عن ملل التفاصيل الإيروتيكية السادسة صباحاً ماكيت للطبيعة قبل آدم ثقيلة كالماء موجعة كالسكين

  • Čas:Jul 26
  • Psaný : smartwearsonline
  • Kategorie:Článek

الأبدية، طريق طويل إلى إيثاكا

أشياء كثيرة تليق بالسادسة صباحاً

كالتحدث إلى الله، أو الإنصات لأقدام الأطفال وهمذاهبون للمدرسة

أو مراقبة العجين وهويتكاثر بين يدي عاقر،أو وضع خطط لنخرقهاونبكي.

يارب، أنا وحيدة

أسكن في بناية مليئةبالشعب

ولكني لا أعرف أحداً ولايطرق بابي أحد

ربما لسبب فيزيائي:

هم يستيقظون في السادسةصباحاً، وأنا أنام في السادسة صباحاً.

أنا غريبة

هجرني الآخرون في متتاليات حسابية

كل أربعة أعوام يسقط مني جدار كنت آوي إليه

كل أربعة أعوام تنبت لي شامة أعلى الرحم

كل أربعة أعوام أعيد تأويلالحكايات.

في بيتي تسير الأمور في تتابع ميكانيكي

نعرف البداية ونعرف الطريق

ونجيد تقليد المشاهد المخزّنة سابقاً

ورغم أننا نعي ذلك

نتظاهر كل مرة أننا أنجزنا رحلتنا الذاتية.

أسمع العالم يتدفق من حولي

أرى الأشياء تتغير

كل يبدل موقعه على الرقعة

وأنا لا أفعل شيئاً، سوىمراقبة الأيام وهي تسقط تحت عجلات العدم.

العدم مآل العالم

تسليته الوحيدة وهو يفركبيديه قطع النرد،ثم يتلفّح بالأبدية

الأبدية التي سيتبدد فيهاالخوف وتذوب حوافه.

ما معنى أن يتبدد الخوف؟

أن أتوقف عن تناول مضادات الاكتئاب

أن تسقط المعاناة بينجدارين، أحدهما نرجسي والآخر منسحق

أن نلفظ الأصدقاء بفم متسع،ولا نندهش من عودتهم مجدداً

أن نعترف بالحب كمشروع لايسقط أمام فاتورة الكهرباء

أن نقول للعالم: احترقْ،ولكن لا تورطنا في رمادك.

أشياء كثيرة تليق بالسادسة صباحاً

ولا شيء يحدث

غير أن الله يسمعني كلصباح.

في اللقطة

التي تتمدد فيها أربعة أضلع

يتسع كل زوج منهما لاحتواء الزوج الآخر

يقل قَطْر المجرة

ليصبح طولَ ضلع واحد.

في المساحة التي يضم فيها أحدهما الآخر

"ماكيت" للطبيعة قبل آدم

بحيرات

أشجار

حيتان

سيقان بامبو

أسود أليفة

خمر

رمال

جبال

كهوف

وأبيات شعر.

اللقطة التي ما بعد الضم وقبل العناق

تفسدها الكلمات

وفي روايات أخرى

القبلات

ضموا ضلوعكم بقدسية تليق بصرخة "الله"

وابكوا

البكاء يزيد صلاحية الاحتضان .

على أجراس النَّفَس وحّدوا خطواتكم

شهيق

زفير

شهيق

زفير .

في هذه اللقطة

ستسمعون أن الميتافيزيقا وجدت نفسها ترقص

منتشيةً، لاكتشافها أكواناً جديدة.

حينها سيعلن الفيزيائيون

مصدراً متجدداً للطاقة، من تفاعل طارد للدفء.

وحينما تبعثون في الحضن، وتشهدون، "الله"

ويرتد كل منكم لجذوته

لا يردْ أحد منكم

ضلع الآخر.

تمرين خفيفةً وعادية بذراعين متعرقين وقلب جائع

تروعك كم الثقوب التي نتأت في أسنانك؛

ثقوب عميقة بتجاويفَ أكثر قدرة على إخفاء أحزانك.

ثقوب تصلح كممرات سرية للنسيان

أو كقبور لأجنة كلام لم نقله.

أنت خفيفة ومسكينة

تتبعين كل الحميات الغذائية

وتتعرفين على جسدك كأنه خلق للتو.

تخسرين عشرين كيلو جراماً

عن ملل التفاصيل الإيروتيكية السادسة صباحاً ماكيت للطبيعة قبل آدم ثقيلة كالماء موجعة كالسكين

بنفس الطريقة التي تخسرين بها أحبابك

هكذا تمرين خافتة بلا جلجلة أو نياشين

تودين لو تحرسين الضوء

حتى لا يكشف ظلك.

أرهقتك البدايات كثيراً

لكنك صرت أكثر حكمةً في اختيار حروبك

ولم تعد تخيفك كلمات كالزمن أو العمر.

صرت لا تتذكرين ما رقم هذا العام!

أيام كثيرة تسقط من جسدك

لا تنتبهين لها

إلا حين ينتهي شريط منع الحمل.

