بلغ التنافس العسكري أشدّه بين المغرب والجزائر سنة 2019، حيث دفع اقتناء القوات المسلحة الملكية لسرْب طائرات “إف-16” المقاتلة، التي دعّمت الترسانة الحربية لسلاح الجو المغربي، الجيشَ الجزائريَّ إلى توقيعِه عقدا جديدا سيقتني بموجبه 14 مقاتلة شبحا من طراز “سوخوي 57”.
ووفقاً لما أعلن عنه الموقع الفرنسي “مينا ديفانس”، المتخصّص في الصناعة الحربية والإنتاج العسكري، فإن القوات الجوية الجزائرية تعاقدت أيضا على تزويدها بـ 14 قاذفة من طراز “سوخوي 34″، و14 طائرة أخرى من طراز “سوخوي 35″، تبعا للزيارة التي قام بها الوفد الجزائري إلى معرض “ماكس 2019 للطيران” في موسكو الصيف الماضي.
وبخلاف طائرات “F-16 Viper” التي تنتمي لمُقاتلات الجيل الرابع، علما أن بعض تقنياتها وراداراتها هي من الجيل الخامس، فإن طائرات “Su-57” بمقدورها التخفي عن أجهزة الرادار، لتُصبح بذلك الجزائر أول دولة في جنوب حوض الأبيض المتوسط تتحصّل على مقاتلات شبح من الجيل الخامس.
وبهذه الصفقة العسكرية، تُعتبر الجزائر الدولة الأولى التي تقتني هذا النوع من الطائرات المقاتلة من لدن الشركة المصنعة “سوخوي”، التي ترى فيها روسيا منافساً لنظيرتها المضادة “إف-22″ و”إف-35” الأمريكيتين، حيث تتوفر طائرة “سوخوي-57” على رادار في المقدمة باستطاعته كشف الأهداف على بعد يزيد عن 400 كيلومتر.
وتمتاز الطائرات المقاتلة التي تنتمي للجيل الخامس (الأحدث من المقاتلات) بكونها شبحا، فهي مجهزة بأنظمة إلكترونية أكثر تطورا عن الجيل الرابع، حيث صُنعت من مواد تجعلها هدفا صعبا أمام رصد الرادارات، ما يُمكنها من إنجاز مهامها متخفية.
وقد جُهّزت مقاتلة الجيل الخامس الروسية “سو-57” بصواريخ بعيدة المدى، حسب ما كشفت عنه وكالة الأنباء الروسية “سبوتنيك”، تُمكن من إصابة أهداف دون دخول مجال عمل مضادات الطيران التي تحمي الأهداف المطلوب تدميرها، لتكون بذلك هذه الصواريخ جو-سطح جديدة تماماً، لأنه لم يسبق أن تسلّحت بها المقاتلات الروسية قبل.
وتحتوي طائرة “سو-57” على 14 نقطة تعليق لحمل الأسلحة؛ ثماني نقط داخل جسم الطائرة وست خارجية، وتصل سرعتها القصوى إلى 2600 كيلومتر في الساعة، وتقدر سرعة صعودها بـ 330 مترا في الثانية، ولها فعالية كبيرة في إصابة الأهداف الجوية والأرضية، وفق البيانات التي استعرضها مكتب تصميم طائرات سوخوي.
وسبق أن قامت شركة “لوكهيد مارتن” للصناعات العسكرية، بميزانية قدرها 160 مليون درهم، بتحديث المقاتلات العسكرية من طراز “F16″، وتزويدها بمعدات عسكرية حديثة يتم استعمالها في العمليات القتالية. وقدْ تمَّ جلْبُها إلى المغرب بعد انتهاء مرحلة الصيّانة والتحديث في إحدى القواعد العسكرية الأمريكية، وفق موقع “Defensa”.
كما حصلَ المغرب مؤخرا على 400 قاذف صواريخ مضاد للدّروع من طراز “M220A2” قاذفات “TOW”، وأزيد من 2400 من صواريخ التردد اللاسلكي “TOW2A”، بالإضافة إلى 28 من صواريخ تردد الراديو “TOW2A”، و400 صاروخ قاذفات نظام لاستهداف المحسن “ITAS”.
واقتنتِ القوات المسلحة الملكية أيضا مجموعة ذخائر وقنابل ذكية خاصة بطائرات “F16” بقيمة إجمالية ناهزت 209 ملايين دولار، من أبرزها 5810 قنابل من نوع “MK82-1″، و300 قنبلة من نوع “MK84-4″، و2000 قنبلة مليئة بالمتفجرات من نوع “IB”.