أظهر تقرير أجرته شركة أبحاث السوق "موتور إنتليجنس"، أن سوق السيارات الإيرانية ستشهد معدل نمو سنوي مركب يبلغ نحو 9.57% خلال الـ5 سنوات المقبلة.
إذ من المتوقع أن تصل قيمة تلك السوق إلى 45.56 مليار دولار أميركي بحلول عام 2026، ارتفاعًا من 26.43 مليار دولار في عام 2020.
وأشار التقرير إلى أنه من المتوقع نمو قطاع المحركات الإيرانية ومكوناتها، مع تصنيع المحركات محليًا لتلبية الطلب المتزايد على السيارات، كما لا يزال اعتماد السيارات الكهربائية في مراحله الأولى.
يأتي ذلك في إطار هدف إيران -في خطتها الاقتصادية الكبرى لعام 2025- إلى أن تصبح صناعة السيارات الأولى في منطقة الشرق الأوسط، واحتلال المرتبة الخامسة في آسيا والحادية عشرة على مستوى العالم.
أبعاد سوق السيارات الإيرانية
شدد التقرير على أن إيران هي واحدة من أكبر أسواق السيارات في الشرق الأوسط بسبب نمو الإنتاج المحلي لمكونات السيارات وزيادة طلب المستهلكين، إلا أن تأثير العقوبات والاضطرابات الجيوسياسية أمر لا مفر منه في السوق.
إذ أشار إلى أن إيران -التي تعادل سوقها ما يقرب من ثلث سوق السيارات الألمانية- شهدت انخفاضًا في صناعة السيارات مع تنفيذ العقوبات الأميركية على البلاد، فضلًا عن تداعيات جائحة فيروس كورونا.
ومع ذلك، تشهد السوق نموًا ثابتًا ومستمرًا خلال فترة التوقعات الممتدة من 2021-2026، نظرًا لأن الحكومة في الدولة تتخذ الإجراءات اللازمة لتعزيز إنتاج السيارات وقطع الغيار محليًا، لتلبية الطلب على السيارات وتقليل تكلفة استيرادها في الوقت نفسه.
علاوةً على ذلك، تعمل شركات تصنيع السيارات الكبرى في الدولة أيضًا على زيادة إنتاجها من خلال الأجزاء والمكونات المصنعة محليًا.
كما أصبح قطاع السيارات الإيرانية مكتفيًا ذاتيًا في إنتاج بعض الأجزاء إلى حدٍ ما، وبعد ذلك توقفت الشركات الأجنبية عن تزويد إيران بمعدات السيارات، عندما أعادت الولايات المتحدة فرض عقوبات على الجمهورية الإسلامية في عام 2018.
بصرف النظر عن الحكومة، تدخل شركات تصنيع المعدات الأصلية المحلية أيضًا في اتفاقيات وشراكات مع الجامعة ومعاهد البحوث لتحديث تكنولوجيا التصنيع المتعلقة بقطع غيار ومكونات السيارات، والتي من المتوقع أن تزيد الطلب في السوق خلال فترة التوقعات.
مبيعات السيارات الإيرانية
أظهرت إيران أرقامًا جيدة في مبيعات السيارات وإنتاجها، على الرغم من الإغلاق الصارم ومعايير التباعد الاجتماعي في السيناريو العالمي والجغرافيا السياسية المزعجة القريبة من البلاد، بحسب التقرير.
على سبيل المثال، سجل إنتاج سيارات الركاب في إيران خلال عام 2020 نحو 826.210 وحدة بزيادة 7% مقارنةً بالعام السابق.
ووصلت مبيعات العام الكامل لسيارات الركاب في عام 2020 إلى 816.497 وحدة، مسجلة زيادة بنسبة 8.7% في المبيعات مقارنةً بعام 2019.
علاوةً على ذلك، مع زيادة الطلب على سيارات الركاب في البلاد، تخطط شركات تصنيع المعدات الأصلية لإطلاق أحدث الطرازات.
على سبيل المثال، أعلنت شركة إيران خودرو -في فبراير/شباط 2020- أنها ستطلق 9 سيارات جديدة في البلاد في الـ3 سنوات المقبلة.
وأعلنت الشركة عن 5 طرازات سيجري تطويرها في السنوات المقبلة، وهي رانا بلس وسورين بلس وسمند أوبتيمال وأوتوماتيك دانا بلس وبيجو بانوراما.
في حين أن سيارات كيه 125 وكيه 121 كروس أوفر وكيه 121 هاتشباك ودنا الهجينة، سيجري إطلاقها بحلول يناير/كانون الثاني 2023.
