العالم، والذي وقع على بعد 110 كيلومترات شمال العاصمة.
ودعا رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إلى اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي في “الساعات المقبلة” لإثارة قضية هجوم روسيا على محطة الطاقة النووية، بحسب بيان صادر عن مكتبه.
الرواية الروسية
بدورها ألقت وزارة الدفاع الروسية مسؤولية هجوم على موقع محطة زابوريجيا للطاقة النووية في أوكرانيا على مخربين أوكرانيين ووصفته بأنه استفزاز وحشي وقال إيغور كوناشينكوف المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إن المحطة النووية تعمل بشكل طبيعي وإن المنطقة تخضع للسيطرة الروسية منذ 28 فبراير.
معلومات عن محطة زابوريجيا
تقع محطة زابوريجيا جنوب شرق أوكرانيا، على نهر دنيبر، على بعد 200 كيلومترًا من إقليم دونباس المتنازع عليه شرق البلاد، و550 كيلومترًا جنوب غرب العاصمة الأوكرانية كييف.
توفر أكثر من خمس الكهرباء المولدة في أوكرانيا وتم تأسيسها عام 1984 وتحتوي على 6 مفاعلات قادرة على توليد حوالي 6 غيغاواط من الكهرباء، أي ما يكفي حاجة 4 ملايين منزل.