القاهرة ـ «القدس العربي»: مثّل وزير التربية والتعليم حلا مريحا لصحف أمس الثلاثاء 8 فبراير/شباط الباحثة عن معركة تثبت من خلالها أنها حية ترزق، دون أن تثير غضب “الكبار”، لذا وجد الوزير طارق شوقي نفسه في مواجهة شرسة أثناء مناقشة مشروع قانون بتعديل بعض أحكام قانون التعليم، الذي رفضته اللجنة، إذ قالت النائبة ماجدة بكري، إن الوزارة لم تكشف أسباب عدم ذهاب 2% من الطلاب للمدارس خلال هذا العام، رغم تأكيدها أن العملية تسير بشكل جيد ونسبة الحضور 98%. وأشارت إلى أنه كان من الأفضل توفير أسباب الحضور، وعدم الحضور في ظل هذه الجائحة، وليس تغليظ العقوبة. بينما أعلن النائب عبد العليم داوود، رفضه مشروع القانون مؤكدا أن هناك علاقة بين الفقر والتسرب من المدارس، مشددا على ضرورة وضع خطة لمواجهة الفقر، قبل التسرب من التعليم.واحتفت الصحف باستعدادات الحكومة للانتقال للعاصمة الإدارية، إذ اجتمع الرئيس السيسي مع الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، والدكتور عاصم الجزار وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، واللواء أمير سيد أحمد مستشار رئيس الجمهورية للتخطيط العمراني. وقد اطلع الرئيس على الموقف التنفيذي لنقل الوزارات والهيئات الحكومية إلى العاصمة الإدارية الجديدة، خاصة ما يتعلق بمستجدات العمل في الحي الحكومي. وعثرت الصحف على ضالتها في اعترافات بعض الأشخاص الذين لهم علاقة بمذبحة “الزمالك” التي أسفرت عن مقتل أربعة أفراد وانتحار الجاني. ومن أخبار مقاومة الفيروس القاتل: أكد الدكتور حسام عبدالغفار المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، ارتفاع نسب شفاء مرضى فيروس كورونا في المستشفيات لـ 16% خلال الأسبوعين الماضيين، فضلا عن ارتفاع معدلات خروج المرضى من المستشفيات خلال تلك الفترة بنسبة 14%.ومن أخبار المحاكم: جدد قاضي المعارضات، حبس عضو مجلس نواب سابق 15 يوما على ذمة التحقيق، لاتهامه بإطلاق نار على شقيق زوجته في مشاجرة في التجمع الخامس، إثر خلافات زوجية بين المتهم وزوجته.. ومن أخبار المؤسسة الدينية: استأنفت محاضرات “الدورة التدريبية المشتركة لأئمة مصر وفلسطين”، المنعقدة في أكاديمية الأوقاف الدولية، لليوم الثالث على التوالي، في إطار خطة وزارة الأوقاف في التدريب والتثقيف المستمر للأئمة المصريين وأئمة الدول الشقيقة، حيث عقدت المحاضرة الأولى لفضيلة الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، بعنوان: “الفتوى في زمن النوازل”. وقال مفتي الجمهورية إن الجماعات المتطرفة قدمت أفهاما منفصلة عن الأدلة الشرعية، منفصلين بذلك عن نهج علماء الأمة، الذين قرروا أن: “المصلحة حيث ما وجدت فثم شرع الله”.
خطوة تاريخية
تصرف محمود أشاد به طلعت إسماعيل في “الشروق”: أثمرت جهود العديد من الدول العربية والافريقية، وعلى رأسها الجزائر وجنوب افريقيا، في تجميد الاتحاد الافريقى لقرار اتخذه رئيس مفوضية الاتحاد موسى فقي محمد في يوليو/تموز الماضي من دون مشاورات، بمنح إسرائيل صفة مراقب، بما فتح بابا للانقسام بين الدول الافريقية التي رأى بعضها في القرار تأثيرا سلبيا في الدعم الافريقي التقليدي للقضية الفلسطينية التي تمر حاليا بظروف صعبة عنوانها «التجاهل» المتعمد للجرائم الإسرائيلية بحق الفلسطينيين. قرار الاتحاد الافريقي الذي تم اتخاذه في القمة الـ35 التي عقدت قبل يومين في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، جاء في أعقاب معركة مفتوحة منذ نهاية يوليو/تموز الماضي، بعد منح فقي صفة المراقب للكيان الصهيوني، الذي اعتبره القادة الإسرائيليون، يومها، انتصارا غير مسبوق بضم إسرائيل إلى محفل دولي يضم 55 دولة افريقية، وهو ما يفتح بابا واسعا أمام تل أبيب لتصول وتجول في القارة السمراء بكل أريحية. ربما إلغاء منح إسرائيل صفة المراقب في الاتحاد الافريقي لا يزال يحتاج لجهود ليصبح قرارا نهائيا وليس تجميدا مؤقتا، بعد أن تم الاتفاق على تشكيل لجنة من سبعة رؤساء أفارقة للبت فيه، وتجنبا للخلافات الحادة التي ظهرت في القمة الـ35 بشأن وضع إسرائيل، لكن الأمر يستحق الترحيب، والإشادة التي أطلقها البرلمان العربي والأمين العام لجامعة الدول العربية السيد أحمد أبو الغيط، لأن التجميد «خطوة تصحيحية» لقرار خاطئ من الأساس.
