سامي عبد الرؤوف (دبي)
ماذا تريد دولة الإمارات تحقيقه في مجال الرعاية الصحية خلال الخمسين عاماً المقبلة؟ وكيف سيكون مستقبل القطاع الصحي بالدولة؟ وماذا عن دور التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي والتقنيات الحديثة في مجال الطب؟ وما التوقعات المتعلقة بالجانب الوقائي ومواجهة الأوبئة.التساؤلات كثيرة، لكن الشاهد أن شكل القطاع الصحي في الدولة، وطرق العلاج ستتغير وإلى الأبد.. سيحدث توسع في إجراء الجراحات بالروبوتات، وستصبح الخدمات الافتراضية والرقمية روتيناً يومياً يعتاده الناس، وسيبدو التنبؤ بالأمراض واكتشاف المرض قبل حدوثه وعلاجه من دون طلب من المريض شيئاً طبيعياً وأمراً بديهياً في ظل التحولات التقنية الكبرى التي يشهدها العالم باستمرار، وستستطيع الإمارات صناعة الكثير من اللقاحات المضادة للأوبئة، لتصبح مؤثراً عالمياً في هذا المجال الحيوي والمهم.ولن يستغرب جمهور المرضى والمتعاملين، توفير رعاية صحية روبوتية واستخدام تكنولوجيا النانو وبلوك تشين، لخدمتهم، كذلك استخدام الروبوتات مساعداً شخصياً لهم.خريطة الطريق في القطاع الصحي الإماراتي، واضحة المعالم، والقائمون عليها حددوا مستهدفات ومشاريع ومبادرات وبرامج يعدون لتنفيذها في الخمسين عاماً المقبلة، ليكون هذا القطاع من أوائل القطاعات التي تملتك تصوراً شاملاً ومتكاملاً لرعاية الأجيال المقبلة.ما يحدث في القطاع الصحي ليس غريباً في دولة مثل الإمارات تدخل الخمسين عاماً الثانية من تاريخها، بعزيمة قيادتها التي مأسست اللامستحيل عبر وزارة افتراضية لأول مرة في العالم، لتقدم حلولاً استباقية للجمهور، بهدف إنجاز ملفات وطنية مهمة وبناء أنظمة حكومية تنبؤية للمستقبل، عبر تبنيها منظومة عمل افتراضية غير تقليدية لإعادة هندسة الخدمات الحكومية.في «الخمسين الثانية» ومع تزايد دمج الأدوات التكنولوجية في المجال الطبي.. من المتوقع أن يكون طبيبك الخاص بين يديك.. ربما على شكل برنامج بنظام هاتفك يقوم بالتواصل معك وإعطائك نصائح خاصة بحياتك اليومية ونظامك الصحي بحسب الحاجة ويمكنك التواصل والنقاش معه، وتستطيع القيام بكل ما تحتاج له لعلاجك وسلامتك.في دولة «اللامستحيل»، وفي خمسينتها الثانية سيصبح الخيال الطبي واقعاً في «إمارات المستقبل» التي عودنا قادتها منذ عهد المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه» على أن المستحيل سيصبح ممكناً بفضل سواعد أبناء الوطن في شتى المجالات، وإذا كنا وصلنا إلى المريخ في مجال الفضاء فسيصبح بمقدور الإماراتيين الذهاب إلى ما هو أبعد في جميع القطاعات، وعلى رأسها القطاع الطبي.«الاتحاد» التقت عدداً من المسؤولين والمختصين بالقطاع الصحي في الدولة، للوقوف على خططهم وتصوراتهم لأهم المشاريع التنبؤية لتقديم رعاية صحية متميزة للمرضى، وللتعرف على التحديات المستقبلية التي تواجه الرعاية الصحية، وكيفية مواجهة الأوبئة والجائحات وسبل تعزيز الرعاية الوقائية.
