سلّط تقرير حديث الضوء على أكبر مزارع الطاقة الشمسية في بريطانيا، والجدل المثار بشأنها مؤخرًا؛ فرغم أن المجتمع الدولي -خاصة الأوروبي- يعوّل على مزارع الطاقة الشمسية ومحطاتها باعتبارها أبرز مصادر الطاقة المتجددة للحصول على كهرباء نظيفة موثوقة ومستمرة بتكلفة زهيدة؛ فإن هناك جانبًا حضاريًا لم تلتفت له مخططات مشروعات عدة.
ومن بين ما يزيد على 900 مشروع شمسي في طور الإعداد، كانت مزرعة سانيكا البريطانية محل جدل بعد أن واجهت اتهامات بالوقوف وراء تغيير السمات الفريدة لمناطق ريفية محيطة بموقعها في شرق إنجلترا.
ونظرا لأن مثل تلك المشروعات تحتاج إلى المساحات الشاسعة الممتدة لتركيب الألواح الشمسية ومعدات التشغيل، وبعضها يتضمن في محيطه تركيب شبكات صغيرة الحجم، تُتهم أكبر مزارع الطاقة الشمسية في بريطانيا "سانيكا" بتهديد المناطق الريفية التي تشتهر بالزراعة ومزارع الخيل.
أكبر المزارع الشمسية في بريطانيا
يُخطط لإنشاء أكبر مزارع الطاقة الشمسية في بريطانيا "سانيكا" شرق إنجلترا، ويشمل مسارها قرى عدة بمقاطعتي سوفولك وكامبريدج شاير، وتصل تكلفتها الاستثمارية إلى 600 مليون جنيه إسترليني (ما يتجاوز 800 مليون دولار أميركي)، وتوفر الكهرباء لما يقارب 100 ألف منزل.
تبلغ مساحة مزرعة "سانيكا" للطاقة الشمسية 8 أضعاف منتزه هايد بارك الواقع وسط لندن، ويمتد لمسافة 2800 فدان قرب ضاحية نيو ماركت في بريطانيا؛ ما يعني أنه يفوق مخططات المشروعات الشمسية التي بُنِيَت حتى الآن في بريطانيا بـ10 أضعاف.
وحصلت أكبر مزارع الطاقة الشمسية في بريطانيا على الموافقات اللازمة من هيئة التفتيش والتخطيط في 16 ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي، غير أنها تواجه معارضات من نشطاء لتأثيرها في المعالم الحضارية في المنطقة المزمع إنشاؤها بها.
وطبقًا لمخطط البناء المقترح؛ سيُتَوَسع في إنشاء المزرعة عبر 4 مواقع بغرب سوفولك وشرق كامبريدج شاير، على أن تُربَط بشبكة الكهرباء الوطنية عبر شبكة فرعية في محطة بورويل، وفق الموقع الإلكتروني الخاص بالمشروع.
ويشمل مشروع أكبر مزارع الطاقة الشمسية في بريطانيا -المُصنف أحد مشروعات البنية التحتية المهمة بموجب قانون التخطيط الصادر عام 2008- خلايا شمسية كهروضوئية، بالإضافة إلى البنية التحتية اللازمة لتخزين كهرباء البطاريات.
معارضات "سانيكا"
يرى المعارضون لإنشاء "سانيكا" أنها ستُصبح "بلاءً" على المناطق الريفية؛ إذ يقتضي مسارها البناء في قرى سوفولك وكامبريدج شاير؛ ما يعمل على تغيير المعالم الحضارية الفريدة للمناطق الريفية الشهيرة بالزراعة ومزراع الخيل.
وأبدى مجلس مقاطعة سوفولك، الأسبوع الماضي، رفضه بناء أكبر مزارع الطاقة الشمسية في بريطانيا وفق الخطط الحالية، وأوضح نائب رئيس المجلس وعضو مجلس الوزراء للأمور المالية والبيئية، ريتشارد روت، أنه رغم دور الطاقة المتجددة المهم في توفير الأمن الكهربائي؛ فإنه يجب ألا يؤثر في مقاطعة سوفولك أو البيئة.
وتخوف مالك مزرعة خيول بروكسايد قرب مدينة تشينهام ومقاطعة كامبريدج شاير، ويُدعى جون جيمس، من تسبُّب تركيب الألواح لأكبر مزارع الطاقة الشمسية في بريطانيا في تدمير القرى وخروج أراضٍ زراعية من حيز الإنتاج.
