لم تجد نساء وَضَعن مواليدهن توًّا، بمستشفى ابن الخطيب بمدينة فاس المعروف لدى الساكنة بـ”كوكار”، إلا الأرض لافتراشها والنوم جنب رضًّعن إلى حين خروجهن في اتجاه منازلهن.
ففي الوقت الذي من المفروض أن تتوجه فيه الأمهات صوب أَسِرَّتهن داخل الغرف التي تتوفر على أجهزة العناية والمراقبة، تركُن الخارجات توا من الغرف المخصصة للولادة رفقة مواليدهن إلى إحدى زوايا الغرف أو في الممرات مستعينات بأفرشة وأغطية يجلبها الأهل والأقارب.
“كادت إحدى الممرضات أن تدوس رضيعي الموضوع قربي على الأرض دون أن تراه” تقول إحدى النساء معبرة عن استيائها البالغ من هذه الوضعية المهينة، وتزيد ضمن تصريح لهسبريس: “من الصعب أن أنام على أرض باردة وأنا نفساء، ومن المفروض أن ألقى عناية أفضل وسريرا دافئا لي ولابني المولود حديثا”.
ممرضة تشتغل بالمستشفى كشفت لهسبريس عن كون جناح أمراض النساء والتوليد يضم 5 قاعات لا يوجد فيها سرير واحد شاغر، وتحدثت الممرضة عن الاكتظاظ الذي يعرفه المستشفى الذي يستقبل عددا كبيرا من ساكنة مدينة فاس ونواحيها من القرى والبوادي، خصوصا المتوجهات منهن لقسم الولادة وأمراض النساء.
تعود سيدة أخرى وتفصح لهسبريس: “بْنتِي جَابْهَا رَاجْلْها كتْقْطّع بالوْجْع وهُومَا كيْجَرجْروا فِيها”، موضحة أن الكثير من زائري مستشفى “كوكار” ومرضاه سبق لهم معاينة امرأة تلد في إحدى الممرات أو أمام باب القسم أو في الطاكسي.
الأطر الطبية داخل المستشفى عبروا بدورهم عن استيائهم البالغ، عبر جريدة هسبريس الإلكترونية، من اختلالات ترافق الاكتظاظ، مشددين على غياب التجهيزات والمعدات الطبية وظروف العمل التي اعتبروها “غير مساعدة على العطاء الجيد”، وورد بالتصريحات المتطابقة المستقاة: “حتى القفازات المعقمة غير موجودة، ويُطلب من المتدربات والمتدربين جلبها معهم، ما يجعل الأمهات والمواليد معرضين للتعفنات والعدوى في وقت تُعنى مُولّداتان فقط وبضع متدربات بتوليد 6 أو 7 نساء في آن واحد”.