في البداية، قال الدكتور محمد سليم العلماء، وكيل وزارة الصحة ووقاية المجتمع، رئيس مجلس إدارة مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية: «عملنا على صياغة الأهداف المستقبلية للارتقاء في المؤشرات الدولية المتعلقة بالرعاية الصحية، في الوقت الذي يقف فيه القطاع الصحي بالدولة على أعتاب حقبة جديدة، لتقدم أنموذجاً رائداً نحو إعادة ابتكار الخدمات الصحية مستقبلية لتوفر حلولاً تنبؤية للمرضى».وأشار، إلى أن المشاريع المستقبلية، ستكون مبنية على الابتكار الصحي والذكاء الاصطناعي، لدعم عمليات اتخاذ القرارات الاستراتيجية والعلاجية، بالإضافة إلى تعزيز المهارات وبناء القدرات في كافة المستويات، لتوفير خدمات صحية شاملة ومبتكرة وفق المعايير العالمية، لتحقيق مستهدفات الأجندة الوطنية لرؤية الإمارات 2021 ومئويتها 2071.وأكد أن دولة الإمارات تطمح لمنافسة أفضل الأنظمة الصحية على مستوى العالم، وتتناغم جهود الدولة لتحقيق التنمية المستدامة مع رؤية استراتيجية الخمسين القادمة التي أطلقتها القيادة الرشيدة لتطوير منظومة العمل الحكومي واستشراف المستقبل وتحدياته وبناء اقتصاد معرفي. وقال: «تركز قيادة دولة الإمارات، بناء على رؤية مئوية الإمارات، على ترسيخ مكانة الدولة على أجندة المستقبل من خلال رفع كفاءة المنظومة الصحية وابتكار حلول مستدامة تعزز جودة الرعاية الصحية».وأضاف: «ففي مجال تطوير مستقبل الرعاية الصحية تهدف استراتيجية الدولة إلى إرساء نظام صحي فعال ومستدام بناء على الموجهات الحكومية واستشرافاً لمستقبل الرعاية الصحية».
سبل التطوير وكشف العلماء أنه تم تحديد 6 سبل لتطوير مستقبل الرعاية الصحية والخدمات الطبية خلال الخمسين عاماً المقبلة، تتضمن تعزيز الشراكات الفعّالة مع القطاع الصحي الخاص بالدولة، والمؤسسات والهيئات الصحية العالمية المرموقة، لترسيخ مكانة الدولة على الخريطة الصحية العالمية. ولفت إلى توظيف البيانات الصحية الضخمة والذكاء الاصطناعي لرسم السياسات الصحية وتحديث المؤشرات الصحية الداعمة لصناعة القرار في إعداد الخطط الاستراتيجية، وإنشاء منصة البث لمؤشرات الأداء، لتقديم نتائج تنبؤية وسيناريوهات تساعد في الاستخدام الأمثل للموارد في المستشفيات، خاصة في الحالات الطارئة، لتحسين تجربة المريض وزيادة فاعلية الأداء. كما تتضمن سبل التطوير، التحول الرقمي وتسخير التكنولوجيا الذكية وتشجيع الابتكار وتوفير بيئة علمية جاذبة للقدرات الوطنية في مجال البحوث الطبية وبناء منظومة بحث وتطوير وابتكار علمي. وشدد، على التركيز على الجانب الوقائي في النظام الصحي وضمان استدامته وكفاءته في التعامل مع الأمراض السارية، وإطلاق استراتيجيات معززة للأمن الصحي كأولوية وطنية في دولة الإمارات، بتضافر الجهود والقدرات بين جميع الجهات المعنية في الدولة وشرائح المجتمع. وأعلن وكيل وزارة الصحة ووقاية المجتمع، رئيس مجلس إدارة مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية، عن إدخال التقنيات الروبوتية في العديد من التخصصات الطبية الوقائية والتشخيصية والعلاجية مثل جراحة القلب والسمنة والجراحة العامة، بالإضافة لتطوير خدمات الصيدلة الروبوتية، بما يعزز السلامة الدوائية وتقليل مدة انتظار المرضى والإدارة الرشيدة للمخزون الدوائي. وأوضح أن سادس هذه السبل التطويرية، ابتكار الحلول المستقبلية المستدامة لتلبية احتياجات المرضى والمتعاملين، مثل رحلة المتعامل الذكية التي تهدف إلى التيسير على المتعاملين من خلال إنجاز معاملاتهم بطريقة سهلة وسريعة دون الحاجة إلى زيارة مراكز سعادة المتعاملين بطريقة رقمية فاعلة.
