A Decrease font size.A Reset font size.A Increase font size.
عمان- الغد- أجرى معهد العناية بصحة الأسرة، مؤسسة الملك الحسين، استطلاعاً بهدف التعرف إلى آراء الناس بخصوص التدابير الصحية المترتبة على جائحة كورونا، وتم اختيار عينة عشوائية مفتوحة وشاملة لجميع الأعمار ولكلا الجنسين.
وخلصت نتائج الاستطلاع إلى أن 87.9 % من أفراد العينة يرون أن الوعي المجتمعي بخطورة المرض هو العامل الأكثر تأثيراً ويعزز سلامة المجتمع من الوباء أكثر من الإجراءات والتدابير الرسمية، وأيد 74.6 % من المشاركين في الاستطلاع فرض عقوبات ومخالفات على عدم ارتداء الكمامة.
وهذا يعكس القناعة بأن الوعي المجتمعي هو حجر أساس لمواجهة كورونا ويساعد على الالتزام بجميع الإجراءات والتعليمات والإرشادات، والإحساس العميق بالمسؤولية تجاه الوطن، ودعم الجهود الحكومية لعبور هذه الأزمة.
ويرى 96.4% من المشاركين أن البلدان بحاجة إلى أن تعمل معاً لإدارة القضايا العالمية والأزمات الصحية كجائحة كوفيد-19، وأيد 92.9% من المشاركين أن نظام الإمدادات والخدمات اللوجستية يحتاج إلى التوسع للتصدي لجائحة كوفيد-19.
هذا يتطابق مع الواقع الذي يوضح ضرورة العمل المشترك، فقد وضع الوباء أنظمة الصحة العامة وخدمات الطوارئ تحت ضغط هائل، وارتفع الطلب على الإمدادات الطبية ومعدات الحماية فكانت هذه الأزمة تذكيرٌ قويٌ بأهمية التضامن الدولي.
وأيد 75.1 % من المشاركين أن هناك تأثيرا سلبيا للجائحة على تقديم الخدمات للأمراض المزمنة، وذلك واضح بسبب محدودية الحركة والتنقل مما يعد تحدياً للحصول على الأدوية التي يحتاجها من يعاني من الأمراض المزمنة بشكل مستمر.
وعن الاستجابة للتعليم أثناء الجائحة، انقسم المستجيبون ما بين مؤيد ومعارض، حيث أجاب 70.4% من المشاركين بأنهم يؤيدون التعليم الوجاهي أثناء الجائحة، بينما 29.6 % كانوا يؤيدون التعليم عن بعد.
وأجاب 61.2 % من المشاركين من كلا الجنسين أن المرأة تعاني من عواقب كورونا أكثر مما يعاني الرجل، بينما رأى 38.8% من المشاركين أن النساء لم يعانين أكثر من الرجال من آثار الجائحة.
من ناحية أخرى، أدى العمل عن بعد إلى زيادة قضاء الرجال والأطفال الوقت في المنزل، وبالنظر إلى أن النساء والأطفال يعتبرون على نطاق واسع الأكثر ضعفا في أوقات الطوارئ، سواء في الحروب أو أثناء الأوبئة، فإن الوباء الحالي قد عطل بشدة الوصول إلى خدمات الصحة الإنجابية وصحة الطفل على وجه الخصوص.
ويعتقد 80.5 % من المشاركين في الدراسة أن العنف ازداد أثناء الجائحة، وهذا يتفق مع رصد مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية، الذي أظهر زيادة بحالات العنف الاسري، بينما أشارت إدارة حماية الأسرة إلى أن نسبة زيادة العنف الأسري وصلت إلى 33 بالمئة خلال أول شهر من الحظر.
كما أشارت ورقة السياسات التي أعدتها جمعية معهد تضامن النساء الأردني إلى أن هناك ارتفاعاً في مؤشرات العنف المبني على النوع الاجتماعي خلال جائحة فيروس كورونا المستجد، مستندة في ذلك إلى أن الجمعية تعاملت خلال 3 أشهر مع أكثر من 800 حالة عنف، مما قد يسلط الضوء على أهمية التحوّل الإلكتروني في الاستجابة لحالات العنف المبني على النوع الاجتماعي، وبناء شبكة مدنية للحماية والاستجابة والتأهيل، خصوصاً في حالات الطوارئ والأزمات.
كل ذلك يشير إلى أن القيود المفروضة على حرية التنقل والعمل الناتجة عن جائحة كورونا أثرت على سلوك الناس.كما أنه نتيجة للضغوط النفسية والاقتصادية التي صاحبت الوباء وأثرت على أفراد الأسرة، فإن المواقف الإعتيادية التي كان يتم التغلب عليها داخل الأسرة قبل جائحة كورونا أصبحت تثير العنف بين أفراد الأسرة بشكل أكبر.
وهذا يتفق أيضاً مع دراسة أجراها معهد العناية بصحة الأسرة عن أثر جائحة كورونا على الصحة النفسية والتي بينت أن أكثر من 80٪ من المشاركين يعانون من أفكار مزعجة ومشاعر الخوف والتوتر والتأثيرات الصحية الجسدية، مع تأثر مستوى الصحة النفسية بدرجة متوسطة إلى درجة شديدة.
وأظهر الاستطلاع أن نحو (41.8 %) من المشاركين يعتمدون على وسائل التواصل الاجتماعي والأقرباء والأصدقاء للحصول على المعلومات الطبية أثناء الجائحة وهي مصادر غير موثوقة، بينما يعتمد (33.5%) على المصادر الطبية مثل المراكز الصحية أو الكوادر الطبية أو الرسائل الصحية، أما بالنسبة للاعتماد على التلفاز فكانت النسبة 24.6% وتوزعت الإجابات بالتفصيل كما يلي :– 39.1 % وسائل التواصل الاجتماعي.– 24.6 % التلفاز.– 23.4 % المراكز الصحية أو الكوادر الطبية.– 10.1% الرسائل الصحية.– 2.7% الأقرباء أو الأصدقاء.مما يؤكد أهمية العمل على تسهيل وصول وحصول الافراد على المعلومات من مصادر موثوقة وصحيحة من الأجهزة الرسمية والجامعية والتعليمية.