في خضم التوتر الدبلوماسي بين الجزائر والمغرب، سلطت صحيفة “أفريك” (AFRIK)، المهتمة بالشأن الإفريقي، الضوء على موازين القوى السياسية في المنطقة، معتبرة أن الرباط تتفوق على الجزائر العاصمة لأسباب عديدة داخلية وخارجية.
العامل الأول وراء أفضلية المغرب على الجزائر، حسب الصحيفة عينها، يتمثل في التدبير الجيد لتفشي الفيروس التاجي في المملكة، لافتة الانتباه إلى الحرص الملكي على إعادة المغاربة العالقين في الصين خلال الأسابيع الأولى لظهور الوباء.
وأعادت الصحيفة التذكير بالطائرة التي أقلت 167 مغربيا مقيما بمدينة ووهان إلى مطار بنسليمان، مؤكدة أن الخطوة الملكية لقيت إشادة وطنية واسعة النطاق؛ وهو أحد الأسباب التي تجعل المغرب غير قابل للمقارنة مع أية دولة إفريقية، بما في ذلك الجزائر، تبعا للمنبر الإعلامي ذاته.
العامل الثاني، الذي قدمته صحيفة “أفريك” لتفسير التفوق المغربي بالقارة الإفريقية، يتجسد في الأعداد الكبيرة من الشباب الجزائريين الذين يفرون عبر “قوارب الموت” إلى الضفة الأوروبية، مستدلة بالإحصائيات الرسمية وغير الرسمية بخصوص واقع الهجرة غير النظامية بالجزائر.
هكذا، يوضح المصدر الإعلامي، فقد وصل نحو 1900 مهاجر غير نظامي إلى إسبانيا خلال الفترة الممتدة من 27 شتنبر إلى 3 أكتوبر من السنة الجارية؛ بينهم 72 في المائة من المواطنين الجزائريين، مقابل 21 في المائة من نظرائهم المغاربة؛ أي عمليا ما قدره 399 مواطنا مغربيا.
العامل الثالث للمقارنة بين البلدين الجارين يتمحور حول جودة ملاعب كرة القدم، تضيف المقالة التي أشارت إلى انتقادات المنتخب الجزائري بخصوص الملاعب الوطنية التي استضافت تصفيات كأس العالم لسنة 2022، خاصة نوعية “العشب الكارثي” لملعب “البليدة” حيث نُظمت إحدى المباريات.
وبناء على ذلك، خلصت الصحيفة الإفريقية إلى تفوق المملكة المغربية على الجمهورية الجزائرية، مبرزة أن القوة لا تقاس فقط بالآليات العسكرية والجاهزية الحربية؛ بل تتعلق كذلك بمستوى معيشة السكان، ورفاهية المواطنين، وقدرة النظام السياسي على تدبير شؤونهم اليومية.
وعرجت الصحيفة على التطورات السياسية بين البلدين بإشارتها إلى الإجراءات المتخذة من الطرفين لتدبير الأزمة، ضاربة المثال بالمناورات البحرية الجزائرية المقامة بالقرب من الحدود المغربية وإغلاق أجواء الجزائر أمام الطائرات المغربية، مقابل حديث وسائل الإعلام المغربية عن صفقات التسلح العسكري الأخيرة.