سارت جبهة “البوليساريو” على منوال جنرالات “قصر المرادية” في تهديد أمن المملكة المغربية منذ صدور قرار مجلس الأمن الدولي 2602، وهو ما عبّر عنه محمد الوالي أعكيك، المسؤول عن “ميليشيات” الجبهة، بقوله: “يجب شنّ هجوم أعمق على الأراضي المغربية”.
وأضاف الوالي أعكيك، في تصريح لصحيفة “ذي إيكونوميست” البريطانية، أن “الأمر يبقى أكثر من مجرد احتمال”، موردا أن “الشركات والقنصليات وشركات الطيران وبقية القطاعات، تبقى أهدافا محتملة للهجمات المسلحة”، ما يعد تهديدا صريحا للبعثات القنصلية بعاصمتيْ الصحراء (العيون والداخلة).
يأتي هذا التصريح الإعلامي بعد دعوة العقيد الجزائري المتقاعد مختار مديوني، الذي اشتغل سابقا بالقوات الجوية الجزائرية، إلى تنفيذ هجمات إرهابية بالأراضي المغربية، بسبب مخرجات قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2602 الذي جعل “قصر المرادية” طرفا أساسيا في نزاع الصحراء الإقليمي.
وطالب العقيد العسكري مختار مديوني، في برنامج تلفزيوني بثته قناة “الحياة” الجزائرية، عناصر جبهة “البوليساريو” بشن هجمات إرهابية على الأراضي المغربية، وألا يقتصر ذلك على الأقاليم الجنوبية، بل أن يشمل مدينتي الدار البيضاء ومراكش.
وتقدمت مجموعة من المواطنين المغاربة بشكاية إلى “الإنتربول الدولي” بخصوص التهديدات التي جاءت على لسان مختار مديوني، وفق صحيفة “أتلايار” الإسبانية التي أشارت إلى كون الشكاية تندد بالتحريض الجزائري على الممارسات الإرهابية.
وخاطب العقيد العسكري المتقاعد عناصر “البوليساريو” بالقول: “يا صحراوى الذين يبتغون الاستقلال، موتوا واستشهدوا على بلادكم، وحولوا الحرب حتى داخل الأراضي المغربية بغرض خلق الرعب وسط المجتمع المغربي”.
وفي هذا الصدد، قال البشير الدخيل، خبير قانوني متتبع لقضية الصحراء المغربية، إن “التصريح الصادر من طرف قيادي بجبهة البوليساريو يدخل في إطار النرفزة والانهيار العصبي الكلي والانتحار، لأنه لا يتماشى مع توجه مجلس الأمن الدولي والواقع الميداني، ولا يتماشى حتى مع الإمكانات المتوفرة للجبهة”.
وأضاف الدخيل، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “هذا التصريح، على غرار ما تحدث عنه العقيد الجزائري المتقاعد، يعتبر تحريضا مباشرا على الإرهاب، وبالتالي يكشفون عن حقيقتهم”، ثم أردف بأن “الجبهة توجد في وضع مزر، ولا تتوفر على الإمكانات لتحقيق تهديداتها، ولا تستطيع معارضة توجه المنتظم الدولي”.
وتابع القيادي السابق في جبهة “البوليساريو” قائلا: “إذا كان حمل سلاح الكلاشينكوف في تلك الفترة أمرا مباحا، فإنه يعد اليوم عملا إجراميا، لأن المفاهيم والأوضاع تبدلت عبر العالم كله”.
ويواصل “قصر المرادية” تحركاته الدعائية بعد قرار مجلس الأمن الدولي الذي أشار إلى الجزائر بوصفها طرفا رئيسيا في النزاع الإقليمي، من خلال رفعه وتيرة التصعيد تجاه المغرب في الفترة الأخيرة، بما في ذلك الواقعة الميدانية بخصوص الشاحنتين في المنطقة العازلة.