زيادة إنتاج شركات السيارات الإيرانية
صناعة السيارات الإيرانية هي سوق موحدة إلى حدٍ ما، وهناك العديد من اللاعبين المحليين الرئيسيين -مثل إيران خودرو وسايبا وبارس خودرو وكيرمان وباهمان- الذين يصنعون مجموعة متنوعة من الطرازات المختلفة.
يخطط العديد من اللاعبين لزيادة إنتاجهم في السنوات المقبلة، على سبيل المثال، أطلقت إيران خودرو -في يونيو/حزيران 2020- 175 مشروعًا لتعزيز توطين قطع غيار السيارات وخفض نفقات الاستيراد بمقدار 246 مليون يورو (278.69 مليون دولار أميركي)، وفقًا لما نقله التقرير.
وفي يناير/كانون الثاني 2020، أعلنت الحكومة الإيرانية أنها أطلقت مصنعًا لتصنيع الشاحنات الثقيلة، وأن مصنع إنتاج شاحنات تشابار -الذي بدأ تشغيله في مشغنشهر شمال غربي إيران- سينتج 50 شاحنة يوميًا في كامل طاقته الإنتاجية.
وفي أكتوبر/تشرين الأول 2019، وقعت سازيغوستار سايبا اتفاقية بقيمة 180 مليار ريال إيراني (1.6 مليون دولار) مع شركة محلية لإنتاج مصابيح السيارات.
صناعة محركات السيارات الإيرانية
أشار التقرير إلى زيادة المحركات الإيرانية ومكوناتها بشكل كبير خلال السنوات العديدة الماضية، مع النمو السريع في عدد السكان والحاجة إلى السيارات.
العوامل الأساسية التي تسهم في زيادة نشاط الإنتاج في قطع غيار السيارات ومكوناتها، هي خطط الدعم الحكومية لقطاع السيارات، وزيادة القوى العاملة الماهرة والمتعلمة، والإمكانات الهائلة لاستثمارات القطاع الخاص.
طوّرت أكبر شركتين لصناعة السيارات في إيران -إيران خودور وسايبا- معًا قدرات داخلية من خلال خبرتهما في صنع المحركات لمصنعي المعدات الأصلية الدوليين. وقامت الشركتان معًا بتصنيع نحو مليون محرك في عام 2018 وحده لسياراتهما المختلفة.
على سبيل المثال، أنشأت شركة رينو الفرنسية مصنعًا محليًا لتصنيع المحركات في إيران في عام 2017، مع مشروع مشترك مع بارتو نيغين ناشيه ومنظمة التنمية الصناعية والتجديد الإيرانية.
لذلك، خلص التقرير إلى أنه من المتوقع أن يشهد قطاع المحركات في صناعة السيارات الإيرانية نموًا إيجابيًا خلال فترة التوقعات.
تطورات صناعة السيارات الإيرانية
في يناير/كانون الثاني 2021، بدأت وزارة النقل والتنمية الحضرية الإيرانية، بالتعاون مع شركة توريد قطع غيار السيارات (سابكو) المحلية، برنامجًا لتجديد أسطول سيارات الركاب بين المدن في البلاد.
في هذا الصدد، قد يجري تقديم 800 مليون ريال إيراني (نحو 19 ألف دولار أميركي) من التسهيلات المصرفية، بسعر فائدة 4%، لمالكي السيارات القديمة لشراء السيارات الجديدة.
في أغسطس/آب 2021، أعلنت شركة سايبا -كبرى شركات صناعة السيارات الإيرانية- خططًا لزيادة الإنتاج بنسبة 12% بحلول مارس/ آذار 2022 من خلال إدخال طرازات جديدة في تشكيلة منتجاتها.
كما أعلنت الشركة أنها تخطط لإنتاج 50 ألف سيارة من طراز شاهين و15 ألف من طراز أريا، و20 ألف من طراز أطلس، و147 ألف من طراز كويك، و100 ألف من طراز طيبة، و79 ألف من طراز ساينا، بنهاية عام 2021.
في فبراير/شباط 2020، وقعت سايبا ومجموعة مابنا مذكرة تفاهم لتطوير وإنتاج السيارات الكهربائية. وخططت الشركتان للتعاون في تصميم سيارات كهربائية جديدة، واختبارها وتسويقها وإنتاجها.
كما وقعت سابكو 80 اتفاقية مع شركتي إيران خودرو وسايبا، في إطار جهودها للحد من الاعتماد على الموارد الأجنبية.
تركز الاتفاقيات على إنتاج نظام تحكم إلكتروني في الاستقرار، وعجلة هيدروليكية لطراز بيجو 206 من إيران خودرو، وغاز التبريد المستخدم في أنظمة تبريد السيارات.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
تابعوا اخر اخبار الطاقة عبر Google Newإشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.الوسومالسيارات الايرانية المحركات الايرانية سوق السيارات الايرانية مبيعات السيارات الايرانية نمو سوق السيارات الايرانية