الإدريسي: الحديث عن "الأمازيغ شعب أصلي" عودة للظهير البربري

  • Time:Nov 22
  • Written : smartwearsonline
  • Category:Article

في سياق السجال المثار أخيرا حول موضوع “الأمازيغ شعب أصلي بالمغرب”، انتقد الدكتور رشيد الإدريسي، أستاذ التعليم العالي بجامعة الحسن الثاني بالمحمدية، حديث البعض عن الشعب الأصلي بشأن الناطقين بالأمازيغية، مؤكدا أن ذلك “قمة التطرف والعنصرية، وعودة للظهير البربري المشؤوم”.

ونبه الإدريسي، في مقال موسوم بعنوان “هل الأمازيغ شعب أصلي”، توصلت به هسبريس، إلى خطورة الدعوة لتبني المغرب لإعلان الشعوب الأصلية واعتبار الأمازيغ جزء منها، واصفا إطلاق تسمية الشعب الأصلي على الناطقين بالأمازيغية بكونه “إجرام في حق المغاربة، ونكران للثقافة الأمازيغية ورموزها”.

وفيما لي نص مقال د. رشيد الإدريسي كما ورد إلى الجريدة:

هل “الأمازيغ” شعب أصلي؟

التطرف بواسطة المفاهيم

خلال الأيام الأخيرة تمت إثارة مسألة الأمازيغية من جديد، وقد ذهب البعض إلى كون الخطاب الأمازيغي في الكثير من منطلقاته يستند إلى أفكار عنصرية لا يمكن إذا ما تم السكوت عنها إلا أن تؤدي إلى تقويض النسيج الوطني وبلقنة المغرب؛ بما يعنيه ذلك من تفتيت للجغرافيا وتقسيم لها على أساس عرقي طائفي، وجعل الكراهية والعداء بين جهات هذه الجغرافيا هو الأساس في نظرة طرف إلى الطرف الآخر.

وقد كان من ضمن ما أثار النقاش احتجاج أحد الفاعلين السياسيين على الجمعيات التي ترفع شعار الأمازيغية والتي تعتبر الأمازيغ “شعبا أصليا”، إذ رأى في هذه المقولة خطرا على مستقبل المغرب، مما جعل أحد المحسوبين على هذا الخطاب الأمازيغي النزوعي المتطرف يستغرب من ذلك ويتساءل كيف يمكن إلحاق صفة التطرف بمن يعتبر نفسه شعبا “أصيلا”؟ وبغض النظر عن عدم قدرة هذا الأخير على التمييز بين الأصلي والأصيل، فإن الحديث عن الشعب الأصلي بشأن الناطقين بالأمازيغية، وهي ترجمة غير صحيحة كما سوف نرى، يعتبر قمة في التطرف والعنصرية كما يعتبر عودة لمنطلقات الظهير البربري المشؤوم وذلك من بوابة الاتفاقيات الدولية التي لا تمت إلى المغرب ولا إلى تاريخه بأية صلة.

المفهوم وحدوده

نشير في البداية إلى أن تعبير “الشعوب الأصلية” ترجمة غير صحيحة لتعبيري peuples autochtones الفرنسي و Indigenous peoples الإنجليزي، فهي لا تفي بالمدلول المتداول في هاتين اللغتين، فاللفظان الأجنبيان واللذان ينوب بعضهما عن بعض، لهما حمولة دلالية خاصة نلمسها في المعجم اللغوي وحده دون اللجوء إلى تاريخ هذا اللفظ وتبعاته السياسية التي سنراها فيما بعد. ففي أغلب المعاجم والموسوعات نجد من بين معاني هذا اللفظ ما يلي: “سكان منطقة اجتاحها المستعمرون…منطقة واقعة تحت تـأثير المستعمرين”، وكمثال توضيحي يتم الحديث عن: “ثورات الأنديجين”. فالمعجم وحده، إذن، يكفي للدلالة على خطأ الترجمة العربية وعدم أدائها للمعنى المقصود في اللغات الأجنبية، وهذا وحده يحتم تعريب اللفظ بدل ترجمته والحديث عن معاهدة شعوب الأندجين أو الأوطوكطون، وبالتالي يتبين لنا خطورة أن يدرج ضمن هذه التسمية والاتفاقية الناطقون بالأمازيغية.

