«السكوتر الكهربائي».. التهور والاستخدام العشوائي تهديد لسلامة الأطفال

  • Čas:Aug 14
  • Psaný : smartwearsonline
  • Kategorie:Chytré oblečení

ينجرف بعض الأهالي وراء رغبات أو إلحاح أبنائهم من دون النظر لما يترتب من أخطارر لبعض الأمور، «السكوتر الكهربائي» من الظواهر التي شكلت خطراً على الأطفال وسلامتهم، ولا سيما ركوب الأطفال للسكوتر في الشوارع العامة والحدائق، بعضهم للترفيه وآخرون كوسيلة مواصلات بين البيت والمدرسة، فيما تستخدمه فئات من الصغار والمراهقين في الشوارع الفرعية للأحياء السكنية للزيارات، أو الذهاب للبقالات، أو حتى يقودونه في الشوارع المخصصة للمركبات كنوع من الترفيه أو التسلية غير المحبذة التي تتسبب بمشكلات مرورية قد تصل إلى الحوادث والوفيات.

من جانبهم، أكد اختصاصيون وتربويون أهمية توعية الأبناء في المدارس بالأخطار والضرر الذي يمكن أن يتعرضوا له أثناء اللعب بهذا الجهاز الذي لا يتماشى مع فئاتهم العمرية، جراء التعامل معه بتهور أو استخدامه بشكل عشوائي من دون أي ضوابط أو التزام بقواعد السلامة ما يشكل تهديداً للمستخدمين من المراهقين والأطفال، وعليهم أن يتوجهوا لاقتناء ما يتناسب مع أعمارهم وهواياتهم من خلال العديد من الأجهزة التي تمكنهم من الاستمتاع بأوقاتهم وتقيهم من الأخطار، وأشاروا إلى أن مجاراة الأصدقاء ورضوخ أولياء الأمور لأطفالهم قد يفاقمان الظاهرة، كما طالبوا بوضع اشتراطات وقواعد محددة تنظم عمليات سيره وتخصيص مسارات لركابه، لافتين إلى أن السرعة المفرطة تؤدي إلى فقدان التوازن وتكرار السقوط والإصابات.

بدورها، قالت الكاتبة الدكتورة مريم الشناصي: إن أشكال وأنواع الدراجات الكهربائية تعددت وبتنا نراها في متناول العديدين ومنهم فئة الصغار، الأمر الذي يطرح سؤالاً: هل يجهل أولياء الأمور خطورة استخدامها من قِبل أطفالهم؟

لأننا حينما نرى الأطفال يتسلون بها في الأحياء السكنية وبلا خبرة وبلا أي معدات سلامة مناسبة أثناء قيادتها نعلم يقيناً بأنهم بعيدون عن مراقبة ومتابعة أولياء أمورهم، الأمر الذي من شأنه أن يشكل خطراً على حياة الصغار بسبب استخدامهم الطرق المعدة للسيارات، بدلاً من قيادتها في المسارات المخصصة لها والتي تكون في بعض الحدائق.

خطورة

كما حذرت مريم الحربي، طبيبة أطفال ومديرة البحوث في شركة أبوظبي للخدمات الصحية «صحة» من رضوخ أولياء الأمور أمام إلحاح طفلهم على شراء السكوتر الكهربائي من دون رقابة ومتابعة، كما أن فئة من الأطفال يستخدمونه من دون ارتداء وسائل السلامة والجهل باستخدامه.

وأضافت: «يكمن خطر السكوتر في السرعة التي تؤدي إلى فقدان التوازن والسقوط على الأرض، ما ينتج عنه كدمات ورضوض قد تؤثر في الرأس والعنق والعمود الفقري».

كما شددت مريم القصير، مستشارة أسرية ونفسية ضرورة عدم تسرع أولياء الأمور في شراء السكوتر الكهربائي لصغارهم ولا سيما أنه قد يهدد حياتهم، فهذا النوع من الدراجات ليس مسلياً بقدر ما هو خطر على صحتهم الجسدية وعلى حياتهم عموماً.

وأضافت: «إن قرر ولي الأمر شراء السكوتر الكهربائي لابنه، يحتم أن تكون قيادته بإشرافه ومتابعته، وأن تكون القيادة في ساحة المنزل أو الحدائق التي تخصص مسارات نظراً لخطورة الطريق في الخارج، وفي أوقات محددة، كعطلة نهاية الأسبوع مثلاً، كمكافأة للابن بعد أسبوع دراسي مكتظ بالدروس والواجبات».

