يستعرض الجيش الوطني الجزائري قدراته العسكرية البرية، وسط تصاعد التوتر بالمنطقة إثر “أزمة الكركرات”، إذ أجرت وزارة الدفاع بالجارة الشرقية مناورات ميدانية بالذخيرة الحية، تخلّلها إطلاق صاروخ “إسكندر-إم” الباليستي، الذي ظهر لأول مرة بشكل علني في العرض العسكري.
ويأتي التدريب الجزائري في ظل الأجواء الملتهبة التي تسِم المنطقة الجنوبية، إثر إعلان جبهة “البوليساريو” انتهاء العمل باتفاق وقف إطلاق النار لعام 1991، بعدما دخلت في مناوشات متكررة مع القوات المسلحة الملكية، أسفرت عن تدمير بعض آليات الجبهة.
ويكشف الشريط المُصوّر الذي بثّته وزارة الدفاع الوطني الجزائرية عن استعداد الجزائر للدخول في أي تصعيد عسكري مُحتمل بالمنطقة، مُرجعة ذلك إلى التهديدات الإقليمية التي تُحاصرها، ومشيدة بالصواريخ روسية الصنع، التي من شأنها حماية الأمن القومي لـ”قصر المرادية”.
وفي هذا الإطار، أورد الشريط عينه أن “الدفاع الوطني مفهوم يتطور باستمرار، إذ يؤثر ويتأثر بالمحيط الجيو-سياسي بكل أبعاده”، مردفا: “أمننا القوي لا يقتصر على حدودنا الجغرافية، بل يرتبط بحدودنا الأمنية التي تراعي التعامل مع مختلف التهديدات، والقضاء عليها من مصدرها وحيث كانت”.
ولفت المصدر عينه الانتباه إلى أن “الجيش مستعد وجاهز لضرب ودحر كل طامع، وكل باغ معتد”، مستطرداً: “دفاعاتنا صخرة حجر، عندها كل الأطماع تنكسر”.
ويُعد صاروخ “إسكندر-إم” النسخة الروسية أقوى صاروخ باليستي تكتيكي، فهو مخصص لقصف الأهداف الحيوية في العمق التكتيكي للعدو، ويصل مداه إلى أزيد من 400 كيلومتر، ويحمل شحنة كبيرة من المتفجرات القوية، والذخيرة الصغيرة.
وتعرف المنطقة الجنوبية توتراً عسكريا منذ أيام، بعدما أقدمت قوات الجيش المغربي على تمشيط معبر “الكركرات”، قصد إعادة الحركة التجارية إلى سابق عهدها، إثر الحصار الذي ضربته مجموعات صحراوية على الطريق الذي يقطع المنطقة العازلة بـ”الكركرات”، ويربط المملكة المغربية بالجمهورية الإسلامية الموريتانية.
نتيجة لذلك، نشرت القوات المسلحة الموريتانية جنودها في المنطقة المحاذية للحدود مع الصحراء المغربية، تحسبا لأي طارئ محتمل في ظل التصريحات الإعلامية التي تُدلي بها قيادة جبهة “البوليساريو”، بشأن الرد العسكري على الخطوة المغربية بـ”الكركرات”.