فضاء ومحيط المدرسة العمومية بين الأصالة والحداثة

  • زمن:Apr 01
  • مكتوبة : smartwearsonline
  • فئة:شرط

– Public school space & environment between tradition and modernity

– Espace et milieu de l’école public entre tradition et modernité

– Espacio y ambiente de la escuela pública entre la tradición y la modernidad

ورد في أحد تقارير ولاية نيو همبشاير للتربية والتعليم (New Hampshire Department Of Education) أن الحالة البيئية والمادية للمباني المدرسية وبنية المدرسة بأكملها (أي بجميع مرافقها) هي عامل رئيسي في صحة وسلامة الطلاب والموظفين والزوار. ويؤكد كل من أي. س. أوريل لورانس (A.S. Arul Lawrence) و أي فيمالا (A. Vimala) في أحد مقالاتهم بمجلة الدراسات التربوية والتعليمية العالمية (عدد 2 سنة 2012م) أن بيئة المدرسة تلعب دوراً أساسياً في تكوين شخصية الطالب. كما أن عدداً كبيراً من الباحثين يرون بأن هنالك علاقةً بين فضاء ومحيط المدرسة ومخرجاتها أو مردودية طلابها.

وبما أن لكل شيء فضاء ومجال في هذا الكون، فالمدرسة هي أيضاً لها فضاء يجعلها تختلف عن باقي المنشآت العمومية أو الخاصة الأخرى. ولعل المنظر الخارجي هو ما يجعل منها مَعلَمَةً متميزة ومعروفة لدى الجميع. وبما أن الأمر كذلك، فلا بد من الحفاظ على تلك المعلمة لتظل نبراساً ومنارة تشع بنور المعرفة والفكر وتلقى احترام الكبير والصغير في المجتمع. كما يمكن تقسيم الفضاء المدرسي إلى جزأين أساسيين وهما: الفضاء الداخلي للمدرسة، والفضاء أو المحيط الخارجي، ولكل منهما خصوصيات ومتطلبات تساهم في سيرورة العملية التربوية والتعليمية لكي تتمكن المدرسة من تحقيق متطلباتها وتحصل على رضى المجتمع. ولا يمكن أن نتوقع من مدرسة أن توفي بهذا وسقفها تبللُ قطراتُه دفاتر التلاميذ، أو يكاد يخر فوق رؤوس هؤلاء الصغار الأبرياء، أو لا تتوفر حجراتها على وسائل تدفئة في البوادي الباردة أو في أعالي الجبال المكسوة بالثلوج، أو التكييف اللازم في المناطق الحارة التي تكاد تخنق تنفس الصغار.

فما هو الفضاء الداخلي للمدرسة إذاً؟

للفضاء المدرسي أثر بالغ على نفسية التلاميذ والمدرسين أو الموظفين بشكل عام. فالفضاء المدرسي إما أن يكون جذاباً بجماله ونقاء أجوائه ومرافقه، فتقع محبته في قلب التلاميذ، أو يكون مبعثراً ومتّسخاً يدعو شكله إلى النفور والاشمئزاز ويزرع في قلوب الصغار الخمول والكسل، بل وحتى الرعب والخوف والنفور. والفضاء المدرسي ذو أهمية قصوى لأنه المكان الذي يحتضن جزءاً كبيراً من الحياة التي يعيشها المتعلمون في جميع الأوقات والأماكن المدرسية بما في ذلك أوقات الدرس والاستراحة والإطعام والساحة والأقسام والملاعب الرياضية ومواقع الزيارات التربوية أو التعليمية، قصد التبادل الفكري والمعرفي. وتعتبر تلك الزيارات فضاءاً يجب اختياره بكل دقة ومهنية تراعى فيه جوانب السلامة خلال عملية النقل أو التجول ويروم إلى تربية التلاميذ أو الطلاب من خلال جميع الأنشطة المبرمجة التي تراعي الجوانب المعرفية والوجدانية والحس بغية صقل مهاراتهم وشخصياتهم، ولن تكون تلك الزيارات فضاءاً نافعاً إلا إذا كان هنالك ضمان ال الفعلية والفعالة لكافة الفرقاء المعنيين بما فيهم المتعلمون والمدرسون والإدارة التربوية والأطر التي تهتم بالتوجيه التربوي وآباء وأمهات التلاميذ، وكذلك شركاء المؤسسة.

