القاهرة ـ«القدس العربي» : تقترب الذكرى الحادية عشرة لثورة الخامس والعشرين من يناير/كانون الثاني، وما زالت الجماهير التي خاضت الحدث الكبير، الذي لفت إليها أنظار العالم تقف على أعتاب “سنة أولى ثورة”، إذ ارتدت الطبقات الشعبية نحو القاع محتلة “البدروم”، لا حلم بالصعود لأعلى بل فقط كل الأمنيات تتوقف عند مجرد التشبث ببطاقة التموين، التي تتحين الحكومة الفرصة للانقضاض عليها، على اعتبار أن الدعم بات لا يليق بمبادئ وشيم الجمهورية الجديدة..وفي صحف أمس الاثنين 17 يناير/كانون الثاني، وجد أفراد أسرة الرئيس الراحل حسني مبارك أنفسهم وكبيرهم في مواجهة هجوم واسع، بسبب ما شهدته البلاد من آثام اقتصادية وسياسية في عهده. ومن تصريحات أمس: أكد رئيس الوزراء أنه، جار العمل على هيكلة الشركات التابعة للقوات المسلحة، التي تعمل في قطاعات اقتصادية مدنية، بحيث تكون جاهزة للطرح في البورصة المصرية، وللشراكة مع القطاع الخاص، مثلها مثل شركات قطاع الأعمال والشركات التابعة للحكومة. ونفى رئيس الوزراء وجود فتور في العلاقات بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية، قائلا إنه لأول مرة منذ فترة يتم عقد الحوار الاستراتيجي في شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.ومن تقارير البرلمان: شهدت الجلسة البرلمانية في مجلس الشيوخ برئاسة المستشار عبد الوهاب عبد الرازق، مناقشات حول ضمانات تشغيل الأطفال، خلال مناقشة مشروع قانون العمل الجديد. ودعا النائب محمد فريد عضو المجلس، إلى وضع ضوابط محددة للحفاظ على حقوق الأطفال، لافتا إلى حادث المعدية الأخير، الذي راح ضحيته عدد من الأطفال. ومن أخبار الوباء: اعترف الدكتور خالد عبد الغفار القائم بأعمال وزير الصحة أن هناك ارتفاعا ملحوظ في معدل الإصابة بـ«كوفيد- 19» بداية من شهر يناير/كانون الثاني الحالي وحتى اليوم، وأشار بشأن الوضع الوبائي لبدايات الموجة الخامسة بالاصابات والارتفاع الكبير بمعدل الإصابات، إلى أن المتحور السائد حاليا هو متحور أوميكرون ودلتا يأتي في المرتبة الثانية. ومن أخبار المحاكم: قررت محكمة جنوب القاهرة تأجيل دعوى آية رشوان توفيق ضد والدها الفنان رشوان توفيق، وشقيقتها هبة الله رشوان، وابنة شقيقها أميمة توفيق رشوان لجلسة 24 يناير الجاري للاطلاع. ومن اخبار القضايا: أكد المحامى أشرف عبد العزيز، أنه تلقى تكليفا من عصام الحضري مدرب حراس منتخب مصر، باتخاذ إجراءات التنازل والتصالح مع الشاب حارس الأمن، في ما يخص إتلاف سيارة ابنته شدوى عصام الحضري. وسبق أن جدد قاضي المعارضات، حبس فرد أمن المتهم 15 يوما على ذمة التحقيقات. ومن التقارير الأمنية: تمكّنت الشرطة من ضبط مدير مالي في شركة أدوية، مقيم في دائرة القسم، مطلوب التنفيذ عليه في 49 حكم حبس وغرامات في قضايا «شيكات» بإجمالي حبس 143 سنة، وكذا قضية «غرامات اقتصادية» بغرامة مالية مستحقة بلغت 100 ألف جنيه، وبمواجهته بالأحكام الصادرة ضده أقر بها.معطف لشقيقها
حكاية مفعمة يروي تفاصيلها محمد القماش في “المصري اليوم”: ندى ودعاء وزينب وزكريا ومحمد وهاجر وشروق وسعيد، من ضحايا حادث غرق سيارة نقل كانت تقل عمال تراحيل من منطقة القطا إلى قرية أشمون في المنوفية، في مياه النيل إثر سقوطها من أعلى المعدية، جميعهم خرجوا من المياه في ما عدا «شروق»، الضحية العاشرة للحادث الأليم الذي نجا منه 14 طفلا آخرين. والدة شروق، التي لم تتجاوز الـ14 ربيعا، ظلت تنتظر خروج جثمان ابنتها على مدار 6 أيام، حتى تم العثور عليها.. يعتصر أم الضحية الألم وهي تروي المأساة: جميع الضحايا كانوا أطفالا في عمر الزهور، تركوا أحلامهم خلفهم لأجل كسب لقمة العيش والعمل في إحدى مزارع الدواجن في طريق «مصر- الإسكندرية» الصحراوي. شروق، ذات الملامح البريئة، كانت تعمل باليومية بـ50 جنيها مثل أقرانها، خرجت لمساعدة أهلها لظروفهم المعيشية الصعبة، وشراء جاكيت لأخيها الصغير يحميه من الطقس البارد، فسقطت في المياه في «عز الثلج». والدة الطفلة ظلت لا تبارح مكانها، تجلس على ضفة النهر في انتظار الجثمان، وظل أفراد قوات الإنقاذ النهري يمشطون النيل بحثا عن جثتها. جنازات الأطفال الأبرياء خرجت وسط مشاعر حزن الأهالي، إلا جنازة شروق، فأمها لم تعثر على جثتها إلا في اليوم السابع لوقوع المأساة.. قبل أيام كانت شروق تنظر إلى الشاطئ حيث بداية أحلامها هي وضحايا الحادث، فعلى الجانب الآخر من النهر كان يسكن الرزق.