جرائم المهرولين
قد يعتبر البعض والكلام لطلعت إسماعيل، أن الجهود الأخيرة لمحاصرة إسرائيل في البيت الافريقي، ما كنا في حاجة إليها لولا التراجع العربي الداعم للقضية الفلسطينية، والتخلي عن أوراق الضغط العربية لمنع تمدد إسرائيل على الخريطة الافريقية، والأنكى أن ذلك التمدد يتم في ظل تبجح دول عربية بعينها بدعم إسرائيل علنا. وتحت وهم «السلام الإبراهيمي»، وفي ظل اتفاقيات إبراهام، وعقب توقيع اتفاقية التطبيع بين الإمارات وإسرائيل، والزيارات المتوالية لقادة إسرائيليين لأكثر من دولة خليجية، كان طبيعيا أن تكسب إسرائيل المزيد من الأرض والنفوذ على حساب الحق العربي عامة، والفلسطيني خاصة، وبما يمنح بعض الدول الافريقية الحجة لنفض أيديها من قضية ربما ترى أنها لا ناقة لها فيها ولا جمل.. وفي ظل إغراءات إسرائيلية بتقديم الدعم الاقتصادي والأمني والعلمي لدول افريقية هشة، تعاني مشكلات أدت إلى العديد من الانقلابات العسكرية فيها، واللعب على وتر «البوابة الإسرائيلية للبيت الأبيض»، وكسب الود الأمريكي. قد يسأل البعض وماذا ستجني إسرائيل من صفة مراقب في الاتحاد الافريقي، وهي على علاقات دبلوماسية مباشرة مع أكثر من 40 دولة افريقية؟ الإجابة ببساطة هي ضمان اللعب في كواليس المنظمة الافريقية الأهم، لصالح دعم وتثبيت أركان دولة قامت على اغتصاب أراضي الغير، ولا تكف عن التنكيل بشعب أعزل كانت افريقيا يوما ما حاضنة حقيقية لقضيته، واليوم نرى مواقف إن لم تكن لصالح إسرائيل، فهي على الأقل غير منصفة للفلسطينيين. ولعلنا نتذكر أن العديد من الدول الافريقية، وبينها الكاميرون وافريقيا الوسطى وأوغندا وجنوب السودان، صوتت في 2017 ضد قرار أممي دعا واشنطن لسحب قرار اعترافها بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل. لا أحد يلوم تل أبيب على سعيها لاختراق كل موقع حصين يقف ضد تثبيت أقدامها دوليا وإقليميا، لكن اللوم، كل اللوم لأولئك الذين انقسموا وفرطوا في أوراق قوتهم، فحق عليهم الفرقة ودفع أثمان باهظة من استقرار أوطانهم، وفقر شعوبهم، وهوانهم على الناس.
