أبوظبي في 4 مارس / وام /أعلن معهد الابتكار التكنولوجي، المركز البحثي العالمي وذراع الأبحاث التطبيقية التابع لمجلس أبحاث التكنولوجيا المتطورة في أبوظبي، اليوم عن تطوير "مختبر التصادم" "Impact Lab" الأول من نوعه في المنطقة من خلال مركز بحوث المواد المتقدمة التابع له، موفراً بذلك منصة اختبار مثالية لتجربة المواد والرقائق والمركّبات المتقدمة .
وصُمِم هذا المختبر الحديث بصورة تتماشى تماماً مع رؤية مركز بحوث المواد المتقدمة، والمتمثلة بتطوير المواد المتقدمة وتعزيز استخداماتها الصناعية والتجارية وعدم تقييدها ضمن نطاق المختبرات فقط ..
وسيتم في المختبر إجراء العديد من الاختبارات ضمن بيئات مختلفة مرتبطة بالاصطدام، ومنها تقييم الهياكل بناءً على سرعاتها الموجهة ودرجات حرارتها ومعدلات امتصاصها الطاقة، كما يضم المختبر معدات متطورة تساعد في تقييم سلوك المواد وإيجاد الحلول المبتكرة.
ويضم المختبر الجديد قدرات كبيرة ومتعددة على رأسها توصيف المواد المعدنية والبوليمر والسيراميك والمواد المركبة بسرعة في نماذج أولية ذات تطبيقات واقعية .. ويسعى المختبر حالياً إلى تحقيق العديد من النتائج الرئيسية التي ستساهم، على سبيل المثال لا الحصر، في منع تحطم عربات الاستكشاف الفضائية، وصناعة الخوذات والمصدات والدواليب وبطاريات السيارات التي يمكنها أن تصمد أمام الانفجارات .. ويمكن أيضاً استخدام الهياكل المبتكرة خفيفة الوزن، المصممة لامتصاص طاقة الصدمات، في الخوذات الرياضية وتلك الخاصة بركوب الدراجات النارية وركوب الخيل ..
ويعزو الفريق البحثي في مركز بحوث المواد المتقدمة هذه النتائج إلى جوانب التصادم وعلم المواد.
وقال الدكتور راي أو. جونسون، الرئيس التنفيذي لمعهد الابتكار التكنولوجي: إنها بداية مشجعة جداً لعامنا الجديد مع هذا الإنجاز الكبير. وكلنا ثقة بأن مراكزنا البحثية ستواصل تحقيق المزيد من النجاحات والإنجازات، نحن في معهد الابتكار التكنولوجي ملتزمون بتهيئة بيئة داعمة لباحثينا لتمكينهم من العمل على مشاريعهم البحثية التعاونية وتسريع وتيرة الابتكارات لتصل تطبيقاتها إلى السوق.
بدوره، قال الدكتور محمد الطنيجي، كبير الباحثين في مركز بحوث المواد المتقدمة: نفخر بإطلاق هذا المختبر الذي يشكل ثمرة شهور من التخطيط والجهود الكبيرة، وذلك بهدف اختبار التقنيات الجديدة المتعلقة بتصادم المواد وغيرها من عمليات التصنيع الجديدة، ونسعى في المركز إلى توفير الحلول التقنية المتطورة لمختلف الشركات في دولة الإمارات وحول العالم، وتعزيز مساهمتنا من خلال تطوير الملكيات الفكرية وتسجيل براءات الاختراع لتحقيق استقلالية المنطقة في القطاع التكنولوجي.
ويتوفر في المختبر العديد من الأجهزة التقنية المستقبلية مثل آلة الاختبارات العالمية /UTM/، التي تحدد خصائص الشد والضغط والانحناء للمادة، وشريط ضغط سبليت هوبكنسون، الجهاز الأول من نوعه في المنطقة لقياس خصائص المواد أثناء الاصطدام، إذ يمكنه قراءة درجات الحرارة قاسية من -60 حتى 225 درجة مئوية، فضلاً عن قاذفة الأجسام عن طريق الغاز، والتي تعد الجهاز الوحيد في الشرق الأوسط القادر على محاكاة الاصطدامات البالستية أو الحطام الفضائي أو حتى حوادث اصطدام الطيور بالطائرات، إذ يطلق الجهاز مادة تشبه الغاز بسرعة فائقة تصل إلى 1000 متر في الثانية يصاحبها اصطدام عالي السرعة.
ويضم المختبر أيضاً جهاز "دروب تاور" الذي يدرس مستوى التأثير على هياكل المواد المشابهة لتلك الموجودة في حوادث السيارات أو على الخوذات بعد وقوع الحوادث .. ويمكن للجهاز تحليل اصطدام تصل سرعته إلى 25 متر في الثانية في بيئة ذات اصطدام منخفض السرعة، ما يسمح للباحثين بدراسة النتائج وتحسينها لتلبية احتياجات المستخدمين وتعزيز الإجراءات الوقائية للتخفيف من الاصطدامات الشديدة.
ومن جانبه، أشار الدكتور رفائيل سانتياغو، الباحث الرئيسي في فريق امتصاص الطاقة لدى مركز بحوث المواد المتقدمة، إلى أن مختبر الاصطدام يمتثل تماماً لإرشادات السلامة العالمية، وهو مجهز بأحدث المرافق والأدوات المخصصة لدراسة واستكشاف المواد الجديدة وتحليل خصائصها فيما يتعلق بالاصطدام والتفجير .. وفي ظل إجراء مثل هذه التجارب والاختبارات للمرة الأولى في المنطقة، عبّر سانتياغو عن تطلعاته المستقبلية بأن المختبر سيوفر حلولاً جديدة للتحديات العالمية الملحّة ويعزز الفائدة العلمية.
جدير بالذكر أن مركز بحوث المواد المتقدمة هو أحد المراكز البحثية الأولية العشرة التابعة لمعهد الابتكار التكنولوجي، وقد تأسس المركز بهدف إيجاد مركز عالمي متميز يتخصص في إجراء البحوث المتقدمة في مجال المركّبات والمعادن، بما في ذلك المواد الخارقة، والمواد النانوية، والمواد الذكية، والمواد ذاتية الإصلاح، والمواد الممتصة للطاقة، والتصنيع بالإضافة.