بينما تعمل شركات السيارات على تعديل وتطوير استراتيجيات أعمالها، فإنها تستثمر أيضاً بشكل كبير في تطوير تقنيات ملهمة جديدة، لتحسين تجربة العملاء بشكل أكبر، من خلال زيادة المسافات التي تقطعها السيارة الكهربائية التي تعمل بالبطارية.
وشكلت الخطط المستقبلية التي تم اعتمادها مؤخراً من قبل العديد من شركات السيارات، لتحويل أساطيلها جزئياً أو كلياً للعمل بالكهرباء، موضوعاً ساخناً للنقاش، بسبب ما يُعتقد أنه إطار زمني قصير نسبياً لهذا التحول. ويمكن أن يُعزى التحدي لتحقيق أهداف هذا التحول لسبب واحد رئيس، ألا وهو التطور البطيء في نمو البني التحتية للسيارات الكهربائية (EVs)، والمركبات الكهربائية التي تعمل بالبطاريات (BEVs).
ولتنحية هذا التفكير القديم جانباً، سّرعت العديد من العلامات التجارية، عملية التحول هذه، من خلال الاستثمار بكثافة في تطوير مشروعات تكنولوجية مبتكرة، تتمحور حول توفير حلول تنقل ذكية ومشتركة ومستدامة. ترافق هذا التحول الكبير، الذي يتضمن تغييراً إيجابياً في تصورات العملاء، مع تدخل أكبر من الحكومات، وتقدم تكنولوجي، دفع باتجاه اعتماد السيارات الكهربائية الخفيفة، كأساس واعد للنهوض بمفهوم التنقل المستدام.
وعندما يتعلق الأمر بالنجاح في سوق السيارات الكهربائية، فهناك العديد من المجالات الهامة، التي يجب على الشركات الاستفادة منها، لإيجاد ميزتها التنافسية. ولتحقيق النجاح في المستقبل، ستحتاج شركات السيارات، إلى التركيز على قدراتها كصُناع للمعدات الأصلية.
وستحتاج إلى الاستثمار في إنتاج السيارات الكهربائية الخاصة بها، وتعزيزها من خلال اعتماد نماذج أعمال جديدة، والتعاون مع العلامات التجارية أو الشركات المصنعة الأخرى، التي تقدم القدرات المطلوبة. ويتطلب ذلك استراتيجية مركزة طويلة الأجل، تستند إلى تحديد أين أو كيف تريد الشركات المصنعة للمعدات الأصلية، التمييز بين القيمة المقترحة، والقدرات التكنولوجية المطلوبة.
وكيا، هي إحدى العلامات التجارية التي خضعت لتطور كبير، مستند إلى رؤية واضحة، لتصبح رائدة في التحول نحو السيارات الكهربائية. فمنذ بداية عام 2020، قدمت الشركة، وبدأت في تنفيذ استراتيجيتها «Plan S» – والتي من خلالها تم اعتماد تحول مبتكر نحو السيارات الكهربائية، وحلول التنقل المخصصة، لتلائم الاحتياجات المتطورة للعملاء، كخطوة أولى.
ثم بدأت كيا تطوير تقنيات فريدة وملهمة، لتهدئة المخاوف المتعلقة بتكلفة السيارات الكهربائية، ونقص البنية التحتية للشحن، وتوفير منتجات مستدامة تراعي البيئة، كخطوة ثانية - وكل ذلك يجري، بينما تتواصل النقاشات بوتيرة سريعة حول التنقل في المستقبل.
وقال ياسر شابسوغ المدير التنفيذي لعمليات كيا في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا: قبل أن نضع الخطط لإطلاق أحدث أسطول من سياراتنا، ألقينا نظرة فاحصة، ليس فقط على احتياجات البيئة، ولكن أيضاً على احتياجات الناس. لقد لاحظنا أن اهتمامات الناس الرئيسة بشأن السيارات الكهربائية التي تعمل بالبطارية BEVs، تستند إلى الاعتقاد بأن هذه السيارات ستشكل مصدر إزعاج أكبر، عندما يتعلق الأمر بالشحن وسرعة المركبة.
