شهدت الأزمة الأوكرانية الروسية العديد من التطورات ميدانيا وسياسيا ودبلوماسيا خلال اليوم الأربعاء.
وفيما يلي آخر الأحداث الميدانية والجهود الدبلوماسية على صعيد الأزمة، بعد إعلان موسكو اعترافها باستقلال منطقتي لوغانسك ودونيتسك الانفصاليتين في إقليم دونباس شرقي أوكرانيا:
نقلت كاميرا الجزيرة مباشر، اليوم الأربعاء، أبرز تطورات الوضع على الحدود الروسية الأوكرانية.
ورصد موفد الجزيرة مباشر عبد العزيز مجاهد ملامح الحياة على خط التماس في المنطقة التي باتت الأكثر اشتعالًا في العالم الآن.
وقال مجاهد إن خط وقف إطلاق النار الذي يفصل بين القوات الأوكرانية والانفصاليين في إقليم دونباس تعرّض إلى وابل من القذائف مساء أمس اليوم وصباحه.
وأضاف من داخل قرية “نيويورك” الأوكرانية أنها آخر مكان في إقليم دونباس تسيطر عليه القوات الأوكرانية، موضحًا أن سكان القرية هجروها بسبب الحرب وتساقط القذائف بشكل مستمر.
مقتل جندي أوكراني واستدعاء الاحتياط
أعلن الجيش الأوكراني مقتل جندي، الأربعاء، في قصف شنّه انفصاليون موالون لموسكو على خطّ الجبهة في شرق البلاد.
ولم تحدّد القوات الأوكرانية مكان الهجوم، واكتفت بالقول في بيان إن جنديًا “قُتل متأثرًا بجروحه”، وآخر أُصيب بجروح جراء قصف.
وأصدرت أوكرانيا، الأربعاء، أمرًا بتعبئة جنود الاحتياط، ودعت مواطنيها إلى مغادرة روسيا في أقرب وقت ممكن.
وجاء في بيان نشرته القوات البرية الأوكرانية على فيسبوك “سيتم استدعاء جنود الاحتياط الذين تتراوح أعمارهم ما بين 18 و60 عامًا. التعبئة ستبدأ اليوم. والحدّ الأقصى لمدة الخدمة هو عام واحد”.
ولدى أوكرانيا أكثر من 200 ألف جندي احتياط بالإضافة إلى 250 ألفًا من القوات المسلّحة النظامية.
وطلب مجلس الأمن الأوكراني فرض حال الطوارئ في البلاد، ويتوقّع أن يصادق البرلمان على قرار بهذا الشأن في غضون 48 ساعة.
إنزال العلم الروسي
أفادت مصادر إعلامية روسية بإنزال العلم الروسي من سفارة موسكو لدى أوكرانيا.
وذكرت وكالة الأنباء الروسية (تاس)، أنه “لم يلاحظ أي نشاط على أراضي البعثة الدبلوماسية”، مؤكدة أن وحدات من الحرس الوطني تقوم بدوريات في المنطقة.
وأشارت إلى مراقبة عدد من الصحفيين للوضع حول مبنى السفارة.
حمل أسلحة نارية
صوّت البرلمان الأوكراني، اليوم الأربعاء، على الموافقة في القراءة الأولى على مشروع قانون يعطي الأوكرانيين الحق في حمل أسلحة نارية، والتصرّف دفاعًا عن أنفسهم.
وقال واضعو مشروع القانون إنه ضروري بسبب “التهديدات والمخاطر القائمة على مواطني أوكرانيا”.
تعطل مواقع إلكترونية
تعذّر الوصول إلى عدد من المواقع الحكومية الأوكرانية منها موقع الحكومة وموقع وزارة الخارجية، اليوم الأربعاء.
وقالت السلطات الأوكرانية هذا الأسبوع إنها رصدت تحذيرات عبر الإنترنت من أن قراصنة يستعدون لشن هجمات كبيرة على الهيئات الحكومية والبنوك وقطاع الدفاع.
وعانت أوكرانيا سلسلة من الهجمات الإلكترونية التي ألقت كييف باللوم فيها على روسيا. وتنفي موسكو أي تورط فيها.
ضمانات أمنية
قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم الأربعاء، إن بلاده تريد ضمانات أمنية من روسيا كخطوة نحو إنهاء المواجهة بين البلدين.
وقال في مؤتمر صحفي مع نظيريه البولندي والليتواني “أعتقد أن روسيا يجب أن تكون من بين الدول التي تقدم ضمانات أمنية واضحة. اقترحت مرات عدة أن يجلس الرئيس الروسي على طاولة المفاوضات للحديث”.
عقوبات أوربية
تدخل مساء الأربعاء حزمة العقوبات التي أقرّها الاتحاد الأوربي على روسيا حيّز التنفيذ، وفق سكرتير الدولة الفرنسية للشؤون الأوربية.
وهذه الحزمة الأولى من العقوبات التي “يمكن أن يتّسع نطاقها” تستهدف خصوصًا النواب الروس الذين صوّتوا لصالح الاعتراف باستقلال المنطقتين الانفصاليتين في شرق أوكرانيا، كما تتضمّن إجراءات مالية ضدّ مصارف روسية.
الغاز الروسي
قال وزير الاقتصاد والمناخ الألماني روبرت هابيك إنّ بلاده قادرة على الاستغناء عن الغاز الروسي الذي ما زالت تعتمد عليه بشكل كبير للحصول على طاقتها.
روسيا تتوعد بالرد
أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الأربعاء، أن مصالح بلاده وأمنها “غير قابلة للتفاوض” مع تشديده في الوقت نفسه على أن موسكو مستعدة للبحث عن “حلول دبلوماسية” للأزمة الراهنة مع أوكرانيا والدول الغربية.