كان وهما
اقتربت ذكرى الثورة فحركت الذكريات داخل ذاكرة عبد الله السناوي في “الشروق”: كان أسوأ ما حدث بالنسبة لنظام مبارك التعويل شبه المطلق على الولايات المتحدة في ضمان استقرار النظام وتوريث النظام الجمهوري من الأب إلى الابن. ظل الاعتقاد طوال الوقت جازما بأن المستقبل المصري يصنع في البيت الأبيض، حتى أن الدكتور مصطفى الفقي سكرتير رئيس الجمهورية الأسبق للمعلومات قال ذات مرة: «إن الرئيس القادم سوف يكون اختيارا أمريكيا بموافقة إسرائيلية». لم يطل الوقت حتى تبددت أسطورة التعويل على الإدارة الأمريكية في ضمان مستقبل النظام، وبدت وهما من الأوهام في الأيام الأولى ليناير/كانون الثاني. الثورات ليست مؤامرات حتى لو بدا أن هناك من تآمر لاختطافها، أو حرفها عن مسارها وأهدافها. إعادة قراءة ما جرى من تفاعلات وحسابات في سنوات مبارك الأخيرة، تساعد باليقين على إدراك الأسباب الكامنة التي أفضت إلى إجهاض أهداف يناير، واختطاف جوائزها من غير مستحقيها. لا يعنى إجهاض الثورة نفي شرعيتها.. شرعية يناير في حتميتها. لم تهب عواصف التغيير مرة واحدة، ولا نشأت فجأة في ميادين الغضب. على مدى عشر سنوات كاملة تتالت التوقعات والنبوءات تحت الأفق المأزوم. «مصر دخلت منطقة الزلازل السياسية». كان ذلك توصيفا مبكرا في 18 نوفمبر/تشرين الثاني 2001 أطلقه المفكر اليسارى الدكتور فوزي منصور.. بروح الفنان توقع السيناريست محفوظ عبدالرحمن بتوقيت مقارب ما قد يحدث غدا: «النمل الأبيض يقرض كرسى السلطان».. غير أن السلطان لم يكن في وارد الالتفات إلى أن عرشه على وشك أن يهوى بفعل بنية نظامه.