استراتيجيات وآليات للاكتشاف المبكر للأوبئةهل سنواجه أوبئة جديدة خلال العقود المقبلة؟ هذا السؤال فرض نفسه بقوة على مستقبل الوضع الصحي العالمي والوطني بعد جائحة «كوفيد- 19»، حيث ستمثل الأوبئة عاملاً محورياً في أداء القطاع الصحي. الدكتور حسين الرند، وكيل وزارة الصحة ووقاية المجتمع المساعد، أجاب: « دولة الإمارات وبعد تحقيقها ريادة عالمية في الاستجابة الفعالة لجائحة كوفيد-19، تركز الخطط والبرامج الصحية فيها على حماية ووقاية المجتمع من أي أوبئة مستقبلية وبنفس الوقت تعزيز خطط الترصد والاستجابة لها وفق أفضل المعايير العالمية». وأضاف: «يمكن تحقيق ذلك عن طريق توظيف النماذج التنبؤية والذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا ومواصلة تطوير التطبيب عن بعد وبيئة العمل الافتراضي وتصنيع اللقاحات محلياً».وأشار إلى أنه بشكل عام في العقود القادمة، من المحتمل أن يشهد العالم أوبئة أخرى، وذلك لعوامل كثيرة من أهمها، 4 عوامل: أولها السفر، الذي كان يتطلب شهوراً تم تقليصه إلى ساعات، مما حول العالم إلى قرية عالمية، وبذلك يسهل الانتقال العالمي للأمراض التي تنتشر عن طريق الاتصال الشخصي. كما يمكن للأطعمة الملوثة أن تنتقل بسرعة من قارة إلى أخرى، مما يسهل انتشار الأمراض التي تنتقل عبر الطعام. وثانيها، تغير المناخ الذي يساهم في ظهور الأمراض المعدية، وثالثها ظهور بعض الأمراض المعدية أو التي عادت إلى الظهور بسبب تعطل بعض أنظمة الصحة العامة التي أُنشئت للوقاية منها أو مكافحتها، بسبب محدودية الموارد في مجال الصحة العامة والاضطرابات الاجتماعية والحروب. والعامل الرابع والأخير، التكيف الميكروبي والتغيير المستمر في أساليب التأثير في جسم الإنسان.
من جهته، أكد الدكتور محمد النحاس، رئيس مجلس الإدارة، الرئيس التنفيذي لمختبرات «مينا لابز- كلينكال باثولوجي سرفيز»، أن أبرز ما يمتلكه القطاع الصحي بالدولة للخمسين عاماً المقبلة، آليات للتحصين والتعامل وقت الأزمات والأوبئة، تتضمن وضع استراتيجيات وآليات للاكتشاف المبكر للأوبئة، والتدخل السريع للسيطرة على الأوبئة، واستخدام التكنولوجيا الذكية في تتبع نشاط الفيروسات والعوامل المسببة الأخرى، وزيادة البحث العلمي في مجال علوم الأوبئة، وتطوير سياسات الصحة العامة.وأشار إلى أن دولة الإمارات قدمت للعالم أنموذجاً يحتذى في التعامل مع جائحة فيروس «كورونا» المستجد، واستطاعت أن تتعامل بكفاءة واحترافية شهد لها العالم مع هذا الوباء على المستوى الوطني، بالإضافة إلى دورها الدولي ودعمها للكثير من الدول الصديقة والشقيقة حول العالم. وذكر الدكتور النحاس، أن هذا النجاح يعد ركيزة لما سيكون عليه مستقبل الترصد والكشف عن الجائحات والأوبئة.