ويزداد هذا الملمح تأكيدا عندما نطلع على التعريف الذي وجه أشغال لجان الأمم المتحدة أثناء اشتغالها على هذا المفهوم، فتعريفها يؤكد هو الآخر على أن الشعب الأصلي هو شعب منحدر من سكان قدماء تم طردهم من أراضيهم من طرف شعب آخر مستعمِر، عمل على الهيمنة عليهم ومعاملتهم بشكل لا إنساني، وهم اليوم يعيشون بدرجة أولى تبعا لعاداتهم الخاصة وتقاليدهم الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، أكثر من تبعيتهم لمؤسسات الدولة التي ينتمون إليها راهنا. من خلال هذه المعطيات وغيرها كثير، تتضح لنا عدم صلاحية هذه التسمية لتوصيف الواقع المغربي وانحصار إجرائيتها في فهم تلك المجتمعات التي أدى فيها تلاقي شعبين إلى تهميش وسحق وإبادة المقيم من طرف الوارد، بدل امتزاجهما كما كان عليه الشأن عند تلاقي المكونات السكانية المغربية، وعلى عكس ما وقع في الولايات المتحدة الأمريكية وكندا وأستراليا وأمريكا اللاتينية وجنوب إفريقيا ونيوزيلاندا…حيث أبيد الهنود الحمر وأبورجين أستراليا وغيرهم ممن عانوا من الإقصاء والقتل الممنهج من طرف السكان الأوروبيين الوافدين الذين عزلوهم في محميات، لرغبتهم في تحقيق مصالح بعينها ولنظرتهم الدونية إليهم.

إن هذه المعطيات الأولية تكشف بأننا عند الحديث عن الشعوب الأصلية نكون إزاء سياق خاص وتاريخ محدد يمكن تحييزه في مرحلة ما – بعد الكشوف الجغرافية، كما نكون إزاء هجرات قريبة نسبيا من مرحلتنا التاريخية الراهنة لا تدخل في حسابها كل الهجرات التي عرفها التاريخ الإنساني، وهذه الخصوصية المرتبطة بالاستعمار الغربي هي التي جعلت ممثل الهند يشير – عندما تبنت الأمم المتحدة مشروع قرار يتعلق بإنشاء هيئة دائمة خاصة بقضايا الأطوكطون سنة 2002 – إلى أن بلده ليست له قضية يمكن إدخالها تحت عنوان الشعوب “الأصلية”، لسبب بسيط هو أن كل ساكنة الهند أصلية، لذلك دعا إلى ضرورة العمل على تقديم تعريف دقيق لهذه التسمية في القريب العاجل درءا للخلط وسوء الفهم.

المفهوم والسياق المغربي

الإدريسي: الحديث عن

هذه المعطيات كانت ضرورية ليدرك القارئ خطورة الخلفية السياسية التي يرمي إلى تحقيقها من يرفعون شعار الأمازيغية من ذوي الطروحات النزوعية العنصرية، والذين ينادون بضرورة تبني المغرب لإعلان الشعوب الأصلية واعتبار ما يسمونه بـ “الشعب الأمازيغي” جزءا منه؛ وهو ما يترتب عنه أن المغاربة ليسوا شعبا واحدا، كما يترتب عنه معان ثقافية وسياسية تحرف تاريخ منطقة المغرب العربي ككل، وتوجه المتلقي إلى تبني فهم للتاريخ يقوم على الصراع بين ساكنة المنطقة، ويدفعه نتيجة ذلك إلى اتخاذ مواقف قَبَلية وتجزيئية وطائفية. وهذا المنعطف المفاهيمي الذي يحدثه هذا اللفظ، لم ينبع من فراغ، بل جاء نتيجة صياغة هذا المفهوم انطلاقا من قراءة تاريخ شعوب وأماكن أخرى لا علاقة لها بالمغرب، بدليل أن تبني المفهوم من طرف النزوعيين “الأمازيغ” جاء في مرحلة تالية، بعد أن اكتملت صياغته بحيث لم يكن لهم أي إسهام في تأسيسه والتنظير له.