وأعلنت وزارة الخارجية الروسية أن ردها على العقوبات الأمريكية سيكون قويًا على واشنطن.
وذكرت الخارجية الروسية في بيان أن الإدارة الأمريكية أعلنت للمرة 101 على التوالي حزم عقوبات على روسيا، وشددت على أن محاولة إبطاء تنمية الاقتصاد الروسي من خلال العقوبات “محاولة غير مجدية”.
وأضافت أن روسيا أثبتت أنها قادرة على تقليل الأضرار التي لحقت بها والناجمة عن العقوبات؛ بالرغم من تكاليفها.
وشددت أنه “بلا شك أن الرد الروسي سيكون محسوبًا وملموسًا بشكل قوي للجانب الأمريكي”.
ترجيح كبير للغزو
قالت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس، الأربعاء، إن هناك “أرجحية كبيرة” بأن يأمر بوتين بغزو شامل لأوكرانيا والسيطرة على كييف.
وأضافت أنّ “المملكة المتحدة تدعم بحزم أوكرانيا وشعبها. نحن مستعدون لتوفير أسلحة دفاعية وفضح المحاولات الروسية لاختلاق ذرائع واهية للغزو”.
وأعربت المملكة المتحدة عن استعدادها لتوفير ضمانات قروض لأوكرانيا تصل إلى 500 مليون دولار لتخفيف تداعيات أي غزو روسي لأراضيها.
وبحسب البيان تشمل هذه الضمانات قروضًا من مصارف تنمية متعدّدة الأطراف لصالح “مشاريع استقرار اقتصادي وإصلاحات حيوية على غرار مكافحة الفساد”.
والثلاثاء أعلن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون حزمة أولى من العقوبات البريطانية التي تستهدف 5 مصارف روسية و3 “أفراد أثرياء”.
وبحسب موقع بوليتيكو الإخباري فإن الحكومة البريطانية تضع اللمسات الأخيرة على حزمة جديدة من العقوبات سيعلن عنها الأيام المقبلة، وستستهدف قائمة طويلة من الأثرياء الروس ومن المقرّبين من بوتين.
ورغم اتّخاذها موقفًا متشددًا في مواجهة موسكو في هذه الأزمة، فإن الحكومة البريطانية متّهمة بالتعامي منذ سنوات عن مصادر الأموال الروسية المتدفّقة على لندن.
وفي خضمّ التوترات المتصاعدة، طلبت الحكومة البريطانية، الأربعاء، إعادة النظر في الترخيص الممنوح لقناة (آر تي) الروسية الحكومية الناطقة بالإنجليزية.
بوتين “فقد صوابه”
من جهته ذكر وزير الدفاع البريطاني بن والاس خلال لقائه عسكريين أن بوتين “فقد صوابه”.
وذكّر الوزير بأن الحرس الأسكتلندي الذي خدم في صفوفه لقّن القيصر الروسي نيقولا الأول درسًا لا ينسى في القرم في 1853، مضيفًا “بإمكاننا أن نعيد الكرة”.
فرنسا: لن نتدخل عسكريًا
قال المتحدث باسم الحكومة الفرنسية غابرييل أتال إن بلاده لن تتدخل عسكريًا في أوكرانيا.
وأضاف في تصريحات صحفية عقب اجتماع مجلس الوزراء في باريس أن الرئيس الروسي انتهك القانون الدولي واتفاقيات مينسك عبر قراره الاعتراف باستقلال دونيتسك ولوغانسك.
وأعرب أتال عن إدانته للعدوان الروسي على سيادة أوكرانيا، ووصف العقوبات التي أعلنها الاتحاد الأوربي ضد روسيا بأنها “قوية للغاية”.
وأشار إلى إمكانية اتخاذ قرارات بشأن فرض عقوبات أخرى وفقًا لتصرفات روسيا.
وأكد أتال أن فرنسا لن تتدخل عسكريًا في أوكرانيا.
اتهامات صينية
اتّهمت الصين، الأربعاء، الولايات المتحدة بـ”صبّ الزيت على النار” في ملف أوكرانيا.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية هويا تشونيينغ إن “الولايات المتحدة تواصل بيع أسلحة لأوكرانيا ما يزيد التوترات ويثير هلعًا”، متّهمة واشنطن بالمبالغة في إشاعة أجواء الحرب.
أخطر أزمة
حذّر الأمين العام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من أن العالم يواجه اليوم “أخطر أزمة سلام وأمن عالميين في السنوات الأخيرة”، في ظل الأزمة الروسية الأوكرانية.
وفي كلمة خلال جلسة للجمعية العامة للمنظمة قال غوتيريش “التطورات الأخيرة المتعلقة بأوكرانيا مصدر قلق بالغ، وتشمل تقارير عن انتهاكات متزايدة لوقف إطلاق النار عبر خط التماس ومخاطر حقيقية لمزيد من التصعيد على الأرض”.
وأردف أن “تاريخ هذا الصراع معقّد بوجود روايتين متعارضتين، ولكن في الوضع الحالي هناك شيء واحد واضح: قرار الاتحاد الروسي (الإثنين) الاعتراف بما يسمى استقلال منطقتي دونيتسك ولوغانسك ينتهك وحدة أراضي أوكرانيا وسيادتها، ويتعارض مع مبادئ ميثاق الأمم المتحدة”.
وشدد على ضرورة احترام “سلامة الأراضي والاستقلال السياسي لأوكرانيا داخل حدودها المعترف بها دوليًا وفقًا لقرارات الجمعية العامة ذات الصلة”.
ودعا غوتيريش الأطراف كافة إلى “ضبط النفس والتعقّل والتهدئة”.