نشرت «مايو كلينك» الأمريكية تقريراً مفصلاً سلطت فيه الضوء على أفضل الطرق التي يمكن من خلالها تعقيم المنازل وتطهيرها منعاً لانتشار فيروس كورونا «كوفيد-19»، والتي تضمنت معلومات حول آلية انتشاره وأكثر الأماكن التي يحتمل تواجد الفيروس فيها، وغيرها من الوسائل والمواد المستخدمة في التعقيم والتطهير.
لا شك في أن هناك تطوراً مستمراً في استيعاب المتخصصين والباحثين لأسرار مرض الكورونا والآلية التي تؤدي إلى انتشار الفيروس. تشدد معظم التوجيهات والإرشادات الرسمية الصادرة عن المؤسسات المعنية بالصحة العامة، على أهمية اتباع عدد من الإجراءات الوقائية الهادفة إلى حصر انتشار المرض ونقله أو الإصابة به من الغير، ومنها ما هو معروف وشائع، مثل غسل اليدين بشكل متكرر، والالتزام بالتباعد الجسدي بين الأشخاص، خاصة في الأماكن الخارجية التي تضم تجمعات بشرية، إلى جانب ارتداء الكمامات والقفازات في حالات مختلفة. وبعد ظهور اللقاحات التي أظهرت نتائج مبشرة ضد المرض، فإن أخذ الجرعات المحددة من اللقاح هي إحدى أكثر الطرق فاعلية في مواجهة انتشار الجائحة بين الناس، وهي السلاح الأول حالياً ضد ظهور موجات وسلالات جديدة.
وفي سبيل مكافحة المرض والحد من انتشاره في المنزل، فإنه يتعين اتخاذ العديد من الخطوات والتدابير. هذا الأمر لا يتطلب شراء مواد كيميائية متخصصة جداً، بل إن المواد الموجودة في المنزل عادة ما تؤدي هذا الغرض بكل سهولة.
آليات الانتشار
يمكن أن ينتشر الفيروس المسبب لمرض كورونا من خلال المخالطة اللصيقة لشخص مصاب الفيروس. كما يمكن أن ينتشر من خلال ملامسة الأسطح أو الأشياء التي لمسها شخص مصاب به، ولكن نسبة الخطورة واحتمالية الإصابة في هذه الحالة منخفضة إلى حدٍ ما.
ومن الطرق الأخرى المعروفة لانتشار المرض، هي من خلال الرذاذ الذي ينطلق في الهواء عبر العطس أو السعال، حيث ينطلق رذاذ التنفس في الهواء عند العطس أو السعال بواسطة شخص مصاب بالفيروس. ورغم الاحتمالية الكبيرة للإصابة، فإن رذاذ التنفس العادي لا يقطع مسافات طويلة؛ إذ لم تتجاوز تلك المسافة أكثر من مترين في العادة. قد يبقى الفيروس على الأسطح لمدة تتراوح بين عدة ساعات إلى عدة أيام. لكن تشير الدراسات إلى أنه من غير المرجح أن ينتشر الفيروس عن طريق لمس الأسطح الشائعة بعد ثلاثة أيام من لمسها من قِبَل شخص مصاب بكوفيد 19.
قد تبقى جزيئات التنفس عالقةً في الهواء لعدة دقائق أو ساعات. أما في المناطق المغلقة ضعيفة التهوية، فإن تلك الجزيئات تتكثف بما يكفي لنقل الفيروس للموجودين في ذلك المكان حتى بعد مغادرة المريض للغرفة. ويسمى ذلك انتقال الفيروس بالهواء.
طرق الوقاية
هناك العديد من الخطوات التي يمكن اتباعها لتطهير المنزل وتعقيمه وتقليل الانتشار المحتمل لفيروس كورونا، وذلك عن طريق تنظيف وتطهير الأسطح الأكثر تلامساً، مثل الطاولات ومقابض الأبواب والأثاث ومفاتيح الإضاءة والمكاتب والمراحيض وصنابير الماء والأحواض. وفي حال كان أحد سكان المنزل من الفئات الأكثر عرضة للإصابة بأعراض خطيرة للمرض، فيتعين الحرص على تنظيف الأسطح بشكل مستمر وعلى نحو مستمر، خاصة إذا كان بالمنزل شخص ثبتت إصابته بالفيروس.