وتبعاً لذلك فإن إعداد الفضاء أو المحيط المدرسي المثالي يروم إلى تحسين أداء المؤسسة التعليمية وكذلك تخليق الحياة المدرسية بغية تحقيق تربية أساسها غرس مكارم الأخلاق في طلابها وتحقيق تحصيل علمي عالي المستوى يستند إلى تعدد الأبعاد والأساليب والمقاربات والمساهمين، في إطار رؤية شمولية وتوافقية بين جميع الفاعلين والمتدخلين في المنظومة التربوية على مستوى المؤسسة، ويهيئ جيلاً يسدّ حاجة سوق الشغل من أيادٍ عاملة مطورة يتم تأهيلها على جميع المستويات بما في ذلك الجانب الأخلاقي والمعرفي والمهني لتكون مرجعيته مدرسة عمومية متكاملة ومنفتحة على محيطها الخارجي باعتباره امتداداً طبيعياً لها يساهم إلى جانبها، في التنشئة التربوية للأجيال ويساهم في تحقيق المواصفات المحددة في المناهج والمقررات الدراسية في شخصية المتعلمين، وتنمية الكفايات والقيم التي تؤهلهم للاندماج الفاعل في الحياة العملية وسوق الشغل، دون أن يمسّ هذا الانفتاح على الخارج جوهر مهمة المؤسسة في التربية والتكوين، ألا وهو الحفاظ على هوية الطالب وثقافته بكل مكوناتها وأطيافها، وكذلك الثوابت الدينية والوطنية واللغوية، وتشمل تلك الثوابت أيضا الكفايات والقيم، التي تسعى الحياة المدرسية إلى تحقيقها أساساً، وأهمها تلك الكفايات المرتبطة بتنمية الذات من خلال الاستراتيجية والتواصل الفعال والمنهجية والثقافة والتكنلوجيا الحديثة. ويمكن أيضاً إضافة الكفايات القابلة للاستثمار في التحول الاجتماعي، والكفايات القابلة للتصريف في القطاعات الاقتصادية والاجتماعية. كل تلك الكفايات التي تم ذكرها يجب أن تُؤسّسَ على بنية متينة قوامها التربية على القيم الإسلامية والإنسانية (بما في ذلك القيم المتعلقة بالتسامح والتعايش)، وقيم المواطنة وحقوق الإنسان ومبادئها الكونية (دون الخروج عن مبادئ الدين وأعراف المجتمع)، كما أن محيط المدرسة يجب أن يساهم في تكوين شخصيةٍ مستقلة ومتزنة لدى الطالب قادرة على أن تتخذ المواقف المناسبة حسب الوضعيات المختلفة، وتقوية الثقة بالنفس وعدم الاتكال على الغير .كما لا ننسى هنا أن وقود الشحنة التي تحفز التلاميذ والمدرسين وجميع الأطر والجهات ال في العملية التربوية والتعليمية يجب أن يكون “حبّ التسابق في فعل الخيرات والإحسان”.

مقومات الفضاء أو المحيط المدرسي:

يمكن القول أن الفضاء المدرسي أو المحيط المدرسي يشبه إلى حد ما بيت العائلة. فبمجرد أن تقف أمام باب البيت بإمكان مخيلتك أن تنسج صورة نمطية أو نظرة مسبقة أو تصور عن أهله ورواده. فإن رأيته، على سبيل المثال، مرتباً ومطلياً بدهن جذاب وزُيّنَت جدرانه وجنباته بنباتات وأغراس وورود، علمت بدون شك أن داخله سيكون أيضاً مرتباً؛ وإن رأيت باب البيت مكسورا وجدرانه غلب عليها الإهمال وحفت بجنباته الأزبال والقاذورات، علمت، لا محالة، بأن داخل البيت سيكون درباً من الفوضى والوساخة. وعلى نفس السياق، وأنت واقف بباب المدرسة، بإمكانك أن تُكوّن نظرة مسبقة عما سيكون داخلها (بل وحتى نظرة عن مخرجاتها). ولا شكّ أن الاعتناء بالمنظر الخارجي للمؤسسة لا يساعد روادها فحسب، بل إنه يساهم في إضفاء الجمالية على شكل المدرسة وعلى جمالية محيطها ويساهم أيضاً في جمالية الشارع الذي توجد به.

