مع دخول فصل الصيف يركز الإعلام اهتمامه على مشاكل ومطالب المواطنين ويسال الكثير من الحبر حول مجانية الشواطئ، والأسعار المناسبة للمأكولات والفنادق، في الوقت الذي تتنامى ظواهر سلبية عديدة تضعنا أمام حتمية الاهتمام ببناء الفرد الجزائري من الجانب الأخلاقي والارتقاء به ليصبح مواطنا صالحا ونافعا، قبل أن نوفر له فضاءات التسلية والاستجمام.
ومن أبرز المشاكل التي باتت تشكل مصدر إزعاج ورعب للعائلات الجزائرية في مختلف الفضاءات العامة هي ظاهرة تصوير النساء دون انتباههن، وتناقل صورهن بتقنية البلوتوث أو نشرها في مواقع التواصل الاجتماعي. حيث بات هذا السلوك المنحرف هواية العديد من المراهقين والشباب؛ خصوصا في الشواطئ أين يجدون ضالتهم بتصوير ما يستمتعون برؤيته من أجساد الجنس اللطيف لغرض التشهير بهن أو للتسلية.
وأدت هذه الظاهرة إلى تزايد مخاوف العديد من العائلات، وأجبرتها على اتخاذ الاحتياطات اللازمة بمنع نسائها خصوصا الشابات من السباحة في الشواطئ التي يكثر فيها الشباب. مثلما حدث مع عائلة السيدة سعاد التي تقول أن زوجها منع بناته الثلاث من السباحة لأنه رأى بعض المراهقين يختفون داخل الخيام ويقومون بتصوير الشابات اللواتي ينزلن إلى البحر.
ويأتي الانتقام في مقدمة ما يدفع المراهق المنحرف يقدم على تصوير الفتيات، كأيسر وأخطر ما يكون للرد على من ترفض الحديث إليه أو تشتمه وهو ما حدث مع سارا (19 ربيعا ) التي وقعت ضحية تصوير من طرف شاب مراهق وصديقه كانا يلاحقانها وهي تسبح في أحد شواطئ جيجل فانهالت عليهما بالشتائم ما جعلهما يخرجان إلى الشاطئ ويقومان بتصويرها ”
أما بالنسبة لآية فتفضل عدم الاكتراث لهؤلاء المنحرفين والاستمتاع بوقتها في السباحة بكل حرية وتعبر عن ذلك بقولها :” العاقل عندما يرى صورة فتاة في صالة أعراس أو في الشاطئ متنشرة في السوشل ميديا أو اليوتوب يحتقر ناشرها ولا يحتقر الفتاة، هؤلاء يسيئون لأنفسهم ولا يسيئون لنا فنحن أتينا للبحر لنسبح ونستمتع بوقتنا ولا ذنب لنا فيمن أتوا خصيصا لمراقبة أجساد النساء.”
وفيما تؤكد بعض الفتيات أنهن يتعرضن لمثل هذه المضايقات رغم لباسهن المستور. يرفع هؤلاء الشباب فيتو المجتمع في اعتراضهم على تبرج المرأة ولباسها المثير ليبيحوا لأنفسهم التحرش بها، و التعدي على حريتها الشخصية من خلال تصويرها ومحاولة التشهير بها. وهو السلوك الذي تعتبره المعنيات تعديا على حريتهن الشخصية من بينهن شهرزاد التي تقول : ” البحر للسباحة من يريد أن يحفظ بصره من رؤية أجساد النساء أفضل له أن يلزم بيته لأننا نتعرض للمضايقات في جميع الحالات فمثلا أنا محجبة وأرتدي البوركيني أثناء السباحة وأختي ليست محجبة وترتدي بنطلونا قصيرا وكلانا نتعرض للمضايقات ”
الظاهرة بعيون المختصين في الشأن الاجتماعي والدراسات النفسية هي وجه للانحطاط الأخلاقي الذي استفحل مع انتشار مع موجة التكنولوجيا والأجهزة الذكية، ويصف الأستاذ مهدي بن عمارة ( استشاري نفساني ) تصرف هؤلاء الشباب على أنه تعبير عن المكبوتات، وكشف لحالة التردي الفكري والأخلاقي التي وصلت إليه نسبة معتبرة من الجيل الناشئ”