قبل الانفجار
واصل عبد الله السناوي تأملاته لما جرى في سنوات مبارك الأخيرة: بنظرة إلى المستقبل توقع المفكر الاقتصادب سمير أمين في أكتوبر/تشرين الأول 2003 أن «الإسلام السياسي هو البديل المطروح، لكنه لن يخرج مصر من المأزق». «دخلت مصر مرحلة المخاض المؤذن بميلاد جديد بإرادة الشعب، هذا ما يبدو جليا لكل ذي عينين يبصر بهما». هكذا لخص الموقف السياسي الحرج، الفقيه القانوني الدكتور هشام صادق في فبراير/شباط 2005 .في إبريل/نيسان من العام التالي توقع السفير أمين يسري أن «مصر على أبواب يوليو/تموز جديد». «لا سكة السلامة ولا سكة الندامة.. نحن الآن في سكة اللي يروح ما يرجعش». كان ذلك توصيفا متشائما للمخرج المسرحي سعد أردش في فبراير 2007. «للصبر حدود وثورة الفقراء تقترب»، كان ذلك استخلاصا مثيرا من قلب مجتمع الأعمال أطلقه محمد فريد خميس في سبتمبر/أيلول 2007. «مصر في حالة مخاض والمستقبل مجهول». هكذا تحدث الدكتور محمد كمال من قلب الدائرة الضيقة حول نجل الرئيس. «أتوقع اضطرابات اجتماعية» هكذا تحدث اللواء فؤاد علام بخبرة المؤسسة الأمنية في مايو/أيار 2008. «مصر مقبلة على ما لم تشهده من قبل» كان ذلك توقعا مدويا للأستاذ محمد حسنين هيكل في يونيو/حزيران 2008. «حضرة النظام المستبد.. التغيير أو الانفجار» كان ذلك إنذارا أخيرا في 9 يناير/كانون الثاني كتبه الدكتور محمد أبوالغار قبل انفجار الحوادث بأسبوعين في 25 يناير 2011.مسيلمة الطبال
وصف الدكتور عبد الغني هندي عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، تصرفات مدعي النبوة اللبناني نشأت مجد النور، الذي هاجم المصريين، بأنها من أشد أنواع الكذب والافتراء، مطالبا بضرورة محاسبة ذلك الرجل قانونيا. ونقلت فادية دياب في “الوطن” عن عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، في حديثه حول مزاعم مدعي النبوة قوله: «القرآن الكريم وصف تصرفات هؤلاء الأشخاص، بأنها من أشد أنواع الظلم، وهم الذين يفترون على الله كذبا، ويقولون إنهم أوحي إليهم ولم يوح إليهم شيء». وانهالت التعليقات الساخرة من مزاعم نشأت مجد النور، خاصة بعدما تداول صورة عمله كـ«طبال»؛ إذ قال حساب يحمل اسم أسماء عبدالرازق: «مدعي النبوة قال وطبال، باين عليها 2022 فيها مصايب كتيرة ودي أولها رحمتك يا رب»، فيما كتب آخر: «أنت وقعت في حارة سد ومحدش سما عليك». علق الفنان محمد عيد الشهير بـ«الصغير»، والمعروف بدوره المميز في الفيلم الكوميدي «الرجل الأبيض المتوسط» مع الفنان أحمد آدم، وبرنامج المقالب الرمضاني الشهير «اديني عقلك»، على الأمر. وتضمن تعليق الفنان محمد عيد الصغير على منشور «الوطن»، كلمات وجيزة وهي: «وقعت مع المصريين استحمل بقى». وثار جدل واسع على ساحة منصات التواصل الاجتماعي، خلال الأيام الماضية حول اللبناني نشأت مجد النور مدعي النبوة، الذي زعم امتلاك عدد من المعجزات؛ ليدخل في صدام مع المصريين الذين سخروا من أكاذيبه حتى أن العديد من رواد السوشيال ميديا فضحوا إياه بصورة قديمة له كشف عن عمله كـ«طبال».
كلاب وأشياء أخرى
يرى أحمد إبراهيم في “الوطن” أن مصر تشهد قفزة في مجال البناء والتشييد، لكنه أعرب عن تبرمه من ظواهر سلبية يجب القضاء عليها حتى يكتمل بهاء الصورة، أمام المصريين والأجانب. الظاهرة الأولى هي انتشار المتسولين في الشوارع والطرق والميادين الرئيسية، ووسائل المواصلات العامة، وأصبحت حرفة ومهنة لأسر كاملة تلاحق المواطنين والسيارات بأساليب أقرب إلى الابتزاز وليس التسول. ربما يكون بعضهم فعلا فقيرا، ولكن أكثرهم لا يستحق، ولذلك أتمنى أن تتعامل الدولة مع هذه الظاهرة بجدية وتبحث وراء كل هؤلاء المتسولين، فالذي يستحق منهم الإعانة يمكن ضمه إلى منظومة الضمان الاجتماعي، أو توفير مصدر دخل له من