«الصحة الذكية»تحدث الدكتور يوسف السركال، وكيل وزارة الصحة ووقاية المجتمع المساعد لقطاع المستشفيات، المدير العام لمؤسسة الإمارات للخدمات الصحية، عن التركيز على تقديم خدمات طبية ذكية ومتخصصة في العقود الخمسة المقبلة، حيث تركز الخطط والبرامج على استقطاب وتوظيف أحدث التقنيات في الرعاية الصحية المتماشية مع محور «إنسان المستقبل» في استراتيجية الإمارات للثورة الصناعية الرابعة. وأشار إلى استخدام الذكاء الاصطناعي، الواقع الافتراضي، الواقع المعزز، الطباعة ثلاثية الأبعاد، الروبوتات وتكنولوجيا النانو، وتسريع وتيرة رقمنة قطاع الرعاية الصحية، مع التركيز على التطبيب عن بُعد والتكنولوجيا الطبية. بالإضافة إلى تطوير نظم المعلومات الصحية لتطبيق معايير عالمية في إدارة البنية التحتية للمنشآت الصحية، وتطوير التكنولوجيا المناسبة لإدارة النظام الصحي.وقال السركال:«تتواءم هذه المشاريع والخطط مع تطلعات حكومة الإمارات وفق توجيهات القيادة الرشيدة لمواصلة مسيرة التحول الرقمي والخدمات الصحية الذكية وتعزيز موثوقيتها».وأكد أهمية التحول الرقمي على سلامة المرضى وعلى رحلة المتعامل وتجربة المريض في جميع منشآت مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية، والتي تصب في إطار رؤية حكومة الإمارات ورحلتها الفريدة نحو مئوية الإمارات 2071 لتغدو من أفضل دول العالم.وكشف السركال، عن استخدام التقنيات الرقمية الحديثة، ومنها الذكاء الاصطناعي وبناء الخوارزميات، لتحليل البيانات وتوليد نماذج لأسلوب الحياة الصحية وأخرى لأسلوب حياة المرضى، للتنبؤ بالأمراض المزمنة والأمراض المرتبطة بأسلوب الحياة. وقال: «عندها، سنحصل على تنبيهات مبكرة تمكن الطبيب من التدخل في الوقت المناسب، إضافة إلى إطلاق أنظمة صحية إلكترونية مبتكرة وتطبيقات ذكية مرنة تدعم مفاهيم استخدام الأجهزة الروبوتية، إنترنت الأشياء، البلوك تشين وأساليب التطبيب عن بعد.»تقنية «البلوك تشين»ورداً على سؤال حول كيفية الاستفادة من تقنية البلوك تشين خلال العقود المقبلة، أجاب الدكتور أمين الأميري، وكيل وزارة الصحة ووقاية المجتمع المساعد للتنظيم الصحي:«تسعى الوزارة إلى تطبيق تقنية «البلوك تشين» بشكل أوسع خلال السنوات القادمة».وأضاف:«تشكل البلوك تشين الأساس للكثير من المشاريع الصحية المستقبلية التي تعمل بمفهوم تحليل الارتباط ما بين أسلوب حياة المريض ووضعه الصحي لتحقيق الشفافية والثقة في قطاع خدمات الرعاية الصحية»، وأشار إلى أنه سيكون لهذه التقنية دور في تسهيل اتخاذ القرارات المناسبة ورفع جودة الرعاية الصحية المقدمة للمستفيدين منها.وأعلن أنه تتم دراسة مدى إمكانية استخدام تقنية البلوك تشين في اغلب المشاريع المستقبلية في الوزارة، ومن أبرز هذه المشاريع، منصة (تطمين) الأولى من نوعها في المنطقة لتعقب وتتبع المنتجات الدوائية، بهدف تحصين وتأمين سلاسل الإمداد والتوريد لمرافق الرعاية الصحية، وهو برنامج على مستوى الدولة باستخدام التسلسل بناءً على معايير GS1. وأوضح أنه سوف تستخدم المنصة تقنية «البلوك تشين» لتتبع سلسلة توريد الأدوية، وسيتم الاحتفاظ بسجل موثق لجميع العناصر المستوردة أو المنتجة محلياً، وهو ما سيتم استخدامه للتحقق والمصادقة على المنتجات في السوق لمنع المنتجات المقلدة والمزيفة، مع خاصية الاستعلام عن أي صنف دوائي من ناحية جهة الصنع والمادة الفعالة والسعر والوكيل المعتمد وطريقة الاستخدام. وأكد الأميري، أنه سيتم استخدام تقنية البلوك تشين في التبرع بالأعضاء وزراعة الأعضاء في تنسيق سجلات للمتبرعين، من خلال تطبيق «حياة» الذكي المرتبط بالبرنامج الوطني للتبرع بالأعضاء، الذي يشكل حلاً مستداماً لعدد كبير من المرضى، خاصة لمرضى القلب والفشل الرئوي وتليف الكبد والفشل الكلوي، ويسهم بإعادة الأمل بالحياة. ويعتمد التطبيق الذكي «حياة» على تقنية التعاملات الرقمية «بلوك تشين» في تنسيق سجلات سحابية للمتبرعين، مع ضمان مستويات أمان عالية للبيانات، ويتيح التطبيق للراغبين في التبرع تسجيل بياناتهم باستخدام هواتفهم.
