الأخبار المتعلقة
بملابس سوداء، وملامح مقهورة، وعيون يملؤها الحزن، وكدمات متفرقة في أنحاء الوجه، عقدت محاكاة مصورة لإحدى أكبر المشكلات المأساوية التي تتعرض لها كل أنثى، بغض النظر عن طبقتها الاجتماعية، وطبيعة ملابسها، إذ عكست عدسة المصور الشاب محمود طنطاوي، حجم المعاناة التي تعانيها الفتيات والسيدات، لينج في بلقطات مؤثرة في إيصال فكرة مبادرته «لا للتحرش».
جلسة تصوير مبادرة «لا للتحرش»
يروي محمود لـ«هن»، كواليس جلسة التصوير، وسبب اختياره قضية التحرش، موضحا أن الفكرة خطرت على باله، عند ملاحظته ازدياد حالات التحرش: «كنت حابب أوصل الرسالة بصورة مرئية تلفت الانتباه».
واتفق محمود، مع نورهان عوض، بطلة فوتوسيشن محاربة التحرش، على تجسيد صور الضحايا بشكل أقرب للواقعية، بالاستعانة بلمسات بسيطة من المكياج، لتوصيل الفكرة، كما لو أنها حقيقية، بالإضافة إلى تجهيز إطلالة الفتيات الأخريات.
الحجاب لا يمنع الاعتداء
ظل طنطاوي، يفكر في تفاصيل جلسة التصوير، قرابة 4 أشهر، ركز خلالهما على دقة التفاصيل، كربط الفتيات بشريط أصفر، كناية عن كونهن دائما مقيدات وخائفات من المجتمع: «الشريط بيوصل فكرة إن البنت دايما يتكون مقيدة، لأننا مجتمع شرقي، والبنت بتخاف تتكلم، وأنه عيب وميصحش».
ظهرت في الصور فتيات مرتديات للحجاب والنقاب، إلى جانب اثنتين بدون غطاء رأس: «اتعمدت ظهور بنات بالحجاب والنقاب، عشان أوصل أن المتحرش مش بيفرق بين ضحاياه، سواء كانت بنت محجبة أو لأ».
التجارب سر صدق المشاعر
أثناء جلسة التصوير، كانت نورهان، تفكر في وقائع سيئة واجهتها في الماضي، لاستحضار شعور القهر، كي يكون الإحساس والدموع حقيقيين، وساعدتها صديقاتها على إيصال الفكرة، بالبراعة التي ظهرت في الصور.
وأثارت الصور إعجاب رواد مواقع التواصل الاجتماعي، إذ جاءت أغلب التعليقات إيجابية، معبرين عن مدى انبهارهم بدقة التفاصيل لإيصال فكرة المبادرة، التي تبناها «طنطاوي» بمنتهى البساطة.
يشار إلى أن محمود طنطاوي، من مواليد 2002، بمدينة بور فؤاد بمحافظة بورسعيد، وكان شغوفا بالفن منذ نعومة أظافره، لكن فضل التصوير عن التمثيل والهوايات الأخرى، وأراد أن يكون له لمساته المختلفة، باختيار قضايا مهمة، ومحاولة إبراز السلبيات أو الإيجابيات عبر الصور، إذ اقتنى أول كاميرا في 2018، ويعمل حاليا يعمل بمجال تصوير الأزياء والتجميل، ودائما ما تنال صوره إعجاب رواد السوشيال ميديا.