أما الفضاء الداخلي فيشمل أكثر من جزء، إذ يضم حجرات الدراسة بكل مكوناتها، وممرات الفصول الدراسية والمختبرات والمكتبة والمسرح والساحة والملاعب والقاعات الرياضية (إن وجدت). ولا ننسى بأن هنالك معايير ومقاييس عالمية ووطنية يجب اعتمادها ومن أهمها تلك المتعلقة بمكونات وعناصر البناء والشكل الهندسي، وكذلك معايير السلامة (وهي الأهم إذ هي شرط أساسي قبل الترخيص للمؤسسة بمزاولة مهامها). ومن أهم متطلبات الحجرات الدراسية وجميع المرافق الأخرى ما يلي:

سلامة المبنى والسقف والنوافذ.

سهولة الولوج (easy access)، مع مراعاة ذوي الاحتياجات الخاصة.

أن تكون مساحة الحجرة كافية ومريحة تسهل فيها حركة التلاميذ ويمكن تحريك الطاولات والكراسي بسهولة خاصة خلال الأنشطة الجماعية (group activities)

أن تتوفر الحجرة على أدوات تدفئة أو تبريد حسب الظروف (heating or air-conditioning)

أن تتوفر حجرة الدرس على أدوات تدريس حديثة (modern teaching tools)

أن تعطى الفرصة للتلاميذ بأن يقوموا هم أنفسهم بتزيين حجرتهم الدراسية حسب ذوقهم وإبداعاتهم.

أما باقي المرافق، فتنطبق عليها نفس المعايير فيما يخص سعة المكان وتهويته وتزويده بآليات التدفئة أو التبريد وأولاً وقبل كل شيء سلامة المبنى واحترام معايير السلامة حفاظاً على أرواح التلاميذ وكل طاقم المؤسسة. ولا مانع في أن يساهم كل التلاميذ في تزيين ساحة المدرسة ويكونوا هم من يغرس أشجارها ويرعاها وهم من يقوم برسم لوحاتها ورفع علم بلادهم فيها فرحاً ونشوةً ليكون فضاء المدرسة ساحة يمرح فيها الأطفال بكل عفوية وحرية وطلاقة.

مقومات المحيط الخارجي للمدرسة:

ليست المدرسة بمعزل عن باقي مكونات المجتمع، بل هي جزء لا يتجزأ من ذلك الفسيفساء الذي يميز شوارع أحيائنا عن غيرها. فبناية المدرسة لها مكانتها داخل الحي وهي معلمة ومرجعية للمجتمع تهوي إليها أفئدة أبنائنا منذ نعومة أظافرهم وتربطها بآبائهم روابط وطيدة لأنها هي التي ترسم معالم توجهاتهم وتحدد مساراتهم المستقبلية. والمحيط الخارجي للمدرسة لا يضم فقط الشكل الهندسي الخارجي لها، ولا البوابة الكبيرة وجنباتها، بل هو ذلك المحيط الذي يضم العنصر البشري أيضاً.

فضاء ومحيط المدرسة العمومية بين الأصالة والحداثة

فالمجتمع المدني يساهم في تشكيل المحيط الخارجي للمدرسة، كما أن جميع السلطات المحلية بما في ذلك الإدارة العمومية والسياسيون والمنتخبون ورجال ونساء الأمن الوطني والقوات المساعدة والوقاية المدنية وجمعيات المجتمع المدني هي جزء من ذلك المحيط، فإن تدخلت وساهمت بقوة في العملية التربوية والتعليمية وساهمت بشكلٍ فعال في الأنشطة التوعوية والتحسيسية وبشكل مباشر، فلا شكّ أن ذلك سيحدث ارتياحاً لدى التلاميذ وأولياء أمورهم ويرفع بدون شك من مردوديتهم وتحصيلهم المعرفي. وإن حصل العكس، أي إذا كانت هنالك قطيعة بين تلك الدوائر والسلطات والمؤسسة التربوية والتعليمية، مما يؤدي إلى انتشار أوبئة المخدرات والعنف والجريمة وتفشي الغش والفساد وتلوث لمحيط المدرسة فإن ذلك يؤدي لا محالة إلى تقهقر المسيرة التربوية والتعليمية ويؤدي حتما لنتائج سيئة وعواقب وخيمة لا تنعكس على الطالب فقط، بل على المحيط الخارجي للمدرسة، أي المجتمع ككل وبجميع شرائحه.