لذلك، على مستوى المجموعة، قمنا بتطوير استراتيجية وتقنيات، أساسها تلبية رغبات العملاء، والتي تعالج هذه التحديات الأساسية، لتتجاوز الشركة توقعات عملائنا. وبحلول 2026، سنكون قد أكملنا بالفعل مجموعة BEV كاملة، من 11 طرازاً جديداً، من خلال اعتماد المنصة المعيارية العالمية للكهرباء (E-GMP).
والتي ستوفر عملية توحيد لمعايير ونمط الإنتاج. وستضمن هذه المنصة زيادة السرعة القصوى للمحرك بنسبة 70 ٪، وستضمن إمكانية شحن السيارة في حوالي 18 دقيقة. وفي ما يتعلق بصالات العرض في عام 2022، سنقدم للجمهور كيا EV6، الطراز الذي يشتمل على أحدث تصميم لعلامتنا التجارية، والذي يوفر للعملاء تجربة تنقل عالية الأداء.
ويعتمد جزء كبير من نجاح السيارات الكهربائية، على التقدم التكنولوجي والابتكار. وهنا، تستثمر العلامات التجارية أكثر في أبحاثها وتطويرها لإنتاج منصات تمنح طرازاتها من السيارات الكهربائية، نطاقاً أكبر وزمن شحن أقل. ولا يقتصر الأمر على تجاوز هذه العقبات فحسب، بل يؤدي أيضاً إلى جعل السيارات الكهربائية، أكثر جاذبية للمستهلكين. وتحقيقاً لهذه الغاية، ركزت كيا بشكل خاص، على البنية التي ستدعم سياراتها الكهربائية.
وأضاف شابسوغ: في نهاية عام 2020، كشفت مجموعة هيونداي موتور، عن نظامها الجديد E-GMP، المنصة التي ستكون بمثابة التكنولوجيا الأساسية لمجموعة السيارات الكهربائية للجيل الجديد لدينا. ويعد هذا التطور، تتويجاً لسنوات من البحث والتطوير، ويقدم مجموعة هيونداي موتورز كرائدة لأحدث التقنيات.
وتابع: إن هذا التطور، هو نقطة تحول مهمة لتطوير السيارات الكهربائية، حيث يعني ذلك زيادة نطاق القيادة، وتعزيز ميزات السلامة، وتوفير المزيد من المساحة الداخلية في سياراتنا.
ولكن الأهم من ذلك، أنه سمح لنا بتقديم حل تنقل هاماً، يعد مثالاً ساطعاً على تقدمنا والتزامنا برياد صناعة السيارات الكهربائية. وأوضح: يمكن أن تسمح السيارات الكهربائية التي تعمل بالبطارية BEVs، المستندة إلى منصة E-GMP، لمصممي السيارات، بمتابعة ما يسمى بـ «تجربة الكهرباء التقدمية»، والمزيد من الابتكارات الجذرية لصالح راحة وأمان السائق والركاب.
وليس سراً أن صناعة السيارات تتطور بمعدل أسرع بكثير من البيئة والبنية التحتية، والعمليات التي كانت تجري من أجلها. ومع ذلك، فقد تغير هذا الوضع.
حيث بدأت الحكومات تنشط في تمهيد الطريق للأفراد، للتحول إلى السيارات الكهربائية، من خلال خلق بيئة داعمة لهم، عبر تقديم حوافز سخية. يمكن ملاحظة ذلك في كل دول مجلس التعاون الخليجي، وخاصة في الإمارات، حيث يمكن لمالكي السيارات الكهربائية، الاستمتاع بميزة وقوف السيارات المجاني في أنحاء مختلفة من دبي، ويمكنهم التقدم للحصول على بطاقات سالك المجانية لسياراتهم الكهربائية.