وأبدى قلقه -أيضًا- احتمال وقوع حرائق قرب مزرعة الخيول الخاصة به نتيجة تركيب بطاريات التخزين العملاقة بارتفاع يصل إلى 6 أمتار، دون توضيح سبل السلامة من الحرائق المحتملة.
وبصورة عامة تعليقًا على إجمالي المشروعات المثيلة، دعا عضو البرلمان، إدوارد لي، إلى إعادة النظر في محاولة بعض الشركات التأثير في المخطط المحلي، وبناء مناطق عازلة حول القرى لحماية الزراعة، حسبما أكد للبرلمان، الشهر الماضي.
دفاع حكومي واستثماري
أكد مسؤولون حكوميون أن الحفاظ على الأراضي الزراعية وحماية البيئة في المملكة المتحدة يجب أن يسير بالتوازي مع مشروعات توليد الكهرباء النظيفة ذات الأسعار الملائمة.
وأشار متحدث باسم الحكومة إلى أن مشروعات تطوير الطاقة الشمسية -ومنها مشروع أكبر مزارع الطاقة الشمسية في بريطانيا "سانيكا"- تقع تحت طائلة ضوابط التخطيط التي تهدف لحماية المجتمعات والبيئة.
وأضاف أن تلك المشروعات تخضع لتقييمات الأثر البيئي والمناقشات العامة، التي تُعَد شرطًا للموافقات على تلك المشروعات قبيل بدء التنفيذ، وفق ما نقلت عنه ذي غارديان.
أما شركة سانيكا ليمتد مُطورة المشروع؛ فأكدت أن المشروع يُعَد تعزيزًا كبيرًا لتحقيق أهداف المملكة المتحدة نحو الحياد الكربوني بحلول عام 2050.
وأكدت التزامها بالتعامل مع أي مخاوف حول مخطط البناء، متعهدة باتباع تدابير السلامة لتجنب وقوع حرائق خلال تخزين البطاريات.
وتعكف شركة سانيكا ليمتد على تطوير المشروع، وهي شراكة مشتركة بين تريبوس إنرجي وباديرو سولار "بي إس" للطاقة المتجددة، وتهدف أكبر مزارع الطاقة الشمسية في بريطانيا إلى توليد الكهرباء النظيفة وتخزينها وتصديرها.
مشروعات شمسية
بلغت مشروعات المزارع الشمسية في بريطانيا 910 مشروعات -حتى الآن- بعدما زادت تلك المشروعات بمقدار الثلث خلال العام الماضي، وفق رئيس الأبحاث في شركة سولار ميديا، فينلاي كولفيل.
وأشار كولفيل إلى تلقي ما يزيد على 300 طلب تخطيط وحصلت على الموافقات بصورة فعلية، موضحًا أنه رغم الموافقة على مشروعات في مواقع صغيرة؛ فإن "بعض أكبر المشروعات" قد يصعب تطبيقها.
لكنه في الوقت ذاته أشاد بمشروعات الطاقة الشمسية التي يمكن بناؤها بصورة سريعة توفر المزيد من الطاقة المتجددة، وهي خطوة توفر أرباحًا سريعة للشركات في هذا الإطار.
ولم يكُن مشروع أكبر مزارع الطاقة الشمسية في بريطانيا "سانيكا" وحده محل جدل في بريطانيا مؤخرًا؛ إذ يثير مشروع كوتام للطاقة الشمسية -بمساحة 2800 فدان أيضًا- على حدود لينكولن شاير.
وكذلك مشروع مزرعة مالارد باس بالمنطقة ذاتها، والممتد على مساحة 2175 فدانًا، بالإضافة إلى مشروع غيت بيرتون قرب غينسبورو بلينكولن شاير، والممتد على مساحة 1690 فدانًا.
ولم تعارض الجهات الرسمية المشروعات الأصغر؛ إذ دعمت مشروعات الطاقة الخضراء للقطاع العام، مثل مشروع مساحة 30 فدانًا الهادفة لتشغيل مستشفى نيو كروس، ومشروع آخر تابع لوزارة العدل بمساحة فدانين.
اقرأ أيضًا..
تابعوا اخر اخبار الطاقة عبر Google Newإشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.الوسومأكبر مزارع الطاقة الشمسية في بريطانيا الحياد الكربوني في المملكة المتحدة الطاقة الشمسية في بريطانيا مزرعة سانيكا للطاقة الشمسية