والواضح أن تبني الخطاب الأمازيغي النزوعي لهذه التسمية نابع من كونه خطابا عنصريا في عمقه، فتسمية الشعب الأصلي تفرض استحضار العنصرية بوصفها أداة لفهم واقع وتاريخ شعوب الأندجين وهو أمر مشروع هناك، وهذا ما يمكن لمسه في الكثير من وثائق الأمم المتحدة حيث نجد الحديث عن شعوب الأندجين من الهنود الحمر وأبوريجين أستراليا والإسكيمو وأقزام إفريقيا في نصوص تتحدث عن العنصرية تجاه هذا النوع من الشعوب مجسدة في التقتيل والاجتياح “نموذج الحروب الهندية”، والتصفيات الجسدية عن طريق التجويع ونشر الأمراض، ومختلف هذه الممارسات نسميها اليوم التطهير العرقي والقتل الجماعي”. وإدراج الأمازيغ في هذا السياق يستلزم قراءة التاريخ المغربي بوصفه عبارة عن صراع دائم بين شعبين اثنين وقراءته بمفاهيم العنصرية التي كانت تتحكم في تاريخ شعوب أخرى، والدعوة إلى ممارسة عنصرية مضادة لرفع هذا الحيف الوهمي الذي لا وجود له إلا في أذهان هؤلاء النزوعيين.

وللرفع من درجة تباين الحالة المغربية عن غيرها من الحالات الأخرى التي يصدق عليها اسم الشعوب الأصلية، نُذكر بما قام به الإنجليز من إجراءات ضد الشعب الأصلي الأسترالي (الأبورجين) فقد تم طردهم من أراضيهم ومن المحيط الذي ولدوا فيه، وجمعوا في محميات ومنعوا من ممارسة الصيد الذي يقتاتون منه، ومنعوا من ممارسة طقوسهم وتربية أطفالهم بأنفسهم؛ وفي هذا السياق صرح أحد المبشرين الألمان (ت. ج. بيشوف) بأن أي تزاوج مع السكان الأوائل سيعرض مستقبل أستراليا للخطر، وطالب بتركيز أهالي الأبوريجين في مناطق محمية حتى يتم منع التقائهم بالأوروبيين. هذا دون الحديث عن إبادة ما يقرب من 750.000 فردا سنة 1788 من طرف المعمرين و31000 سنة 1911، وتسميم منابع المياه وتوزيع أغطية وملابس تحمل جراثيم معدية بهدف إبادة الساكنة بأكملها. والدارسون يذهبون إلى أن الشعب الأصلي الأسترالي المتواجد على أرضه منذ ما يزيد عن خمسين ألف سنة لم يصبح أفراده مواطنين بشكل كامل إلا بعد استفتاء 1967، ولم يتم الاعتراف بأنهم هم المستوطنون الأوائل لقارة أستراليا إلا في سنة 1993.

إن من مظاهر الشعب الأصلي التوحد النسبي على مستوى الملامح والخصائص الجسدية، ناهيك عن الجوانب الأخرى التي تحددها المفوضية العليا لحقوق الإنسان كالتالي: “المحافظة على خصائص اجتماعية وثقافية واقتصادية وسياسية تميزهم بشكل واضح عن خصائص المجموعات الأخرى التي تتشكل منها الساكنة الوطنية”. فأي من المغاربة الأمازيغ الذين يعنيهم هذا الإعلان؟ هل هم الأمازيغ السود أم الأمازيغ البيض ذوو الأعين الفاتحة أم هم الأمازيغ السمر ذوو الشعر الأسود…؟ أم هم العرب الممزغون أم الأمازيغ المعربون؟