ومن الخطوات الأخرى، فتح النوافذ حين يكون ذلك ممكناً لتحسين التهوية. مع التأكد أيضاً من تدفق الهواء بشكل جيد في المنزل عند استخدام المبيضات أو المطهرات أو المواد الكيماوية الأخرى. وقبل البدء في عملية التعقيم أو التنظيف، يجب ارتداء القفازات الواقية، ويفضل استخدام القفازات ذات الاستخدام الواحد لكي يتم التخلص منها فوراً بعد الانتهاء منها. وفي حال عدم وجود أي خيار آخر سوى القفازات القابلة لإعادة الاستخدام، فيجب عدم استخدامها لأي أغراض أخرى. ويتوجب أيضاً غسل اليدين تحت الماء الجاري لفترة مناسبة بعد خلع القفازات المستخدمة في التنظيف. ويعتبر التنظيف بالماء والصابون كافياً لإزالة الأوساخ والتراكمات وتقليل عدد الجراثيم على الأسطح. وبعد ذلك، يمكن وضع مادة مطهرة على تلك الأسطح لإزالة أي جراثيم متبقية.
المواد الفاعلة
نشرت الوكالة الأمريكية لحماية البيئة مؤخراً قائمة بالعديد من المطهرات التي يمكن استخدامها ضد الفيروس المسبب لكوفيد 19. وعلى الرغم أن هذه المنتجات لم يتم اختبارها على هذا الفيروس على وجه الخصوص، فإنها تعد فعالة جداً ضد أنواع أخرى من الفيروسات الأصعب في مقاومة هذه المواد الكيماوية.
تعد مادة الميثانول إحدى العناصر الفعالة ضد المرض، إلى جانب مواد ومنظفات أخرى تتضمن بيروكسيد الهيدروجين أو الأمونيوم الرباعي. وقبل البدء في استخدام المنتج، يتعين قراءة تعليمات المنتج بعناية، والالتزام بما جاء فيها، بما في ذلك الاحتياطات الواجب اتخاذها عند استخدام تلك المنظفات والمواد الكيماوية. ينبغي إبقاء العديد من أنواع المطهرات على الأسطح المطلوب تعقيمها لفترة معينة من الزمن لكي تأخذ مفعولها بالكامل، وهي الفترة التي تسمى فترة التلامس، ويمكن معرفة ذلك من خلال التحقق من الملصق الخاص بمعلومات المنتج للاطلاع على التفاصيل الخاصة بفترة التلامس المذكورة.
محلول مطهر
يعد خلط بعض المواد الكيماوية ببعضها بعضاً خطيراً جداً، ورغم ذلك توجد العديد من الطرق الآمنة التي يمكن عبرها خلط مجموعة من السوائل المطهرة لاستخدامها لأغراض التعقيم المنزلي للقضاء على فيروس كورونا كوفيد-19، إذ يمكن عمل محلول مطهر عن طريق مزج حوالي 20 مل من مادة التبييض المنزلية مع نحو لتر من الماء. ولكن يجب قراءة واتباع التعليمات والتحذيرات. وارتداء القفازات الواقية والتأكد من أن وجود تهوية جيدة في الغرفة. ولا ينصح بخلط مواد التبييض منزلية الاستخدام مع السوائل التي تحتوي على مادة الأمونيا أو أي منظفات آخر، إذ يمكن للمزيج أن يُصدر أبخرة سامة تؤثر في الموجودين بالمنزل.
تعقيم الهواتف الذكية
عند تعقيم أو تنظيف الأجهزة الإلكترونية أو الهواتف الذكية، فإنه ينصح بقراءة تعليمات المصنع الخاصة بكيفية التنظيف أو التعقيم، فالعديد من الشركات المصنعة بدأت في إصدار نشرات توعوية حول كيفية التعامل مع الأجهزة بعد انتشار كورونا. ورغم ذلك، يمكن تنظيف الهواتف الذكية باستخدام المحارم المطهرة التي تحتوي على نسبة كحول لا تتجاوز 70٪ بسبب أن زيادة تركيزها يمكن أن يؤذي الأسطح أو يتسبب في حدوث تغير في الألوان. يتم مسح واجهة الهاتف وجوانبه والجزء الخلفي كذلك، مع التركيز على المناطق التي عادة ما يتم وضع الأصابع عليها. وبعد ذلك يترك الهاتف أو الجهاز الإلكتروني لكي يجف، وهو ما ينطبق أيضاً على أجهزة الكمبيوتر المكتبية والمحمولة والأجهزة اللوحية وأجهزة التحكم عن بعد. وبعد الانتهاء من هذه العملية، يجب غسل اليدين جيداً بالماء والصابون وتعقيمهما بعد ذلك.