غيابات الجب
ما زالت مأساة الطفل الذي شغل العالم تسيط على الكثيرين، ومنهم الدكتور محمود خليل في “الوطن”، تعامل العقل الجماهيري مع واقعة سقوط الطفل المغربي ريان – عصفور الجنة رحمه الله – بقدر من الاهتمام بلغ حد الهوس، لم تظهر أمارات ذلك في منسوب الاهتمام غير العادي بواقعة سقوطه في البئر، بل بان في عدة مؤشرات أخرى، من بينها الخلط والنسيان والقفز على حقائق الواقع. ظهر الخلط في ميل البعض إلى استحضار قصة نبي الله يوسف – عليه السلام – والمضاهاة بين مشهد يوسف الطفل الذي ألقى به إخوته في غيابات الجب «البئر»، وريان الذي وقع في بئر حفرها أبوه. يوسف، عليه السلام، تعرّض لكيد إخوته، وكان كيدهم به رحيما بعض الشيء، فبعد أن زيّن أحد الإخوة لبقيتهم التخلص منه بالقتل بادر آخر إلى اقتراح إلقائه في بئر لتلتقطه بعد ذلك إحدى القوافل السائرة وتأخذه معها إلى أرض بعيدة، وهو ما كان. نبي الله يوسف لم يقع في البئر، بل ألقى به إخوته فيها، واستخراجه منها لم يكن أمرا عسيرا، كما شاهدنا مع الطفل ريان، حيث تلاعب الإعلام المحلي في المغرب، وكذا الإعلام العربي ومواقع التواصل بمشاعر الجمهور لخمسة أيام متتالية، حتى أعلن رسميا وفاته. كان خروج نبى الله يوسف من البئر يسيرا وعبر أدوات بسيطة تشهد على الذكاء الإنساني، تماما مثلما تشهد واقعة ريان على العبث الإنساني.بين يوسف وريان
أشار الدكتور محمود خليل إلى أن نبي الله يوسف، عليه السلام، ألقت به يد إخوته في التجربة، في حين ألقت يد مجتمع مهمل في الحفاظ على حياة الإنسان وعاجز عن إنقاذها بالطفل ريان في التجربة المريرة والحزينة، التي انتهت بوفاته، وبدا المجموع الباكي أشبه بمن يقتل القتيل ثم يسير في جنازته. النسيان كان حاضرا في قصة ريان، فكم من أطفال نسيهم العقل الجماهيري العربي في غمرة الانغماس مع المجموع في البكاء على حال ريان والابتهال إلى الله من أجل إنقاذه. تعلق الناس بأمل واهٍ في إخراج الطفل حيا، ونسوا وقائع قريبة كانت أقصى أمنيات أهالي بعض الأطفال فيها هو استخراج جثامينهم لإكرامها بعد أن استقرت في قاع الماء أو تحت التراب. يذكّرني مشهد الدموع المسفوحة على ريان رحمه الله تعالى، بمشهد فاتن حمامة في «دعاء الكروان»، حين صرخت في وجه أهالي قريتها بعد ذبح اختها على يد خالها، قائلة: «تبكوا علينا». فقد كان عجيبا أن يبكوا على حال الأسرة الذبيحة، وهم الذين ألقوا بأفرادها على قارعة الطريق لتنهشهم الذئاب. الكثيرون قفزوا أيضا على حقائق الواقع العربي المزري وهم يتعاطون مع واقعة الطفل المغربي، وظنوا أن الأمر بأمانيهم ودعواتهم للخالق الرحيم، والله تعالى قال في كتابه الكريم: «لَّيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَن يَعْمَلْ سُوءا يُجْزَ بِهِ وَلَا يَجِدْ لَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَلِيا وَلَا نَصِيرا». يد الله الحانية أرحم بالطفل ريان من البشر الذين وهنت أعمالهم وضل سعيهم في التعامل مع قضايا الدنيا.. الحل في العمل، والله تعالى وعد بمد يد رحمته إلى من يعمل وليس من يتمنى.. الدعاء بلا عمل عبث.. والعبث هو البئر الحقيقية التي سقط فيها ريان رحمه الله.
اتقوا الله فينا
من بين الذين تألموا للطفل المغربي الدكتور محمود إسماعيل في “الوفد”: استطعت أن ألحق بالطفل الشهيد ريان وألتقيه داخل الجب المظلم قبل أن يلفظ أنفاسه، وتصعد روحه الطاهرة إلى بارئها. وأجريت معه هذا الحوار الافتراضي. وهذا الحوار نصا: هل تعتقد أن فرق الإنقاذ التي تعمل في الأعلى سوف تصل إليك وتنقذك؟ ريان: لا طبعا. فعادة العرب دائما أن يصلوا متأخرين. ويبرروا ذلك بقولهم: «أن تصل متأخرا خير من ألا تصل». وهذه المقولة لا تصلح في أحوال كثيرة، ومنها حالتي هذه. ما رأيك في الجهود المبذولة في الأعلى لإنقاذك؟ ريان: جهود مشكورة، ولكن لماذا لم تُبذل الجهود لتفادي وقوعي في البئر؟ لماذا ننتظر وقوع المصيبة ثم نتحرك؟ عندما كانوا يحفرون نفقا سفلي لإنقاذي، كانت روحى تتأهب للصعود إلى أعلى، نتيجة نقص الأوكسجين، وعدم وجود دواء تغذية ينزل لي في أنبوب الماء. هل تعلم أن لا حديث يعلو على السوشيال ميديا على حديث ريان.. وأنك تتصدر كل الهشتاغات على محركات البحث؟ ريان: كل هذا لم يجد لإنقاذي. لقد تمت المتاجرة بي إعلاميا يا أبتي. واعلم أنه بعد معرفتهم بموتي سيظلون على هذا المنوال يوما أو يومين، فأنا أصبحت مادة إعلامية أقرب إلى التسلية. وبعد موتي سينصرفون إلى برامجهم التافهة المقززة التي تقتل آلاف الأطفال معنويا وخلقيا. ماذا ستفعل المغرب بعد وفاتك؟ ريان: سيناريو معروف؛ سيصدر الديوان الملكي المغربي بيانا رسميا بوفاتي. وبعده ستتسابق المؤسسات الرسمية في الدولة إلى إرسال برقيات التعازي إلى أبي «خالد اورام» وأمى «سيمة خرشيش»، ثم أصبح نسيا منسيا، كما نُسي أخي الفلسطيني محمد الدرة، الذي قتلته نيران الاحتلال الإسرائيلي وهو في حضن أبيه. وأخي السوري إيلان كوردي الذي مات غرقا في البحر خلال رحلة الهروب، التي قرر والداه خوضها على متن قارب صغير، هروبا من ويلات الحرب الأهلية في سوريا. ماذا تقول في دعاء الناس لك بالمغفرة والرحمة بعد موتك؟ ريان: هم من يحتاجون إلى هذا الدعاء. أطفال كثيرون يا أبتي في بلادنا العربية يُرمون في جب القهر والظلم.
