تشهد عدد من دول العالم، على رأسها الجزائر إلى جانب تونس وتركيا واليونان، حرائق كبيرة أتت على الأخضر واليابس وخلفت خسائر مادية وبشرية تزامنا مع ارتفاع درجات الحرارة؛ وهو ما صعب من مأمورية إخمادها.
وتحاول الدول المتضررة استعمال كل الوسائل لإخماد الحرائق، خصوصا الطائرات الخاصة بهذا الغرض سواء عن طريق استئجارها أو مجانا في إطار المساعدة من الدول الصديقة، وهي أفضل طريقة لتطويق الحرائق إلى جانب المساعي الميدانية.
وعالميا، تشتهر طائرات “كنادير”، للمصنع الكندي بومباردييه، بكونها أفضل الطائرات الخاصة لإخماد الحرائق الكبرى للغابات، وتتوفر القوات الملكية الجوية على خمس منها من نوع Canadair CL-415.
ويمكن لهذه الطائرات المتخصصة في مكافحة الحرائق تعبئة ما يزيد عن ستة آلاف لتر من الماء عبر خزانين يمكن تعبئتها بسرعة، وهي مستعملة في أغلب دول العالم؛ بالنظر إلى سمعتها وقدرتها على تطويق الحرائق الكبرى التي تندلع في الغابات.
وتبلغ قيمة الطائرة الواحدة من نوع “كنادير” حوالي 25 مليون أورو، أي ما يعادل 265 مليون درهم مغربي، وتتمتع بالقدرة على الإقلاع والهبوط في مسافات قصيرة وعلى أي نوع من الأسطح سواء الماء أو اليابسة؛ وهو ما يجعلها مثالية لكل أنواع الإغاثة في حالة الكوارث ومكافحة الحرائق.
ولا تتوفر الكثير من الدول على هذا النوع من الطائرات، فبالإضافة إلى المغرب، توجد لدى كندا وفرنسا وكوريا الجنوبية وإسبانيا والولايات المتحدة الأمريكية والبرتغال وكولومبيا والهند والمكسيك.
وفي خضم الحرائق التي تشهدها الجارة الجزائر، أعطى الملك محمد السادس تعليماته إلى كل من وزير الداخلية ووزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج من أجل التعبير لنظيريهما الجزائريين عن استعداد المغرب لمساعدة الجزائر في مكافحة حرائق الغابات التي تشهدها العديد من مناطق البلاد.
وقد سارع المغرب، منذ الأربعاء، إلى تعبئة طائرتين من طراز “كنادير” لل في هذه العملية بمجرد الحصول على موافقة السلطات الجزائرية؛ لكن الجزائر سارعت، أمس الخميس، إلى توقيع اتفاق تجاري مع الاتحاد الأوروبي لاستئجار طائرتين لإخماد الحرائق.