خلال منظمات المجتمع المدني، أما الذي لا يستحق، فيجب معاقبته حتى تصبح شوارعنا خالية من المتسولين. الظاهرة الثانية مثل الأولى تماما وهي انتشار «السُياس» رغم صدور قانون (ما زال حبرا على ورق) لمنعهم أو لتنظيم هذه الوظيفة الدخيلة علينا، إلا أنها ظاهرة تتفاقم وتنتشر، ومعظم من يمتهنها «مسجلين خطر» أو خريجو سجون وقاموا باحتلال الشوارع غصبا، ويقال إن هناك بعض المسؤولين يتسترون على هؤلاء البلطجية مقابل إتاوات معلومة، وأصبح مطلوبا من كل مواطن أن يدفع لهؤلاء مقابل انتظار سيارته في أي مكان، حتى ربما أمام منزله، وهناك مشكلات عديدة ومشاجرات يوميا بسبب هذا البلاء، الذي يجب على الدولة استئصاله من جذوره. الظاهرة الثالثة هي انتشار الكلاب، لا توجد إحصائية دقيقة عن أعدادها في الشوارع، فهناك من يقول إنها 10 ملايين، وهناك من يراها 20 مليونا وأكثر، أيا كان الرقم فهو بالملايين، وحتى يعلم الجميع حجم المشكلة، لا بد من عرض نتائجها الكارثية على البلد، حيث الدولة تنفق مئات الملايين على علاج المواطنين الذين يتعرّضون يوميا للعقر (العض) من الكلاب الضالة، ربما تصل إلى نصف مليار جنيه سنويا، بالإضافة إلى الأموال التي ينفقها المواطنون من جيوبهم. كما أن هناك وفيات كثيرة بمرض «السعار»، خاصة عند الأطفال. فضلا عن أننا نستورد المصل أو اللقاح المستخدم في علاج مرض السعار، وإنتاجه أصبح قليلا، وغير متوافر في الأسواق، ويُقال إن المصانع التي تنتجه حوّلت خطوطها لإنتاج أدوية أخرى، لأن معظم الدول تغلبت على مشكلة الكلاب الضالة، وبالتالي ينخفض الطلب على المصل وهناك نحو 400 ألف شكوى سنويا من الكلاب الضالة.
بعين واحدة
رجح سليمان جودة في “المصري اليوم” أن يكون ديفيد ساترفيلد، المبعوث الأمريكي الجديد الذي أرسلته بلاده إلى منطقة القرن الافريقى، يرى الأمور في المنطقة التي جاء إليها بعين واحدة. وكان المبعوث السابق جيفري فيلتمان، لا يرى الأمور نفسها بعين واحدة ولا بعينين، ولذلك فإنه ذهب كما جاء، بينما القضية الأساسية التي بعثوه من أجلها واقفة في مكانها، وربما تكون قد تأخرت عن مكانها الذي وجدها فيه يوم زار المنطقة مبعوثا. المبعوث الجديد أعلن أنه سيزور إثيوبيا والسودان والسعودية، في جولة تستمر أربعة أيام وتنتهي الخميس المقبل. وقيل إنه سيبحث كل شيء خلال هذه الزيارة، دون أن يكون لملف سد النهضة وجود معلن على أجندة زيارته.. إنه سيبحث المشكلات على الحدود السودانية الإثيوبية.. وسيبحث عملية الانتقال الديمقراطي في الخرطوم.. وسيبحث هجوم الحكومة الإثيوبية على الثوار الإثيوبيين في إقليم تيغراي.. ولم يذكر أنه سيبحث في ملف السد، الذي دون الوصول إلى حل فيه ستكون المنطقة كلها في خطر، لا إثيوبيا وحدها، ولا السودان بمفردها، ولا بالطبع الحدود الممتدة بين الدولتين. هو بهذه الطريقة يرى الأمور بعين واحدة لأنه لو كان يراها بعينين طبيعيتين، لكان قد عرف أن حكومة آبي أحمد في أديس أبابا أعلنت، قبل يومين، البدء في إزالة 17 ألف هكتار من الغابات في منطقة السد تمهيدا لبدء الملء الثالث، الذي تقول إنها ستشرع فيه. فإذا عرفنا أنها كانت قد أزالت 4824 هكتارا في الملء الثاني، وأن الهكتار يساوى فدانين ونصف الفدان، فسوف يتبين لنا حجم الملء الثالث، حجم ما سوف يترتب عليه من أزمات في المنطقة، تهون إلى جوارها مشكلات تيغراي، ومشكلات الحدود، ومشكلات الانتقال الديمقراطي. إذا لم يكن المبعوث ساترفيلد يرى الخطر الكامن وراء السد، فهو لا يرى شيئا في المنطقة التي أرسلوه مبعوثا فيها، وإذا لم يتعامل مع هذا الخطر منذ اليوم الأول له مبعوثا، فسوف يعود كما عاد فيلتمان من قبل، وسوف تثبت بلاده أن ما قيل عن أنها لا ترى الطريق الصواب، إلا بعد أن تجرب كل الطرق الخطأ هو أمر صحيح وفي محله تماما.