«قنطار وقاية»ولكن أين يقع الجانب الوقائي من الإصابة بالأمراض في خطط المستقبل؟ الدكتور حسين الرند، وكيل وزارة الصحة ووقاية المجتمع المساعد لقطاع العيادات المراكز الصحية، أكد أن تعزيز الجانب الوقائي من أهم الأهداف الاستراتيجية من خلال تقديم الرعاية الصحية الشاملة والمتكاملة بطرق مبتكرة ومستدامة. وقال: «تضمن الخطط الموضوعة وقاية المجتمع من الأمراض ومنها المرتبطة بنمط الحياة مثل السمنة والسكري والقلب والسرطان وغيرها، ولدينا الخطط والبرامج لتحسين نتائج المؤشرات الوطنية في هذا المجال وفق معايير الأداء». وأضاف:«تمثل الاستراتيجية الصحية الوقائية من الأوبئة المستقبلية أهم التوجهات الوطنية، بما يواكب التوجهات العالمية، من ناحية سرعة الرصد والتقصي وسرعة الاستجابة والتأكيد على أهمية الشراكة والتضامن الدولي في مواجهة الأوبئة».ولفت إلى أنه سيصبح التطبيب عن بعد خياراً فعالاً للرعاية الصحية الوقائية، إذ وفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منه (CDC)، فإن الأمراض المزمنة التي يمكن تجنبها من خلال خدمات الرعاية الوقائية تمثل 75% من الإنفاق على الرعاية الصحية. ولفت إلى توفير وصول أكثر ملاءمة لرعاية المتابعة، والمتخصصين للتشخيص السريع، والعلاج عن بُعد، حيث ستستقبل المستشفيات عدداً أقل من عمليات إعادة الإدخال، والمضاعفات، وإقامة المرضى في المستشفى، وتقليل العلاجات والخدمات عالية التكلفة.وذكر الرند، أن الهدف من الرعاية المستقبلية هو الوقاية وإجراء العديد من التعديلات في وقت مبكر، وسيتم ذلك بطريقة فعالة من حيث التكلفة وتوفير الوقت، مع خدمات التطبيب عن بُعد المعززة بالتكنولوجيا الحديثة.