إياك يا تركي
بعد أن هدأت عاصفة، بين الفنان محمد صبحي وتركي آل شيخ، دعا الدكتور أسامة الغزالي حرب في “الأهرام:” لأن نأخذ درسا مما حدث ـ بصراحة ودون أي مجاملات ـ حتى لا تتكرر مثل تلك الحوادث المؤسفة مستقبلا. خطأ محمد صبحي كان في احتجاجه أو رفضه لكلمة الترفيه وقوله إنه يرفض العمل تحت شعار الترفيه، غير أننى أحب أن أقول لفناننا ومثقفنا الكبير، إنني أعتقد أن الإخوة في السعودية، في سياق الصحوة الثقافية والفنية الكبيرة التي تشهدها المملكة، وفي تسميتهم للهيئة التي سوف يناط بها إدارة تلك الصحوة، استعملوا الكلمة الإنجليزية (ENTERTAINMENT) التي تترجم للعربية في المعاجم اللغوية بكلمة ترفيه، وهذا أمر ملتبس، لأنك إذا بحثت عن معنى ومدلول هذه الكلمة في دوائر المعارف والقواميس الإنكليزية فسوف تجد أنها فعلا تشمل كل الفنون المعروفة، بدءا من الأوبرا والمسرح إلى الغناء والسينما، إلخ، لكن هذا بداهة يختلف عما توحي به الترجمة العربية الحرفية الشائعة وهي الترفيه. ولذلك، وتماشيا مع العرف السائد عربيا، كان من الأفضل بالقطع تسمية تلك الهيئة مثلا الهيئة العامة للفنون أو للفنون التعبيرية، إلخ. أما خطأ السيد تركى آل الشيخ فهو أنه أيضا تسرع وأطلق على محمد صبحي كلمة مشخصاتي، صحيح أن الكلمة أطلقت قديما في مصر ولبنان لوصف ممثلي المسرح والسينما…إلا أنها بليت واختفت، ولا محل لاستعمالها الآن، ولكن الأهم من ذلك أن السيد الشيخ ـ وهو الذي شرف بتولي هذا المنصب المهم في المملكة السعودية – وفي سن صغيرة (41 عاما) يفترض أن يعرف جيدا قيمة ومكانة محمد صبحي (73 عاما) الذي قدّم ما يقرب من ثلاثين مسرحية، بعضها من أهم علامات المسرح المصري والعربي ونحو 25 فيلما ونحو 12 عملا تلفزيونيا مهما..، استحق معها العديد من الجوائز والتكريم في بلده مصر، وكذلك من السعودية والإمارات والبحرين والشارقة وبريطانيا والولايات المتحدة. وباختصار، أمر رائع أن ينتهي ذلك الجدل والمهم أن نستوعب دروسه حتى لا يتكرر مستقبلا، إن شاء الله.
