رفض المستشار الألماني أولاف شولتس الاتهام القائل إن ألمانيا ترددت لفترة أطول من اللازم، قبل توريد أسلحة إلى أوكرانيا. وفي مقابلة مع القناة الثانية بالتلفزيون الألماني "ZDF"، قال السياسي الاشتراكي الديمقراطي، مساء اليوم الخميس (الثالث من آذار/مارس 2022): "لا أحد يرى الأمر على هذا النحو".
وأضاف شولتس أنه كان سيصبح من الخطأ، بعد الهجوم الروسي على أوكرانيا استئناف سياسة ألمانيا المشددة الخاصة بتوريد الأسلحة إلى مناطق الحروب. ورأى المستشار الألماني أن الهدف يجب أن يتمثل الآن في تحقيق وقف لإطلاق النار وانسحاب القوات الروسية، وقال إن من الصواب الاستمرار في ممارسة الضغط عن طريق العقوبات والإبقاء على مجال للدبلوماسية.
وقال إن هناك حاجة ماسة لوقف إطلاق النار للمساعدة في تهدئة الوضع في أوكرانيا. كما نبه إلىأن من المهم للغاية منع نشوب صراع مباشر بين حلف شمال الأطلسي وروسيا. وأضاف شولتس أن العقوبات المتفق عليها ضد روسيا أظهرت تأثيرها في مرحلة مبكرة، متوعدا بفرض عقوبات أخرى.
وجدد شولتس تأكيده على أن حلف شمال الأطلسي (ناتو) لن يشارك في الحرب الدائرة حول أوكرانيا. وقال إن هذا الأمر من شأنه أن "يسبب تصعيدا مأساويا في الوضع الصعب في أوكرانيا، وهو ما سيترتب عليه مخاطر كبرى".
وأضاف المستشار الاشتراكي: "ولهذا السبب، فإن فعل ذلك الآن لن يكون من قبيل السياسة المسؤولة"، وتابع أنه يجب تجنب حدوث مواجهة مباشرة بين الناتو وروسيا، "ولذلك فلن تكون هناك قرارات تؤدي إلىدول الناتو عسكريا في هذا النزاع".
وفي موضوع ذي صلة دعا شولتس، المستشار الألماني الأسبق غيرهارد شرودر إلى التخلي عن مناصبه في الشركات الروسية الحكومية. وقال في مقابلته: "نصيحتي لجيرهارد شرودر أن ينسحب من هذه المناصب". وأكد أن هذه القضية ليست مسألة خاصة.
وتابع شولتس أن الالتزام بمثل هذا المنصب العام (المستشار) الذي كان يشغله شرودر يظل قائما حتى بعد انتهاء فترة الولاية "فهذا الالتزام لا ينتهي بالتوقف عن ممارسة هذا المنصب بل إنه متواصل".
ويتعلق الأمر بشكل محدد بمناصب شرودر في شركتي الطاقة الروسية نورد ستريم1 وشركة نورد ستريم 2 بالإضافة إلى روزنفت التي يتولى فيها رئاسة مجلس الإشراف والمراقبة. ومن المنتظر أن يتولى شرودر أيضا منصب عضو مجلس الإشراف والمراقبة على شركة غازبروم.
يتعرض المستشار الأسبق غيرهارد شرودر لانتقادات شديدة بسبب علاقاته مع الرئيس بوتين وتوليه مناصب في شركات روسية
ويواجه المستشار الأسبق الذي ينتمي إلى حزب شولتس الاشتراكي الديمقراطي، انتقادات بسبب علاقاته مع روسيا الممتدة منذ فترة طويلة. كما يرتبط شرودر بعلاقة صداقة بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين منذ سنوات.
يذكر أن ألمانيا ودول الناتو الأخرى تدعم القوات المسلحة الأوكرانية بالأسلحة، غير أن هذه الأسلحة لا يتم تسليمها بشكل مباشر إلى أوكرانيا بل يتم تسليمها خارج الحدود ما يعني أن جنود الناتو لا تدخل إلى الأراضي الأوكرانية. وفي سياق متصل، كان الرئيس الأمريكي جو بايدن استبعد بدورهجنود الحلف في الحرب الأوكرانية.
ف.ي/أ.ح (د ب ا، رويترز)