حاله لا يسر
يقول الدكتور محمد حسن البنا في “الأخبار” بما لا يسر عشاق الساحرة المستديرة: ما زلنا غير راضين عن أداء منتخب مصر رغم فوزه في مباراته أمام غينيا بيساو بهدف دون رد. ورغم تحسن الأداء إلى حد ما عن المباراة الأولى في كأس الأمم الافريقية. لماذا؟ لأن إمكانياتنا وما نصرفه على المنتخب والرياضة المصرية يفوق بكثير ما تنفقه دول أخرى ومنتخباتها في المقدمة، وتسبقنا في التصنيف العالمي. كما نملك جيلا من اللاعبين المهرة والأفذاذ مثل، محمد صلاح الذي ينافس على أفضل لاعب في العالم، ومتألق مع نادى ليفربول الإنكليزي وهداف الدوري هناك. كما نملك لاعبين أفذاذا مثل الهداف مصطفى محمد وتريزيجيه وعمر مرموش والسولية والنني وطارق حامد وحمدي فتحي وقفشه. ولدينا أفضل حارس في افريقيا محمد الشناوي. وكان لدينا أفضل دفاع أكرم توفيق وأحمد فتوح واصيبا في أول مباراة. لكننا للأسف لا نملك جهازا فنيا وطنيا محترما يستطيع أن يمنح لاعبينا الحمية الوطنية مع الفنيات، كما نراها في منتخبات أخرى كالجزائر. وكما تعلمون، كنا رقم 8 في التصنيف العالمي أيام المدير الفني الوطني القدير حسن شحاتة، من بعده لم نصل إلى المستوى اللائق لا مع مدربين محليين، ولا حتى أجانب. وتمثيلنا في كأس العالم الماضية كان مخيبا للآمال، وخرجنا من الأدوار الأولى بثلاث هزائم. لن أتحدث في الفنيات والتكتيكات الكروية، لها رجالها الذين أفاضوا فيها، ولكن للأسف لا يرى ولا يقرأ ولا يسمع أحد، لأن كيروش المدرب البرتغالي لا يسمع إلا نفسه، وقد انتهج في ختام مسيرته هدم وتدمير ما تبقى من الكرة المصرية، على الرغم من أن ابناء بلده «البرتغال» كان لهم دور كبير في رفعة شأن الكرة المصرية مثل مانويل جوزيه وجيسفالدو فيريرا. وبدأ يجرب في مراكز اللاعبين وضع، صلاح رأس حربة ومصطفى جناح أيمن، وتريزيجيه الغائب عن الكرة 8 أشهر لاعبا محوريا في وسط الملعب ليسيطر الفريق المنافس على وسط الملعب.
سولية الساحر
أكد حسن المستكاوي في “الشروق” أن هدف محمد صلاح في مباراة غينيا بيساو، وهو أول أهدافه مع المنتخب في 6 مباريات، فتح الطريق إلى الدور الثاني في حالة الفوز على السودان في مباراة الفريقين يوم الأربعاء المقبل. وكانت تمريرة السولية الساحرة إلى صلاح من أفضل ألعاب المباراة، وسجل نجم المنتخب وليفربول الهدف من زاوية ضيقة للغاية، ليمنح الفريق فوزا استحقه، بعد أن أنقذ قائما المرمى الغيني ثلاثة أهدف محققة لكل من صلاح ومصطفى محمد وزيزو، وكان القائمان بمثابة الحارس الأمين لحارس غينيا وناس مينديس، فوز مستحق نعم بالتأكيد على الرغم من حالة «الفزع» التي أصابت الجميع بعد هدف ماما بالدي الجناح الغيني الذي ألغاه الفار لخطأ ارتكبه مع عمر كمال. وهو فوز مستحق بنسبة سيطرة 70% مقابل 30% للفريق الغيني وفي كل أرقام المباراة. وكانت سيطرة ومبادرة وهجوما وضغطا. وتحركات مستمرة في الثلث الهجومي للمنتخب الوطنى شارك فيها صلاح ومرموش ومصطفى محمد وعمر كمال عبدالواحد، الذي كان جناحا معظم الوقت والسولية، والنني، وحتى حجازي والونش وأيمن أشرف. إلا أن اللعب المباشر أفسدته أحيانا مبالغة اللاعبين في الاحتفاظ بالكرة، لاسيما مرموش. بجانب البطء في التصرف، والبطء في التحرك من جانب عبدالله السعيد، وعدم قدرته على إرسال تمريراته الطويلة إلى مناطق الهجوم المختلفة لأن الفريق الغيني شكل زحاما ومساحات ضيقة في منطقة الجزاء، فجعل مسافات ومساحات حركة مهاجمي مصر خلف الخطوط ضيقة للغاية ومحدودة. السولية أفضل لاعبي الوسط، لإيجابيته في التحرك والإنتاج، وزادت الإيجابية ب زيزو في الشوط الثاني، وهو ضرورة في التشكيل. بينما النني يتحرك كثيرا في اتجاهات الكرة، لكنه مطالب بركل الكرة وتمرير الكرة، واستخلاص الكرة. بينما السعيد يعاني في طريقة 4/3/3. واختياره لم يكن مناسبا، وهو الأمر نفسه الذي يلام عليه كيروش لاختيار ترزيجيه وهو غير جاهز، كما كان سحب مصطفى محمد خطأ، والانتظار حتى الدقيقة 78 لتغيير مرموش والنني خطأ يسجل على كيروش في مباراته رقم 13 مع منتخب مصر ضمن أخطاء أخرى سابقة، وحتى الآن لم يقدم المنتخب الوطني العرض الفني الذي ينتظره جمهوره.