دور العلاقات الإنسانية في محيط المدرسة:

لا شك أن العلاقات البشرية بصفة عامة تعتمد على آليات التواصل سواء عن طريق اللغة أو النطق أو الكتابة أو اللغة الجسدية. ولا شك أن التواصل الفعال والكلمة الطيبة يغذيان العقل والروح أيضاً. والكلمة الطيبة تساهم في بناء التفاهم والتشاور والحوار البناء، وتساهم أيضاً في بناء العلاقات الأخوية المتبادلة التي تضفي على المؤسسة روح المحبة والإخاء داخل وخارج أسوارها مصداقاً لقوله تعالى في سورة آل عمران: (ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك) صدق الله العظيم. ومما لا شك فيه أيضاً أن تلك العلاقات الطيبة تلعب دوراً في تقريب إدارة المؤسسة من أولياء أمور التلاميذ وتعزز روابط المحبة والإخاء بينهم. وقد أظهرت البحوث التربوية في هذا المجال بأن محيط المدرسة وفضائها يلعب دوراً في الرفع من مردودية التلاميذ. يقول تالتون وسيمبسون (Talton and Simpson (1987)) “إن الفصول الدراسية هي الوحدة الهيكلية الأساسية لنظامنا التعليمي، وطبيعة الفصول الدراسية تتأثر بشكل واضح من خلال تصميم المدرسة والأهداف التي اعتمدت على مستوى المدارس”.

وكما ورد في أحد المجلات العربية، فإن نجاح عمل المدرسة يتوقف على مدى تفهم مديرها والعاملين معه والمجتمع المحيط بالمدرسة لبعضهم البعض وتوثيق العلاقات الودية فيما بينهم ، وتماسكهم تماسك الصف الواحد ، وبهذا يصبح الجو المدرسي جو تسوده العلاقات الإنسانية السليمة التي تعمل على تماسك الجماعة المدرسية ، كما أن هذا التماسك يتيح للمدير أن يتعرف على معلمي المدرسة والعاملين معه ويتعرف على قدراتهم وميولهم واستعداداتهم وينعكس أثر ذلك على التلاميذ ويتعدى ذلك إلى بناء علاقات إنسانية جيدة مع أولياء أمور الطلاب والمتعاملين مع المدرسة” .

ما هو الفضاء والمحيط المدرسي المنشود؟:

لا شك أن العملية التربوية والتعليمية تعتمد في تحقيق أهدافها اعتماداً كبيراً على المعلم باعـتباره محور العملية التربوية، والركيـزة الأساسية في النـهوض بمستوى التعـليم وتحسينه، وهو أيضاً العنـصر الفعال الذي يتوقف عليه نجاح العملية التربوية والتعليمية في بلوغ غـاياتها وتحـقيق أهدافها ودورهـا في بناء أجيال مسلحة بالمعرفة الحقة والتحصيل العلمي النافع كي يساهموا في بناء وتماسك المجتمع وتطويره .وحيث أن الأداء الجيد للمعلم يُعتبر مفتاح ذلك النجاح ومن أهم المتطلبات الأساسية التي تنشدها وزارة التربية والتعليم وكذلك المؤسسـات التعليمية على اختلاف مستوياتها، وشرطاً أساسياً لكسب رضى أولياء أمور التلاميذ، فإن الاهتمام أولاً وقبل كل شيء بمكانة المعلم داخل المجتمع والحفاظ على كرامته وتوفير سبل الراحة له، ورفع مستوى أدائـه بمنحه فرصة التدريب المصاحب وحضور ورشات العمل والمؤتمرات والتجمعات الفكرية الرامية إلى توسيع آفاق المعرفة وتحيين المعلومات المتعلقة بنظريات التدريس، وتوفـير السبل المعينة التي تكفل نجاحه في عمله من أدوات تدريس وتقنيات حديثة ومكتبة وفضاء مدرسي جميل ومريح وجذاب، أمرٌ بالغ الأهمية. وبما أن المعلم والتلاميذ يقضون وقتاً كثيراً بداخل هذا الفضاء، فلا بد من مراعاة ما يلي عند تهييئ هذا الفضاء:

دراسة موقع المدرسة بحيث يكون مناسباً لبيئة التعليم ويراعى في ذلك الاختيار سياسة القرب (للتخفيف من آفة الهدر المدرسي وخاصة في العالم القروي).