نفع اقتصادي

من جانبه، قال أحمد النقبي، رئيس لجنة التخطيط والتميز واللجنة الثقافية المجتمعية بنادي دبا الحصن الرياضي الثقافي، رئيس لجنة التميز بمجلس أولياء الأمور: على الرغم من كون «السكوتر» صديقاً للبيئة وذا نفع اقتصادي كونه يعمل بالكهرباء إلا أنه بات خطيراً على الأطفال وأيضاً كبار السن عند استخدامه من دون رقابة، إذ زادت نسبة حوادث الدراجات الكهربائية والسبب يعود إلى الاستخدام الخطأ من قبل الأطفال ومن دون رقابة ولي الأمر، فهي غير مرخصة للاستخدام في الطرقات سواء الرئيسة والفرعية وإنما يقتصر استخدامها على الحدائق والأماكن المخصصة.

وأضاف: بديهياً فإن الطفل لدى استخدامه هذه الدراجة يصعب عليه التحكم فيها، إضافة إلى عدم إلمامه بالثقافة المرورية، وعدم التقيد بإجراءات السلامة وارتداء الملابس المخصصة مثل الخوذة وغيرها.

وبين أن أنسب علاج لعدم تعرض الصغار للحوادث إزاء استخدامهم «السكوتر الكهربائي» يتمثل بسن قوانين تلزم أولياء الأمور المتابعة وعدم الإهمال وكذلك تثقيفهم بهذا الجانب للحفاظ على فلذات الأكباد من الحوادث المميتة، وسن قوانين عند شراء الدراجة مثل التسجيل القانوني والتأمين بهدف الحفاظ على أرواح مستخدميها، وتخصيص أماكن لقيادتها وفق شروط وقوانين لتحقيق الأمن والسلامة لمستخدميها، وتشديد الرقابة في الأحياء السكنية والمجمعات للحد من تلك الخطورة لخلق بيئة آمنة.

منافسة

«السكوتر الكهربائي».. التهور والاستخدام العشوائي تهديد لسلامة الأطفال

بدورها أوضحت نور العلمي مسؤولة الأنشطة والصحة والسلامة في مدرسة خاصة، أن «السكوتر الكهربائي» يحتاج للبطاريات التي يجب تغييرها كل فترة، وهذه البطاريات غير قابلة للتدوير ورميها سيسبب مشكلة كبيرة في التخلص منها لاحقاً، إضافة إلى ذلك فإن هذه الأجهزة قد تشتعل وتتسبب في حرائق عند شحنها وانفجارها، لافتة إلى أن استخدامها في ممرات الرياضة تضايق المارة ومستخدمي الطرق الذين يمارسون رياضة المشي.

وقالت العلمي: لا يمكن احتسابها وسيلة للترفيه أو التنقل، إذ إن زيادة الوزن (الحمل) عليها قد يعرض سائقها لاختلال توازنه، كما أن القيام بأي حركة خطأ كالالتفاف السريع أو الضغط على الفرامل بشكل خطأ يضر بالسائق، في الوقت الحالي يستخدم بعض الطلبة القاطنون بجوار مدارسهم السكوتر الإلكتروني للتنقل وهذا يعد خطأ، في حين لو استخدم الدراجة الهوائية فإنه يعمل على تنشيط دورته الدموية وتحريك عضلاته والحفاظ على لياقته البدنية وكذلك تحفيز نشاطه العقلي لبدء يومه بكامل نشاطه.

وعدّت لمى سعيد النجار معلمة تربية رياضية، أن الأبناء يسارعون في اقتناء نتاجات التكنولوجيا الحديثة، والتنافس مع أقرانهم، وقد انتشر أخيراً السكوتر الكهربائي بشكل واسع بدوافع حب الاستكشاف، غير أنهم أغفلوا الآثار السلبية الناجمة عن هذه الأجهزة مثل الإصابات الناجمة عن الاستخدام غير الصحيح ومما يزيد خطورة مثل هذه الأجهزة عدم الالتزام بإجراءات الأمن والسلامة ولبس معدات الحماية اللازمة، وقيادة هذه الأجهزة في الطرق غير المخصصة.