فيروس ويعدي
أصبح خبر زوال كورونا كما أفصح أحمد التايب في “الوطن” أمنية كل إنسان يعيش على هذه البسيطة، فالكل يتمنى ليل نهار، وفي رجاء ودعاء دائم ومتواصل، بل إن العقول والقلوب في شوق مرتقب إلى إعلان انتهاء الأزمة، أو على الأقل أن يكون التعامل مع هذا الفيروس وكأنه أنفلونزا، أو نزلة برد، ليكون لسان حال كل مُصاب “عندى شوية كورونا” كتوصيف لإصابته، مثلما هو الحال عند الإصابة بفيروس الأنفلونزا، حيث لا مكان للخطر أو تهديد للحياة أو القلق والفزع. مع اتساع دائرة الأمل خلال الأيام الماضية، متوقع تحقيق هذه الأمنية بذكر جملة “عندي شوية كورونا” أو “مجرد دور كورونا” مثلما الحال عند الإصابة بفيروس الأنفلونزا في ظل وجود وانتشار أخبار سارة ومبشرة تعزز وتزيد من هذه الأمنية، أهمها وجود توقعات إيجابية بكون العام الجديد 2022 سيشهد بداية تحول الفيروس من وباء إلى مرض متوطن، وأن هناك أدلة على أن سلالة أوميكرون تصيب الجزء العلوي من الجهاز التنفسي أكثر مما تصيب الرئتين، وذلك يجعلها تسبب أعراضا أخف من أعراض السلالات السابقة، بل تزداد الأمنيات مع كثرة التأكيدات الطبية للأطباء والخبراء بأنه مجرد أن يزول متحور أوميكرون، فإن الإصابات في طريقها للانخفاض بصورة كبيرة، وبعدها يمكن علاج مرضى كورونا مثل مرضى الأنفلونزا الموسمية. فالأصوات التي تحمل الأمل كثيرة، فهناك أيضا من يستبعد أن يظهر متحور أكثر انتشارا من أوميكرون، وهناك من يؤكد أن موجة كورونا الحالية والأعراض فيها بسيطة في معظم الحالات، ومتشابهة بالأنفلونزا الموسمية ونزلات البرد السنوية، لكنها في كل الحالات ما زالت موجودة، وأن العدوى أصبحت أكثر بين العائلات والأسر ما يؤدي إلى ارتفاع المناعة المجتمعية. “رغم أصوات الأمل هذه، ورغم التأكيدات بأن متحور أوميكرون أقل شراسة وأخف أعراضا، فإن الخطر ما زال قائما، وأن مواصلة الالتزام بالإجراءات الاحترازية والوقائية والتباعد الاجتماعي، والحرص على أخذ اللقاحات والتطعيمات ضرورة حتمية.
