أظهر الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون حقد النظام العسكري الدفين تجاه المملكة المغربية، قائلا إن الحدود بين البلدين ستبقى مغلقة “لأن الجزائر لا تستطيع أن تفتح حدودها مع دولة تهاجمها يوميا”، وذلك في وقت تحتضن فيه الجزائر وتمول وتدعم المليشيات الانفصالية التي تهدد سلامة ووحدة أراضي المغرب.
وحاول الرئيس الجزائري، في حوار أجراه مع صحيفة “لوبوان” الفرنسية، رمي كرة التوتر في ملعب المغرب، وذلك لإعطاء صورة غير حقيقية للرأي العام الدولي متناقضة مع الممارسات العدوانية التي يشنها النظام الجزائري ضد مصالح المغرب الاستراتيجية.
وقال الرئيس الجزائري إن “المغرب كان دائما المعتدي”، مضيفا أن “القطيعة تأتي من المغرب، وبالضبط من النظام الملكي وليس الشعب المغربي الذي نحترمه”، وأن “بلادنا لن تهاجم قط جارنا، لكنها ستنتقم إذا تعرضنا للهجوم”، وزاد قائلاً: “أشك في أن المغرب سيحاول فعل ذلك، ميزان القوى ليس في مصلحته على ما هو عليه”.
وجدد عبد المجيد تبون دعمه للمليشيات الانفصالية، موردا أن “جبهة البوليساريو، مهما كانت مدعومة من الجزائر، فهي تواجه صعوبة متزايدة في احتواء شبابها”، في إشارة إلى الوضع المحتقن الذي تعيشه مخيمات تندوف.
واعتبر الرئيس الجزائري أن رفض المغرب إجراء استفتاء تقرير المصير في الأقاليم الجنوبية، ناتج “عن تغيير عرقي كانت له عواقبه”، وأن “الصحراويين داخل الصحراء هم اليوم أقلية مقارنة بالمغاربة الذين استقروا هناك. وفي حالة التصويت لتقرير المصير، فإن المغاربة الذين يعيشون في الأراضي الصحراوية سيصوتون من أجل الاستقلال لأنهم لا يريدون البقاء كرعايا للملك”، ليخلص إلى أنه “من المفارقة أن تكون لديك أغلبية مغربية وأن ترفض التصويت على تقرير المصير”.
وجدد تبون رفض الجزائر اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بمغربية الصحراء، وهو القرار الذي شكل صفعة لأعداء الوحدة الترابية، ورد على سؤال في الموضوع بالتساؤل: “كيف يمكن أن نفكر في تقديم أرض كاملة لملك بكل سكانها؟ أين احترام الشعوب؟”، ليجيب بأن “هذا الاعتراف لا يعني أي شيء”.
وهاجم المتحدث سياسة المملكة المغربية بخصوص افتتاح قنصليات في أقاليمها الجنوبية لدعم مبادرة الحكم الذاتي ومغربية الصحراء، قائلا: “إذا كان البعض يعتقد أنه بافتتاح القنصليات في العيون والداخلة تكون قضية الصحراء قد انتهت، فهم مخطئون، كذلك إن اعتراف ترامب بسيادة المغرب على الصحراء الغربية لا يعني شيئا”.
وحاول الرئيس الجزائري، في حواره مع الصحيفة الفرنسية، أن يشخصن ملف الصحراء في المؤسسة الملكية، علما أن الوحدة الترابية للمملكة قضية مقدسة لدى كافة فئات الشعب المغربي يحظى الدفاع عنها بإجماع وطني.