قالت مايسة سلامة الناجي، كاتبة الرأي والمدونة المغربية، إنَّها تلقت اتصالات هاتفية من جهات مجهولة حين كانت على متن الحافلة في طريقها إلى مدينة الحسيمة، أثناء حراك الريف، لملاقاة شباب الحراك، طالبتْها بالعدول عن زيارة الريف وعدم ملاقاة النشطاء المحتجين، وعلى رأسهم ناصر الزفزافي.
ولم تُفصح المدونة المغربية عن اسم الجهات التي قالت إنها حاولت ثنْيها عن زيارة الريف، مكتفية بتسميتها بـ”الناس ديال المخزن”، وقالت في حوار مصوّر مع هسبريس إنها زارت مدينة الحسيمة على الرغم من تلك التحذيرات، والتقت بناصر الزفزافي، الوجه الأبرز لحراك الريف، وعدد من النشطاء.
وأوضحت المتحدثة ذاتها أنها أخذت مسافة من حراك الريف في البداية، ولم تتطرق في كتاباتها إلى هذا الموضوع؛ “لأنني لم أكن أفهم ما كان يقوله الزفزافي، لحديثه بالأمازيغية، من جهة، ومن جهة أخرى لأنني لم أصدق ما كان يقوله الإعلام الرسمي عن نشطاء الحراك والاتهامات التي يوجهها إليهم”.
وأضافت أن سفرها من الرباط إلى الحسيمة “جاء بعد الضغط الذي مارسه عليّ نشطاء الحراك، حيث كانوا يتهمونني بأنني مخزنية، وظلوا يلحّون علي بزيارة الحسيمة، طيلة الأشهر الثلاثة الأولى من سنة 2017؛ وهو ما دفعني إلى الذهاب إليها في شهر مايو”.
واستطردت أنّ المرة الوحيدة التي تواصلت فيها مع ناصر الزفزافي كانت عبر رسالة إلكترونية، بعث لها عبرها رقمه الهاتفي حين علم أنها قادمة إلى الحسيمة، مهْد حَراك الريف، وعرَض عليها أن يتكلف بالبحث لها عن بيت للإيجار؛ “ولكني لم أكن أثق فيه، ولم أخبره حتى بموعد وصولي إلى الحسيمة، وفضّلت النزول في فندق ولم أخبر أحدا بمكان نزولي لأنني كنت خائفة”.
وتابعت أنها حين وصلت إلى مدينة الحسيمة التقت بناصر الزفزافي ونشطاء آخرين في مقهى، وشرحوا لها حيثيات حَراك الريف وكيف بدأ منذ مقتل بائع السمك محسن فكري، الذي أوقد الاحتجاجات، وأن الانطباع الذي خرجت به “هو أن الزفزافي ليس انفصاليا، وأنه مثل باقي الشباب المغربي المحبط والغاضب الذين نراهم اليوم يهاجرون عبر قوارب الموت”.
وعلى الرغم من هذا الانطباع، قالت المدونة المغربية إنها لم تكن متفقة مع “أيقونة حراك الريف” في بعض مواقفه، مثل قوله إنّ “الاستعمار الإسباني أرحم من الاستعمار المغربي”؛ غير أنها اعتبرت أنّ هذا الكلام صدر عنه “لأنه ليس سياسيا مدرَّبا، بل شابا مغربيا عاديا، وقد قلتُ له عبر رسالة إلكترونية “عليك أن تتفادى هذه الانزلاقات، لأنك ستلقي بنفسك في الهاوية””.
من جهة ثانية، وجهت مايسة سلامة الناجي انتقادات لاذعة إلى حزب العدالة والتنمية، الذي كانت متعاطفة معه في السابق، منتقدة بالخصوص عبد الإله بنكيران، أمينه العام السابق ورئيس الحكومة السابق، الذي قالت إنه “خذل المغاربة، لأنه كان يقول إنه يريد محاربة الفساد والاستبداد، وعندما أوصل حزبه إلى قيادة الحكومة ظل يعانق رموز المخزن”.
وأردفت: “بنكيران كان في خطاباته مثل أسَد، وكان يتوعد بكشف أسماء المفسدين والمستفيدين من الريع، وينتقد مستشاري الملك، فأغرانا هذا بالتصويت له في الانتخابات؛ ولكن بمجرد أن صار رئيسا للحكومة انقلب علينا وعانق الهمّة (مستشار الملك)، وقال له: تعال نفتح صفحة جديدة”، ذاهبة إلى وصف سلوك رئيس الحكومة السابق بـ”النفاق”.
النشرة الإخبارية
اشترك الآن في النشرة البريدية لجريدة هسبريس، لتصلك آخر الأخبار يوميا
يرجى التحقق من البريد الإلكترونيلإتمام عملية الاشتراك .. اتبع الخطوات المذكورة في البريد الإلكتروني لتأكيد الاشتراك.لا يمكن إضافة هذا البريد الإلكتروني إلى هذه القائمة. الرجاء إدخال عنوان بريد إلكتروني مختلف.>