ترفيه أم فن؟
نبقى مع الخلاف بين الممثل والشيخ بصحبة عبلة الرويني في “الأخبار”: كان هيكل يصف نفسه دائما (بالجورنالجي) وكان الدكتور فوزي فهمي يتباهى بأنه (خوجة) جائزته هي طلابه، ومكانته الحقيقية في قاعة الدرس. وفي وصف الفنان محمد صبحي أو أي فنان آخر (بالمشخصاتي) تعبير دقيق عن مهنة التمثيل، فالتشخيص هو التمثيل والتقمص وتجسيد المعنى في قالب محسوس… صحيح أن تركي آل شيخ رئيس هيئة الترفيه في السعودية، استخدم كلمة المشخصاتي في وصف الفنان محمد صبحي بقصد التهكم والتقليل.. لكن العبارة صحيحة في سياق خاطئ وقصدية سيئة، تماما كما فعل محمد صبحي حين صرح برفضه عرضا بـ4 ملايين دولار، مقابل تقديم مسرحيته في السعودية، لأنه لا يقبل أن يقدم مسرحياته تحت لافتة الترفيه (في إشارة إلى هيئة الترفيه في المملكة) لأنه ليس «مرفهاتي».كلام صبحي صحيح، هو من حرص على امتداد مشواره الفني، على تقديم كوميديا هادفة ورسالة وراء كل عمل يقدمه، إلى حد الخطاب المباشر التربوي والخطاب الأخلاقي، حيث الكوميديا فعل نقدي أساسا (يوميات ونيس، فارس بلا جواد، ماما أمريكا، أنت حر، أبناء الصمت). كلام صبحي حول رسالته الفنية التي حرص عليها دائما، كلام صحيح، لكنه أعلنه أيضا في سياق خاطئ.. بادعاء عرض 4 ملايين دولار لتقديم مسرحيته في الرياض.. والتدخل بالسلب في سياسات فنية لدولة أخرى.. والتعدي ضمنا على فنانين زملاء، شاركوا بتقديم أعمالهم، في سياق لا يقبل به.. بدا الأمر مجرد تعدٍ غاضب، لا يعبر بحق ولا يسمح بنقاش حقيقي، وسؤال جاد حول دور الفن ووظيفته؟ مفهوم الترفيه وحدوده ورسالته؟ هوية الإنتاج الفني المصري المقدم، برعاية هيئة الترفيه؟
ما يدعو للثقة
شيء ما يدعو عمرو الشوبكي للثقة في “المصري اليوم”: ضم المجلس القومي لحقوق الإنسان 27 اسما من رجال القانون والشخصيات العامة والحقوقية، منها أسماء أعرفها شخصيا معرفة مباشرة، فرئيسته السفيرة مشيرة خطاب، واحدة من أبرز الدبلوماسيين المصريين، ولديها تاريخ مهنى مشرف في كل البلاد التي خدمت فيها، وخلفت أحد أهم الرموز السياسية في مصر، الأستاذ محمد فائق، كما يضم المجلس واحدا من أخلص المدافعين عن قضايا حقوق الإنسان وهو جورج إسحاق، وسياسيا وحقوقيا مُحنَّكا وهو أنور السادات، والمحامي والسياسي عصام شيحة. كما أن هناك مجموعة أخرى من الأسماء لديها تاريخ مهني وإخلاص كبير في العمل، وأكتفى فقط بالإشارة إلى مَن أعرفهم، مثل السفير محمود كارم، نائب رئيس المجلس، والمحامية والحقوقية المرموقة نهاد أبوالقمصان، ومن مدرسة العلوم السياسية الدكتورة النابهة نيفين مسعد، والدكتورة هدى راغب، والدكتورة نهى بكر، والصحافي الكبير عزت إبراهيم، وسميرة لوقا، أحد وجوه المجتمع المدني البارزة، والدكتور أيمن زهري خبير السكان. لقد أشرت إلى هؤلاء ليس من زاوية تفضيل أي أسماء عن أخرى إنما من زاوية معرفتي الشخصية والمباشرة بهم وبأدائهم المهني المتميز قبل اختيارهم في المجلس القومي لحقوق الإنسان، وهو أمر يعطي الثقة في هذا المجلس الجديد والأمل في أن تشهد البلاد نقلة حقيقية في ملف حقوق الإنسان، أراها من ثلاث زوايا رئيسية:
تحول على الأرض
الزاوية الأولى التي لفتت انتباه عمرو الشوبكي عند رصده للتحول الذي طرأ على المجلس القومي لحقوق الإنسان تتمثل في الحوار مع الدولة ومع تيار يرى أن التهديدات الوجودية التي شهدتها مصر في سنة حكم الإخوان والسنوات التي أعقبتها، والتي استلزمت اتخاذ إجراءات استثنائية، لا تزال موجودة، وهو تصور يحتاج إلى مراجعة، فمصر تواجه حاليا تحديات، منها الوضع الاقتصادي والإصلاح السياسي وال الشعبية، وأيضا ملف حقوق الإنسان، وقضايا الإدارة والحكم الرشيد، تمثل تحديات كبيرة تواجه مصر حاليا، خاصة بعد كسر شوكة الإرهاب وجماعات التطرف. الزاوية الثانية هي عدم اعتبار دعم الحقوق الاقتصادية والاجتماعية بديلا عن الحقوق السياسية والمدنية. صحيح أن مسارات الدول في تحقيق هذه الحقوق تختلف من مجتمع ومن سياق إلى آخر، إلا أنه يجب أن تكون الحقوق الاقتصادية والسياسية معا هدفا للجميع. بات مطلوبا من المجلس الإسهام في تحقيق إنجاز ملموس على الأرض، بجانب الكلام الطيب الذي جاء في الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان، مثل مراجعة قانون الحبس الاحتياطي، الذي تحول إلى عقوبة في ذاته، ودعم حرية الرأي والتعبير، ومواجهة الكراهية والتحريض. أما الزاوية الثالثة والأخيرة فستقول لنا إن أي إنجاز داخلي سيُقوي من وضع مصر والمجلس خارجيا، ويجعل هناك اشتباكا حقيقيا مع انحياز بعض المؤسسات الدولية في بعض قضايا حقوق الإنسان في مصر، ويرفع الحرج عن بعض أشد الناس إخلاصا ووطنية (وتأييدا للنظام السياسي) بالدفاع عن بعض الأخطاء التي من الصعب تبريرها. تصحيح الأخطاء الداخلية سيُقوي وضع الجميع في الداخل والخارج.
