أعلنت الأمم المتحدة أن حركة طالبان تعهدت بضمان سلامة العاملين في المجال الإنساني، في حين بدأت دولة قطر تسيير جسر جوي لنقل المساعدات إلى أفغانستان.
وقالت الأمم المتحدة الأحد إن السلطة القائمة في أفغانستان تعهدت أيضا بضمان إيصال المساعدات الإنسانية إلى الشعب الأفغاني.
وأضافت أن نصف السكان في أفغانستان يحتاجون إلى المساعدة الإنسانية للبقاء على قيد الحياة.
وتأتي التصريحات الأممية بعيد محادثات أجراها مارتن غريفيث وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في كابل مع رئيس المكتب السياسي لحركة طالبان الملا عبد الغني برادر وقادة آخرين في الحركة، وتناولت القضايا الإنسانية.
الصليب الأحمر
من جهة أخرى، أكد رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر بيتر ماورير التزام اللجنة بالبقاء في أفغانستان لمساعدة الشعب الأفغاني على التعافي.
وجاء ذلك قبيل وصوله إلى أفغانستان الأحد في زيارة تستمر ثلاثة أيام سيجول خلالها على المرافق الطبية التي تدعمها اللجنة الدولية، ومراكز إعادة التأهيل البدني التي تعالج ضحايا العنف والمرضى، إلى جانب عقده لقاءات مختلفة.
وقال ماورير إن مستقبل جميع الأفغان يعتمد على استمرار تعاطف العالم الخارجي وتضامنه معهم واستثماره في دعمهم، حسب تعبيره.
جسر جوي قطري
في الأثناء، وصلت إلى مطار كابل الدولي الأحد طائرة قطرية تحمل مساعدات إغاثية عاجلة للشعب الأفغاني مقدمة من جمعية قطر الخيرية والهلال الأحمر القطري، وذلك بهدف توفير الاحتياجات الضرورية العاجلة.
وقال السفير القطري في كابل سعيد بن مبارك الخيارين إن وصول هذه الطائرة يأتي ضمن جسر جوي سيستمر خلال الأيام المقبلة.
وكانت طائرات قطرية أخرى وصلت خلال الأيام الماضية إلى العاصمة الأفغانية وهي تحمل معدات وتجهيزات فنية لإصلاح مطار كابل.
وفي السياق، قال كبير موظفي البيت الأبيض رون كلين إن الولايات المتحدة تأمل أن تتمكن قطر خلال الأيام المقبلة من إعادة تشغيل الرحلات الدولية من مطار العاصمة الأفغانية كابل.
وفي مقابلة مع شبكة "سي إن إن" (CNN) أشار كلين إلى أن عدد الأميركيين الذين لا يزالون في أفغانستان يقدر بـ100 شخص، وشدد على أن إدارة الرئيس جو بايدن ستواصل العمل لإخراج الراغبين في مغادرة البلاد.
من جهته، دعا النائب الجمهوري مايك والتز الخارجية الأميركية إلى العمل مع منظمات غير حكومية قال إنها تحاول نيل الموافقة لتسيير رحلات طيران عارض لإجلاء أميركيين وحلفاء معرضين للخطر ما زالوا يختبئون في العديد من المدن الأفغانية بالقرب من المطارات بانتظار التصريح لهم بمغادرة البلاد.
وفي وقت سابق، عادت حركة الملاحة الداخلية إلى المطارات الأفغانية، واستقبل مطارا قندهار وكابل الأحد طائرة قادمة من هرات (غرب)، وكان قد تم تسيير رحلات داخلية أخرى، بينها رحلة إلى مزار شريف (شمال).
الحديث مع طالبان
وفي برلين، قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الأحد إن بلادها تريد التحدث مع حركة طالبان الحاكمة في أفغانستان بشأن كيفية إجلاء متعاقدين محليين عملوا مع ألمانيا وما زالوا هناك.
من جهته، قال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إن الاتحاد مستعد للتعامل مع حكومة طالبان المرتقبة، لكنه أضاف أنه يتعين على الحركة احترام حقوق الإنسان، ومنها حقوق المرأة، وألا تترك أفغانستان تتحول إلى قاعدة للإرهاب.
وإلى جانب الولايات المتحدة، أعلنت دول أوروبية -بينها بريطانيا وألمانيا- أنها تجري اتصالات مع حركة طالبان من أجل ضمان سلامة عدد من رعاياها أو من الأفغان الذين تعاونوا معها في السنوات الماضية، وتضع عواصم غربية شروطا -من بينها ضمان الخروج الآمن لهؤلاء من أفغانستان، واحترام حقوق الإنسان- كي تتعامل مع حكومة قد تشكلها طالبان قريبا.
وأقامت الدول الغربية بقيادة واشنطن جسرا جويا ضخما في 14 أغسطس/آب الماضي عقب سيطرة طالبان على كابل، لكن عمليات الإجلاء انتهت في الـ30 من الشهر نفسه، دون التمكن من نقل جميع الأفغان الراغبين في مغادرة البلاد.
وبلغ عدد الذين تم إجلاؤهم الشهر الماضي من كابل 124 ألفا، ويضم العدد المواطنين الأميركيين ومواطني دول حليفة لواشنطن ومواطنين أفغانا تعاونوا مع القوات والمؤسسات الأجنبية في أفغانستان.