متحف «بيت بيروت» مغلق حتى إشعار آخر
أضراره جسيمة بسبب انفجار المرفأ لكنه غير مهدد بالسقوط الأربعاء - 23 ذو الحجة 1441 هـ - 12 أغسطس 2020 مـ رقم العدد [15233]بيروت: فيفيان حداد«نظراً للظروف الراهنة أغلق المعرض حتى إشعار آخر». عبارة تختصر بكلمات قليلة الأضرار الجسيمة التي أصيب بها متحف «بيت بيروت» في منطقة السوديكو.فهو كغيره من المباني والعمارات البيروتية طاله انفجار مرفأ بيروت الذي حصل في 4 أغسطس (آب) الحالي. وعلى أثره أغلق المتحف أبوابه كغيره من المعارض والمتاحف المتضررة من الانفجار.من يمر أمام الواجهات الزجاجية الضخمة لمتحف «بيت بيروت»، التي كان المارة يسترقون منها النظر إلى بعض محتوياته الفنية، سيشعر تلقائياً بفداحة الموقف. فحطام الزجاج المتراكم يلفتك من بعيد، وقد وضعت قوى الأمن الشرائط الصفراء حول المبنى منعاً لدخوله. والمعروف أن واجهات المتحف تحمل مشهدية ثلاثية الأبعاد لتقاطعها مع أكثر من شارع بيروتي بينها «دمشق الدولي» و«بشارة الخوري» و«السوديكو».وحسب الملصق المعلّق على واجهة المتحف، فإن النية لإعادة افتتاحه لا تزال واردة. أما المهتمون بأخباره والراغبون بمعرفة كل جديد يتعلق بموعد عودته إلى الحياة، فالمطلوب منهم متابعة أخبار المتحف عبر الموقع الإلكتروني «Lebanesepavillon 2018».المبنى، وعلى عكس بعض الأخبار غير الصحيحة التي يتم تداولها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، هو غير مهدد بالسقوط. ميزة هذا المبنى تتمثل بحفاظه على آثار الرصاص وشظايا القنابل التي طالته أيام الحرب اللبنانية. فكان شاهدا حيّاً لحرب أهلية قاسية عانى منها اللبنانيون لسنوات طويلة. بقيت هذه العمارة منتصبة وسط شارع السوديكو بالرغم من كل المآسي التي شهدها، واليوم أضيفت إليها آثار انفجار مرفأ بيروت لتزيد على جراحه أخرى حديثة.وحسب إحدى المسؤولات عنه، فإن عملية ترميم المتحف التي استغرقت سنوات متتالية أخذت بعين الاعتبار تحصينه من أي خطر يمكن أن يداهمه، ويسهم في سقوطه. فتمّ تدعيمه بأطنان من الحديد كي لا تتأثر بنيته حتى بالزلازل والهزات الأرضية. في عام 2009 كلفت بلدية بيروت المهندس المعماري اللبناني يوسف حيدر، بإدارة أعمال ترميم المبنى، وهو الذي يملك خبرة كبيرة في ترميم المباني التقليدية في وسط بيروت وطرابلس. حصل حيدر على المساعدة من لجنة المهندسين المعماريين التي شكلتها بلدية باريس، وعملت هذه اللجنة على تطوير مشروع إعادة تأهيل المتحف، وقد تشكلت من أعضاء مجموعة متنوعة من التخصصات، وبلغت تكاليف التخطيط والترميم 18 مليون دولار أميركي.خسائر المتحف المبدئية تتمثل بتحطم زجاج واجهاته وتأذي بعض مقتنياته في مجمل طوابقه. يجري حالياً كنسه وتنظيفه من قبل موظفيه، وعدد من المتطوعين الذين بادروا إلى مساعدة المتحف في لملمة جروحه.متحف بيروت الذي جرى افتتاحه منذ نحو 4 سنوات يعرف أيضاً بـ«بناية بركات» و«المبنى الأصفر». وهو معلم تاريخي وشاهد حي على الحرب في لبنان صممه المهندس يوسف أفتيموس في عام 1924. تم بناء مبنى بركات بأسلوب الصحوة العثماني باستخدام الحجر الجيري من دير القمر الملون، بلون المغرة (اللون الذي أعطى المبنى اسمه هذا)، ويتكون المبنى من بناءين سكنيين راقيين كل منهما يتكون من أربع طبقات، بالإضافة إلى مصطبة على السطح، ويتم ربط واجهات الكتلتين معاً من خلال الأعمدة المفتوحة المزينة بأعمال الحديد المطاوع، ويتم فصل البناءين بواسطة ردهة مركزية تتصل بالمدخل الرئيسي للحديقة - ذات المناظر الطبيعية في الفناء الخلفي - وسلالم المباني، ويقع مبنى بركات على طريق الشام، حيث كانت محطة الترام تقف من قبل.استضاف «بيت بيروت» عدداً من المعارض الفنية، بينها للمنحوتات، وأخرى للوحات رسم، وكافة الفنون التشكيلية المعروفة الأخرى. وكان أحدثها معرض «ما تبقى» الذي مثّل لبنان في المعرض العالمي للعمارة «بينالي فينيسيا». كما استقبل نشاطات فنية عديدة كتحية لعمالقة الفن من لبنان، بينهم فيروز.