إن هذه الأسئلة تثبت هشاشة هذه التسمية وعدم علميتها في توصيف الحالة المغربية، إنها وجدت لفهم تاريخ آخر، ولذلك فإنه من أجل مطابقتها للحالة المغربية، علينا أن (نغير/ نشوه) التسمية أو المغرب، ولا مهرب من أحد هذين الخيارين السيئين. فهذا المصطلح، إذن، لايؤدي إلا إلى الوقوع في التعميمات اللاعلمية، ذلك لأن الحالة المغربية فريدة من نوعها إذ هي تجسد بوتقة الصهر «melting pot» بامتياز، ومن الصعب تحويل ما صهره التاريخ إلى إناء للسلاطة «salad bowl».

نتائج المفهوم ومآلاته

لا أحد يجادل بعد كل ما قدمناه في عدم جدوى سحب هذا المفهوم على جزء من المغاربة دون الآخر، فهذا المفهوم والإعلان المرتبط به جاء استجابة لجغرافيا وتاريخ محددين، وهو مفهوم يرمي إلى التكفير عن ذنب المرحلة الاستعمارية التي قتل فيها الاوروبي ملايين أفراد هذه الشعوب. وهنا لا بد من طرح سؤال عن السبب في إصرار بعض النزوعيين ومن بينهم الكونغرس الأمازيغي وبعض الجمعيات المغربية على المطابقة بين مفهوم الشعوب الأصلية والهوية الأمازيغية؟

إن من ثوابت الخطاب النزوعي العمل على ترسيخ وتعميق الفروق والتمايزات بين المغاربة بشكل مرضي؛ ولذلك فقد دعا ورسّم وما زال يحاول فرض ترسيم كتابة الأمازيغية بحروف فينيقية لا تمت إلى تاريخنا بأية صلة، وذلك ضدا على الحرف العربي الذي كتبت به الأمازيغيات منذ دخول الإسلام إلى المغرب، كما عمل على كتابة هذه الأبجدية من اليسار إلى اليمين للتقرب من الأبجدية اللاتينية والقطع مع العربية حتى على مستوى حركة اليد، بينما كتب هذا الحرف (تيفيناغ) تاريخيا، من اليمين إلى اليسار ومن اليسار إلى اليمين ومن أعلى إلى أسفل ومن أسفل إلى أعلى، وهو رسم أمازيغية وهمية موحدة ضدا على اللغة العربية التي ستصبح ضمنا لغة فئة من المغاربة دون أخرى، وهو يدعو كذلك إلى اعتماد تقويم يسميه أمازيغيا ضدا على التقويم الميلادي الذي يعتمده جل العالم المتقدم وكذا التقويم الهجري الذي هو حسب رأيهم تقويم ارتبط بالعرب وبحدث عربي لا صلة به للمغاربة… والنزوعي في عمله على تعميق هذه التمايزات يفقد أحيانا صوابه ويتحول إلى عنصري مريض يدعو إلى تحليل دماء المغاربة مخبريا لمعرفة الأمازيغي منهم ممن ليس كذلك، والتفريق بينهم بيولوجيا بعد أن فرقهم ثقافيا كما دعا إلى ذلك ضمنا محمد شفيق.

إن الانخراط في هذا الإعلان هو استمرار لهذه الاستراتيجية التمييزية؛ أي فصل جزء من المغاربة عن جزء آخر وإدخالهم، بوصفهم ينتمون إلى أصول مختلفة، في صراع افتراضي قد يتحول يوما ما إلى صراع على أرض الواقع. وهي رؤية، بالإضافة إلى أنها تنكر الواقع والتاريخ، لا براغماتية، لأنها تخلق للمغرب مشاكل وتستوردها له من بيئات أخرى، وتفرض عليه أن يعيش الحاضر انطلاقا من تاريخ وماض لم يسهم في صنعه لا هو ولا أسلافه. ومفهوم الشعب الأصلي بالنسبة للمغرب، وحده كاف لتضخيم الاختلافات وتعميقها بشكل مرضي كما نجد ذلك لدى الخطاب الأمازيغي النزوعي القائم على العنصرية التي ألقى بذورها الأولى في التربة المغربية منظرو الاستعمار الفرنسي.

