"ست بمليون راجل"، هكذا وصفها كل من عرفها،هي السيدة أم يحيى التي أخذتوورثت مهنة حلوى المولد عن زوجها بعد وفاته، واضطرارها لتحمل المسؤولية وتكملة مسيرته.
و تعرف منطقة السيدة زينب الحاجة أم يحيى منذ أن كانت شابة صغيرة، تقف بجوار زوجها لمساعدته في مجال عمله لتخطي صعاب الحياة معا، ولكن بعد فترة توفي و تركها واحدة تحمل كل ذلك العبء.
والتقت "الدستور" بصاحبة أقدم مصنع حلوى بمنطقة السيدة زينب، والتي قالت "شغلنا بيبقى شهرين بس في السنة"، وتابعت "بتشتغل كل موسم فقط قبل موعد المولد النبوي بحوالي شهر و بنستعد بشراء الخامات وتجهيز المعدات وقبل المولد بأيام بنعرض المنتجات امام المصنع لبيعها وبيتم توزيع بعضها على التجار والمحال"، كما أكدت أنها تتعامل مع فريقها بالمصنع كرجل وليست امرأة.
خامات نظيفة و معدات معمقة
وتركز أم يحيي على اختيار خامات نظيفة واستخدام المعدات المعمقة، كما أنها تؤكد على العاملين لديها بارتداء قفازات اليد كونهم يصنعون حلوى المولد التي يتناولها كل كبير وصغير، وقالت "بهتم أنهم يكونوا نفس الأشخاص علشان احنا فريق واحد ويمكن اسرة"، وأكدت أم يحيي أنها وجدت الأمر بعد ترك زوجها للمصنع لها أمانة، و لابد من قدرتها على تحمل المسؤولية وتخطي الأزمات حتى أصبح أبنائها في عمر كبير.وأضافت أن لعملها بالمصنع دور كبير في تخطي امر وفاة زوجها، وخاصة بمنطقة السيدة زينب التي يتميز سكانها بـ "جدعنتهم"، وأكدت أنها تهتم بأن تجلب أبنائها معها للمصنع لاكتساب الخبرة حتى تتأكد من أن مسيرة زوجها ستكمل حتى النهاية.
وقالت مريم واحدة من أبناء أم يحيى، إنها تأتى دون أي ضغط من أحد وتهتم أن تكون حاضرة بشكل مستمر منذ بداية عمل المصنع، وتجد متعة في التعامل مع الزبائن والعمال وتحرص على التواجد طيلة فترة عملهم.
وتابعت أنها تستطيع التوفيق بين دراستها وعملها بالمصنع، معلقة " مابقدرش أسيب ماما لوحدها لازم اكون جنبها في كل خطوة من خطواتها".