مراعاة الشكل الهندسي الرامي إلى الحفاظ على الطراز المغربي والتراث الهندسي الإسلامي الأصيل، والابتعاد عن الأشكال الهندسية التي لا تبعث روح الجمال والسرور عند رؤيتها (بل لا تقدر أن تفرق بينها وبين باقي البنايات كالسجون مثلا).

الابتعاد عن كل أساليب الغش والفساد أثناء جميع مراحيل تشييد المدرسة العمومية.

إعداد قاعات مفروشة تتيح للتلاميذ الجلوس على شكل حلقات كما كان ذلك متعارفاً عليه في الحلقات الدراسية في المساجد والمدارس العتيقة، لكسر الروتين لدى التلاميذ وإدخالهم في جو النقاش الجماعي وتشجيع النقد الفكري (Critical Thinking) بكل حرية وفي جو فسيح بعيد عن صلابة الكراسي والطاولات المدرسية (كما يمكن استخدام تلك القاعات للصلاة أيضا).

أن يجمع الشكل العام للمدرسة ومرافقها بين الأصالة المغربية والحداثة ومواكبة العصر دون التفريط في الطراز المغربي الرفيع والذي هو مفخرة للمغاربة جميعا.

وضع كل معايير السلامة ومتطلبات ذوي الاحتياجات الخاصة للحفاظ على سلامة وأرواح جميع منهم في المؤسسة.

إعداد ساحة فسيحة وبلاط يدعو إلى الراحة لكي يمرح الأطفال ويركضوا ويتزحلقوا بكل طلاقةٍ وعفوية.

تجهيز قاعة الرياضة والملعب الرياضي بجميع ما يحتاجه التلاميذ والمدرسون وحثّ التلاميذ على ترتيبها والحفاظ على نظافتها بشكل دوري.

إعداد مكاتب للمدرسين وقاعة للقاءاتهم التشاورية اليومية وتكون قاعة مريحة تساعد المعلم على نيل قسط من الراحة مع الشاي المغربي الأصيل.

تجهيز جميع حجرات التدريس بوسائل تقنية حديثة ومكتبة تحتوي على مراجع وقصص يمكن للطلاب إعارتها بدون تكاليف.

خلق فضاء داخلي تشوبه الرحمة والرأفة والمحبة والإخاء، وتقوم فيه الإدارة والوزارة المعنية بتحفيز وتكريم كلّ عضو هيئة تدريس جادٍّ ومبدع وكلّ تلميذٍ متفوقٍ أو مثالي.

خلق محيط خارجي نظيف لا يجوب رصيف طريقه بائعو المخدرات ولا الحبوب المهلوسة ولا السجائر، ولا المغرضون الذين يحرضون على الأخلاق الفاسدة والعادات السيئة، ولا أولئك الباعة المتجولون الذين هم أنفسهم، يُخيّل إليك، وكأنهم شبه فاقدي الوعي أحياناً، ويغرقون محيط المدارس ببضاعة منتهية الصلاحية.

ضرورة الحفاظ على محيط مدرسي خارجي خالٍ من جميع أشكال السرقة والجريمة والعنف اللفظي والجسدي وذلك بتعزيز الحضور الأمني (ولو عن بعد) ووضع كاميرات مراقبة ترصد كل ما يجري حول المدرسة، والضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه بالعبث بسلامة أبنائنا وإخواننا وأخواتنا في قطاع التدريس وجميع أطر المؤسسة التعليمية.

وضع مسابقة لأفضل مدرسة من حيث الحفاظ على جمالها وحسن خلق مرتاديها.

هذا ويجب على وزارة التربية والتعليم السعي حثيثةً في إحداث مشروع إصلاح بنية المدرسة العمومية في بلادنا يروم إلى تصحيح وضعية الفضاء والمحيط المدرسي بكافة المدارس العمومية، ولنجعل من هذا المشروع حملة تشاركية وتكافلية لترميم كل مدرسة تحتاج إلى سقف جديد أو نوافذ أو سور خارجي أو مرافق أو معدات أو أجهزة إلكترونية أو قاعات أو مرافق رياضية أو مكتبة. ولنجعل من هذه الحملة ملحمة وطنية لإعادة المجد للمدرسة العمومية والرفع من مردوديتها في جميع ربوع الوطن، حملة نبيلة من أجل مدرسة جميلة، يتسابق فيها الساهرون على الجماعات المحلية وأصحاب الشركات الكبرى والمحسنون وكل من يسعى إلى فعل الخيرات والإحسان.

*مستشار

[email protected]