ذكرى فريدة
تمثل ذكرى سقوط حسني مبارك التي يحين موعدها يوم 11 فبراير/شباط، من وجهة نظر محمد عصمت في “الشروق” ظاهرة فريدة في تاريخنا الحديث كحدث مستقل في حد ذاته، فهو ثاني حاكم لمصر يسقط إثر ثورة شعبية بعد خورشيد باشا، الذي اضطرت الدولة العثمانية لعزله استجابة لمطالب المصريين، عقب ثورة شعبية جامحة عمت أرجاء القاهرة، قادها الحرفيون ورجال الأزهر، ليتولى محمد علي باشا بعده حكم البلاد. حتى الآن، لا أحد يعرف بالضبط لماذا اختاره أنور السادات نائبا له ليخلفه في رئاسة مصر، فالرجل لم يكن له أي اهتمامات سياسية أو فكرية من أي نوع، كان عسكريا بيروقراطيا منضبطا، وكان له دور مهم في حرب أكتوبر/تشرين الأول، لكنه لم يكن يقارن بأدوار لعبها قادة آخرون أمثال سعد الشاذلي أو الجمسي أو فؤاد عزيز غالي وغيرهم، كما أنه لم يكن في ثقافة أبو غزالة الاستراتيجية، ولم يكن في ثقل الوزير منصور حسن السياسي، وهو شخصيا كانت أقصى طموحاته ـ كما قال هو بنفسه ـ أن يعين سفيرا في إنكلترا. بعقلية انضباطية ورثها من خلفيته العسكرية، وبخيال سياسي محدود، إن لم يكن عقيما، مارس مبارك مهام وظيفته في سنواته الأولى، بدأها بالإفراج عن قيادات البلد السياسية والثقافية والدينية التي اعتقلها السادات، في حملة سبتمبر/أيلول الشهيرة، لكنه أطلق المجال لقيود أمنية وإدارية وقانونية حاصرت الأحزاب والقوى السياسية، ومنعتها من أداء وظيفتها. حافظ على الدعم في حده الأدنى لكنه أطلق العنان لأكبر عمليات خصخصة أضاعت المليارات من ثروات القطاع العام في عمليات بيع وسمسرة مشبوهة.
لم يتعظ
واصل محمد عصمت إحصاء كوارث مبارك: في محيطه العربي اختار دائما الوقوف إلى جانب الرجعيات العربية في كل المواقف، سواء كانت صحيحة أو خاطئة، دخل في اتحاد شكلي مع العراق وليبيا واليمن، وهو غير مقتنع بقيادات هذه الدول ولا بأهداف هذا الاتحاد. حافظ على شعرة معاوية بينه وبين إسرائيل، دون أن يغامر بالدفاع عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني بالشكل المطلوب. أهمل السودان وافريقيا، رغم مصالحنا الاستراتيجية الكبرى معها، وفي كل الأحوال كان متماهيا مع السياسات الأمريكية عن اقتناع تام، ولم يفكر رغم خلافاته معها أن يناور باللجوء إلى روسيا أو الصين. في سنواته الأخيرة أطلق يد ابنه الأصغر جمال مبارك في رسم وتنفيذ السياسات الاقتصادية، سواء بضغوط أسرية أو بنفاق المحيطين به، لكنه في قرارة نفسه لم يكن يريد أن يخلفه في الرئاسة ربما خوفا عليه، وربما عدم اقتناع بقدرته على النجاح، لكنه كان أضعف ـ ربما لكبر سنه ـ من أن يوقف طموح الابن لرئاسة مصر. رغم كل هذه التناقضات التي صاحبت السنوات الثلاثين من حكم مبارك، فإن سقوط الرجل كان محتما لسبب وحيد وهو، إصراره على تأميم الحياة السياسية في البلاد، وتجريفها من المعارضة الحزبية، والهيمنة على المؤسسة التشريعية مع كل مؤسسات الدولة، وحتى عندما اضطر لتقديم التنازلات في ملف الديمقراطية والحريات العامة، كان الأوان قد فات، رغم أنها أمدت عدة سنوات في حكمه. معاداة مبارك للحرية والديمقراطية هي التي أسقطته، وهي التي وضعته في السجن كأسوأ نهاية لحياته السياسية والعسكرية.