وأوصت بتجنب مثل هذه الوسائل لأن آثارها السلبية أكثر من الإيجابية، ولأنها تؤثر في اللياقة العامة وخصوصاً لدى الطلبة في ظل الظروف الراهنة (كوفيد 19) التي أثرت في حركة الطلاب بالعموم، والاستعاضة عنها بالمشي، وأداء التمارين الرياضية التي تحسن من اللياقة وتعزز الصحة النفسية والاجتماعية للطلبة.

رغبات

من جهتها، نصحت سماء بركات اختصاصية اجتماعية، أولياء الأمور بعدم الانسياق وراء رغبات الأبناء في كل ما هو جديد على الساحة، وألّا يستسلموا أمام إلحاح وبكاء أطفالهم للامتثال للشراء وهنا ينبغي للأهل إعطاء الأولوية لسلامة أطفالهم، وتحديد الهدف من وراء هذا الاقتناء.

وأرجعت سبب انسياق الأبناء وراء شراء «السكوتر الكهربائي» إلى سهولة استخدامه وسرعته الفائقة، ولكن بجانب هذه المميزات يجهل الكثيرون أخطاره التي قد تودي بحياة الفرد وخصوصاً الأطفال، موضحة أن أخطاره تفوق الدراجات الهوائية التي تستخدم في الترفيه والأعمال الرياضية، إذ تؤدي السرعة المفرطة في السكوتر الكهربائي إلى فقدان التوازن وتكرار السقوط على الأرض، ما ينتج عنه كدمات ورضوض في الرأس، وجميع ذلك يؤثر في صحة وسلامة الطفل.

بدورها، عارضت مها إبراهيم مديرة مدرسة خاصة، استخدام السكوتر الكهربائي ليس فقط لأسباب متعلقة باحتمالية التعرض لحوادث السلامة والإصابات، بل لأنه بمقام ممارسة زائفة للرياضة، حسب وصفها، فاستخدامه لا يرتبط بتوظيف أي عضلة من عضلات الجسم ولا بتطوير المهارات الحركية والتناسق الجسدي للطفل أو المراهق وبالتالي فهو عادة تدعو للكسل وليس العكس.

أولياء أمور

من جهتهم، طالب عدد من أولياء الأمور الجهات المختصة بتحديد العمر المسموح بقيادة السكوتر الكهربائي، مبدين استياءهم من تجاوزات الأطفال لدى استخدامها في شوارع الأحياء السكنية من دون الإلمام بقواعد قيادتها، ومن دون مراعاة مرور مركبات، الأمر الذي يشكل خطراً كبيراً عليهم.

وأوضح فيصل الزيدي أن فئة من الأطفال لا يتقنون مهارة القيادة الآمنة للسكوتر الكهربائي ما يؤدي إلى مضاعفة فرصة وقوع الإصابات والحوادث. وشدد على ضرورة وضع قوانين تحدد طرق استخدام السكوتر لخلق نوع من الالتزام.

كما قال محمد قطيش العامري: «للأسف الشديد أرصد يومياً أطفالاً يقودون هذا النوع من الدراجات في الأحياء السكنية فقط من باب التسلية، الأمر الذي يعرضهم لخطورة كبيرة ولا سيما أنهم في كثير من الأحيان يقودونها أمام المركبات وبسرعات كبيرة».

واقترح علي محمد الكعبي تحديد عدد الأشخاص المتاح لهم استخدام السكوتر وأعمارهم، وأكد أن بعض صغار السن قد تتعرض حياتهم للخطر بسبب عدم انتباه قائدي السيارات لوجودهم في الشوارع، الأمر الذي يستلزم تشريع قوانين تحمي الأفراد، كما أن الصغار يقودون تلك الدراجات من دون الإلمام بالطريقة الآمنة للاستخدام أو حماية أنفسهم من أخطار الحوادث.

هوايات

رأت مها إبراهيم أن العديد من أبناء الجيل الحالي أصبحوا يستخدمون السكوتر الكهربائي بديلاً للدراجات والسكوتر الحركي بينما هم في أمسّ الحاجة لممارسة هوايات تتضمن رياضات حقيقية مرتبطة بتوظيف أكبر عدد ممكن من العضلات، ليس ذلك فحسب بل إن الرياضات الحركية تساعد المراهق على بناء التركيز وتصفية الذهن والتخلص من الطاقة السلبية والضغوط وعلى عادات النوم السليمة.

تابعوا أخبار الإمارات من البيان عبر غوغل نيوز

طباعةEmailفيسبوك تويتر لينكدين Pin InterestWhats App