5 تحديات خلال 50 عاماًًحدد الدكتور محمد سليم العلماء، وكيل وزارة الصحة ووقاية المجتمع، رئيس مجلس إدارة مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية، 5 تحديات من المتوقع أن يواجهها القطاع الصحي خلال الخمسين سنة المقبلة.وقال:«تضم هذه التحديات، التغيرات المناخية التي قد تؤثر سلباً على صحة السكان، وظهور أوبئة جديدة وطفرات متحورة من الميكروبات، وكذلك زيادة نسبة الأمراض غير السارية والأمراض النفسية». وأضاف: «أيضاً هناك مسألة زيادة الطلب على في الكوادر البشرية المتخصصة، وضرورة التعامل بحكمة مع ثورة البيانات والتكنولوجيا المتقدمة وما يتبعه من تحديات في مجال التطبيق وأمن المعلومات». وأشار إلى أنه بناء على رؤية القيادة الرشيدة للخمسين عاماً القادمة لابتكار منظومة حكومية أكثر مرونة وقدرة على التكيف مع متغيرات المستقبل، تحرص وزارة الصحة ووقاية المجتمع، على أن نكون جزءاً فاعلاً ورافداً للجهود التي تبذلها حكومة الإمارات. ولفت إلى العمل على إرساء منظومة رعاية صحية متكاملة وفق أعلى المعايير العالمية، من خلال تحقيق نقلة نوعية في مستويات الخدمات الصحية برؤية مستقبلية، للوصول إلى أفضل الأنظمة الصحية المستدامة وفق أعلى معايير الجودة العالمية.
4 تحولات جذرية يحدثها التطبيب عن بُعد أكد الدكتور يوسف السركال، وكيل وزارة الصحة ووقاية المجتمع المساعد، المدير العام لمؤسسة الإمارات للخدمات الصحية، أنه سيتم مواصلة تطوير برامج مخصصة للتطيب عن بُعد في كافة التخصصات شاملة الطب النفسي وأمراض الأعصاب وغيرها من التخصصات، وفي أغلب المستشفيات والعيادات، والتركيز على متابعة أمراض السكري والأمراض المزمنة. وكشف عن توظيف الروبوتات كمساعد شخصي للمرضى وإرسال الأوامر عن بعد للأنشطة الطبية كسحب الدم، قياس درجة الحرارة وخلافه، لافتاً إلى حدوث تحولات جذرية لخدمات التطبيب عن بعد، أبرزها 4 توقعات. وقال: «سيصبح التطبيب عن بُعد خدمة قياسية يتم تقديمها في جميع أماكن الرعاية مع اعتياد المرضى على مستوى الوصول الذي يوفره التطبيب، إذ إن الوصول الأسهل إلى الرعاية الصحية سيولد الثقة ويدفع النمو». وأضاف: «سيختار المرضى مقدمي الخدمات والأنظمة الصحية والمستشفيات على أساس الوصول إلى التطبيب عن بُعد».وذكر أنه مع تزايد اعتياد المرضى على الرعاية الافتراضية، ستشهد الأنظمة الصحية التي تفتقر إلى إمكانية الوصول إلى التطبيب عن بعد انخفاضاً في حجم المرضى من المرضى الذين يختارون مقدمي الخدمات الذين يقدمون التطبيب عن بُعد. وأفاد انه ستكون هناك مراكز متخصصة، حيث يمكن للمستشفيات الاتصال والحصول على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع على شبكة من الأطباء الخبراء في مجالات تخصصهم.
10 محاور صحية للخمسين المقبلةمن الأسئلة الجوهرية التي يطرحها التقدم الذي وصلت إليه الإمارات، ماذا نريد الوصول إليه في الإمارات خلال الخمسين عاماً المقبلة في مجال القطاع الصحي وتقديم الخدمات الصحية. الدكتور محمد سليم العلماء، وكيل وزارة الصحة ووقاية المجتمع، رئيس مجلس إدارة مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية، أكد أن رؤية دولة الإمارات في الخمسين عاماً القادمة تتطلع إلى الريادة والمنافسة والاستدامة وفق توجيهات القيادة الرشيدة. وأشار إلى أن القطاع الصحي من أهم القطاعات الحيوية التي يتم إدراجها في جميع الخطط الاستراتيجية للدولة، وتتركز الأهداف المستقبلية حول الكثير من المحاور، أهمها 10 محاور، هي الوصول لنظام صحي ذكي ذي خدمات صحية استباقية لتعزيز جودة الحياة الصحية. وقال:«نريد تقديم خدمات صحية دون تدخل بشري، واستخدام كافة التقنيات الذكية والروبوتية في تقديم الخدمات العلاجية والجراحية، واستخدام الشفرة الجينية للوقاية من الأمراض والعلاج الشخصي. »وأضاف:«كما نريد وجود نظام تنبؤ للأوبئة والأمراض غير السارية والتي لها تأثير على المجتمع، وتطوير خدمات الذكاء الاصطناعي المبني على تحليل البيانات الصحية الضخمة المحلية والعالمية، والتمويل الصحي الذكي».وكشف عن العمل على استخدام الطائرات المسيرة لتوصيل الأدوية والعينات المخبرية، والطب التجديدي وزراعة الأنسجة، بالإضافة إلى التوطين 100% في مجال الخدمات الصحية.