من المجرم؟
اقتفى صلاح منتصر أسباب الازمة التي يواجهها معظم المصريين عبر سردية قصها في “الأهرام”: كان حفلا جميلا يوم تزوج ممدوح (24 سنة) وسامية (22 سنة) في البيت الذي كان يضم مع ممدوح أربعة إخوة وأولادهم الثلاثة يعنى سبعة. بعد شهر واحد كانت الأم تطمئن على سامية: فيه حاجة جاية في السكة. المولود الأول جاء بعد تسعة أشهر بالتمام، والثاني بعد 30 شهرا والثالث بعد 45 شهرا، أما الرابع فبعد 59 شهرا، أما باقى الأبناء الأربعة فقد أنجبوا تسعة. يعني في أقل من خمس سنوات كانت الأسرة التي بدأت بزوجين قد أصبحت تضم 15 في عين العدو. ومضت السنوات مسرعة وتزوج الأحفاد وبدأ كل يسابق الآخر في الإنجاب، وأصبح يوم الجمعة هو يوم الحشد الأكبر من الكبار والصغار والأحفاد. انضم جيل ثالث رفع إنتاج البذرة التي بدأت باثنين إلى ستة وعشرين ولم يعد المكان يكفي لاجتماع كل أفراد الأسرة لدرجة وصلت إلى عدم قدرة تذكر الجد أسماء أحفاده. وتغيرت مشاعر الجد والجدة فأجمل لحظة يواجهانها يوم وصول الأبناء والأحفاد، لكن الأسعد منها لحظة مغادرتهم البيت بعد الزعيق والهرجلة والخناقات والمقالب، التي كان يقوم بها الأولاد ضد بعضهم، أما الأزواج فلم يعد أحد منهم يتحدث سوى عن الشكوى من متاعب ومصاريف وارتفاع أسعار الكهرباء والمدرسة والخضار واللحمة التي لا يضطرون إليها إلا في المناسبات، وخد عندك سعر البنزين ولا العيش واقترح أحد الأزواج أن يكتب خطابا إلى المسؤولين يعرض فيه حالته ومشكلاته. يقول فيه: أنا موظف درجة خامسة ومش قادر أعيش. وسكت الجد الأكبر كما لو أنه فقد النطق. نظر إلى القبيلة التي حوله وتساءل: وآخرتها؟ صعب عليه مستقبل أحفاده وكيف رباهم على العز المناسب لأسرة متوسطة، واليوم يرى الحذاء الذي تآكل نعله في قدم أحد أحفاده، ولا يستطيع أن يفعل شيئا. وكتم آهة طويلة في صدره وقال: سامحنى يا رب.. أنا المجرم الحقيقي.
«أيهما العبيطة؟»
كانت هناك أسـرة مصريـة تعيش في أستراليـا، اهتم بأمرها بهاء الدين حسن في “المشهد”: مات الزوج وترك أسرتـه، التي آثرت البقاء في أستراليا، ومواصلة الحياة بعد وفاة الزوج، على عكس ما يحدث من بعض المغتربين في الخارج، في حــال موت رب الأسرة، تلم الأسرة عزالها وعلى متن أول طائرة تعود إلى الوطن. كان للزوجـة أخ تجمعنـا به صداقـة، سأله أحد الأصدقاء، بعد أن أنهى مكالمته من أستراليــا، تطمئنه فيها أختــه على أحوالها وأحوال الأبناء: لماذا لم ترجع أختك بعد وفاة زوجها إلى مصر؟ أجـاب الرجـل على سـؤال الصديق، وهــو يعتدل في جلسته بكل هدوء قال: بعد أن مات زوج أختي، طلبت منها إحدى الجهات المختصة في أستراليا، أن تكتب كل احتياجاتها، وأن تسجل لوازم المعيشة من الألف إلى الياء عصـرت الأخت دماغهــا وراحــت تسجــل احتياجاتهــا ومصروفاتهــا، من مأكل ومشـرب وملبس وأدويـة وسكن، وتنقلاتها ومواصلاتها، وقيمة فواتير الكهرباء والمياه، ومصروفات مدارس الأولاد، وأجـرة الباص الذي يقلهم إلى المدارس سجلت كل هذا وقدمته إلى الجهة المختصة بعد أن قدمت الطلب وعادت إلى مسكنها تنتظر الرد، سألتها جارتها الأسترالية ماذا كتبت في الطلب، فحكت لها عن ما كتبته من طلبات واحتياجات، فسألتها الجـارة: لماذا لم تكتبِي أنك تذهبين مـرة أو ثلاث مرات على الأقل خلال الشهر إلى الكوافيـر؟ طبعــا لـم يذكر لنــا الصديق، ما إذا كانت الجارة الأسترالية سخرت من أختـه الأرملة المصريــة الأستراليــة، وقالت لهــا، وهي تعاتبهـا وتعنفهـا على أنها لــم تسجل عدد مرات ذهابها للكوافير، ضمن احتياجاتها “ياهبلة” أو “ياعبيطة”؟ ولكـن من الواضـح أن الزوجـة الأرملة، لا هي هبلــة ولا هي عبيطــة، فالهبلة والعبيطة هي تلك التي تترك دولة تهتم بالمواطن كل هذا الاهتمام، وترجع لتعيش في وطن تجد فيـه من يطالبهـا بأن تدفـع، إذا أرادت خدمة.