قد لا تعرفين أيضاً منيحكم العالم

لكنك تهتمين أكثر بما يقوله الطالع

وما تقوله خبيرة الأرصاد

وما يقترحه الطباخون على موائد الطعام

وما تكتبه الشاعرات عن الأورجازم.

مفردات كالإعجاب والحب والمواعدة، ربما تنسينهاتماماً

قد تنسين أيضاً أنك جميلة

وقد تكتمل دائرة الحكايات حولك

دون أن تنتبهي كيف يمر رجل لقلب امرأة.

وعلى غير العادة ستحبين الاستماع لأم كلثوم

دون أن تشعريبالغيرة من امرأة تغني لحب لم تختبريه

أو تشعري بالذنب لأنك أخفّ من أن تتورطي هكذا

أو تتقيأي جموحاً صدأ من طول الانتظار

لن تفعلي كل هذا

ستستمعين لأم كلثوم وحسب.

لم يعد العجن مسلياً كما كان من قبل

ستصابين بحساسية الجلوتين، وسيترك تناول الخبز علىجسدك آثاراً

تشبه أول ليلة بعد الوداع أو بعد الولادة.

وفي كل مرة تحاولين فيها ضبط ملح الطعام كما يريدهزوجك

تختل في يدك المقادير، ولا ينقذك عقلك في تحسسالأمر

عقلك الذي لا يكف عن التفكير، حتى وأنت في أشدلحظاتك حميمية

يقفز بينكما ويفسد ما تحاولين طبخه.

نادراً ما يدق هاتفك أو يطرق بابك أحد، لكنك لنتشعري بالوحدة كإحساس مجرد

فأنت اعتدت اختراع الونس

ونس تدركينه حين تمتلئ أحبال الغسيل بملابس العائلة

أو حين تفرغ الأواني من الطعام

ونس يصحبك وأنت تشترين مؤونة البيت

وأنت ترصين الفاكهة بالثلاجة

وأنت تغيرين ملاءات السرير

وأنت تدفعين التراب عن الطاولات

حتى وأنت تلقين القمامة

ثمة ونس يمرّ بداخلك.

ربما تشبهين أمك حين تصيرين أماً

وعليك أن تنتبهي: الأمهات لا يجدر بهن أن يتكررن

هذا الزمن بلاستيكي لا تناسبه الصلابة

ولن يشفع لك التشابه

الأمهات لا يرضين بأن يصرن نسخاً من بعضهن.

حتى لو صرت كهيكل أمك

وصار لجسدك إحداثيات متعددة

تخلى فيها عن خصوصيته

عن ملل التفاصيل الإيروتيكية، وسنتمنتالية الشعراءالكلاسيكيين

وصار مجرد أعضاء تحكمها ميكانيكا الآلة ويضبطهاالزمن.

هل أصبحت أكثر قسوة؟

لا دموع في عينيك وكأن لا وقت للبكاء

تمضغين الآلام على مهل، وتفرطين في استخدامالمسكنات

تقولين ليس بوسعنا أن ننهار

لابد أن تمر عجلة الحياة فوق أجسادنا

ثقيلةً كالماء.. موجعةً كالسكين

وخافتةً كحطب المدفئة في ليالي الصيف

وعلينا أن نمر سريعاً على كل شيء دون الوقوع في أيشيء

نمر على الموت كطقس موسمي

على الحب ككوب آيس كريم بعد وجبة دسمة

على الوداع كأنه زر restart

على القسوة كأنها تمرين الصباح.

وفجأةً تستيقظين في الثالثة صباحاً بعينين خائفتين

تتحسسين الأنفاس الغريبة بجوارك

لوهلة تتساءلين: من هاتين البنتين؟

خيط رفيع يسري بأسفل بطنك

تمسكين هاتفك وتحاولين مراسلة الغرباء البعيدين

تبدأين رسالةً ثم تغلقينها دون كلمة واحدة

ربما تبكين

ربما تحتضنين بناتك

ربما تفتحين الراديو على إذاعة القرآن الكريم

ربما تحدث أشياء كثيرة

لكن من المؤكد أنك ستستيقظين في السابعة صباحاً

_كأن شيئاً لم يكن_

بعينين خائفتين ويد مرتعشة تفتتحين شريط الحياة

ولوهلة تتساءلين: من قذفنا من أعلى ثم تركنا نتدحرجهكذا؟

التصدّع الأمومي المحتفى به... شاعرات في فخّ الأمومة

كل نوم هو حلم طويل أو نجاة من الموت

عباس بيضون في "مجاز"... اللاأحد ينبح في الخارج

الأكثر قراءة

دعونا نتعرف

سجل في الفيسبوكسجل مع جوجلأو

أنت توافق على تلقي رسائلنا الإخبارية وعروضنا. يمكنك الغاء الاشتراك في اي وقت.*

بإنشاء هذا الحساب ، فأنت تقر بقراءةشروط الخدمة وسياسة الخصوصية وأنت تقبلهم.

تسجل

هل لديك حساب؟ تسجيل الدخول