سيتنازلون خوفا
لم يعد بالإمكان كما قال محمود زاهر في “الوفد” السيطرة الكاملة على جُموح الميديا الاجتماعية المُرْعبة، التي أغرقتنا، في عالم افتراضي مُخيف، يُحاصرنا من كل اتجاه، حاملا معه قيما سلبية صارخة، تجسد واقعا مريضا، خاليا من القيم والأخلاق والفضيلة. مؤخرا، لاحظنا انتشارا غير مسبوق لظاهرة «شاذة» على مجتمعنا، بقيمه وعاداته وتقاليده وأعرافه، طفحت على السطح بكل ما تحمله من موبقات، مع تزايد اعتمادنا على استخدام مِنَصَّات التواصل الاجتماعي. تلك الظاهرة، باتت كما اوضح الكاتب تزييفا عميقا كأحد إفرازات مستنقع الوباء الإلكتروني، تتعلق بالابتزاز عبر الإنترنت، الذي يعد حاليا من أكثر الجرائم شيوعا، ليصبح كارثة حقيقية تحتاج إلى ما هو أكثر من القانون. أسلوب انتهازي رخيص وغير أخلاقي، عبر فبركة صور جنسية وفيديوهات فاضحة للاستغلال الرخيص، للحصول على مكاسب مادية أو جنسية، ليتجاوز الأمر من مجرد ابتزاز، إلى فاجعة الإقدام على الانتحار. قبل فترة، صُدمنا بنبأ إقدام مراهقة «سبعة عشر عاما»، على وضع حدٍّ لحياتها، بعد تعرضها لابتزاز إلكتروني على يد شابين من أهالي قريتها، بعد أن نشرا صورا مزيفة لها على مواقع التواصل الاجتماعي. «الضحية» أبدت محاولات يائسة لإبعاد الشبهات عنها، والتأكيد أن الصور المنشورة لا تخصها، إلا أنها اصطدمت بنظرات جيرانها، وتنمر زملائها وبعض معلميها، وفي لحظة انهيار تامٍ قررت وضع نهاية لمعاناتها، في مجتمع اعتقدت أنه لفظها ظلما، لتغادر الدنيا هربا من هول العار. السيناريو تكرر مع «ضحية» أخرى «لم تتجاوز خمسة عشر عاما»، حاصرها الابتزاز الإلكتروني، فقررت التخلص من حياتها بالحبة السامة نفسها، التي قتلت سابقتها، بعد ابتزازها بصور فاضحة نُشِرَت على فيسبوك. إذن، تحول الابتزاز الإلكتروني إلى وباء يستخدمه الكثيرون، وإن بأشكال متعددة، كتسجيل المكالمات الصوتية أو المحادثات المكتوبة «الشات».. وغيرها، ليصبح آفة سريعة الانتشار، تزعزع الثقة وتزرع الشك والخوف، وتضع البعض «تحت رحمة» ذئاب بشرية، تنهش الأعراض وتنتهك الخصوصيات ورغم أن الابتزاز الإلكتروني جريمة بحكم القانون، فإن أضرارها النفسية والاجتماعية على الضحايا وعائلاتهم، تحتاج إلى وعيٍ مجتمعي وشجاعة حقيقية لمواجهة فاقدي الشرف والتربية والأخلاق.