لا يشعرون بها
من بين المتفائلين دائما وأبدا محمد الهواري في “الأخبار”: نجحت الدولة في محاربة الفقر من خلال توفير السكن الصحي للمواطنين ذوي الدخل المحدود والعشوائيات وصندوق تكافل وكرامة وأيضا حياة كريمة لاستئصال الفقر في الريف المصري وتحسين حياة المواطنين وتوفير فرص العمل ودعم الإنتاج وتحويل الأسر المصرية الفقيرة إلى أسر منتجة. لقد غطت مصر بمشروعاتها جميع أنحاء البلاد خاصة حياة كريمة التي تستهدف تحسين حياة 60 مليون مواطن في الريف، وتوفير جميع الخدمات للمواطنين، وتبطين آلاف الترع والمصارف للحفاظ على المياه وإنشاء المستشفيات والمدارس الجديدة، والجامعات الجديدة ومحطات مياه الشرب والصرف الصحي ومراكز مجمعة للخدمات وتوفير المشروعات الصغيرة للمواطنين في الريف، كل هذا يحدث رغم جائحة كورونا. وتصدت مصر لجائحة كورونا وآثارها السلبية على المواطنين، حيث أدارت الدولة الأزمة بكل حيوية وقدرة ووفرت اللقاحات مجانا للمواطنين، كما أكدت على ضرورة الالتزام بالإجراءات الاحترازية والتباعد واستخدام الكمامة والنظافة الدائمة ودعم العمالة التي فقدت وظائفها وغير ذلك الكثير. لقد تمكنت الدولة من إعادة إقامة مساكن المواطنين في الريف لكي يعيشوا حياة كريمة ووفرت لهم المرافق والخدمات ودعم الأسر المعيلة، لذا فإن الحياة تتغير باستمرار إلى الأفضل للأسر وللأبناء.
لم يغب
في ذكرى رحيل المبدع الكبير صبري موسى، يقول مصطفى عبيد في “الوفد”، إنه محظوظ لأنه تعرف على الكاتب الراحل صبري موسى الذي تحل ذكراه: كان صلبا رغم المرض المزمن، لماحا وذكيا رغم انفضاض الأصدقاء والمحبين. بدت عيناه ملتمعتين بسحر ذكريات وحكايات وانتصارات وأزمنة وإبداعات لا تنقطع. أهداني روايته الأثيرة «فساد الأمكنة» وعليها توقيعه الذي أسعدني وما زال كلما عُدت إلى هذا العمل الفذ مسترشدا ومستضيئا ومستعذبا جمال السرد وروعة اللغة. إن صبري موسى مبدع فريد حداثي وواقعي، ومُعلم كبير. من يقرأه يعرف كيف يُعري الحجارة بحكمة جرّاح متقن، ويمسح غبار البداوة عن صورتنا في فضاء العالم. كيف يصنع من الكلمات صورا تتداخل لتعيد صياغة أحاسيسنا وأشواقنا، وكيف يترجمنا إلى مصطلحات ومشاعر جميلة وطيبة. كيف يؤكد لنا الرجل دوما أننا دولة حضارة وثقافة وإبداع. لقد أمتعنا وما زال وسيبقى بحكايات وقصص وسيناريوهات سينمائية ساحرة، وكتب ومقالات ودراسات لافتة لا يمكن أن تُنسى. شاهدوا فيلم «البوسطجي» وترحموا على مَن صاغ هذا السيناريو المُحكم، وتذكروا فيلم «قنديل أم هاشم» واستمتعوا بإتقان الحبكة ورسم الشخصيات الناضج. اقرأوا «السيد من حقل السبانخ» وارتووا من خمر الخيال المُذهل وقدرته على استقراء الغد. أتذكر يوم جنازته عندما تلقيت النبأ الفاجع من زوجته ورفيقة عمره الزميلة أنس الوجود رضوان، التي أهداها الله له قبل شهور من مرضه الطويل، فكانت أنسا له وسندا وعينا أخرى يرى من خلالها العالم طوال سنوات قضاها ممتحناَ بابتلاء المرض. سبقناه إلى مشهد السيدة نفيسة التي كان يُجلها وهناك صلينا عليه، وحضر تلامذة ومبدعون وصحافيون من كل مكان لتوديعه، ثُم واريناه في مقبرته في حضن المقطم، وقفلنا عائدين. في الطريق قال لي صديقى الكاتب النابه خيري حسن «ياااه… إنها النهاية». قلت له «بل البداية». من قال إن الموت هو آخر طريق الإنسان. إن المبدع الحقيقي لا يموت. يرحل جسدا، فهذا حكم قاطع لا يقبل الجدل. يغيب روحا: قدر الله. وربما يُنسى زمنا، لكن بريق الدر لدى صاحب الإبداع يبقى عقودا وقرونا.