مع تواصل تلقي الشارع الكروي المغربي جرعات الخيبة في المواعيد الحقيقية والكبرى، تتجدد محاولات أنصار المنتخب المغربي في جرد مسببات الإخفاق ومسوغات التواضع ومبررات استمرار خلو خزانة الفريق الوطني من الألقاب، لتحمل مجموعة من الأسماء البارزة مسؤولية الفشل؛ من بينها فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، ووحيد خاليلوزيتش، مدرب المنتخب المغربي، ومصطفى حجي، مساعد هذا الأخير.
خاليلوزيتش.. “أنا” جبان على حساب أحلام شعب
لم يترك وحيد خاليلوزيتش منذ توليه تدريب المنتخب المغربي أدنى فرصة للإعلاميين أو الجماهير من أجل انتقاده أو التعليق على اختياراته الفنية أو “نزواته” التقنية، مستقويا بالنتائج الإيجابية التي حققها على منتخبات بقيمة فنية ومادية ولوجيستيكية أقل بكثير من “الأسود”، وفي مباريات أقيمت على أرض المغرب، قبل أن يقرر الرجل نفسه الهروب، في موقف وصف بـ”الجبان”، في إخفاقه في أول محك حقيقي له، فنيا وتكتيكيا، أمام المنتخب المصري، بعدم حضور الندوة الصحافية التي تلي المواجهة، لتفادي الأسئلة المشروعة للصحافيين المغاربة الذين تكبدوا عناء السفر إلى ياوندي لتغطيةالمغرب في “الكان”.
ويتحمل خاليلوزيتش جزءًا كبيرًا من مسؤولية الإقصاء، نتيجة اختياراته في المباراة المذكورة، بدايةً باعتماده على منير الحدادي أساسيا والإبقاء عليه حتى الدقيقة الـ110 قبل تغييره، علما أنه كان من بين أضعف اللاعبين في المواجهة، ثم إخراج أكثر اللاعبين إزعاجا للدفاعات المصرية، سفيان بوفال، في الدقيقة الـ65 من عمر المباراة، والزج بسفيان رحيمي مكانه وهو الذي ظل حبيس المدرجات طيلة مباريات المنتخب المغربي في “الكان”، فضلاً عن انهزامه تكتيكيا في طريقة تدبير التقدم في النتيجة في وقت مبكر، إذ اختار الركون إلى الوراء، فاندحاره في الشوطين الإضافيين حيث وقف عاجزا عن إيجاد الحلول أمام دهاء البرتغالي كارلوس كيروش، مدرب “الفراعنة”.
وفي مسلسل “نزواته” على حساب مصالح المنتخب المغربي، اختار خاليلوزيتش إبعاد ثنائي مؤثر في فعالية المنتخب المغربي منذ فترة، وظل متمسكا بقراره ورافضا لمناقشته بأي شكل من الأشكال، ويتعلق الأمر بالثنائي نصير مزراوي وحكيم زياش، وهو خطأ إستراتيجي فادح حسب مجموعة من المحللين والتقنين.
ويتبنى خاليلوزيتش تناقضا خطيرا في تعاطيه مع مفهوم الصرامة، حيث يمكن أن يحرم يونس بلهندة من حمل قميص “الأسود” لسؤاله عن مصير المعالج الطبيعي للمنتخب؛ لكنه يتسامح دون أية مقاومة مع اقتحام دخلاء للتداريب “المغلقة” للفريق الوطني قبل مباراة مصيرية أمام “الفراعنة”، من قبيل سعيد الناصيري وهشام آيت منا.
حجي.. “لانتوشابل” الذي لا يتزحزح من المنتخب منذ 8 سنوات
عاد الجمهور المغربي ليتساءل عن دور مصطفى حجي، أكثر معمر في طاقم الفريق الوطني منذ 8 سنوات، في المساعدة على تثبيت الإستراتيجية التقنية المناسبة داخل المنتخب، بما أنه عايش معظم اللاعبين الذين تعاقبوا على الفريق الوطني في العقد الأخير.
ويظهر حجي ثابتا غير مؤثر من الناحية التقنية لإيجاد الصيغة المثلى لتفجير قدرات المنتخب المغربي، تماما كما هو عليه الحال في منصبه الذي لم يتزحزح منه منذ سنوات، إذ تغير المدربون حسب درجات اشتداد أزمة المنتخب المغربي، وظل حجي في مكانه مع بادو الزكي، ثم مع هيرفي رونار، فوحيد خاليلوزيتش، دون أن تظهر له لمسة تقنية واضحة في الفريق الوطني.
وإذا كان خاليلوزيتش قد أخطأ في رؤيته للأمور، أو عجز عن إيجاده للحلول، فكان الأجدى أن يكون لحجي تأثير المدرب المساعد الفعلي في اختيارات التشكيلة والبدلاء وتوقيت التدخلات الفنية والتكتيكية، عوض إبداء الولاء والسمع والطاعة لكل تحركات المدرب ذي الـ70 عاما.
لقجع.. بارك كل ما سبق!
بقدر ما لا يمكن تجاهل ما قام به فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، لمحاولة تطوير كرة القدم الوطنية، بقدر ما لا يمكن التغاضي عن مواقف “غير مسؤولة” للرجل في تدبيره لملف الإدارة التقنية وللمنتخبات.
ويشارك فوزي لقجع في مسؤولية معاودة الإخفاق القاري، على بعد أشهر قليلة على انتهاء ولايته الثانية على رأس الجامعة، بموقفه “السلبي” في ملف بتر أعضاء حيوية من جسم المنتخب المغربي، باستبعاد خاليلوزيتش الثنائي حكيم زياش ونصير مزراوي في وقت حساس من تكوين ملامح الفريق الوطني.
ويؤاخذ فوزي لقجع أيضا على عدم توفير الحماية الذهنية للمنتخب المغربي، بتزكيته بعض الممارسات التي تصنف داخل المنتخبات المسؤولة ضمن خانة تشتيت التركيز، كالإصرار على حضور التداريب المغلقة، مرفوقا بدخلاء على الفريق الوطني؛ منهم من لا يلتزم بارتداء الكمامة في عز رهبة المنتخبات في “الكان” من تسلل الفيروس إلى صفوف اللاعبين في مباريات خروج المغلوب.