التوسع باستخدام الطباعة ثلاثية ورباعية الأبعاد بدوره، وصف الدكتور عثمان البكري، الرئيس التنفيذي للمستشفى الدولي الحديث بدبي، خطط الخمسين الثانية من عمر الدولة بأنها «أسرع وأكثر شمولية وتواكب جميع التطورات وتستجيب للتحديات».وذكر، أن الخمسين سنة المقبلة، ستشهد زيادة العمر الافتراضي الصحي للأفراد في دولة الإمارات وتقليل الإصابة بالأمراض غير السارية، مثل السكري والسمنة وضغط الدم، مؤكدة أن دولة الإمارات مقبلة على تحولات كبيرة وعميقة في توفير الخدمات الصحية للجمهور. وتوقع توسع الجهات الصحية بالدولة في استخدام الطباعة ثلاثة الأبعاد ورباعية الأبعاد في المجال الطبي والجراحي، وذلك مواكبة للطب الحديث والثورة الصناعية الرابعة. وقال:«بدأنا استخدام تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد تسخيراً لإنتاج وتصميم العديد من الأدوات والتجهيزات الطبية التي تعزز من قدرة القطاع الصحي، حيث تم استخدامها لإنتاج وتصميم العديد من الأدوات والتجهيزات الطبية وابتكار أنواع متطورة من الكمامات الطبية، وأجهزة التنفس الاصطناعية». وأشار إلى استخدامها لمساعدة الجراحين في التخطيط للعمليات من خلال محاكاة الأعضاء، طباعة الأجهزة والمعدات الطبية مثل الأجهزة التعويضية في الأطراف الصناعية، الزراعات السنية والطب التجميلي.
فرس الرهان في الوصول للعالمية قال شريف بشارة، الرئيس التنفيذي لمجموعة محمد وعبيد الملا، المجموعة المالكة للمستشفى الأميركي دبي: إن «القطاع الصحي الخاص سيكون فرس الرهان في الوصول إلى العالمية في تقديم خدمات الرعاية الصحية بالدولة». وأضاف:«الدولة وفرت بيئة مثالية للاستثمار الصحي الخاص ومقومات كبيرة للنجاح للابتكار واستشراف المستقبل، وهو ما جعله قادراً على تطبيق استراتيجيات الثورة الصناعية الرابعة التي تركز في محورها الصحي على لرعاية الصحية الروبوتية». وأكد أن القطاع الصحي الخاص لديه خطط وبرامج طموحة لتمكين أحدث تكنولوجيات الرعاية الصحية، وأهمها الذكاء الاصطناعي وبلوك تشين، والطب الجينومي والتطبيب عن بُعد. ولفت إلى الاستفادة من الروبوتات وتكنولوجيا النانو، لتعزيز إمكانات تقديم خدمات الرعاية الصحية عن بُعد، وتقديم حلول طبية ذكية على مدار الساعة عن طريق التكنولوجيا القابلة للارتداء.وأشار، إلى التكنولوجيا الحيوية وتقنية النانو، والطب التجديدي والعلاج بالخلايا الجذعية، واستخدام الروبوتات في الجراحة والأطراف الصناعية، والرقاقات الذكية، والرعاية المنزلية عن طريق إنترنت الأشياء، والطباعة ثلاثية الأبعاد لتوفير الأدوية والمستلزمات الطبية.وتوقع بشارة، أن من ضمن مشاريع المستقبل خلال العقود الخمسة المقبلة، زراعة الأجهزة الدقيقة والذكية، التي تتنبأ بأي أخطار أو مضاعفات قد تصيب الشخص.