وقال شابسوغ: لقد شهدنا بالتأكيد، زيادة في الدعم من قبل الحكومات، لخلق بيئة تجعل الناس أكثر ثقة في شراء السيارات الكهربائية.
وهذا التوجه، هو جزء من أهداف الاستدامة المختلفة لحكومات دول مجلس التعاون الخليجي، والتي تعد جزءاً من أجندتها الوطنية، مثل رؤية 2030 في المملكة العربية السعودية. كان هناك تحرك ملحوظ نحو إنشاء المزيد من محطات الشحن، لا سيما في المناطق النائية، ما يجعل المواطنين يشعرون بمزيد من الثقة في البنية التحتية المتاحة لهم، بدلاً من القلق بشأن ما إذا كانت رحلاتهم بالسيارات الكهربائية، تقتصر على مسافة معينة.
خلال العام الماضي، ارتفعت خدمات التجارة الإلكترونية بشكل كبير، ومن المتوقع أن تصل عائدات التجارة الإلكترونية في جميع أنحاء العالم هذا العام، إلى 5 تريليونات دولار أمريكي.
ويؤدي تفضيل الناس المتزايد للتجارة الإلكترونية، إلى زيادة كبيرة في نمو خدمات التنقل العالمية المقدمة من قبل الشركات، ما يعني أيضاً التوسع في الأساطيل. ومن هذا المنطلق، فإن السعي وراء هذا التوسع نحو اتجاه مستدام، يتطلب من السائقين التحول إلى السيارات الكهربائية BEVs. ومع ذلك، فإن هذه القفزة، تطرح حالياً 3 تحديات رئيسة، هي:
قدرة السائقين على تحمل تكلفة المركبات الكهربائية، ووقت الشحن الذي قد يعطل تدفق الأعمال، والقلق من نطاق القيادة حال الوجود في منطقة بها محطات شحن محدودة. مرة أخرى، تمكنت كيا من إيجاد حل لجميع التحديات الثلاثة.
وأوضح شابسوغ: جزء من المساهمة في نظام بيئي أفضل، يقع بالتأكيد على عاتق شركات التنقل العالمية، ومن مسؤوليتنا كقادة في صناعة السيارات، تعزيز الشراكات مع هذه الشركات الأخرى، لتشجيع التحول نحو إنتاج السيارات الكهربائية.
لهذا السبب، دخلت كيا وهيونداي موتور في شراكة مع «جراب»، أكبر شركة لخدمات حجز السيارات في جنوب شرق آسيا، لتقليل العوائق التي يواجهها السائقون الذين يمتلكون سيارات كهربائية، من خلال خفض التكلفة الإجمالية للملكية.
وللمضي قدماً لتقليل القلق من مسافة القيادة، سيتمكن السائقون من تبديل بطاريات الشحن الإلكترونية في مطبخ جراب، أثناء انتظارهم لجمع طلبات الطعام، ما يسهم أيضاً في تقليل وقت التوقف عن العمل بالنسبة لهم. إن هدفنا هو ضرورة أن يكون التحول إلى السيارات الكهربائية أمراً سهلاً وسلساً، وهذا بالضبط ما نعمل عليه.
ومع تمهيد الحكومات الطريق لتشجيع الأفراد على التحول إلى السيارات الكهربائية، وتقديم المزيد من الحلول لخدمات السيارات المتنقلة، والتدفق المستمر للابتكار من قادة السيارات مثل كيا، فإن الأساس نحو مستقبل أكثر اخضراراً، بفضل السيارات الكهربائية، اقترب أخيراً من نقطة تحول إيجابية.
تابعوا البيان الاقتصادي عبر غوغل نيوز
طباعةEmailفيسبوك تويتر لينكدين Pin InterestWhats App