لا تكرروا الخطأ
الكلام في فنيات مباراة النهائي المثيرة بين مصر والسنغال لا ينتهي.. صحيح كما قال أحمد عاطف في “الوطن” إن أمل منتخب مصر في التتويج كان كبيرا.. لكن أمل منتخب السنغال لم يكن هينا. هذا فريق مكافح استعد للبطولة جيدا وأحسن استغلال كل فرصة صادفته في مشوار التأهل، حتى حصد اللقب، واستحق أن يهنئه الجميع. هذه أخلاقيات المنافسة وحال كرة القدم.. تنتهي البطولة بفائز وخاسر، ويمضي المتنافسون إلى جولات جديدة، بحثا عن نسخة جديدة من التألق ومزيد من النجاح. وبعيدا عن نتائج المباريات، كان المكسب الأكبر هو عودة الروح المصرية التي غابت مؤقتا عن منتخب مصر، كما تمرس محمد صلاح نجم ليفربول على مهارات قيادة الفريق، وتألق محمد أبو جبل، كما لم يتألق حارس مرمى في بطولة أمم افريقيا على مدار تاريخها، وبقدر ما كان الرهان عليه كبيرا، كان هو على قدر التوقعات وأكثر، وحمى شباكه من أهداف محققة في أوقات صعبة، وأصبح علامة مسجلة في عالم حراسة المرمى، عنوانها «جابسكي». وما بين محمد صلاح ومحمد أبو جبل، قدم لاعبو منتخب مصر، بلا استثناء، أداء صامدا، ربما لا يكون الأفضل فنيا، لكنه الأفضل قتاليا، وظهرت شخصية منتخب مصر، صاحب الـ7 ألقاب الافريقية والتاريخ الكروي الكبير، داخل الملعب وخارجه.. وها هو المستقبل يفتح ذراعيه أمام غالبية عناصر الفريق للاحتراف، واكتساب مزيد من الخبرات لصالح منتخب مصر والكرة المصرية. في مشوار منتخب مصر الصعب إلى نهائي أفريقيا، وفي عالم أصبح كل شيء فيه على المكشوف، ظهرت للعلن سلبيات لا تخطئها العين.. فنية وإدارية.. هناك خلل لا بد من إصلاحه وعشوائية تتطلب حسما سريعا، قبل الدخول في منافسة دولية جديدة باسم مصر، لاسيما أن المقبل أصعب في مواجهة السنغال حامل اللقب الافريقي وضمن تصفيات كأس العالم التي تتابعها قارات العالم الست.. سيكون منتخب مصر قريبا على موعد مع مباراتين مهمتين، واحدة في القاهرة والأخرى في السنغال.. ووسط هذه الظروف الصعبة والتحديات الكبرى لا يصح أن نذهب إلى جولات جديدة مع الخصم ذاته بالسلبيات نفسها التي واجهناه بها في المرات السابقة وإلا سنصل للنتيجة نفسها.
سلام لأبو جبل
ترى هل يتحدث عبد الغني عجاج في “المشهد” عن لاعب، أم أنه يرمي لما هو أبعد: عندما أصيب الشناوي حارس مرمى المنتخب الوطني العملاق أثناء بطولة كأس الأمم الافريقية، التي اقيمت في الكاميرون، كانت إصابته بمثابة الصدمة لعشاق المنتخب، تسلم أبو جبل حراسة مرمى منتخب مصر بحكم أنه الرجل الثاني في قائمة حراس المنتخب، أو لنقل إنه النائب الأول.. أجاد أبو جبل وتعملق وتفوق على نفسه، وكان سببا رئيسيا في وصول المنتخب للمباراة النهائية، بل كان سببا في أن المنتخب كان قاب قوسين أو أدنى، أو بالأحرى على بعد ركلتين للفوز بكأس افريقيا، وكان أبو جبل نفسه قاب قوسين أو أدنى من الفوز بكأس أفضل حارس في بطولة الأمم الافريقية، مع قليل من الانصاف والتجرد. والحقيقة أن أبو جبل والشناوي قدما لنا العديد من الدروس التي يمكن الاستفادة منها في حياتنا العامة.. فما حدث أثبت – بما لا يدع أي مجال للشك – الأهمية البالغة لإفساح الطريق للصف الثاني وتدريبه بإخلاص، حتى يكون قادرا على تولي المسؤولية متى طلب منه ذلك أو متى استدعت الظروف ذلك. ليس من حق أي إنسان يتولى مسؤولية ما ويجلس على كرسي ما، أن يعتبر هذا الكرسي ملكا خاصا له لا يجوز لأحد آخر أن يجلس عليه أو حتى يقترب منه.. وأن على كل من يتولى مسؤولية ما ويجلس على كرسي ما، أن يؤمن إيمانا صادقا بحكمة: لو دامت لغيرك ما آلت اليك. إن التداول وتتابع الأجيال سنة الحياة، فمنتخب مصر الوطني استمر وبقي بعد اعتزال أساطير مثل الشاذلي ومصطفى رياض وحمادة إمام وعادل هيكل والسياجي ومحمود الخطيب وغيرهم وغيرهم.. وتتابعت أجيال المنتخب وأخرجت الملاعب أساطير جديدة من عينة أبو تريكة وبركات وحازم إمام، ومن قبلهم ثابت البطل وإكرامي وجمال عبدالحميد ومن بعدهم عصام الحضري ومحمد صلاح وزيزو وغيرهم وغيرهم. يبقى القول إن رد فعل الشناوي تجاه تألق أبو جبل أعطانا درسا في الإيثار، وأن الرجال بحق يعرفون قيمة الرجال. الخلاصة، الدنيا لا تتوقف على إنسان مهما كان، فالحياة تستمر والأجيال تتتابع، والمهم وجود قواعد راسخة وشفافة لتسليم وتسلم الراية من جيل لجيل ومن مسؤول لمسؤول..