فهذا التمييز نفسه هو الذي كان يهدف إلى تحقيقه المستعمر عند إصداره للظهير البربري، ولتقاطعهما في هذه النقطة، تجد النزوعي اليوم، والذي فضحته وثائق ويكيليكس، يدافع عن هذا الظهير بحماس ويتعامل معه بوصفه دفاعا عن الأمازيغية، لأنه خص بعض المغاربة بالعرف دون غيرهم؛ أي أنه فصل بين المغاربة وميز بعضهم عن بعض على المستوى القانوني، تمهيدا لإدخالهم في مواجهة فيما بينهم؛ أي أنه حاول التأصيل للتمايزات قانونيا، تمهيدا لنقلها إلى المستوى الجغرافي بعد المرور بمرحلة التقاتل والتطاحن الذي يجعل الحل الممكن هو تجزئة المغرب، والتجزئة ستكون آنذاك مقبولة من طرف الكل بل ستصبح عملا نبيلا وإنسانيا لأنها ستؤدي إلى حقن الدماء، وما يجري في العراق اليوم تجسيد واضح لذلك. فاللعب على التشابه والاختلاف وتقليص الأول وتضخيم الثاني قاسم مشترك بين هذا الظهير وهذا المفهوم الذي ظهر لمعالجة مشاكل شعوب أخرى.

المفهوم والعمل

يقال إن معنى الكلمة يكمن في الفعل والعمل الذي تنتجه، وقد لاحظنا من خلال التحليل الذي قدمناه أن معنى “الأصلية” في السياق المغربي لا يمت بأية صلة لتاريخنا والعلاقات القائمة بين مكونات مجتمعنا وكذا ثقافتنا، وهو إلى جانب ذلك ينتج أو قابل لأن ينتج أفعالا تصب كلها في إشعال جذوة الصراع بين المغاربة وتحويل بعضهم عدوا لبعض. وقد يؤدي هذا التصور في النهاية، بحديثه عن الشعب الأمازيغي بدل الشعب المغربي، إلى التشجيع على زرع فكرة التجزئة كأفق لدى فئة هدفها الأول “ضمان” مصالح رخيصة ولو أدى ذلك إلى تقويض الوحدة الوطنية.

بناء على ما سبق، نقول بإن إطلاق تسمية الشعب الأصلي على الناطقين بالأمازيغية من طرف بعض العنصريين المتسترين برداء الأمازيغية هو إجرام في حق المغاربة جميعا وتشويه للتاريخ المغربي ونكران للثقافة الأمازيغية ولرموزها ومثقفيها الذين فكروا في المغرب كمجموعة ثقافية متكاملة، وارتضوا لأنفسهم الانخراط في الحضارة العربية الإسلامية وساهموا في صنعها ونقلها إلى مناطق أخرى من العالم. فتمزيغ عرب “أقحاح” وتعريب أمازيغ “خلص”، وحدها هذه الحقيقة تجعل الحديث عن شعب أصلي في السياق المغربي وهما وأسطورة وخطأ فادحا في حق المغاربة جميعا، ذلك أن الشعب الأصلي يفترض وجود ذاتين متمايزتين غير متنافذتين، تقيمان بينهما علاقة عمودية ينظر من خلالها طرف إلى الآخر نظرة احتقار واستصغار وعنصرية، وهو ما يمنع من تواصلهما وإقامتهما لحضارة مشتركة، لذلك وجب التحذير من هذا النوع من التفكير المتسرع والسطحي غير الخاضع للنقد، وتبيان خطورته وأبعاده الثقافية والسياسية.

[email protected]